ابراهيم الجابري ـ هبة بريس
استنكر طلبة ماستر "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، قضايا ومناهج" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر مهراز بفاس، ابتزاز مُنسق الماستر المذكور للطالبات جنسيا، وذلك عبر مُراسلة مرفوعة إلى وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر.
واعتبر الطلبة المُحتجون في تصريح لموقع"هبة برس"، أن منسق الماستر المسمى (ح،ب) يستغل مكانته العلمية، داخل الكلية لمُمارسة "سلوكياته الشاذة" المتمثلة في التحرش الجنسي بالطالبات، وهو ما يتنافى مع قيم البحث العلمي، والدين الإسلامي، حسب تعبيرهم.
ولتأكيد صحة الخبر، أفادت طالبة بالماستر اسمها (ز،م)، من خلال تظلمها الذي يتوفر عليه موقع "هبة برس" أن الأستاذ المنسق (ح،ب) يُهدد الطالبات اللواتي يتمنًعن الخضوع لنزواته الجنسية، بطردهن من وحدة الماستر، كما قالت إنه "يتلفظ بكلام ساقط وبذيء".
وفي نفس السياق، تعرضت طالبة (م،ف) بنفس الماستر المذكور، لتحرش مُماثل، حيث قالت في شهادتها لموقع "هبة برس" إن منسق الماستر طلب منها مُحادتثه عبر الهاتف، وعندما فعلت، تحرش بها "بكلام جنسي"، لتقطع عليه الخط، الأمر الذي جعل الأستاذ يُعنفها رمزيا ومعنويا أمام زملائها في أثناء الحصص الدراسية.
وصرحت طالبة أخرى متضررة بالماستر، فضلت عدم ذكر اسمها، أن الأستاذ (ح،ب) لا يترك فرصة إلا ويُساومها بالمال من أجل الاستجابة "لنزواته الجنسية الشاذة"، وعندما ترفض يَستهزئ بها؛ وهو ما "يتسبب لها في انهيار عصبي"، ونوبات نفسية حادة تتكرر في أثناء الحصص الدراسية، وهو ما أكده طلبة وطالبات يدرسون معها لموقع"هبة برس".
كما أدلت طالبات سلك الإجازة، بشهاداتهن ل"هبة برس"، يشرحن فيها بتفصيل تام، تعرضهن للتحرش الجنسي من طرف نفس "منسق الماستر"، وأكدت طالبة بنفس السلك، أن الأستاذ (ح،ب) يخدش حياءهن "بكلام فاحش" كونُه يُبالغ في الحديث عن "تيمة الجنس والعلاقات الجنسية" خلال الحصص الدراسية.
وفي سياق ذي صلة، أفصحت طالبة أخرى في سلك الإجازة، في إفادتها ل"هبة برس" عن تعرضها لابتزاز جنسي من طرف نفس الأستاذ المدعو (ح،ب)، إذ استغل يوم الامتحان الشفوي، ليقول لها "هل تشتري سؤال الامتحان" في تلميح إلى رغبته الجنسية.
وفي اتصال موقع "هبة برس" مع المدعو (ح،ب) الذي يُشرف على ماستر التفسير الموضوعي للقرآن، قال إن "كل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة" والتي سماها "بالمُختلقة"، واعتبرها لا تخرج عن مكيدة بعض الطلاب الذين يتوفرون على نقط ضعيفة، مُضيفا أنها "مٌبيتة بشكل سياسوي"، وقال "هل أنا بليد كي أتحرش بطالباتي".
ويُطالب الطلبة المُحتجون والطالبات المُتحرش بهن الوزارة الوصية، بالتدخل العاجل من أجل فصل الأستاذ المنسق من مهامه البيداغوجية، إنصافا للطلبة والطالبات اللواتي تعرضن لكل أصناف الابتزاز الجنسي، وإلى حين تفاعُل الوزارة مع مطالبهم، قرر الطلبة الدخول، في مُقاطعة مفتوحة للدروس ابتداءا من يوم غد الإثنين.
هذا، وعرفت الجامعة المغربية في السنوات الأخيرة، حالات كثيرة في التحرش الجنسي، بالطالبات، أبطالُها أساتذة جامعيون؛ بحيث سبق أن قتل أستاذ جامعي بأكادير الطالبة سناء هدي التي كان يُشرف على بحثها في الدكتوراه سنة 2009؛ انتقاما منها لأنها لم ترضخ لمكبوتاته الجنسية، بالإضافة إلى تحرش أستاذ جامعي عرضي بجامعة ابن طفيل بطالبته السنة الفارطة، في كلية العلوم من خلال مواقع الدردشة؛ وما خَفي في الكواليس والحُجرات الضيقة والمُظلمة في داخل الجامعة وخارجها؛ أكبرُ وأعظمُ، الشيء الذي يقتضي التسريع بإخراج "قانون التحرش الجنسي"، إلى الوجود، كما يستدعي تجند "جمعيات المجتمع المدني والحقوقي" في المغرب، لمُحاصرة هذه الظاهرة التي باتت كابُوسا خطيرا يُهدد حُرمة الجامعة ومحراب الفكر.