المقاربة البنوية كاختيار منهجي لقراءة النص الادبي المعاصر

المقاربة البنيوية كاختيار منهجي لقراءة النص الأدبي المعاصر

بقلم: ذ. سعيد موزونن

الكتابة الأدبية الراهنة:

إن المتأمل في الكتابة الأدبية الراهنة وما يواكبها من حركة نقدية تتيح للمنجز

النصي إمكانيات جديدة للتأويل والتحليل والتنظير والاستنطاق المختلِف لعالم

النص يَلفى أن إعفاء النقد من آلياته الكلاسيكية و"المطلقة" ، والانفتاح على

المناهج الأدبية والدراسات النقدية المعاصرة بات ضرورة ثقافية وأدبية تفرضها

المثاقفة الإبداعية العالمية لخلقِ أفقٍ جديد للتحليل والتأويل، وحوارٍ تناصيّ مع النصوص، وانفتاحِ النص الأدبي على آليات نقدية جديدة وقراءات جديدة ممكنة، ( ولهذا لا مناص من الانفتاح على المناهج الحديثة، وما مِنْ مناصٍ من خلخلة نظرة التقليدانيّين للأدب بشكل عام وآليات تلقّيه، ولنا في التاريخ أُسوة حسنة في الانفتاح، لعل خير مثال لذلك في تراثنا: انفتاح المعتزلة الذين استفادوا من التحليل اليوناني للدرس البلاغي والنقدي والشعري ثم أقاموا صرح البلاغة والنقد المتميز عن ذلكم التحليل) وهذا لا يعني - أثناء انفتاحنا - أن نُبعد النص عن خصوصياته الثقافية والاجتماعية التي تميزه عن غيره/ الفرنسي والانجليزي والألماني والروسي وو.. ونُخضع النص قسراً كفأر تجارب لمختبرات ستراوس وفوكو وبارت وكريماص ولاكان وشارل مورون واسكاريبت وألتوسير وبروب وسوسير وآليات التحليل النفسي أو البنيوية أو التفكيكية أو السيميائيات العامة أو الشكلانية أو الواقعية ..إلخ، فَنُقَوِّل بعض النصوص ما لم تقل، وإنما أقول ما قال إمبرتو إيكو:"النص كونٌ مفتوح (open-end)"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، قابل للمساءلة والتأويل والنقد والتداول والانخراط في إعادة تشكيله وصياغته، على اعتبار أن النقد إبداع مُوَازٍ لإبداع الكاتب أو الشاعر أو الروائي أو..

المقاربة البنيوية كاختيار منهجي لقراءة النص الأدبي المعاصر :

لعل البعض يهتف ويتلذذ بأفول البنيوية وغروب شمسها بظهور الفتح الجديد: " ما بعد البنيوية" أو " ما فوق البنيوية"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، والبعض الآخر ينظر إليها على أنها في عزّ شبابها كانت موضة بين المثقفين (كما نجد لدى جابر عصفور في مقدمته لكتاب"عصر البنيوية" لإديث كيرزويل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وكذا زكريا إبراهيم في كتابه "مشكلة البنية" إذ أشار إلى أن "تحول البنيوية إلى موضة فكرية قد أفسد على أصحابها الشيء الكثير[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، بيد أني أرى أن الدراسة النقدية المتميزة للنص يلزمها أن تنطلق من النص ولا شيء غير النص، مادام هذا النص في أصله وكينونته وماهيته مادة لغوية ونسقا من العلاقات ذات النظام المستمر قبل أن يكون الناطق باسم المجتمع والواقع و"لاوعي" المبدع و"تداعيه"، ولما كانت البنيوية تتحرك بعيدا عن صنم الواقع والمجتمع وتصعر خدها للنص- باعتباره وثيقة نفسية، وتمتشّ امتشاشا مخّ النص، وتجعلنا أكثر ارتباطا بالنص وذات النص بشكل شمولي وفي علاقات مترابطة داخل كلّ واحد، وتكشف عن قوانين اشتغال المنجز النصي وبنيته الداخلية، ولا تحلق بعيدا عن بنية النص المقروء ونسقه ونظامه، وتقوم على ممارسة لغوية محضة تستقرئ المستوى التركيبي والدلالي والنحوي والرمزي والمعجمي والإيقاعي للنص، فلا مناص من ملازمة ثديها العامر ولا مندوحة لنا عنها -كاختيار منهجي – لدراسة النص الأدبي المعاصر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، ترجمة وتقديم: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2000،ص:42.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - بعدما سيطرت الوجودية في الخمسينات على المشهد الأدبي والفلسفي، ثم البنيوية في منتصف الخمسينات والستينات جاءت " ما بعد البنيوية" كمنطلق تحليلي جديد يقوم على مستويات مختلفة " فمن مبدأ سوسير في التمايز إلى مبدأ ياكوبسن في التقاطب الثنائي، ومن المفهوم الخاص للتقدم العلمي عند ألتوسير إلى الإنكار الكامل للتقدم العلمي عند فوكو، ومن القلب الأول للقاعدة والبنية الفوقية مع سوسير وليفي ستراوس ولاكان إلى القلب التام والأكثر للقاعدة والبنية الفوقية مع دريدا ودولوز وغاتري وبودريار- تمثل قصة ما فوق البنيوية قصة تكثيف وتطهير الذاتي." انظر كتاب: ما فوق البنيوية: فلسفة البنيوية وما بعدها، ريتشرد هارلند، ترجمة: لحسن أحمامة، الطبعة الثانية 2009، دار الحوار للنشر والتوزيع، سورية، ص:266 .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - انظر كتاب: عصر البنيوية: من ليفي ستراوس إلى فوكو، إديث كيرزويل، تر: جابر عصفور، عيون، الطبعة الثانية، الدار البيضاء،1986،ص:5.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - انظر كتاب: مشكلة البنية، زكريا إبراهيم، مكتبة مصر، ص: 11

شكرا على هذه المعلومات الأدبية

شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمة.
دمت بود كبير.

أفندي كتب:: شكرا على هذه المعلومات الأدبية

بارك الله فيك وجزاك خيرا ، شكرا على المرور العطر ، تقبل مودتي

نورالدين متوكل كتب:: شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمة.
دمت بود كبير.

شكرا على المرور العطر ، تقبل مودتي وامتناني

بارك الله فيك على تعميم الفائدة

شكرا جزيلا لك على هذا الانتقاء الرااااائع
و الإفادة الطيبة
بوركت و بوركت كل جهودك
ننتظر جديدك المميز
تقديري و مودتي
~~~~~~~~~~~~

» توظيف الأسطورة في النص الشعري العربي المعاصر
» النقد الادبي بين الامس واليوم
» تاريخ النقد الادبي عند العرب
» المدارس الادبية في الادب المعاصر
» ‎‎الرمزية في الشعر المعاصر بين الحداثة والغموض