منهجية القراءة الشعرية بالمدرسة الابتدائية:

1ـ تعريفها: هي نصوص شعرية من البحور الخفيفة في المستويات الأولى، ثم تتدرج نحو البحور الطويلة في المستويات العليا. و في هذه المستويات يمكن التعامل مع نصوص أدبية نثرية. و تتميز النصوص الأدبية من حيث المضمون بكونها تتميز ببنيتها الإبداعية و جرسها الموسيقي، بحيث تصبح هنا البنية الأدبية إحدى الروافد لاكتساب النسق اللغوي الفصيح لدى المتعلم.
2ـ أهدافها النوعية: بالإضافة إلى الأهداف العامة للقراءة، تسعى القراءة الأدبية إلى تحقيق أهداف متميزة أهمها:
ـ إكساب المتعلم رصيدا لغويا أدبيا من المنابع الأصيلة للأدب.
ـ تمكينه من تلمس الجوانب الفنية للتعبير الفني و الجمالي في النصوص الأدبية.
ـ تمكينه من الاكتساب الضمني للبحور الشعرية.
ـ تدريبه على التنغيم و الإنشاد.
ـ صقل قدرته على تذوق الشعر و جمالية الصور الشعرية.
ـ تنمية ذوقه الفني و حسه الجمالي و حاسته الموسيقية....
3ـ منهجيتها العامة: يقدم النص الشعري بالسنة الثالثة في ثلاث حصص (الحصة 5 من كل أسبوع)، أي بمعدل نص شعري واحد يقسم على امتداد كل وحدة دراسية. و يستغرق في السنة الرابعة الحصص الثلاث من الأسبوع الثالث للوحدة الديداكتيكية،و يقدم في السنتين الخامسة و السادسة عبر حصتين اثنتين في الأسبوع الثالث.
و فيما يلي التدبير المنهجي للنصوص الشعرية:

الحصة الأولى: " القراءة و الفهم "
1) الاستذكار:" تعميق التذوق الأدبي و الفني للنصوص الشعرية"
ـ الانطلاق من خلق جو من التنافس بين المتعلمين حول استظهار النص السابق أو جزء منه على أساس احترام قواعد القراءة الشعرية.
2) التمهيد: "تعرف موضوع النص القرائي و تحفيز المتعلمين للإقبال عليه".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ تقويم تشخيصي للإعداد القبلي .
ـ وضعية انطلاق تضع المتعلمين في إطار النص من خلال تقنيات مختلفة: التعبير عن مشهد ـ الحوارـ سرد قصة ـ التعليق على الصورة المصاحبة للنص ـ خلق مواقف...
ب) الوسائل: الصورة المرفقة بالنص ، أسئلة تحريضية.
ج) التقويم: تعتبر الأسئلة التحفيزية تقويما تشخيصيا.
3) التسميع: "تكوين فكرة عامة عن النص و قضاياه".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ يسمع الأستاذ النص للتلاميذ و الكتب مغلقة و ينصت التلاميذ باهتمام ملاحظين كيفية التعامل مع مكونات النص و ظواهره نطقا و تشخيصا، مع إبراز الإشكالات النطقية الواردة فيه للتغلب عليها من لدن المتعلمين. و على المدرس أن يهتم بالنبرة الموسيقية و الوزن و أواخر المقاطع.
ب) الوسائل: قراءة الأستاذ و إشاراته و نبرات صوته و تشخيصاته.
ج) التقويم: يلاحظ الأستاذ و هو يُسْمِعُ النص مدى انتباه المتعلمين.
4) الأسئلة الاستطلاعية: "التأكد من انتباه المتعلمين و مدى تجاوبهم".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ بعد الانتهاء من التسميع ، يطرح المدرس أسئلة استطلاعية تتناول المكونات الكبرى و البارزة في النص لاختبار مدى تتبع المتعلمين للنص (الشخصيات، الفضاء، أبرز الأحداث ...)، و يستحسن هنا استعمال أدوات الاستفهام التي تتعامل مع الذاكرة مثل: ماذا ؟ كم ؟ أين ؟ متى ؟ ......
ب) الوسائل:الأسئلة المتنوعة.
ج) التقويم:تشجيع المتعلمين على المشاركة في المناقشة.
5) القراءة النموذجية: "تعرف كيفية قراءة النص قراءة جيدة و التغلب على بعض الكلمات المتضمنة لصعوبة قرائية".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ يقرأ المدرس النص القرائي كاملا وفق مواصفات القراءة الجيدة : (التأني ، الصوت المسموع ، النطق السليم بإعطاء الأصوات حقها و مستحقها ، احترام علامات الترقيم و قواعد الوقف، تشخيص المعاني على المستوى الصوتي ...).
ـ إن الذي ينبغي أن يسيطر على هذه القراءة هو الجانب الفني في الأداء الذي يراعي التشخيص و النسقية و الإثارة، بالإضافة إلى قواعد القراءة النموذجية المشار إليها سابقا.
ـ على المدرس أن يرفع الكتاب مفتوحا إلى أمام صدره حتى يتمكن من القيام بعمليتين في آن واحد: القراءة و مراقبة مدى اهتمام المتعلمين و تتبعهم و انضباطهم.
ـ يتتبع المتعلمون القراءة النموذجية باهتمام لمحاكاتها في قراءاتهم .
ب) الوسائل: كتب القراءة ، قراءة المدرس بجميع مميزاتها.
ج) التقويم: تكليف بعض التلاميذ بقراءة الكلمات الصعبة النطق قصد التغلب عليها.
6) القراءات الفردية: "تدريب المتعلم على شروط القراءة و الإنصات الجيدين، و فتح المجال أمامه لتصحيح الأخطاء".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ يحث المدرس تلاميذه على التعامل مع القصيدة باعتبارها مجالا قرائيا يتطلب جودة القراءة و الاهتمام من أجل الفهم (القراءة و الفهم الصحيح).
ـ تحديد الأبيات التي سيتناوبون على قراءتها، و توزيع القراءات الفردية بدءا بالمجيدين، و يستحسن أن يقرأ في الحصة الأولى أكبر عدد من التلاميذ.
ـ لا توزع القراءات الفردية بشكل تتبعي آلي بين التلاميذ تجنبا للملل و عدم الاكتراث.
ـ ملاحظة المقاطع الأدبية التي بها إشكال قرائي و تيسير النطق بها منفردة و في ارتباطها بما قبلها و ما بعدها.
ـ يقرأ التلميذ المنتدَب و ينصت الآخرون متتبعين ما يُقرأ بيقظة للمشاركة في تصحيح أخطاء القارئ وفق التقنية التالية:
+ تنبيه القارئ المخطئ لجعله يعيد قراءة الجملة و يصحح خطأه بنفسه
+ إذا لم يتمكن القارئ من التصحيح، ينتدبُ أحد التلاميذ ليصحح الخطأ
+ إذا لم يتوفق المصحح في ذلك، يتدخل المدرس للتصحيح.
ـ حث المدرس للتلاميذ ـ عن طريق خلق تنافس و حماس ـ على تلافي الوقوع في الأخطاء، على ألا يُعتبر الخطاُ نوعا من الجريمة التي تستحق الغضب أو الاستهزاء أو العقاب.
ب) الوسائل: المحاكاة و التقليد ، توجيهات المدرس.
ج) التقويم:تصحيح الأخطاء ذاتيا و المشاركة في تصحيح أخطاء الغير.

7) بناء معنى النص:"فهم المقروء اعتمادا على الشرح اللغوي و الإجابة على أسئلة الفهم".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
شرح الرصيد اللغوي:ـ بعد التحكم النسبي في سيولة القراءة ، يشرع المدرس ـ بموازاة مع القراءات الفردية ـ في شرح المفردات و العبارات المعتقد أنها صعبة أو جديدة على أن ينطلق من المعنى المرتبط بالسياق.
ـ التركيز على المعنى المعجمي للكلمة، و فهم المقاطع الأدبية و الأشطر و الأبيات الشعرية في استقلاليتها اللغوية و السياقية، و ذلك في إطار البناء اللغوي المألوف و الاستعمالات السائدة.
ـ يسجل في جدول معدّ لذلك الكلمة أو العبارة و شرحها، و يدعو بين الحين و الآخر التلاميذ لتركيبها في جمل بسيطة.
ـ يترك الحرية للتلاميذ لمن أراد أن ينقل الكلمات و العبارت المشروحة في كراساتهم المنزلية.
أسئلة الفهم:
ـ بعد التأكد من فهم المتعلمين للرصيد، ينتقل بهم إلى فهم معاني النص عن طريق طرح أسئلة حوارية تثير نقاشا حول نقاط معينة من مكوناته،و يكون الجواب عنها واردا في النص، و يقتصر دور المتعلم على اختياره بالاعتماد على الذاكرة أو بالرجوع إلى النص و التعبير عنه. و يشترط في الأسئلة المقترحة لهذه العملية أن تكون واضحة و مرتبة و تغطي مختلف أفكار النص.
ب) الوسائل:الكتاب المدرسي ، المعجم اللغوي ، جدول الشروح.
ج) التقويم: الأسئلة و المناقشة التي ينشطها المدرس.
الإعداد القبلي:" التحضير للحصة الثانية من النص".
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ حث المتعلمين على التمهر في قراءة النص و إمدادهم بالأنشطة التي يتوجب عليه تهيئتها استعدادا للحصة المقبلة.
ب) الوسائل: دفاتر الإعداد المنزلي.
ج) التقويم: أسئلة الإعداد القبلي.
الحصة الثانية: "القراءة و التحليل و التذوق "
1) التمهيد:"استحضار مكتسبات الحصة الأولى".
أ ـ التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ تقويم تشخيصي للإعداد القبلي.
ـ يكون التمهيد للحصة بانتداب بعض المتعلمين لاستظهار بعض الأبيات من النص المدروس، و طرح أسئلة للربط و التذكير قصد ربط الحصة السابقة بالحصة اللاحقة.
ب ـ الوسائل: الأسئلة المتنوعة.
ج ـ التقويم: الاستظهار ، أسئلة الاستذكار.
2) القراءة الصامتة ـ 3) الأسئلة الاستطلاعية ـ 4) القراءة النموذجية ـ 5) القراءات الفردية:
ـ يتم التعامل مع أنشطة هذه المقاطع وفق التدبير المقترح في الحصة الأولى، على أن يتم التركيز على التلاميذ المتعثرين (دعم مندمج).
6) التفكير: "فهم خلفيات النص و استحضار الخبرات الشخصية"
أ ـ التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ ـ تدريب المتعلمين على معالجة كل بيت شعري على مستوى: المعنى ، الصورة الشعرية، التشخيص ... بحيث يحاولون استجلاء أفكار القصيدة و الجانب التربوي فيها.
ـالانطلاق من المعطيات الأولية الواردة في القصيدة و التوسع فيها و العمل على تجاوزها إلى تداعيات و امتدادات ذات أبعاد مختلفة،و ذلك عن طريق طرح أسئلة لا يكون الجواب عنها واردا في الأبيات بشكل مباشر، بل تستدعي التفكير للتوصل إلى المسكوت عنه ، و إدراك ما وراء السطور.
ب ـ الوسائل: الأسئلة المتنوعة.
ج ـ التقويم: أسئلة التفكير.
7) التذوق: " استضمار الصيغ التعبيرية في أذهان المتعلمين و التحسيس بالبحور الشعرية و الأوزان الجرسية ".
أ ـ التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ ـ معالجة الجانب التذوقي في الجانبين الأسلوبي و الإيقاعي، مع الوقوف عند بعض الصور الشعرية و تعرف مكوناتها.
ـ استخراج البيت الشعري الذي نال إعجاب التلميذ مع التبرير.
ـ التعليق على فكرة من الأفكار التي يروج لها النص الشعري، و تشجيع المتعلمين لإبداء الرأي الموافق أو المعارض.
ـ دفع المتعلم لتلمس إيقاع النص الشعري، لتتربى لديه أذن موسيقية إيقاعية تتناغم مع الكلمات و الأبيات.
ب ـ الوسائل: الأسئلة المتنوعة.
ج ـ التقويم: إبداء الرأي و الدفاع عنه.
الإعداد القبلي: " التحضير للنص القرائي المقبل"
أ) التدبير الديداكتيكي للأنشطة التعليمية ـ التعلمية:
ـ حث المتعلمين على التمهر في قراءة النص و إمدادهم بالأنشطة التي يتوجب عليه تهيئتها استعدادا للحصة المقبلة.
ب) الوسائل: دفاتر الإعداد المنزلي.
ج) التقويم: أسئلة الإعداد القبلي.
4 ـ ملاحظات:
ـ في السنتين 3 و 4 ، يتم استثمار الحصة الأولى بنفس النهج المبين أعلاه، و يتم توزيع أنشطة الحصة 2 على الحصتين المواليتين.

الشكر موصول لك على الموضوع القيم والجهود الطيبة
جزاك الله الجنة

kloudia كتب:: الشكر موصول لك على الموضوع القيم والجهود الطيبة
جزاك الله الجنة

الشكر الجزيل و اللامنتهي للأخت:"kloudia "
على المرور البهي و الرد الطيب
تقديري الأخوي الدائم
دمت بألف ألف ألف خير
و صحة و عافية
***************

شكرا وبارك الله فيك

حميد يعقوبي كتب:: شكرا وبارك الله فيك

ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف
شـــكـــــــــــــر لك
أخي الحاج حميد
على مرورك الكريم و ردك الطيب
أسعدني تواجدك المتألق و حضورك المتميز
تحياتي و مودتي و تقديري
*******************************

» سنواتي الأولى بالمدرسة…
» تنمية الكفايات اللغوية في المدرسة الابتدائية:
» منهجية الفلسفة
» معطيات ميدانية حول التمكّن من حرف تيفيناغ بالمدرسة المغربية
» حكم القراءة من المصخف في القيام عند المالكية