الشعر هادينا ومرشدنا ..

للشعر دور كبير في حياة الناس ولغتهم،حين جاء أعرابي إلى النبي صلى الله
عليه وسلم وقد تكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من البيان لسحرا
وإن من الشعر لحكمة .لقد اهتم الناس قديماً بالشعر وأدركوا دوره الكبير في
نشر العلم والمعرفة فهو يدعو للعلم الذي به تُبنى الأمم وتعلو به راياتها
وترتفع به هاماتها يقول شوقي:

العلمُ يَبنِي بُيُوتَاً لاَ عِمَادُ لَهَا
والجَهْلُ يَهْدِمُ بَيْتَ العِزِّ والكَرَمِ
نعم، فللشعر رسالة نتمكن بها من زرع السعادة والمحبة في نفوسنا، والشعر
هادينا ومرشدنا نتلمس به دروب الحق والعدل .. هو بلسم للأفئدة. والشعر يحمل
لواء التربية، تربية الجمال وفهم روح الحياة وبه ينمو الذوق وتسمو الأخلاق
وتولد المحبة بين بني البشر وينشر الحنان بين الأمم والأفراد في سويعات
المحن، وبالشعر يعرف الإنسان قيمة أرضه وحب وطنه والالتحام فيه والذود عنه،
كما قال الشاعر حسان الأنصاري :

رضيت الشعر ينزفني رويداً
ويكتبني بأحرفه الرشاقِ
ويعجنني بترب الأرض علّي
أذوب إذ تفجرت السواقي
فدمعي والدماء وطين أرضي
هي الباقي إذا عزّ التلاقي

والشعر يلعب دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية للأمم وتصوير البيئة التي
يعيش الشاعر على صعيدها أسلوباً يؤثر في الحياة، فهو سلاح كأسلحة يستعاض به
عنها في بعض المعارك كلما انحصر سلاح الحروب في الحرف، حيث يعجز أي سلاح
أن يقوم مقام الحرف، فهنا يتحول الشعر إلى سلاح.

ولقد اهتم العرب في مختلف عصورهم الأدبية بالشعر التعليمي وهو نوع من أنواع
الشعروالذي ساعد على حفظ قواعد ومبادئ أساسية في علم من العلوم بطريقة
شعرية، بقصد تيسير وتسهيل تعليمه وحفظه في الذاكرة والشعر التعليمي يسجل
حقائق العلوم بمصطلحات علمية، فاستعانوا بالشعر التعليمي ليقوم بهذه
المهمة. والعلاقة بين الشعر والعلم علاقة قوية لا انفصام بينها فهاهو
الشاعر يتغنى بالعلم ويحث عليه الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى:

العلم أشرف مطلوب وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فقدِّس العلم واعرف قدر حرمته
في القول والفعل والآدابَ فالتزمِ
واجهد بعزم قوي لا انثناء له
لو يعلم المرء قدر العلم لم ينمِ

وقد شرّف الشعر أقدار النساء وخلدهن في التاريخ مثل الخنساء وولادة بنت
المستكفي ومي زيادة وغيرهن من الأصوات الشاعرية النسائية التي برهنت على
المواهب الكبيرة التي تتوفر عليها المرأة وتجعلها على قدم المساواة مع
أخيها الرجل في ميدان الإبداع وبناء المجتمعات بالفكر والعلم وتنوير العقول
ونشر المعارف. وما زال للنساء الشاعرات أهمية كبرى في العصر الحديث مشهود
لهن بالعطاء والابتكار وسمو الأذواق يصدرن الدواوين ويشاركن باقتدار في
الندوات والمحاضرات والمناقشات وهن في الصدارة والمكانة العالية مما يبرز
أهمية الشعر ودوره في الرقي بالأفراد وخاصة بالعنصر النسائي .

شكرا على المساهمة الرائعة
والحرص على تقديم ما ينفع الاخر