أهلا بك اخي علي
الملاحظة التي سجلتها سجلها العديد من المهتمين بالشأن الثقافي عموما والشان الشعري خصوصا
فعلا عين الحق ما تقول ، فقد اصبحنا امام احتضار القصيد ، وهنا اقصد القصيد بكل انواعه
الشعر العربي عرف تطورا وتجديدا منذ فجر ظهوره ومررنا بالوان كثيرة منه ،هذا في حد ذاته شيء جميل يجعلنا نؤمن بان الشعر يتطور ويتجدد ويتكيف مع كل مرحلة ، لكن دون او يفقد جوهره الحقيقي اوماهيته
_الشعر لغة الخيال والتعبير الوجداني والانفعالي ،وهذه اللغة تختلف حسب
ميكانيزمات دياليكتيكية وآليات تحكم البوح والقدرة على تبليغ الخطاب الشعري .
ورغم التقائها في العديد من النقط / اختلفت التعريفات الاصطلاحية للشعر من منظر لآخر وفقا لرؤيته وقناعاته ,هذا ان لم نقل ذاته وميولاته
في نظري، ليس هناك من ميكانيزمات يمكن أن تعطي تعريفا جامعا مانعا للشعرلان الاحساس والشعور غير قابل للقياس ، لكن من الممكن أن نقول هناك ما يميزه من دفقة شعورية وشاعرية وصور مبتكرة وحسن الانتقاء وتناغم المباني والمعاني والجرس .
وأظن ان من اسباب كبوة الشعر : كون طبع الاصدار اصبح متاحا للجميع دون رقابة او تقييم للمنتوج \ وهكذا اصبح الباب مفتوحا على مصراعية امام كل من يملك ثمن الطبع في حين نجد بعض النصوص الراقية لم تطبع لمجرد ان اصحابها لا يحتكمون على مبلغ مالي يساعدهم على ذلك .
‘ذن اصبحنا أمام منتوج يتضمن ما هو شعري شاعري وما هو -احيانا وصمة عار على الشعر-
ولعل من بين الاسباب الاخرى عملية النقد ،فالنقد عملية تواكب الابداع منذ الازل / عملية تنوير وتوجيه واستنباط واكتشاف والتوصل الى رصد المستجدات
هذه العملية نفسها طالها ماطال الشعر ،فهناك شرذمة من غير ذوي الاختصاص اصبحت تتطاول على النصوص وهناك محاباة في تناول النص ،لكن الادهى من ذلك ان تتحول احيانا الى عملية بيع وشراء وتمثل المادة بين النص وبين النقد الصحيح
ثم ان النصوص الفيسبوكية او نصوص المنتديات الالكترونية التي تفتقد عنصر الشاعرية اصبحت تفسد الاذواق وتحولت من تغذية راجعة الى تغذية تخريبية -لا اقصد كل النصوص طبعا بل الرديء منها-
واخيرااستسمح على هذه العجالة أشد بحرارة على يد الاخ علي الذي فتح هذا الموضوع الجدي والهادف واتمنى ان تتفاعل البقية مع الموضوع