لم يغادرني أنين الوجع .يسكن في عمقي الدفين,أدركت أني أصبحت مهترئة كخرقة بالية تحتاج أن ترمى في سلة المهملات,الأمراض هجمت علي استباحت جسدي النحيل
أشكو الطبيب ألام الرأس فيقول,هذا أمر طبيعي ضغط السكر
تم أشكو ألام الهضم والمفاصل ورعشة الجسم فيقول كله طبيعي إنها أمراض نهاية العمر كأن الدواء مجرد علكة سكر لا أكثر
لوحدي أصارع المرض.. لو ظلت على قيد الحياة لعرفت أني ورقة خضراء في ظل شجرة وارفة تحميني من السقوط
لكنها رحلت قبلي منذ سنين
في الصباح سكنت الأوجاع ولم يبقى غير وجع الذاكرة
والحسرة يبقى كما السرطان ينخر في الجسم
أه لو كانت معي؟
لقد تعودت على وجودها في كل وقت صباحاو مساءا
ليلا في المطبخ تتعب دون ان تشتكي
أمسياتها تطرز مناديل بكل جودة واتقان
صامتة عيونها بكل الدفئ والحنان
لا تخرج الا قليلا تمشي بنظام فإدارتها ناجحة تدفع بالحياة الى الأمام بكل عزم وآمان
أه لو كانت معي؟
لفظتها حنجرة بحسرة وألم ويبقى سؤال عام مع السنوات الباقية ورحل الجميع كل مع قدره,ولم تبقى غير الوحدة تدب في الجسد الواهن وهذا القلب الذي أضناه الالم وعقوق الأولاد
هل كنت تحبينها ؟
لم تسمعها كلمات حب؟حتى في قمة عطائها وحنانها
هل كنت تزورها دوما ,قليلا اخدتني متاهة الأولاد والحياة بعيدا عنها ,كنت أشتاق لها وأحمل في أعماقي انما أمضي تائهة
صوت تعالى في أعماقي هل غضبت مني ؟ولم ترضى عني ؟تختلط الأحداث في ذاكرتي وأشعر بالحسرة والندم لماذاهذا التفكير في ماض انتهى؟
في أحد المرات صرخت في وجهي ضربتني لأنها وجدت رسالة غرامية
غضبت منها, كل هذا العنف لا يليق بها, قالت البنت العفيفة لا تعرف الغراميات
قاطعتها زمنا ما أخبرت احدا بحكايتي
كانت تحميني طول حياتها
هذا الفراش قاس أشعر بالوهن انني مثل جسد ميت يتحرك
غدا نغيره لك ,قالتها المساعدة في دار العجزة
لماذا نسيت ميعاد الدواء؟
كنت مشغولة
اجتررت هذه الجملة كما الحنظل المر في حلقي ما أن أبتلعها حتى أتذوق مذاقها من جديد
تمتمت في أنفاسها يارب كما تدين تدان
لو كنت بارة بأمي لبر بي أولادي
أه لو كانت معي؟لما تركتني على هذا الفراش القاسي ولا تأخر الدواء
ولقلت كم أحبك
بقلم احسان السباعي