إِن زوّجـوكَ بهــنّ فَهْـيَ عقيـدةٌ
| ومــن العقــائدِ مَـا يلَـبُّ ويَحْـمقُ
|
ما أَجـملَ الإِيمـانَ!! لـولا ضَلَّـةٌ
| فــي كــلِّ دِيـنٍ بالهدايـةِ تُلْصَـقُ
|
زُفَّــتْ إِلى ملـكِ الملـوكِ يَحُثُّهـا
| دِيـنٌ، ويَدْفعهــا هَــوًى وتَشَـوُّقُ
|
ولربَّمــا حَسَـدَتْ عليــكَ مَكانَهـا
| تِــربٌ تَمَسَّــحُ بـالعروس وتُحْـدِقُ
|
مَجْــلُوَّةٌ فـي الفُلْـكِ يَحـدو فُلْكَهـا
| بالشـاطئيْن مُزَغْــرِدٌ ومُصفِّــقُ
|
فــي مِهْرِجَـانٍ هَـزَّتْ الدنيـا بـه
| أَعطافَه، واختــالَ فيـه المشْـرقُ
|
فرعــونُ تحـتَ لوائِــه، وبَناتُـه
| يَجري بهـنّ عـلى السـفينِ الزَّوْرَقُ
|
حــتى إِذا بلغـتْ مواكبُهـا المَـدَى
| وجرى لغايتــه القضـاءُ الأَسْـبقُ
|
وكســا سـماءَ المِهرِجـانِ جلالـةً
| سـيفُ المنيـة وهـو صَلْـتٌ يـبرقُ
|
وتَلفَّتـتْ فـي اليَــمِّ كـلُّ سـفينةٍ
| وانثـال بـالوادي الجـموعُ وحـدّقوا
|
أَلقتْ إِليـكَ بنفســها ونفِيســها
| وأَتتكَ شــيِّقةً حواهــا شَــيِّقُ
|
خـلعَت عليــكَ حياءَهـا وحياتَهـا
| أَأَعـزُّ مـن هـذين شـيءٌ يُنفَـقُ؟
|
وإِذا تَنـاهى الحـبُّ واتفـقَ الفِـدى
| فـالروحُ فـي بـابِ الضحيَّـة أَلْيَـقُ
|
مـا العَــالمُ السُّــفلِيُّ إِلاّ طِينَــةٌ
| أَزليَّـةٌ فيـه تُضـيءُ وتَغسِــقُ
|
هـي فيـه للخِـصْبِ العميـمِ خـميرةٌ
| يَنْـدَى بمــا حملتْ إِليـه، ويَبثُـقُ
|
مـا كــان فيهـا للزيـادةِ مَـوْضِعٌ
| وإِلـى حماهــا النقـصُ لا يتطـرّقُ
|
مُنبثَّـةٌ فـي الأَرضِ، تَنتظـمُ الـثَّرى
| وتنـالُ مِمَّـا فـي السـماءِ، وتَعْلَـقُ
|
منهـا الحيـاةُ لن، ومنهـا ضِدُّهـا
| أَبــدًا نَعـودُ له، ومنهـا نُخْـلَقُ
|
والـزَّرعُ سُــنْبُلُه يطيــبُ، وحَبُّـه
| منه، فيخـرج ذ، وهــذا يفلَـقُ
|
وتَشـدُّ بيـتَ النحـلِ، فهـو مُطنَّـبٌ
| وتمــدُّ بيتَ النمـل، فهـو مـروَّقُ
|
وتظلُّ بيـن قـوى الحيـاةِ، جوائِلاً
| لا تســـتَقِرُّ، دوائِـلاً لا تُمْحَــقُ
|
هـي كِلْمَـةُ اللـه القديـرِ، ورُوحُـه
| في الكائنــات، وسـرُّه المسـتغلِقُ
|
فـي النجـم والقمـرين مظْهرُه، إِذا
| طلعَـتْ عـلى الدني، وسـاعةَ تَخفُقُ
|
والـذَّرُّ والصَّخَـراتُ مِمَّـا كَـوَّرَتْ
| والفيــلُ ممـا صَـوَّرَتْ، والخِـرْنِقُ
|
فتنـتْ عقــولَ الأَوليــن، فـأَلَّهوا
| مـن كـلّ شـيءٍ مـا يَـرُوع ويَخرُقُ
|
سـجَدوا لمخــلوق، وظنُّـوا خالقًـا
| مَـنْ ذا يُمَـيِّزُ فـي الظـلام ويَفْـرُقُ؟
|
دانــت (بآبيسَ) الرعيــةُ كلُّهــا
| مـن يسـتغلُّ الأَرضَ، أَو مـن يَعـزقُ
|
جاءُوا مـن المـرعى به يمشي، كما
| تمشــى وتَلْتَفِــتُ المهـاةُ وترْشـقُ
|
داجٍ كجــنح الليــل زان جبينــهُ
| وَضَــحٌ عليـه مـن الأَهلَّـة أَشْـرَقُ
|
العسـجد الوهّــاجُ وشْــيُ جلالِـه
| والـوردُ مَــوْطِئُ خُفِّـه، والـزَّنْبَقُ
|
ومـن العجـائِب بَعْـدَ طـولِ عبـادةٍ
| يُـؤتَى بـه حـوضَ الخـلودِ فيُغْـرَقُ
|
يا ليت شعري: هل أَضاعوا العهدَ، أَم
| حَـذِروا مـن الدنيـا عليه وأَشفقوا؟
|
قـومٌ وقــارُ الـدّين فـي أَخـلاقهم
| والشــعبُ مــا يَعتــاد أَو يتخَـلَّقُ
|
يَدْعُـون خـلفَ السِّـتر آلهـةً لهـم
| مـلأُوا النَّــدِيَّ جلالــةً، وتَـأَبّقوا
|
واسـتحجبوا الكُهّــانَ، هـذا مُبلـغٌ
| مـا يهتِفــون بـه، وذاك مُصـدِّقُ
|
لا يُسـأَلون إِذا جــرت أَلفــاظُهم
| مِنْ أَيـن للحجـر اللسـانُ الأَذلَـقُ؟
|
أَو كــيف تخـترق الغيـوبَ بهيمـةٌ
| فيما يَنـوب مـن الأُمـور ويَطْرُقُ؟
|
وإِذا همـو حَجُّـوا القبـورَ حسـبتهم
| وَفْـدَ (العتيقِ) بهـم تَـرَامَى الأَيْنُـقُ
|
يـأْتون (طيبةَ) بــالهَدِيِّ أَمــامَهم
| يغشـى المــدائنَ والقـرى ويُطَبِّـقُ
|
فـالبرُّ مشــدودُ الزَّواحـلِ مُحْـدَجٌ
| والبحـرُ ممــدودُ الشِّـرَاعِ مُوَسَّـقُ
|
حـتى إِذا ألْقَــوْا بهيكلهـا العصـا
| وَفَّـوا النـذورَ، وقَرَّبـو، واصَّدَّقـوا
|
وجَـرَتْ زوارقُ بــالحجيج، كأَنهـا
| رُقْـطٌ تَــدافعُ، أَو ســهامٌ تَمْـرُقُ
|
من شـاطئ فيـه الحيـاةُ لشـاطئ
| هـو مُضْجَــعٌ للسـابقين ومِـرفقُ
|
غرَبوا غروبَ الشمِس فيه، واستوى
| شـاهٌ ورُخٌّ فـي الــترابِ وبَيْـدقُ
|
حيثُ القبـورُ عـلى الفضـاءِ كأَنهـا
| قِطَعُ السحابِ، أَو السـرابُ الدَّيْسَـقُ
|
للحـقِّ فيــه جَوْلــةٌ، ولـه سَـنًا
| كالصبحِ مــن جَنَبَاتِهــا يَتَفَلَّـقُ
|
نزلـوا بهـا فمشـى الملـوكُ كرامـةً
| وجثــا المُــدِلُّ بمالــه والمُمْلــقُ
|
ضــاقت بهــم عَرَصاتُه، فكأَنمـا
| رَدَّتْ ودائعَهـــا الفــلاةُ الفَيْهَــقُ
|
وتَنــادم الأَحيــاءُ والمــوتى بهـا
| فكـأَنهم فــي الدهـر لـم يتفرّقـوا
|
أَصـلُ الحضـارةِ فـي صَعيـدِكَ ثابتٌ
| ونَباتُهـا حَسَــنٌ عليــك مُخــلَّقُ
|
وُلِـدَتْ، فكـنتَ المهـدَ، ثـم ترعرعَتْ
| فأَظلَّهـا منــكَ الحَــفِيُّ المُشْـفِقُ
|
مـلأَتْ ديــارَك حكمـةً، مأْثورُهـا
| في الصخـر والـبَرْدِي الكـريمِ مُنَبَّقُ
|
وَبَنَـتْ بيـوتَ العلـم باذخـةَ الـذُّرَى
| يسـعى لهــن مُغَــرِّبٌ ومُشَـرِّقُ
|
واســتحدثتْ دِينً، فكـان فضـائلاً
| وبِنـاءَ أَخــلاقٍ يطـول وَيشـهَقُ
|
مَهَــدَ الســبيلَ لكــلِّ دِيـنٍ بعـدَه
| كالمسـك رَيَّــاه بــأُخرى تُفْتَـقُ
|
يدعــو إِلـى بِـرٍّ، ويـرفع صالِحًـا
| ويَعــاف مـا هـو للمـروءة مُخْـلِقُ
|
للنـاسِ مــن أَسـرارِه مـا عُلِّمـوا
| ولشُـعْبةِ الكَهَنـوت مـا هـو أَعْمـقُ
|
فيــه محــلٍّ للأَقــانيم العُــلى
| ولجــامع التوحــيدِ فيــه تَعَلُّــقُ
|
تـابوتُ موســى; لا تـزال جلالـةٌ
| تبــدو عليــك لـه، ورَيَّـا تُنْشَـقُ
|
وجمـالُ يوسُــفَ; لا يـزال لـواؤُهُ
| حَــوْلَيك فـي أُفُـق الجـلال يُـرنَّقُ
|
ودمـوعُ إِخوتــه; رســائلُ توبـةٍ
| مَسْـــطُورُهُنّ بشــاطئيْك مُنمَّــقُ
|
وصلاةُ مـريم; فـوقَ زرعك لم يزل
| يَزكــو لذكراهـا النبـات ويَسـمُقُ
|
وخُـطَى المسـيح عليـك روحًا طاهرًا
| بركــاتُ ربِّـك، والنعيـمُ الغَيْـدَقُ
|
وودائــعُ (الفاروقِ) عنــدك، دينـه
| ولـــواؤهُ، وبيانُــه، والمنطِــقُ
|
بعـث الصحابـةَ يَحـملون مـن الهدى
| والحـقِّ مـا يُحْيي العقـولَ ويَفتـقُ
|
فَتْــحُ الفتـوح، مـن الملائـك رَزْدَق
| فيــه، ومن (أَصحاب بـدرٍ) رَزْدَقُ
|
يبنــون للـــه الكنانــةَ بالقنــا
| واللــهُ مـن حـول البنـاءِ مُـوَفِّقُ
|
أَحــلاسُ خــيل، بَيْـدَ أَن حسامَهم
| فـي السلم مـن حـذرِ الحوادثِ مُقْلَقُ
|
تُطوَى البـلادُ لهـم، ويُنْجِـدُ جيشَهم
| جـيشٌ من الأَخـلاقِ غـازٍ مُـورِقُ
|
فـي الحـقِّ سُـلَّ وفيـه أُغْمِد سيفُهم
| سـيفُ الكريم مـن الجَهالة يَفْـرَقُ
|
والفتــحُ بَغْــيٌ لا يُهَـوِّن وَقْعَـه
| إِلا العفيــفُ حسـامُه، المــترفِّقُ
|
ما كــانت "الفسطاطُ" إِلا حائطًــا
| يـأْوي الضعيـفُ لركنه والمُـرْهَقُ
|
وبه تلوذُ الطـيرُ فـي طلـبِ الكرَى
| ويبيتُ "قيصرُ" وهْـ منـه مُـؤَرَّقُ
|
(عَمْرٌو) عـلى شطبِ الحصير مُعصَّبٌ
| بقـــلادةِ اللــه العَـلِيِّ مُطَــوَّقُ
|
يدعــو لـه "الحاخامُ" فـي صلواتـه
| (موسى)، ويسـأَل فيه (عيسى) البَطْرَقُ
|
يا نيـلُ، أَنـتَ بطيب ما نَعَتَ "الهدى"
| وبمدْحـةِ (التوراةِ) أَحْــرَى أَخْـلَقُ
|
وإِليـك يُهْـدِي الحـمدَ خَلْقٌ حازهم
| كـنَفٌ عـلى مَـرِّ الدهـورِ مُـرَهَّقُ
|
كَـنَفٌ "كَمَعْنٍ"، أَو كسـاحة "حاتم"
| خَـلْقٌ يُوَدِّعُــه، وخَــلْقٌ يَطْـرُقُ
|
وعليـك تُجـلَى مـنَ مَصونات النُّهَى
| خُـودٌ، عـرائسُ، خِـدْرُهنّ المُهـرَقُ
|
الــدرُّ فـــي لَبــاتهنّ مُنَظَّــمٌ
| والطيـبُ فــي حَـبراتهنّ مُرَقْـرَقُ
|
لـي فيكَ مـدْحٌ ليس فيـه تكـلُّفٌ
| أَمـلاه حُــبٌّ ليس فيــه تَمَلُّــقُ
|
ممـا يُحمِّلنـا الهـوى لـكَ أَفْـرُخٌ
| سـنَطير عنه، وهـي عنـدك تُرزَقُ
|
تَهْفُو إِليهــم في الـتراب قلوبُنـا
| وتكــاد فيــه بغـير عِـرْقٍ تَخْـفُقُ
|
تُرْجَـى لهــم، واللـهُ جـلَّ جلالُـه
| منــا ومنــك بهــم أَبَـرُّ وأَرفـقُ
|
فــاحفظ ودائـعَك التي استُودِعتْهَا
| أَنــت الـوفيُّ إِذا اؤتمنـتَ الأَصـدقُ
|
لـلأَرض يـومٌ، والسـماءِ قيامـةٌ
| وقيامـةُ "الوادي" غــداةَ تحــلّقُ
|