المنتديات التعليمية و الوجه الآخر لهموم مربي الأجيال

تناسلت في الآونة الأخيرة المواقع و المنتديات المهتمة بنشر قضايا التربية و التعليم بالمغرب بشكل يعكس حجم اهتمام رجال و نساء التعليم بقضاياهم و تبسيطها لعامة الشعب من خلال عشرات المقالات و التعليقات التي يطلعها عليها أرباب المهنة و غيرهم على حد سواء.
تمكن تقسيم هذه المواقع إلى قسمين رئيسيين:
1- مواقع إلكترونية إخبارية: تهتم لنشر المستجدات و القضايا الحالية ذات العلاقة بقطاع التربية الوطنية، و تقوم بنشر المذكرات و نتائج الامتحانات و الحركات الانتقالية و بيانات المؤسسات الإدارية و النقابية و غيرها.
2- منتديات حوارية: تفتح أبواب المشاركة في كل ما له صلة بالتعليم وفق الأقسام الموجودة.
عند الحديث عن المواقع الإخبارية التربوية فقد كانت السباقة لنشر المعلومة قبل المواقع الوزارية و النيابية الرسمية، ما وضع هذه المؤسسات في حرج في أكثر من مناسبة و ذلك لما تملكه هذه المواقع من مراسلي الظل داخل الوزارة و الأكاديميات و النيابات التعليمية، و الذين يزودونها في كثير من الأحيان بالبيانات و نتائج المباريات و غيرها قبل حتى تحريرها أحيانا، و هو ما دفع بالوزارة الوصية في آخر ممارسة مشابهة إلى التهديد بمقاضاة أحد هذه المواقع بسبب نشره نتائج إحدى المباريات قبل موقع الوزارة.
أما عن المنتديات الحوارية فهي النافذة المفتوحة على أسرار و خبايا هذه المهنة، ما يتيح لكل مبحر الإطلاع على هموم و مشاكل القطاع بالتفصيل الممل، و هو ما دفع كثيرين من أبناء القطاع إلى التذمر و التعبير عن سخطهم لما يجري على صفحاتها، من سجالات و تراشق بألفاظ أبعد ما تكون عن أخلاق رجل القاعدة و مربي الأجيال، في وقت تعالت فيه أصواتهم بضرورة احترام الأستاذ و تكريمه و عدم الحديث عنه بما لا يليق بمكانته الاجتماعية، تلكم المكانة التي اتضح أن بعض هؤلاء - وفق تعليقات – لا يربطهم بها إلا الإسم.
من خلال نظرة أولى يتضح للمتصفح أن أغلب أعضاء هذه المنتديات ذوو مرجعية إسلامية محافظة، كما أن أقساما تم تخصيصها لمناقشة القضايا الدينية ما ينذر بنهاية حقبة سيطرة اليساريين على تدبير شؤون هذا القطاع على مستوى التدريس إلى حد بعيد، و ظهور جيل جديد من الأساتذة يستهلون افتتاحياتهم بتحية الإسلام و يتخلل حواراتهم التواصي بالفضيلة و نشرها. لكن بالمقابل تعج صفحات هذه المواقع من طرف بعض نفس أصحاب الفضيلة بكلمات سوقية تكشف عن وجه آخر لرجل التعليم.
الأجرة و التغطية الصحية و الترقية و الحركات الانتقالية و العمل النقابي أهم المواضيع التي تشغل الأستاذ المغربي من خلال نظرة مقتضبة على جل تلك المنتديات الحوارية و المواضيع المكتوبة بها، ما جعل هذا القطاع دون غيره بالمغرب الأكثر انكشافا للناس، حتى بات المواطن البسيط على دراية تامة بموارد و مصارف هذه الفئة الاجتماعية، الأمر الذي لاتزال فئة من هذه الفئة تعارضه أشد المعارضة مطالبة بحظر تصفح أسرار المهنة على أبنائها من خلال تسجيل العضويات برقم التأجير و شهادة العمل كأحد الحلول المقترحة، حرصا على حفظ البيت التعليمي من تطفل الأجانب و تعليقات الحاقدين كما يقول آخر.
من جهة أخرى تنامت ظاهرة انشغال بعض الأساتذة بحواسيبهم المحمولة داخل الفصول الدراسية من خلال التواصل على الفايسبوك و برامج الدردشة على حساب التلميذ الذي يظل متكأ على يديه ينتظر فعل أمر بالقراءة أو تصحيح تمرين قد يأتي و قد يسبقه رنين جرس الإستراحة، فيما ضرب آخرون المثل الأعلى في حسن استغلال هذا الجهاز لتقديم إضافة نوعية لتلاميذ الوطن.

شكرا على الخبر
بارك الله فيك

شكرا لك و بارك الله فيك