بكتريات تعود إلى 600 ألف سنة
--------------------------------------------------------------------------------
تأكد العلماء أن أقدم بكتريات في العالم والتي لا تنام أبداً هي معامل حقيقية نشطة. حيث نشرت الباحثة سارة جونسون العاملة في معهد التقانة بماساشوستس Mit الاسبوع الماضي نتائج أبحاث أجرتها على ميكروبات باقتطاع أجزاء من صخور رسوبية وجليدية من شمال شرق سيبيريا ومن القطب الجنوبي.
إذ تم إحياء ميكروبات بدءاً من متحجرات, وكانت النتيجة أنه يمكن لخلايا هذه البكتريات وال DAN الخاصة بها أن تعيش في الرسوبيات والكهرمان وضمن مناجم الملح المتبلور. لكن كيف تعيش: هل تنام كي لا تهدر طاقتها? وهل تسمح لها هذه الحيلة المؤقتة بإصلاح الأعطال التي تطرأ على جيناتها خلال الزمن. من المؤكد أنه يكفي بين مئة ألف عام ومليون عام ليتجزأ هذا الجينوم الى أجزاء صغيرة غير وظيفية.
ومن عينات التراب المجمدة التي حصلت عليها الباحثة وزملاؤها, لوحظ أن درجات الحرارة المنخفضة جداً استطاعت الحفاظ على حياة الميكروبات. وعمل الفريق على تضخيم ال DAN الوظيفية فقط والتي هي خلاصة من بكتريات (ريبنسوم) عناصر التنفس الخلوي. ولاحظوا وجود ستة نماذج تعود الى قبل 400 ألف أو 600 ألف عام هي من ال DAN النشطة. أما النماذج التي تعود الى قبل 740 ألف سنة فلقد أتلفت تماماً.
قدرت سارة جونسون أن إعادة تركيب ال DAN تتلاشى مع الزمن, وتوصلت الى النشاط التحولي للميكروبات القديمة بفضل إنتاجها لغاز الكربون. لقد لاحظ بيولوجيو معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجود إنتاج ضعيف لكن حقيقياً لل CO2 عند البكتريات التي تعود الى أقل من 600 ألف سنة, لكن لا وجود لأي شكل من أشكال الغاز عند البكتريات التي تعود الى ما بين 740 ألف سنة الى مليون سنة.
فلكي تكون البكتريات أكثر ابنعاثاً لا بد لها أن تحافظ على نشاط تحولي لتتمكن دوماً من إصلاح جيناتها. بكتريات (ساندريلون Cendrillons) التي توقف كل نشاط لها نجدها على النقيض فيما يتعلق بالأزمنة الجيولوجية اللازمة لتلاشيها.
ترى سارة جونسون أنه من الممكن دراسة حياة البكتريات في البيئة تحت الأرض وعليها وحولها دراسة كاملة.. فعلى وجه الأرض تحديداً تعيش بكتريا ال دينوكوكي deinococcus وهي (الأصلب) وهذا كما يشير اسمها فهي تقاوم أشعة غاما أكثر بخمسة آلاف مرة من الانسان: وقد تم اكتشافها عام 1956 ضمن علبة في أحد مختبرات أوريفون وعمل على دراسة هذا الميكروب مذ ذاك الوقت لمعرفة لماذا وكيف يعمل ال ADN الخاصة به في مقاومة أشعة غاما والأشعة فوق البنفسجية والمواد الكيماوية السامة.. هذه الكائنات المتناهية الصغر تعيد تركيب ال DAN الخاصة بها المتكسرة بفعل الأشعة خلال ساعات فقط.
عرض ميلو سلاف رادمان في أيلول 2006 في مجلة الطبيعة كيف تعيد هذه الميكروبات تركيبتها: ففي البداية تتلاحم الأجزاء المتكسرة بنظامها الصحيح ثم تعيد نسخ نفسها, وأخيراً يتم تنظيف أخطاء نسخة ال) DAN وتصور رادمان إمكانية إصلاح الكواكب العقيمة لجعلها مأهولة باستخدام بكتريا دينوكوكي