بنكيران وفزاعة 'الربيع العربي'

بنكيران وفزاعة 'الربيع العربي'

لم تمض سوى مائة يوم على تنصيب حكومته حتى تذكر عبد الإله بنكيران "الربيع العربي"، وعاد ليهدد به ما اسماها بـ "قلاع المقاومة" التي تعترض على "الإصلاح من الداخل". أخرج رئيس الحكومة "الربيع العربي"، مثل فزاعة من الأسمال البالية لينصبها فوق الحقل الذي يسعى إلى حرثه وهو ما زال لا يدرك أن للحقل أهله الذين وإن سمحوا له بأن يأكل بعضا من غلته فلن يدعوه يغير زرعه أو أن يغرس فيه نبته.

قال بنكيران مهددا خصومه إن "الربيع العربي" لم ينتهي وإن رياحه يمكن أن تهب في أية لحظة. مثل هذه التهديدات الهدف منها هو تخويف الخصوم الذين تواروا حتى مرت العاصفة، لكنهم لم يختفوا، فهم مازالوا يقبعون في أماكنهم مثل صقور جارحة ينتظرون أن تنهار فريستهم لينقضوا عليها ينهشوا من لحمها ويمتصوا دمها.

اليوم فقط يدرك بنكيران، وإن حدث ذلك بعد وقت متأخر، بأنه فرط في أكبر حليف له ألا وهو "الربيع العربي"، وفي هذا الإدراك إقرار، ومرة أخرى بصفة متأخرة، بالدور الذي لعبه هذا الربيع في إيصال حزب "العدالة والتنمية" إلى الحكومة. لكن عندما يستنجد اليوم بهذا الربيع، فإن ذلك يأتي في الوقت بدل الضائع، أي بعد أن خسر كل أوراقه ولم يعد أمامه سوى تهديد خصومه بالفزاعات، لأن "الربيع العربي" ليس موظفا في حكومته يمكن أن يستدعيه في أي وقت من دكة الاحتياط.

نسي بنكيران يوم كان يسخر من هذا الربيع وأهله ويصفهم بـ "الغياطة"، ويتهمهم بـالسعي إلى خراب الزرع وهلاك الضرع. وهكذا راهن هو وحزبه على "الإصلاح من الداخل"، وكأن "أهل الداخل" يحتاجون بالفعل إلى إصلاحاته!

ورغم أنه لم يمض الكثير على دخول بنكيران الحقل حتى بدأت قدماه تغوصان في تربته، وعندما يعجز عن الحركة ستأتي الطير لتأكل من فوق رأسه، تماما كما كانت تفعل مع سابقيه الذين تحولوا إلى فزاعات حقيقية لو تأملها بنكيران من قبل لما فرط في "الربيع العربي" الذي يستنجد اليوم برياح غضبه...لكن بعد فوات الأوان!

حنظلة...

جزاك الله بكل خير وفضل على مل تقدمونه من مواضيع مفيدة.
شكرٌ مع تحية قلبية

شكرا لك.