فوائد وتنبيهات :
1 ـ لاستعمال العدد " 8 " عدة حالات .
أ ـ إذا كان مفردا :
* إن كان مضافا بقيت ياؤه ، نحو : جاء ثمانية رجال ، ورأيت ثماني نساء .
* إن عريَّ عن الإضافة وكان المعدود مذكرا بقيت ياؤه مع تأنيثه ،
نحو : حضر من الطلبة ثمانية ، وصافحت من المدرسين ثمانية .
* وإن عريَّ عن الإضافة ، وكان المعدود مؤنثا ، عومل معاملة الاسم المنقوص
( تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر ) .
ــــــــــــــــ
1 ـ 26 المائدة . 2 ـ 155 الأعراف .
3 ـ 142 الأعراف .
نحو : حضر من الطالبات ثمانٍ ، ومررت بثمانٍ ،
ومنه قول الشاعر في حالة الرفع :
لها اثنان أربع حسان وأربع فتغرها ثمانُ
والنصب نحو : اشتريت من الكراسات ثمانيا .
كما يجوز منعه من الصرف ، نحو : غرست من الشجرات ثمانيَ .
ب ـ إن كان العدد " 8 " ثمانية مركبا ، أو معطوفا فله عدة حالات أيضا .
* إن كان معطوفا والمعدود مذكرا تفتح ياؤه ، نحو : اشتريت ثمانياً وعشرين كتابا.
* وتسكن ياؤه إن كان مركبا والمعدود مؤنثا مرفوعا أو مجرورا .
الرفع نحو : تخرج من الجامعة ثمانيْ عشرة طالبة .
والجر نحو : التقت المديرة بثمانيْ عشرة معلمة .
* وتحذف ياؤه مع كسر النون وفتحها في حالة النصب .
نحو : حفظت ثمانَ عشرة آية ، وصافحت ثمانِ عشرة زائرة ،
ومنه قول الشاعر :
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا وثمانَِ عشرة واثنتين وأربعا
2 ـ الأعداد المفردة من ثلاثة إلى تسعة تخالف المعدود تذكيرا وتأنيثا ، كما ذكرنا ، ومرد التذكير والتأنيث فيها إلى المفرد من لفظ المعدود .
نحو : هذه خمسة خطابات .
فكلمة " خطابات " جمع مؤنث سالم ، ومفردها " خطاب " ، وهو مفرد مذكر ، لذلك راعينا لفظ المفرد دون غيره ، فخالف العدد المعدود في التركيب السابق .
ونحو : أمضيت في مكة المكرمة سبع ليال .
" فليال " جمع " ليلة " ، وليلة مفرد مؤنث ، لذلك ذكّرنا العدد مع جمعها ، على الرغم أنه يوحي بالتذكير . ونحو : أعطيت البائع تسعة دريهمات ،
وفي قريتنا ثلاثة جبيلات .
ومنه قوله تعالى : { يأكلهن سبع عجاف }1 .
2 ـ تمييز الثلاثة إلى العشرة ، إن كان اسم جمع ، كقوم ، ورهط ، أو اسم جنس ، كشجر ، وتمر ، وواحده شجرة ، وتمرة ، يجوز جره بمن ، نحو : جاء أربعة من
القوم ، وأكلت خمسة من التمر ، ومنه قوله تعالى { فخذ أربعة من الطير }2 .
ويجوز جره بالإضافة ، نحو قوله تعالى { وكان في المدينة تسعة رهط }3 .
85 ـ ومنه قول الشاعر :
ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد جار الزمان على عيالي (4)
3 ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر ما عدا اثني عشر ، تعرب بالبناء على فتح الجزأين ، وسبب بناء العجز تضمنه معنى حرف العطف .
نحو : جاء خمسة عشر طالبا .
من هنا كان سبب إعراب صدر العدد " اثني عشر " وعدم بنائه مطلقا ، والسبب فى ذلك وقوع العجز من الصدر موقع النون ، وما قبل النون يكون دائما محل إعراب لا محل بناء ، والدليل على موقع العجز من الصدر في " اثني عشر " موقع النون ، عدم الإضافة كما هو الحال في قولنا : أحد عشرك ، وخمسة عشرك ، فلا تقول :
اثني عشرك ، لعدم الإضافة كما ذكرنا .
4 ـ يجوز في الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميز ، نحو : هذه ثلاثة عشر
خالدٍ ، ما عدا " اثني عشر " فإنه لا يضاف ، وإذا أضيف العدد المركب ، فالأكثر أن يبقى الجزءان على بنائهما ، نحو : هذه ستةَ عشرَك ، بفتح الجزأين في جميع الحالات ، وقد يعرب العجز مع بقاء الصدر على بنائه ، نحو : هذه خمسة عشرِك ، بجعل عشر مضافا إليه لخمسة .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 12 يوسف . 2 ـ 260 البقرة . 3 ـ 48 النمل .
4 ـ الزود من الإبل ما كان بين الثلاثة والعشرة .
5 ـ يعطف على ألفاظ العقود كلمة " نيِّف " وهى كناية عن عدد مبهم من واحد إلى
تسعة ، وتكون بلفظ المذكر دائما . نحو : وصل عشرون متسابقا ونيف .
6 ـ العددان "1 ، 2 " واحد واثنان لا يضافان إلى مفرد مطلقا ، فلا نقول : واحد رجلٍ ، أو واحدة بنتٍ .
* كما يستعمل العدد " 1 " واحد مع العشرة بصيغة أحد ، وإحدى فقط .
نحو : أحد عشر ، وإحدى عشرة .
* أما العدد " 2 " اثنان فيستعمل مع العشرة بالتوافق ، مؤنث مع المؤنث ، ومذكر مع المذكر . نحو : اثنا عشر ، واثنتا عشرة .
* ومع ألفاظ العقود يستعمل كل من العددين " 1 " ، و" 2 " واحد ، واثنين ، معطوفا عليه .
نحو : واحد وعشرون ، أو الحادي والعشرون ، بوجوب التعريف إذا كان لفظ العقد معرفا ، ويصح التنكير في العددين ، نحو : حادي وعشرون .
ونحو : واحدة وعشرون ، والحادية والعشرون ، وحادية وعشرون .
وكذا مع العدد " 2 " اثنين ، نحو : اثنان وعشرون ، أو اثنتان وعشرون ، أو ثنتان وعشرون .
8 ـ إذا قصد من الوصف بعض عدده أضيف إليه ، نحو : كان محمد ثاني اثنين ،
وإبراهيم رابع أربعة .
147 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ أخرجه الذين كفروا ثانيَ اثنين }1 .
وقوله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثةٍ }2 .
9 ـ أن الوصف العددي لا يصاغ من ألفاظ العدد ، وإنما صياغته من الثّلْث ،
والرَّبع ، والعَشر . . . الخ .
10 ـ يجوز صياغة الوصف من العدد المعطوف عليه لفظ عقدي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 40 التوبة . 2 ـ 73 المائدة .
نحو : هذا ثالث ثلاثة وعشرين ، وذاك خامس خمسة وثلاثين ،
وذلك بإضافة " ثلاثة وعشرين " إلى الوصف " ثالث " ، وقس عليه المثال الثاني .
11 ـ يجب عطف ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين ، على اسم الفاعل العددي بحالتيه ، نحو : جاء الطالب الخامس والعشرون ، وكافأت الطالب الخامس
والعشرين ، ونحو : فازت الطالبة الحادية والعشرون .
وفى تلك الأحوال لا يجوز حذف واو العطف ، إذ لا يجوز القول :
جاء الطالب الحادي العشرون ، أو جاء خامس عشرون ،
كما هو الحال في قولنا : الحادي عشر ، والرابع عشر .
12 ـ إذا تأخر العدد عن المعدود جاز فيه التذكير والتأنيث .
نحو : جاء رجال ثلاثة ، وجاء رجال ثلاث .
واتباع الأحكام التي سبق ذكرها حسب قواعد العدد أفضل .
فالأحسن أن نقول : جاء رجال خمسة ، وكرمت المعلمة طالبات خمسا.
13 ـ إذا أضيف العدد المفرد فيه ثلاثة أوجه :
* إدخال " أل " التعريف على المضاف إليه ، وهذا أفضل وجه ،
نحو : جاء خمسة الرجال ، وكافأت ثلاث الطالبات .
* إدخال " أل " التعريف على العدد والمعدود معا ، أي على المضاف والمضاف
إليه ، نحو : وصل الأربعة الفائزون ، والتقيت بالخمس الفائزات .
* إدخال " أل " التعريف على المضاف دون المضاف إليه ،
نحو : جاء التسعة لاعبين ، وشاهدت الثلاث مباريات .
14 ـ أما إذا كان العدد مركبا فالأفضل إدخال " أل " التعريف على الجزء الأول
منه ، نحو : غادر القاعة السبعة عشر رجلا ، وحضر الاجتماع الخمس عشرة معلمة .
15 ـ إذا كان العدد من ألفاظ العقود دخلت " أل " التعريف عليه مطلقا .
نحو : سافر الثمانون حاجا ، وأثمرت العشرون شجرة .
16 ـ في حالة العطف على ألفاظ العقود ، تدخل " أل " على المعطوف والمعطوف عليه ، نحو : قدم الخمسة والتسعون حاجا ، وغادرت الخمس والسبعون حاجة .
17 ـ يتفق الحال والتمييز في عدة أمور هي :
الاسمية ، والتنكير ، والفضلة ، والنصب ، وإزالة الإبهام .
فكل منهما فضلة منصوب رافع للإبهام .
18 ـ ويفترقان في عدة أمور هي :
* يجيء الحال جملة ، أو شبه جملة ، ولا يكون التمييز إلا اسما مفردا .
* الحال قد يتوقف عليه معنى الكلام .
نحو قوله تعالى : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
والتمييز ليس كذلك .
* الحال مبينة للهيئات ، والتمييز مبين للذوات والنسب .
* تتقدم الحال على عاملها إذا كان فعلا متصرفا ، أو وصفا شبيها بالفعل ، ولا يجوز تقديم التمييز على عاملها في الرأي الصحيح .
* يجوز تعدد الحال ، ولا يجوز تعدد التمييز .
* حق الحال الاشتقاق ، وحق التمييز الجمود ، وقد يتعاكسان ، فتأتي الحال جامدة ،
نحو : جئت ركضا .
148 ـ ومنه قوله تعالى { يأتينك سعيا }2 .
ويأتي التمييز مشتقا :
نحو : " لله دره فارسا " ، لذلك يجوز جر التمييز المشتق " بمن " لتفريقها عن الحال
فنقول : " لله دره من فارس " .
ــــــــــــ
1 ـ 38 الدخان . 2 ـ 260 البقرة .
* تأتى الحال مؤكدة لعاملها ، والتمييز خلاف ذلك .
* تتضمن الحال معنى " في " ، وتتضمن التمييز معنى " من " .
19 ـ لا يجوز الفصل بين العدد وتمييزه ، إلا في الضرورة الشعرية ، فلا يجوز أن نقول : شاهدت ثلاثة عشر يتدربون لاعبا .
20 ـ لا فرق في التذكير ، والتأنيث بين أن يكون العدد مقدما ، أو مؤخرا ،
نحو : زارني ثلاثة رجال وخمس نساء ، أو : زارني رجال ثلاثة ونساء خمس .