Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 2:37 pm | |
| في هذا الركن الخاص بالطقطوقة الجبلية , الذي أفتتحه بمقال منقول , سأرفع ما لدي من روائعه . وأوجه دعوة لكل عشاق هذا الفن العريق بأن يرفعوا هم أيضا ما بحوزتهم منه , تعميما لمتعة السماع الجميل . واحب أن انبه إلى ضرورة التمييز بين الطقطوقة او العيطة , وبين الأغاني الشعبية , فالركن لا يشمل هذه الاخيرة , وإنما يقتصر على النوع الاول , باعتباره فنا تراثيا اصيلا , له قواعده وأصوله المعروفةالتراث الشعبي لدينا دراسات وبحوث معمقة حول نشأة هذا الجانب الهام من ذاكرة الشعب المغربي الثقافية، وتاريخ مساره الطويل الموغل في التاريخ ، وسنكتفي للضرورة في هدا البحث بسرد المختصر منه ... حسب الدراسات والبحوث المتوفرة لدينا حاليا فإن فن العيطة بالمغرب يحتوي على خمسة أقسام رئيسية هي كالتالي : الجبلي – المرساوي- الحصباوي – الحوزي – الروايس. كما أن لهذه الأقسام روافد أو مناطق تلاحق تولدت عنها عدة فروع مثل : الزعري – الورديغي – الغرباوي ... إلخ. ثم قاسم مشترك بين كل هذه الأنماط ، سواء الرئيسية منها أو الفرعية وهو الساكن أو السواكن, المعروف بطابعه الصوفي – الغيبي- الديني. يشمل اهل الزهد والتقشف في الحياة وادارة الظهر عن مباهجها . تولدت عنه عدة طرق وطوائف شملت جوانب مهمة من الفكر والعقائد لعدة فئات من الشعب المغربي ، ساهمت في خلق أحداث وتطورات تاريخية هامة، وتحولات جذرية لحياة الشعب والجماهير الواسعة عبر أزمنة صنعت التاريخ . اننا نتعامل مع تراث شعبي شفاهي حافظت الذاكرة الشعبية على قسط منه، بينما ضاعت الأقساط الأخرى وسط مستنقع الاهمال والنسيان وغياب التوثيق من جهة، واختفاء الرواد – المعلمين بانتهاء أجالهم المحتوم .. اذا عدنا للحديث عن الجبلي، أي وسائل التعبير عند سكان منطقة الشمال الغربي من المغرب ، المعروف بفن الطقطوقة الجبلية المتميز ، وما تشمله من عيوط وانماط تعبيرية مثل جهجوكة – البارود. ان اشكالية النشأة تضعنا أمام حاجز منيع حجب معرفة ميلاد وتطور هذا الفن الشعبي على حقيقته ، ورمى بنا بين متاهات الإفتراض والتقديرات التي قد تصيب في جزء منها، وتخطئ في أجزاء أخرى ، لكن هذا التخوف لا يجب أن يظل جدارا سميكا وحاجزا قويا في وجه البحوث والدراسات ، وعازلا أمام كل الاجتهادات والاستنتاجات التي تنير الطريق للوصول الى اقرب الافتراضات والتصورات الشمولية لهذا الفضاء الشاسع الأطراف الموغل في التاريخ والحقب. تعود جذور هذا التراث الى ما قبل دخول الاسلام الى المغرب ، حيث كان غناء جماعيا مبنيا على ما يسمى بالحوار الشعري المرتجل – على حد تعبير المرحوم بوحميد – والذي كان يقوم به شخص واحد من المجموعة التي كانت تضم فريقا من الرجال في فترات معينة ومناسبات محددة كالحفلات العادية مثل : حفلات النصر – الزواج – العقيقة، وأن هذا النوع من الغناء كان يستعمل أدوات جسمانية أكثر من غيرها ، وهي التصفيق باليد والتوقيع بالقدم، عكس الأنواع التعبيرية في شمال المغرب – جبالة – حيث يستعمل الغناء والتطريب لتقريب المتلقي إلى فهم الموضوع الذي تحمله الأغنية. عرف المغرب مرحلة انتقالية غابت خلالها مظاهر الغناء والاحتفال بالطريقة التي كانت من قبل ، من رقص واشراك المرأة في المجموعات والفرق ، خاصة العهد الموحدي المتزامن طبعا مع الدخول الهلالي إلى المغرب ، وقد أثر هذا تأثير كبيرا في ضيق نطاق الموسيقى لهذا العهد الذي نشأت عليه دوله الموحدين ، من التدين والتقشف ومقاومة المناكر ، بما فيها من ألات اللهو التي كان المهدي بن تومرت يأمر أصحابه بتكسيرها ، مثل ما فعل في فاس ، ومن أبرز الشواهد على هذا أن الجيش الموحدي نفسه لم تكن به أية موسيقى تذكر. وحسب العديد من المصادر فقد كان لابد من مرور ردح من الزمن ليبدأ الغناء الفردي في المغرب بالظهور مصاحبا بألات موسيقية غالبا ما كانت في أول الأمر نوعا من الليرة بحيث ثبت عند صاحب المراكشي في مؤلفه "المعجب" أن الهلاليين لما جاءوا إلى المغرب أدخلوا معهم هذه الألات التي كانوا يؤدون بها مجموعة من الملاحم الشعرية الفصيحة، حيث كان الطرب الشعبي يعتمد على أغاني مغربية ينشدها بعض المغنيين في المحافل والأسواق، بعد هذه الفترة سيبدأ الغناء في الظهور بشكل أكبر وأوسع حيث سيشيع ويرتقي إلى استماع الأمراء، إضافة إلى دخول الطرب المعروف إذاك ب : السماع ، والذي استقدمه الأندلسيون معهم ، وقد ولع الخلفاء به ، وفي إطار حصر الحديث عن الموسيقى العربية بالمغرب من بين ثلاثة أنماط وهي : الموسيقى العربية – الأندلسية – البربرية . والموسيقى العربية التي يحدد اطارها الجغرافي في مجال تقطنه القبائل المستهلكة لهذه الأغنية ، والذي يتميز بالشساعة في اطاره العرقي والسوسيو اقتصادي ، إذ منذ القرن الثاني عشر الميلادي شهدت السهول الأطلسية المغربية استقرارا للقبائل العربية التي امر بنقلها من مواطنها الأصلية ، السلطان يعقوب المنصور الموحدي ، وعلى اثر هذا الاستقرار حصل تعايش بين نمطين من الحياة – الترحال ونمط الاستقرار – الذي يعتمد الفلاحة وتربية الماشية ، وحصيلة هذا التساكن هو نشأة جديدة وملائمة لخلق وتطور هذا النوع من الغناء ، ويرجع احتفاظ الغناء الأندلسي بمقوماته, وشذوذه عن قاعدة التأثر بالواقع والمؤثرات المحلية، إلى أن المغرب احتفظ بالأصول العريقة لهذه الموسيقى بشكل أقوى ، نظرا لأن اللغة البربرية وعوائد البربر كانت بطبيعة الحال أكثر رسوخا وانتشارا ، مما أدى بالمجتمعات الأندلسية المهاجرة هنا إلى منعزل أمدا طويلا بعوائدها وتقاليدها حتى أن ما حدث بصفة عامة هو أنها استقطبت من عناصر البربر المنصهرين بها أكثر مما تأثرت المجتمعات الأندلسية بهذه العناصر . وبالنسبة إلى الأدوات المصاحبة لهذا الغناء فهي تنقسم إلى نوعين : ماله علاقة بالطرب المغربي المحلي قبل النزوح الأندلسي – وماله علاقة بالطرب والغناء الأندلسي. إن الألات المستعملة في الغناء الأندلسي كثيرة , من بينها : الكريج – العود – الروطة – الخيال – الرباب – القانون- المونس – الكثيرة – الفنار- الزلامى – الشغرة – البوق – النورة وفيها مزمران ، واحد غليظ الصوت وأخر رقيقه. كما تسجل دراسة "مدخل إلى تاريخ وفنون المغرب" ، بأن دخول الهلاليين إلى المغرب رافقه ظهور ألات جديدة حيث وصلت مسيرتهم نحو المغرب حوالي سنة 1170 م , فقد كانوا يسيرون على إيقاع الطبول ونغمات الغيطات . ومن ثم ذلك السياق الوصفي يدل على أن هذه الألات كانت مما يستعملونه في حروبهم وغزواتهم ، وهي ذاتها مما اتخذه الموحدون من شارات ملكهم إلى جانب الألوية والأيات القرءانية ، وقد سجل ابن خلدون ذلك بقوله: أن العرب كانوا منذ أن انتقلت خلافتهم ملكا يتخذون قرع الطبول والنفخ في الغيطات في مواطن حروبهم ومظاهر أبهتهم . أما الألات المستعملة في الغناء المغربي فكانت محصورة في : الدف – أفوال – الليرة – أبوقرون. منقول بتصرف الملفات المرفقة
عدل سابقا من قبل Admin في السبت فبراير 28, 2015 2:43 pm عدل 1 مرات | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 2:41 pm | |
| الاختيار الثاني العيطة الأولى للحسن العروسي إشارة : تعتبر العيطة الجبلية من أعف فنون الغناء المغربي على الإطلاق , فلا يمكن أن تجد فيها كلمة خادشة , أو إشارة خبيثة , ويرجع ذلك إلى ما تميزت به المنطقة الشمالية للمغرب من محافظة وتدين , على عكس المنطقة الجنوبية , التي عرفت بنوع من التسامح في هذه الأمور. ويمكن حصر المواضيع التي تتناولها الطقطوقة أو العيطة الجبلية في أربعة مواضيع أساسية , هي : 1- الجغرافيا : حيث يكثر ذكر الجبال والوديان والسهول واسماء القبائل الجبلية . 2- التاريخ : حيث يرد ذكر اشهر الأحداث التاريخية التي عرفتها المنطقة الشمالية خلال الفترة الاستعمارية . 3- الرجال : حيث تتردد اسماء أبرز الأولياء والصالحين الذين لا تكاد تخلو منهم أي مدينة او قرية مغربية , سواء في الشمال أو الجنوب. 4- المرأة : حيث يرد ذكر اسم شامة الذي يضاهي اسم ليلى في الشعر العربي الفصيح , في إطار غزل عذري غاية في العفة والحياء والطهر..الملفات المرفقة | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 4:07 pm | |
| [size=32]العيطة الثانية للحسن العروسي[/size] الملفات المرفقة | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 4:08 pm | |
| [size=32]عيطة جبلية من جزأين بسم الله ابدينا على النبي صلينا سيدنا محمد هو الشافع فينا يشفع فينا وفيكم[/size] الملفات المرفقة | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 4:09 pm | |
|
[size=32]عيطة/طقطوقة جبلية لأحمد الكرفطي[/size] الملفات المرفقة | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 4:10 pm | |
| [size=32]مقطوعة موسيقية من عزف فرقة لحسن العروسي [/size] الملفات المرفقة | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 4:12 pm | |
| [size=32]مقطوعة موسيقية [/size][size=32]من عزف و غناء حاجي السريفي و نجمة ألشمال أرجو أن تعجبكم[/size] الملفات المرفقة | |
|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: الطقطوقة الجبلية السبت فبراير 28, 2015 4:16 pm | |
| في فهم علاقة رقصة البارود بالعيطة الجبلية. وهو بالاضافة الى كونه نتاج المعاينة و المتابعة، إلا انه بعض اجزائه هي محل تخمين وافتراض كما أوردتم في طرحكم. و يسعدني كثيرا أن اقدم هذه المحاولة للربط بين رقصة البارود و العيطة الجبلية. كثيرة هي الرقصات الشعبية التي تعودنا على مشاهداتها في مناسبات شتى.وجعلنا فعل التعود على مشاهدتها غير مهتمين بأمرها وتفسير حركاتها وفهم طقوسها، ونركز فقط من خلال متابعاتنا لها على الجانب الاحتفالي فيها دون محاولة الغوص في أبعاد حركاتها وبعيدا عن كشف خطاب الأشعار التي تتخللها. من بين هذه الرقصات رقصة البارود الشائعة في منطقة اجبالة. و المختلفة عن باقي رقصات البارود لدى سكان المناطق الواقعة جنوبا كتلك السائدة لدى قبائل "الحياينة" فرقصة البارود في منطقة اجبالة هي رقصة مشاة. في حين أن رقصة البارود في الحياينة هي رقصة فرسان يركبون خيولا. و لا شك ان البيئة الجغرافية السائدة في كل منطقة هي التي حددت شكل الرقصة في كل واحدة منها. منطقة الحياينة مثلا هي منطقة سهلية. مكشوفة. والمتحرك فيها في لحظة حرب يحتاج إلى سرعة للتنقل من منطقة لأخرى، إما فرارا من عدو، اومباغتته ومحاصرته. وبالتالي كان الاعتماد على الخيول من اجل تحقيق ذلك. على العكس من ذلك فمنطقة اجبالة هي منطقة جبلية. وعرة المسالك، لا تصلح فيها الخيول كوسيلة للتحرك. بل أن التموقع الجيد للمقاتل. واستغلال الحواجز، والقدرة على مباغتتة العدو هو الاسلوب الأنسب كتقنية للقتال. ما يلاحظ في رقصة البارود الجبلية أنها تبدا بتنسق مسبق. إذ ان مقدم الفرسان يعمل في تنسيق مع المشاركين في الرقصة على تحديد زمان ومكان التقاء المقاتلين خارج القرية التي سيتم فيها الرقص. بحيث أن الجزء الذي يعتبر رئيسيا في الرقصة ما هو سوى مجرد مرحلة لتحضير سابق و أخر لاحق. الاستعداد يبدأ من قبل. إذ يتجمع المقاتلون خارج القرية،و يتم تنظيم صفوفهم وينطلقون مصطفين اتجاه الساحة التي سيتم فيها الاستعراض. وهم بذلك الشكل يبدون كقافلة عسكرية منطلقة اتجاه رقعة المعركة. وفي طريقهم تلك، يشرع المقاتلون في اطلاق البارود مثنى مثنى. وتلك العملية يمكن تسميتها في اللغة العسكرية الحالية "بالمناورة العسكرية". وهي تهدف إلى التأكد من فعالية السلاح، ورفع كفاءة المقاتل في الحرب. وفي نفس الوقت تكون العملية بمثابة دعوة لعامة الناس من اجل حضور الرقصة. يصل المقاتلون إلى ساحة الاستعراض. و يشكلون حلقة مغلقة يتوسطها "المقدم" او المايسترو الذي يشرف على تنظيم الرقصة. و المقدم يتمركز في وسط الحلقة ويتولى اعطاء الأشارات للمقاتلين. وهو بهذا الشكل يبدو مجسدا لل "القيادة الميدانية" التي تشرف على إدارة العمليات العسكرية. كل حرب كيفما كانت، لا بد لها من مراحل محددة. من بينها الإعداد النفسي الجيد للمقاتل. فالمقاتل لا بد أن تكون معنوياته مرتفعة. و مؤمنا بجدوى الحرب التي سيوخضها للحد الذي يكون مستعدا للاستشهاد من اجل تحقيق غاياتها. من أجل تحقيق هذه الغاية يبدأ "عياع" وهي مقاطع أو مواويل تحتوي مضامين ومثل نبيلة تتغنى بالامجاد الغابرة، و التمسك بالعزة والكرامة، و استرخاص الحياة إن كانت خالية من الكبرياء والانفة.. ويتناوب المقاتلون على ترديد مقاطع دات مضامين متنوعة، إلا أنها تصب في مصب واحد، هي رفع معنويات المقاتل وجعله في مستوى الإقدام على التضحية من اجل تحقيق النصر حين يشعر المايسترو أن العامل المعنوي للمقاتلين هو قد بلغ المستوى المطلوب، ينتقل للمرحلة المتقدمة. فترتفع صيحته تشق العنان و"وا هيا لولاد" هذه الصيحة يقابلها في اللغة العسكرية الحديثة إعلان "حالة الاستنفار" او التعبئة الشاملة. وهذه الصيحة تكون مقرونة بحركات معينة. فالاصابع تكون على الزناد. والمقاتل ينقل بخفة يديه الممسكة على السلاح من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى. بينما تكون عينيه مركزة إلى الامام وفيها الكثير من الشراسة و الاستعداد للانقضاض.. المشهد في هذه اللقطة يشخص وضعا هاما. فالمقاتل بتلك الحركة يجسد أنه وراء حاجز ما. قد يكون صخرة. او خندقا او اي شئ اخر. بينما عيناه المركزة على الامام، تشخص أنها رصدت العدو وترقب تحركاته بتركيز بليغ. وبهذا الشكل يفهم المتتبع ان المقاتل هو في وضع ملتصق بالأرض. مختف كليا بحيث لا يدرك العدو وجوده. بينما العدو متقدم ومتحرك. ووضع كهذا لا يتحقق إلا في حرب العصابات. وحين تنطلق الاشارة، يصوب المقاتلون بنادقهم. و يعملون كل ما في وسعهم على أن يخرجوا الطلقة في نفس الوقت. و إذا حدث ان تأخر أحدهم في إطلاق طلقته، تنطلق صيحات الاحتجاج من قبل الجمهور " خسرها" بمعني "أفسدها" قد لا يدرك البعض ما سر ذلك الامتعاض و الاحتجاج. غير ان فهم الوضع بشكل جيد يظهر السبب. كان يفترض مثلا أن كل مقاتل يجب ان يفاجئ العدو ويصيب هدفه بحيث لا يترك له اي فرصة من اجل أخذ احتياطاته. وهذا سر الاصرار على ان تلتقط المسامع جميع الطلقات في الوقت نفسه. وبذلك الشكل يكون كل مقاتل قد نجح في تسديده. الا ان ذلك الذي تاخر في طلقته، يكون قد افلت من كان يفترض ان يكون ضحيته. ولذلك سمع الضحية المفترض طلقات الاخرين، فعمل على الاختباء. وحين اطلق المقاتل المتأخر طلقته لم تصبه. وبذلك لم تحسم المعركة . ما علاقة رقصة البارود بالعيطة الجبلية؟ ولماذا تبدو أشعارها بعيدة عن ما يمكن اعتباره وحدة القصيدة؟ بالعودة إلى العيطة سيلاحظ المتتبع توالي الامكنة والوقائع بطريقة ليس فيها رابط و لا انسجام سوى كون أن جيمع الاماكن تقع داخل المجال الجغرافي لمنطقة اجبالة ، من تخوم تازة إلى المحيط الاطلسي. ومن البحر الأبيض المتوسط إلى تخوم فاس و سيدي قاسم . بينما على مستوى المضمون هناك تأريخ للبطولة وتأصيل الهوية ونقش الذاكرة. رقصة البارود لا تنتهي بانتهاء الغرض الذي جسد وقائع معركة قتالية. بل أذكر جيدا في الطفولة كيف ان "البواردية" كانوا ينتقلون من مكان العرض حيث رقصوا نهارا، إلى مكان فسيح نصبت فيه خيمة كبيرة مساء، و هناك يقضون ليلتهم في جو احتفالي بهيج مجسدين شطرا أخر من المعركة تعوض فيه البندقية بالكلمة والادوات الفنية ، مؤكدين بذلك على أن المعركة ذات الف وجه ترتبط فيه البندقية بالكلمة العاشقة للحرية واهمية الفن وسموه وهو يقوم بإنجاز ما لا تستطيع البندقية ان تنجزه. يبدا الحفل بإنشاد العيطة مرددين كل ما كتب في هذا السجل الضخم و المتربط بالمعارك السابقة التي دارت هنا وهناك من أرض أجبالة. يفترض في حفل كهذا أن يعمد المحتفون إلى تأريخ وقائع المعركة التي خاضوها اليوم إلى سجل البطولات الكبير . وأنه في المعركة القادمة أينما جرت سيتم ترديد ما نسجوه اليوم قبل أن ينضاف للسجل المفتوح على الايام والوقائع مقاطع البطولات القادمة اينما جرت من ارض اجبالة. هكذا نستطيع ان نفهم لماذا يتخذ منشدو العيطة نفس لباس "البواردية" الجلباب. و العمامة الصفراء الشرقاوية. و الكتف اليمنى المكشوفة من الجلباب. | |
|