| تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:03 pm | |
| تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الموضوع منقول لاهميته ولتقاسم الفائدة تلخيص دروس الفلسفة بإيراد جميع المواقف الفلسفية مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا جمیع الشعب ، من إعداد الأستاذ نور الدین العموري.
- درس مفهوم الشخص - درس مفهوم الغير - درس مفهوم التاريخ - درس النظرية والتجربة - درس مسألة العلمية في العلوم الإنسانية - درس مفهوم الحقيقة - درس مفهوم الدولة - درس مفهوم العنف - درس مفهوم الحق والعدالة - درس مفهوم الواجب - درس مفهوم السعادة - درس مفهوم الحرية - منهجية الكتابة في مادة الفلسفة مفهوم الشخص المحور الأول : الشخص والهوية
كیف یمكن تفسیر ثبات الأنا أي الھویة الشخصیة رغم مختلف التغیرات؟
موقف لاشولیي: المحدد الرئیسي للشخص ھو ھویته، أي تطابقه مع ذاته وبالتالي تمیزه عن غیره. أما وحدته النفسیة عبر جل مراحل حياته فهي الضمان لهذه الهوية. أولھا وحدة الطبع أو السمة العامة للشخصیة، في مواقفھا وردود فعلھا تجاه الآخرین. وعلى ھذا النحو یرى لاشولیي، أن كل من وحدة الطبع أو السمة العامة للشخصية، ھي ضمان ھویتھا إلى جانب الذاكرة التي اعتبرھا آلیة ضروریة لربط حاضر الشخص بماضیھ القریب أو البعيد.
موقف دیكارت : يذھب إلى تأكید أھمیة الفكر في بناء الشخصیة وفھم حقیقتھا، فالفكر صفة تخص الذات الإنسانیة وھي وحدھا لصيقة بها .والتفكير هو الشرط الضروري للوجود. إذن أساس ھویة الشخص ھو التفكیر الذي یعتبر مناسبة لحضور الذات أمام نفسھا وإدراكھا إدراكا مباشرا لكل ما یصدر عنھا من أفعال والتي تبقى رغم تعددھا واحدة وثابتة.
موقف جون لوك: یعطي تعریفا للشخص باعتباره ذلك الكائن المفكر والعاقل، القادر على التعقل والتأمل حیثما كان وأنى كان ومھما تغیرت الظروف، وذلك عن طریق الشعور الذي یكون لدیه عن أفعاله الخاصة وبشكل مستمر دون حدوث أي تغیر في جوھر الذات، فاقتران الشعور بالفكر على نحو دائم ھو ما یكسب الشخص ھویته ویجعله یبقى دائما ھو ھو، باعتباره كائنا عاقلا یتذكر أفعاله وأفكاره التي صدرت عنھ في الماضي وھو نفسھ الذي یدركھا في الحاضر.
المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة
إنصب تفكیر الفلاسفة وعلماء الاجتماع على ھذا البعد، فمنه من أرجعه لذات الإنسان، ومنھم من أرجعه لعلاقته مع الغیر.
موقف كانط: الإنسان كائن عاقل وهو غاية في ذاته، ولیس مجرد وسیلة يستعلمھا الغیر أو وسیلة یستعملھا ھو نفسه لتحقیق هدف ما .الإنسان خلافا للأشیاء ھو الكائن الوحید الذي له قیمة مطلقة لأنه غایة في ذاته. لھذا السبب یسمى الإنسان شخصا وتسمى الموجودات الأخرى أشیاء. فلا یمكن تقييم الإنسان بسعر كما نفعل بالأشياء والحیوانات: الإنسان لیس قابلا للبیع. فھو كشخص يعتبر قيمة تتجاوز كل سعر. إنه شخص، غایة في ذاته، له كرامة ویتمتع بالاحترام واحترامه ھذا یعني احترام الإنسانیة التي يمثلها.
موقف ھیجل : الشخص یكتسب قیمته الأخلاقیة عندما یعي ذاته وحریته وینفتح على الواقع الذي ینتمي إلیه، بالدخول مع الجماعة في علاقة تعاون متبادل إمتثالا للواجب.
موقف غوسدورف: یعرف الشخص انطلاقا من كونه عنصرا مكونا للجماعة وھو ما یعني أن قیمة التضامن بین أفراد الجماعة مكون أساسي لقیمته بحيث أن أنانیته ستضر بالغیر وبنفسه أيضا. التضامن والتعایش ھو أساس قیمة الشخص وكماله ، لأن الانعزالیة والأنانیة والفردانیة تجعل الشخص معادیا لنفسه ولإنسانیته وللغير. بما أنه شخص ولیس بھیمة فإن وجوده لا یتحقق إلا بمشاركة الآخرین حیاتھم وبالتواجد داخل الجماعة وبقبول الغیر. وخلاصة ھذا الموقف أن الشخص لیس ھو ما یملك وإنما هو أخد وعطاء.
المحور الثالث : الشخص بين الضرورة والحرية
إختلف الفلاسفة في تحدید موقف ووضع الإنسان داخل المجتمع، فمنھم من إعترف بعدم حریته لأن خضوعه للضرورة ھو الشكل الوحید للحیاة مع الناس وفي الكون، ومنھم من رأى أن الوعي والاختیار یمكنان الإنسان كشخص من العیش حرا.
موقف سارتر : يميز سارتر بين الوجود والماهية، والإنسان ھو الكائن الوحید الذي یسبق وجوده ماھیته، ولھذا فھو یتجاوز وضعه إلى وضع آخر عبر الإرادة والفعل والشغل ...
موقف مونيي : الشخص حر لأنھ یقبل الظرف والوضع الذي یتواجد فیھ لأن الحریة لا تتحقق إلا في مواجھة العوائق والحواجز، وعن طریق الاختیار بین عدة اختیارات والتضحیة، أي بذل جھد للتغلب على المعیقات الداخلیة والخارجیة. الحریة تتحقق داخل شروط تلزم الشخص بتأثیرھا. لیست الحریة ھي أن نفعل ما نرید وإنما أن نصارع ظروفا معیقة ونتغلب عليها.
موقف اسبینوزا : یذھب إلى إعتبار أن ما یمیز الشخص عن باقي الكائنات الأخرى، ھو سعیه للحفاظ على بقائه واستمراره، وھو سعي یتأسس على الإرادة الحرة. ولیست الحریة ھنا بمعنى الجواز، بل إنھا تقترن بالفضیلة والكمال، ولیس بالعجز أو الضعف، وفق ما تفتضیه قوانین الطبیعة الإنسانیة من قدرة على استخدام العقل للتمییز بین الخیر والشر، وتفضیل الأول على الثاني. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:04 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟﻐﯾر ﻛﯾف ﻧﺳﺗدل ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره وﺟودا ﺧﺎرج اﻟذات، ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ وﺟود ﻣﺧﺗﻠف ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ؟
المحور الأول : وجود الغير
ﻣوﻗف دﯾﻛﺎرت : ﻛﺎن أول ﻓﯾﻠﺳوف ﺣﺎول إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻧﺎ اﻟﻔردﯾﺔ اﻟواﻋﯾﺔ وﺑﯾن اﻟﻐﯾر ؛ ﺣﯾث أراد دﯾﻛﺎرت ﻟﻧﻔﺳﮫ أن ﯾﻌﯾش ﻋزﻟﺔ إﺑﺳﺗﯾﻣﯾﺔ، راﻓﺿﺎ ﻛل اﺳﺗﻌﺎنﺔ ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷك. ﻓرﻓض اﻟﻣوروث ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف، واﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮫ اﻟذاﺗﯾﺔ، ﻷﻧﮫ ﯾرﯾد أن ﯾﺻل إﻟﻰ ذﻟك اﻟﯾﻘﯾن اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟذي ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﺑداھﺔ واﻟوﺿوح واﻟﺗﻣﯾز.. . ﻓوﺟود اﻟﻐﯾر ﻓﻲ إدراك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﯾس وﺟودا ﺿرورﯾﺎ، وﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول : إن ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷك اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﮭﺎ دﯾﻛﺎرت ﺗﻣت ﻣن ﺧﻼل إﻗﺻﺎء اﻟﻐﯾر... واﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻻ ﯾﺄﺗﻲ إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﻗوة اﻟﺣﻛم اﻟﻌﻘﻠﻲ ﺣﯾث ﯾﻛون وﺟود اﻟﻐﯾر وﺟودا اﺳﺗدﻻﻟﯾﺎ.
ﻣوﻗف ھﯾﺟل : ﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﺷﻌور اﻟﺳﻠﺑﻲ ﺑوﺟود اﻟﻐﯾر، ﻷﻧﮫ رأى أن اﻟذات ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧﻐﻣس ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﯾﻛون وﻋﯾﮭﺎ وﻋﯾﺎ ﻟﻠذات، وإﻧﻣﺎ ﻧظرة إﻟﻰ اﻟذات ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻋﺿوﯾﺔ. ﻓوﻋﻲ اﻟذات ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ ـ ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎد ھﯾﺟل ـ ﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗراف اﻟﻐﯾر ﺑﮭﺎ. وھذه ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣزدوﺟﺔ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻐﯾر ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟذات. واﻋﺗراف أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﺑﺎﻵﺧر ﻻﺑد أن ﯾﻧﺗزع. ھﻛذا ﺗدﺧل اﻷﻧﺎ ﻓﻲ ﺻراع ﺣﺗﻰ اﻟﻣوت ﻣﻊ اﻟﻐﯾر، وﺗﺳﺗﻣر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺟدﻟﯾﺔ اﻟﻌﺑد واﻟﺳﯾد. ھﻛذا ﯾﻛون وﺟود اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟذات وﺟودا ﺿرورﯾﺎ.
ﻣوﻗف ﺳﺎرﺗر : ﯾرى اﻟﻐﯾر ﻣﺎ ھو إﻻ أﻧﺎ آﺧر، أي ﻛﺄﻧﺎ ﻣﻣﺎﺛل ﻷﻧﺎي، إﻻ أﻧﮫ ﻣﺳﺗﻘل ﻋﻧﮫ، ﻟﻛن وﺟود اﻟﻐﯾر ھو ﻛذﻟك ﻧﻔﻲ ﻷﻧﺎي، ﻣن ﺣﯾث ھو ﻣرﻛز ﻟﻠﻌﺎﻟم.وﯾﺗرﺗ ب ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﻐﯾر ھذا ﻧﺗﺎﺋﺞ ھﺎﻣﺔ وﺣﺎﺳﻣﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أﻧﺎي ﻓﺣﺳب، ﺑل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋﻼﻗﺗﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ. إن ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾظﮭر اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﺗﻣﺛﻠﯾن اﻟدﯾﻛﺎرﺗﻲ واﻟﮭﯾﺟﻠﻲ؛ ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘﺻﻲ ﻓﯾﮫ دﯾﻛﺎرت وﺟود اﻟﻐﯾر، ﯾﻌﺗﺑره ھﯾﺟل وﺟودا ﺿرورﯾﺎ. وھذا ﯾﺗوﻟد ﻋﻧﮫ اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ : ھل ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﻣﻛﻧﺔ ؟ و ﻛﯾف ﺗﺗم ﻣﻌرﻓﺗﮫ؟
إن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻐﯾر ﺗﻣﺛل ﻋﻼﻗﺔ " إﺑﺳﺗﯾﻣﯾﺔ " ﺑﯾن طرﻓﯾن، أﺣدھﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻷﻧﺎ اﻟﻌﺎرﻓﺔ واﻵﺧر ﯾﻣﺛل ﻣوﺿوع اﻟﻣﻌرﻓﺔ. اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ طرح اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺗﺎﻟﻲ : ھل ﻧﻌرف اﻟﻐﯾر ﺑوﺻﻔﮫ ذاﺗﺎ أم ﻣوﺿوﻋﺎ ؟ ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر، ھل ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﻣﻛﻧﺔ أم ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ؟
المحور الثاني : معرفة الغير
ﻣوﻗف ﺳﺎرﺗر : ﯾطرح اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻧﺎ واﻟﻐﯾر ﻓﻲ إطﺎر ﻓﯾﻧوﻣﯾﻧوﻟوﺟﻲ (ظﺎھراﺗﻲ) ﻓﺎﻟﻐﯾر ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎده ھو ذﻟك اﻟذي ﻟﯾس ھو أﻧﺎ، وﻟﺳت أﻧﺎ ھو ". وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻋدﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻧﺎ واﻟﻐﯾر، ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ " أن ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻛﯾﻧوﻧﺗﻲ ﺑﻛﯾﻧوﻧﺗﮫ "، وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﺗﻛون ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻐﯾر ﻏﯾر ﻣﻣﻛﻧﺔ. ﻟﻛن ﺑﻣﺟرد اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﻣﻌﻧﺎه ﺗﺣوﯾﻠﮫ إﻟﻰ ﻣوﺿوع (أي ﺗﺷﯾﯾﺋﮫ) : أي أﻧﻧﺎ ﻧﻧظر إﻟﯾﮫ ﻛﺷﻲء ﺧﺎرج ﻋن دواﺗﻧﺎ وﻧﺳﻠب ﻣﻧﮫ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟوﻋﻲ واﻟﺣرﯾﺔ واﻹرادة واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ. وھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻷﻧﺎ واﻟﻐﯾر : ﻓﺣﯾن أدﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إدراك اﻵﺧر، ﻓﺈن ﻧظرﺗﮫ إﻟﻲ ﺗﻘﯾدﻧﻲ وﺗﺣد ﻣن ﺣرﯾﺗﻲ وﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺗﻲ، ﻷﻧﻧﻲ أﻧظر إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻲ ﻧظرة اﻵﺧر إﻟﻲ، إن ﻧظرة اﻟﻐﯾر إﻟﻲ ﺗﺷﯾﺋﻧﻲ، ﻛﻣﺎ ﺗﺷﯾﺋﮫ ﻧظرﺗﻲ إﻟﯾﮫ. ھﻛذا ﺗﺑدو ﻛﯾﻧوﻧﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋن ﻣﺟﺎل إدراﻛﻧﺎ ﻣﺎ داﻣت ﻣﻌرﻓﺗﻧﺎ ﻟﻠﻐﯾر ﻣﻌرﻓﺔ اﻧطﺑﺎﻋﯾﺔ ﺣﺳﯾﺔ.
ﻣوﻗف ﻣﯾرﻟوﺑوﻧﺗﻲ: ﻟﮫ ﻣوﻗف آﺧر إذ ﯾرى أن ﻧظرة اﻟﻐﯾر ﻻ ﺗﺣوﻟﻧﻲ إﻟﻰ ﻣوﺿوع ، ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺣوﻟﮫ ﻧظرﺗﻲ إﻟﻰ ﻣوﺿوع ، إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة وھﻲ أن ﯾﻧﻐﻠق ﻛل واﺣد ﻓﻲ ذاﺗﮫ وﺗﺄﻣﻼﺗﮫ اﻟﻔردﯾﺔ. ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ھذا اﻟﺣﺎﺟز ﯾﻣﻛن ﺗﻛﺳﯾره ﺑﺎﻟﺗواﺻل، ﻓﺑﻣﺟرد أن ﺗدﺧل اﻟذات ﻓﻲ اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﺣﺗﻰ ﺗﻛف ذات اﻟﻐﯾر ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋن اﻷﻧﺎ، وﯾزول ﺑذﻟك اﻟﻌﺎﺋق اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻐﯾر ﺻورة ﻋﺎﻟم ﯾﺳﺗﻌﺻﻲ ﺑﻠوﻏﮫ.
المحور الثاني : العلاقة مع الغير
ھل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ھﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻛﺎﻣل أم ﺗﻧﺎﻓر ؟
ﻣوﻗف ﻛﺎﻧط : ﯾرى أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺻداﻗﺔ ھﻲ أﺳﻣﻰ وأﻧﺑل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻗ ﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل. وأﺳﺎﺳﮭﺎ اﻹرادة اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺧﯾرة. ﻓﺎﻟﺻداﻗﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ واﺟﺑﺎ أﺧﻼﻗﯾﺎ، ﺗﺷﺗرط وﺟود اﻟﻣﺳﺎواة وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﻛﺎﻓؤ، وھﻲ أﯾﺿﺎ ﻧﻘطﺔ ﺗﻣﺎس ﺑﯾن اﻟﺣب واﻻﺣﺗرام. وھذا ﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﺗوازﻧﮫ وﻋدم اﻹﻓراط ﺳواء ﻓﻲ اﻻﺣﺗرام أو اﻟﺣب.
ﻣوﻗف أﻓﻼطـون : ﻓﯾﻌﺗﺑر أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺻداﻗﺔ ﺗﻧﺑﺛق ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟوﺟودﯾﺔ اﻟوﺳط اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻊ وﺟود اﻹﻧﺳﺎن، وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺳط ﺑﯾن اﻟﻛﻣﺎل اﻟﻣطﻠق واﻟﻧﻘص اﻟﻣطﻠق ﺗدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﺑﺣث اﻟداﺋم ﻋﻣﺎ ﯾﻛﻣﻠﮫ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﮫ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن... ﻓﺎﻟﻛﻣﺎل اﻷﻗﺻﻰ ﯾﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻛﺗﻔﺎء ذاﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر، وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘص اﻟﻣطﻠق ﺗﻧﻌدم ﻟدﯾﮫ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻛﻣﺎل واﻟﺧﯾر. ﻣن ھﻧﺎ ﺗﻘوم اﻟﺻداﻗﺔ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﻣﺣﺑﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﯾﺑﺣث ﻓﯾﮭﺎ اﻷﻧﺎ ﻋﻣﺎ ﯾﻛﻣﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﯾر، ﯾﺗﺻف ﻓﯾﮭﺎ ﻛل طرف ﺑﻘدر ﻛﺎف ﻣن اﻟﺧﯾر أو اﻟﻛﻣﺎل ﯾدﻓﻌﮫ إﻟﻰ طﻠب ﻛﻣﺎل أﺳﻣﻰ ، وﺑﻘدر ﻣن اﻟﻧﻘص اﻟذي ﻻ ﯾﺣول دون طﻠب اﻟﻛﻣﺎل. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:05 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﯾﻦ ﯾﺘﺠﻠﻰ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺆرخ و اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎطﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ؟ وﻛﯿﻒ ﺗﺒﻨﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ؟ وھﻞ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑﺖ و ﻣﺴﺘﻘﺮ أم ﺗﺤﻜﮫ دﯾﻨﺎﻣﯿﺔ اﻟﺘﻘﺪم؟ و ھﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎن دور ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ؟ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﺘﺒﺮه ﺻﺎﻧﻌﺎ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ؟
المحور الأول: المعرفة التاريخية
إن اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﯾﺜﯿﺮ إﺷﻜﺎﻻ ﻣﻨﮭﺠﯿﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺬي اﻧﻘﻀﻰ ووﻟﻰ و اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﮫ ﻛﻤﻮﺿﻮع ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ، و ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ؟.
ﻣوﻗف رﯾﻣون أرون : ﯾﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ھﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺴﺒﯿﺔ، ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺪرك اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯿﺔ ﻣﺎدام أﻧﮫ ﻻوﺟﻮد ﻟﻤﺎض ﺧﺎﻟﺺ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎﺿﻲ ھﻮ ﻣﺎض ﻣﺴﺘﺤﻀﺮ وﻣﻌﺮﻓﺘﮫ ﻻ ﺗﺘﺄﺗﻰ إﻻ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﻨﻘﯿﺐ و اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﮭﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮ ة ھﻲ ﺳﻤﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻮاﻗﻌﻨﺎ اﻟﺬي ﻧﻌﯿﺶ ﻓﯿﮫ، ﺑﺤﻜﻢ أﻧﻨﺎ ﻧﻔﮭﻢ ﺟﻤﯿﻊ دﻻﻻﺗﮫ، ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻻ ﯾﺘﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف دﻻﻻﺗﮭﺎ دون ﺗﻮﺳﻂ ﻣﻨﮭﺞ اﻟﻤﺆرخ و ﺑﺪﻟﻚ ﺗﻨﻌﺪم ﺷﺮوط اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ ﺑﮭﺎ . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮن ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ھﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ھﻲ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدا وﻟﻢ ﯾﻌﺪ وھﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺨﺺ زﻣﺎﻧﺎ و ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﺤﺪدﯾﻦ.
ﻣوﻗف ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر: ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺎطﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻛﻤﺆﺷﺮ ﻟﺘﺼﻮر ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ. ﻓﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻹﻣﺒﺮﯾﻘﻲ ( اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﻲ ) ﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﺎﻟﻼﻣﺤﺪودﯾﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻛﺜﺎﻓﺘﮫ وﻻ ﻧﮭﺎﺋﯿﺘﮫ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻷﯾﺔ ﻋﺪة ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ أن ﺗﺸﻤﻞ ذﻟﻚ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﻛﻠﯿﺘﮫ. إن اﻟﻤﺆرخ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺄﺗﻰ ﻟﮫ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯿﺔ، ذﻟﻚ أن اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪھﺎ ﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻨﺘﻘﺎة اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺆرخ ﺑﺎﻟﻘﯿﻢ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎﻛﺲ ﻓﯿﺒﺮ ھﻲ ﺳﺒﺒﯿﺔ ﺗﺤﻠﯿﻠﯿﺔ، ﻣﺘﻔﺮدة وﺟﺰﺋﯿﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﯿﺔ، وﯾﺒﻘﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﮭﺠﻲ ﻟﻠﻤﺆرخ ﻣﺤﺪدا ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.
المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم
ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ ﻣﻨﻄﻖ: ﻟﻜﻦ ھﻞ ﯾﺤﻜﻤﮫ اﻟﺘﻘﺪم؟ أم اﻟﺘﻜﺮار؟ أم اﻟﻀﺮورة؟ أم اﻟﺼﺪﻓﺔ؟
ﻣوﻗف اﺑن ﺧﻠدون: اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻻ ﯾﻌﺮف اﻟﺘﻘﺪم وإﻧﻤﺎ ھﻮ دوري، ﺗﻜﺮاري، وﻓﻖ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ، وھﺬا ﻣﺎ ﺗﺜﺒﺘﮫ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪم واﻟﻘﺒﯿﻠﺔ: ﻓﺎﻟﺒﺪاﯾﺔ ھﺐ اﻟﻔﺘﻮة أو اﻟﻨﺸﺄة ﺛﻢ اﻟﻘﻮة واﻛﺘﺴﺎب اﻟﺴﯿﺎدة وﺑﻌﺪ اﻟﻐﻨﻰ و اﻟﺘﺮف ﺗﺤﻞ اﻟﺸﯿﺨﻮﺧﺔ ﺛﻢ اﻻﻧﺪﺛﺎر، ﻟﺘﺒﺪأ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ آﺛﺎر ﻋﺼﺒﯿﺔ ﺟﺪﯾﺪة وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺸﮭﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﺎرﯾﺦ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ (أﻻ ﯾﺒﺪو ھﺬا اﻟﺘﻮﺻﯿﻒ ﻣﺸﺎﺑﮭﺎ ﻟﺤﯿﺎة ﻛﺎﺋﻦ طﺒﯿﻌﻲ ھﻞ ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺸﺮي، أم أن اﻷﻣﺮ أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟
ﻣوﻗف ھﯾﺟل: ﻣﺎ ﯾﺤﻜﻢ ﺗﻄﻮر اﻟﺘﺎرﯾﺦ ھﻮ اﻟﺠﺪل اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻲ وﻧﻔﻲ اﻟﻨﻔﻲ، ﺣﯿﺚ ﯾﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪث اﻟﻼﺣﻖ اﻟﺤﺪث اﻟﺴﺎﺑﻖ وذﻟﻚ ﻓﻲ أﻓﻖ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻏﺎﯾﺔ ﻗﺼﻮى ھﻲ وﻋﻲ اﻟﺮوح اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﺬاﺗﮫ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻘﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺎ: ﻓﺎﻟﺘﻘﺪم ﺻﯿﺮورة ﻋﻘﻠﯿﺔ وﺧﺎﺻﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ اﻟﻤﻄﻠﻖ أو اﻟﻮﻋﻲ وھﻲ أﯾﻀﺎ ﺧﺎﺻﯿﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻧﻲ ﻛﻤﺴﺮح ﯾﺘﻤﻈﮭﺮ ﻓﯿﮫ ﺗﺠﺴﻢ اﻟﺮ وح اﻟﻤﻄﻠﻖ ووﻋﯿﮫ ﺑﺬاﺗﮫ. أﻣﺎ اﻻﺧﺘﻼل اﻟﻄﺎرئ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ا ﻟﺤﺮوب واﻟﺘﻮﻗﻔﺎت اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر ﻓﻠﯿﺴﺖ إﻻ اﺳﺘﺜﻨﺎءات ﺟﺰﺋﯿﺔ ﺿﺮورﯾﺔ ﻟﻠﺼﯿﺮورة اﻟﻌﺎﻣﺔ ، وﺗﺨﻔﻲ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻌﻼ.
ﻣوﻗف رﯾﻣون آرون: ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻘﺪ م ﻣﺘﺤﯿﺰة ﻟﻠﻐﺮب ﻛﻤﺮﻛﺰ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻦ إﻧﺘﺎﺟﮫ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ارﺗﺒﺎطﮭﺎ ﺑﻌﺼﺮ اﻷﻧﻮار اﻟﺬي ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪم ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﺘﻄﻮر ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت، وﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻨﻤﻮذج اﻷﺳﺎﺳﻲ ھﻮ اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻜﻦ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻌﻤﯿﻢ ھﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻟﻔﻨﻮن وﺟﻤﯿﻊ أﺷﻜﺎل اﻟﺤﯿﺎة اﻷﺧﺮى؟
ﻣوﻗف ك.ل.ﺳﺗروس: ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻘﺪم ﺗﻘﻮد ﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻞ اﻟﺬات اﻷوروﺑﯿﺔ، أي أن ﻧﻤﻮذج اﻟﺘﻘﺪم ھﻮ اﻟﻐﺮب وﻧﻤﻮذج اﻟﺘﺨﻠﻒ ھﻮ ﻣﺎ ﻋﺪاه، وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أن ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻘﺪم ﺳﻮف ﺗﻔﺮض ﺧﻄﺎطﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ واﺣﺪة، وﺗﺬﯾﺐ ﺟﻤﯿﻊ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﯿﻦ اﻟﺸﻌﻮب واﻷﻣﻢ واﻟﺤﻀﺎرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ، وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺘﻘﺪم ﻣﻦ ﺧﻠﻞ آﺧﺮ وﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻛﺒﯿﺮ أﻻ وھﻮ أﻧﮭﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻐﺎﯾﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﻠﺘﻘﺪم (ﻓﻲ اﻟﻤﺎرﻛﺴﯿﺔ ھﻲ اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ، وﻋﻨﺪ ھﯿﺠﻞ ھﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮوح اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﺬاﺗﮫ، وﻋﻨﺪ ﻓﻮ ﻛﻮﯾﺎﻣﺎ ھﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻧﮭﯿﺎر اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ إن ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻘﺪم ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻓﻜﺮة اﻟﺨﻼ ص واﻟﺘﻲ ھﻲ ﻓﻜﺮة دﯾﻨﯿﺔ ﺑﻞ ﻣﯿﺜﻮﻟﻮﺟﯿﺔ.
المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ
ﻣوﻗف ھﯾﺟل: اﻟﻘﻮة اﻟﻤﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ ﻛﺴﯿﺮورات ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ ھﻲ اﻟﺮوح اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﺬي ﯾﺤﻘﻖ وﻋﯿﺎ ﺑﺬاﺗﮫ وﯾﺠﺴﺪ ذﻟﻚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎي ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻜﻮﻧﻲ، ﻣﺘﺨﺬا اﻟﺸﻌﻮب واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻟﻔﻨﻮن واﻟﺪﯾﺎﻧﺎت ﻛﻮﺳﺎﺋﻞ... إذن ﻻ أھﻤ ﯿﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق إﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﻢ ﻣﻨﻔﺬﯾﻦ وأدوات ﯾﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻤﻄﻠﻖ. ﻣوﻗف ﺳﺎرﺗر: اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺮﯾﺔ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﺧﺘﯿﺎره ﺑﯿﻦ إﺧﺘﯿﺎرات ﻣﻤﻜﻨﺔ وذﻟﻚ ﻷن وﺟﻮده ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎھﯿﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪرك ﻛﺸﻲء ﻣﻨﺘﮫ أو ﻣﺎھﻮي وإﻧﻤﺎ ﻛﺴﯿﺮورة و ﻛﻤﺸﺮوع داﺋﻢ، ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ھﻮ وﺟﻮد ﻟﺬاﺗﮫ وﻣﻦ أﺟﻞ ذاﺗﮫ، أي ﯾﻌﻲ ذاﺗﮫ وﯾﻌﻲ اﻟﻀﺮورات اﻟﻤﺤﺪﻗﺔ ﺑﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮره إﻻ ﻣﺘﺨﺬا ﻣﻮاﻗﻒ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻻﺧﺘﯿﺎر ﺣﺘﻰ وإن ﻛﻨﺖ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻗﺎﺳﯿﺔ إﻻ وھﻲ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﺪاﺋﻢ ﻣﺎدام ھﻮ وﺣﺪه اﻟﻤﺴﺌﻮل ﻋﻦ اﺧﺘﯿﺎراﺗﮫ. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:06 pm | |
| ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ المحور الأول : موضعة الظاهرة الإنسانية
ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻮﺿﻮ ﻋﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ؟ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻣﻨﮭﺞ ﺻﺎرم ﻋﻠ ﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻗﯿﺎﺳﺎ ﻟﻤﺎ ﯾﺘﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ؟
ﻣوﻗف أوﺟﺳت ﻛوﻧت: ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﯾﺼﺒﺢ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻤﺎ ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ، وﻟﺬﻟﻚ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره "ﻓﯿﺰﯾﺎء اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ"، وﯾﺪل ھﺬا اﻟﻨﻌﺖ ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﻲ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ اﻟﻔﯿﺰﯾﺎء واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﯾﻘﯿﻨﯿﺔ.
ﻣوﻗف إﻣﯾل دورﻛﺎﯾم: ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ دراﺳﺔ اﻟﻈﺎھﺮة الإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ وﻓﻖ "ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ" ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻣﺜﻼ، واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﺪ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ دراﺳﺔ ظﺎھﺮة اﻻﻧﺘﺤﺎر ﻣﻦ طﺮف دورﻛﺎﯾﻢ ﻧﻔﺴﮫ. و ﯾﻌﺒﺮ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻧﺰﻋﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ ھﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺟﺪال ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل وذﻟﻚ ﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﻈﺎھﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻈﺎھﺮة اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ.
ﻣوﻗف ﺟﺎن ﺑﯾﺎﺟﻲ: ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺪة ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﻌﺘﺮض ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺒﯿﻌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎھﺎ. ﻓﺎﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺗﺘﻤﯿﺰ ﺑﺨﺼﻮﺻﯿﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻛﻮن اﻟﺬات اﻟﻤﻼﺣِﻈﺔ ﺗﻼﺣﻆ ذاﺗﮭﺎ (اﻟﺬات اﻷﺧﺮى ﻣﻮﺿﻮع اﻟ ﺪراﺳﺔ)، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻧﻔﺼﺎل اﻟﺬات ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع (ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم) ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ. ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﺪاﺧﻞ اﻟﺬات واﻟﻤﻮﺿﻮع إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺰام اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﻮاﻗﻒ ﻓﻠﺴﻔﯿﺔ وإﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ، وھﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺸﺪد ﻋﻠﯿﮫ أﯾﻀﺎ.
المحور الثاني : التفسير والفهم في العلوم الإنسانية
ھﻞ ﺗﺘﺤﺪد وظﯿﻔﺔ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻔﮭﻢ أم ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ؟
ﻣوﻗف ﺟﯾل ﻏﺎﺳﺗون ﻏراﻧﺟﻲ: ﯾﺮى أن اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺻﻮرة أﺑﻨﯿﺔ ﻋﻘﻠﯿﺔ ﯾﺘﺮاوح ﻧﺸﺎط اﻟﻌﻘﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﻧﻤﻮذﺟﯿﻦ ﻣﻌﺮﻓﯿﯿﻦ׃ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ﺑإﻋﺘﺒﺎره ﻛﺸﻔﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻮادث اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ و اﻟﻔﮭﻢ ﺑﻮﺻﻔﮫ ﻧﺸﺎطﺎ ﻋﻘﻠﯿﺎ ﺗﺄوﯾﻠﯿﺎ ﯾﺴﺘﺨﻠﺺ اﻟﺪﻻﻻت واﻟﻘﯿﻢ.
ﻣوﻗف دﻟﺗﺎي: ﯾﺮى أن اﻟﻔﺮق اﻟﺒﯿﻦ ﺑﯿﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ وﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﯾﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻣﻨﮭﺠﺎ يلاﺋﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ، وھﻮ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﮭﻢ.
ﻣوﻗف ﺳﺗروس : ﯾﺒﯿﻦ اﻧﮫ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺤﻘﺔ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻋﻤﻠﯿﺘﻲ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ واﻟﺘﻨﺒﺆ، ﻓإن وﺿﻊ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻻزال ﯾﺘﺄرﺟﺢ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ واﻟﺘﻨﺒﺆ، ﺑﻞ إﻧﮭﺎ ﻋﻠﻮم ﻣﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑأن ﺗﻈﻞ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻄﺮﯾﻖ ׃ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ واﻟﺘﻨﺒﺆ.
المحور الثالث : مسألة نموذجية العلوم الإنسانية
أي ﻧﻤﻮذج ﻟﻠﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ؟
ﻣوﻗف ﻣﯾرﻟوﺑوﻧﺗﻲ: ﯾﺮى ﺑأن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ ﺗﺠﺎھﻠﺖ أھﻤﯿﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ذﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻤﻌﯿﺸﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ أﺳﺎس اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺪواﺗﻨﺎ و ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺎﻟﺬات ھﻲ اﻟﻤﺼﺪر اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﺸﻜﻚ ﻣﯿﺮﻟﻮﺑﻮﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﺪرة اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺎذ إﻟﻰ ﻋﻤﻖ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﺗﺸﯿﻲء اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺠﺰؤه وﺗﺘﺠﺎھﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﮫ اﻟﺬاﺗﯿﺔ اﻟﺘﻲ ھﻲ أﺳﺎس وﺟﻮده اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ . وﻟﮭﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﯾﺪﻋﻮ ﻣﯿﺮﻟﻮﺑﻮﻧﺘﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻄﯿﻌﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻧﻤﻮذج اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ.
ﻣوﻗف دورﻛﮭﺎﯾم : ﯾﺮى أن اﻟﻈﻮاھﺮ الإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺪرس ﻛﺄﺷﯿﺎء، و ھﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻛﺎة اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ ، وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻗﻮﻟﮫ "ﯾﺠﺐ أن ﯾﻀﻊ ﻋﺎﻟﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻓﻜﺮي ﺷﺒﯿﮫ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﯿﻮن واﻟﻜﯿﻤﯿﺎﺋﯿﻮن و اﻟﻔﯿﺴﯿﻮﻟﻮﺟﯿﻮن ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﻨﺨﺮطﻮن ﻓﻲ اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺠﮭﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﯿﺪاﻧﮭﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ".
ﻣوﻗف ﻻدﯾﯾر :ﯾﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻧﻤﻮذج اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﯾﺤﻘﻖ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ وﻻ ﯾﻠﻐﻲ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﻟﺬات، ﻷﻧﮫ إذا إﺧﺘﺮﻧﺎ ﺗﻨﺎول اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ الإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ أﺷﯿﺎء ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻨﻨﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻘﯿﻢ واﻟﻐﺎﯾﺎت و اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ... و إذا ﻣﺎ إﺧﺘﺮﻧﺎ ﺗﻨﺎول اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ أﺷﺨﺎﺻﺎ ﺳﻘﻄﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮر ذاﺗﻲ.
ﻣوﻗف إدﻏﺎر ﻣوران :إن اﻟﺴﻮﺳﯿﻮﻟﻮﺟﯿﺔ اﻹﻧﺸﺎﺋﯿﺔ ھﻮ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ أﻧﻤﺎط اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﻮﺳﯿﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ، ﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﺤﺮر ﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻤﯿﺘﺎﻓﯿﺰﯾﻘﻲ واﻟﺘﺄﻣﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ، ﺑﻞ أﻧﮫ ﻻ زال ﻣﺤﺘﻔﻈﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﺘﺄﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﺟﻮھﺮ اﻟﻤﻮﺟﻮدات ، ﻓﮭﻮ ﯾﻔﺘﺮض وﺟﻮد ذوات أو ﻗﻮى ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺗﺴﺎھﻢ وﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻈﺎھﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﻲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:18 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ المحور الأول : الحقيقة والرأي
ﻧﺘﺴﺎءل ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺤﻮر ﻋﻦ ﻣﺎھﯿﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ.ھﻞ ھﻲ ﻣﻌﻄﻰ ﺟﺎھﺰ ﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ أو ﺗﻨﻘﯿﺐ ، أم أﻧﮭﺎ ﺑﻨﺎء ﯾﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﻮاﻗﻊ دون ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﻓﻜﺎر ﻗﺒﻠﯿﺔ ﺟﺎھﺰة؟
ﻣوﻗف دﯾﻛﺎرت: ﯾﺮﻓﺾ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮاس ﻷن اﻟﺤﻮاس ﻓﻲ ﻧﻈﺮه ﺗﺨﺪﻋﻨﺎ و ﺗﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ظﻨﯿﺔ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﺗﻼﻓﯿﮭﺎ رﻏﻢ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﻜﺮ وﺟﻮد اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺴﻲ إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮه ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ، ﻷﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻌﻘﻞ وﺣﺪه وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻘﺒﻠﮫ اﻟﻌﻘﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ دوﻧﻤﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﺮھﺎن ﻓﺎﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻟﯿﺴﺖ واﻗﻌﺎ ﺑﻞ أﻓﻜﺎرا ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺪود ﺑﯿﻦ اﻟﺼﺎدق واﻟﻜﺎذب ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر ﻟﯿﺴﺖ ﺑﯿﻨﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ دﯾﻜﺎرت ھﻮ اﻟﺸﻚ اﻟﻤﻨﮭﺠﻲ ،
ﻣوﻗف ﻛﺎﻧط : ﺳﯿﻌﺘﺒﺮ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻻ ذاﺗﯿﺔ وﻻ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ، وﻟﯿﺴﺖ ﻣﻌﻄﺎة أو ﺟﺎھﺰة ﺧﺎرج اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻮاﻗﻊ وﻻ داﺧﻠﮫ ﺑﻞ إﻧﮭﺎ ﻣﻨﺘﻮج (ﺑﻨﺎء) إﻧﮭﺎ ﺣﺎﺻﻞ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻮاﻗﻊ، ﯾﺒﻨﯿﮭﻤﺎ اﻟﻌﻘﻞ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﯿﺎت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺤﺴﯿﺔ ﻣﺎدة اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻀﻔﻲ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻔﮭﻢ اﻟﺼﻮر واﻷﺷﻜﺎل، ﻓﺎﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰم اﻟـﻤﺎدة واﻟﺼﻮرة، اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻔﻜﺮ ﻣﻌﺎ، وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﻀﻲ أﺿﺤﺖ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻣﺘﻌﺪدة وﻧﺴﺒﯿﺔ وﻏﯿﺮ ﻣﻌﻄﺎة ﺑﻞ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺑﻞ إﻧﺘﻈﺎم ﻣﻌﻄﯿﺎت اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ أطﺮ أو ﻣﻘﻮﻻت اﻟﻌﻘﻞ .
ﻣوﻗف ھﺎﯾدﺟر : ﯾﺬھﺐ إﻟﻰ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺗﺘﺨﺬ طﻌﻤﺎ آﺧﺮ وﻣﻔﮭﻮﻣﺎ ﺟﺪﯾﺪا إﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد ﻣﺎ دام ھﺬا اﻟﻮﺟﻮد ﻻ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ذاﺗﮫ واﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ واﻹﻧﺴﺎن ھﻮ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﯿﮫ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻮﺟﻮد ، ﻻ ﻷﻧﮫ ﯾﻔﻜﺮ وإﻧﻤﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﻨﻄﻖ و ﯾﺘﻜﻠﻢ وﯾﻌﺒﺮ . ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻧﻈﺮه ﻧﻮر اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻓﻲ ظﻠﻤﺎت اﻟﻜﯿﻨﻮﻧﺔ ، ﻓﺎﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻜﺮا ﯾﻨﻀﺎف إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﻛﻤﺎ ادﻋﻰ دﯾﻜﺎرت و ﻛﺎﻧﻂ، و إﻧﻤﺎ ھﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺻﻤﯿﻢ اﻟﻮﺟﻮد ﻧﻔﺴﮫ و ﻟﯿﺲ اﻹﻧﺴﺎن ﺳﻮى ﻟﺴﺎن ﺣﺎل اﻟﻮﺟﻮد أو ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻤﻨﻄﻮﻗﺔ ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻲ ﻓﻜﺮ ﯾﻄﺎﺑﻖ ﻟﻐﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻣﻌﯿﻦ أي ﻛﺸﻒ ﻟﻠﻜﺎﺋﻦ وﺣﺮﯾﺘﮫ، أي اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻔﻜﺮ ﻟلإﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺸﻒ ﻟﮫ، وإﺳﺘﻘﺒﺎﻟﮫ إذا ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮاﻓﻖ و اﻻﻧﺴﺠﺎم.
المحور الثاني : معايير الحقيقة
إذا ﻛﺎن ھﺪف اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻮ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ اﻟﯿﻘﯿﻦ ﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﮭﺎ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ أﺻﻨﺎف اﻟﻤﻌﺎرف وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻺﻗﻨﺎع وﺑﺴﻂ ﺳﻠﻄﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﺗﻌﺪد ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ. ﻓﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﯿﺎر اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ؟ ھﻞ ھﻮ ﻣﻌﯿﺎر ﻣﻨﻄﻘﻲ أم ﻣﺎدي؟
ﻣوﻗف دﯾﻛﺎرت : ﯾﺮى أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺨﻄﺊ إﻻ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﯾﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ دﻗﯿﻘﺔ ﻋﻨﮫ وﯾﻌﺘﺒﺮ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺑﺴﯿﻄﺔ وﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺘﻤﯿﺰة وواﺿﺤﺔ ﺑﺬاﺗﮭﺎ . ﻓﺎﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﺑﺪﯾﮭﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ وﻻ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ دﻟﯿﻞ وﻣﺘﻤﯿﺰ ﻋﻤﺎ ﻟﯿﺲ ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ ، إﻧﮫ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﮫ ﻛﺎﻟﻨﻮر ﯾﻌﺮف ﺑﺬاﺗﮫ دوﻧﻤﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺳﻨﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﺳﺒﯿﻨﻮزا، واﻟﻼﺣﻘﯿﻘﻲ ﻛﺎﻟﻈﻼم ﯾﻮﺟﺪ ﺧﺎرج اﻟﻨﻮر، ﻓﺎﻟﻔﻜﺮة اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ (اﻟﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء) ﺻﺎدﻗﺔ دوﻣﺎ وﻧﻘﯿﻀﮭﺎ ﺧﺎطﺊ دوﻣﺎ .
ﻣوﻗف ﺑﺎﺷﻼر : ﻓﯿﻌﺘﺒﺮ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﺧﻄﺄ ﺗﻢ ﺗﺼﺤﯿﺤﮫ، وأن ﻛﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎ ﻋﻮاﺋﻖ اﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﺨﻄﺄ وأول ھﺬه اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻈﻦ أو ﺑﺎدئ اﻟﺮأي وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻻ ﺗﻮﻟﺪ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ﻓﻜﻞ اﻻﺟﺘﮭﺎدات اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺧﻄﺄ واﻛﺘﺸﺎف اﻟﺨﻄﺄ وﺗﺠﺎوزه ھﻮ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ.
ﻣوﻗف ﻧﯾﺗﺷﮫ : ﯾﺮى أن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﺠﺮد أوھﺎم ﻧﺴﯿﻨﺎ أﻧﮭﺎ أوھﺎم وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺴﯿﺎن ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻠﻐﺔ وﻋﻤﻠﮭﺎ ﻷن اﻟﻠﻐﺔ ﻣﺎ ھﻲ إﻻ اﺳﺘﻌﺎرات وﺗﺸﺒﯿﮭﺎت زﯾﻨﺖ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ واﻟﺒﻼﻏﯿﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت أو إﻟﻰ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻣﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﻮاﻗﻊ و ﻟﻠﻜﯿﺎﻧﺎت اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻟﻸﺷﯿﺎء ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺴﯿﺎن اﻟﺮﻏﺒﺎت واﻷھﻮاء واﻟﻐﺮاﺋﺰ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دون اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﺗﺪﻓﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﻜﺬب واﻷﺧﻄﺎء ، ﺑﺪل اﻟﻜﺸﻒ واﻹظﮭﺎر وﺑﺬﻟﻚ ﯾﺼﺒﺢ اﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺲ ھﻮ اﻟﻌﻘﻞ أو اﻟﻠﻐﺔ ﺑﻞ اﻟﻨﺴﯿﺎن و اﻟﻼﺷﻌﻮر.
المحور الثالث : الحقيقة كقيمة
إن اﻋﺘﻘﺎد اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ وﺳﻌﯿﮫ وراءھﺎ أﻣﺮ ﺿﺮوري لإﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻷﺧﻼﻗﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺒﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻟﻌﻞ ھﺬا ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻛﻘﯿﻤﺔ . ﻓﻤﻦ أﯾﻦ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺤﻘ ﯿﻘﺔ ﻣﺮﻏﻮﺑﺎ ﻓﯿﮭﺎ وﻏﺎﯾﺔ وھﺪﻓﺎ ﻟﻠﺠﮭﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ؟
ﻣوﻗف ﻛﯾرﻛﺟﺎرد : ﯾﺮى أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﮭﺎ ﻗﯿﻤﺔ أﺧﻼﻗﯿﺔ إﻧﮭﺎ ﻓﻀﯿﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺴﻘﺮاطﯿﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺮﻓﺔ، ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ وﻻ ﺗﺪرك ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺪﻻل وإﻧﻤﺎ ﺗﻮﻟﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﺗﻌﺎش ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﺎة .
اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﺷﻲء ﺛﺎﺑﺖ إﻧﮭﺎ ﺣﻮار و اﺧﺘﻼف وھﻲ ذاﺗﯿﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ، إﻧﮭﺎ أﺧﻼق وﻓﻀﯿﻠﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﻗﻀﯿﺔ ﻣﻌﺮﻓﯿﺔ وﻏﺎﯾﺔ ﻣﺬھﺒﯿﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ ﺷﺮوط ووﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎن .
ﻣوﻗف وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس: ﻓإن ﻓﻠﺴﻔﺘﮫ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻄﻠﻖ واﻟﺘﺄﻣﻠﻲ و اﻟﻤﺠﺮد، ﻓﻘﯿﻤﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻲ ﻗﺪرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ وﺗﺄﺛﯿﺮات ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ، و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﯿﻤﺲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺎدي ، وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻏﯿﺮ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻛﺤﺪﯾﺚ وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻹﯾﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺮد ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻨﺤﺖ داﺧﻠﮫ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺘﻲ بإﻛﺘﺴﺎﺑﮭﺎ ﺗﺴﻮد ﻗﯿﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻞ اﻟﺨﯿﺮ و اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ . | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:21 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟدولة المحور الأول : مشروعية الدولة وغايتها
ﻣﻦ أﯾﻦ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ أم ﻣﻦ اﻟﻘﻮة؟ وﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن وﺟﻮد دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺎ ؟
ﻣوﻗف ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر :ﯾﻌﺘﺒﺮ أن اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ھﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم وﺗﺴﯿﯿﺮه، وﻣﺎ اﻟﺪوﻟﺔ إﻻ ﺗﻌﺒﯿﺮا ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وھﺬه اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪد ﻓﻲ ﺛﻼث أﺳﺲ ﺗﺸﻜﻞ أﺳﺎس اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ. وھﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻷﻣﺲ اﻷزﻟﻲ اﻟﻤﺘﺠﺬرة ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ، ﺛﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰاﯾﺎ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ، وأﺧﯿﺮا اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ، ﺑﻔﻀﻞ الإﻋﺘﻘﺎد ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯿﺔ ﻧﻈﺎم ﻣﺸﺮوع وﻛﻔﺎءة إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺣﻜﻢ ﻋﻘﻼﻧﯿﺔ.
ﻣوﻗف ھوﺑز: ﯾﺮى أن اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻨﺸﺄ ﺿﻤﻦ ﺗﻌﺎﻗﺪ إرادي وﻣﯿﺜﺎق ﺣﺮ ﺑﯿﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮ ،ﺣﺘﻰ ﯾﻨﺘﻘﻠﻮا ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ –ﺣﺮب اﻟﻜﻞ ﺿﺪ اﻟﻜﻞ- إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ، وﺑﺬﻟﻚ ﺳﺘﻜﻮن ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻣوﻗف ﺳﺑﯾﻧوزا : ﯾﺮى أن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻟﻸﻓﺮاد واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﮭﻢ ﻛﺬوات ﻣﺴﺆوﻟﺔ وﻋﺎﻗﻠﺔ وﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﻜﯿﻦ ﻛﻞ ﻣﻮاطﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﮫ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره وﺟﻮدا ﺣﺮا.
ﻣوﻗف ھﯾﺟل : ﯾﺮى أن ﻣﮭﻤﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ وأﻋﻤﻖ وأﺳﻤﻰ، ﻓﺎﻟﻔﺮد ﻓﻲ رأﯾﮫ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﯾﻨﺼﺎع ﻟﻘﻮاﻧﯿﻨﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺠﺴﺪ ﻓﻌﻠﯿﺎ اﻹرادة اﻟﻌﻘﻼﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ، ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻤﺮء ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أﻧﺎﻧﯿﺘﮫ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻨﺨﺮط ﺿﻤﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ. ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه، ھﻲ أﺻﺪق ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﻔﺮد ورﻗﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ. ﻓﮭﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺸﻜﻞ روح اﻟﻌﺎﻟﻢ.
المحور الثاني : طبيعة السلطة السياسية
ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ أﺟﮭﺰة اﻟﺪوﻟﺔ أم أن اﻟﺴﻠﻄﺔ ھﻲ ﻗﺪرة ﻣﺸﺘﺘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ ھﻞ ھﻲ ﻣﺘﻌﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎل اﻟذي ﺗﻤﺎرس ﻓﯿﮫ أم ھﻲ ﻣﺤﺎﯾﺜﺔ ﻟﮫ؟
ﻣوﻗف ﻣوﻧﺗﺳﻛﯾو :ﻓﻘﺪ ﻋﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "روح اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ" طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺴﻠﻂ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، إذ ﯾﺼﺎدر ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻠﻂ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ، ﺣﯿﺚ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه إﺳﺘﻘﻼل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ واﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ. واﻟﮭﺪف ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ واﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ھﻮ ﺿﻤﺎن اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ اﻟﺪوﻟﺔ.
ﻣوﻗف ﻣﯾﺷﯾل ﻓوﻛو : ﯾﺤﺼﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻷﺟﮭﺰة وﺳﯿﺒﻠﻮر ﺗﺼﻮرا أﺻﯿﻼ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ، إذ ﯾﺮى أﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺘﻌﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﺗﻤﺎرس ﻓﯿﮫ، ﺑﻞ ھﻲ ﻣﺤﺎﯾﺜﺔ ﻟﮫ، إﻧﮭﺎ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﯾﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯿﺔ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﯿﻦ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻔﻌﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﯾﻤﺘﺪ ﻛﻌﻼﻗﺎت ﻗﻮة ﻓﻲ ﻣﻨﺤﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺠﺴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻣوﻗف دو وﻛﻔﯾل :اﻟﺬي ﯾﺮى أن اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ، ھﻲ ﺗﻠﺒﯿﺔ ﻣﺘﻊ اﻷﻓﺮاد ورﻏﺒﺎﺗﮭﻢ وﺗﺤﻘﯿﻖ ﺣﺎﺟﯿﺎﺗﮭﻢ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ، ﻟﻜﻦ ھﺬه اﻻﻣﺘﯿﺎزات ﯾﺮى أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب إﻗﺼﺎﺋﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯿﺺ اﻟﺤﺮﯾﺎت وﺗﺪﻧﻲ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﺪﯾﮭﻢ ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺤﻮل اﻷﻓﺮاد إﻟﻰ ﻗﻄﯿﻊ ﺗﺎﺑﻊ وﻓﺎﻗﺪ ﻟﻺرادة.
المحور الثالث : الدولة بين الحق والعنف
ھﻞ ﺗﻤﺎرس اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة أم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ؟ ﺑﺎﻟﺤﻖ أم ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ؟
ﻣوﻗف ﻣﻛﯾﺎﻓﯾﻠﻠﻲ : ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ اﻟﻌﻨﻒ ﻟﯿﺤﺎﻓﻆ اﻷﻣﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻟﻤﺎرس إﺧﻀﺎع اﻟﺮﻋﯿﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﻮل ﺑﺄوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻨﻒ، ﻟﻜﻦ ﯾﻜﻔﻲ ذﻟﻚ ﻟﻨﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺪوﻟﺔ أي أﺳﺎس ﻣﻦ أﺳﺴﮭﺎ اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻣوﻗف ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر اﻟﺬي ﯾﺮى أن ﻣﺎ ﯾﻤﯿﺰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس ھﻮ إﺣﺘﻜﺎرھﺎ ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺸﺮﻋﻲ، أي أﻧﮫ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﯾﺔ ﺟﮭﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺷﺮﻋﯿﺔ إﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺪوﻟﺔ.
ﻣوﻗف ﻣﺎرﻛس :اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﺟﮭﺎزا طﺒﻘﯿﺎ ﯾﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺎﺋﺪة إﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ، وھﻜﺬا ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻨﻖ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﺮﻛﺰﯾﺔ ﻣﻌﺒﺮا ﻋﻨﮭﺎ ﺑﺎﻷﺟﮭﺰة اﻟﻘﻤﻌﯿﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺟﮭﺰة اﻹﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:24 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟدولة المحور الأول : مشروعية الدولة وغايتها
ﻣﻦ أﯾﻦ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺸﺮوﻋﯿﺘﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ أم ﻣﻦ اﻟﻘﻮة؟ وﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن وﺟﻮد دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺎ ؟
ﻣوﻗف ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر :ﯾﻌﺘﺒﺮ أن اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ھﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم وﺗﺴﯿﯿﺮه، وﻣﺎ اﻟﺪوﻟﺔ إﻻ ﺗﻌﺒﯿﺮا ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وھﺬه اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪد ﻓﻲ ﺛﻼث أﺳﺲ ﺗﺸﻜﻞ أﺳﺎس اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ. وھﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻷﻣﺲ اﻷزﻟﻲ اﻟﻤﺘﺠﺬرة ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ، ﺛﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰاﯾﺎ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ، وأﺧﯿﺮا اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ، ﺑﻔﻀﻞ الإﻋﺘﻘﺎد ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯿﺔ ﻧﻈﺎم ﻣﺸﺮوع وﻛﻔﺎءة إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺣﻜﻢ ﻋﻘﻼﻧﯿﺔ.
ﻣوﻗف ھوﺑز: ﯾﺮى أن اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻨﺸﺄ ﺿﻤﻦ ﺗﻌﺎﻗﺪ إرادي وﻣﯿﺜﺎق ﺣﺮ ﺑﯿﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮ ،ﺣﺘﻰ ﯾﻨﺘﻘﻠﻮا ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ –ﺣﺮب اﻟﻜﻞ ﺿﺪ اﻟﻜﻞ- إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ، وﺑﺬﻟﻚ ﺳﺘﻜﻮن ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻣوﻗف ﺳﺑﯾﻧوزا : ﯾﺮى أن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻟﻸﻓﺮاد واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﮭﻢ ﻛﺬوات ﻣﺴﺆوﻟﺔ وﻋﺎﻗﻠﺔ وﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﻜﯿﻦ ﻛﻞ ﻣﻮاطﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﮫ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره وﺟﻮدا ﺣﺮا.
ﻣوﻗف ھﯾﺟل : ﯾﺮى أن ﻣﮭﻤﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ وأﻋﻤﻖ وأﺳﻤﻰ، ﻓﺎﻟﻔﺮد ﻓﻲ رأﯾﮫ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﯾﻨﺼﺎع ﻟﻘﻮاﻧﯿﻨﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺠﺴﺪ ﻓﻌﻠﯿﺎ اﻹرادة اﻟﻌﻘﻼﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼق اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ، ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻤﺮء ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أﻧﺎﻧﯿﺘﮫ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻨﺨﺮط ﺿﻤﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ. ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه، ھﻲ أﺻﺪق ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﻔﺮد ورﻗﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ. ﻓﮭﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺸﻜﻞ روح اﻟﻌﺎﻟﻢ.
المحور الثاني : طبيعة السلطة السياسية
ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ أﺟﮭﺰة اﻟﺪوﻟﺔ أم أن اﻟﺴﻠﻄﺔ ھﻲ ﻗﺪرة ﻣﺸﺘﺘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ ھﻞ ھﻲ ﻣﺘﻌﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎل اﻟذي ﺗﻤﺎرس ﻓﯿﮫ أم ھﻲ ﻣﺤﺎﯾﺜﺔ ﻟﮫ؟
ﻣوﻗف ﻣوﻧﺗﺳﻛﯾو :ﻓﻘﺪ ﻋﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "روح اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ" طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺴﻠﻂ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، إذ ﯾﺼﺎدر ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻠﻂ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ، ﺣﯿﺚ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮه إﺳﺘﻘﻼل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ واﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ. واﻟﮭﺪف ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ واﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ھﻮ ﺿﻤﺎن اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ اﻟﺪوﻟﺔ.
ﻣوﻗف ﻣﯾﺷﯾل ﻓوﻛو : ﯾﺤﺼﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻷﺟﮭﺰة وﺳﯿﺒﻠﻮر ﺗﺼﻮرا أﺻﯿﻼ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ، إذ ﯾﺮى أﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺘﻌﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﺗﻤﺎرس ﻓﯿﮫ، ﺑﻞ ھﻲ ﻣﺤﺎﯾﺜﺔ ﻟﮫ، إﻧﮭﺎ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﯾﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯿﺔ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﯿﻦ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻔﻌﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﯾﻤﺘﺪ ﻛﻌﻼﻗﺎت ﻗﻮة ﻓﻲ ﻣﻨﺤﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺠﺴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻣوﻗف دو وﻛﻔﯾل :اﻟﺬي ﯾﺮى أن اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ، ھﻲ ﺗﻠﺒﯿﺔ ﻣﺘﻊ اﻷﻓﺮاد ورﻏﺒﺎﺗﮭﻢ وﺗﺤﻘﯿﻖ ﺣﺎﺟﯿﺎﺗﮭﻢ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ، ﻟﻜﻦ ھﺬه اﻻﻣﺘﯿﺎزات ﯾﺮى أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب إﻗﺼﺎﺋﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯿﺺ اﻟﺤﺮﯾﺎت وﺗﺪﻧﻲ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﺪﯾﮭﻢ ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺤﻮل اﻷﻓﺮاد إﻟﻰ ﻗﻄﯿﻊ ﺗﺎﺑﻊ وﻓﺎﻗﺪ ﻟﻺرادة.
المحور الثالث : الدولة بين الحق والعنف
ھﻞ ﺗﻤﺎرس اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة أم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ؟ ﺑﺎﻟﺤﻖ أم ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ؟
ﻣوﻗف ﻣﻛﯾﺎﻓﯾﻠﻠﻲ : ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ اﻟﻌﻨﻒ ﻟﯿﺤﺎﻓﻆ اﻷﻣﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻟﻤﺎرس إﺧﻀﺎع اﻟﺮﻋﯿﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﻮل ﺑﺄوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻨﻒ، ﻟﻜﻦ ﯾﻜﻔﻲ ذﻟﻚ ﻟﻨﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺪوﻟﺔ أي أﺳﺎس ﻣﻦ أﺳﺴﮭﺎ اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻣوﻗف ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر اﻟﺬي ﯾﺮى أن ﻣﺎ ﯾﻤﯿﺰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس ھﻮ إﺣﺘﻜﺎرھﺎ ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺸﺮﻋﻲ، أي أﻧﮫ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﯾﺔ ﺟﮭﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺷﺮﻋﯿﺔ إﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺪوﻟﺔ.
ﻣوﻗف ﻣﺎرﻛس :اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﺟﮭﺎزا طﺒﻘﯿﺎ ﯾﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺎﺋﺪة إﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ، وھﻜﺬا ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻨﻖ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﺮﻛﺰﯾﺔ ﻣﻌﺒﺮا ﻋﻨﮭﺎ ﺑﺎﻷﺟﮭﺰة اﻟﻘﻤﻌﯿﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺟﮭﺰة اﻹﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:35 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟﺣق و اﻟﻌداﻟﺔ المحور الأول: الحق بين الطبيعي والوضعي
ھﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ارﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أم ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﻮﺿﻌﻲ؟
ﻣوﻗف طوﻣﺎس ھوﺑس: ﯾﺆﻛﺪ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﻮﺿﻌﻲ و ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺤﻖ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ، ﻷن اﻟﺤﻖ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﯾﺤﺘﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة وﯾﺨﻀﻊ ﻟﺘﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﻐﺮﯾﺰة واﻷھﻮاء، ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﺣﻘﺎ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿﺢ ﻟﻠﻔﺮد اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺤﻔﻆ ﺣﯿﺎﺗﮫ ( اﻟﻌﺪوان ،اﻟﻌﻨﻒ..) ، أﻣﺎ اﻟﺤﻖ اﻟﻮﺿﻌﻲ ﻓﮭﻮ ﺣﻖ ﯾﺤﺘﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ واﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ، وﯾﺨﻀﻊ ﻟﺘﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻜﻨﮫ ﯾﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮق اﻷﻓﺮاد وﯾﺤﻘﻖ اﻟﻌﺪل و اﻟﻤﺴﺎواة، و ﺑﺬﻟﻚ ﯾﺨﻠﺺ ھﻮﺑﺲ إﻟﻰ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﻮﺿﻌﻲ أي ﺑﺎﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻘﻨﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ واﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت وﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة واﻟﻐﺮﯾﺰة.
ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺧﺎرج اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ أم ﺗﺸﺘﺮط الإرﺗﺒﺎط ﺑﮭﺎ؟
ﻣوﻗف ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳو : ﯾﻤﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺨﻀﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻷﻓﺮاد ﻷھﻮاﺋﮭﻢ و رﻏﺒﺎﺗﮭﻢ ﺑﺤﯿﺚ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻷﻧﺎﻧﯿﺔ و اﻟﺬاﺗﯿﺔ و ﯾﺤﺘﻜﻤﻮن إﻟﻰ ﻗﻮﺗﮭﻢ ، و ﺑﯿﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺘﺜﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻷﻓﺮاد ﻟﺘﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﻌﻘﻞ و ﯾﺤﺘﻜﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ واﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻘﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﯾﺴﺎھﻢ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺴﮫ و ﯾﻠﺘﺰم ﺑﺎﺣﺘﺮاﻣﮫ وطﺎﻋﺘﮫ وﯾﻤﺎرس ﺣﺮﯾﺘﮫ ﻓﻲ ظﻠﮫ.
إذن ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﯾﺠﺴﺪ اﻹرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻹرادات اﻟﻔﺮدﯾﺔ، ﻓﺎﻻﻣﺘﺜﺎل و اﻟﺨﻀﻮع ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ھﻮ ﺧﻀﻮع ﻟﻺرادة اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻌﺪل و اﻟﻤﺴﺎواة و ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﻟﻸﻓﺮاد، وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻻﻣﺘﺜﺎل ﻟﻠﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﺷﺮﻋﮭﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﻔﺮد ﻣﺎدام اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ھﻮ ﺗﺠﺴﯿﺪ ﻹرادة اﻷﻓﺮاد.
المحور الثاني: العدالة كأساس للحق
ﻣﺎھﻲ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺤﻖ؟ أﯾﮭﻤﺎ أﺳﺎس اﻵﺧﺮ؟ ھﻞ ﺗﻘﻮم اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺤﻖ و اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ ؟
ﻣوﻗف اﺳﺑﯾﻧوزا :ﯾﻌﺘﺒﺮ أن ھﻨﺎك ﻣﺒﺪأ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاطﯿﺔ وھﻮ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﻣﻦ و اﻟﺴﻼم ﻟﻸﻓﺮاد ﻣﻦ ﺧﻼل الإﺣﺘﻜﺎم ﻟﻠﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﮭﺎ و ﺷﺮﻋﮭﺎ اﻟﻌﻘﻞ و ﺗﻢ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ، و ﺑﺬﻟﻚ ﯾﺘﻢ ﺗﺠﺎوز ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﺸﮭﻮة و اﻟﻐﺮﯾﺰة و ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﻔﺮدﯾﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻮﺿﻰ و اﻟﻈﻠﻢ و اﻟﻌﺪوان و اﻟﻜﺮاھﯿﺔ و اﻟﺼﺮاع ، ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺬي ﺗﺠﺴﺪه اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﯿﺎ ھﻮ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﻌﻘﻞ و ﺗﺸﺮﯾﻌﮫ، ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻟﮫ و اﻟﺨﻀﻮع ﻟﮫ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﯾﺘﮭﻢ و ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ ﻷﻧﮫ ﯾﺠﺴﺪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ و ﯾﺴﻤﺢ ﺑﺄن ﯾﺄﺧﺬ ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻤﺴﺎواة و اﻹﻧﺼﺎف ﻣﻦ ﺧﻼل ﺿﻤﺎن ﺣﻘﻮق اﻟﺠﻤﯿﻊ و ﻋﺪم اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﺳﺎس طﺒﻘﻲ أو ﻋﺮﻗﻲ أو ﺟﻨﺴﻲ أو ﻏﯿﺮھﻢ ؟ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺴﺎواة و اﻹﻧﺼﺎف وإﻋﻄﺎء ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ ﻓﮭﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻹﻧﺼﺎف ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻷﻓﺮاد داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟
ﻣوﻗف ﻓرﯾدﯾرﯾك ﻓون ھﺎﯾك: اﻟﺬي ﻋﺮف اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﺎدل ﺑﺄﻧﮫ ﺳﻠﻮك ﯾﻜﻔﻞ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ ، ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﺴﻮده اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺣﯿﺚ ﻻ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ دﻻﻟﺘﮭﺎ إﻟﻰ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﺷﺮﻋﻲ ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻟﮫ ﻣﻘﺎﻣﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺎ ﻻ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﯾﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ أن ﯾﺤﻤﻞ إﺳﻤﺎ ﻣﻤﯿﺰا ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﯾﺪﻓﻌﮭﻢ أﯾﻀﺎ إﻟﻰ ﺗﻤﯿﯿﺰه ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻦ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت أﺧﺮى ﺗﺴﻤﻰ ﻗﻮاﻧﯿﻦ وﻟﻌﻞ ﻣﺒﺮر ذﻟﻚ ﯾﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﮫ ﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﺴﻮده اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟﻚ اﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ھﻮ وﺣﺪه اﻟﻜﻔﯿﻞ ﺑﺄن ﯾﻜﻮن ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ وﻣﻔﺮوﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ.
المحور الثالث: العدالة بين الإنصاف والمساواة
إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺴﺎواة ﻓﮭﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﯿﻘﮫ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻷﻓﺮاد داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؟
ﻣوﻗف أﻓﻼطون: ﯾﺮى أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺗﺘﺤﺪد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﻓﻀﯿﻠﺔ ﺗﻨﻀﺎف إﻟﻰ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺛﻼث ھﻲ: اﻻﻋﺘﺪال واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﻓﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺣﺴﺐ ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ھﻲ أن ﯾﺆدي ﻛﻞ ﻓﺮد اﻟﻮظﯿﻔﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻘﻮاه اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ واﻟﺠﺴﺪﯾﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ، ﻓﮭﻲ (أي اﻟﻌﺪاﻟﺔ) ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻔﻮس ﺣﯿﺚ ﯾﺤﺪث إﻧﺴﺠﺎم ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺸﮭﻮاﻧﯿﺔ واﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن ﻓﺎﻟﻀﺎﻣﻦ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ ھﻮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺤﻜﻤﺔ وﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻮظﺎﺋﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻗﺪرات ﻋﻘﻠﯿﺔ واﻧﺴﺠﺎم اﻟﻐﺮاﺋﺰ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺤﻜﻤﺎء واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻷﻧﮭﻢ ھﻢ اﻟﻘﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺤﻖ واﻟﻌﺪاﻟﺔ .
ﻣوﻗف داﻓﯾد ھﯾوم : (ﻣﻦ روادا ﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ ) ﻓﺈن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﯿﮫ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﻌﻨﺎھﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻏﯿﺮ ذات ﻧﻔﻊ، وﯾﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﺼﺮف أﻛﺜﺮ إﻧﺼﺎﻓﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣ ﺼﻠﺤﺔ ﻣﺎ، ﺣﯿﺚ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻣﺼﻠﺤﺔ وﺟﺪت اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻣﺎدام اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻤﯿﻞ ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮭﺎ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ، وھﻨﺎك ﻣﻦ ﯾﺬھﺐ إﻟﻰ اﻟﺴﺨﺮﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ لإﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ، أﻣﺎ اﻹﻧﺼﺎف ﻓﯿﺘﺤﻘﻖ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻌﺮف اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﺴﻠﻄﺘﮫ وﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﮫ، ھﺬا ﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﮫ أﺣﺪ اﻟﻤﻔﻜﺮﯾﻦ ﯾﺪﻋﻰ ﺑﺎﺳﻜﺎل. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:39 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟواﺟب المحور الأول : الواجب والإكراه
اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮاﺟﺐ ﯾﺠﺮﻧﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن إﻟﺰاﻣﺎ أم اﻟﺘﺰاﻣﺎ ؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ھﻞ ﻣﺎ ﻧﻘﺪﻣﮫ ﻣﻦ واﺟﺐ ھﻮ ﺻﺎدر ﻋﻦ رﺿﻰ وطﯿﺐ ﺧﺎطﺮ؟ أم ﻷﻧﻨﺎ أرﻏﻤﻨﺎ ﻋﻠﯿﮫ؟
ﻣوﻗف ﻛﺎﻧط :ﯾﺬھﺐ ﻛﺎﻧﻂ إﻟﻰ إﻋﺘﺒﺎر اﻟﻮاﺟﺐ ھﻮ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﺣﺘﺮاﻣﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬاﺗﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺮ اﻷﺳﻤﻰ، واﻟﻤﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ واﻹرادة و ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﮫ اﻟﺠﻤﯿﻊ ھﻮ اﻟﻌﻘﻞ ﻷﻧﮫ ﻛﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ. واﻟﺤﻜﻢ اﻷﺧﻼﻗﻲ إذ ﯾﺼﺪر ﻋﻦ اﻹرادة اﻟﺨﯿﺮة، اﻟﺘﻲ ﻣﺼﺪرھﺎ اﻟﻌﻘﻞ ھﻲ اﻷﺧﺮى، ﻓﮭﻮ أﯾﻀﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻮﺻﯿفه ﺑﺎﻟﻜﻮﻧﻲ. ﻟﺬﻟﻚ وضعت ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﺗﺘﺴﻊ رﻗﻌﺘﮭﺎ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻤﻔﮭﻮم، أي اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺻﯿﻐﺘﮫ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻣﺮﻛﺰا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ واﻹرادة ﻟﻄﺎﺑﻌﮭﻤﺎ اﻟﻜﻮﻧﻲ واﻟﻤﺸﺘﺮك. ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﻤﻠﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻹرادة ھﻤﺎ اﻟﻤﺸﺮﻋﯿﻦ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﻮاﺟﺐ، اﻟﺬي ھﻮ إﻛﺮاه، ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ھﻮ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻌﻘﻞ، وﻟﻠﺤﺮﯾﺔ، ﻷن ﻣﺼﺪره اﻹرادة.
ﻣوﻗف ﻏوﯾو: ﯾﺮى ﻏﻮﯾﻮ أن اﻟﻔﻌﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻻ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺼﺪر ﻋﻦ إﻟﺰام و ﻻ ﻋﻦ ﺧﻮف ﻣﻦ أي ﺟﺰاء أو ﻋﻘﺎب. إﻧﻤﺎ ﯾﻜﻮن ھﻮ ﻓﻌﻼ ﺗﺄﺳﯿﺴﯿﺎ ﻟﻤﺴﺎر اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺬي ﻻ ﯾﻨﺘﮭﻲ، و ﻟﻐﺎﯾﺎت ﺣﺪدﺗﮭﺎ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﯿﺎة. ﻟﻜﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ھﺎﺗﮫ اﻟﺘﻲ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮭﺎ ﺷﻲء ﻏﯿﺒﻲ، ﯾﺮﺗﺪ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ اﻟﺸﺎﻣﻞ ، ﻓﻤﺼﺪره ھﻮ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻔﯿﺎض "ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻋﺸﻨﺎ و أﻧﻨﺎ أدﯾﻨﺎ ﻣﮭﻤﺘﻨﺎ ... و ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻌﺪﻧﺎ، ﻣﻦ دوﻧﻨﺎ، و ﻟﻜﻦ لعل لنا ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻻﺳﺘﻤﺮار". و اﻟﻤﻨﺤﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﯾﺘﺨﺬه ﻧﯿﺘﺸﮫ ﺣﯿﻦ ﯾﺆﺳﺲ اﻷﺧﻼق ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ إﻧﺪﻓﺎع ﺧﻼق ﻣﺤﺾ، إذ اﻟﻔﻌﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻋﻨﺪ ﻧﯿﺘﺸﮫ ﻣﺎ ﯾﺨﺪم اﻟﺤﯿﺎة وﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﮭﺎ وﻟﯿﺲ ﻣﺎ ﯾﻀﻌﻒ اﻟﺤﯿﺎة و ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﺪودﯾﺘﮭﺎ، ھﻜﺬا ھﻮ اﻟﺨﯿﺮ و اﻟﺸﺮ ﻋﻨﺪ ﻧﯿﺘﺸﮫ.
المحور الثاني : الوعي الأخلاقي
ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮﻋﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻔﮭﻮﻣﺎ ﻣﺮﻛﺰﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺎت اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ، ﻓﻤﺎ ھﻮ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯿﮫ ھﺬا اﻟﻮﻋﻲ؟
ﻣوﻗف روﺳو: ﯾﺮى روﺳﻮ أن اﻟﻮﻋﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ إﺣﺴﺎس داﺧﻠﻲ ﻣﻮطﻨﮫ وﺟﺪاﻧﻨﺎ ﻓﻨ ﺤﻦ ﻧﺤﺴﮫ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﮫ ، وھﻮ اﻟﺬي ﯾﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺸﺮ ، واﻟﺤﺴﻦ واﻟﻘﺒﯿﺢ، وھﻲ إﺣﺴﺎﺳﺎت طﺒﯿﻌﯿﺔ وﻓﻄﺮﯾﺔ ﯾﺴﻌﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﺗﻔﺎدي ﻣﺎ ﯾﻠﺤﻖ اﻷذى ﺑﮫ وﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ، وﯾﻤﯿﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﻮد ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﻘﻮي ﻟﺪﯾﮫ اﻟﻮﻋﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﯿﺠﻌﻠﮫ ﻣﺘﻤﯿﺰ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﯿﻮاﻧﯿﺔ اﻷﺧﺮى.
ﻣوﻗف ھﯾﺟل : ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻮﻋﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ ھﻮ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﻮاﺟﺐ واﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ، وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر ﯾﻤﯿﺰ ھﯿﺠﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﺑﻤﻌﻨﺎه اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ واﻟﻮاﺟﺐ ﺑﻤﻌﻨﺎه اﻷﺧﻼﻗﻲ ، ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻨﻮع اﻷول ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻧﻤﻮذﺟﯿﺎ، ﻓﺎن اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﯾﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ، وذﻟﻚ ﻟﻘﯿﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻟﺬاﺗﯿﺔ، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﯿﻌﻜﺲ ھﯿﺠﻞ ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﯿﻌﺘﺒﺮ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ واﺟﺒﺎ ﯾﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻔﻜﺮي، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺪﻋﻲ ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﻌﺪاد و ﯾﻘﺘﻀﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻲ ذاﺗﮫ، وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﯾﺼﺒﺢ ﻟﻠﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻗﯿﻤﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره وﻋﯿﺎ ذاﺗﯿﺎ وﻟﯿﺲ إﻟﺰاﻣﺎ ﺧﺎرﺟﯿﺎ.
المحور الثالث : الواجب والمجتمع
ﻣﺎھﻲ اﻟﺼﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ إﻗﺎﻣﺘﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻮاﺟﺐ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ وﻛﯿﻒ ﺗﺘﺤﺪد واﺟﺒﺎت اﻟﻔﺮد ﺗﺠﺎه اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻵﺧﺮﯾﻦ؟
ﻣوﻗف دورﻛﮭﺎﯾم : ﯾﺮى ﺑﺄن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﯾﺸﻜﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻌﻨﻮﯾﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻷﻓﺮاد، و ﯾﻜﻮن ﻧﻈﺮﺗﮭﻢ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻤﺎط اﻟﺴﻠﻮك داﺧﻠﮫ، و ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﯾﻤﺎرس ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﮭﺮ و اﻟﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد إذ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺮﺳﻢ ﻟﮭﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ الإﻣﺘﺜﺎل ﻟﻠﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﻨﻈﻢ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ، و ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎل ﻛﺬﻟﻚ ﻷن اﻷﻓﺮاد ُﯾﺴﻠﺐ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ، ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻣﻦ إرادة ﺣﺮة وواﻋﯿﺔ وإﻧﻤﺎ ﻋﻦ ﺿﻤﯿﺮ ووﻋﻲ ﺟﻤﻌﯿﯿﻦ ھﻤﺎ اﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺎن ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﯿﺎت اﻷﻓﺮاد، و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﻄﺔ إﻟﺰاﻣﯿﺔ "و اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﻧﺨﻀﻊ ﻟﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺤﻜﻤﻨﺎ و ﺗﺮﺑﻄﻨﺎ ﺑﻐﺎﯾﺎت ﺗﺘﺠﺎوزﻧﺎ.
و ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﯾﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻹرادات اﻟﻔﺮدﯾﺔ، و ﯾﻔﺮض اﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺎت اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ﻷن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ "ﻗﻮة أﺧﻼﻗﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة. ﻓﯿﺤﻘﻖ اﻷﻓﺮاد ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻏﺎﯾﺔ ذواﺗﮭﻢ و اﻹﻧﺼﺎت ﻟﺼﻮﺗﮫ اﻵﻣﺮ ﻷن " ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻲ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﺑﻠﮭﺠﺔ آﻣﺮة ﺻﺎرﻣﺔ و ﺿﻤﯿﺮﻧﺎ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻢ ﯾﻨﺘﺞ إﻻ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و ﻻ ﯾﻌﺒﺮ إﻻ ﻋﻨﮫ.
ﻣوﻗف ﻣﺎﻛس ﻓﯾﺑر :ﯾﻨﺼﺮف ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺜﮫ ﻋﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻷﺧﻼق ﻋﻤﻮﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻷﺧﻼق ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﮭﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻧﻤﻄﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ: ﻧﻤﻂ أول ﻣﻮﺳﻮم ﺑﺄﺧﻼق الإﻗﺘﻨﺎع ذات اﻟﻤﻈﮭﺮ اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ و اﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻔﺮد ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺤﻤﻞ ﻷﯾﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ، وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﺮﻛﻮﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺆﺛﺮات و اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺘﺪﺧﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻔﺮد، و إﻧﻤﺎ ﺗﻄﺮح ﻓﯿﮫ ﺑﺘﺄﺛﯿﺮ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ، ﺑﻤﺎ ھﻲ ﺻﻮت ﻣﺘﻌﺎل ﯾﺼﺪر أواﻣﺮه، ﺣﯿﺚ إن " أﺧﻼﻗﯿﺔ اﻻﻗﺘﻨﺎع ﻟﻦ ﺗﺮﺟﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺎﻋﻞ، ﺑﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﯿﻂ و إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻟﺒﺸﺮ و إﻟﻰ ﻣﺸﯿﺌﺔ ﷲ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺑﮭﺬه اﻟﺼﻮرة. وﻧﻤﻂ ﺛﺎن ﻣﻦ اﻷﺧﻼق ھﻮ ﻣﺎ أطﻠﻖ ﻋﻠﯿﮫ أﺧﻼق اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ اﻟﺬات اﻟﻔﺮدﯾﺔ و ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻔﺮدي اﻟﺤﺮ، إذ "ﻧﺤﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻮن ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﮭﺎ ﻷﻓﻌﺎﻟﻨﺎ"، و ﻻ ﺗﺮﺟﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﺎرﺟﻲ ﻗﺴﺮي، ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺬه اﻷﺧﻼق ﺑﺎﻟﻘﺪر أو ﺑﺎﻟﺤﻆ. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 2:41 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟﺳﻌﺎدة المحور الأول: تمثلات السعادة
ھﻞ اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻤﻜﻨﺔ؟ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ وﺟﻮدھﺎ؟ ھﻞ ھﻲ ﻏﺎﯾﺔ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس؟ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺑﻠﻮﻏﮭﺎ؟ وﺑﺄﯾﺔ وﺳﺎﺋﻞ؟ ھﻞ ﻧﻄﻠﺒﮭﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ ذاﺗﮭﺎ أم ﻣﻦ اﺟﻞ أﺷﯿﺎء أﺧﺮى ؟
ﻣوﻗف أرﯾﺳطو:ﯾﺆﻛﺪ أرﺳﻄﻮ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﯿﺴﺖ ﻗﺪرة ﻓﻄﺮﯾﺔ وإﻻ ﻣﻠﻜﮭﺎ اﻟﻜﺴﺎﻟﻰ واﻟﺨﺎﻣﻠﻮن، وﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﻔﻄﺮة ﻋﻨﺪ ﻏﯿﺮ اﻹﻧﺴﺎن، وﻗﺪ ﯾﺘﻤﺜﻞ اﻟﻨﺎس اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﺼﺤﺔ واﻟﻤﺎل ..اﻟﺦ، وذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻔﺴﺮ إﻧﺴﯿﺎق أﻓﻌﺎل اﻟﻨﺎس ﻧﺤﻮ ھﺬه اﻟﻐﺎﯾﺎت. ھﻜﺬا ﯾﺘﺠﮫ اﻟﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻏﺎﯾﺎت ﺗﻮﺟﺪ ﺧﺎرج اﻟﻔﻌﻞ ذاﺗﮫ. وﯾﻌﺘﻘﺪ أرﺳﻄﻮ، ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ، أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﯾﻜﻮن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺆدي إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ذاﺗﮫ، ﺑﮭﺬه اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ وﺣﺪھﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻔﻌﻞ أن ﯾﺼﺒﺢ ﻣﺮادﻓﺎ ﻟﻠﻔﻀﯿﻠﺔ. ﻟﻜﻦ ﻟﯿﺴﺖ ﻛﻞ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻧﺄﺗﯿﮭﺎ ﻟﺬاﺗﮭﺎ ﺗﺠﺴﺪ اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ، وﺗﻘﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة، ﻓﺎﻟﻠﮭﻮ ﻣﺜﻼ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻟﺬاﺗﮫ، وﻟﻜﻨﮫ ﻻ ﯾﺆدي إﻻ اﻟﻜﺴﻞ واﻟﺘﮭﺎون.. أﻣﺎ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﻌﯿﺪة ﻓﮭﻲ ﻛﺪ وإﺟﺘﮭﺎد وإﻗﺘﺼﺎد، وﺑإﺧﺘﺼﺎر ھﻲ ﺗﻠﻚ ﯾﺤﯿﺎھﺎ اﻟﻔﺮد وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻀﯿﻠﺔ.
ﻣوﻗف أﻻن: ﻧﺠﺪ أﻻن (Alain) ﯾﺆﻛﺪ ﺑﺪوره أن اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻮﻗﻊ ﺣﺪوث اﻟﺴﻌﺎدة، ﺑﻞ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻌﻤﻞ ﺟﺎھﺪا ﻟﺘﺤﺼﯿﻠﮭﺎ، وإذا ﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ ﯾﻜﺪ اﻟﻔﺮد اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﺘﯿﻘﻦ أﻧﮫ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﺴﻌﺎدة. ﻓﻤﻦ اﻟﺨﻄﺈ إذن أن ﻧﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻔﮭﻮم ﯾﻈﻞ ﺟﻤﯿﻼ ﻣﺎ دام ﻣﺠﺮدا، وأﻧﮭﺎ ﺗﺰول ﺑﻤﺠﺮد ﺗﺤﺼﯿﻠﮭﺎ. إن اﻟﺴﻌﺎدة ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﺪون إﻛﺮاھﺎت وﻣﻌﺎﻧﺎة، وﻛﺪ وﻋﻤﻞ دؤوب، ﻓﺄﺳﺒﺎب ﺑﻠﻮغ اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﻜﻮن داﺋﻤﺎ ﻣﻜﺮوھﺔ، ﻟﮭﺬا ﺗﺒﺪو اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺟﺰاء وﻣﻜﺎﻓﺄة.
ﻣوﻗف ﻛﺎﻧط: ﯾﺮى أن ﻻ أﺣﺪ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺤﺪد ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪه ﻣﻦ اﻟﺤﯿﺎة، واﻟﺴﺒﺐ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ أن ﺟﻤﯿﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﺠﺮﯾﺒﯿﺔ ﺣﺴﯿﺔ.. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﺮى اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﺎل، أو اﻟﺼﺤﺔ، أو اﻟﺜﺮوة، ﻷﻧﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ أﻣﻮر ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺰول ﻟﺤﺪوث ﻋﻮارض. وﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ، ﯾﺆﻛﺪ ﻛﺎﻧﻂ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﺜﻞ أﻋﻠﻰ (idéal) ﻟﻠﺨﯿﺎل ﯾﺤﺎول اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻠﻮﻏﮫ دون أن ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ.
المحور الثاني: البحث عن السعادة
ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻤﻜﻨﺔ؟ أو ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺴﻌﺎدة؟ وإذا ﻛﺎن اﻟﺠﻮاب ﺑﺎﻹﯾﺠﺎب، ﻓﻤﺎ اﻟﺴﺒﯿﻞ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ؟
ﻣوﻗف روﺳو: ﯾﻌﺘﻘﺪ روﺳﻮ أن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ أﻣﺮھﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮورﯾﺎت وﯾﺮﺿﻮن ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺧﺬوﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﺑﻘﺎﺋﮭﻢ، ﺛﻢ ﺗﻌﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن أن اﻟﺤﯿﺎة ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ارﺗﯿﺎﺣﺎ ﻟﻤﺎ ﯾﺘﻌﺎﯾﺶ ﻣﻊ اﻟﻐﯿﺮ، ﻓﺒﺪأ ﯾﺤﺐ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰوﺟﯿﺔ وﯾﻌﺸﻖ اﻷﺑﻨﺎء، ﻓﺘﻌﻠﻢ أن ﺣﺐ اﻟﺴﻌﺎدة ھﻲ اﻟﻤﺤﺮك اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ إن إتجه إﻟﻰ إﻧﺘﺎج اﻟﻜﻤﺎﻟﯿﺎت (اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﯾﺠﮭﻠﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ) ﺣﺘﻰ ﻓﺴﺪت ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻷﻧﮫ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﻟﮭﺎ.
ﻣوﻗف أﺑﯾﻘور: ﺑﯿﻦ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﺤﺼﯿﻞ ﻟﻠﺬة اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ، وأن اﻟﺴﻌﺎدة ھﻲ أﺳﺎس اﻟﺤﯿﺎة و ﻏﺎﯾﺘﮭﺎ، وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أن ﻧﺄﺗﻲ اﻟﻠﺬات ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ إﻋﺘﺒﺎطﯿﺔ، ﺑﻞ إن اﻟﺼﺒﺮ واﻷﻟﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺼﯿﻞ ﻟﺬة ﻻ ﯾﺄﺗﯿﮭﺎ إﻻ اﻟﻔﺴﺎق، ﻓﻤﻦ ﯾﺮﺿﻰ ﺑﺸﻈﻒ اﻟﻌﯿﺶ وﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﻀﺮورات اﻟﺤﯿﺎة وﺣﺪه ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺎ ھﻮ أﺣﺴﻦ إن ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺼﯿﻠﮫ، وﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﯾﺘﺒﻦ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﯿﻞ ﻟﺬة ﺗﺒﻌﺪ اﻷﻟﻢ واﻻﺿﻄﺮاب ﻋﻦ اﻟﺠﺴﻢ واﻟﻨﻔﺲ.
المحور الثالث: السعادة والواجب
ﻣﺎ ھﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﻌﺎدة ﺑﺎﻟواﺟب ،ھل ھﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻛﺎﻣل أو ﻋﻼﻗﺔ إﻋﺎﻗﺔ؟ ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر، ھل ﯾﻛﻣن أﺳﺎس اﻟﺳﻌﺎدة ﻓﻲ ﻓﻌل ﻣﺎ ﻧرﯾد، أم ﻓﻲ اﻻﻧﺻﯾﺎع ﻟﻠواﺟب واﻟﻘﺎﻧون، طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻛﺎن أو أﺧﻼﻗﯾﺎ؟ وإذا ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻌﺎدة واﻟواﺟب ﻓﮭل اﻟﺳﻌﺎدة واﺟب ﻧﺣو اﻟذات أم ﻧﺣو اﻟﻐﯾر، أم ھﻣﺎ ﻣﻌﺎ؟ وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﺑﻠوغ اﻟﺳﻌﺎدة ﻓﻲ ظل ﺗﻣﻔﺻﻼﺗﮭﺎ ﻣﻊ ﻣﻔﺎھﯾم اﻟواﺟب واﻟﻐﯾر واﻹرادة؟
ﻣوﻗف ﻛﺎﻧط : ﯾرى ﻛﺎﻧط ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣذاھب اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟذي ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷﻓﻌﺎل ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻸﺧﻼﻗﯾﺔ، ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘل وﻣﺑدأ إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟذات و الإرادة اﻟﺧﯾرة ھم اﻟذﯾن ﯾﺟب أن ﯾﻘرروا ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ واﻟﻘﯾم اﻟﻣطﻠﻘﺔ ، ﻻ اﻟﻣﯾوﻻت واﻟرﻏﺑﺎت ، وﻟذﻟك ﻓﮭو ﯾرﻓض أن ﺗﻛون اﻟﺳﻌﺎدة ھﻲ أﺳﺎس اﻷﺧﻼق ، ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻛﺎﻧط ﯾرﻓض اﻟﺳﻌﺎدة ﺑل ﯾرى أﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗﺣق أن ﻧﻛون ﺳﻌداء طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ ﺷرط اﻟﺳﻌﺎدة، ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻧﯾل اﻟﺳﻌﺎدة داﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﮫ، ﻻﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺎﺿﻼ، وﯾﻔﻘد ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻌﺎدة ، ﻟذا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن أن ﯾﻘوم ﺑواﺟﺑﮫ ﻟﻣﺟرد أﻧﮫ واﺟب دون أن ﯾوﻟﻲ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺄي ﺷﻲء أﺧر ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺳﻌﺎدة.
ﻣوﻗف أﻻن: أﻣﺎ "أﻻن" ﻓﯿﺠﺰم ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺳﻌﺎدة ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﺮﻏﺐ ﻓﯿﮭﺎ، ﻟﺬا ﯾﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أﻻ ﯾﺴﺘﻠﻢ ﻟﻠﻌﻮاﺋﻖ، ﺑﻞ إﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أﻻ ﯾﺴﺘﺴﻠﻢ اﻟﻤﺮء دون ﻣﻘﺎوﻣﺔ، وﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ أن ﯾﺪرك أن ﺳﻌﺎدة اﻟﺬات واﺟﺐ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﯿﺮ، ﻓﺎﻟﻨﺎس ﻻ ﯾﺤﺒﻮن أن ﯾﺮوا اﻟﺸﻘﺎء ﯾﺤﯿﻂ ﺑﮭﻢ، وﻣﻦ ﺛﻤﺔ، ﻓﺈن اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺼﻠﮭﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ھﺪﯾﺔ ﻧﻘﺪﻣﮭﺎ ﻟﻠﻐﯿﺮ. ﻟﺬا ﯾﺪﻋﻮﻧﺎ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف إﻟﻰ أن ﻧﺠﻨﺐ اﻟﻨﺎس ﺷﻜﺎوﯾﻨﺎ وﺳﺮد ھﻤﻮﻣﻨﺎ، وأﺣﺰاﻧﻨﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ.. وﯾﺆﻛﺪ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﻠﻦ اﻟﺤﺮوب إﻻ ﻣﻦ ﻻ ﯾﻄﯿﻖ أن ﯾﺮى اﻟﻨﺎس ﺳﻌﺪاء. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 3:58 pm | |
| ﻣﻔﮭوم اﻟﺣرﯾﺔ المحور الأول : الحرية والحتمية
إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﺘﺤﺪد ﺑﻘﺪرة اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ واﻻﺧﺘﯿﺎر، ﻓﮭﻞ ﺳﺘﻜﻮن ھﺬه اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ أم ﻧﺴﺒﯿﺔ؟ وھﻞ ﺛﻤﺔ ﺣﺘﻤﯿﺎت وﺿﺮورات ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻹرادة اﻟﺤﺮة ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن؟ ھﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺤﺜﻤﯿﺔ أم أن اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻟﺤﺜﻤﯿﺔ ھﻮ أﺳﺎس اﻟﺤﺮﯾﺔ ؟
ﻣوﻗف إﺳﺑﯾﻧوزا : ﯾﺮى ﺳﺒﯿﻨﻮزا، أن اﻟﺤﺮﯾﺔ، أو ﺑﺎﻷﺣﺮى اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺤﺮﯾﺔ ﻣﺠﺮد ﺧﻄﺄ ﻧﺎﺷﺊ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ وﻏﻤﻮض؛ ﻓﺎﻟﻨﺎس ﯾﻌﺘﻘﺪون أﻧﮭﻢ أﺣﺮار ﻷﻧﮭﻢ ﯾﺠﮭﻠﻮن اﻟﻌﻠﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﮭﻢ إﻟﻰ أﻓﻌﺎﻟﮭﻢ، ﻛﻤﺎ ﯾﻈﻦ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺎﺋﻒ اﻧﮫ ﺣﺮ ﻓﻲ أن ﯾﮭﺮب، وﯾﻈﻦ اﻟﺴﻜﺮان اﻧﮫ ﯾﺼﺪر ﻋﻦ ﺣﺮﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ، ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﺎب إﻟﻰ رﺷﺪه ﻋﺮف ﺧﻄﺄه، ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻟﺤﺠﺮ ﯾﻔﻜﺮ، لإﻋﺘﻘﺪ ﺑﺪوره أﻧﮫ إﻧﻤﺎ ﯾﺴﻘﻂ إﻟﻰ اﻷرض ﺑﺈرادة ﺣﺮة، وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻤﻨﻄﻖ اﻷﺳﺒﺎب واﻟﻤﺴﺒﺒﺎت اﻟﺬي ﻟﯿﺲ ﺳﻮى ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺤﺘﻤﯿﺔ.
ﻣوﻗف ﻛﺎﻧط: ﻛﺎﻧﻂ ﻓﯿﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺑﺤﺜﮫ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﺤﺮﯾﺔ، ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﺗﺒﺪو ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت واﻟﺒﺪﯾﮭﯿﺎت، ﻣﻔﺎدھﺎ أن اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺧﺎﺻﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدات اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎل، ﻷن ھﺬه اﻟﻤﻮﺟﻮدات ﻻ ﺗﻌﻤﻞ إﻻ ﻣﻊ ﻓﻜﺮة اﻟﺤﺮﯾﺔ، ﻏﯿﺮ أن أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ ﻟﺘﻔﺴﯿﺮ إﻣﻜﺎن اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﺒﻮء ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ، ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﮭﺎ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ أن ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﺤﺼﻮر ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﺴﻮس وأن اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺒﺎطﻦ ﻻ ﯾﺪرك ﺳﻮى ظﻮاھﺮ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﺑﺴﻮاﺑﻘﮭﺎ، وھﺬه اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ أن ﺗﻔﺴﯿﺮھﺎ ﯾﻌﻨﻲ ردھﺎ إﻟﻰ ﺷﺮوط وھﻲ ﻋﻠﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوطﺔ، ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺺ ﻛﺎﻧﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻏﺎﯾﺔ، ﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره وﺳﯿﻠﺔ، ذﻟﻚ ﻷن ﻣﺎ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ، ھﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻤﺪ ﻗﯿﻤﺘﮫ ﻣﻦ ذاﺗﮫ، وﯾﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺎلإﺳﺘﻘﻼل اﻟﺬاﺗﻲ اﻟﺬي ﯾﻌﻨﻲ اﺳﺘﻘﻼل اﻹرادة. ﯾﻘﺘﻀﻲ ھﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﺑأن ﯾﺨﺘﺎر ﻛﻞ ﻓﺮد ﺑﺤﺮﯾﺔ اﻷھﺪاف واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺮﯾﺪ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ﺑﻌﯿﺪا ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﺬي ﯾﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ.
المحور الثاني: حرية الإرادة
ھﻞ أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻧﺘﺎج لإرادﺗﻨﺎ أم أﻧﻨﺎ ﻣﻠﺰﻣﻮن ﺑﮭﺎ ؟
ﻣوﻗف ﺳﺎرﺗر: ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ اﺛﻨﺎن ﻓﻲ إﻋﺘﺒﺎر ﺳﺎرﺗﺮ ﻓﯿﻠﺴﻮف اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺑﺎﻣﺘﯿﺎز، وﻛﯿﻒ ﻻ وھﻮ اﻟﺬي ﻧﺼﺐ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﺪوا ﻟﺬودا ﻟﻠﺠﺒﺮﯾﯿﻦ، ﻟﻘﺪ ﺑﺬل ھﺬا اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﻗﺼﺎرى ﺟﮭﺪه ﻟﻠﮭﺒﻮط ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺒﯿﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻤﺤﺾ. ﻓﺎﻟﺤﺮﯾﺔ ھﻲ ﻧﺴﯿﺞ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻛﻤﺎ أﻧﮭﺎ اﻟﺸﺮط اﻷول ﻟﻠﻌﻘﻞ "إن اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺮ، ﻗﺪر اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﻜﻮن ﺣﺮا، ﻣﺤﻜﻮم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺨﻠﻖ ﻧﻔﺴﮫ وھﻮ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺣﺮ ﻷﻧﮫ ﻣﺘﻰ أﻟﻘﻲ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ". ھﻜﺬا ﯾﺘﺤﻜﻢ اﻹﻧﺴﺎن –ﺣﺴﺐ ﺳﺎرﺗﺮ- ﻓﻲ ذاﺗﮫ وھﻮﯾﺘﮫ وﺣﯿﺎﺗﮫ، ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﯾﺨﺘﺎره ﻟﻨﻔﺴﮫ ﺑﺈرادﺗﮫ ووﻓﻘﺎ ﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺗﮫ.
ﻣوﻗف ﺗﯾﺗﺷﮫ: ﻓﻘﺪ رﻓﺾ اﻷﺣﻜﺎم اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻟﯿﻢ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ، ﻣﻌﺘﺒﺮا أﻧﮭﺎ ﺳﯿﺌﺔ وأﻧﮭﺎ أﻛﺪت، ﺗﺄﻛﯿﺪا زاﺋﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺐ واﻟﺸﻔﻘﺔ واﻟﺘﻌﺎطﻒ، وأطﺎﺣﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ واﻟﻘﯿﻢ اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮھﺎ أﻛﺜﺮ ﺻﺪﻗﺎ وأﻛﺜﺮ ﺗﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن اﻷرﻗﻰ ، "superman" ﻓﮭﺬه اﻷﺧﻼق ﻣﻔﺴﺪة ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن "روﺣﺎ ﺣﺮة" وﯾﺜﺒﺖ وﺟﻮده وﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ وﯾﺴﺘﺠﯿﺐ ﻹرادﺗﮫ. ﻓﻘﺪ اﻋﺘﺒﺮ ﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ھﻲ اﻹرادة، وﻣﺜﻠﮫ اﻷﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ھﻮ "اﻟﺮﺟﻞ اﻷورﺑﻲ" اﻟﺠﯿﺪ، اﻟﻤﻮھﻮب ﺑﺮوح ﺣﺮة، واﻟﺬي ﯾﺘﺤﺮى اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺑﻼ رﯾﺐ، وﯾﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻟﺘﺮھﺎت.
المحور الثالث: الحرية والقانون
إذا إﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻟﺤﺮة وﺑﻘﺪرة اﻟﻔﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ الإﻛﺮاھﺎت واﻟﺤﺘﻤﯿﺎت ، ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ؟ وﻣﺎ دور اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﺤﺮﯾﺔ وﺗﺮﺷﯿﺪ إﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ؟
ﻣوﻗف ﺗوﻣﺎس ھوﺑز: ﻻ ﯾﻌﻮل ھﻮﺑﺰ ﻛﺜﯿﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻓﮭﻮ ﯾﻌﺘﻘﺪ أن ﻛﯿﻨﻮﻧﺔ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن ھﻲ اﻟﺪاﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻹﻋﻤﺎل ﺣﺮﯾﺘﮫ وﻟﯿﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻣﻀﯿﻔﺎ أﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺮا ﺑﺤﻖ وﺣﻘﯿﻘﺔ، ﻓﻠﯿﺲ ھﻨﺎك ﻣﻮﺿﻊ ﻟﻺدﻋﺎء ﺑﺄن ھﺬا اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻤﻜﻨﮫ أن ﯾﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺎم ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻌﯿﻦ... إذ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻋﻨﺪ ھﻮﺑﺰ ﻧﺼﺎ ﯾﻤﺘﻠﻚ ﻣﻌﻨﻰ واﺳﻌﺎ، وﻟﻜﻨﮫ ﻣﺸﺮوط ﺑﻌﺪم وﺟﻮد ﻣﻮاﻧﻊ ﻹﺣﺮاز ﻣﺎ ﯾﺮﻏﺐ ﻓﯿﮫ اﻹﻧﺴﺎن، ﻓﺎﻹرادة أو اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻟﻮﺣﺪھﺎ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻹطﻼق ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺮﯾﺔ.
وھﻮﺑﺰ ﻛﻐﯿﺮه ﻣﻦ رواد اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ، ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺄن ﺣﺮﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺗﻨﺘﮭﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺮﯾﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ، ﻓﻘﺪ رﻓﺾ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺰاﺋﺪة ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻘﯿﺪة، إذ أﻛﺪ ﺑﺄن اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻟﯿﺴﺖ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة، ﺑﺎﻷﺣﺮى ﺳﯿﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺴﺘﻌﺒﺪا ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﯿﺎدة ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف اﻟﻤﻄﺮد اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ. وھﻜﺬا ﺳﺘﺘﻌرض اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﺤﯿﺎة ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻟﻠﺮﻋﺐ واﻟﺬﻋﺮ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ أﺛﻨﺎء إﻋﻤﺎﻟﮭﻢ ﻟﺤﺮﯾﺎﺗﮭﻢ. ﻓﺎﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺗﻘﻮد إﻟﻰ ﻓﻘﺪان ﻣﻄﻠﻖ ﻟﻠﺤﺮﯾﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ.
ﻣوﻗف أردﻧت: رﺑﻄﺖ أردﻧﺖ (Arendt) اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وﺑﺎﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ذﻟﻚ أن اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺣﻘﺎ ﯾﺸﺘﺮك ﻓﯿﮫ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻨﺎس، ﯾﻔﺘﺮض ﺗﻮﻓﺮ ﻧﻈﺎم ﺳﯿﺎﺳﻲ وﻗﻮاﻧﯿﻦ ﯾﻨﻈﻤﺎن ھﺬه اﻟﺤﺮﯾﺔ، وﯾﺤﺪدان ﻣﺠﺎل ﺗﻌﺎﯾﺶ اﻟﺤﺮﯾﺎت. أﻣﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺣﺮﯾﺔ داﺧﻠﯿﺔ (ذاﺗﯿﺔ)، ﻓﮭﻮ ﺣﺪﯾﺚ ﻣﻠﺘﺒﺲ و ﻏﯿﺮ واﺿﺢ. إن اﻟﺤﺮﯾﺔ، ﺣﺴﺐ أرﻧﺪت، ﻣﺠﺎﻟﮭﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ واﻟﻮﺣﯿﺪ ھﻮ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ، ﻟﻤﺎ ﯾﻮﻓﺮه ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻔﻌﻞ واﻟﻜﻼم، واﻟﺤﺮﯾﺔ ﺑﻄﺒﻌﮭﺎ ﻻ ﺗﻤﺎرس ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﻠﻲ وﻣﻠﻤﻮس، إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺤﺘﻚ اﻟﻔﺮد ﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ، إن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻘﻞ أو اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ أو ﻏﯿﺮھﺎ، ﻓﺘﻠﻚ ھﻲ إذن اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ واﻟﻔﻌﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدھﺎ. | |
|
| |
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797 نقاط : 8690 السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الثلاثاء مايو 27, 2014 4:14 pm | |
| ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ أﻗدم ﻟﻛم اﻟﯾوم اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن اﺗﺧﺎذھﺎ أﺛﻧﺎء ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ، وﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻋﻣﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺧطوات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭﯾﻛل اﻟﻣوﺿوع.. وﺗﺷﻛل اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟوﺣدﺗﮫ وﺗﻣﺎﺳﻛﮫ. وﺑﻣﺎ أن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺗﺗﻧوع ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ أﺷﻛﺎل ﺛﻼﺛﺔ : - النص الموضوع - المقولة - السؤال المفتوح
ﻓﺳﻧﺣﺎول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ إﻋطﺎء ﺗﺻور ﻋﺎم ﺣول ﻛل طرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة : [size][color]
منهجية مقاربة النص
ﯾﺟب اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻧﺻب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﻔﻛﯾر، ﻟذا ﺗﺟب ﻗراءﺗﮫ ﻗراءة ﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﻛن ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧص ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣﻘرر؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻛﺗﺷﺎف أطروﺣﺔ اﻟﻣؤﻟف وﻣوﻗﻌﺗﮭﺎ داﺧل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﺛﺎرة ﺣول ﻗﺿﯾﺔ أو إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﻔﮭوم...
وﯾﺟدر ﺑﻧﺎ أن ﻧﺷﯾر ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ، إﻟﻰ أن ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﯾﺣددھﺎ اﻟﺳؤال اﻟﻣذﯾل ﻟﻠﻧص، ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻟﻧﺻوص ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗطرح ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷﻌب. وﻋﻠﯾﮫ، ﻧرى أن ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص ﻻ ﺗﺧرج ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ إﻧﺷﺎﺋﯾﺔ (ﻣﻘدﻣﺔ ـ ﻋرض ـ ﺧﺎﺗﻣﺔ)، إﻻ أن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﺗﺣددھﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ، وﺳﻧﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺳط ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺗﻠك اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت.
-1 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ:
إن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣدﺧﻼ ﻟﻠﻣوﺿوع، ﻟذا ﯾﺟب أن ﺗﺧﻠو ﻣن ﻛل إﺟﺎﺑﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻋن اﻟﻣطﻠوب، ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض أﻻ ﺗوﺣﻲ ﺑﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻌرض، ﻷﻧﮭﺎ ﺑﮭذا اﻟﺷﻛل ﺗﻣﻧﻊ ﻣ ن اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣﺎ ھو آت، وﺧﺻوﺻﺎ ﻷن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺳﺗﻛﺗﺳﻲ ﺷﻛل إﺟﺎﺑﺔ ﻣﺗﺳرﻋﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺢ ﻋن ﻗدرات وﻛﻔﺎﯾﺎت ﻋﻘﻠﯾﺔ، ﯾﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﮭ م (اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ھﻧﺎ ﺑﻔﮭم اﻟﻧص وﻓﮭم اﻟﺳؤال)، وﺑﻧﺎء اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وﻋﻠﯾﮫ، ﯾﺟب أن ﺗﺷﺗﻣل (اﻟﻣﻘدﻣﺔ) ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻟﺣظﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺧﺎص : أي ﻣن ﻟﺣظﺔ ﺗﻘدﯾم ﻋﺎم ھدﻓﮫ ﻣﺣﺎﺻرة اﻹ ﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣوﻗﻊ داﺧل اﻟﻧص، ﺗﻠﯾﮭﺎ ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﺄطﯾر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧص، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣوﻗﻌﺗﮫ (اﻟﻧص) داﺧل اﻹطﺎر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗﺣدد داﺧﻠﮫ، ﺛم اﻻﻧﺗﮭﺎء ﺑﻠﺣظﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﺎؤﻻت ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﻠﻣﯾﺣﺎ ﻟﻠﺧطوات اﻟﺗوﺟﯾﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻘود اﻟﻌرض.
ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺻﯾﻐﺔ ﺗﺳﺎؤﻟﯾﺔ، وإﻧﻣﺎ ھو طرح ﻟﻠﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺿ رورﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ، واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ إﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ. ھﻛذا ﯾﻣﻛن ا ﻻﻗﺗﺻﺎر (أﺣﯾﺎﻧﺎ) ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺎؤﻟﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن : ﺗﺳﺎؤل ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ (ﯾوﺟﮫ اﻟﺗﺣﻠﯾل)، وﺗﺳﺎؤل ﻧﻘدي ﺗﻘوﯾﻣﻲ (ﯾوﺟﮫ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ)، ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن ھﻧﺎك أﺳﺋﻠﺔ أﺧرى ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻧﮭﺗدي ﺑﮭﺎ داﺧل ﻓﺗرات ﻣن اﻟﻌرض، ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﻘدﻣﺔ. إن اﻟﻣﻘدﻣﺔ – إذن - ﻟﯾﺳت اﺳﺗﺑﺎﻗﺎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل، ذﻟك ﻣﺎ ﯾﺣﺗم اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ طﺎﺑﻌﮭﺎ اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ، وﻣن ﺧﻼل ذﻟك اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻛون ﻟﺣظﺔ ﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻧص، ﻣن أﺟل اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟطرح اﻟﻣﻌروض داﺧﻠﮫ وإﺑراز ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮫ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ.
- 2 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺮض:
ﯾﻣﻛن إﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌرض إﺟﺎﺑﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ، وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻌرض ﯾﺗﺿﻣن ﻟﺣظﺗﯾن ﻛﺗﺎﺑﯾﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن، ھﻣﺎ ﻟﺣظﺗﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ.
2-1 ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل:
إن ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗراءة ﻟﻠﻧص ﻣن اﻟداﺧل ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﮫ وﺧﺑﺎﯾﺎه، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔﻛﯾك ﺑﻧﯾﺗﮫ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ وﺗﻣﺎﺳﻛﮫ اﻟداﺧﻠﯾﯾن، ﻛﺄﻧﻧﺎ ﻧﺣﺎول أن ﻧﺗﺄﻣل ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف ﻟﻔﮭم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﮫ ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻟطرح اﻟذي ﺗﺑﻧﺎه، وﯾﻔﻛر ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻛر ﺑﮭﺎ .وﻣن ﺛﻣﺔ، ﻻﺑد ﻣن ﺗوﺟ ﯾﮫ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑﺎﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: ﻣﺎذا ﯾﺻﻧﻊ اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ ھذا اﻟﻧص، أو ﻣﺎذا ﯾﻘول؟ ﻛﯾف ﺗوﺻل إﻟﻰ ذﻟك؟ ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺣﺟﺎج اﻟﺗﻲ وظﻔﮭﺎ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﮫ؟
ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻷول ﯾﺣﺗم إﺑراز اﻟﻣوﻗف اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣؤﻟف ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟﮫ و/أو إﺑراز طﺑﯾﻌﺔ أھﻣﯾﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرھﺎ... واﻟﺳؤال اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗدرج اﻟﻔﻛري ﻣﻊ اﻟﻣؤﻟف، واﻟﺳﯾر ﻣﻌﮫ ﻓﻲ أھم اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺟﮭت ﺗﻔﻛﯾره. أﻣﺎ اﻟﺳؤال اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻷﺧﯾر ھو ﺳؤال ﯾﺳﺗﮭدف اﻟوﻗوف ﻋﻧد اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺣﺟﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺎھﺎ اﻟﻣؤﻟف، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻧد اﻟﺣﺟﺎج اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ واﻟﺻرﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ وظﻔﮭﺎ ﻟدﻋم أطروﺣﺗﮫ، وﺗﺣدﯾد ﺧﺻوﺻﯾﺗﮭﺎ، وطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ...
ﻓﺎﻟﺗﺣﻠﯾل – إذن - ھو ﻟﺣظﺔ ﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻠﻧص وھو ﻓﻲ اﻵن ذاﺗﮫ ﻟﺣظﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﻧطق اﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺑﻧﻰ اﻟﻣؤﻟف ﺗﺻوره.
2 -2 ﻟﺣظﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
إن اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟﺣظﺔ ﻓﻛرﯾﺔ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗوظﯾف اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣﻌرﻓﻲ، ﺑﺷﻛل ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟﻣوﺿوع، ﺑﺣﯾث ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد، ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم، ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﺗؤدي دورا وظﯾﻔﯾﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺟب ﺗﻔﺎدي اﻟﺳرد واﻻﺳﺗظﮭﺎر... وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى، ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﻐل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﻧﺎﺳب، ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺿﻣون اﻟﻧص ھو اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرف وﻟﯾس اﻟﻌﻛس. ھﻛذا ﺳﻧﺗﻣﻛن ﻣن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺷﻛﻼ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻘراءة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻷطروﺣﺔ اﻟﻧص، اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺻورة ﻧﻘد داﺧﻠﻲ و/أو ﺧﺎرﺟﻲ ﺗﺗم ﻓﯾﮫ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗﺻور اﻟذي ﯾﺗﺑﻧﺎه اﻟﻧص ﺑﺄطروﺣﺎت ﺗؤﯾده وأﺧرى ﺗﻌﺎرﺿﮫ، وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾف ﺳﺟﺎﻟﻲ ﻧﺣرص ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻧﺑرز ﻣواطن اﻟﺗﺄﯾﯾد أو اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.
3 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﺗرﻛﯾﺑﺎ ﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌرض، أي اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن إﺑداء رأي ﺷﺧﺻﻲ ﻣن ﻣوﻗف اﻟﻣؤﻟف ﻣﺑرر(إن اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل) دون إﺳﮭﺎب أو ﺗطوﯾل. ﻓﻣن اﻷھداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺧﺎھ ﺎ ﺗﻌﻠم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﻌﻠم اﻟﻧﻘد واﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻻﺧﺗﻼف.
منهجية مقاربة السؤال المفتوح
إن اﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن، ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺗﺻور ﻣﻧﮭﺟﻲ ﻣﺿﺑوط ﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻔﺗوح، وھذا أﻣر ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺿﺎرﺑﺎت واﻟﺗﺄوﯾﻼت، وﻧﻌﺗﻘد أن طرﯾﻘﺔ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻔﺗوح ھﻲ - ﺑﺎﻟﻌﻛس - ﻣن اﻟطرق، اﻷﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ طرﯾﻘﺔ اﻟﻘوﻟﺔ-اﻟﺳؤال، وﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻔﺗوح، ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻧﺎول ﺳﻧﺻﺣب اﻟﺧطوات اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﻧﻣوذج، اﻟﮭدف ﻣﻧﮫ اﻻﻗﺗراب ﻣن اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻓﮭم اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري. ﻣن أﺟل ذﻟك، ﻧﻘﺗرح اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ :" ھل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ؟"
ﯾﻣﻛن أن ﻧﻼﺣظ أن ھذا اﻟﺳؤال ﻗﺎﺑل ﻟﻛﻲ ﻧﺟﯾب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ أو اﻹﯾﺟﺎب أو ﺑرأي ﺛﺎﻟث ﯾﺗﺄرﺟﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ...إﻟﺦ. ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﻔﻛﯾر ﻧﻘدي، إﻻ أﻧﮭﺎ، ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت، ﺗﻔﻛﯾر ﻋﻘﻠﻲ ﻣﻧطﻘﻲ ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ، واﻟ ﻔﮭم، واﻟﺗﻔﻛﯾر، ﻗﺑل إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم. وﺣﺗﻰ ﻻ ﯾظﮭر ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ﻓﻲ ﺻورة اﻷﺣ ﻛﺎم اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ واﻟﺟﺎھزة ؛ ﻻ ﺑد ﻣن أن ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺻﯾﻐﺔ إﻧﺷﺎء، أي ﺑﻧﺎء ﻓﻛري ﻣﺗدرج ﯾﻧطﻠق ﻣن اﻟﻔﮭم إﻟﻰ اﻟﻧﻘد، ﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷطروﺣﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌرﻓﮭﺎ .
ﻟﻧﺗﻔﺣص اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح أوﻻ
ﯾﻼﺣظ أﻧﻧﺎ إذا أزﻟﻧﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻔﮭﺎﻣﻲ ﻟﻠﺳؤال (ھل) ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ (؟)، ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ : " ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ". اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻧﺎ، أوﻻ، ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؟ ! ﻗﺑل أن ﻧﻧطﻠق ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ " ھل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ؟ " . وﻧﻌﺗﻘد أن ﺗﺳﺟﯾل ھذه اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﺳﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺛل اﻟﺧطوات اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ.
-1 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
ﻻ ﯾﺟب، أﺑدا، أن ﻧﻧﺳﻰ أن ھدف اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ، ھو أن ﻧﺣول اﻟﻣوﺿوع، اﻟﻣطروح ﻋﻠﯾﻧﺎ، إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وﻋﻠﯾﮫ، ﻻﺑد أن ﯾﺗﺣول اﻟﺳؤال ذاﺗﮫ، إﻟﻰ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وذﻟك ﺑﺗﺄطﯾره، أوﻻ، داﺧل اﻟﻣوﺿوﻋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺛم داﺧل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ. ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧص، أو اﻟﻘوﻟﺔ. ﻟﻛﻲ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻧﺎ، ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺿرورﯾﺔ، اﻟﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺔ ﻣن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﻋﻠﯾﻧﺎ ذاﺗﮫ. وﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻛﻼﻣﻧﺎ إﺟراﺋﯾﺎ ﻧﻌود إﻟﻰ ﺳؤاﻟﻧﺎ .
اﻟﺗﺄطﯾر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺳؤال اﻟﻣﻘﺗرح: ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذ ﺗﻘدﯾﻣﻧﺎ اﻟﻌﺎم، ﺻﯾﻐﺎ ﻣﺗﻧوﻋﺔ. ﻛﺄن ﻧﺳﺗﻐل – ﻣﺛﻼ - اﻟﺗﻧوع اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ، أو ﻧﺳﺗﻐل طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﮫ ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ دراﺳﺗﮭﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺑطﺎﺑﻌﮭﺎ اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ، ﻟﻧﺧﻠص ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﺄطﯾر اﻹﺷﻛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺳؤال، ﺑﺈظﮭﺎر أن ھذا اﻟﺳؤال ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻔﮭوم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻣن ﺣﯾث إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وأﻧظﻣﺔ ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ. ﻟﻧﻧﺗﮭﻲ إﻟﻰ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺻﯾﻐﺔ ﺗﺳﺎؤﻟﯾﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ : ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؟ وإﻟﻰ أي ﺣد ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ (أي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) ﻣﻧﺗوﺟﺎ ﺣﺗﻣﯾﺎ ﻟﻣﻌطﯾﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ؟ ﻓﻼ ﯾﺟب أن ﻧﻧﺳﻰ أن اﻟﻣﮭم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ، ﻟﯾس ھو وﺿﻊ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻟذاﺗﮭﺎ، وﻻ ﻋددھﺎ ؛ وإﻧﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺟﯾب ﻋﻧﮭﺎ، واﻟﺗﻲ ﻟن ﺗؤدي اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻣوﺿوع .
-2 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺮض
ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻌرض إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﺣظﺗﯾن ﻓﻛرﯾﺗﯾن ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺗﯾن:
ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﮭم اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻟﺗﻘﯾﯾﻣﮭﺎ، وﯾﺟب ﻓﻲ ذﻟك أن ﻧﺳﺗﻐل ﻣﻛﺗﺳﺑﻧﺎ اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻷطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ درﺳت، ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﺗﻧم ﻛﺗﺎﺑﺗﻧﺎ ﻋن ﺗﺄطﯾر ﻓﻛري ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻧﺎﻗﺷﮭﺎ. وﻣن أﺟل ذﻟك، ﯾﺟب أن ﺗﺑﺗﻌد ﻛﺗﺎﺑﺗﻧﺎ ﻋن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺎت و"اﻟﻛﻼم اﻟﻣﺑﺗذل" اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟده ﻋﻧد "أي ﻛ ﺎن". إﻻ أﻧﮫ، ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﯾﺟب أن ﻧﺗﺣﺎﺷﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳردي، اﻟذي ﻻ ﯾﻧم إﻻ ﻋن اﻟﺣﻔظ واﻻﺳﺗظﮭﺎر. ﻓﻧﻌﻣل، ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ، ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﺟﯾد ﻟﻠﻣدروس (ﻓﻲ اﻟﻔﺻل أو ﺧﺎرﺟﮫ) وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ " ﻟﺳؤاﻟﻧﺎ " ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ ﺑﺈظﮭﺎر ﺗﻣﯾز اﻟﺧطﺎب اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ وأھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ (ﺗوظﯾف ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻷطروﺣﺎت اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﯾﺔ)، ﻣﻊ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ إﺑراز اﻗﺗراب ﺑﻌض اﻟﺗﺻورات اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﺗﻣﺛل. ﺣﯾث، أن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ – ﻣﺛﻼ – ﺗﻧﻔﻲ دور اﻻﺳﺗ ﻌدادات اﻟﻔطرﯾﺔ، واﻟﻣؤھﻼت اﻟﻔردﯾﺔ، ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ. ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻼ ﺷﻌورﯾﺔ، ﺑﺗﻧوﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻓطري (اﻟﮭو) وآﺧر ﺛﻘﺎﻓﻲ (اﻷﻧﺎ واﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ) واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻔطري. ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟﺗﻔﺎف اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ (ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺷﻌورﯾﺔ) ﺣول ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ. وﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ و ﺟود أطروﺣﺎت ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ – ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن (اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻣﺛﻼ) ﻟﯾﺗم ﺑﻌد ذﻟك اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷطروﺣﺎت اﻟﻧﻘﯾض، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ، اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﺟﯾد ﻟﻸطروﺣﺎت، اﻟﺗﻲ ﺗرى رأﯾﺎ ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ ﻟﻣﺎ ﺗم طرﺣﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻌﯾدا ﻛذﻟك ﻋن اﻟﺳرد واﻻﺳﺗظﮭﺎر...
وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ " ﻟﺳؤاﻟﻧﺎ " ﺑﺎﻷطروﺣﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎن، ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻹﻛﺎراھﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة، أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ، اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻹﻛراھﺎت. وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر - ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد - ﺑﺎﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ اﻟذي ﯾرﺑط اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟوﻋﻲ (ﻛﺎﻧط ودﯾﻛﺎرت)، واﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ، اﻟذي ﯾﻧﻔﻲ ﻋن اﻹﻧﺳﺎن، ﻛل ﺛﺑﺎت، ﻓﯾرى اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺟدد أﺻﯾل، وﻓﻲ دﯾﻣوﻣﺔ (ﺑرﻏﺳون)، أو ﯾرى أن ﻟﯾس ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣﺎھﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ، ﻷن "اﻹﻧﺳﺎن ﯾوﺟد أوﻻ، ﺛم ﯾﺣدد ﻣﺎھﯾﺗﮫ ﺑﻌد ذﻟك" ﻣﻌﺑرا ﻋن إرادﺗﮫ وﺣرﯾﺗﮫ (ﺳﺎرﺗر).
-3 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﻣﺎ ﻧﻧﻔك، ﻧؤﻛد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ، ﻻ ﺑد أن ﺗﺗوزع إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎج، ورأي ﺷﺧﺻﻲ .ﻓﺎﻻﺳﺗﻧﺗﺎج ﯾﺟب أن ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌرض ﻓﯾﻌﺗﺑر، ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ، ﺣﺻﯾﻠﺔ، وﻣﻼﺣظﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧوع اﻟﻔﻛري اﻟذي ﯾﺷوب اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ. اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻧﺎ، ﻛذﻟك، اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻧدﻟﻲ ﺑدﻟوﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر، وﻧﻌطﻲ رأﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع. إﻻ أن ھذا اﻟرأي، ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻣﺑررا ﺑﺎﻗﺗﺿﺎب، ﻓﻧوظف - ﻣن أﺟل ذﻟك - ﻣﺎ ﻧﻌرﻓﮫ ﻣن أطروﺣﺎت. وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺟب أن ﻧﺗﺣﺎﺷﻰ اﻵراء اﻟﻔﺿﻔﺎﺿﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل "اﻷﺟدر أن ﻧﺗﺑﻧﻰ ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ." أو "وﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﯾﺳﺗﺣﺳن أن ﻧﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺧطﺎب اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﻲ." ...إﻟﺦ، ﻷن ھذا، ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ، ﻛﻼم ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺗوﺿﯾﺢ.
منهجية مقاربة القولة
ﻣن اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗم اﺧﺗﯾﺎرھﺎ - إذن - ﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن، ﻻﺟﺗﯾﺎز اﻣﺗﺣﺎن اﻟﺑﺎﻛﻠورﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ، طرﯾﻘﺔ اﻟﻘوﻟﺔ-اﻟﺳؤال. وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر، وﺟب اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت، اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟدھﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣﺻر أھﻣﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
- ﺗﻌودﻧﺎ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص طﯾﻠﺔ اﻟدورة اﻷوﻟﻰ، ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾم ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوﻟﺔ - ﺣﺟم اﻟﻘوﻟﺔ (اﻟﺻﻐﯾر) اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻛﺛﯾراﻋﻠﻰ إدراك ﻣﺿﻣون اﻟﻘوﻟﺔ ﺑﺳرﻋﺔ . - ﻓﮭم اﻟﺳؤال اﻟﻣذﯾل ﻟﻠﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟ ﺗﺎﻟﻲ ﻣوﻗﻌﺗﮫ ﺑﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل داﺧل اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣ ﻌرﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق.
وﻟﺗﺧطﻲ ھذه اﻟﺻﻌوﺑﺎت، وﻏﯾرھﺎ ، ﻻﺑد أن ﻧدرك، أوﻻ وﻗﺑل أي ﺷﻲء، أن اﻟﺳؤال اﻟﻣذﯾل ﻟﻠﻘوﻟﺔ ﺳؤال ﯾﺗﺄﻟف ﻣن ﻣطﻠﺑﯾن: ﻣطﻠب ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮫ، أن ﯾدﻓﻊ ﺑﻧﺎ ﻧﺣو اﻟﻛﺷف ﻋن اﻷطروﺣﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﺧراﺟﮭﺎ.ﺛم ﻣطﻠب ﯾدﻓﻊ ﺑﻧﺎ ﻧﺣو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻷطروﺣﺔ اﻟﻣﻔﺗرض أن ﺗﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘوﻟﺔ .وﺳﻧﺣﺎول، ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ، ﺗﻘدﯾم ﺗﺻور ﻧظري ﺣول اﻟﺧطوات اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘوﻟﺔ.
- 1 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
إن ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ، أﻧﮭﺎ ﻻﺗدرس إﻻ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ. وﻣن ﺛﻣﺔ، ﻻ ﺑد أن ﻧﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟﻘوﻟﺔ إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ . وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺟﻌل طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘدﯾم، ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘوﻟﺔ ، ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘدﯾم ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص. وﯾﺳﺗﺣﺳن، ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ، أن ﺗﺗﻧوع اﻷﺳﺋﻠﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن أﺳﺋﻠﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺎھوﯾﺔ، وأﺳﺋﻠﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ. ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﺎ، أوﻻ، ھو إﺳﺗﺧراج أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣﺎھوي، ﯾﺗﯾﺢ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﻘوﻟﺔ و"اﻟﻐوص" داﺧﻠﮭﺎ، ﺑدل أن ﻧﺣوم ﺣوﻟﮭﺎ. أﻣﺎ اﻷﺳﺋﻠﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ، ﻓﮭﻲ ﺗوﻓر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻼﺑﺗﻌﺎد اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻋن اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﺑراز ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﻌطﯾﺎت ﻗﺑﻠﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أطروﺣﺎت اﻛﺗﺳﺑﻧﺎھﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
- 2 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺮض
ﯾﺗﻧوع اﻟﻌرض إﻟﻰ ﻟﺣظﺗﯾن ﻓﻛرﯾﺗﯾن ﻣﺳﺗرﺳﻠﺗﯾن : ﻟﺣظﺔ اﻟﻘراءة وﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم (أو اﻟﻧﻘد)
ﻟﺣظﺔ اﻟﻘراءة
وھﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻛﺎﺷﻔﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﻧﻠزم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺗق ﻟﻠﺑوح ﺑﺄطروﺣﺗﮭﺎ أو اﻟﺧطﺎب اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﮫ، أو اﻟﺗﺻور اﻟذي ﺗﻌرﺿﮫ .. أو ھذه اﻷﻣور ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ. وھذه اﻟﻘراءة ﺗﺗﻧوع ﺑدورھﺎ إﻟﻰ ﻗراءﺗﯾن : ﺳﻧﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﮭﻣﺎ ﺗﺑﺎﻋﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻔﺎھﯾﻣﯾﺔ، و اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ. ﺛم ﺗﻠﯾﮭﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺣظﺔ اﻹﻋﻼن ﻋن اﻷطروﺣﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘوﻟﺔ.
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻔﺎھﯾﻣﯾﺔ :
وھﻲ ﻟﺣظﺔ وﻗوف ﻋﻧد اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ، ﻟﻠﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ. إﻻ أﻧﮫ ﯾﺟب اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﺗﻌد اﻟﻘراءة ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎھﯾم، ﻋن اﻟﺷرح اﻟﻠﻐوي واﻟﺧطﺎب اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﺑﺗذل، وأن ﺗﺣﺎول اﻟرﻗﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧظﯾر اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ. ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣﻔﺗرض، أﻧﮫ ﯾﺗم اﻟﺗﻌود ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ، أﺛﻧﺎء ﺗوظﯾف اﻟﻧﺻوص داﺧل اﻟﻔﺻل. ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أن ھذه ﻣﻘﺎرﺑﺔ، ﯾﺟب أن ﻧﺗﻌود ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أدب، ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن أﺣد اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣذﯾﻠﺔ ﻟﻧﺻوص اﻻﺧﺗﺑﺎر، ﻗد ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ ذﻟك. (ﺑدل ﺷرح "ﻋﺑﺎرة"، ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠب ﻣن ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷرح ﻣﻔﮭوم أو ﻣﻔﺎھﯾم ﻣن اﻟﻧص.
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ :
وھﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ، اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﻧﺣول ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘوﻟﺔ، إﻟﻰ "ﻣﻘوﻻت" ﻓﻛرﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ "أطر" ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧوﺳﻌﮭﺎ ﻓﻛرﯾﺎ وﻓﻠﺳﻔﯾﺎ، ﺣﺗﻰ ﻧﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻊ اﻟﺧﺻوﺻ ﯾﺔ. وﺑذﻟك ﻧﺣول ﺧطﺎب اﻟﻘوﻟﺔ "اﻟﻣﻘﺿب" إﻟﻰ ﺧطﺎب رﺣب، ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره، ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﮫ أﺑﻌﺎدا ﻓﻛرﯾﺔ، وﻓﻠﺳﻔﯾﺔ، ﻻﯾﺳﺗطﯾﻊ أ ن ﯾﻛﺗﺷﻔﮭﺎ إﻻ ﻣن ﻛﻠف ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻧﺎء اﻟﺗﺄﻣل، واﻟﺗﻔﻛر، واﻟﺗدﺑر. ﺑﻌد ذﻟك، ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﺷف ﻋن أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ، ﻓﻲ ﺻورة اﺳﺗﻧﺗﺎج، ﯾظﮭر أن ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﻛﺎﻧت ﺛﻣرة ﻟﻠﻣﺟﮭود اﻟﻔﻛري اﻟذي ﻗﻣﻧﺎ ﺑﮫ أﺛﻧﺎء اﻟﻘراءة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .
ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم
ﺑﻣﺎ أﻧﻧﺎ - اﻵن - ﻧﻌرف اﻷطروﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﻘوﻟﺔ ﺗﺧﻔﯾﮭﺎ ﻓﻲ طﯾﺎﺗﮭﺎ ؛ ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﺗوﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ﻣﺑﺎﺷرة - ﺑﻌد ذﻟك - ھو اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﻓﻲ ﺗوﺟﮫ اﻟﻘوﻟﺔ. وﻧﺣن ﻧﻌﺗﺑر أن ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻟﯾﺳت ﺗﻘﯾﯾﻣﺎ، أو ﻧﻘدا ﻣطﻠﻘﺎ، ﻷن ﻓﻲ ذﻟك ﻧوع ﻣن اﻹﺗﻣﺎم ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ. ﻓﺎﻷطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺄﺗﻲ ﺑﮭﺎ ﻛﻧﻣﺎذج، ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺗزﻛﻲ طرح اﻟﻘوﻟﺔ ﻓﺣﺳب، وإﻧﻣﺎ ﻟﺗزﻛﻲ ﻛذﻟك اﻟﻘراءة اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﮭﺎ، وﺗﺑﯾن ﻟﻣﺎذا ﺣددﻧﺎ أطروﺣﺔ اﻟﻘوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣوﻗف دون آﺧر، أو ﻟﻣﺎذا ﺗﻧدرج ﻓﻲ ﺧطﺎب ﻓﻛري ﻣﻌﯾن دون اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻷﺧرى ...إﻟﺦ
ﻟﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺣﺎﺳم، واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻧﻘﯾض، واﻟﻣﻌﺎرض (l'antithèse) ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺳب اﻟﻣﻌرﻓﻲ، واﺳﺗﺛﻣﺎره، ﺑﺷﻛل ﯾظﮭر ﺑﺄن اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﺗﺗﺑﻧﺎه اﻟﻘوﻟﺔ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻣوﻗف اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ.
- 3 ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺗم اﻻﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﺎﻟﺧﺎﺗﻣﺔ وﻧﺣن ﻧﻌﺗﺑرھﺎ ﻟﺣظﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻣن ﻟﺣظﺎت اﻟﻣوﺿوع . ﻓﮭﻲ ﻟﺣظﺔ ﺗﻔﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق وﻟﺣظﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟذات. ﻟذا ﻧﻌﺗﺑر اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﻣﻧﺑﺛﻘﺎ ﻣن اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأﯾﻧﺎ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣن ﻣوﻗف اﻟﻘوﻟﺔ. رأي ﯾﻧطﻠق ﻣن اﻟﺣق اﻷﺳﻣﻰ (اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ روح اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ (اﻟذي ﻧﻣﻠﻛﮫ، ﻓﻲ أن ﻧﻛون ﻣﻊ، أو ﺿد، أي ﺧطﺎب أو ﺗﺻور إﻻ أن ذﻟك ﻻﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑطرﻗﺔ ﺟزاﻓﯾﺔ ﻣﻔﺗﻌﻠﺔ وﻻ ﺑ طرﯾﻘﺔ ﻣﺳﮭﺑﺔ.[/color][/size] | |
|
| |
خادم المنتدى الادارة والتواصل
الجنس : عدد المساهمات : 5804 نقاط : 8802 السٌّمعَة : 159 تاريخ التسجيل : 11/05/2012 الموقع : منتدى الفردوس المفقود العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا الجمعة يناير 16, 2015 1:17 pm | |
| -***********************- شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك جعل الله تعالى جهودك تامباركة هاته في ميزان حسناتك
تقديري الفائق -********- | |
|
| |
hommane كاتب فعال
الجنس : عدد المساهمات : 1002 نقاط : 1649 السٌّمعَة : 143 تاريخ التسجيل : 06/05/2012 العمل/الترفيه : foot_ball
الأوسمة :
| موضوع: رد: تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا السبت يناير 17, 2015 2:44 pm | |
| لا جديد سوى رائحة التميز تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح الجميل والمتميز ورقي الذائقه في استقطاب ما هو جميل ومتميز | |
|
| |
| تلخيص جميع دروس الفلسفة مع منهجية كتابة نص فلسفي لسنة الثانیة من سلك البكالوریا | |
|