هل لديك ورم في الجهة الخارجية من الرسغ؟
هل يزداد هذا الورم حجماً وينقص حجماً في أوقات مختلفة؟
هل يضايقك في الأسابيع أو الشهور أخيرة ويسبب آلاماً وتشوهاً في الرسغ؟
إذا كانت الإجابة بنعم فأنت تعاني مما يعرف بالورم الكيسي لمفصل الرسغ (Wrist ganglion).
ولكن ماهو هذا الورم الكيسي؟ وماهي أسباب ظهوره؟ وكيف يتم تشخيصه وكيف يتم علاجه؟
الورم الكيسي
إن الورم الكيسي (wrist ganglion) هو عبارة عن كيس حميد مليء بسائل زلالي مشابه للسائل الموجود داخل المفاصل. هذا الكيس غالباً مايظهر في الناحية الخارجية من الرسغ. وعلى الرغم من أن الأطباء لا يعرفون تماماً لماذا يظهر هذا الورم الكيسي إلا أنه من المعروف أنه عبارة عن كيس يظهر من بين المفاصل التي تكون عظام الرسغ ويتصل بهذه المفاصل في بعض الأحيانً. كما أن هذا الورم الكيسي قد ينشأ من الأغشية المحيطة بالأوتار التي تمر في ظاهر الرسغ أو اليد ويزداد حجماً مع مرور الوقت بعد أن يمتلىء بالسائل الزلالي الذي يسهل حركة هذه الأوتار عند الأشخاص الطبيعين. وعلى الرغم من أن 70% من هذه الأورام تظهر في ظاهر اليد والرسغ إلا أن هناك نسبة 20 إلى 30% منها تظهر في باطن الكف والأصابع والرسغ.
أسباب الورم الكيسي في الرسغ
على الرغم من أنه ليس هناك سبب معروف لظهور هذه الأورام في الغالبية العظمى من الناس إلا أنه قد يكون هناك تاريخ إصابة للمنطقة التي يظهر فيها الورم الكيسي أو قد يكون هناك إجهاد لمنطقة الرسغ كما يحدث عند لاعبي الرياضة مثل رياضة التنس والجولف وعند الذين يستخدمون الكمبيوتر لفترات طويلة أو أي مهنة أو هواية تؤدي إلى إجهاد وثني متتالٍ ومكثف للرسغ. كل هذه الإصابات تؤدي إلى ظهور نقطة ضعيفة في الغشاء الذي يغلف المفاصل أو الذي يغلف الأوتار مما يؤدي إلى حدوث فتق في هذا الغشاء وظهور الكيس الذي يحتوي على المادة الزلالية. ومع مرور الوقت تزداد كمية المادة الزلالية داخل هذا الكيس ويكبر ويظهر تحت الجلد كورم كيسي يشوه منظر اليد والرسغ وخصوصاً لدى الفتيات والشباب وقد يسبب آلاماً كلما ازداد حجمه. ودائماً مايصف المريض أو المريضة هذا الورم بأنه يزداد مع مرور الوقت وأنه أصبح مزعجاً من ناحية شكله وأيضاً من ناحية الآلام التي يتسبب بها. وفي بعض الأحيان يكون حجم الورم الكيسي كبيراً بحيث يعيق المريض أو المريضة من لبس الساعات أو لبس الأساور أو الثياب ذات الأكمام الضيقة.
التشخيص
عادةً مايتم التشخيص بعد أخذ التاريخ المرضي لهذا الورم الكيسي والذي يزداد مع مرور الوقت ومع زيادة كمية السائل الموجودة داخل الورم. كما أن الآلام تزداد ويصبح الورم مزعجاً بالنسبة للمريض أو المريضة. والفحص السريري عادةً مايبين بوضوح وجود هذا الورم الكيسي خصوصاً عند ثني اليد إلى الأسفل لأن هذه الحركة تجعل الورم يظهر تحت الجلد ويصبح قاسياً. وفي بعض الأحيان وعندما يكون شك عن ماهية الورم الكيسي قد يلجأ الطبيب إلى طلب أشعات متخصصة مثل أشعة الرنين المغناطيسي التي عادةً ماتبين بوضوح ماهية الورم أو مكانه أو حجمه ومدى اتصاله بالمفاصل أو بالأوتارالمحيطة بالمنطقة.
يكثر في مستخدمي الحاسوبالخطة العلاجية
علاج الورم الكيسي يعتمد على حجمه وعلى شدة الآلام التي يتسبب بها. فإذا كان الحجم صغيراً ولايسبب آلاما شديدة ولايسبب تشوهاً فإن أفضل علاج هو إهمال الورم الكيسي بعد شرح مفصل للمريض أو المريضة بأن هذا الورم ليس خبيثاً وليس سرطاناً وليس خطيراً ويمكن للمريض أو المريضة تناول بعض الأدوية المسكنة بين فينة وأخرى وتجنب الأعمال التي تزيد من الآلام ومراقبة الورم. أما في الحالات التي يكون الورم فيها متوسطا أو كبيرا نسبياً وتصاحبه آلام وتشوه واضح فهنا يجب أن يكون التدخل جراحياً. وفي السابق كانت هناك عدة محاولات من قبل الأطباء والجراحين لعلاج هذا الورم الكيسي بطرق غير جراحية عن طريق وضع إبرة داخل الكيس ومحاولة شفط السائل الموجود داخل الورم الكيسي وفي بعض الأحيان محاولة حقن مادة الكرتزون داخل الورم الكيسي كمحاولة لتقليص حجمه. إلا أن الأبحاث والتجارب أثبتت فشل هذه الطرق في حل المشكلة حيث ان الورم الكيسي دائماً مايعود لحجمه الذي كان عليه أو حجم أكبر بعد فترة من الزمن. ولذلك فإن الحل الوحيد والنهائي في حالات الورم الكيسي الكبير والذي يصاحبه تشوه وآلام تكمن في التدخل الجراحي. والتدخل الجراحي هو عبارة عن عملية بسيطة تتم من خلال جرح في ظاهر الرسغ لا يتجاوز السنتيمترين ويتم من خلاله عزل الكيس الزلالي الذي يسبب الورم ومن ثم ربط عنق هذا الكيس وقص الكيس لضمان عدم رجوع الورم الكيسي في المستقبل. كما أن هذا الجرح الصغير تتم خياطته بطريقة تجميلية بحيث انه لا يكون ظاهراً إلا مع التدقيق بعد انقضاء بضعة أشهر. وهذه العملية يمكن إجراؤها تحت تخدير كامل أو تحت تخدير موضعي وتستغرق النصف ساعة إلى ساعة ويمكن للمريض أو المريضة الخروج بعدها من المستشفى في نفس اليوم. والتدخل الجراحي يكون ضرورياً خصوصاً في الورم الكيسي الكبير أو الذي يمر بجانب الأعصاب التي تغذي جلد اليد ويتسبب في الضغط عليها ويتسبب في آلام أو خدر في هذه المناطق التي تغذيها الأعصاب. ونظراً لسهولة العملية الجراحية ونسبة نجاحها الكبيرة فإن الغالبية العظمى من هذه الأورام تتم إزالتها عن طريق التدخل الجراحي. وبعد الجراحة يتم وضع ضاغط طبي حول اليد والرسغ وينصح المريض بمحاولة تحريك الأصابع قدر الإمكان وبتجنب المياه على منطقة الجراحة لمدة أسبوعين. وبعد الأسبوعين يتم عمل غيار للجرح وفي هذه المرحلة يكون الجرح قد التأم ويمكن للمريض الاستحمام وغسل يده واستعمالها بشكل طبيعي.
الجراحة عندما يشتد المرضوفي مرحلة مابعد الجراحة تكون هناك آلام بسيطة لا تذكر يتم التحكم بها عن طريق المسكنات البسيطة مثل الباندول. كما أن المريض ينصح بتناول مضاد حيوي عن طريق الفم لبضعة أيام لمنع حدوث أية التهابات في منطقة العملية. وبصفة عامة فإن نسبة نجاح هذه العملية95 % ونادراً مايحدث رجوع للورم الكيسي في منطقة العملية.
الأورام الكيسية الصغيرة في باطن اليد وباطن الأصابع
وهي مماثلة للورم الكيسي الذي يظهر في الرسغ ولكنها عادةً ماتكون أصغر حجماً ولكن قد تكون مؤلمة وتتعارض مع الأنشطة التي يقوم بها الشخص خصوصاً إذا ماكان يستخدم يده بكثرة عند ممارسة الرياضة وعند العمل. وفي الغالبية العظمى من هذه الأورام الصغيرة يكون العلاج تحفظياً عن طريق تجنب الإجهاد وأخذ الأدوية المسكنة واستخدام القفازات اللينة عند العمل. أما في الحالات التي لاتستجيب لهذا العلاج والتي يكون فيها الورم متركزاً في باطن الأصابع ويؤثر على حركتها أو يسبب آلاماً عند استخدامها فإن التدخل الجراحي يكون هو الحل الأمثل وذلك عن طريق جراحة مماثلة التي يتم عملها للورم الكيسي للرسغ.
ليس هناك سبب معروف لظهور هذه الأورام في الغالبية العظمى
قد يصيب لاعبي التنس