جمعية أضواء على الفنون تحتفي بالزجال احميدة بلبالي
بســـــــــــــــــلا.
سلا : عبدالكريم القيشوريأمسية آخر جمعة من شهر مارس سنة 2014؛بفضاء دار الشباب تابريكت بسلا؛ عرفت احتفاء جمعية أضواء على الفنون - التي يرأس تدبير شؤونها الفاعل الجمعوي عبدالله المنصوري- بالزجال المميز احميدة بلبالي الذي اختار لتجربته التغريد خارج سرب المألوف .
وقد استنت كل من الجمعية السابقة الذكر ومجلس دار الشباب تابريكت بسلا؛ سنة حميدة نهاية كل جمعة من آخر كل شهر؛ استضافة مبدع ؛ في مجال من مجالات الإبداع ؛ في لقاء مفتوح تسهر على تنشيطه وإدارة حواراته الشاعرة فاطمة المنصوري؛وفق برنامج يتضمن فقرات متنوعة من قراءات وشهادات؛ وإنشاد وطرب وموسيقى.. صحبة مجموعة كورال الفنون التابعة للجمعية والمشكلة من أصوات بالروعة بمكان من صبايا وصبيان ؛يسهر على صقل مواهبها؛ و يقودها إلى فضاءات الأضواء المايسترو يحيى المنصوري ؛ ومشاركة أيضا البلبل الصداح الناهل من منبع التراث وصنايع الملحون المنشد المميز توفيق أبرام.
أمسية جمعة الاحتفاء بالزجال -احميدة بلبالي- كان لها طعم انصهار مجموعة من الفنون في بوتقة واحدة ميزتها - بداية- اللوحات التشكيلية المعروضة في بهو قاعة الحفل؛والمؤثتة - بعض منها- لأروقة قاعة العرض؛ والتي أبدعت ريشة الفنانة المبدعة فتيحة سلاك في تجسيد بعض مظاهرها الفنية من خلال تيمة - الزي التقليدي المغربي - المتداول في مرحلة من المراحل التاريخية . وقد لاقى معرض اللوحات التشكيلية هذا استحسانا من قبل رواد الدار والزوار؛ والحضور المكثف لفعاليات جمعوية وإبداعية وإعلامية.. تمهيدا لانطلاق حفل الاحتفاء بعروس الزجل المبدع احميدة بلبالي ؛ وقد كان للكلمة الافتتاحية للشاعرة فاطمة المنصوري؛ والتي ذكرت من خلالها الحضور بكرونولوجيا محطات السمر الفني والثقافي الذي عرفته الدار طوال تبنيها فكرة الاحتفاء بأهل الإبداع والفن والطرب ؛ معتبرة محطة اليوم تدخل في إطار سابقاتها حيث عرفت الدار نهاية كل جمعة من كل شهر احتفاء بمبدع . وكان أول احتفاء بالإعلامي والشاعر الغنائي/الزجال جمال بنشقرون؛ مرورا باستضافة الناقد والشاعر دأحمد زنيبر؛ والزجال/الشاعر المغترب ميمون الغازي؛ والزجال عبدالرحيم باطما..وصولا إلى أمسية الليلة والتي يتم الاحتفاء من خلالها بالزجال المميز ذ احميدة بلبالي؛ الذي تعتبر تجربته تدخل في إطار ما أسماه - بحداثة الكتابة الزجلية -.
وعن الكتابة الإبداعية التي تخص جنس الزجل في مقاربتها مع كتابة الشعر الفصيح؛ كان للشاعرة فاطمة منشطة الحفل العديد من الأسئلة التي تمحورت حول الكتابة وطقوسها؛ والعلاقة التي تربط بين تخصص علمي وكتابة إبداعية أدبية عند المحتفى به ؛ والسمو بلغة الكتابة العامية وتدبيجها بالأمازيغية؛ انطلاقا من دواوين : " لسان الجمر" 2004 و "الرحيل فـــ شون الخاطر" 2009 و "شمس الما" 2010. كما تخللت الفقرات الحوارية قراءات المحتفى به؛ لبعض من قصائده ؛ والتي لاقت تجاوبا واستحسانا من قبل الحضور؛ الذي كان يعبر عن رضاه. بالتصفيق تارة وبتعبير- يا سلام- مرة أخرى كلما أحس ببصمة إبداع في الصياغة والمعالجة.
وقد كانت لشهادة الشاعرعبدالحميد شوقي في شأن الكتابة الإبداعية للزجال احميدة بلبالي؛ والتي تعتمد اللغة العامية كأدة اشتغال على مضامين ومواضيع يتوخى منها المحتفى به؛ التميز والخروج عن المألوف ؛ وقفة ناقد بعين راصدة لكل التجارب التي بلورت مسار الإبداع لدى احميدة بلبالي على اعتبار أن لكل شاعر وزجال سمته وخصوصيته وأسلوب معالجته وكتابته..
فالزجال احميدة بلبالي - من هذا المنطلق- يريد أن يؤسس لكتابة الزجل باللغة العامية من خلال مشروعه الإبداعي؛ وأن يرتقي به إلى مصاف أن يجعل منه أخا توأما للكتابة بالفصيح .. على اعتبار أن الفاصل بينهما فقط هو "شعرة معاوية"..
وقد أسدل ستار حفل الاحتفاء بالزجال احميدة بلبالي؛ بتقديم هدية خاصة من قبل الشاعرة فاطمة المنصوري؛تجلت في قراءة لقصيدة زجلية تدخل في إطار حوارية "شمس الما" للمحتفى به ؛والتي اختبرت من خلالها قدرتها الكتابية على غمار الخوض في بحور نظم الزجل؛ بعدما خبرت بحور الخليل. كما توج المحتفى به بهدية جمعية أضواء على الفنون عربونا على إسهامه في فعاليات السمر الثقافي والفني الذي تنظمه الجمعية أمسية كل جمعة من نهاية كل شهر. وتوج اللقاء بأخذ صور تذكارية وثقت للحدث .
=================
هدية الشاعرة /الزجالة فاطمة المنصوري للزجال المحتفى به احميدة بلبالي.
================
داك البحر
لي صبح فحلامك غول
وسرط شمسك
هذاك دلوي
أنا لي فقرارك دليتو
وسرطت شمسك
لونت منها سنابل الصيف
تامرة بمعاني
تفصل حكاية زمان
كنتي فيه حوت
تشهى بحر
يركب ماجو
لي عواجت بيه وتلفات الطريق
وجدراسو فلسان الجمر
خاف عليه
هرب بيه
خباه فشون الخاطر
يدق كف الحنا
يشد صدر السفينة
لبس دفينة الصباح
خيط كمامو بقرنفلة
طاحت منها دودة
تهبش وتفوح ريحة التراب
تعجن منها طين تلمو صرة معاني
تخيطو قفطان برموز الفجر
وتطلع شمسك من دلوي
وحوتك يلقى البر
لسان جمر يشعل الشمس لي طفاها البحر
تخلق بينهوم كمرا
تكبر وتزيد تكبر