"شارجي ليا نتعرى ليك " قف لحظة أيها القارئ مع الزمن الجميل
عبد الله عياش هبة بريس
"شارجي ليا نتعرى ليك " قبح آخر لا يقل ميوعة عن قبلات التضامن والاختلاف يكمن في مجانية الأول وصياغة تعرفة للثاني خلسة ، مع همس الصورة التي ستنقل مكاشفة الذات وفق " ادفع المزيد ترى ... عجبا "
"شارجي ليا....نتعرى ليك".. شعار رفعته فتيات قررن عرض أجسادهن على شبكة الأنترنت، مقابل الحصول على رصيد لهواتفهن المحمولة، أي طهارة هاته ، فبعد قبلات التضامن التي انطلقت بخصوصها سدادات الدعم والتأييد ، تأتي على عجل ظاهرة أخرى أشد قبحا ، جسد يختزل عنوان العشق الذي يتلهف له الرجل يصبح نداسة مطروحة أمام عدسات الكاميرات تلتقطه عيون المارة خلف شاشات الهواتف النقالة والحواسيب المطروحة على كثرتها في المقاهي .
"شارجي ليا نتعرى ليك " انه الاختلاء الفردي بالأجسام العارية المتاحة للجميع في كل زمان ومكان ، وخبث الظاهرة أنها ستلزم الرجل فتح تحقيقا موسعا إن كانت زوجة المستقبل من أعضاء الخلية أم لا ... وبقدر ما يكون الفعل نداسة مقترحة بقدر ما يصعب تحديد هوية الزوجة المقترحة ..
"شارجي ليا نتعرى ليك "... الهام آخر يغص القلب حرقة عن الزمن الجميل ، تذكرون زمن الرحلة التي كنا نسافر ها من أجل ضحكة فتاة ، تذكرون زمن المواويل التي كنا نكررها تلاوة نطالع بها الفتاة تحرشا ، ولحظة تتوقف محمرة الوجه يتلف لنا الكلام ونولي خاسرين على أمل اللقاء بها ضاحكة مبتسمة .
تذكرون الرسائل التي كنا ندونها ونطرحها في جيبهن مصحوبة بتوقيع مجهول خوفا من الفضيحة ، وبالمقابل تعرف هي الاخرى مصدر الرسالة ولا تعير لك اهتماما خوفا من رجولتك
تذكرون ذاك الزمن الجميل الذي كنا نتمنى فيه أن يصبح علينا الصبح لمحاكاة عشقنا الصامت و متمنايتنا لتحويلها إلى حقيقة نتفوق بها عن الغير .
تذكرون الأيام الخوالي ، موسيقى الحب ، حسني وآخرون ، والليل الذي نستبق فيه لمحاكاة القول والبسمة والضحكة ومفردات الولع المحدودة في الهمس وكلام العين .
تذكرون الزمن الجميل ، محنتنا مع الجنس اللطيف حين يغضب ، وسرورنا حين ينتهي يومك متفوقا باستثناء ابتسامة من فتاة تطالعها بعينيك طوال الساعات ، وتذكرون الحب حين يجتمع ..
تذكرون تلك الدقائق القليلة التي كانت تجمعنا والخوف يلاحقنا من اكتشاف امرنا .. وتذكرون وقع العاشقة وهي تهم بالرحيل والقلب يرتجف خوفا أو عشقا شخصيا لم أكن أفرق..
تذكرون وقع البكاء من الفراق اذا كتب ، وتذكرون سنوات الأسى اذا افترقت السبل وتذكرون القلب يعتصر ألما كلما مرت " الهامة " "الفتاة " "الحلم " العشق " الحياة " الفرح " من أمامك وهي لا تبالي بك ...
تذكرون كل هذا ولا احد يمكنه أن ينكر ، وتعيشون اليوم أقسى عقوبة ... بوسان فاضح غادر ، وانسلاخ من جذور العفة مقابل أتفه الطلبات .. مفاتن مكشوفة للرهان ، وضجيج صاخب أطلق عليه اسم المدنية ...
تذكرون كل هذا واليقين كل اليقين أن المستقبل سيحل بالجديد تفسخا ومجونا ... شارجي ليا نتعرى ليك ... تعراو غاتعراو... أكثر من العري الذي نعاينه في الشوارع لا يوجد ... ايوا اعلاش المقابل ... فاسقات ... وكل النعوث التي نطلقها عند الغضب ...