عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الفردوس المفقود
منتدى للابداع والتربية والترفيه
أخي الزائر بعد تسجيلك بالمنتدى سيعمل مدير المنتدى على تنشيط عضويتك ..وشكرا
اهلا وسهلا بك يا زائر
الى كل أعضاء الفردوس المفقود وطاقم الاشراف والمراقبة والادارة المرجو ايلاء الردود عناية خاصة
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: بحث شامل عن الزجل الأربعاء سبتمبر 25, 2013 4:16 pm
الزجل هو فن من فنون الأدب الشعبي يعود اصله إلى جزيرة العرب قبل الإسلام وهواشكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية. وهو ارتجالي، وعادة يكون في شكل مناظرة بين عدد من الزجالين (شعراء ارتجال الزجل) مصحوبا بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية. ينتشر الزجل بشكل كبير في لبنان وشمال فلسطين وشمال الأردن وغرب سورية.
أصله
يعود اصل الزجل إلى العصر الجاهلي وكان من اشهر الزاجالين الشاعرة الخنساء. وتعني كلمة زجل بالعربية "الصوت". والزجل في اللغة هو التصويت والتطريب، وهو اسم أطلقه الأندلسيون على شعرهم العامي الذي شاع واشتهر في القرن الثاني عشر الميلادي، خاصة على يد ابن قزمان وجماعته، وانتشر بعد ذلك في لهجات الأقطار العربية الأخرى في المشرق. في بدايات القرن العشرين، أطلق اللبنانيون وصف "الزجل" على شعرهم العامي، إذ كان يعرف قبل ذلك في سوريا ولبنان، بـ "القول" أو"المعنّى". كما كان يسمى الشاعر "بالقوّال". وكان يعرف في فلسطين، بـ "الحدا" أو "الحدادي" وعرف الشاعر بال"حادي"، وخاصة في الجليل والكرمل.[1].
يقول صفي الدين الحلي أن مخترعي الزجل هم اهل المغرب العربي ثم انتقل إلى العراق وباقي الدول العربية[2]. ويعتبر الأندلسيون السبّاقون في مجال الشعر المحكي، إلا أنّ الشعب الذي عاش في جبال لبنان، مما عنده ثروة طبيعية ضخمة وفنون متعددة أضاف العديد من ألوان الشِّعر الشعبي[3]. و"لئن كان الشعر الشعبي نتيجة طبيعيّة لظهور اللّغة العاميّة، فإنّه من الثابت أنّ تطورّه في لبنان كان بتأثير الألحان السريانية الكنسية"
أشهر الزجالين
من لبنان: محمد محمود الزين, زين شعيب الملقب أبو علي، جوزيف الهاشم الملقب بزغلول الدامور، موسى زغيب، خليل روكز طليع حمدان، خليل شحرور، السيد محمد مصطفى، إدوار حرب، جريس البستاني،أسعد سعيد، حسون الأخضر.
من فلسطين يوسف الحسون "أبو العلاء" الذي يعتبر رائدا في فن العتابا والشروقي.
من سوريا: فؤاد حيدر وسمير هلال وشفيق ديب وعصام يوسف وفراس زودة
من الأردن: نايف أبو عبيد، الدوقراني، حسن عبد الفتاح ناجي، رزق الله المنّاع، روضة أبو الشعر، سليمان عويس، عادل مصطفى الروسان، سليم خليل النمري، عيسى عباسي، موسى نزال الأزرعي، يعقوب نصر عازر
نقابات وجمعيات
للحفاظ على الزجل بصفته تراثا شعبيا ونوعا من أنواع الأدب ولتوحيد شعراء الزجل في مؤسسة تجمعهم ومتخصصة في الزجل أطلق في لبنان "عصبة شعراء الزجل" والتي أصبحت في ما بعد "نقابة شعراء الزجل". كما أطلق في سوريا "جمعية شعراء الزجل" والتي يترأسها الشاعر السوري فؤاد حيدر.
مصادر
^ الزجل في بلاد الشام حتى القرن الخامس عشر، أقوال وقوّالون قبل القوّال الأوّل، أول دراسة أكاديمية في العالم العربي تبحث في الموضوع
^ الخلي، صفي الدين، "الأدب الشعبي العراقي" صفحة 164
^ مارون، عبود: الشعر العامي، دار الثقافة، ودار مارون عبود، بيروت، 1968، ص 53
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الأربعاء سبتمبر 25, 2013 4:18 pm
الشاعر مراد القادري : الزجل تعبير عن رؤية شعرية للذات وللعالم وللوجود
قال الشاعر المغربي مراد القادري إن الزجل تعبير عن رؤية شعرية للذات وللعالم وللوجود شأنه في ذلك ما يكتب من شعر بالعربية الفصحى أو الامازيغية أو الفرنسية وسواها من لغات التعبير.
وأبرز القادري الذي شارك بجانب الشاعر المغربي أحمد لمسيح في ندوة أقيمت مؤخرا بمقر مؤسسة "البيت العربي" بمدريد حول موضوع " الزجل، شعر الدارجة المغربي" أن كلمة "الزجل" صارت تعني في الدوائر الادبية والنقدية المغربية الشعر الذي يستعمل الدارجة المغربية للتعبير عن رؤية شعرية للذات وللعالم وللوجود.
وحسب الشاعر المغربي فإن الزجل شعر يندرج ضمن المدونة الشعرية المغربية التي تتصف بالكثير من مظاهر التعدد والتنوع اللغوي والفني والجمالي ما يجعل شعراء الزجل ينتمون من جهة للشاعر ابن قزمان ولشعر الزجل الاندلسي فيما هم ينتمون كذلك لتجربة القصيدة الحديثة في المغرب والتي تكتب اليوم كبرهان كوني إنساني.
وقال مراد القادري في هذا الصدد "نكتب بالدارجة المغربية ليس من باب ادعاء التميز أو الاختلاف المجاني بل للتعبير عن مشاعرنا ورؤانا باللغة التي نحلم بها" موضحا أن الامر يتعلق ب"تلك اللغة التي تتوحد بها وفيها نفس الجماهير.
إنها نفس اللغة التي دون بها يوما ابن قزمان أشعاره وقصائده التي ذاعت بين مدن الاندلس وساكنتها".
وذكر الشاعر المغربي بأن الاندلسيين اخترعوا الزجل رغبة في التعبير عن واقع حضاري وإنساني جديد من مميزاته التعدد الثقافي الذي عرفته الاندلس واختلاط الشعوب ببعضها البعض الامر الذي أدى إلى مسايرة الادب والشعر لهذا التنوع الخلاق.
وأضاف الشاعر مراد القادري أن ذلك أدى ظهور الموشح ثم الزجل كأشكال تعبيرية وشعرية وفنية جديدة تتناسب والبيئة الاندلسية التي انتصرت لقيم التعدد الايجابي وآمنت باختلاف المنتج.
وحسب مراد القادري فإن الندوة التي نظمت بمدريد حول الزجل المغربي بمشاركة الاديبين فرانثيسكو موسكوسو غارثيا ومرثيديس أراغون المتخصصين في الدارجة المغربية وأشكال التعبير الأدبي بها تتوخى التعريف بهذا التعبير الشعري المغربي في أوساط الجمهور الاسباني أن يأتي لتكريم الشعر المغربي الذي تمكن خلال السنوات الأخيرة من فرض وجوده في مختلف اللقاءات الادبية والمهرجانات العالمية مضيفا أن اختيار الدارجة المغربية لكتابة الشعر يعد وسيلة للتأكيد على أنه يمكن استخدام هذه اللهجة في شكل أدبي.
وأبرز مراد القادري في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن انعقاد هذا اللقاء يأتي "التأكيد على أن الزجل يشكل جزء من الشعر المغربي" مؤكدا أن انعقاد مثل هذه اللقاءات تكريم في المقام الأول على رواد هذا النوع الشعري لا سيما شعراء الملحون وأولئك الذين برعوا في مجال الأغنية.
وخلال هذا اللقاء الادبي ألقى الشاعران أحمد لمسيح ومراد القادري مجموعة من أشعارهما بالدارجة المغربية بالاضافة إلى ترجمتها باللغة الاسبانية.وقد تم تنظيم هذا اللقاء الثقافي بمبادرة من مؤسسة "البيت العربي" الاسبانية التي يوجد مقرها بمدينة مدريد.
تجدر الاشارة إلى أن مؤسسة (البيت العربي) ، التي تم إحداثها سنة 2006 بمبادرة من وزارة الخارجية الاسبانية والحكومتين المستقلتين لمدريد والاندلس ، هيئة تعمل من أجل النهوض بالحوار والنقاش بين العالم العربي وإسبانيا من خلال تشجيع التبادل الثقافي بين الحضارتين.
كما تعمل مؤسسة "البيت العربي" في مجال دعم العلاقات الاسبانية العربية من خلال تشجيع الانشطة الاكاديمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية والمساهمة في إقامة جسر بين العالمين العربي والإسلامي من جهة وإسبانيا من جهة أخرى.
السعدية الفاتحي عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الأربعاء سبتمبر 25, 2013 4:20 pm
دراسة حول الزجل و قصائد الشعر العامي بالمغرب تقديم الدراسة قدم الأستاذ عباس بن عبد الله الجراري هذه الدراسة المعنونة ب"القصيدة" ملحقا بها "دليل قصائد الزجل في المغرب "إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة حيث ناقشه مساء الخميس 29 مايو 1969 لجنة مكونة من الدكاترة: عبد العزيز الأهواني -وشوقي ضيف -وعبد الحميد يونس. فنال بمرتبة الشرف درجة دكتوراه في الآداب. هذه الدراسة التي سنحاول استعراض مباحثها مكونة من 715 صفحة نشرت سنة 1970، وقد قسم الدكتور عباس الجراري هذه الدراسة إلى مدخل وثلاثة أبواب وملحق. الباب الأول: الشكل: ويتكون من ثلاثة فصول: يناول في الفصل الأول مفهوم الزجل وأنواعه، وفي الفصل الثاني موضوع اللغة والفينة أما لفصل الثالث. فقد فصل فيه القول لمبحث العروض. الباب الثاني: الموضوعات: جمع في هذا الباب أربعة فصول عرض فيها لموضوع المرأة في الفصل الأول، والحياة في الفصل الثاني، وعنون الفصل الثالث ب"مع الناس" وعنون الفصل الرابع ب"في حمى الله والرسول". الباب الثالث: الأعلام: وجعله ثلاثة فصول تمثل ثلاث مراحل، الأولى مرحلة النشأة، الثانية مرحلة التطور، والثالث مرحلة الازدهار. وبهذه الدراسة الفريدة من نوعها، يفتح الدكتور عباس الجراري بابا جديدا للبحث الأدبي في المغرب. وكانت غايته تأصيل البحث في هذا الميدان من أجل إحياء التراث بجميع أنواعه، وقد كان يرمي من خلال هذا العمل تحسيس المسؤولين عن جامعة محمد الخامس بالرباط بضرورة إدراج أدب المغرب الشعبي في مقررات كلية الآداب إلى جانب أدبه المغرب. نبذة تاريخية: تصدير (د. عبد العزيز الأهواني) تاريخيا: أفرد ابن سناء الملك في القرن 6 هو كتابا خاصا لفن التوشيح، وهو كتابه (دار الطراز). استقبل فيه هذا الفن الأندلسي استقبالا رائعا، جعله يقول (إن الموشحات مما ترك الأول للآخر، وسبق بها المتأخر المتقدم، وأجلب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وغادر بها الشعراء من من متردم) ويضيف (صار المغرب بها مشرقا لشروقها بأفقه، وإشراقها في جوه، وصار أهله بها أثمن الناس لظرفهم بالكنز الذي ذخرته لهم الأيام، وبالمعدن الذي نام عنه الأنام). وإذا كان موقف ابن بسام هو هذا من التوشيح الذي يستخدم اللغة العربية أداة للتعبير، فماذا يكون موقفه من فن الزجل الذي يستخدم اللغة العامية، والذي ينفر أصحابه من الأعراب نفورا جعل ابن قزمان يرى أن الأعراب "أقبح ما يكون في الزجل، وأثقل من إقبال الأجل". ومع ذلك فإن أبا محمد الحجاري الأندلسي-وهو من عصر ابن بسام أيضا-قد أودع كتابه "المسهب في غرائب المغرب" عددا ضخما من الأزجال، فضلا عن الموشحات، نقل منها وأضاف إليها ما أضاف علي بن سعيد في كتاب "المغرب في حلى المغرب"، وكذلك ألف ابن الدباغ المالقي "ملح الزجالين" ثم ألف لسان الدين بن الخطيب "جيش التوشيح"، وذكر ذلك ابن خلدون في مقدمته، ونقل نصوصا منها. فقال:"...واستحدثوا فنا سموه الزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم لهذا العهد، فجاءوا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة، وأول من أبدع في هذه الطريقة أبو بكر بن قزمان من قرطبة، وإن كانت قيلت قبله بالأندلس، لكن لم يظهر حلاها ولا انسكبت معانيها واشتهرت ..إلا في زمانه"."...ثم استحدثت أهل الأمصار بالمغرب فنا آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة كالموشح، ونظموا فيه بلغتهم الحضرية أيضا، وسموه (عروض البلد)، وكان أول من استحدثه فيهم رجل من أهل الأندلس نزل بفاس يعرف بابن عمير، نظم قطعة على طريقة الموشح، ولم يخرج عن مذاهب الأعراب..." (مقدمة ابن خلدون-دار الكتاب اللبناني-بيروت 1967) مدخــل: القصيدة الزجلية والغناء الشعبي: يمكن تقسيم الغناء في المغرب إلى أنواع تختلف لغة ونغما باختلاف مناطق هذا الغناء، ومن الألوان التي تتخذ العربية أداتها في التعبير نستطيع أن نذكر: 1-القصيدة الزجلية 2-المواويل والعروبيات والعيطة والطقطوقة 3-الموسيقى الأندلسية وتسمى (الآلة) 4-الغناء العصري 5-أغاني العمل وأرقاص الأطفال 6-الأغاني والإنشادات الدينية (الأمداح/فقراء الزوايا) وتعتبر القصيدة الزجلية من أهم ألوان هذا الغناء التي يطرب لها العامة والخاصة من الناس، يقوم إنشادها على نوبات الموسيقى الأندلسية وميازينها، وقد حصر الأستاذ عباس الجراري هذه النوبات في إحدى عشرة، وهي : رمل الماية-الأصبهان-الماية-رصد الذيل-الاستهلال-الرصد-غريبة الحسين-الحجاز الكبير-الحجاز الشرقي-عراف العجم-العشاق. وأما الميازين التي تؤدى عليها كل نوبة فخمسة وهي: البسيط-القائم ونصف-البطايحي-القدام-الدرج، وتكاد أغلب القصائد تؤدى في الدرج، وهو ميزان يوجد في الموسيقى المغربية. وقصاص إنشاء قصائد الزجل آلات يطلق عليها (لماعن) أو (لمواعن) وهي: -آلات نفخ (الناي، المزمار، السبس، النفير...) -الآلات الوترية (الرباب الفاسي والسوسي، الكمان، العود، القانون...) -الآلات الإيقاعية (البندير، الدف، الطرن الطبل، الطبيلة، التعريجة...) أما بخصوص المقدمات التي يبدأ بها المنشد فهي: 1-السرابة: وهي قطعة قصيرة تؤدى على غير ما تؤدى به القصيدة (ومن أنوعها: المزلوك، الكباحي، الحضاري، السماوي). 2-الموال: والغالب أن يكون في لغة معربة. 3-التمويلة: ويقولون أن لكل قصيدة تمويلة تكون على قالبها وميزانها. ويعتبر الأستاذ الجراري أن القصيدة الزجلية غدت غناء شعبيا يطرب له الجميع والشر في ذلك أنها جمعت أمرين: -كلمات يفهمها العوام والخواص من الناس. -ألحان قائمة على ميازين الموسيقى الأندلسية، وهي أغنى وأعذب ألوان الموسيقى في المغرب. مفهوم الزجل: يستعرض عباس الجراري في مؤلفه (القصيدة) أصل الكلمة من خلال رجوعه إلى النصوص القديمة، حيث لا نعثر لها (الزجل) على ذكر في الرقآن الكريم، ولكن نصادفها واردة في الحديث النبوي الشريف. يقول ابن كثير في تفسيره لدى أول حديثه عن الأنعام :"...قال شريك عن ليث عن شهر عن أسماء قالت :نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد طبقوا ما بين السماء والأرض".ويقول ابن الأثير:"زجل أنه أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها أي رماه بها فقتله، ومنه حديث عبد الله ابن سلام: فأخذ بيدي فزجل بي:أي رماني ودفع بي، وفي (حديث الملائكة) لهم زجل بالتسبيح أي صوت رفيع عال". كذلك نجد الكلمة واردة في الشعر الجاهلي، يقول الأعشى: تسمع للحلى وسواسا إذا انصرفت كما استعان برمح عشرق زجل أي ريح مصوتة. ويستعرض الزبيدي في (تاج العروس) معاني كلمة الزجل فيقول:"...والزجل محركة اللعب والحلبة" وخص به (التطريب) وأنشد سيبويه: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة او زمير والزجل أيضا (رفع الصوت) وللملائكة زجل بالتسبيح والتهليل أي صوت رفيع عال وقد (زجل كفرح) زجلا (فهو زجل وزاجل) وربما أوقع الزاجل على الغناء. قال: وهو يغنيها غناء زاجلا (ونبت زجل صوت) كذا في النسخ والصواب صوتت (فيه الريح)...والزجل محركة نوع من الشعر معروف محدث...". ومثل هذا نجده في كتب الأدب على حد ما نقرأ في (العاطل الحالي والمرخص الغالي) حيث يقول صفي الدين الحلي:"والزجل في اللغة الصوت، يقال سحاب زجل إذا كان فيه الرعد، ويقال لصوت الأحجار والحديد أيضا والجماد زجل. ويحاول الحلي أن يجد تعليلا للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي فيضيف:"وإنما سمي هذا الفن زجلا لأنه لا يتلذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغني به ويصوت فيزول اللبس بذلك" . ظهور الزجل وتقسيماته: يؤكد عباس الجراري أن بداية كلمة الزجل في معناها الاصطلاحي مرتبطة بظهور هذا الفن، وإذا رجعنا إلى مختلف المصادر التي عنيت بالإشارة إلى نشأته فإننا نجدها تكاد تجمع على أن الذي اخترعه هو ابن قزمان. وهنا يعرض أحمد الرباط في كتاب "العقيدة الأدبية في السبعة فنون المعنوية" حكاية تقول :"أن أول من تناشد به الشيخ أبو بكر بن قزمان المغربي، وقيل لما أنه كان في الكتاب وكان مراهق السن، فدخل على شيخه الفقيه غلام جميل الصورة حسن الوجه حلو الجانب فنده عليه ابن قزمان وأجلسه بجواره ثم صار يحييه بالسلام ويوادده بالحديث فبص الفقيه ففهم وعرف ما في ضمير أبي بكر من الحب للغلام فعبس الفقيه في وجه أبي بكر وأمر إلى العريف بضربه. فضرب العريف ابن قزمان فلما فرغ العريف من ضربه أخذ أبو بكر لوحا ومسك القلم وقد كتب هذا الوزن، وهو أول أوزان الزجل: المـلاح أولاد أماره والوحاش اولاد نصاره وابن قزمان جا يغفر ما قيل له الشيخ غفاره فقال الفقيه: "هجيتنا يا ابن قزمان بكلام مزجول يعني مقطع، فسموه زجلا" أما عبد العزيز الأهواني يرى أنه استعمل قبل ابن قزمان وفي نوع من الشعر الشعبي غير الزجل، يقول:"ولعل لفظ الزجل كان في الأصل يطلق على النوع الشعبي ثم أطلق على النوع التشبيه بالتوشيح لفظ (هزل) ثم اختلط اللفظان فيما بعد" أما الأسماء التي يعرف بها هذا الشعر في المغرب: 1-الملحون 2-العلم الموهوب 3-السجية 4-لكلام 5-النظم أو النظام 6-الشعر 7-القريض 8-لوزان: (أي الأوزان) 9-اللغا (وهي في الأصل اللغة) 10-العلم الرقيق 11-لكريحة الملحون: يذهب الدكتور عباس الجراري إلى أن أصل التسمية تجعلنا أمام افتراضين مصدرهما معنيان من معاني اللحن، وهما الغناء والخطأ النحوي. وقد استبعد الأستاذ محمد الفاسي أن تكون التسمية مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني حين قال:"والحقيقة أن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني حين قال:"والحقيقة أن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بمعنى الغناء لأن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر العربي الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شيء لكي يغنى به"، وقال كذلك :"أول ما يتبادر للذهن أنه شعر بلغة لا إعراب فيها فكأنه كلام فيه لحن، وهذا الاشتقاق باطل من وجوه لأننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون ولم يرد هذا التعبير عند أحد من الكتاب القدماء لا بالمشرق ولا بالمغرب. ويضيف أنهم اشتقوا هذا اللفظ من التلحين بمعنى التنغيم لأن الأصل في هذا الشعر الملحون أن ينظم ليتغنى به قبل كل شيء. ونجد ما يؤيد هذا النظر من قول ابن خلدون في المقدمة في الفصل الخمسين في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد بعد أن تكلم على الشعر باللغة العامية فقال: وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على طريقة الصناعة الموسيقية". ويذهب د.عباس الجراري إلى أن التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحجوي ونعلل ذلك مناقشين رأي الأستاذ الفاسي من وجهات ثلاث: الأولى: أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليغني به وأن اتخاذه للغناء تم في مرحلة تالية. الثانية: أننا حقا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون لأن الفصاحة قد تكون في الملحون وغير الملحون. وقد جانب الأستاذ الفاسي الصواب حين استعمل كلمة (فصيح) ليقابل بها كلمة (ملحون) وما نظنه يجهل أن الذي يقابل الشعر الملحون هو الشعر المعرب وليس الفصيح. الثالثة: أن استعمال هاتين التسميتين: المعرب والملحون متعارف عليه عند كل الذين تعرضوا للوزرين من الشعر. فابن سعيد يقول متحدثا عن بعض الشعراء: :"وله شعر ملحون على طريقة العامة"، والحلي يتحدث عن الفنون المستحدثة فيقول:"وهي الفنون التي إعرابها لحن وفصاحتها لكن وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب بها حرام وصحة اللفظ بها استقام" أنواع الزجل: يقدم لنا عبد الرحمان الفاسي في "الأقنوم في مبادئ العلوم" تحت عنوان "علم ميزان الملحون" أنواعا من هذا الفن يوصلها إلى خمسة عشر ينظمها في قوله: علم بأنواع من الملحون وردها لضابط الموزون له من الأوزان خمسة عشر على الذي كثر فيه واشتهر أولها الشرقي الكبير والثاني شرقي صغير باختلاف الأوزان والثالث الشرقي الذي قد طرزا من وزن ذلك العروبي برزا والرابع الشرقي الصغير صاحب التاء فيه زائد يناسب والخامس العود والمرشوق ثم المزوج الذي يليق وبعد البهلون والمسناوي وبعد القفر كذا العذراوي وبعده اللحورشة العشاري ثم العروبي والقصيد الجاري ولكننا باستثناء العروبي والقصيدة، لا نعرف من هذه الأنواع إلا العذراوي وهو من القطع التي تنشد في الموسيقى الأندلسية، وقد يكون موشحا أو زجلا. والحقيقة أنه يصعب استقصاء كل ألوان الشعر الشعبي في المغرب والسبب أن له مواطن مختلفة وأدوات متباينة، فهناك المدن والقرى والبوادي والجبال، وهناك السهول والريف والأطلس وسوس، وهنالك لهجات متباعدة، الريفية والشلحية والسوسية والعربية، ولكل لهجة من هذه اللهجات شعر شعبي خاص، ونستطيع أن نقسم أنواع الزجل المغربي إلى شقين: أحدهما يعرف منشئه وهو القصيدة والثاني لا يعرف منشئه وقد وقفنا منه على هذه الألوان: 1-البرولة 2-العروبي 3-المزوكي 4-الموال 5-السلامات 6-العيطة 7-الطقطوقة 8-أعيوع 9-الدقة 10-غيوان بن يازغة الموضوعات: 1-المرأة: يعتبر الأستاذ الجراري إلى أن الغزل بالمرأة يعد أكثر الفنون إيحاء لشعراء القصيدة الزجلية بالتعبير، فقد نظروا إلى المرأة بحسهم مفتونين بجمالها ورسموا لها لوحة واضحة الملامح زاهية الألوان، ووضعوا المرأة في مقام رفيع، باعتبارها مخلوقا متفوقا ممتازا ه جوهر الحياة ومحور الكون وهي نظرة مقدسة. وقد وصفوا حالهم وهم يعانون من عشق جمالها ويسعون إلى الوصال بالرجاء والاستعطاف. وغالبا ما تكون الأوصاف العامة تمهيدا لرسم صورة المحبوبة مفصلة الأجزاء مكتملة الأبعاد، لم يترك الشاعر جزءا واحدا من جسدها لم يطل النظر إليه مبتدئا بشعرها الفاحم وعينيها الفاترتين، ومنتهيا إلى ساقها الذهبي الممتلئ وخلخاله . يقول الجيلالي امتيرد في (خدوج) خدوج ابديعت لجمال خدوج ارقيقت لحروف خدوج امنارت لفضال خدوج انهايت لعطوف خدوج مالها مثيل فبنات اليوم ابلجميع اخليلا وايما اخليل طاعا وخليلها امطيع
2-في الحياة: فالحياة ظواهر وأوضاع وتيارات، تكيف المجتمعات وتطبعها بسمات مميزة خاصة، وتلزم الناس بالسير في ركابها راضين عنها أو كارهين، والشاعر الشعبي كإنسان يعيش في مجتمع، مجبر على التزام نمط الحياة الذي تفرض معطياتها عليه، ونستطيع أن نلمس نظرة الزجال المغربي إلى الحياة، مع ما قد يكون فيها من وجوه التمرد واضحة في جانبيها التجردي والحسي، فيبدو في هذا راغبا في الاستمتاع بالحياة وملذاتها، مقبلا على الشرب في ولع وإسراف دون اعتبار للتحريم الديني وتقاليد المجتمع، ويبدو في ذلك ساخطا على الدنيا رافضا لمتاعها . فتطرق هؤلاء الشعراء والزجالين الخمرة ووصفها وذكر الساقي وكذا نظام الشرب وأدبه والحديث عن أواني الشرب والوقت المفضل للشرب كما أن بعض الشعراء لا يقصدون من الخمر حين يتحدثون عليها غير الخمر الصوفية وأبرزهم ابن الرومية والحراق وشقور. كما شغل بال هؤلاء الشعراء مظاهر الكون والطبقية حيث أجادوا في وصف الشمس الغاربة وظلمة الليل وطلوع الفجر، أما فيما يتعلق بـ: الزهد والحكمة: فيتمثل جانب التجرد عند الزجال المغربي في شعري الزهد والحكمة، يقصد منها إلى الكشف عما ينفعل في نفسه من ضيق بحال الدنيا وسلوك الناس، وإلى وعظهم وإرشادهم عساهم يحسنون هذا السلوك، وقصائده في ذلك تعرف ب"الوصاية" و"التوبة"و"القلب" و"الطبايع" و"الموعظة" و"النفسية" وما إليها مما يوحي بروح التأمل والتنبيه . ومن خلال هذه النظرة للحياة والناس يحاول الشاعر الشعبي أن يكون إيجابيا فيقدم بعض النصائح التي يمكن أن تجنب الوقوع في مخالب الدنيا وسهاوى الزلات ومن هذه النصائح عدم مطاوعة النفس والهوى والشيطان فهم أعداء. يقول ابن علي في الوصاية: والنفس لهوا والشيطان اعدا لا تطاوعهم واش من عاقل يا من يا فهيم فعده 3-مع الناس: في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن تلك العلاقات في المجتمع التي تربط كل إنسان بالأناس الذين يشاركونه الحياة فيه أفرادا وجماعات. ويمكن اعتبار هذه العلاقات عند الشاعر الشعبي من خلال مستويين، أحدهما عام والآخر خاص. أما العام فيتمثل في نظرته إلى الناس كجماعات واهتمامه بمشاكلهم وقضاياهم، وأما الخاص فينحصر في العلاقات التي تربطه بأفراد معينين، قد تكون لهم في نفسه أو في المجتمع مكانة وتقدير، فيثني عليهم أحياء وأمواتا، وقد لا يكون لهم في نفسه غير الشعور بالمنافسة والخلاف والخصام، فيصب عليهم جام هذا الشعور ذما وتعبيرا. وقد توقف الزجالون والشعراء في هذا الصدد عند ثلاثة فتون وهي المدح، الرثاء والهجاء. 4-في حمى الله والرسول: لم يكتنف الشاعر الشعبي بارتضاء القول في المديح النبوي، وإنما جعل منه فنا قائم الكيان ناضج الصور مكتمل الخصائص، تناول فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيها من صفات وشمائل ومعجزات، عرض قصصها في قصائد أطلق عليها (المعراج) و(الخلوق) أي ميلاد الرسول، و(الوفاة) يعني وفاته عليه السلام، وقد يتناولها عرضا في قصائد التوسل والقصائد التي سماها (هول القيامة) حيث يتحدث عن شفاعة الرسول في أمته. فكان مدح النبي ومدح ابنته فاطمة وحفيديه الحسن والحسين كذلك، ومدح الأولياء والصالحين تبركا بمقاماتهم وكراماتهم وتوسلا بها إلى الله . وتجسد ذلك في المواسم الدينية وخاصة ذكرى عيد المولد النبوي إضافة إلى التطرق لأوصاف الرسول وشمائله وذكر معجزاته.
الباب الثالث: الأعلام: 1-مرحلة النشأة: يبرز الأستاذ الجراري صعوبة تحديد نشأة شعر أداته لهجة عامية دارجة، وأشار في هذا الصدد لمحاولة الأستاذ محمد الفاسي في تحديد البواكير الأولى لهذا الشعر، فوقف عند قصيدة نظمها ابن عبود في منتصف القرن العاشر واعتبرها أقدم نص. واستعرض الأستاذ مجموعة من الأعلام في هذه المرحلة كابن غزالة (في عهد الموحدين) وعبد المومن الموحدي ورميلة أخته، كذا ابن خبازة، وابن حسون وابن سبعين والكفيف الزرهوني الذي ذكره ابن خلدون في مقدمته ومولاي الشاد الذي عاش في القرن التاسع للهجرة بتافيلالت. ويمكن اعتبار خصوص هذه المرحلة تثبت وجود الزجل في المغرب منذ عهد الموحدين كما يمكن اعتبارها امتدادا للزجل الأندلسي. 2-مرحلة التطور: وتمتد هذه المرحلة زهاء ثلاثة قرون وتبتدئ بعبد الله ابن حساين وتختتم بالمصمودي، حيث يعتبر بعض الأشياخ ابن حساين صاحب مدرسة وضع لمن جاء بعده من الزجالين غير قليل من التقاليد ابتدعها في زجله ومن بين ذلك: البحر المثني والبحر الثلاثي والبدء بالبسملة وتوجيه الخطاب إلى الرأس والإشارة إلى تاريخ نظم القصيدة وذكر الاسم وكذا إهداء السلام والصلاة والدعاء وهجاء الخصوم ثم تذييل قصيدجة التلميذ. ومن بين أعلام هذه المرحلة كذلك حماد الحمري الذي طور المضمون والشكل ويتمثل ذلك في تقسيم القصيدة ووضع لازمة لها واستعمال الحوار. ويذكر أيضا من بين الأعلام الحاج اعمارة وإدريس المريني الذي ثار على قيود الوزن والقافية، وأيضا عبد العزيز المغراوي وانتهاء بالمصمودي وهو من كبار شيوخ القرن الحادي عشر وقد ساهم في تطوير القصيدة من خلال محاولته لوضع تفعيلات جديدة لعروضه من جهة ومن جهة ثانية السبق إلى أسلوب المراسلة في الغزل . 3-مرحلة الازدهار: وتعتبر أخصب فترات الزجل في المغرب لكثرة ما نبغ فيها من الشعراء ابتداء من الجيلالي امتيرد من مدينة مراكش، وقد أبدع في قصائد شكلا ومضمونا وابتداعه في موضوعات جديدة كالخمريات والشمعة والحراز والضيف والقاضي والخلخال...الخ. أما من جهة الشكل فقد برع في الجوانب التالية: كالسرابة ووزن للبحر المثنى وبحر السوسي والحوار. ومن أعلام هذه المرحلة أيضا الحاج محمد النجار وعبد القادر بن عبد الرحمان بوخريص ومحمد بن علي العمراني وعبد القادر العلمي وهو من كبار الزجالين بمدينة مكناس اتسم شعره بالحكمة واحترام السلاطين إضافة إلى إجادته في نظم الغزل.
دراسة.. حول الزجل و قصائد الشعر العامي بالمغرب...الأستاذ عباس بن عبد الله الجراري
السعدية الفاتحي عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الأربعاء سبتمبر 25, 2013 4:21 pm
الزجل عروضه وأوزانه:
ظهر الزجل في الغرب الإسلامي، على عهد الدولة المرابطية، بكل من الأندلس والمغرب، ثم شاع صداه في المشرق، ببغداد والعراق خاصة، ثم بمصر فيما بعد، وكان من أبرز من نبغ فيه الشاعر الزجال "أبو بكر بن قزمان"(المتوفي سنة 556هجرية/الموافق لسنة1160ميلادية)...
وإذا كان الزجل قد اعتمد اللهجة العامية التي لا تخضع عادة لقواعد النحو، كما هي في اللغة العربية الفصحى، إلا أنه قد التزم الوزن، واعتمد عروض الشعر العربي، في معظم ألوانه، وإن كان قد صنع لنفسه أوزانا خاصة به، في بعض الأحيان..
ومهما يكن من أمر فالزجل لم يكن خاليا من الوزن، في أي نوع من أنواعه، والذين يعتقدون أنهم يكتبون "الزجل" خال من أي وزن، فهم إنما يكتبون "نثيرا فنيا" باللهجة العامية، على غرار كتابة "النثير الفني" في اللغة العربية الفصحى، وهو الذي يسمى بـ"قصيدة/النثر"، يضاف إليه كثير من نصوص "شعر التفعيلة"، والفرق الجوهري بينهما إنما هو بلغة الكتابة دون سواها، الأول باللهجة العامية، والثاني باللغة العربية الفصيحة...
وفي ذلك يقول ابن خلدون، من مقدمته: "وهذه الطريقة الزجلية لهذا العهد هي فن العامة بالأندلس من الشعر، وفيها نظمهم حتى إنهم لينظمون بها في سائر البحور الخمسة عشر، لكن بلغتهم العامية"..
لكن صاحب كتاب"ميزان الذهب"، كان قد أخطأ في اعتبار الزجل دون وزن، وذلك حينما أشار فيه إلى كون"هذا الفن من وضع العامة اتبعوا فيه النغم، دون مراعاة الوزن، وربما نظموا في سائر البحور الستة عشر، لكن بلغتهم العامية"، مع ملاحظة أنه إنما استند إلى كلام ابن خلدون دون أن ينسبه إليه، على الرغم من أن ابن خلدون لم يذكر قط أن الزجل بغير عروض ولا وزن، ولم يذكره غيره من المحققين، لذلك فإن الزجل لا بد له من الوزن على غرار الشعر الذى هو جزء منه...
ويقول الدكتور إبراهيم أنيس، في كتابه موسيقى الشعر: "أوزان الأزجال لا تكادا تزيد على الأوزان المعهودة في الشعر العربي، إن لم تقل عنها، إن الأزجال مثلها مثل الموشحات قد اشتملت على أوزان لم يشر إليها العروضيون، ولم ترد في الشعر العربي، وتضمنت في بعض الأحيان مزجا من أكثر من وزن واحد، ولكنا حتى في هذا نلحظ دائما انسجاما بين الأوزان الممزوجة في الزجل الواحد، ومن أوزان الأزجال: الرمل، البسيط، المتدارك التام، مجزوء الرجز، السريع، المتقارب، الهزج، والمجتث".
لكن أمام اللهجة الدارجة، أو اللهجات المتعددة، تكاد لا تتوضح أوزان الأزجال، لدى كثير من المبدعين والدارسين، على حد سواء، وذلك بسبب لجوء الزجالين إلى أوزان ابتدعوها لأزجالهم، وأخذت تعرف وتضبط بعدد المتحركات والسواكن، في الأشطر والأبيات، وهي التي ححددها بعض الدارسين في عدد المقاطع الصوتية، مثل المرحوم محمد الفاسي، في عروض الملحون، الصادر بمعلمة الملحون، من طرف أكاديمية المملكة المغربية...
ويمكن أن أقول إن الوزن الحقيقي يتم ضبطه، من خلال الأدوار الإيقاعية، التي يمكن أن تكون جزءا من الشطر الواحد، ويمكن أن تعادل شطرا كاملا، أو شطرين، أو بيتا كاملا، أو مجموعة من الأشطر، أو الأبيات، حسب البنية الإيقاعية لقصيدة الزجل، التي اختارها الزجال نفسه، تماما على نحو ما تتأسس عليه الموشحة، وهذا يكشف عن سر العلاقة الكامنة بين الجنسين الشعريين..
وتبعا لذلك نجد، في الشعر الحساني، على سبيل التمثيل لا الحصر، أن أوزانه تعرف بعدد متحركاتها، في كل شطر، أو بيت، فهناك وزن له 8 متحركات، ووزن له7، ووزن له6، وآخر له5،...وهكذا، ويتحدد لكل وزن مصلح يعرف به دون سواه..
ونفس الشيء بالنسبة لكل الأزجال، كيفما كان نوعها، لكل منها وزن مخصوص بها، ولكل وزن مصطلح يتميز به، سواء من حيث الوزن، أو من حيث التقفية، وقد ذكر بعضها محمد الفاسي، في عروض الملحون، كما ذكر بعضها الآخر الدكتور أنيس، فضلا على أن الزجال يمكن أن يصنع لزجله وزنا خاصا به، بشرط أن يكون فنيا ومنسجما...
بحث محمد عالي خنفر
السعدية الفاتحي عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الأربعاء سبتمبر 25, 2013 4:22 pm
أنواع الزجل: للزجل أنواع عديدة يصعب حصرها، وذلك بسبب ارتباطه بمجموعة متعددة من اللهجات، ولتنوع أمكنته، ولتعاقب أجياله، وما نذكره في هذا المقام يرتبط أساسا بأصول هذا الفن، وببعض النماذج، دون الإحاطة بكل أنواعه... وفي هذا الصدد يحدثنا ابن خلدون، في المقدمة، قائلا: إنه "لما شاع فن التوشيح، في الأندلس، وأخذ به الجمهور، لسلاسته، وتنميق كلامه، وترصيع أجزائه، نسجت العامة، من أهل الأمصار، على منواله، ونظموا، في طريقته، بلغتهم الحضرية، من غير أن يلتزموا فيها إعرابا...واستحدثوا فنا سموه الزجل، والتزموا فيه على مناحيهم، لهذا العهد، فجاؤا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة". والظاهر من هذا القول أن الزجل قد نشأ بتأثير من التوشيح، أو أنه قد تولد منه، ومن هنا تبدو العلاقة وطيدة بين هذين الفنين، في مختلف أنماطهما... وهكذا تكونت، في البداية، مجموعة من الأنواع الزجلية، التي ما لبثت أن تولدت عنها أنواع عديدة لا حصر لها، حسب تعدد اللهجات، وتنوع الأمصار، وحسب تعاقب الأجيال الشعرية، من بين هذه الأنواع ما أشار إليه ابن خلدون، في المصدر السابق، يقول: "ثم استحدث أهل الأمصار، بالمغرب، فنا آخر، من الشعر، في أعاريض مزدوجة كالموشح، نظموا فيه بلغتهم الحضرية أيضا، وسموه "عروض البلد"، وكان أول من استحدثه فيهم رجل من أهل الأندلس، نزل بفاس، يعرف بابن عمير، فنظم قطعة على طريقة الموشح، ولم يخرج فيها عن مذاهب الإعراب إلا قليلا"... وعلى نفس المنوال تم استحداث أنواع زجلية عديدة، في أمصار أخرى، من الوطن العربي، من ذلك مثلا أنه قد تم استحداث أنوع زجلية تعرف على النحو التالي: 1) عرض البلد، بفاس. 2) المواليا، ببغداد. كان وكان، بواسط بالعراق. 4) القوما، بالقاهرة. 5) الدوبيت، بالعراق. 6) السلسلة، بالعراق. هذا بالنسبة لبعض الأنواع الزجلية القديمة، أما إذا أردنا أن نحصر أنواع الزجل، في عصرنا الراهن، فإن الأمر يقتضي منا أن نقوم بمسح دقيق لكل أنواعه، على مستوى خارطة الأقطار العربية، لنعرف أنواع الزجل محليا وقطريا، ثم بعد ذلك يمكننا أن نتعرف على مجموع الأنواع الزجلية الموجودة في عموم الأقطار العربية، وهذا أمر يحتاج إلى جهود متضافرة من مختلف الباحثين، في كل الأقطار العربية، المهتمين بدراسة الموضوع. وحتى بالنسبة للقطر الواحد فإن الأمر يبدو صعبا، على الأقل بالنسبة لي شخصيا، لأننا ما زلنا لم نتوفر على إحصاء دقيق لكل أنواعه الموجودة في وطننا... صحيح أننا نتوفر على بعض الدراسات، في الموضوع، لكنها ما زالت قليلة، بالقياس إلى الكم الهائل المفترض وجوده، من نصوص زجلية، تعود لأجيال متعددة، في مختلف الأنواع والمناطق المغربية، ومن بين تلك الدراسات، يمكن أن أذكر منها، على سبيل التمثيل لا الحصر، دراسات كل من الدكتور الجراري، والأستاذ الفاسي، والأستاذ الملحوني، والأستاذ حسن نجمي، وغيرها، فضلا عن بعض البحوث الجامعية التي أخذت تعرف طريقها إلى الإنجاز، من طرف عدد لا بأس به من الطلبة، من مختلف المستويات، لكنها بحوث قليلا ما يتم نشرها، وتظل حبيسة الرفوف، دون العمل على الاستفادة منها، وذلك لأسباب عديدة، لا حاجة لاستعراضها...بحث محمد عالي خنفر
السعدية الفاتحي عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الخميس سبتمبر 26, 2013 2:11 pm
مراد القادري يتحدث في «مشارف» عـن راهن الزجل بالمغرب
عمان - الدستور
أبدع المغاربة شعرا شعبيا ونصوصا زجلية عميقة منذ أيام عبد الرحمن المجذوب وقبله بالطبع، بعضها تم تدوينه وبعضها ظل يُروى شفاهاً، وبعضها تخلَّد في الأسماع حين احتضنته الموسيقى وصدحت به حناجر المغنين ومنشدي الملحون.
لكن ماذا عن الزجل المغربي اليوم؟ ماذا عن جمهوره؟ وهل تقف اللهجة المحلية عائقا في طريق وصوله إلى مختلف البلدان العربية؟ وهل لهذا النوع من الكتابة قواعد وضوابط تجعل منه جنسا أدبيا قائما بذاته؟ ثم ماهو دور الأغنية في تسويق المنتوج الزجلي؟ أم أن الزجل باعتباره أدبا لا يحتاج إلى وساطة الغناء؟
هذه الأسئلة وغيرها يناقشها ياسين عدنان في حلقة جديدة من مشارف مع الشاعر الزجال مراد القادري عضو المكتب المركزي لبيت الشعر بالمغرب، صاحب: "حروف الكف"، "غزيل البنات"، "طير الله"، وغيرها.
عدل سابقا من قبل السعدية الفاتحي في الخميس سبتمبر 26, 2013 2:30 pm عدل 3 مرات
السعدية الفاتحي عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 230نقاط : 336السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 09/09/2013العمل/الترفيه : ساكنة ف لحرف وساكني
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الخميس سبتمبر 26, 2013 2:12 pm
القصيدة الزجلية لم تفرز أجيالا شعرية بل أنتجت تجارب شعرية
حفرت قصيدة الزجل مكانا أثيرا لتصبح مكونا أساسيا من مكونات القصيدة المغربية المتميزة بالتعدد والتنوع، إذ تلتقي مع قصيدة الفصحى والقصيدة الأمازيغية بلهجاتها المختلفة، فضلا عن الإبداعات المغربية بلغات أجنبية، لتصب في نهر المنجز الشعري المغربي. ورغم التشويش الذي صاحب بداياتها، فإن النص الزجلي أسس مجراه الخاص، الذي يتقاطع ويتماهى في بعض عناصره مع منجز القصيدة الفصحى، غير أنه في لحظات معينة، اختار أن يوطن أسئلته الخاصة فيطرح على الزجالين كشعراء ومنتجين لهذا الشعر، رهانات كبرى تمس علاقة هذا الشعر بالذات وباللغة وبالذاكرة. ويعتبر مراد القادري، أحد فرسان الزجل المغربي، أن هذه القصيدة تعيش منذ أواسط الثمانينيات من القرن المنصرم أزهى فتراتها، على أن حضور الدارجة في مناحي الإبداع من مسرح، وغناء وغيرها كان قد تقوى من خلال أعمال إبداعية فنية راقية، ساهمت في تشكيل الذوق المغربي، ما جعلها إلى اليوم، مستمرة وحاضرة في الوجدان والذاكرة: مثل أغاني «ما أنا إلا بشر»، «مرسول الحب»، «ياك آجرحي»، وهي على التوالي للشعراء أحمد الطيب لعلج، وحسن المفتي، وعلي الحداني، مشيرا إلى الإسهام النوعي لقصيدة الزجل التي استضافتها الأغنية الشبابية في عقود سابقة، مثل «لكلام لمرصع» لمحمد شهران و»آه ياوين» لمولاي عبد العزيز الطاهري وسواها من الأغاني التي كتب كلماتها شعراء مقتدرون كالمرحوم العربي باطما والشاعر المبدع محمد الدرهم. وأوضح القادري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الزجل يعيش دينامية لافتة، يمكن رصدها في تعاقب الإصدارات سنويا، ما يجعل الساحة الثقافية أمام أصوات زجلية جديدة، تنفتح قصيدتها على التجريب والتحاور مع مرجعيات شعرية وثقافية مختلفة، وتنظيم وزارة الثقافة لمهرجان الزجل بمدينة بن سليمان الذي عرف هذه السنة دورته السادسة، وكذا اعتناء المهرجانات الثقافية والشعرية وحرصها على حضور الزجل، واحتضان الجامعة المغربية لبحوث حول هذا الخيار الإبداعي. وتوقف مراد القادري عند ترجمة قصيدة الزجل إلى لغات أخرى كالفرنسية والإسبانية والإنجليزية وغيرها من اللغات، حيث تمت ترجمة ديوان «حال وأحوال» للشاعر أحمد لمسيح وديوانين لمراد القادري هما «غزيل البنات» و»طير الله» إلى الإسبانية، وتمت استضافة هذين الزجالين، لهذا الغرض، في أهم مؤسسة ثقافية إسبانية مهتمة بالأدب العربي هي «البيت العربي» في ماي 2011. أضف إلى ذلك ورود قصيدة الزجل في كافة الأنطولوجيات الخاصة بالشعر المغربي. وقال مراد القادري، متحدثا عن مساره الشعري، إنه شرع في كتابة قصيدة الزجل سنة 1983 أي منذ ثلاثين سنة، ونشرت له أول قصيدة بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أواسط الثمانينيات من القرن المنصرم. وكان الزجل يومها موزعا بين فريقين: فريق يكتب للأغنية المغربية، وفريق ثان يكتب للانخراط بصوته الخاص في المشهد الشعري المغربي، من خلال شعرنة العامية المغربية وجعلها قادرة على البوح الشعري وتأكيد مساهمتها في تشكيل الحداثة الشعرية. وقد اختار الاصطفاف إلى جانب هذا الفريق. وأضاف أنه في هذه الفترة، كانت النظرات مازالت تنظر شزرا إلى قصيدة الزجل، وتعتبرها غير قادرة على الإمساك بالشعر، فيما كانت بعض النظرات والمواقف الأخرى تبالغ في تمجيد الكتابة بالعامية وتستدرجها نحو «السياسي» على حساب «الشعري». في هذا السياق، ساهم القادري إلى جانب الشاعر أحمد لمسيح في سلك ذلك الطريق الوعر الرابط بين القصيدة الخالصة المنشغلة بالشعري والقصيدة الجماهيرية الباحثة بكرامة ودون إسفاف أو ذل عن رضى الجمهور. قصيدة يعكس فيها مبدعها قلق ذاته ونبض مجتمعه دون أن يضحي بالشعر لحساب الشعار. وبخصوص أهمية الكتابة بالدارجة وعمقها التعبيري، قال القادري إن اختياره الكتابة بالعامية أو الدارجة يندرج ضمن هاجس ثقافي وشعري وجمالي، يروم التأكيد على عبقرية هذه العامية، سليلة الفصحى العربية وأختها التوأم، وليست ضرتها كما قد يتصور البعض، مفصلا «لم تكن لي أوهام خاصة وأنا أختار الكتابة بالدارجة من مثل تحقيق التواصل وجماهيريته، ذلك أن الدارجة التي نستعملها في الشعر ليست هي الدارجة القصيدة التي نستعملها للتواصل البسيط أو الساذج الذي يتم بين المتخاطبين في الحياة أو في الشارع العام. بل هي دارجة خاصة مشبعة بالأبعاد الدلالية التي تجترحها بعيدا عن الكلام العادي المتواضع عليه والمتفق حوله، كما أنها دارجة تتغذى بالمكونات التشكيلية والإيقاعية، ما يجعل قراءة القصيدة أو تلقيها يتطلب وعيا ثقافيا وذاكرة شعرية خاصة. «لذلك أتصور أن تلقي قصائدي قد يطرح مشاكل مع المتلقي العادي غير المزود بالعدة القرائية اللازمة للفهم والتأويل». عن قدرة الدارجة على تأمين عبور الصور وانتقالها من الشفوي إلى الكتابي، يمكن العودة–حسب مراد القادري- إلى بعض التجارب الزجلية، التي نجحت في هذا الرهان وراكمت على مدى سنوات منجزا شعريا أكد شعريته وانتماءه إلى مدارات الحداثة الشعرية المغربية، وذلك عبر اجتراحه لبلاغة شعرية تتغذى من المتخيل الشعبي والإنساني وتحاورهما بندية شعرية، تتعملق فيها الدارجة المغربية وتبرهن على قامتها وعلو شأنها واستيفائها لكامل شروط إنتاج الشعرية من صور وإيقاع داخلي وخارجي وتكثيف وإبهام دلالي. أما حول إمكانية تصنيف الزجل حسب الأجيال، فلاحظ القادري أنه على خلاف القصيدة العربية الفصحى التي نجحت في أن يكون لها أجيال شعرية، رتبها النقد المغربي في جيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وغير ذلك، تمتلك قصيدة الزجل وضعا آخر مختلفا ومغايرا، فهي لم تفرز أجيالا شعرية بل أنتجت تجارب شعرية، ليخلص إلى القول إنه يعتبر نفسه امتدادا لكل من سبقه إلى القول الشعري العامي: «أنا سليل الكلام، متى نجح في إثارة الدهشة واستفزاز المتخيل وخلخلة الجوارح وجعلها على غير ما كانت عليه قبل استماعها للشعر».
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797نقاط : 8690السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الجمعة سبتمبر 27, 2013 3:30 am
نبذه مختصره عن تعريف الزجل من طرف الزجال محمد سيد سرور الزجل هو فن من فنون الأدب الشعبي وشكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية. وهو ارتجالي، وعادة يكون في شكل مناظرة بين عدد من الزجالين (شعراء ارتجال الزجل) مصحوبا بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية. ينتشر الزجل بشكل كبير ف مصر ولبنان وشمال فلسطين وشمال الأردن وغرب سورية والجزائر. أصله:- وتعني كلمة زجل بالعربية "الصوت". والزجل في اللغة هو التصويت والتطريب، وهو اسم أطلقه الأندلسيون على شعرهم العامي الذي شاع واشتهر في القرن الثاني عشر الميلادي، خاصة على يد ابن قزمان وجماعته، وانتشر بعد ذلك في لهجات الأقطار العربية الأخرى في المشرق. في بدايات القرن العشرين ورائد هذا الفن هو بيرم التونسى الذى انتشرالزجل على يده فى مصر وأطلق اللبنانيون وصف "الزجل" على شعرهم العامي، إذ كان يعرف قبل ذلك في سوريا ولبنان، بـ "القول" أو"المعنّى". كما كان يسمى الشاعر "بالقوّال". وكان يعرف في فلسطين، بـ "الحدا" أو "الحدادي" و عرف الشاعر بال"حادي"، وخاصة في الجليل والكرمل
مرزوق عضو مجاهد
الجنس : عدد المساهمات : 679نقاط : 982السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 04/01/2012
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الجمعة سبتمبر 27, 2013 3:38 am
منقول .. للفائدة و الثقافة
الزَّجل. فن من فنون الشعر العامِّي، نشأ وازدهر في الأندلس، ثم انتقل إلى المشرق العربي على خلافٍ في ذلك بين مؤرخي الأدب.
معناه اللغوي. تفيدنا معرفة المعنى اللغوي لكلمة زجل في إدراك السبب في اختيار الكلمة اسما لفن الزجل. فالأصل الحسي لكلمة زَجَل يفيد أنها كانت تعني: درجة معيّنة من درجات شدة الصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء. وبهذه الدلالة، كان يُقال للسحاب: سحاب زَجِل، إذا كان فيه الرعد. كما قيل لصوت الأحجار والحديد والجماد أيضًا زجل.
ثم تغيرت دلالة كلمة زَجَل، فأصبحت تعني اللعب والجلبة والصّياح، ومنها انتقلت إلى معنى: رفع الصوت المرنَّم. ومن هنا جاء إطلاق اسم زجل على صوت الحَمَام، ثم إطلاقه على الصوت البَشَري المُطرب. وقد يؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعني الصوت العالي المُنَغَّم أن كلمة زجَّالة ما زالت تُطلق ، في إحدى واحات مصر، على جماعة الشباب الذين يجتمعون في مكان بعيد ليؤدُّوا الرقص والغناء الصاخب بمصاحبة آلاتهم الموسيقية.
معناه الاصطلاحي. غدت كلمة زجل في الدوائر الأدبية والغنائية مُصطلحًا يدل على شكل من أشكال النظم العربي، أداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقة أساسًا من أوزان العروض العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بها مع الأداء الصوتي للهجات منظوماته. ويتيح هذا الشكل من النظم تباين الأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومة الزَّجلية، غير أنه يُلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافية وعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزَّجلية الواحدة.
وقد صنَّف القدماء الزجل، مع المواليا والقوما والكان كان ضمن ماسمَّوه الفنون الشعرية الملحونة أو الفنون الشعرية غير المُعْرَبة. ويقصدون بهذا الاسم: أشكال النظم العربية التي ظهرت في العصر الأدبي الوسيط، والتي لم يلتزم ناظموها باللغة الفصحى المعيارية، وخاصة بالنسبة لقواعد الإعراب. واعتماد ذلك التصنيف على هذا الفارق اللغوي يدلّ على إدراك نافذ. فالواقع أن هذه الأشكال غير المُعْرَبة ظلت على صلة وثيقة بالأشكال المُعْرَبة، وتتبنى تقاليدها الفنية، رغم فارق مستوى الأداء اللغوي. بل إن لغة الزجل، مثلاً، وإن كانت غير مُعْرَبة، كانت تقترب من الفصحى بقدر كبير. فلـُغة المنظومات الزَّجلية كانت لهجة دارجة خاصة بالزجالين، بوصفهم أفرادًا يلتحقون بالدوائر الأدبية السائدة، وتتحد أطرهم المرجعية في داخل نوع الثقافة العربية التي تُقرُّها هذه الدوائر. وقد ظل هذا الفارق في مستوى الأداء اللغوي أحد مقوّمات تمايز الزجل عن الشعر الفصيح، كما كان في الوقت نفسه أحد مقوّمات تمايز الزجل عن أشكال الشعر الشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري) وعن حركة شعر العامية واختلافه معها.
مكان الزجل بين أشكال النظم الأخرى. اتخذ الزجالون من الزجل شكلاً للتعبير استجابة لحاجة لغوية، وتحقيقًا لوظيفة فنيّة، لم تكن الأشكال الأخرى تفي بهما. فقد انحصر كل من القصيدة التقليدية والموشح، بلغتهما ومواضعاتهما، في دائرة مُحدَّدة رسميًا وفئويًا. بينما استبعدت أشكال الشعر الشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري)، الموجودة بالفعل. في الوقت الذي كانت قد تكوّنت فيه شريحة اجتماعية جديدة من أبناء البيوتات العربية في الحواضر والمدن. وكانت هذه الشريحة قد تقلّبت بها صروف الحياة ومطالب العيش في أسواق هذه المدن، ولكنها في توجهاتها ومطامحها تسعى للالتحاق بالدائرة الحاكمة مستجيبة لمعاييرها الاجتماعية والثقافية. ومن هنا، سعى مثـقّـفُو هذه الشريحة الجديدة للتعبير عن أنفسهم في شكل جديد وسيط، يتناسب مع وضعهم الاجتماعي والثقافي الوسيط. وكان على هذا الشكل المُوَلَّد أن يعتمد أداة له: لهجة مُوَلَّدة تَدْرُج بين هذه الفئة من المثقفين، وأن يتخذ من ذائقتها ومعاييرها الفنية ضابطًا. وكان هذا الشكل المُوَلّد هو الزجل.
ومنذ بداياته الأولى، ظل الزجل فنا مدينيا في المقام الأول، وبقي محتلاًّ موضعه الوَسَطِيّ بين أشكال النظم العربية. وإن كانت وسطيَّته هذه تميل إلى جانب تراث الشعر الفصيح، وتبتعد عن مأثور الشعر الشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري). وعلى أساس موضوعه الوَسَطِيّ هذا، تحددت وظائفه وخصائصه، كما تحدد مسار الظواهر التي رافقت نموه عبر تاريخه الطويل. وإدراكنا لهذا الموضع الخاص بالزجل يُمكننا من حُسن فهم خصوصياته، ويزيل كثيرًًا من الالتباسات التي أحاطت به، سواء ما أثاره القدماء أو ما أحدثه المحدثون.
هيكل المنظومة الزجلية. تشير المصادر القديمة إلى أن الزجالين، في المرحلة الأولى من ظهور الزجل، كانوا ينظمون الأزجال في هيئة القصيدة العربية المعهودة، ذات الأبيات المُفردة والقافية الواحدة والوزن الواحد. وهي بذلك كانت تشبه القريض، لا تختلف عنه بغير عدم التزام الإعراب وباستخدام لهجة ناظميها الدارجة. وكانت تلك المنظومات تُسمَّى القصائد الزجلية. وقد يُمثل هذا القالب قصيدة مدغليس، الذي كان واحدًا ممن ثبتوا فن الزجل من معاصري ابن قزمان (ت554هـ).ومطلعها:
مَـضَ عــنّي مَـن نحـــــبُّو ووَدَّعْ و لهيب الشُوق في قَلبي قد أودَعْ لو رَأيتْ كفْ كُنّ نَشياعوا بالعين وَمَ ندري أن روحي نشيع من فظاعة ذا الصَبَر كنت نعْجب حتّى ريْتْ أنْ الفراق منّو أفظعْ
ومنذ هذا الطور الأول في حياة الزجل، بقي قالب القصيدة رصيدًا دائمًا يعود إليه الزجالون، وإن مالوا، من بعد، إلى النظم في هيئات متجددة تتعدد فيها الوحدات، وتتفرع الأوزان، وتتنوع القوافي. وأبسط قوالب النظم في هذه الهيئات المتجددة ما يعتمد على وحدات رباعية. كما يتبين من النموذج التالي المنقول عن زجل لصفي الدين الحلِّي (750هـ):
ذا الوُجُود قَدْ فاتَكْ وأنْتَ في العَدَم ما كُفيت من جَهْلَكْ زَلَّة القَدَم قَدْ زَرعْتَ ذي العَتْبَة فاحْصـدُ النَّدَمْ أو تَريدْني الساعة ما بَقِيتُ أريدْ
ثم تتدرج قوالب النظم من حيث كثرة عدد أقسام المنظومة، وعدد أشطار وحداتها، ومن حيث التنوّع في التقسيم الموسيقي لعناصرها، بحيث يصل تركيب قالب المنظومة فيما سُمي الحِمْل، مثلاً، إلى الصورة التالية: للحمل مطلع ذو بيتين. وبعد المطلع تتالي الأدوار، وهي اثنا عشر دورًا في الغالب. والدور خمسة أبيات أو أربعة. فإذا كانت الأدوار من ذات الخمسة أبيات فتأتي الثلاثة الأولى على قافية واحدة والاثنان الأخيران على قافية المطلع، وإلا كانت كلها على قافية واحدة.
وكما كثُرت قوالب النظم، كَثُرت مصطلحاته وتسميات تفريعاته وعناصره بما تطول متابعته. ولكنا نكتفي بإيراد المخطط التالي لإيضاح هيئة وحدة زجلية وتسميات أجزائها.
المطلـع: غصن أ غصن ب البيـت أ غصن أو أ غصن الدور أ غصن القُفل: غصن أ غصن ب
ولا تختلف هذه التقسيمات كثيرًا عن التقسيمات الفنية لأجزاء الموشحة. انظر: الجزء الخاص بالموشحات في هذه المقالة. أما في العصر الحديث، فقد مال الزجالون إلى النظم في القوالب البسيطة، وابتعدوا عن التعقيد وتشقيق الأجزاء، ولهذا تتخذ منظوماتهم إما هيئة القصيدة، وإما تلك المعتمدة على الوحدات الرباعية وأضرابها.
أغراض الزجل. منذ أن استقر الزجل شكلاً من النظم مُعْترفًا به، ومنظوماته تعالج مختلف الأغراض التي طرقتها القصيدة العربية التقليدية، كالمدح والهجاء والغزل والوصف. وقد استمرت تلك الأغراض قائمة يتناولها الزجالون على توالي العهود والعصور حتى اليوم، غير أن للزجالين، في كل عهد معين وبيئة محددة، مجالات يرتبطون بها. ومن ثم كان مركز اهتمامهم ينتقل من أغراض بعينها، تلقى قبولاً في هذا المجال أو ذاك، إلى أغراض أخرى، تختلف باختلاف العهود والبيئات الثقافية التي ينتمون إليها.
ومن ذلك ما نقرؤه في أزجال زجّالي أندلس القرن السادس الهجري، وزجالي العصر المملوكي في القرن الثامن، مثلا، من انشغال بالعشق والشراب، ووصف الرياض ومجالس الصحاب؛ نتيجة لالتفاف زجالي هذين العهدين حول دوائر الخاصة والتحاقهم بمجالسهم التي كان مدارها الغناء والتنافس في إظهار المهارة والتأنُّق والتَّظرُّف. وعندما أصبح للصوفية وجودها في الحياة الاجتماعية، وأصبح من أهل التصوف مَن ينظم الزجل، غدا الزجل مليئًا بالمواعظ والحكم ووصف أحوال الصوفي.
على هذا النحو، تنقلت محاور التركيز في أغراض الزجل وموضوعات منظوماته، إلى أن جاء العصر الحديث وأصبحت مواجهة الاستعمار والتغيير الاجتماعي هما شغل الأُمَّة الشاغل، أخذ الزجالون يشاركون في الحركة الوطنية. ولذا صارت القضايا الاجتماعية والسياسية من أهمّ المواضيع التي تعالجها المنظومات الزجلية. وفي كل الأحوال، فهذا الارتباط الوثيق بين المنظومات الزجلية ومشاغل ناظميها وجمهورهم الذي يتلقاها، قد وفّر للمنظومات الزجلية إمكانية واسعة لتجويد أساليبها وصقل طرق صياغتها؛ كما أتاح لأدواتها البلاغية وتصويرها البياني مزيدًا من الواقعية والقدرة على التشخيص والتجسيد، الأمر الذي يسَّر استخدام الزجل في أشكال التعبير الفني الحديثة. الزَّجَل في الأندلس. يعد الزجل والموشح من الفنون الشعرية التي ازدهرت في الأندلس لظروف خاصة بالبيئة الأندلسية ثم انتقلت بعد ذلك إلى المشرق.
... / ...
يتبع
مرزوق عضو مجاهد
الجنس : عدد المساهمات : 679نقاط : 982السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 04/01/2012
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الجمعة سبتمبر 27, 2013 3:39 am
أطوار الزجل :
لقد مر الزجل بخمسة أطوار نوجزها في الآتي:
أ- مرحلة ما قبل ابن قُُزمان. كان الزجل في هذه المرحلة هو شعر العامة وأقرب ما يكون للأغنية الشعبية التي تشيع على ألسنة الناس وتكون جهد جنود مجهولين. ونرجح أن الفئة المثقفة في هذه المرحلة كانت أكثر عناية بالقصائد والموشحات بينما كانت الطبقة العامة أكثر شغفًا بالأغنية الشعبية والزجل العامي. ولعل هذه المرحلة كانت في أواخر القرن الثالث الهجري.
ب- زجل الشعراء المعربين هو الطور الثاني من أطوار الزجل ويمثله نفر من الشعراء الذين كانوا يكتبون القصيدة أو الموشح قبل عصر ابن قزمان ثم اتجهوا لكتابة الزجل عندما رأوا رواج هذا اللون من الشعر عند العامة وهو أمر يشبه ما نراه اليوم حين يكتب بعض شعراء الفصحى أزجالاً عامية للغناء. ولعل هؤلاء النفر من الشعراء المعربين هم الذين عناهم ابن قزمان حين عاب على أزجالهم وقوع الإعراب فيها فسخر منهم في قوله:
¸يأتون بمعان باردة وأغراض شاردة وهو أقبح ما يكون في الزجل وأثقل من إقبال الأجل·.
وتميز من بين هؤلاء النفر الزجال أخطل بن نمارة، فقد أشاد ابن قزمان بحسن طبعه وحلاوة أزجاله في قوله: ¸ولم أر أسلس طبعًا وأخصب ربعًا من الشيخ أخطل بن نمارة فإنه نهج الطريق، وطرّق فأحسن التطريق·.
وقد ظهر هؤلاء المتقدمون من الزجالين المعربين في القرن الخامس الهجري خلال عصر ملوك الطوائف. ولما كانت بلاطات ملوك الطوائف أفسح صدرًا للشعراء وأكثر رعاية للشعر المعرب وتشجيعًا لأهله، لم تزدهر أزجال هذا الطور ومنيت بالكساد.
جـ- ازدهار الزجل. يمثل هذا الطور زجالو القرن السادس الهجري وهو نهاية عصر ملوك الطوائف وبداية عصر المرابطين. وقد ازدهر الزجل في هذا الطور بتشجيع الحكام الذين كان حسهم باللغة العربية لا يبلغ حس سابقيهم من ملوك الطوائف. ومن ثم لم تلق القصائد والموشحات الرعاية السابقة التي كانت تحظى بها في بلاطات ملوك الطوائف. ويُعد ابن قزمان إمام الزجل في هذا العصر بل وفي الأندلس قاطبة. واسمه أبو بكر محمد ابن عيسى بن عبد الملك بن قزمان (480-525هـ، 1087-1130م) عاش في عصر المرابطين، وتوفي في صدر الدولة الموحدية. نشأ في قرطبة نشأة علمية أدبية، إذ كان كاتبًا وأديبًا وشاعرًا ووشَّاحًا. وقد ورد في بعض المصادر أنه لما أحسّ قصر باعه في الشعر والتوشيح عمد إلى طريقة لايجاريه فيها أحد، فصار إمامًا لأهل الزجل. تجاوزت شهرته في الزجل الأندلس إلى المغرب والمشرق وقد صدر ديوان أزجاله صوت في الشارع أول مرة عام 1896م ثم عام 1933م بحروف لاتينية ثم نشر مرة ثالثة من قبل المستشرق الأسباني غارسيه قومس بحروف لاتينية مع ترجمة أسبانية.
بلغ الزجل على يد ابن قزمان ذروة نضجه حين قعَّد له القواعد، وجعل من أزجاله تدريبًا عمليًا لكُتّاب الزجل اللاحقين. كما عالجت أزجاله مختلف الأغراض التي وردت في الموشحات وإن غلب عليها الكُدية والتسول والإغراق في اللهو والمجون، كما كان ينتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية .
ويظل ابن قزمان على الرغم من مجونه واستهتاره أبرع زجالي الأندلس وإمامهم. فقد طبع الزجل بصورته الفنية في قالب عامية الأندلس التي تراوح بين العربية واللهجة الرومانسية (العامية اللاتينية)، يقول:
ذاب تنظر في مركز مطبـوع بكـلامًــا نبــــــيل وتراه عندي من قديم مرفوع ليـس نرى به بديـل بالضـرورة إليه هو المرجـوع دَعِنْ عن قال وقـيل الشراب والغنا والجر في المـا في رياضًا عجيــب هــذا كل عـــلا هُ عنـــدي لوصـــال الحبيـــب
د- الطور الرابع. يبدأ بمنتصف القرن السادس إلى القرن السابع الهجري، وهو مرحلة شهدت وفاة ابن قزمان وسقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين. ويعد أحمد ابن الحاج المعروف بمدغليس هو زجال هذا الطور وخليفة ابن قزمان في زمانه، كما ظهر زجالون آخرون كابن الزيات وابن جحدر الإشبيلي وأبي علي الحسن الدباغ.
هـ- الطور الخامس والأخير في حياة الزجل في الأندلس يقع في القرن الثامن الهجري، وكان من أشهر زجاليه الوزير لسان الدين بن الخطيب، وأبو عبد الله اللوشي، ومحمد بن عبد العظيم الوادي آشي.
موضوعات الزجل في الأندلس. عالج الزجل كثيرًا من الموضوعات التي عرفها الشعر والموشح، إلا أن الزجل كان يمزج في القصيدة الواحدة بين غرضين أو أكثر. فالغزل يمتزج بوصف الخمر والمدح يأتي في معيَّته الغزل أو وصف الطبيعة، ومجالس الشراب. ووصف الطبيعة تصحبه مجالس الطرب والغناء. أمّا الأزجال التي اختصت بغرض واحد لا تتجاوزه فقليلة. ويعدُّ الزجل الصوفي من الأزجال ذات الغرض الواحد وكان الشستري (توفي سنة 682هـ، 1283م) من زجالي القرن السابع الهجري أول من كتب الزجل في التصوف كما كان ابن عربي أول من كتب الموشح في التصوف.
أشكال الزجل في الأندلس، وأوزانه وسماته. تتفق القصيدة الزجلية مع القصيدة المُعْرَبة في التزام الوزن الواحد والقافية الواحدة والمطلع المصرع. وتختلف عنها في بساطة اللغة وعفويتها حتى تبلغ درجة السذاجة أحيانًا في بعدها عن الإعراب ووقوع اللحن فيها.
يتفق الزجل من حيث الشكل والتقسيمات الفنية مع الموشحة في المطالع والأغصان والأسماط والأقفال والأدوار والخرجات. وتكمن قيمة الزجل الحقيقية في صدق تعبيره عن واقع حياة الناس في الأندلس، في أزقة قرطبة وحواري إشبيلية، وفي شفافية نقله لحياتهم بخيرها وشرها، جدها وهزلها، أفراحها وأحزانها... وهذا ما أكسبه صفة الشعبية وجعل الناس أكثر تعلقًا به.
نماذج من الزجل. يقول ابن قزمان في وصـف الطبيعة:
الربيــع ينشـــــر عــلام مثـل ســــــلطانًا مـؤيـد والثمـار تـنـثـــر حليــــه بثيــاب بحـــل زبرجــد والريــاض تلبــس غلالا من نبـات فحــل زمــرد والبهــار مـع البـنـفسـج يا جمال أبيض في أزرق
ويقول في الغزل:
هجرن حبيبي هجر وأنا ليس لي بعد صبر ليس حبيبي إلا ودود قطع لي قميص من صدود وخاط بنقض العهود وحبب إليّ السهر كان الكستبان من شجون والإبر من سهام الجفون وكان المقص المتون والخيط القضا والقدر
ومن أزجال الشستري الصوفية قوله:
راس محلــــــوق ونمـــــش مولــــه نطلب في السوق أو في دار مرفـــه حـــافي نرشـــق تقــول اعـطِّ اللّه خبـــزًا مطبـــوع ممن هـو مطبـــوع مطـبوع مطبــوع إي والله مطبــوع
الزجل في المشرق العربي. تفيد المصادر التاريخية بأن الدوائر الثقافية في المشرق العربي تابعت إنجاز روّاد الزجل الأوّلين في الديار الأندلسية منذ ظهوره. ويبدو أن ظهور الزجل، بوصفه شكلاً من النَّظْم باللهجة الدارجة، لم يكن مُسْتغربًا بالنسبة للمشارقة. فقد كان لدى المشارقة أشكال أخرى من النظم باللهجات الدارجة. حيث كانت توجد أشكال من الشعر الشعبي (الجمعي، الفولكلوري) باللهجة العامية، كما ولّدت دوائر الخاصة أشكالاً من النظم بلهجاتها الدارجة، كالمواليا، والقوما، وكان وكان، والحماق.
ومنذ ذلك الوقت، احتفى المشارقة بهذا الشكل الجديد وأخذوا يتوسعون في النظم به. ولا نكاد نصل إلى القرن السابع الهجري حتى نجد أن الزجل قد شاع بين أدباء مصر والشام والعراق، وكأنما كان على كل مشتغل بفن القول أن يُدلي بدلوه، ويثبت مهارته في النظم بالزجل. وتتتالى أسماء من ينظمون الزجل من الأدباء والشعراء منذ ذلك الحين، فنقرأ عن: علي البغدادي (ت684هـ) في العراق، وابن النبيه (619هـ) وابن نباتة (ت 718هـ) في مصر، وأحمد الأمشاطي (ت 725هـ) وعلي بن مقاتل الحموي (761هـ) في الشام، وغيرهم.
ومن ثَمَّ صار نظم الزجل أمرًا مقبولاً في البيئة الثقافية، وأصبح فقرة مرغوبًا فيها في مجالس الأدب. وهكذا انضم الزجالون إلى البلاط الأدبي لأمراء وسلاطين العصر المملوكي في مصر والشام، حتّى صار من الزجالين مَن تولىّ الوزارة، مثل: محمد بن سليم المصري (ت 707هـ) وابن مكانس القبطي (794هـ).
الزجل في مصر. يُجمع دارسو الأدب العربي ومؤرخوه على أن الديار المصرية هي التي هيّأت للزجل موئلا كفل له الاستقرار والاستمرار. ففي مصر، اتسعت حركة الزجل وتنوّعت مجالات النظم به. وفيها عكف ناظمو الزجل على تجويده وتنمية قوالبه وأساليبه الفنية. وفيها ظهر من ناظمي الزجل مَن انقطع لتأليف الأزجال وأصبح مختصًّا به ومتفرغًا له. ومن أوائل الزجالين الذين اشتهروا بذلك: إبراهيم الحائك المعمار (ت 749هـ) ثم أبوعبد الله الغباري (ت 762هـ).
... / ...
يتبع
مرزوق عضو مجاهد
الجنس : عدد المساهمات : 679نقاط : 982السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 04/01/2012
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الجمعة سبتمبر 27, 2013 3:40 am
تاريخ الزجل ونقده
كان لظهور الزجل وانتشار النظم به أثرهما، ليس على المستوى الإبداعي فحسب، بل على مستوى الكتابة حول الزجل أيضًا، وذلك بتناول جوانب من تاريخه أو ظواهره أو قواعد نظمه أو خصائصه الغنية أو دوره الاجتماعي.
والفاحص للمؤلفات العربية التي وصلتنا منذ القرن السادس الهجري، وخاصة المؤلفات التي عنيت بالحركة الأدبية والفنية، يجد مادة تاريخية مفيدة حول الزجل والزجالين. ومع أن تجميع هذه المادة وضمها يساعدنا في تكوين تصوّر عن ظهور الزجل ونموّه، إلا أنها تظل في حدود الإشارات غير الوافية.
ولكن، ولحسن الحظ، يصلنا من القرن الثامن الهجري مصدر أكثر استقصاء، وهو كتاب العاطل الحالي والمرخص الغالي لمؤلفه صفيّ الدين الحِلِّي (ت 750هـ). انظر: العاطل الحالي. وقد مارس المؤلف نظم الزجل واحتك بالزجالين خلال تجواله الطويل بين حواضر مصر والشام والعراق. وقد هيأ له كل هذا إمكانية نقل كتابته من مستوى إيراد المعلومات والأخبار إلى مستوى التأريخ لحركة الزجل حتى أيامه، والاجتهاد في تأسيس قواعد لنظم الزجل. ومن بدايات القرن التاسع الهجري يصلنا كتاب آخر، يتابع العاطل الحالي، وهو كتاب بلوغ الأمل في فن الزجل لمؤلفه ابن حجة الحموي (ت 837هـ). وابن حجة، أيضًا، كان ينظم الزجل وخالط الزجالين متنقلا بين الشام ومصر. وما زال الكتابان مصدرين يرجع إليهما الدارسون لتاريخ الزجل وقواعد نظمه.
أما في العصر الحديث، فقد كان لانتشار الزجل وصلته بالحركة الوطنية أثرهما في تنامي الكتابة النقدية حول الزجل. فظهرت مقالات تعريفية في الصحف والمجلات وفي مقدمات دواوين الزجالين. ثم خُصّ بعض الزجالين المتميزين بمقالات نقدية تبيّن دور أزجالهم ووسائلها البلاغية. ثم تصبح الكتابات النقدية حول الزجل أكثر تعمقا في الدوريات المتخصصة وبعض الأطروحات الجامعية، وخاصة أنه قد أسهم في الجدل حول الزجل ما أثاره الباحثون الأجانب من آراء ونظريات. الزجل في العصر الحديث. مع قيام النهضة العربية الحديثة، انتقل الزجل إلى طور جديد. فقد تبنى الزجل فئة من المثقفين الذين كانوا فصيلاً في حركة النهضة الوطنية. وقد جهدوا في تنمية أدوات الزجل ووسائله الفنية للاستفادة من إمكاناته في تيسير توصيل أفكارهم إلى جمهورهم المُبْتَغى، وهو جمهور أوسع، ولاشك، من دائرة مثقفي الخاصة. كما عملوا على تخليص الزجل من الركاكة والتكلُّف اللذين رانا عليه من عهود الانحدار السابقة، وعلى فك إساره من أيدي فئة الأدباتية الذين تدنوا به إلى مستوى استخدامه في التسوّل والابتزاز.
وبنهاية القرن الثالث عشر الهجري، تتابعت سلسلة من أسماء الرواد الثقافيين الذين طوعوا الزجل في اتجاهات متنوّعة. ومن أعلام هذه السلسلة المتواصلة: عبدالله النديم، ويعقوب صنّوع، ومحمد عثمان جلال. أما خير ممثل لتمام النقلة النوعية التي انتقلها الزجل فهو محمود بيرم التونسي (ت1380هـ). انظر: التونسي، محمود بيرم. وهو الذي أعلى من مكانة الزجل في الحياة الثقافية، وأكسبه قدرات فنية مكّنته من الامتداد إلى آفاق جديدة. وعلى يديه تكاملت الجهود في جعل الزجل أداة درامية مقبولة في الوسائط المستحدثة: في المسرح الغنائي أو في حلقات الإذاعة المسموعة والمرئية.
وفي سياق حركة الزجل الناشطة هذه، استفاد الزجل من الإمكانات المتجددة للطباعة والنشر واتساع قاعدة القارئين. فتوالى نشر دواوين الزجالين، وعنيت بعض الصحف بنشر الأزجال، وصدرت بعض الدوريات التي تعتمد على المادة الزجلية في المقام الأول.
غير أن اسم الزجل لم يحظ بالذيوع والتكرار إلا على أيدي الكُتَّاب والإعلاميين في لبنان، وخاصة في ثمانينيات القرن الرابع عشر الهجري. وهم لا يستعملون الاسم ليدل على المصطلح المحدد بشكل من النظم بعينه، وإنما استعملوه لكي يشير إلى كل نظم باللهجات اللبنانية المحلية. وهكذا انطوى تحت هذا الاسم: العتابا والميجنا واليادي يادي والروزانا والموال، بل والأشكال الفولكلورية كهدهدة الأطفال وأغاني العمل، وأيضًا الشعر الحديث الذي ينظمه المثقفون بالعامية، فاعتُبر إنتاج شعراء مثل ميشال طراد وأسعد سابا من الإنتاج الزجلي. وإمعانًا في تأصيل خصوصية الزجل اللبنانية قيل: "إن الزجل سرياني اللحن في أول عهده، وعربيُّه فيما بعد".
ومثل هذا الحماس والتوسّع والأقوال المرسلة، وإن كانت مظهرًا من مظاهر الاهتمام بالزجل، إلا أنها كانت مثارًا للخلط واضطراب المفاهيم، الأمر الذي آذن بتراجع الزجل ووقوفه الآن موقف الدفاع في مواجهة مؤثرات الحياة الثقافية العربية الحالية، وإن بدا بعضها متناقضًا. ويبرز أهمها، بالنسبة للزجل، في المؤثرات التالية:
1- حملة دُعاة الفصحى ضد كل أشكال التعبير باللهجات الدارجة أو العامية.
2- الالتفات إلى المأثور الشعبي (الجَمْعِي، الفولكلوري)، وخاصة الجانب القولي منه، وعلى الأخص بعض أشكال النظم منه.
3- تركيز مثقفي كل قطر عربي على شكل بعينه من أشكال النظم في إحدى اللهجات الدارجة في جهة من جهاته، واعتباره حاملاً لخصائص القطر المتميزة ومعبرًا عن ذاتيته المتفردة. كما حدث، مثلاً، مع الشعر النبطي في المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربية.
4- ظهور الاتجاه الجديد في النظم باللهجات الدارجة، والذي عُرف باسم شعر العامية، الذي يبتعد عن أرض الزجل وأضرابه متحركًا نحو أرض الشعر الحُرّ المعاصر.
*****************
انتهى
مرزوق عضو مجاهد
الجنس : عدد المساهمات : 679نقاط : 982السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 04/01/2012
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الجمعة سبتمبر 27, 2013 3:52 am
الزجل موضوع صغير في مواضيع [[اللغة العربية]]، ورغم أن الزجل المنتشر في بعض [[البلاد العربية]] ترجع جذوره إلى [[الأندلس]]، فإن الاهتمام الأكاديمي به ضعيف، وربما يرجع السبب في ذلك إلى عدم تقيده [[الإعراب|بالإعراب]]، وبالتالي عدم وصوله إلى الفهم المشترك لل[[عرب]].
وربما تكون أبرز الصعوبات في دراسة الزجل الأندلسي، عدم فهم الأزجال بشكل كامل، فهي مكتوبة ب[[لهجة أندلسية]]، وهي منقرضة حاليا كما هو معروف.
== تعريف الزجل == {{طالع أيضا|زجل}} === لغويا === استخدمت مفردة (زجل) في [[اللغة العربية]] قبل أن يصطلح على استخدامها لفن الزجل الشعري، وسنستفيد من تتبع بعض المواضع التي وردت فيها قبل نشوء فن الزجل الشعري، لندرك السبب في اختيار مفردة (زجل) اسما لهذا الفن الشعري.
1- الدلالة الأولى: الرمي، عرف [[ابن المنظور]] مفردة (الزجل) بتسكين الجيم بقوله: "الرمي بالشيء تأخذه بيدك فترمي به"، ومنه زجل الشيء يزجله وزجل به زجلا وزجلت به، ومن الأقوال الدلالة على استخدام مفردة (زجل) بهذا المعنى الحديث: "أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها فقتله" أي رماه بها، وحديث الصحابي [[عبد الله بن سلام]]: "فأخذ بيدي فزجل بي" أي رماني ودفع بي، وقال الشاعر: بتنا وباتت رياح الغور تزجله... حتى استتتب تواليه بأنجاد الغور: تهامة، وأنجاد: جمع نجد، وتزجله: أي تدفعه <ref>http://www.islamicbook.ws/adab/amali-alqali-005.html</ref>، ويقال: "لعن الله أما زجلت به"، "وزجلت الناقة بما في بطنها زجلا" أي رمت به.
2- الدلالة الثانية: (الزجل) بفتح الجيم، الصوت الصادر من الجمادات، وعرفتها [[الموسوعة العربية العالمية]] بـ"درجة معينة من درجات شدة الصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء"، ومن ما ورد في ذلك من الأقوال، قولهم: "سحاب زجل": إذا كان فيه الرعد، و"غيث زجل": لرعده صوت، و"نبت زجل": صوتت فيه الريح، ونجد شعرا للأعشى منه قوله: تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل، أي ريح مصوته، وقول [[أبو الرضا المعري]] <ref>أبو الرضا المعري: (ت480) عبد الواحد بن الفرج بن نوت. أبو الرضا المعري.</ref>
: عبرت بربع من سياث فراعني به زجل الأحجار تحت المعاول<ref>الوافي في الوفيات - نسخة إلكترونية.</ref>
أي الصوت الصادر من جراء ضرب الأحجار بالمعاول.
3- الدلالة الثالثة: اللعب والجلبة ورفع الصوت، وخص به التطريب، كما جاء في معجم [[لسان العرب]] لابن المنظور، أو رفع الصوت المرنم كما جاء في [[الموسوعة العربية العالمية]]، فكان يطلق على صوت الحمام، ثم الصوت البشري المطرب. ومما ورد فيه من الأقوال، حديث [[الرسول محمد]]: "نزلت علي [[سورة الأنعام]] جملة واحدة، وشيعها سبعون ألفا من [[الملائكة]] لهم زجل بالتسبيح والتحميد"، وأنشد [[سيبويه]]: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو زمير، وربما قصد به الغناء، فقيل: وهو يغنيها غناء زاجلا، "وقد يؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعنى الصوت العالي المنغم أن كلمة زجالة مازالت تطلق، في بعض الواحات المصرية، على جماعة من الشباب الذين يجتمعون في مكان بعيد ليؤدوا [[الرقص]] و[[الغناء]] الصاخب بمصاحبة آلاتهم الموسيقية" <ref name="ReferenceA">الموسوعة العربية العالمية، ج14، مادة/ شعر.</ref> === اصطلاحيا === يحاول [[صفي الدين الحلي]] <ref>صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م) عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم.</ref> في كتابه (العاطل الحالي والمُرخَص الغالي) إيجاد تعليل للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي، فيقول: "وإنما لا يلتذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغنى به ويصوت فيزول اللبس بذلك".
وهكذا غدت كلمة زجل في الدوائر الأدبية والغنائية مصطلحا يدل على شكل من أشكال النظم العربي، وأداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقة أساسا من أوزان [[العروض]] العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بها منظوماته مع الأداء الصوتي للهجات، ويتيح هذا الشكل من النظم تباين [[الأوزان]] وتنويع [[القوافي]] وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومة الزجلية، غير أنه يلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من [[الوزن]] و[[القافية]] وعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزجلية الواحدة <ref name="ReferenceA"/>.
ونجد تعريفا أكثر تحديدا لأحمد مجاهد يعرف فيه الزجل بـ"شعر عامي لا يتقيد بقواعد اللغة، وخاصة الإعراب وصيغ المفردات، وقد نظم على أوزان البحور القديمة، وأوزان أخرى مشتقة منها" <ref>مقال الزجل، موقع جريدة الشروق الإليكتروني، يونيو 2009. رابط http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=53038</ref>.
ويظهر أن تعريفات الزجل لا تختلف عن تعريفات [[الشعر]]، والجدل الدائر حولها، إلا باستخدامها [[اللهجات العامية]]، وترك [[الفصحى]]، وهو ما عبر عنه [[صفي الدين الحلي]] بقوله -متحدثا عن موضوع كتابه (العاطل الحالي) وهو الفنون العامية- : "هذه الفنون إعرابها لحن، وفصاحتها لكن، وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب فيها حرام، وصحة اللفظ بها سقام، يتجدد حسنها إذا زادت خلاعة، وتضعف صناعاتها إذا أودعت من النحو صناعة، فهي السهل الممتنع، والأدنى المرتفع" <ref name="المرجع السابق">المرجع السابق.</ref>.
== نشأة الزجل ==
هناك قصة مشهورة حول نشأة الزجل يتداولها كثير ممن أرخ لهذا الفن، مضمون القصة أن أبو بكر بن قزمان (ت555هـ) عشق غلاما مليحا يدرس في الكتاب، فعاقبه الشيخ، لينشد [[ابن قزمان]]:
الملاح ولاد أمارة والوحاش ولاد نصاره
وابن قزمان جا يغفر ما قبل له الشيخ غفارة
فقال له الشيخ :"هجوتنا يابن قزمان بكلام مزجول" أي كلام مقطع.
ربما تدلنا هذه القصة على الدور الكبير الذي لعبه [[ابن قزمان]] في تدوين الزجل، وتخليده، حتى إن [[تقي الدين الحموي]] (ت737هـ) مؤلف كتاب (بلوغ الأمل في فن الزجل)، يقول:"ولهذا -عدم تمكنه من منافسة أدباء الفصحى- عدل قبلة المغرب، وهو الإمام أبو بكر ابن قزمان تغمده الله برحمته، واخترع فنا سماه الزجل، لم يسبق إليه، وجعل إعرابه لحنه، فامتدت إليه الأيادي، وعقدت الخناصر عليه"<ref name="بلوغ الأمل، ص52">بلوغ الأمل، ص52</ref>، ولكننا لا نستطيع القبول بهذا لعدد من أسباب، منها أن فكرة تأسيس فن شفهي، يقوم به شخص واحد، أصبحت فكرة غير مقبولة، فقد أظهرت الدراسات الحديثة، أن أمثال هذه القصص، هي تعابير أسطورية، يستخدمها الأولون بكثرة ويصدقونها، ولا يمكن أن تؤخذ على محمل الحقيقة الكاملة، وإذا عدنا للقصة السابقة، نجد أن ابن قزمان ذاته في مقدمة ديوانه يتحدث عن زجالين سابقين، كما يتحدث عن الزجل وإضافاته عليه، مما يدل على وجود الزجل قبل ابن قزمان، ومما قاله في هذا السياق: "ولما اتسع في طريق الزجل باعي، وانقادت لغريبه طباعي، وصارت الأيمة فيه حولي واتباعي، وحصلت منه على مقدار لم يحصله زجال، وقويت فيه قوة نقلتها الرجال عن الرجال، عندما أثبت أصوله، وبينت منه فصوله، وصعبت على الأغلق الطبع وصوله، وصفيته عن العقد التي تشينه، وسهلته حتى لان ملمسه، ورق خشينه، وعديته من الإعراب، وعريته من التخالين والاصطلاحات، تجريد السيف من القراب، وجعلته قريبا بعيدا، وبليدا غريبا، وصعبا هينا، وغامضا بينا،..."<ref name="مقدمة ديوان ابن قزمان">مقدمة ديوان ابن قزمان.</ref> وعلى هذا المنوال يستمر ابن قزمان في وصف تطويره لفن الزجل، وبغض النظر عما يعتقد أنه مبالغات صدرت من ابن قزمان، في وصفه السابق، والتي قد يفهم منها البعض أنه رائد الزجل، إلا أننا لا نجد فيها إلا فخره ببلاغة أزجاله، ربما باستثناء قوله "أثبت أصوله، وبينت منه فصوله"، بل إن [[تقي الدين الحموي]] مؤلف كتاب (بلوغ الأمل في فن الزجل) يورد زجلا لابن قزمان، أعرب فيه بعض الألفاظ رغم قوله "وعديته من الإعراب"، وهو قوله:
شرب الخمر المحتسب وزنا قاضي المسلمين أت<ref>أت: أنت، بلوغ الأمل، ص58</ref> هو السبب
سيدي ليه جعلت ذا محتسب
ومحكم في أمر أهل الأدب
وهو زاني زنيم كثير الزنا<ref>بلوغ الأمل، ص58.</ref>
حيث فتح (الياء) في الاسم المنقوص (قاضي)، وفتح (النون) في (المسلمين)، وهذه من علائم الإعراب، وبدون تحريكها يخطئ الوزن، وغيرها كثير مما أعرب فيه ابن قزمان، وهذا ما يقلل مصداقيته في مدحه لزجله في خطبة ديوانه.
وتطرق ابن قزمان في مقدمة ديوانه إلى الزجالين السابقين، وقال فيهم: "ولقد كنت أرى الناس يلهجون بالمتقدمين، ويعظمون أولئك المتقدمون، يجعلونهم في السماك الأعزل، ويرون لهم المرتبة العليا والمقدار الأجزل، وهم لا يعرفون الطريق، ويذرون القبلة ويمشون في التغريب والتشريق، يأتون بمعاني باردة، وأغراض شاردة"<ref name="مقدمة ديوان ابن قزمان"/>، وقد ذكر ابن قزمان أحد هؤلاء السابقين بالاسم وهو ابن راشد، وقيل إن اسمه مخلف بن راشد، والغريب أن [[تقي الدين الحموي]] أعاد طرح السؤال حول نشأة الزجل بعد خمسين صفحة من الإجابة للمرة الأولى، وفي ذات الكتاب، حينما حسم الجواب بأن مخترع الزجل ابن قزمان، والآن يقول في (بلوغ الأمل) صفحة101: "واختلفوا فيمن اخترع الزجل،...، وقيل: بل مخلف بن راشد، وكان هو إمام الزجل قبل ابن قزمان، وكان ينظم الزجل بالقوي من الكلام، فلما ظهر ابن قزمان ونظم السهل الرقيق مال الناس إليه، وصار هو الإمام بعده، وكتب إليه ينكت عليه في استعمال يابس الكلام القوي:
زجلك يابن راشد قوي متين
وإن كان هو بالقوة فالحمالين
يريد: إذا كان النظم بالقوة فالحمالون أولى به من أهل الأدب"، وهكذا نجد ابن قزمان يذكر زجالين سبقوه، عظمهم الناس، فهم مشاهير وأعلام، إلا أن رأي ابن قزمان مخالف لهم لأسباب نقدية بحته، فرأي ابن قزمان لا يقدم حقائق ومعلومات، بل هو يمثل وجهة نظره النقدية لا أكثر، بينما الحقائق والمعلومات التي يقدمها هي أن الزجالين السابقين عليه، مشاهير وعرفوا بتقديم فن بليغ ورفيع.
وربما يكون مرجع ارتباط فن الزجل بشخصية ابن قزمان، يعود إلى تدوين ابن قزمان لديوانه، ومن غير المعتاد التدوين باللهجة العامية، فلا يدون إلا باللفظ الصحيح المعرب، حتى إن أحد شيوخ [[مصر]]، واسمه برهان الدين المعمار، كان يحب نظم الشعر، ونكت الأدب، إلا أنه ليس من فرسان العربية، فأنشأ شعرا ملحونا، "فاستحلوا على زايد [[النيل]] زايده، ونقل عن الشيخ جمال الدين [[ابن نباتة المصري]]<ref>ابن نباتة (686-768ه = 1287-1366م) محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري، أبو بكر، جمال الدين، ابن نباتة.</ref> أنه قال: قطعنا المعمار بمقاطيعه"،<ref name="بلوغ الأمل، ص52"/> مع الأخذ في الاعتبار أن ابن قزمان كتب مقدمة ديوانه العامي باللغة العربية الفصحى، فنحن إذن أمام شاعر من طراز خاص، فقد جمع قصائده بنفسه، أو جمعت في حياته على أقل تقدير، كما أنه كتب مقدمة لديوانه، وهذا نادر في تاريخ الشعر العربي، وديوان ابن قزمان هو ديوان الزجل الوحيد الذي وصل إلينا كاملا، فلا يوجد ديوان زجل لزجال غيره، وما وصلنا من أزجال الزجالين الآخرين مرويات تناثرت في المؤلفات التي كتبت عن الزجل، وهي قليلة، وربما ورد بعضها في مؤلفات أدبية أو تاريخية، كالأزجال التي وردت في (مقدمة ابن خلدون) والأزجال التي وردت في كتاب [[لسان الدين بن الخطيب]] المعنون بـ(الإحاطة في أخبار غرناطة).
وهكذا فإن الآثار الزجلية الأندلسية، شحيحة للغاية، قياسا على ما يجدر بفن ما أن يخلفه، وغالب الأزجال الموجودة حاليا هي أزجال ابن قزمان، فنجد زجالا واحد يعدل بأزجاله المدونة جميع أزجال الزجالين الآخرين من الناحية الكمية، يلاحظ هذا عند النظر لديوان ابن قزمان الضخم، ونظرا لهذه الحالة الشاذة، فإن النقاد والدارسين المتأخرىن لفن الزجل، والمعتمدين على الكتب والمذكرات المدونة، لم يكن أمامهم سوى ربط فن الزجل بابن قزمان، واستصعاب أي دراسة لفن الزجل بمعزل عنه.
وقد نقل [[المقري]] في كتاب ([[نفح الطيب]]) عن أهل [[الأندلس]] قولهم: "ابن قزمان في الزجالين بمنزلة [[المتنبي]] في الشعراء ومدغليس بمنزلة [[أبي تمام]]"<ref>عجالة في تاريخ الزجل والزجالة، ص3. (وفق إعدادات الطباعة)</ref>، ولا شك أن [[المتنبي]] بعيد عن نشأة الشعر، وإنما قد يشار إلى أنه أوصل [[الشعر]] إلى ذروته، وهذا أيضا ما دلت عليه الإشارات نحو ابن قزمان، منها قول [[ابن خلدون]]: "وأول من أبدع هذه الطريقة الزجلية أبو بكر ابن قزمان، وإن كانت قيلت قبله بالأندلس، لكن لم يظهر حلاها، ولا انسكبت معانيها واشتهرت رشاقتها إلا في زمانه"<ref>مقدمة ابن خلدون، ص696.</ref>، وقد يكون [[ابن خلدون]] قصد بقوله "أبدع" أي جاء بالزجل البديع، وليس أنه أنشأ أو خلق، لأنه في الجملة التالية مباشرة قال:"وإن كانت قيلت قبله بالأندلس"، إلا أن كثيرا من المؤرخين السابقين أو المعاصرين يصفون ابن قزمان بأنه مخترع الزجل، كقولهم: "الذي اتفق عليه الجمهور أن أول من تناشد به ابن قزمان"<ref>الزجل في المغرب، ص550.</ref>، وقد يكون سبب اقتران ابن قزمان بنشأة الزجل عندهم، هو كما سلف، قلة المدونات الزجلية الأخرى، فيلجئون بالتالي إلى تكرار الأفكار والمقولات، لعدم وجود مواد يمكن لأجلها استكثار الباحثين، واستخراج الجديد منها. ولا نستطيع تحديد وقت نشأة فن الزجل بدقة، إلا أن القرنين الثالث والرابع الهجريين، من أقرب الاحتمالات لنشأته، ويسند اختيار هذا التوقيت عادة إلى حدث وقع فيه، وهو: سيطرة المرابطين على الأندلس فبروز [[اللهجة الأندلسية]].
دخل [[المرابطون]] [[الأندلس]] عام479هـ، بعد انتصارهم في [[معركة الزلاقة]]، التي شنوها لنجدة [[ملوك الطوائف]] من الهجمات المسيحية، والمرابطون من شعوب [[البربر]] الإفريقية، التي لم تستعرب، ورغم أنهم من [[المسلمين]] المتحمسين، إلا أن حكمهم للأندلس ربما غير شيئا من وضعه اللغوي، فعلى مستوى السلطة كان [[العرب]] حكام [[الأندلس]] منذ سيطرة المسلمين عليه، وما جاء بعده من انبعاث علمي وثقافي وأدبي، كان باللغة العربية، نظرا لرعاية الحكام [[العرب]] أو حتى المستعربين<ref>أي كل من نطق [[العربية|بالعربية]] ولا نعني هنا الفئات التي اصطلح على تسميتهم بالمستعربين.</ref>، وعلى المستوى الشعبي كان هناك عدد من اللغات المتباينة، هذا الاختلاف في الألسن مع وجود التواصل، سيتطور طبيعيا إلى [[لغة]] أو [[لهجة]] جديدة مختلفة، تكون قد اختمرت بعد ثلاثة قرون تقريبا، ووصفها [[ابن خلدون]] بالحضرية والمستعجمة<ref>مقدمة ابن خلدون، ص696</ref>، لتأتي دولة المرابطين، فتسقط الحكم العربي، تاركة متنفسا لظهور آداب وفنون هذه اللهجة العامية، التي كانت عند العامة، ومنها الزجل، ولكنها مجهولة عندنا بسبب نمط التأريخ الذي يركز على النخب، فقد ورد مثلا، نص في كتاب معنون بـ(جميع نواميس الكنيسة والقانون المقدس) منسوخ سنة 437هـ-1046م جاء فيه: "لا يجوز للقلارقيين<ref>القلارقيين:Clerigos أي: رجال الكنيسة، الزجل في المغرب للجراري، ص47،48،49، (الهامش).</ref> أن يحضروا الملاهي والزجل في العرائس والمشارب بل يجب عليهم الانقلاب قبل دخول تلك الأطراب والأزقان والتنحي عنهم"<ref>الزجل في المغرب للجراري، ص47،48،49.</ref>، هذا النص المدون قبل دخول المرابطين الأندلس بأكثر من أربعين عاما، وقبل وفاة [[ابن قزمان]] بأكثر من مئة عام، يبين ليس فقط وجود الزجل بل فرض قوانين وتعاليم متعلقة به.
وحين سقط [[ملوك الطوائف]]، بعد [[معركة الزلاقة]] بأربع سنين، ومنهم [[المعتمد بن عباد]]، وحكم الأندلس [[المرابطون]] حكما مباشرا، انتشر الزجل حتى اكتسح [[الشعر الفصيح]]<ref>الأدب الأندلسي، [[مصطفى الشكعة]]، ص451.</ref>، طمعا بجوائز المرابطين الذين لا يفهمون الشعر العربي الفصيح، وتذكر هنا قصة طريفة تدل على هذا المعنى، وهي أن [[يوسف بن تاشفين]] لما انصرف إلى حاضرة ملكه [[إفريقيا|بإفريقيا]]، بعد أن صد [[المسيحيين]]، عن [[ملوك الطوائف]] بمعركة الزلاقة، كتب له المعتمد رسالة تضمنت بيتين من نونية [[ابن زيدون]]، هما:
بنتم وبنا فما ابتلـت جوانحنا شوقــــا إليكم ولا جفت مآقينا
حالت لفقدكــــم أيامنا فغدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
فلما قرأ البيتان على ابن تاشفين قال للقارئ: يطلب منا جواري سودا وبيضا، فأجابه القارئ: لا يا مولانا، ما أراد إلا أن ليله كان بقرب أمير المسلمين نهارا لأن ليالي السرور بيضا، فعاد نهاره ببعده ليلا لأن أيام الحزن أياما سودا، فقال: والله جيد، اكتب له في جوابه: إن دموعنا تجري عليه، ورؤوسنا توجعنا من بعده<ref>المرجع السابق، ص448.</ref>.
وقد عاد ابن تاشفين إلى [[الأندلس]] فخلع المعتمد عن ملكه، وقتل أولاده، ثم نفاه وسجنه هو وعائلته [[أغمات|بأغمات]] في القصة المشهورة، ثم حكم الأندلس حكما مباشرا، مما أضعف الآداب الفصيحة المعتمدة كثيرا على النخب الحاكمة، فجنح بعض الشعراء إلى إنشاء الزجل السهل الفهم، حتى يضمنوا لفنهم سوقا رائجة، إلى أن جاءت مرحلة [[ابن قزمان]] وبدأ تدوين الزجل، والتدوين عنه، في القرون الخامس والسادس والسابع والثامن، كما أصبح بعض الوزراء ينظمون الزجل ويؤرخون للزجالة، كالوزير [[لسان الدين بن الخطيب]]، فمن أزجاله قوله:
امزج الأكواس واملالي تجدد ماخلق المال إلا أن يبدد
وقوله:
البعد عنك يا بني أعظم مصايبي وحين حصل لي قربك سببت قاربي<ref>مقدمة ابن خلدون، ص699.</ref>.
ودام بقاء الزجل حتى آخر أيام الوجود العربي في الأندلس<ref name="أبحاث في الأدب الأندلسي، ص40">أبحاث في الأدب الأندلسي، ص40.</ref>.
فالموشح هو كلام منظوم في بنية مختلفة عن [[الشعر العمودي]] الموحد [[الوزن]] و[[القافية]]، وهو في مبناه هذا مشابه للزجل، كما أنه مشابه له في غلبة استخدامه للغناء، وارتباطه بالآلات الموسيقية.
وأما [[الشعر الملحون]] ويسمى أيضا [[القصيد الزجلي]]، فهو شعر موحد الوزن والقافية، إلا أنه بلغة مختلفة، لغة عامية، غير معربة.
ويبدو أن [[الشعر الزجلي]] أو [[الشعر الملحون]] أقرب إلى الزجل من [[الموشح]]، حتى إن بعض المراجع لا تفرق بينهما، مثل [[صفي الدين الحلي]] الذي عد قصائد [[مدغليس]] الثلاث عشرة التي وجدها في ديوانه أزجالا، ولم ينتبه لتسمية [[الأندلسيين]] لهذا اللون "شعرا ملحونا"، وأن الزجل لديهم ذو دلالة مخالفة، أما [[ابن سعيد الأندلسي]]<ref>ابن سَعِيد الأندلسي (610-685هـ) (1214-1286م) علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك ابن سعيد.</ref> فيورد لأحدهم زجلا ثم يورد للزجال نفسه نموذجا يميزه باسم الشعر الملحون والفرق بينهما في ابتعاد الزجل عن شكل القصيدة، لا بقاؤه قصيدة سقطت منها الروابط الإعرابية، فإن كانت آية الزجل إسقاط [[الإعراب]]، فليس كل ما جرد من الإعراب سمي زجلا<ref>تاريخ الأدب الأندلسي لإحسان عباس، ص253.</ref>.
إلا أن في رأي [[صفي الدين الحلي]] ما يستعين به بعض النقاد في تأييد القول بأسبقية الشعر الزجلي على الزجل، واشتقاق الزجل منه وليس من الموشح، مستشهدين بقول الحلي: "وهذه القصائد لما كثرت واختلفت، عدلوا عن الوزن العربي الواحد إلى تفريع الأوزان المتنوعة، وتضعيف لزومات القوافي، ليكون ذلك فنا لهم بمفردهم، وذلك لأنهم لما لحنوا تلك القصائد بألحان طيبة السماع، رائقة في الأسماع، متناسبة في الأنغام والإيقاع، اضطر جدول كل منهم إلى شط ينتهي إليه، ومقطع يقف الدور عليه، وكانت همتهم الشريفة، وطباعهم اللطيفة، ناهضة بالجمع بين أصول الطرب، وصحة أوزان العرب، ولم يكن لهم اطلاع على ما اخترعته الأعاجم من تلفيق الترانات والأوزان والأوانكشتات، المتمم به نقص الأدوار والسربندات"<ref name="أبحاث في الأدب الأندلسي، ص47">أبحاث في الأدب الأندلسي، ص47.</ref>، والذين يستدلون بنص الحلي يرون أن طبيعة الأشياء هي التي تقرر أن الانتقال يكون عادة من السهولة إلى الصعوبة، تدرجا، ومن البساطة إلى التعقيد، من بساطة في التركيب متمثلة بوحدة الوزن والقافية في القصيدة الزجلية، إلى ما اتصف به الزجل من تعقيد تمثل بتعدد الأوزان واختلاف القوافي في الأقفال والأدوار، مع اشتراك الفنيين في الأغراض وفي اللغة وأساليب التعبير<ref>المرجع السابق، ص47.</ref>، وبتأكيد قاطع، يقول [[مقداد رحيم]]<ref>د.مقداد رحيم: شاعر وناقد وأستاذ جامعي عراقي، ولد ببغداد في العام 1953.</ref>: "ومهما يكن من أمر، فإن الشعر الزجلي أسبق من الزجل في النشأة"<ref name="أبحاث في الأدب الأندلسي، ص47"/>.
والقول بهذا الرأي يبنى عليه أسبقية [[الزجل]] على [[الموشح]]، فإذا كان اختراع الزجل مر بهذه المراحل، فإن الموشح بالتأكيد لم يبدأ من جديد بنفس الحكاية، فيكون مشتقا من [[الشعر العمودي]]، ليصل إلى نفس هيكل الزجل تماما، فهذه ستكون صدفة صعبة، بل الأقرب أن الموشح سيكون فقط تعريبا للزجل، وهذا ما لا يتفق مع رأي فريق آخر من المؤرخين، ك[[ابن خلدون]]، الذي يرى الموشح سابقا للزجل، وندرك هذا في قوله: "ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته، وتنميق كلامه، وترصيع أجزاءه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية، من غير أن يلتزموا فيه إعرابا، واستحدثوا فنا سموه بالزجل، والتزموا اللفظ فيه على مناحيهم، لهذا العهد، فجاءوا فيه بالفرائد، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة"<ref>دراسات في الأدب الأندلسي، سامي العاني.</ref>.
ويدعم قول [[ابن خلدون]] ما صرح به ابن قزمان بنظم زجلة له على عروض موشح معروف واستعار الخرجة منه، ومنه قوله:
ريت وحد النهار خرج بالكميت وفي قلب من اجل مما دريت
قلت فيه ذا الزجل كما قد رويت عرض التوشيح الذي سميت
عقد الله راية النصر لأمير العلا أبو زكري
وهي خرجة مأخوذة من موشح ل[[ابن باجة]] "عقد الله راية النصر لأمير العلا أبي بكر"<ref>تاريخ الأدب الأندلسي لإحسان عباس، ص264.</ref>.
وإذا كان المعتاد في الموشحة أن تكون خرجتها عامية أو أعجمية، فإن المعتاد في الزجلة أن تكون خرجتها معربة، وهو ما كان يفعله [[ابن سناء الملك]]<ref>ابن سناء الملك: (545 هـ - 608هـ) هبة الله بن جعفر ابن سناء الملك.</ref> حيث يفرق بين الزجل والموشح بقرينة لطيفة، وهو أنه جعل في آخر غالب موشحاته خرجة مزجلة تكون من نظم أئمة الزجالة، وغالب أئمة الوشاحة فعلوا ذلك ليظهر الفرق<ref>بلوغ الأمل، ص61.</ref>، وذلك لأن الفنيين يتداخلان أحيانا بسبب عيب يسمى التزنيم، وهو في الزجل [[الإعراب]]، وفي الموشح [[اللحن]].
"وعند الجميع أن التزنيم في الموشح أقبح منه في الزجل، لأن من أعرب في الملحون فقد رد الشيء إلى أصله، ومن لحن في المعرب فقد زل وخالف"<ref>المرجع السابق، ص61.</ref>.
== أعلام الزجالة الأندلسيون ==
تعد المصادر الأندلسية عددا من الزجالة، ف[[ابن سعيد الأندلسي]] تحدث عن سبعة عشر زجالا في كتابه ([[المغرب في حلي المغرب]])،وعن ثمانية زجالين في كتابه (المقتطف من أزاهر الطرف)، وعن ثلاثة زجالين في كتابه (اختصار القدح المحلى في التاريخ المحنى)، ولم يفته التحدث عن [[ابن قزمان]]، في كتابه (رايات المبرزين وغايات المميزين)، وهؤلاء الزجالة يمثلون القرنيين السادس والسابع الهجريين<ref name="أبحاث في الأدب الأندلسي، ص40"/>. و[[لسان الدين ابن الخطيب]] نص على ذكر ستة زجالين من القرون السادس والسابع والثامن، توفي آخرهم سنة 761هـ، وذلك في كتابه ([[الإحاطة في أخبار غرناطة]])<ref>المرجع السابق، ص40.</ref>.
وسوف نكتب في هذا الفصل نبذا عن أبرز الزجالة في الأندلس، نبدأها بإمام الزجالة، أبو بكر ابن قزمان:
=== [[ابن قزمان]] (ت550) === {{مقال تفصيلي|ابن قزمان}} "اسم ابن قزمان غير عربي وجرسه أسباني بحت، ويخبرنا أصحاب التراجم أن بني قزمان يرتفع نسبهم من غير شك إلى مولد عرف باسم ابن قزمان الزهري، وكان مقام بني قزمان في [[قرطبة]] منذ القرن الرابع على الأقل.
وأصحاب التراجم مقلون جدا في أخبار ابن قزمان، فلا مناص من جمع حياته من آثاره، ولو أن الذي نجمعه قليل.
اسمه أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك ويلقبه بعضهم بلقب الأصغر، تمييزا له عن سمي له هو عمه أبو بكر محمد بن عبد الملك الأكبر، وكان العم شاعرا كلاسيكيا على شيء من الشهرة ووزر ل[[بني الأفطس]] [[بطليوس|ببطليوس]]، ومات في عام 508هـ.
والغريب أنه وقع خلط بين العم وابن أخيه وقع في هذا الخلط [[ابن الأبار]] و[[ابن الخطيب]] والهولندي [[دوزي]] والتشيكي نيكل، ولقد نبهت إلى هذا الخلط في مقالة عنوانها (شيء من جديد ابن قزمان) نشرتها في القاهرة ولندن ومدريد في وقت واحد، وأثبت فيها أن ما يوصف به ابن قزمان من التعمير جاء من إضافة عمره إلى عمر عمه، ومن جعل مولده في أوائل القرن الخامس بدل آخره وتحديدا عام 480هـ.
ولد ابن قزمان بعد [[معركة الزلاقة]] (479هـ)، ببضع سنين، وهي المعركة التي بدأ بها تدخل [[المرابطين]] في الحياة السياسية الأندلسية.
وقضى ابن قزمان حياته في [[قرطبة]]، ولكنه ارتحل لزيارة مدن [[الأندلس]] الكبرى، واتصل في [[غرناطة]] بشاعرة مشهورة هي [[نزهون]]، وكان في قرطبة وفي كل المدن التي زارها مقربا من حماة [[الأدب الأندلسي]]، فمدحهم بمدائح، ومات في قرطبة عام 550هـ، بعد أن جاوز الستين، وترك على ألأقل ولدا واحدا اسمه أحمد، وأقام أحمد هذا [[مالقة|بمالقة]]، ومات بها أول القرن السادس الهجري، وتدلنا بعض أشعار ابن قزمان على صفاته الجسمية: كان أشقر الشعر، أزرق العينين، يتكلم الرومانية كما يتكلم [[العربية]]، وعلى حظ من الثقافة القديمة، لأنه حاول في شبابه قرض الشعر على الطريقة القديمة، وقد نقل لنا ابن سعيد أمثلة من هذه المحاولات.
وكان ابن قزمان أول عمره يقرض بلغة معربة، ثم رأى أنه لم يبلغ في ذلك مبلغ كبار الشعراء في زمانه، كـ[[ابن خفاجة]]، فعمد إلى طريقة لا يمازجه فيها أحد منهم فأصبح إمام الزجل المنظوم بكلام عامة الأندلس وكان عزمه على صرف جهده وصنعته الشعرية إلى اللغة العامية عزما حكيما، وشاهد ذلك ما لقي من توفيق وما كان من ذيوع فنه إلى ما وراء الأندلس وبلوغ صيته إلى بغداد نفسها.
وقد بقيت آثار ابن قزمان العامية محفوظة كاملة تقريبا إلى الآن في [[مخطوط]] وحيد نسخ [[صفد|بصفد]] [[فلسطين|بفلسطين]] منتصف القرن السادس ومحفوظ في [[متحف ليننغراد الآسيوي]]، ونشر عدة مرات نشرا غير جيد، ولكن المستشرق الفرنسي [[ج.س.كولان]] نشره أخيرا بشكل محكم"<ref>سلسلة محاضرات عامة في أدب الأندلس وتاريخها، ص25.</ref>.
=== [[مدغليس]] ===
وهذا الاسم مركب من كلمتين، وأصله مضغ الليس، والليس جمع ليسه وهي ليقة الدواة، وذلك لأنه كان صغيرا بالمكتب يمضغ ليقته، والمصريون يبدلون [[ضاد|الضاد]] [[دال]]ا فانطلق عليه هذا الاسم وعرف به وكنيته في ديوانه أبو عبد الله ابن الحاج، وعرف بمدغليس.
ومدغليس من أهل القرن السادس، وهو الخليفة الأوحد لابن قزمان في زمانه وقد وقعت له العجائب في هذه الطريقة، ونقل العلامة [[المقري]] في [[نفح الطيب]] عن أهل الأندلس قولهم: ابن قزمان في الزجالين بمنزلة [[المتنبي]] في الشعراء، ومدغليس بمنزلة [[أبو تمام]]، بالنظر إلى الانطباع والصناعة، فابن قزمان ملتفت إلى المعنى، ومدغليس ملتفت إلى اللفظ، وكان أديبا معربا في كلامه مثل ابن قزمان، ولكنه رأى نفسه في الزجل أنجب فاقتصر عليه.
ومن قوله في زجله المشهور:
ورزاذ دق يـــنـــــزل وشعاع الشمس يضـــــرب
فترى الواحـد يفـضـض وتـرى الآخـــــــــر يذهـب
والنبات يشرب ويسـكـر والغصون ترقص وتطرب
وبـريد تـجـي إلـينــــــا ثم تــــــــستـحـي وتـهـرب<ref>عجالة في تاريخ الزجل والزجالة، ص4.</ref>.
=== [[إبراهيم بن سهل]] الإشبيلي(ت649) === {{مقال تفصيلي|ابن سهل الأندلسي}} وقد عَدَّه [[المقري]] في نفح الطيب من [[شعراء اليهودية]] وقيل إنه مات على [[الإسلام]]، وبعضهم ينفي ذلك ك[[أبي الحسن علي بن سمعة الأندلسي]] فإنه قال: ’’شيئان لا يصحان: إسلام إبراهيم بن سهل، وتوبة [[الزمخشري]] من الاعتزال’’ وله أزجال ذكرها [[ابن حجة الحموي]] في بلوغ الأمل لكنَّهُ نبغ في فن الموشحات وبه اشتهر وفيه مهر<ref>المرجع السابق، ص4.</ref>.
=== [[أبو الحسن الشستري]](610-668) === {{مقال تفصيلي|أبو الحسن الششتري}} وكان باقعةً في الزجل والشعر والتصوف، وصفه [[لسان الدين ابن الخطيب]] في الإحاطة بقوله:’"عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل [[وادي آش]] معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قايماً عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل".
وقد خَلُص بعض الباحثين إلى أن الشستري هذا كان أوَّلَ من استعمل الزَّجل في المعاني الصوفية، كما كان [[محي الدين بن عربي]] أوَّلَ من استعمل [[الموشح]] في ذلك.
وقد أكثر الشستري التَّطواف في البلاد الأندلسية، ورحل إلى المغرب واجتال أقاليمها، حتى ألقى عصى التَّجوال في [[دمياط]] من بلاد المشرق ودفن بها. وقد أولعَ [[المشارقة]] لهذا العهد بمقاطيع من أزجاله وتغنوا بها في مجالسهم، حتى إن رائعته الشهيرة (شويخ من أرض مكناس) اشتهرت في أقطار المشرق وتنفَّقت بين المشارقة أكثر من حواضر المغرب.
وهذه قطعةٌ منها كما وردت في إيقاظ الهمم لابن عجيبة وقدم لها بقوله:
’’الشستري كان وزيراً وعالماً وأبوه كان أميراً فلما أراد الدخول في طريق القوم قال له شيخه لا تنال منها شيئاً حتى تبيع متاعك وتلبس قشابة وتأخذ بنديراً وتدخل السوق ففعل جميع ذلك فقال له ما تقول في السوق فقال قل بدأت بذكر الحبيب فدخل السوق يضرب بنديره ويقول: بدأت بذكر الحبيب فبقي ثلاثة أيام وخرقت له الحجب فجعل يغني في الأسواق بعلوم الأذواق ومن كلامه
شويخ من أرض مكناس في وسط الأسواق يغني
آش علي من الـنـاس وآش على الناس منـي
ثم قال:
اش حـد مـن حــد أفهموا ذي الأشـاره
وأنظروا كبر سـنـي والعصا والـغـراره
هكذا عشـت بـفـاس وكـد هـان هـونـي
آش علي من الـنـاس وآش على الناس مني
وما أحسـن كـلامـه إذا يخطر في الأسواق
وترى أهل الحوانـت تلتفت لو بالأعـنـاق
بالغرارة في عنـقـو بعكيكـز وبـغـراف
شيخ يبني على سـاس كأنشاء اللـه يبـنـي
اش علي من الـنـاس واش على الناس مني<ref>المرجع السابق، ص5.</ref>.
=== أبو عبد الله اللوشي ===
وكان من المجيدين لهذه الطريقة وله فيها قصيدة طويلة الذيل يمدح فيها السلطان ابن الأحمر ذكرها [[ابن خلدون]] في المقدمة منها:
تحت العكاكن منها خصر رقـيق من رقتو يخفي إذا تـطـلـبـو
أرق هو من ديني فيمـا تـقـــــول جديد عتبك حـق مـا أكـذبـو
أي دين بقا لي معاك وأي عـقـل من يتبعك من ذا وذا تسـلـبـو
تحمل أرداف ثقال كـالـرقـــــيب حين ينظر العاشق وحين يرقبـو
قلت:والعكاكن مأخوذة من عُكَن الثوب أو الدرع وهو ما تثنى منها على اللابس إذا كانت واسعة. والمعنى أن هذه العُكن المتثنية من الثوب تخفي تحتها خصراً رقيقاً لطيفاً<ref>المرجع السابق، ص6.</ref>.
=== [[الحسن بن أبي النصر الدباغ]] ===
أغرم بالزجل إنشاءا وجمعا، فقال كثيرا من قصائد الزجل وبخاصة في [[الهجاء]]، كما جمع مختارات للزجالين في مجموعتين، أطلق على المجموعة الأولى عنوان (مختار ما للزجالين المطبوعين) وجعل عنوان الثانية (ملح الزجالين)<ref name="ReferenceB">الأدب الأندلسي، [[مصطفى الشكعة]]، ص450.</ref>.
== هيكل الزجل ==
المنظومة الزجلية تشابه الموشحة من حيث الشكل والبناء، ولكن قيوده وتكوينه أخف قليلا من تلك التي تخضع لها الموشحة، فهو ينظم في "هيئات متجددة تتعدد فيها الوحدات، وتتفرع الأوزان وتتنوع القوافي.
وأبسط قوالب النظم في هذه الهيئات المتجددة ما يعتمد على وحدات رباعية، كما يتبين من النموذج التالي المنقول عن زجل ل[[صفي الدين الحلي]](ت750):
ذا الوجود قد فاتك وأنت في العدم ما كفيت من جهلك زلت القدم
قد زرعت ذي العتبة فاحصد الندم أو تريدني الساعة ما بقيت أريد
ثم تتدرج قوالب النظم من حيث كثرة عدد أقسام المنظومة، وعدد أشطار وحداتها، ومن حيث التنوع في التقسيم الموسيقي لعناصرها، بحيث يصل تركيب قالب المنظومة"<ref>الموسوعة العربية العالمية، مادة شعر، ص156.</ref> إلى ما يماثل قالب الموشحة.
ويتكون الزجل من مطلع وأدوار وأقفال وخرجة، فيبدأ بالمطلع ثم دور بوزن وقافية خاصين، فقفل على وزن وقافية المطلع، وتتكرر الأدوار والأقفال بهذا الترتيب، والقفل الأخير يسمى الخرجة.
وسوف نورد مثالا لزجل نموذجي، مع الشرح عليه، وتبيين أجزاءه، وهو زجل ل[[تقي الدين الحموي]]، أثبته في كتابه لتعليم الزجل، والمعنون بـ(بلوغ الأمل في فن الزجل)، ص93 وقال فيه: وقد عن لي أن أثبت هنا زجلاً من أزجالي الخالية من العيوب ليتضح للطالب سلوك هذه الطرق الغريبة، فمن ذلك ما نظمته، وأزهار الشبيبة يانعة، ومواردها عذبة، وهو هذا الزجل:
حين رققت نظـم الـغـزل تأنس غزالـي الـشـرود
وقال صف عيوني الوقـاح وقول سود بها قلت سـود
* هذا الجزء يسمى المطلع، وكل جملة من جمله تسمى غصنا، ويكون أربعة أغصان، وقافيته ووزنه موحدان.
من أبصر حبيبـي حـسـن لا يكون في عـذلـو يزيد
فيوم عيد رسم بـالـبـعـاد وامتثـلـت لـو مـا يريد
ولو كـان قـريب الـديار ما كنت أمشي لو من بعـيد
*هذا الجزء يسمى الدور، وله قافيته الخاصة الموحدة، ويتكون من ثلاث قسيمات، تكون أحيانا قسيمات بسيطة (كما هي هنا)، وتكون قسيمات مركبة، فيكون الدور فيها مكونا من ستة أسماط.
فيا دمعـي اجـري وقـف سايل ما جرا في العهـود
وقل للحبـيب الـطـبـيب يا طبيب لا تخلـف وعـود
*هذا الجزء يسمى القفل، ولكل دور قفلا، وكل جملة من جمله تسمى غصنا، ويكون أربعة أغصان (كما هو هنا)، ويكون غصنان، ووزنه وقافيته يجب أن تكون على وزن وقافية المطلع.
حن نيران هواه أشعـلـت ومنشي البشر مـن تـراب
ما خلا في جسمـي رمـق وراح جا التعب والعـذاب
وجاه دمعي سـايل نـهـر رآني عذولـي مـصـاب
*الدور الثاني.
قال تـريد أقـودو إلــيك بانشراح في غيظ الحسـود
قلت أي بالنبـي يا عـذول اطف ما بقلـبـي وقـود
*القف
حميد يعقوبي المدير القانوني والتقني
الجنس : عدد المساهمات : 2556نقاط : 7157السٌّمعَة : 63 تاريخ التسجيل : 16/03/2012الموقع : منتديات مرجانة
الجنس : عدد المساهمات : 796نقاط : 1185السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 10/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/ العمل/الترفيه : استاذة اللغة العربية
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الأحد فبراير 09, 2014 2:50 pm
تعريف الزجل المغربي وبعض قضاياه بقلم الزجال و الباحث محمد الراشق
لقد اهتم الدرس النقدي القديم كثيرا بمسألة تعريف ( الزجل) وهذا الاهتمام انصب بالدرجة الأولى على تعريف الزجل الأندلسي، ثم أسقطت مفاهيمه على جل الأنواع الإبداعية التي اتخذت اللغة العربية العامية وسيلة تواصل لها حمولتها وسيولتها الجمالية، ويمكن القول على أن التعريف الكلاسيكي الوحيد الذي حللناه في كتابنا النقدي: ( أنواع الزجل بالمغرب) قد استنفذ مهمته ولم تعد له علاقة مع مكونات النص الزجلي الحديث، حيث ثم تحديد مفهوم الزجل فيما يخص ( تجنيسه) حيث أنه نص شعري يحتاج بالدرجة الأولى إلى تعريف يتناسب مع معطياته الجديدة، ويحتاج إلى إنتاج مواصفات أي البحث في مكامن (شعريته) المتأصلة في كينونته ، وهي من ضمن اختيارات مشروعنا النقدي المستقبلي والتي هي من بين قضايا الزجل المغربي...
هذه الأفكار التي سأقدمها حول بعض قضايا الزجل المغربي ، تأتي في سياق تنويرا لرأي العام الإبداعي المهتم بهذا النوع من الشعرية المغربية، وإتاحة الفرصة خصوصا للشباب الذين يكتبون القصيدة الزجلية وتنقصهم المعلومات الكافية عنها، أي تاريخها، وقواعدها، ومصطلحاتها، وأغراضها، ومرجعياتها، وروادها ، وأقطابها. وكيف عاشت في حالتها الشفوية؟ وما هي بدايات ومراحل تدوينها؟ وماهي وسائل توثيقها وتدوينها الآن؟ ثم بعد ذلك مراحل تطور القصيدة الزجلية والوقوف عند محطات بعينها، وصولا إلى عصر القصيدة الحديثة وما يتبعها من أسئلة ملحة وكلها ترمي إلى حضور قوي لهذا الجنس الإبداعي المكتوب باللغة الدارجة العامية، مع التنبيه إلى عدم استسهال عملية الإبداع بالعامية، بل هي أصعب مما يتصوره المعتقد لذلك، فصحيح أنه يبدع بلغة أقرب إلى القوم بل هي ما يتداولونه يوميا، إن لم نقل أنهم يساهمون في تأسيس وتطويرهذه اللغة التي يكتب بها الزجالون،لكن بيت القصيد هو تحويل الكلام العادي إلى نص إبداعي يفرض حضوره على متلقيه بكل عشق واحترام.. وبطبيعة الحال ليست اللغة وحدها المساهمة في هذا الحدث الإبداعي الجميل، فهناك تمكن الزجال من معارف خاصة وعامة،ووشم أعماله بالخصوصية،وأن يكون قاموسه غني ويوظفه بلا تعسف وبدون إقحام،وأن تتشربه إيقاعات وموازين وموسيقى، وأن يترك صوره الشعرية تنساب على حافات قصائده والتي هي في الأول والأخير.." شعر" مكتوب باللغة العامية... ولتوضيح هذا المعني فإني أستعيرمن الزجال المغربي أحمد لمسيح (1)هذا الكلام الجميل حيث يقول:"....هل تسعفنا مقاييس غير ذوقية بين زجل فيه كلمة تجْبد ختْها وزجل ينقب فيه الشاعر- مستعينا بفراسته-في منجم الكلام عن قطعة صغيرة من الكلام الذهب وسط جبل من الكلام التراب؟"...(2)
نماذج في التعريف والتسمية: أ- يعرف الدكتور عباس الجراري(الزجل) (3) في معجم مصطلحات الملحون الفنية (4) "أنه يطلق في الأصل على الشعر العامي الذي نشأ مع الموشحات في الأندلس. "وعندنا أنه كل شعر يتوسل باللغات واللهجات العامية." وفي هذا التعريف الواضح يرجع الدكتورعباس الجراري أصل التسمية إلى المرجعية الأندلسية كون الزجل نشأ مع الموشح وهما إبداعان محدثان مبهران على المألوف والشائع من الشعرالعربي بأوزانه وألوانه. كما أننا نفهم من هذا التعريف في شقه الثاني أن كل ما يكتب باللغات واللهجات العامية نطلق عليه زجل، أي أن تسمية الزجل هي شمولية وتحتضن كل الأنواع، فمثلا أن أشعار الملحون والعيطة والعروبيات وحمادة..... هي أزجال لكن كل منها يحتفظ بإسمه وله استقلاليته وخصوصياته.. وعندما تناول الدكتور الجراري مفهوم الزجل في كتابه القيم :الزجل في المغرب" القصيدة" (5) فقد قلـّب الأمر على أوجهه مستثمرا الحديث النبوي والقرآن الكريم، ولسان العرب وتاج العروس، وما جاء في كتابي" بلوغ الأمل في فن الزجل "،"والعاطل الحالي والمرخص الغالي" والذي سنأتي على ذكرهما ضمن أسطر هذا التعريف. ورغم أهمية ما طرحه الدكتور الجراري من أفكار حول مفهوم الزجل، فإني أخذت بخلاصته للموضوع وهو هام جدا ولذلك سأسوقه كاملا يقول الدكتور الجراري: ".... لهذا قد يلاحظ علينا في اتخاذ إسم " الزجل في المغرب" عنوانا لرسالة تبحث في لون من الشعر الشعبي المغربي، طالما أن المغاربة لا يطلقون "الزجل" على شعرهم الشعبي، وطالما أنهم لا يقصدون من هذه التسمية غير النوع الذي عرف في الأندلس، ولكنا نرد على مثل هذه الملاحظات بما يلي : - على الرغم من أن لفظ الزجل شاع إسما للفن الشعري الذي سبق إليه الأندلسيون، مجردا من الإعراب متعدد القوافي متجدد الأوزان، فإننا لانشك في أنهم يطلقون هذه التسمية على كل ما كانوا ينظمونه باللغة العامية....... بل نجد أن أحمد الرباط يذهب إلى أن " الشعر هو أصل كل فن معرب وأن الزجل هو أصل كل فن ملحون.... -أطلق بعض المغاربة لفظ الزجل للدلالة على ما ينظمونه من شعر بالعامية... -- - يقول ابن زيدان في ترجمة عبد القادر العلمي: " وما ينسب للمترجم من الأزجال هو له حقيقة"..... إلى أن يقول: " .. لذا واعتمادا على هذه التعليلات، فأنا أفضل إطلاق " الزجل" على كل أنواع الشعر الشعبي المغربي، وندعو إلى هذه التسمية بدلا من أية تسمية أخرى تطلق عليه مهما بلغت من الذيوع والانتشار....(6) وأنا من المؤيدين لهذا الطرح والدعوة، وخصوصا أنها جاءت من باحث هو حجة زمانه، في مايخص الدفاع عن أدبنا الشعبي بالعلم والمعرفة والعشق.... ب- لعل من أقدم الكتب التي عنيت بتقديم تعريف للزجل،كتابي: العاطل الحالي والمرخص الغالي لصفي الدين الحلي (7) وبلوغ الأمل في فن الزجل لتقي الدين أبوبكر بن حجة الحموي ( وهما مؤلفان مشرقيان اهتما بإبداع الزجل بالأندلس والمغرب، فرغم أن مجموعة من القضايا التي طرحت فيهما، هي اليوم متجاوزة وبقيت للتاريخ فقط، إلا أن الكتابين يزخران بالنصوص الزجلية القديمة وبلائحة طويلة من الأعلام رواد الزجل بالأندلس والمغرب ، كما أن الكتابين قدما روايات تعززحضورالزجل المغربي منذ النشأة..منها مثلا رواية الزجال ابن غرلة مع الزجالة رميلة أخت عبد المومن الموحدي.. (9) .لكني سأعتمد على مرجع " بلوغ الأمل في فن الزجل" للحموي لأني بكل بساطة لا أتوفر على النسخة الأولى كاملة ثم أن مرجع الحموي قد نقل الكثير من " العاطل الحالي"، كما أن كتاب الحموي يهدينا عنوانا واضحا من أول وهلة يغريك بدخول عالم " الزجل" والذي قدمه على سائر الأنواع التي اختار أن يناقشها في نفس المؤلف وهي: الموشح،الكان وكان،والقوما. تعريف الحموي للزجل: لقد وضع الحموي تعريفه في نهاية مناقشاته لقضايا الزجل، وكأنه أراد أن يجعل هذا التعريف قاعدة جامعة أوتلخيصا مركزا، وعلى أي: فإننا سنقدم أهم مافي هذا التقديم ، لأن المؤلف قد أضاف العديد من الشروحات والتعقيبات والحواشي لتعريفه. يقول الحموي: ".. أن الزجل في اللغة هو الصوت، يقال سحاب زجل،إذا كان فيه الرعد، ويقال لصوت الأحجار والحديد والجماد أيضا صوت وزجل..وأنه سمي هذا الفن زجلا لأنه لايلتذ به وتفهم مقاطع أوزانه حتى يغنى به ويصوت.." (10) وهونفس التعريف الذي جاء في مرجع " العاطل الحالي والمرخص الغالي" لصفي الدين الحلي،ويقترب أيضا مما جاء في قاموس " تاج العروس" لمحمد مرتضي الزبيدي (11) حيث الزجل " محركة اللعب والحلبة" وخص به التطريب. ونفس الشيء نجده عند ابن منظورفي قاموسه " لسان العرب" حيث أن الزجل جاء بمعنى: " رفع الصوت الطرب، وقد زجل زجلا، فهو زجل وزاجل، وربما أوقع على الغناء، قال وهو يغنيها غناء زاجلا" (12). هذ التعاريف والمفاهيم قد اعتمدها مجموعة من الباحثين والمهتمين وقدموا لها قراءات مختلفة ، وبذلك فإنهم ساهموا في مبادرة التحديد اللغوي والإصلاحي للفظ "زجل". ج - وأنا بدوري خصصت حيزا لهذا الموضوع في كتابي:"بعض أنواع الزجل بالمغرب"- من الغنائية إلى التفاعلية- دراسة ونصوص(13) .ووجدت أن تعريف الحموي الذي اعتمدت عليه يحدد منظومة فنية تمكن من قرائته قراءة جمالية وفنية.. فجاء الزجل فنا، وربطه باللذة والفهم، واشترط لبلوغهما الغناء والصوت. ويجب أن نسطر هنا على كلمة " صوت" التي أتت في التعريف والتسمية جامعة بين الشدة والليونة، لكنهافي الأخير هي لمسة شاعرية منبعثة من أداة كأنها تراجيع مزمار، أو تغاريد طيور شادية.. والصوت جاء في بعض التعريفات بمعنى "تموج الهواء.(14) ووجوده مستمر باستمرار تموج الهواء الخارج من الحلق والآلات الصناعية ومنقطعا بانقطاعه... وسبب التموج قلع عنيف، أو تفريق شديد، أو قرع عنيف، أو إمساس شديد.." ولعلنا في هذا التعريف نجد ما يبرر إضفاء نوع من الجلجلة على شعر ناعم في حجم الزجل، وربما كان المقصود هو التنبيه إلى ولادته العسيرة، وهي عسيرة طبعا وبكل التأكيد. وقد بوأ الزجال المغربي الصوت مكانة لائقة، فهذا الشيخ إسماعيل المراكشي وهو من أكبر زجالي وقته (15) ولما كان يضن على الحفاظ الملازمين له، سأله تلميذه آنذاك ح محمد بن عمر الملحوني (16)عن سبب ذلك فأجابه إجابة دالة وتحتاج وحدها لأكثر من وقفة وشرح، حيث قال:" لكلام عسل والصوت شهدة".ويعلق الأستاذ عبد الرحمان الملحوني على ذلك قائلا: " أي إذا كان " الشعر" رائعا روعة العسل وجودته،فإن هذه الروعة لايحافظ عليها إلا الصوت الحسن، كما يحافظ الشهد على عسله.. (17) وقد وجدت أيضا أن الصوت يفيد " الحركة" بمعنى الإيقاع عند الموسيقيين، بل نجد أن الصوتي دائم الحضور في الفترة الشفهية وكذا التدوينية، لأنه مكون من مكونات بناء القصيدة انطلاقا من العلاقة القائمة بين الشعر والغناء. وعلى أي، ومهما تعددت تعريفات الزجل، فإن القصدية المستترة من ذلك هي إضفاء نوع من الخصوصية الإضافية إليه.. لأنه في الغالب يبقى شعرا يمتلك كل مقومات الكتابة الشعرية المتعارف عليها، وما بين تلك الخصوصية المتجدرة،ومجموعة من الامتياحات المنفتحة والمتفتحة، نربح مجالا واسعا لملامسة العديد من القضايا المتعلقة بقصيدتنا الزجلية....
الهوامش والمراجع: (1) يعتبر الزجال أحمد لمسيح من أبرز رواد القصيدة الحديثة بالمغرب، كما يعتبرأول من أصدر ديوانا زجليا مطبوعا في تاريخ الكتابة الزجلية الحديثة بالمغرب منذ عام 1976 بعمله رياح... التي ستأتي. (2) أحمد لمسيح مقدمة عتبة السالك: مجلة آفاق، محور الزجل الحديث بالمغرب، العدد:3/4- 1992 ص:9 (3) يعتبر الدكتور عباس الجراري من رواد البحث والدراسات في تاريخ الأدب الشعبي المغربي إلى جانب تخصصاته الأخرى في الفكر والشعر والسير.... ومن ضمن أهم كتبه في مجال الأدب الشعبي : فن الزجل بالمغرب " القصيدة"التي هي عبارة عن رسالة لنيل شهادة الدكتوراه، حصل عليها بمصرتحت إشراف الدكتورالبحاثة عبد العزيز الأهواني. وكذلك من أهم كتبه:<الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياها> وغيره كثير....ولد الدكتور عباس الجراري يوم 15 فبراير1937م بالرباط، ونشأ في أسرة تتميز بالعلم والأدب.. (4) الدكتور عباس الجراري: معجم مصطلحات الملحون الفنية، " حرف الزاي" مجلة فنون- وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية. أكتوبر1977 –ص:31 (5) لدكتورعباس الجراري: الزجل في المغرب "القصيدة"، مطبعة الأمنية بالرباط- سنة 1970. (6) الدكتور الجراري: المرجع نفسه، ص:54 (7) هو أبو الفضل عبد العزيز بن سريا بن علي الحلي. من أكبر شعراء وزجالي المشرق، اهتم بالزجل الأندلسي والمغربي والمشرقي في مؤلفه الشهير: " العاطل الحالي والمرخص الغالي". ( هو أبو المحاسن تقي الدين أبوبكو الحموي القادري الحنفي الأرزاوي والمعروف بابن حجة الحموي. ولد وفي حمأة سنة 767هجرية شاعر وزجال وبحاثة من العيار الثقيل، اهتم بأزجال القوم بالمغرب والأندلس والمشرق في كتابه المعروف: بلوغ الأمل في فن الزجل. (9) تذكر الرواية، أن ابن غرلة الزجال وقع في شرك غرام الزجالة ارميلة أخت عبد المومن الموحدي، وتبادلا العشق والقصائد،وكانت النهاية مأساوية إذ حكم مؤسس الدولة الموحدية على ابن غزلة بالإعدام، وقد ترك هذا الأخير زجلا وافرا منه آخر قصيدة تحرض للثأر من قاتليه.. (10) ابن حجة الحموي: بلوغ الأمل في فن الزجل، تحقيق د رضا محسن القريشي، تحقيق د عبد العزيز الأهواني- مطبعة وزارة الثقافة دمشق1974 (11) مرتضى الحسين الزبيدي: تاج العروس، تحقيق د عبد الفتاح الحلو.سلسلة التراث العربي الكويت- 1986- مادة زجل المجلد 12 ص :222 (12) ابن منظور: لسان العرب، دار صادر ص: 302 (13) بعض أنواع الزجل بالمغرب من الغنائية إلى التفاعلية –دراسة ونصوص-كتاب مخطوط لي ينتظر الطبع لجزئه الأول (14) المرجع نفسه (15) زجال مراكشي صوفي زهد الدنيا وكتب في المواعظ والجفريات والمديح توفي في رمضان 1355هجرية. (16) باحث مغربي معروف ببرامجه الإذاعية مع شعر الملحون ومع كتبه العديدة التي نشرها في مجال زجل الملحون وأهل الصوفية وديوان والده شيخ أشياخ مراكش الحاج محمد بن عمر الملحوني. (17) ذ عبد الرحمان الملحوني: سلسلة أبحاث ودراسات في القصيدة الزجلية، الكتاب الرابع، المحور الثاني، شركة بابل للطباعة والنشرالرباط- ص:85 محمد الراشق: زجال وأستاذ باحث بمركز اليونسكو لملتقى الثقافات – الخميسات- المغرب
rajaa yassin مشرف متميز
الجنس : عدد المساهمات : 19نقاط : 37السٌّمعَة : 12 تاريخ التسجيل : 22/12/2013العمر : 29 العمل/الترفيه : طالبة
موضوع: رد: بحث شامل عن الزجل الإثنين مايو 19, 2014 3:08 pm