ارتفع عدد ضحايا التفجير الذي استهدف أحد المساجد في دمشق٬ مساء اليوم الخميس٬ الى 42 قتيلا بينهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي وإصابة 84 آخرين بجروح ٬ وفق مصدر في وزارة الصحة السورية.
ونقل التلفزيون السوري عن المصدر قوله ان " حصيلة التفجير الإرهابى فى جامع الإيمان في دمشق بلغت 42 شهيدا و84 جريحا موزعين على عدد من المستشفيات في دمشق".
وكانت حصيلة سابقة قد أشارت الى مقتل 18 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وذكر المصدر ذاته بأن " إرهابيا إنتحاريا فجر مساء اليوم نفسه خلال إعطاء العلامة الكبير الاستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى درسا دينيا لطلاب العلم في جامع الإيمان بمنطقة المزرعة في دمشق ما أدى إلى استشهاده واستشهاد وجرح العشرات من طلاب العلم" ٬ مشيرا الى أن " من بين الشهداء أيضا حفيد العلامة البوطي".
وأظهرت صور بثها التلفزيون السوري العديد من الجثث ملقاة على أرضية المسجد٬ ورجال إسعاف يجمعون أشلاء منتشرة في المكان ويضعونها في أكياس بلاستيكيية٬ كما أظهرت لقطات بقع من الدماء وأضرار مادية كبيرة داخل المسجد.
والعلامة البوطي ٬ الذي كان مؤيدا للنظام السوري ٬ من مواليد 1929 ونال شهادة الدكتوراه في أصول الشريعة الاسلامية من جامعة الازهر في العام 1965٬ وهو عالم متخصص في العلوم الإسلامية٬ ويعد من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الاسلامي٬ وكانت القنوات السورية تنقل مباشرة خطبه خلال كل صلاة جمعة.
وعبّر رجل الدين السوري عن حزنه لأنه يكتفي بمشاهدة ما يفعله مقاتلو الجيش السوري من دون أن يتمكن من مشاركتهم،داعيا الله أن يؤيد أفراد الجيش السوري وقادته بالتوفيق والسداد، وقال " والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم."
والبوطي هو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، وكان يعتبر من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي. تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر، وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، له أكثر من ستين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية.