منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الفردوس المفقود

منتدى للابداع والتربية والترفيه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
أخي الزائر بعد تسجيلك بالمنتدى سيعمل مدير المنتدى على تنشيط عضويتك ..وشكرا
اهلا وسهلا بك يا زائر
 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ 21_05_1213376309211
 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ 052112130544nzhmb91h8rjfmgyu
الى كل أعضاء الفردوس المفقود وطاقم الاشراف والمراقبة والادارة المرجو ايلاء الردود عناية خاصة
مطلوب مشرفين لجميع الاقسام
Google 1+
Google 1+
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خادم المنتدى
الادارة والتواصل
الادارة والتواصل
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5804
نقاط : 8802
السٌّمعَة : 159
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
الموقع : منتدى الفردوس المفقود
العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 7:51 pm

على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه
لأن الله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ماكان خالصًا لوجهه تعالى
. قال تعالى في كتابه:
"وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حُنفاء"
البينه (5)




الإخلاص




يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل عابد،فجاءه قومه
وقالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة، ويشركون بالله
فغضب العابدغضبًا شديدًا، وأخذ فأسًا؛ ليقطع الشجرة
وفي الطريق، قابله إبليس في صورة شيخ كبير، وقال له:
إلى أين أنت ذاهب؟
فقال العابد: أريد أن أذهب لأقطع الشجرة التي يعبدها الناس
من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك تقطعها.
وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد، وأوقعه على الأرض.
فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خيرلك، فأنت فقير
لا مال لك، فارجع عن قطع الشجرة وسوف أعطيك عن كل يوم
دينارين، فوافق العابد.
وفي اليوم الأول، أخذ العابد دينارين، وفي اليوم الثاني أخذ دينارين
ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد، وأخذ فأسه
وقال: لابد أن أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير
وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟
فقال العابد: سوف أقطع الشجرة.
فقال إبليس: لن تستطيع، وسأمنعك من ذلك، فتقاتلا، فغلب إبليسُ العابدَ
وألقى به على الأرض، فقال العابد: كيف غلبتَني هذه المرة؟!
وقدغلبتُك في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في المرة الأولى لله -تعالى-،وكان عملك خالصًا له؛ فأمَّنك الله مني، أمَّا في هذه المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتُك وغلبتُك.





هاجرت إحدى الصحابيات من مكة إلى المدينة،وكان اسمها أم قيس
فهاجر رجل إليها ليتزوجها، ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله
فقال  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت
هجرته لدنيا يصِيبُها أوامرأة ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه]



ما هوالإخلاص؟
الإخلاص هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله -سبحانه- ابتغاء مرضاته
وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة؛ فهو لا يعمل ليراه الناس، ويتحدثوا عن أعماله
ويمدحوه،ويثْنُوا عليه.




الإخلاص واجب في كل الأعمال:
وقال تعالى:"ألا لله الدين الخالص"[الزمر: 3]
وقال  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا
وابْتُغِي به وجهُه) [النسائي].




والإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عاملا أو تاجرًا أو طالبًاأو غير ذلك؛ فالعامل يتقن عمله لأن الله أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتاجر يتقي الله في تجارته، فلا يغالي على الناس، إنما يطلب الربح الحلال دائمًا، والطالب يجتهد
في مذاكرته وتحصيل دروسه، وهو يبتغي مرضاة الله ونَفْع المسلمين بهذا
العلم.الإخلاص صفة الأنبياء:
قال تعالى عن موسى -عليه السلام-:
"واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًا"
[مريم: 51]



ووصف الله -عز وجل- إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام
بالإخلاص، فقال تعالى: "واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب
أولي الأيدي والأبصار . إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم
عندنا من المصطفين الأخيار"
[ص: 45-47].




الإخلاص في النية:
ذهب قوم إلى رسول الله  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah؛ فقالوا: يا رسول الله
نريد أن نخرج معك في غزوة تبوك، وليس معنا متاع ولا سلاح.
ولم يكن مع النبي  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah شيء يعينهم به، فأمرهم بالرجوع
فرجعوا محزونين يبكون لعدم استطاعتهم الجهاد في سبيل الله،فأنزل الله
عز وجل- في حقهم قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة .قال تعالى:
"ليس على الضعفاء ولاعلى المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون
حرج إذا ما نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور
رحيم . ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ماينفقون"
]التوبة: 91-92].



فلما ذهب  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah للحرب قال لأصحابه :إن أقوامًا بالمدينة
خلفنا ما سلكنا شِعْبًا ولا واديا إلا وهم معنا فيه (يعنييأخذون من الأجر
مثلنا، حبسهم (منعهم) العذر) [البخاري].




الإخلاص في العبادة:
لا يقبل الله -تعالى- من طاعة الإنسان وعبادته إلا ما كان خالصًا له
وقال  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah في الحديث القدسي عن رب العزة: (أنا أغنى
الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه) [مسلم].




فالمسلم يتوجه في صلاته لله رب العالمين، فيؤديها بخشوع وسكينة ووقار
وهو يصوم احتسابًا للأجر من الله، وليس ليقول الناس عنه: إنه مُصَلٍّ
أو مُزَكٍّ أو حاج أو صائم، وإنما يبتغي في كل أعماله وجه ربه.




الإخلاص في الجهاد
إذا جاهد المسلم في سبيل الله؛ فإنه يجعل نيته هي الدفاع عن دينه، وإعلاء
كلمة الله، والدفاع عن بلاده وعن المسلمين، ولا يحارب من أجل أن يقول
الناس إنه بطل وشجاع، فقد جاء رجل إلى النبي  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah وقال
له: يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي وجه الله، وأحب أن يرَى موطني
(أي: يعرف الناس شجاعتي). فلم يرد الرسول  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah حتى
نزل قول الله تعالى:
"فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا"
[الكهف: 110].




وجاء أعرابي إلى النبي  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah فقال: يارسول الله، الرجل
يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر (يشتهر بين الناس)، والرجل يقاتل ليُرَى
مكانه (شجاعته)، فمن في سبيل الله؟ فقال  ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Sala-allah:
(مَن ْقاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في سبيل الله)
[متفق عليه].




جزاء المخلصين:
المسلم المخلص يبتعد عنه الشيطان، ولا يوسوس له؛ لأن الله قد حفظ
المؤمنين المخلصين من الشيطان، ونجد ذلك فيما حكاه القرآن الكريم
على لسان الشيطان: "قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض
ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين"
[الحجر: 39-40]
. وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين وجزائهم في الآخرة
"إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله
فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا"
النساء(149)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
ومضات
مشرف متميز
مشرف متميز
ومضات


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 796
نقاط : 1185
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 10/12/2011
الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
العمل/الترفيه : استاذة اللغة العربية

الأوسمة
 :



" width= height=>

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالأحد نوفمبر 04, 2012 3:51 am

المراد بالإخلاص، تصفية العمل وتنقيته من شوائب الشرك بالله، تعالى سواء كان شركاً أكبر، وهو الذي قال تعالى فيه: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) [النساء: 47].
أو شركاً أصغر، ومنه إرادة الإنسان بعمله الرياء، أي مراءاة الناس، كما قال تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)). [الكهف: 110].
قال ابن كثير رحمه الله: "فليعمل عملا صالحا، أي ما كان موافقا لشرع الله ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم" [تفسير القرآن العظيم (3/109)
وقال تعالى ـ في الحديث القدسي ـ: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) [مسلم (4/2289)].
وقد أمر الله تعالى بالإخلاص في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)) [البينة: 5].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) [البخاري (1/2) ومسلم (3/1515)].
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) [البخاري (6/20) ومسلم (1/37)].
وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتق الله حيثما كنت) [الترمذي (4/355) وقال: حسن صحيح، والدارمي (2/231)].
فعلى الأستاذ أن يحرص كل الحرص على الإخلاص لله ومجاهدة الرياء في نفسه، ويحث على ذلك تلاميذه، وأن يذكروا أن المخلوقين مهما عظمت منزلتهم فهم مخلوقون، لا يقدرون أن ينفعوهم نشئ ولا يضروهم، وأن يتذكروا عظمة الله الخالق الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له: ((كن فيكون)).
فإنَّ تذكر الأمرين ضعفِ المخلوق وعجزِه، وقوةِ الخالق وقدرتِه وعظمتِه، مما يعين على إخلاص الأعمال لله تعالى.
ويجب أن يعلم المؤمن أن الإخلاص لله تعالى في العمل، فعلا أو تركا سهل على اللسان، ولكنه من أصعب الأمور على القلوب، وليس كما يقول بعض الناس: إن الإخلاص سهل، نعم هو سهل على من جاهد نفسه في إرادة وجه الله فجاهد جهادا مستمرا صادقا لا ينقطع، في كل ما يريد التقرب بعمل إلى الله تعالى، وأعانه الله على جهاده
وسبب صعوبته أن نفس الإنسان تتوق غالبا إلى الثناء عليه من الناس، كالقول عنه: إنه رجل كريم، أو رجل شجاع أو كريم أو تقي ورع أو ذو أخلاق حسنة، أو يكثر من الصلاة ويحسن صلاته، أو عالم فاضل أو تقي ورع، وقد تتشوف نفس العبد من أعمال صاحبها إلى مصالح تعود عليه من الناس، من منصب يحصل عليه، أو مال يحوزه، أو رتبة علمية يحترمه الناس بسببها، أو غير ذلك مما يصعب حصره، فيقوم بالعمل الذي ظاهره لله تعالى وهو في حقيقة الأمر منصرف قلبه عن الله، ملتفت إلى سواه.

وهنا ينبغي أن ننبه على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن فرح المسلم وسروره بثناء الله تعالى وثناء رسوله على من يتصف بصفات ترضي الله ثناء عاما، وهو يتصف بتلك الصفات، لا يدخل في الرياء الذي نهى الله تعالى عنه، لأنه فرح بفضل الله عليه حيث هداه لما هدى عباده الصالحين، فهو من الفرح المحمود الذي يكون بينه وبين ربه، ولا يظهر غروره بذلك للناس.
فقد أثنى الله تعالى على العلماء العاملين، وأثنى على المجاهدين في سبيله، وأثنى على المتصدقين والمنفقين، وأثنى على المتنافسين في طاعته، وأثنى على كل من اتصف بطاعته وتقواه وذكره، فإذا كان المؤمن متصفا بشيء من تلك الصفات أو بها كلها ففرحه بذلك وسروره أمر محمود، كما قال تعالى:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) [يونس]
وفضل الله تعالى يشمل كل نعمة أنعمها على عبده مما ذكر وغيره مادام سليما سبيلا إلى طاعته سليما من معصيته.

الأمر الثاني: أن المدح والثناء على المؤمن المتصف بصفات الخير، إذا كان لا يخشى عليه من الغرور والعجب، لا مانع منه وبخاصة إذا قصد من يثني عليه إبراز فضله ليُقتَدى به أو لأنه كفء لما يسند عليه من الأعمال.
من ذلك حديث قيس بن عباد في شأن عبد الله بن سلام، قال: "كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج، وتبعته فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا هذا رجل من أهل الجنة، قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك؟
رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل: لي ارقه قلت لا أستطيع فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: (تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت) وذاك الرجل عبد الله بن سلام" وقال لي خليفة حدثنا معاذ حدثنا بن عون عن محمد حدثنا قيس بن عباد عن بن سلام قال وصيف مكان منصف" [صحيح البخاري (3/1387)]
ومن ذلك رواه ابن عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة) [مسلم (1/48)]
ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر. وأشدهم في أمر الله عمر. وأشدهم حياء عثمان. وأقضاهم علي. وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. وأفرضهم زيد بن ثابت. وأقرؤهم أبي بن كعب. ولكل قوم أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر، أشبه عيسى  في ورعه).
قال عمر: أفنعرف له ذلك يا رسول الله؟ قال: (نعم فاعرفوا له) [الترمذي (5/665-670) وقال: هذا حديث حسن صحيح، لكن صفة أبي ذر من حديثه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الترمذي فيه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه].
وفي قول عمر، رضي الله عنه : أفنعرف له ذلك؟ وجواب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (نعم فاعرفوا له) تأكيد لهذا المعنى.
وكذلك وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أنهم من أهل الجنة وهم أحياء، كما في حديث عبد الرحمن بن عوف قال:
قالَ: "النبي صلى الله عليه وسلم (عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، والزبير في الجنة، وطلحة في الجنة، وبن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)
قال أبو حاتم ليس ذكر أبي عبيدة أنه في الجنة مضموما إلى العشرة إلا في هذا الخبر وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أذكر بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة وكان موته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله ذلك وشاءه" [مسند الإمام أحمد بن حنبل (1/193) و صحيح ابن حبان (15/463) واللفظ له، وسنن الترمذي (5/647)]
أما الثناء على الشخص بما ليس فيه أو لا علم لمن أثنى عليه بوجودها فيه أو يخشى عليه من الغرور بسبب الثناء عليه، فهو الثناء المذموم المنهي عنه، وإذا رضي به الممدوح دخل في الرياء أعذنا الله منه.

ومما يدل على أن النهي من أجل القطع بصفة لا يعلم المادح أنها في الممدوح حقيقة حديث أبي بكرة رضي الله عنه .. قال: مدح رجلٌ رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: (ويحك قطعت عنق صاحبك ـ مراراً ـ إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة، فليقل أحسب فلاناً، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً، أحسبه، إن كان يعلم ذاك، كذا وكذا..) [ البخاري (7/87) ومسلم (4/2296]
ومما يدل على أن النهي من أجل المبالغة والإطراء حديث أبي موسى رضي الله عنه ، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يثني على رجل ويطريه في المِدحة، فقال: (لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل) [7/87) ومسلم (4/2297].
وعلى تلك المعاني حمل العلماء النهي، فقد بوب النووي رحمه الله على أحاديث النهي بقوله: "باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح".. ثم قال:
"وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح.. وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة، كَنَشْطِهِ للخير والازدياد منه، أو الدوام عليه أو الاقتداء به، كان مستحباً [شرح النووي على مسلم(18/126)]
الأمر الثالث: لا ينبغي أن يفهم مما مضى أن يجعل المؤمنَ الخوفُ من الرياء، ترك إحسان عمله، أو تفويت فعله، بل عليه أن يحسن عمله في خلوته وجلوته ويجاهد نفسه على إرادة وجه الله، لأن الشيطان قد يصرفه عن إتقان العمل أو تركه موهما له أن في إحسانه وإتقانه أو تركه السلامة من الرياء، فالإخلاص يحتاج إلى مجاهدة النفس في كل حال، والله تعالى يقول في كتابه الكريم:
((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)) [الملك (2)]

ولكن ينبغي النظر في إظهار العمل أو إخفائه حالتان:
الحالة الأولى: ما إذا كان المؤمن يريد بإظهاره وإحسانه أمام الناس أن يقتدوا به، وهو لا يخشى على نفسه من الرياء، ففي هذه الحالة إظهار عمله أفضل.
الحالة الثانية: أن يخشى على نفسه من إظهار العمل الرياء، فيشرع له إذن إخفاء عمله وإحسانه فيه، إذا لم يكن مأمورا بإظهاره، كصلاة الجماعة في المسجد مع المصلين التي يرى كثير من العلماء وجوبها على الرجال، وهنا يجاهد نفسه على الإخلاص كسائر أعماله.
قال تعالى: ((إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) [البقرة (271)]
ومثل الصدقات سائر الأعمال.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية:
"فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها لأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذه الحيثية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)
والأصل أن الإسرار أفضل لهذه الآية، ولما ثبت في الصحيحين [البخاري1/234) ومسلم (صحيح مسلم 2/715)] عن أبي هريرة قال قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل قلبه معلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يرجع إليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله تنفق يمينه) تفسير القرآن العظيم [(1/323)]

ومما يعين المؤمن على صعوبة الإخلاص
و يعين العبد على تجاوز هذه الصعوبة في الإخلاص الأمور الآتية:
الأمر الأول: تذكر أمر الله تعالى له بالإخلاص في عمله وعدم الالتفات إلى غيره في كل أعماله، كما مضى قريبا، وهناك نصوص أخرى في السنة، تبين خطر الرياء على حبوط الأعمال التي ظاهرها الصلاح، نذكر منها ما يناسب المقام وهو في غاية الصراحة في حبوط عمل من لم يخلص لله فيه، بل تثبت أن بعض المرائين يجدون أنفسهم يوم القيامة ممن يسحبون على وجوههم في نار جهنم، بعد أن يكذبهم الله في إظهار أنهم عملوا ما عملوه له تعالى.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)
[صحيح مسلم (3/1513)] وأخرجه غيره من أهل السنن.

وهؤلاء الثلاثة الذين سحبوا على وجوههم إلى النار، لا يخلون من أحد حالتين:
الحالة الأولى: أن يكونوا منافقين نفاقا اعتقاديا، بمعنى أنهم يكفرون بالله تعالى وبجميع أصول الإيمان وفروعه وبالإسلام جملة، كإخوانهم من المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذين قال الله تعالى فيهم:
((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (Cool يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) (9) [إلى آخر الآيات المتعلقة بهم من سورة البقرة]
وقوله تعالى: ((إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)) المنافقون (1)]
وغير ذلك من الآيات الدالة على أن المنافقين نفاقا اعتقاديا كفار في الدرك الأسفل من النار، وعلى هذا فهم كفار كفرا أكبر مخلدون في نار جهنم، أعاذنا الله منها.
الخالة الثانية: أن يكونوا مؤمنين ضعاف الإيمان، ويكون نفاقهم نفاقا عمليا، كمن إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر، عملوا الأعمال الصالحة في الأصل لله تعالى، ولكنهم خلطوها بالالتفات إلى الناس ليثنوا عليهم، فصار التفاتهم من النفاق العملي، وهو نوع من الشرك الأصغر، وهو مع صغره ذو خطر عظيم ومن أكبر الكبائر، فاستحقوا دخول النار على عمل قلوبهم الخفي على غير الله، ولكنهم كغيرهم من العصاة لا يخلدون في النار، بل يعذبون بقدر معاصيهم التي لا يرضى الله عن أهلها، ثم يدخلون بعد ذلك الجنة.
وقد بنت مذاهب الفِرق فيما يتعلق بأهل الكبائر ورجحت على ضوء الكتاب والسنة ما ذهب إليه أهل السنة، خلافا لمذهبي الخوارج والمعتزلة، في مبحث مستقل بعنوان: "التكفير والنفاق ومذاهب العلماء فيهما"

http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=allbooks&sub1=a5_general&p=10

http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1252

وهو من البحوث التي سألحقها بكتابي "الردة عن الإسلام وخطرها على العالم الإسلامي"
فالمؤمن الذي يعلم أن الرياء يحبط عمله عند الله يجب أن يجاهد نفسه في الإخلاص، بحيث لا يفارقه في أي عمل يريد أن يتقرب إلى الله.

الأمر الثاني: عدم الاغترار بالعمل الذي يقوم به، لأن عباد الله الصالحين يقومون بالأعمال الصالحة وهم في خوف شديد من عدم قبولها، لأي سبب من الأسباب التي عملها لأمر يعلمه الله وهو لا يعلمه، كما قال تعالى عنهم:
((إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)) [المؤمنون (61)]
وكذلك التواضع لله وعدم التعالي على الناس والاتصاف بالصفات التي يحبها الله تعالى، فإن ذلك يعين على الإخلاص، كما في قوله تعالى:
((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) [إلى آخر سورة الفرقان]

الأمر الثالث: لجوء المؤمن إلى ربه تعالى في كل أحواله، وبخاصة عندما يريد أن يؤدي عملا يتقرب به إلى الله، يلجأ إليه ويدعوه أن يجعل عمله خالصا له فيقول: اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم، لا تشوبه شائبة رياء لأحد، فإذا دعاه صادقا راجيا منه ذلك أعانه وأذهب عنه الالتفات إلى سواه ووقاه وساوس الشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء، لأنه تعالى قد وعد عبادة بالاستجابة لدعائهم إذا صدقوا في دعائهم، كما قال تعالى:
((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) [البقرة (186)]
وقال تعالى: ((وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) [ غافر(60)]
ولاسيما دعاء المؤمن ربه في جوف الليل الذي يدفعه إيمانه بربه وخوفه منه، إلى هجر ما هو شديد الحب له والركون إليه من نوم عميق وراحة مرغوبة على فراش وثير، وخل أثير يهجر ذلك طمعا في رضا الله وثوابه والفوز بما خفي عنه من قرة عين، وخوفا من سخط الله وعقابه، كما قال تعالى:
((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (17) [السجدة]
سائرا في درب ذلك الركب العظيم الذين قال الله تعالى عنهم:
((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)) [النساء (69)]
يتحين ما يتحينه الصائد الماهر أوقات الفوز بالمطلوب، كما روى أبو سعيد وأبو هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا، فيقول هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر) صحيح مسلم (1/523)
وفي رواية عنهما: "إذا مضى شطر الليل أو ثلث الليل، أمر مناديا فنادى هل من داع فيستجاب؟ له هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟)

الأمر الرابع: ومما يعين على صعوبة الإخلاص، أن يتذكر المسلم عظمة الله تعالى الذي لا ينفعه ولا يضره غيره لا في الدنيا ولا في الآخرة سواه، كما مضى، كما قال تعالى:
((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [الأنعام (17) والآيات مثلها كثير]
ومن عظمته التي إذا تذكرها الإنسان أعانته إلى الإخلاص له، انه يعلم كل شيء لا تخفى عليه خافية، فكل ما تكنه الصدور هو عنده كما يظهر للناس لا فرق بين ما غاب عن الناس وما شهدوه، وليس هذا لأحد غير الله، كما قال تعالى:
((وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ)) [النمل (74)]
فعلمه تعالى بما تخفيه الضمائر على سواه من المخلوقات دافع قوي ومعين عظيم للمؤمن على مجاهدة نفسه ليخلص أعماله لربه، فإن كل من عدا الله تعالى لا يعلم إلا ما ظهر له من قول أو فعل، أما رب السموات والأرض، فلا تخفى عليه خافية.
كما قال تعالى: ((وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)) [يونس (61)]
فإذا تصور العبد وهو يقدم على عمل أن ربه يعلم في قلبه ثم قصد بعمله غيره، فليعتبر ذلك برهانا على فقده الإخلاص لله في ذلك العمل، فليجاهد نفسه وهواه والشيطان على تطهير قلبه من الشرك الخفي على غير الله ولينق عمله من شائبة العمل للمخلوقين، ويخلصه للخالق جل وعلا.

الأمر الخامس: أن العبد لا يدري عن الخاتمة التي يختم الله بها عمله، فقد يبقى ظاهره الصلاح حتى يقترب أجله فينقلب صلاحه إلى ضده فينبغي أن يبقى خائفا وجلا داعيا ربه الذي يقلب قلوب عباده، أن يثبت قلبه على الإيمان والعمل الصالح ويختم له بخاتمة حسنة.
ففي حديث عبد بن مسعود رضي الله عنه،قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما [في رواية: "نطفة"] ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار) [صحيح البخاري (3//1174) وصحيح مسلم (4/2036)]

وليس لأحد أن يحتج بأن الله قد قدر حسن الخاتمة سوءها، فيتكل على ذلك ويترك العمل للأسباب الآتية:
السبب الأول: أن الله تعالى قد أمر بالعمل والواجب تنفيذ أمر الله، والذي لا ينفذ أمر الله عاص، فهو يبذل الأسباب التي ينال بها غضب الله تعالى، مع أنه يبذل الأسباب لجلب منافعه في الدنيا، ويجتهد في درء المفاسد عنه فيها، فلم لا يترك العمل في الدنيا كما تركه للآخرة، ويتكل على القدر؟!
السبب الثاني: أن قدر الله تعالى بأنه سيكون حسن الخاتمة أو سيئها، أمر غيب عنه وليس من الحكمة والعقل أن يترك ما فيه مصلحة ظاهرة، أو يرتكب ما فيه مفسدة ظاهر لأمر لا يعلم عنه شيئا، ومثل هذا كمثل ألف طلاب هددهم أستاذهم بأنه سيرسب عشرة منهم أو أقل أو أكثر بدون تعيين، يعرف أنهم لا يقومون بواجباتهم التي ألزمهم بها، فتركوا كلهم أو بعضهم مذاكرة دروسهم من أول العام، وقالوا: إنه سيرسبنا سواء ذاكرنا أم لم نذاكر، فهل لهم من حجة في ترك المذاكر’؟! كلا!
السبب الثالث: أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وردت عليهم هذه الشبهة عندما ذكر لهم أن الله قد كتب السعادة لكل سعيد وكتب الشقاوة لكل شقي في سابق علمه، فسألوه قائلين: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فأجابهم بالنفي وأمرهم بالعمل، كما في حديث علي رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة) قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة) ثم قرأ: ((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (Cool وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) [الليل، والحديث في صحيح البخاري (4 /1891) وصحيح مسلم (4/2040)]
فكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والحكمة والعقل تبطل استدلال من اتكل على القدر وترك العمل، كما هو واضح.
الأمر السادس: البعد عن صحبة الذين يحبون الثناء بما يفعلون وما لم يفعلوا، ومجاهدة النفس للانبساط لذلك وحبه، فإن مصاحبة العبد لمن يأنسون لذلك عامل من عوامل تعلق القلب بمراآة المخلوقين، كما قال تعالى:
((لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [آل عمران (188)]
على عكس ما سبق من صفات عباد الله الصالحين الذين يؤدون الأعمال لله تعالى ولا يغترون بما عملوا، بل إنهم يخافون من رجوعهم إلى الله ولقائه، خوفا يدفعهم إلى المزيد من الأعمال الصالحة:
((إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)) [المؤمنون (61)]
فهؤلاء ينبغي أن يحرص المؤمن على صحبتهم والاقتداء بهم، ومعلوم ما يفوز به من رافق جلساء الصلاح الفضلاء، وما يحصده من صاحب أهل السوء الأشقياء، وفي أمثال القرآن والسنة هداية وعبر، قال تعالى:
((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتىَ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29)) [الفرقان]
وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة) [صحيح البخاري (5/2104) و صحيح مسلم (4/2026)]
فإذا أتاح الله للمؤمن قدوة حسنة من عباده الذين يفقههم الله في دينه من كتابه وسنة رسوله فيجتهدون في تزكية أنفسه بطاعته ويكثرون من ذكره، فتمتلئ قلوبهم بمحبته وعظمته ويخشونه ويخلصون له ولا يلتفتون في أعمالهم لسواه، فليحرص على مجالستهم وصحبتهم، لأنهم سيصقلون بما آتاهم الله من علم وعمل وتقوى وورع، من جالسهم وصحبهم بإذن الله.
((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)) [النساء (69)]


كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
ومضات
مشرف متميز
مشرف متميز
ومضات


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 796
نقاط : 1185
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 10/12/2011
الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
العمل/الترفيه : استاذة اللغة العربية

الأوسمة
 :



" width= height=>

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالأحد نوفمبر 04, 2012 4:07 am

الإخلاص


د. قذلة بنت محمد القحطاني


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل وصحبه وسلم. وبعد:
فأن أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات، والابتعاد والحذر عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك. ورحم الله احد العلماء إذ يقول: "وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلّا، فانه ما أُتىَ على كثير من الناس إلا من تضيع ذلك". أ.هـ

أهمية أعمال القلوب:
إنّ تعريف الإيمان عند أهل السنة هو:
(إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان).
ويُعَدُّ الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدراً وشأناً، بل إن أعمال القلوب عموماً آكد وأهم من أعمال الجوارح، ويكفي أنّ العمل القلبي هو الفرق بين الإيمان والكفر، فالساجد لله والساجد للصنم كلاهما قام بالعمل نفسه، لكن القصد يختلف، وبناء عليه آمن هذا وكفر هذا.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في بيان أهمية أعمال القلوب: "وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، مثل محبته لله ورسوله، والتوكل على الله، وإخلاص الدين لله، والشكر له والصبر على حكمه، والخوف منه، والرجاء له، وما يتبع ذلك". أ.هـ
فأقول: "هذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق أئمة الدين، والناس فيها على ثلاث درجات: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات.
فالظالم لنفسه: العاصي بترك مأمور أو فعل محظور.
والمقتصد: المؤدي للواجبات، والتارك للمحرمات.
والسابق بالخيرات: المتقرّب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب، والتارك للمحرم والمكروه.
وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تُمحى عنه؛ إما بتوبة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وإما بحسنات ماحيه، وإما بمصائب مكفرة، وإما بغير ذلك". أ.هـ (1).
ويقول ابن القيم رحمه الله: "أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإنّ النيّة بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح ماتت، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح". أ.هـ (2) وقال شيخ الإسلام: "والأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسّط عمل القلب، فإن القلب ملكٌ، والأعضاء جنوده، فإذا خبث خبثت جنوده، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ في الجسد مضغة... الحديث". أ.هـ (3)

تعريف الإخلاص:
قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي". أ.هـ(4).
قال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة". أ.هـ
وقيل: "هو تفريغ القلب لله" أي: صرف الانشغال عمّا سواه، وهذا كمال الإخلاص لله تعالى (5).
وقيل: "الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين".
ويقول الهروي: "الإخلاص تصفية العمل من كل شوب".
ويقول بعضهم: "المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله".
سئل التستري: "أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".
ويقول سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ". (6) ومدار الإخلاص في كتاب اللغة على الصفاء والتميز عن الأشواب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك: أي لا يشاركك فيه غيرك والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع. ويقولون خالصة في العشرة: صافاه (7).

منزلة الإخلاص:
الإخلاص هو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
وقوله: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه". قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟" قال: أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة". أ.هـ(Cool.
قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) يقول شيخ الإسلام: "الناس لهم في هذه الآية ثلاثة أقوال: طرفان ووسط.
فالخوارج والمعتزلة يقولون: لا يتقبل الله إلا من اتقى الكبائر، وعندهم صاحب الكبيرة لا يقبل منه حسنة بحال.
والمرجئة يقولون: من اتقى الشرك.
والسلف والأئمة يقولون: لا يتقبل إلا ممن اتقاه في ذلك العمل، ففعله كما أمر به خالصاً لوجه الله تعالى".(9)

الإخلاص سبب لعظم الجزاء مع قله العمل:
وقد دلّ على ذلك نصوص النبوية ومنها:
1. عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل هذا، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟! أظلمك كتبتي الحافظون؟! فيقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟! فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم. فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فقال: إنك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء".(10)

2. وحديث المرأة التي سقت الكلب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به".(11)

3. وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخّره فشكر الله له فغفر له".(12)

يقول شيخ الإسلام معلقاً على حديث البطاقة: "فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص، وإلّا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون لا اله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة". أ.هـ (13) ويقول أيضاً حول حديث المرأة التي سقت الكلب والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق: "فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفِرَ لها، و إلا ليس كل بغي سقت كلباً يُغفر لها، وكذلك هذا الذي نحّى غصن الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالص وإخلاص قائم بقلبه فغفر له بذلك.
فإن الإيمان يتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص"(14). والإخلاص رتبة الثلاثة الذين خلفوا.
وفي السنن عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إن العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، حتى قال: إلا عشرها".
وقال ابن عباس: "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها".
و في الحديث: "رب صائم حظه من صيامه العطش ورب قائم حظه من قيامه السهر".
وقيل لبعض السلف: "الحاج كثير" فقال: "الداج كثير، والحاج قليل". أ. هـ(15) فالمَحْوُ والتكفير يقع بما يتقبل من الأعمال، وأكثر الناس يقصرون في الحسنات حتى في نفس صلاتهم، فالسعيد منهم من تكتب له نصفها، وهم يفعلون السيئات كثيراً، فلهذا يكفر بما يتقبل من الصلوات الخمس شيء، وبما يتقبل من الجمعة شيء، وبما يتقبل من صيام رمضان شيء آخر، وكذلك سائر الأعمال(16).
وحديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت؛ ولكنك قاتلت ليُقال: جرئ، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل تعلّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: فما عملت؟! قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن. قال: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال قاري، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها. قال: فما عملت بها؟! قال: ما تركت من سيبل يحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جوا، فقد قيل. ثم أمر به على وجهه حتى أُلقي في النار". [رواه مسلم].

درجات الإخلاص:
الدرجة الأولى:
إخراج رؤية العمل عن العمل، والخلاص عن طلب العوض عن العمل، والنزول عن الرضى بالعمل.
فالأولى: يشاهد منة الله تعالى وتوفيقه له على هذا العمل: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ).
الثانية: ليعلم إنه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوض.
الثالثة: مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره فيه.

الدرجة الثانية:
الخجل من العمل مع بذل المجهود حيث لا يرى العمل صالحا لله مع بذل المجهود (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ). فالمؤمن جمع إحساناً في مخافة، وسوء ظن بنفسه.

الدرجة الثالثة:
إخلاص العمل بالخلاص من العمل، إلا بنور العلم، فيحكمه في العمل حتى لا يقع في البدعة.(17)

ثمار الإخلاص:
لا بد من أمرين هامين عظيمين أن تتوفرا في كل عمل وإلا لم يقبل:
1- أن يكون صاحبه قد قصد به وجه الله تعالى.
2- أن يكون موافقا لما شرعه الله تعالى في كتابه أو بينه رسوله في سنته.
فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحاً ولا مقبولاً، ويدل على هذا قوله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون خالصًا لله، صواباً على شريعة رسول الله". أ.هـ

ولهذا من ثمار الإخلاص:
1- تفريج الكربات ( قصة الثلاثة – قصة عكرمة – قصة أصحاب الكهف).
2- الانتصار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).(18)
3- العصمة من الشيطان: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).(19) (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ). (20)
4- نيل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "قلت يا رسول الله؛ من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟! فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قِبَل نفسه".
5- مغفرة الذنوب ونيل الرضوان: كما في حديث البطاقة، والمرأة البغي التي سقت الكلب، والرجل الذي أزاح الشجرة من الطريق.

السلف والإخلاص:
قصة يوسف عليه السلام (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).(21) وقصة موسى عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً). (22) قال أبو سليمان الداراني: "طوبى لمن صحت له خطوة واحدة، لا يريد بها إلا الله تعالى".
وقال بعض السلف: "من سلم له في عمره لحظة واحدة خالصة لله تعالى نجا".
ولما مات على بن الحسن وجدوه يعول مائة بيت في المدينة.
وقيل لحمدون بن أحمد: "ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق".
وقال رجل التميم الداري رضي الله عنه: "ما صلاتك بالليل ؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في سرّ أحب إلى من أن أصلي الليل كله، ثم أقصّه على الناس".
وقال أيوب السختياني: "ما صدق عبد قط فأحب الشهرة".
وقال بعض السلف: "إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء".
وقال الحسن: كان الرجل يكون عنده زوار فيقوم من الليل يصلي ولا يعلم به زواره وكانوا يجتهدون في الدعاء ولا يسمع لهم صوتا.
"وكان الرجل ينام مع امرأته على وسادة فيبكي طول ليلته وهي لا تشعر".
قال الفضيل بن عياض: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".
قال الشافعي رحمه الله: "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على أن إلا ينسب إلى منه شيء".
عن سفيان قال: "أخبرتني مرية الربيع بن خثيم قالت: "كان عمل الربيع كله سراً، إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه".
وقال جبير بن نفير: "سمعت أبا الدرداء وهو في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فكرر التعوذ منه، فقلت: مالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟! فقال: دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله، أنّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الوحدة فيخلع منه".
وقال بشر الحافي: "لأن اطلب الدنيا بمزمار أحب إلى من أن اطلبها بالدين".
وعن يحي بن أبي كثير قال: "تعملوا النية، فإنها ابلغ من العمل".
ولهذا فإنّ إخفاء العبادة وتحقيق الإخلاص يحتاج إلى صبر.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن الصبر على الطاعة ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- صبر قبل الطاعة.
2- صبر في الطاعة.
3- صبر بعد الطاعة "المن، العجب، السمعة".
قال ابن عقيل: "كان أبو إسحاق الفيروز بادي لا يخرج شيئاً إلى فقير إلا أحضر النية، ولا يتكلم في مسألة إلا قدم الاستعانة بالله وإخلاص القصد في نصرة الحق دون التزيين والتحسين للخلق. ولا صنف مسألة إلا بعد أن صلى ركعتين فلا حرج أن شاع سمه واشتهرت تصانيفه شرقاً وغرباً، وهذه بركات الإخلاص". (23) وللعلامة محمد الأمين الشنقيطي قصة تتعلق بصلاح القصد والنيّة، إذ أن له تآليف عديدة،/ ومنها منظومة في أنساب العرب، وقد ألّفها قبل البلوغ يقول في أولها:

في ذكر أنساب بني عدنان سميته بخالص الجمان

لكنه - رحمه الله - بعد أن بلغ سن الرشد قام بدفن هذه المنظومة، معللاً أنه كان قد نظمها على نية التفوّق على الأقران، وقد لامه بعض مشايخه على ذلك، وقالوا له: "كان من الممكن تحويل النية وتحسينها".
وقد نقل عنه العلامة بكر أبو زيد أنه قال: "إنما ألفته للتفوق به على الأقران، فدفنته لأن تلك كانت نيتي، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصححت النية ولم أدفنه".(24) يقول العلامة محمد بن إبراهيم يثني على الشنقيطي: "ملئ علماً من رأسه حتى أخمص قدميه".
وقال عنه بكر أبو زيد:"لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يسمى شيخ لكان هو" (25).
ولأن إخلاص النيّات أمر عظيم فقد قال أيوب السختياني: "تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جميع الأعمال".
ومما أثر عن الفاروق رضي الله عنه انه كتب إلى أبي موسى الأشعري: "من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس".

شعر:
إذا السر والإعلان في المؤمن استوي فقد عز الدارين واستوجب الثنـاء
فان خـالف الإعلان ســرا فما له على سعيد فضل سوى الكد والعنا

يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على أن إلا ينسب إلى منه شيء".
وقال: "ما ناظرت أحدا قط على الغلبة، وددت إذا ناظرت أحداً أن يظهر الحق على يديه".
وقال: "ما كلمت أحداً إلا وددت أن يسدّد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظه".
إنّ هذا الكلمات من هذا الإمام تدل على الإخلاص الذين كان يتحلى به، وتلك علامة من علامات المخلصين: أنهم لا يعملون لأنفسهم، بل مرادهم رضا ربهم، ويودون أن يكفيهم غيهم تعليم الحق وإظهاره، وعندما ما يحاورون لا يكون غاية همهم أن يغلبوا الخصم، بل مرادهم ظهور الحق، ويتمنوا أن يظهر الله الحق على يد الذي يناظرونه.
والمخلص لا يبالي لو خرج له كل قدر في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله (26)

أمور يجب التنبيه عنها في مسألة الإخلاص:
1- قصد النعيم الأخروي: بالغ بعض العباد في تجريد القصد إلى الله والتقرب إليه حتى عدوا طلب الثواب الأخروي الذي وعد الله به عباده الصالحين قادحاً في الإخلاص، وهم وإن لم يقولوا ببطلان الأعمال التي قصد أصحابها الثواب الأخروي إلا أنهم كرهوا للناس العمل على هذا النحو، ووصفوا العامل رجاء حظ أخروي بالرعونة، وسموه بأجير السوء.
يقول أحد مشاهير الصوفية: "الإخلاص إلا يريد على عمله عوضاً في الدراين ولا حظاً من الملكين".
ورابعة العدوية – إن صح عنها – تقول: "ما عبدته خوفاً من ناره ولا حباً في جنته، فأكون كأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقا إليه".
وعدّ الهروي الرجاء أضعف منازل المريدين.
وهذا بعيد عما جاءت به نصوص الكتاب والسنة، فقد وصف الله سادات المؤمنين بأنهم كانوا يعبدون الله خائفين راجين: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). وقال تعالى يصف عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً).
وخليل الرحمن إبراهيم يقول في دعائه: (وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
وقد وصف الله نعيم الجنة في سورة المطففين، ثم حث على التنافس والتسابق في طلبة فقال: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).
فكيف يمكن إطلاق هذا القول وقد ثبت أن دين الله تعالى كله دعوة إلى العباد كي يطلبوا الجنة ويهربوا من النار، وأن سادة المؤمنين من الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء كلهم يطلبون الجنة ويخافون النار.
أبعد هذا يستقيم قول من زعم أن الذي يعبد الله طلباً للجنة وخوفاً من النار كأجير السوء، أو أن ذلك أضعف مراتب المريدين".(27)

ما يتوهم انه رياء وشرك وليس كذلك:
1- حمد الناس للرجل على عمل الخير، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟! قال: تلك عاجل بشرى المؤمنين".
2- التحدث عن المعاصي لو أن الله يكره ظهور المعاصي ويحب ستره في الحديث: "من ارتكب شيئاً من هذا القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل".
3- ترك الطاعات خوفا من الرياء لأن ذلك من مكائد الشيطان قال إبراهيم النخعي: "إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة فقال: إنك مراءٍ، فزدها طولاً".
4- نشاط العبد بالعبادة عند رؤية العابدين: قال المقدسي: "يبيت الرجل مع المتهجدين فيصلون أكثر الليل وعادته قيام ساعة فيوافقهم، أو يصومون ولولاهم ما انبعث هذا النشاط، فربما ظن ظان أنّ هذا رياء وليس كذلك على الإطلاق، بل فيه تفضيل، وهو أن كل مؤمن يرغب في عبادة الله تعالى ولكن تعوقه العوائق وتستهويه الغفلة فربما كانت مشاهدة الغير سبباً لزوال الغفلة". ثم قال: "ويختبر أمره بأن يمثل القوم في مكان لا يراهم ولا يرونه، فان رأي نفسه تسخو بالتعبد فهو لله، وان لم يسخ كان سخاؤها عندهم رياء وقس على هذا"(28) و لا ينبغي أن يؤيس نفسه من الإخلاص بأن يقول: إنما يقدر على الإخلاص الأقوياء وأنا من المخلصين، فيترك المجاهدة في تحصيل الإخلاص لأن المخلط إلى ذلك أحوج(29).
5- عدم التحدث بالذنوب وكتمانها: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف سترة الله". [متفق عليه].
6- اكتساب العبد لشهرة من غير طلبها وترك العمل خوفا أن يكون شركا، قال الفضيل بن عياض: "ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منه".(30) قال النووي معلقا على كلام الفضيل: "ومعنى كلامه رحمه الله أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس فهو مراء لأنه ترك العمل لأجل الناس إما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة أو زكاة واجبة أو يكون عالما يقتدى به فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل".(31)
7- أن يكون قصده إخفاء الطاعة والإخلاص لله ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أظهر الجميل من أحواله فيسر بحسن صنع الله وستره المعصية فيكون فرحه بذلك لا بحمد الناس ومدحهم وتعظيمهم في زاد مسلم عن أبي ذر قال: "قيل يا رسول الله يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟! فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن". (32) يقول ابن تيمية رحمه الله: "ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فانه يصليه حيث كان ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه انه يفعله سراً لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص. إلى أن قال: "ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه إن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
1- إن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوفا من الرياء بل يؤمر بها وبالإخلاص فيها.
2- إن الإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا اشق بطونهم".
3- إن تسويغ مثل هذا يفضي إلى أن أهل الشرك والفساد ينكرون على أهل الخير والدين إذ رأوا من يظهر أمراً مشروعاً قالوا: "هذا مراءٍ". فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذراً من لمزهم فيتعطّل الخير.
4- إنّ مثل هذا من شعائر المنافقين وهو الطعن على من يظهر الأعمال المشروعة (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ)".(33) ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنّ الرياء ينقسم باعتبار إبطال العبادة إلى قسمين:
الأول: أن يكون في أصل العبادة، فهذا عمله باطل مردود.
الثاني: أن يكون طارئا على العبادة فهذا القسم ينقسم إلى أمرين:
الأول: أن يدافعه فهذا لا يضره.
الثاني: أن يسترسل معه فلا يخلو من حالين:
• الأول: أن يكون أخر العبادة مبنيّاً على أوله كالصلاة فالعابدة باطلة.
• الثاني: أن يكون آخر العبادة منفصلا عنها كالصدقة فما كان خالص قبل وما أشرك فيه رد.(34)

أمور خفية:
الرياء جلي وخفي.
فالجلي: هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه.
والخفي: مثل الرياء الذي لا يبعث على العمل لمجرده، لكن يخفف العمل الذي أريد به وجه الله تعالى، كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه، فإذا نزل عنده ضيف نشط له وسهل عليه.
وأخفي من ذلك ما لا يؤثر في العمل ولا في التسهيل، وأجلي علاماته أنه يسر باطلاع الناس على طاعته، فرب عبد مخلص يخلص العمل ولا يقصد الرياء بل يكرهه، لكن إذا اطلع الناس عليه سره ذلك وارتاح له، وروّح ذلك عن قلبه شدة العبادة، فهذا السرور يدل على رياء خفي.
ومتى لم يكن وجود العبادة كعدمه في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن خالياً عن شوب خفي من الرياء.(35) الرياء هي الطاعة التي يظهرها الفاعل كي يراها الناس.(36)

من دقائق الرياء وخفاياه:
قد يخسر الإنسان عمله بسبب انعدام الإخلاص، وذلك أمّا بالرياء والشهرة والشرف والسمعة والعجب.

الرياء:
هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس، فيحمدوا صاحبها، فهو يقصد التعظيم والمدح والرغبة أو الرهبة فيمن يرائيه.

أما السمعة:
فهي العمل لأجل سماع الناس (فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة تتعلق بحاسة السمع).

وأما العجب:
فهو قرين الرياء، وقد فرّق بينهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: "الرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس".(37)

هنا ثلاث أمور دقيقة للرياء على النحو التالي:
o أولها: ما ذكره أبو حامد الغزالي في أحبائه حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي: "وأخفى من ذلك أن يختفي (العاقل بالطاعة) بحيث لا يريد الاطلاع ولا يسر بظهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها، ولو لم يفعل ذلك ما استبعد تقصير الناس في حقه".(38) o ثانيها: أن يجعل الإخلاص وسيلة لا غاية وقصداً لأحد المطالب الدنيوية "كالحكمة - كالكرامة - كالحوائج الدنيوية".
o ثالثها: ما أشار إليه ابن رجب بقوله: "وها هنا نكته دقيقة وهي أن يذم الإنسان نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى الناس أنه يتواضع عن نفسه ويرتفع بذلك عنهم ويمدحونها به، وهذا من دقائق أبواب الرياء وقد نبه السلف الصالح"، قال مطرف بن عبد الله ابن الشخير: "كفى بالنفس إطراء أن تذمّها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه". [شرح حديث ما ذئبان جائعان].(39) الصبر على الطاعة ثلاثة أنواع:
صبر قبل الطاعة - وصبر أثناء الطاعة – صبر بعد الطاعة.
o رابعها: ربما كره الرياء ولكنه عندما يتذكر أعماله ويثني عليه لم يقابل ذلك بالكراهية، بل يشعر بالسرور، ويشعر أنّ ذلك روح عنه شيئاً من عناء العبادة فهذا نوع دقيق من أنواع الشرك الخفي.(40)

كيف يتحقق الإخلاص؟! (أو: أمور تعين على تحقيق الإخلاص):
أ‌. أن يعلم المكلف يقيناً بأنّه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضاً ولا أجراً، إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته، فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه، ولا معاوضة.
ب‌. مشاهدته مِنَّه الله عليه وفضله وتوفيقه، وأنه بالله لا بنفسه، وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو، وكل خير فهو مجرد فضل الله ومنته.
ت‌. مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره منه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان، فقلّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل، وللنفس فيه حظ، سئل صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته؟! فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد". فإذا كان هذا التفات طرفه فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله؟!(41) ث‌. تذكير النفس بما أمر الله به من إصلاح القلب وإخلاصه، وحرمان المرائي من التوفيق.
ج‌. الخوف من مقت الله تعالى، إذا اطلع على قلبه وهو منطوٍ على الرياء.
ح‌. الإكثار من العبادات غير المشاهدة وإخفاؤها، كقيام الليل، وصدقة السر والبكاء خالياً من خشية الله.
خ‌. تحقيق تعظيم الله، وذلك بتحقيق التوحيد والتعبّد لله بأسمائه الحسنى وصفاته "العلي العظيم – العليم – الرزاق – الخالق".
د‌. أن يشعر أنه عبد محض لله تعالى.
ذ‌. معرفة أسماء الله وصفاته وتعظيم الله.
ر‌. تذكر الموت وأهواله.
ز‌. الإكثار من الأعمال المخفية.
س‌. أن يرد الرياء بالاقتداء.
ش‌. أن يعلم عاقبة الرياء.
ص‌. الإلحاح على الله بالدعاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء والإلحاح على الله.
ض‌. تدبر القرآن.
ط‌. التخلص من حظوظ النفس، فانه لا يجتمع الإخلاص في القلب وحب المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلّا كما يجتمع الماء والنار، فإذا أردت الإخلاص فاقبل على الطمع فاذبحه بسكين اليأس، وقم على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، حينئذ فقط يسهل عليك الإخلاص، والطمع يسهل ذبحه باليقين أنه ليس من شيء تطمع فيه إلا وبيد الله خزائنه، لا يملكها غيره.
ظ‌. المجاهدة: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
فالمطلوب منك بذل الجهد في دفع خواطر الرياء وعدم الركون إليها، وكلّما أولى لا بد من قياسها حتى تصل إلى المرحلة التي قال الله تعالى فيها (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ). وهي المرحلة التي تكون النفس فيها مطمئنة بطاعة الله، ساكنة إليها لا تخالجها الشكوك الأثيمة.
ع‌. إخفاء الطاعات وعدم التحدّث بها.
غ‌. عدم الاكتراث بالناس.
ف‌. الخوف من الشرك بنوعيه.
ق‌. الدعاء بكفارة الرياء. ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فانه أخفى من دبيب النمل. قالوا: وكيف نتقيه؟! قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه".
ك‌. تعاهد النفس بالوعظ ومجالس الذكر ومصاحبة أهل الإخلاص.
ل‌. تذكّر عظم نعمة الله سبحانه على المرء وشكرها، ونسبتها إلى مسببها، والاعتراف بها ظاهراً وباطناً.
م‌. اعتياد الطاعات بحيث تصير جزءاً لا يتجزأ من حياة المرء.

المراجع:
1. مدارج السالكين/ ابن القيم
2. الإخلاص/ العوايشة
3. الإخلاص والشرك بالله/ د. عبد العزيز عبد اللطيف 4. مجموع الفتاوى/ شيخ الإسلام ابن تيمية 5. مختصر منهاج القاصدين/ ابن قدامه المقدسي 6. بدائع الفوائد/ ابن القيم 7. منهاج السنة/ ابن تيمية 8. طبقات النسابين/ بكر أبو زيد تم بحمد الله وفضله


ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى 10/5-6.
(2) بدائع الفوائد 3/244.
(3) مجموع الفتاوى 11/81.
(4) مقاصد المكلفين ص 358.
(5) انظر الإخلاص ص 20.
(6) نقلاً من كتاب الإخلاص د. عبد العزيز عبد اللطيف.
(7) باختصار من مقاصد المكلفين ص 359.
(Cool مناهج السنة 6/ 217.
(9) المرجع السابق.
(10) أخرجه الترمذي وأحمد في المسند.الحاكم، وقال: "هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم". وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح والحاكم في المسند يقول: هذا حديث صحيح لإسناد ولم يخرجه.
(11) أخرجه البخاري ومسلم.
(12) أخرجه البخاري ومسلم.
(13) منهاج السنة 6/219.
(14) منهاج السنة 6/221.
(15) منهاج السنة 6/218.
(16) منهاج السنة 6/248.
(17) انظر تهذيب مدارج السالكين/ ابن القيم.
(18) سورة الأنفال: 45- 47.
(19) سورة يوسف: 24.
(20) سورة الحجر: 39.
(21) سورة يوسف: 24.
(22) سورة مريم: 51.
(23) بدائع الفوائد 3/ 149.
(24) طبقات النسابين ـ بكر أبو زيد ـ مؤسسة الرسالة ـ 298 ـ برقم: 656.
(25) انظر الكتاب النفيس إتحاف النبلاء لسير العلماء/ الزهراني.
(26) باختصار من مقاصد المكلفين للأشقر ص 473- 474.
(27) باختصار وتصرّف من مقاصد المكلفين ص 403، و ما بعدها.
(28) مختصر منهاج القاصدين ص 234.
(29) في مختصر منهاج القاصدين ص 229.
(30) باختصار تصرف من كتاب الإخلاص 25- 27.
(31) شرح الأربعين ص 11.
(32) مختصر منهاج القاصدين باختصار.
(33) في الفتاوى 23/ 174- 175 باختصار.
(34) انظر القول المفيد شرح كتاب التوحيد.
(35) رأي بن عثيمين.
(36) فواعد الأحكام 1/147.
(37) الفتاوى 10/ 277.
(38) الإحياء 3/ 305 - 306
(39) نقلا من كتاب الإخلاص والشرك، د. عبد العزيز عبد اللطيف. ص 46.
(40) الإخلاص/ العوايشه ص 71، ونقله من مختصر منهاج القاصدين.
(41) مدارج السالكين.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
خادم المنتدى
الادارة والتواصل
الادارة والتواصل
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5804
نقاط : 8802
السٌّمعَة : 159
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
الموقع : منتدى الفردوس المفقود
العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالإثنين نوفمبر 05, 2012 7:05 am

شكرا جزيلا لك أختي: ومضات

على هذه الإضافة القيمة و المفيدة

بارك الله فيك

و جوزيت خير الجزاء دنيا و آخرة

و دمت بود كبير

*******************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
حميد يعقوبي
المدير القانوني والتقني
المدير القانوني والتقني
حميد يعقوبي


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2556
نقاط : 7157
السٌّمعَة : 63
تاريخ التسجيل : 16/03/2012
الموقع : منتديات مرجانة

الأوسمة
 :  

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 07, 2012 9:20 am

جوزيت خير الجزاء دنيا و آخرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم المنتدى
الادارة والتواصل
الادارة والتواصل
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5804
نقاط : 8802
السٌّمعَة : 159
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
الموقع : منتدى الفردوس المفقود
العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالأحد نوفمبر 11, 2012 2:18 pm

حميد كتب:
جوزيت خير الجزاء دنيا و آخرة

يارك الله فيك أخي: حميد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
أبو المعتصم
عضو موهوب
عضو موهوب



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 107
نقاط : 109
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/05/2012
العمر : 42
العمل/الترفيه : الأنترنيت

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالأحد نوفمبر 11, 2012 2:45 pm

شكرا وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم المنتدى
الادارة والتواصل
الادارة والتواصل
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5804
نقاط : 8802
السٌّمعَة : 159
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
الموقع : منتدى الفردوس المفقود
العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة

 ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟    ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟ Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2012 5:03 am

أبو المعتصم كتب:
شكرا وبارك الله فيك

شكرا جزيلا لك على المرور و الرد العطرين

********************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
 
ما هو الإخلاص؟ و كيف ينبغي أن يكون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب تفسير سورة الإخلاص:
» أحسست بأني مغلق اكثر مما ينبغي
» افتحاص الوزارة ينبغي ان يشمل اختلالات برنامج جيني
» الفحوصات الطبية المناسبة التي ينبغي ان تجريها المراة
» حتى يكون صيامك مقبولا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفردوس المفقود :: المنتدى الإسلامي :: منتدى الإسلاميات العامة-
انتقل الى: