هبة بريس
مع انطلاق الموسم الدراسي الجامعي , عاد مشكل السكن الجامعي ليطفو من جديد , بعدما أصبحت مسألة ( دهن السير ... يسير ) أمر لا مفر منه في سبيل الحصول على غرفة بأحد الأحياء الجامعية , حيت توصلنا بمجموعة من الشكاوى من عدد من الطلبة يستنصرون من خلالها وزير التعليم العالي السيد لحسن الداودي , الذي لطالما نادى بضرورة محاربة الفساد و المفسدين , من خلال محاولته القيام بمجموعة مهمة من الإصلاحات , التي زادت الطين بلة , بل وساهمت في تضييق الخناق على الطالب و تأجيج دائرة الصراع .
إلى ذلك فقد بلغ الى علمنا حسب مصادرنا بالحي الجامعي السويسي ان ثمن الغرفة السنوي الذي حدد في 400 درهم تضاعف بثلاث إلى أربع مرات , حيت استغل احد المسؤولين هذا المعطى ( السكن ) للضغط على جيوب الطلبة , نظرا لضرورة الحصول على سكن معين من اجل متابعة الدراسة الجامعية , خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين ينحدرون من مناطق بعيدة , ما يضطر هؤلاء المستضعفين إلى الخضوع لسلطة هذا الرجل المسؤول الذي من المفترض ان يكون أول من يعمل على رعاية شؤون الطلاب , لكن للأسف فقد تجرد من آدميته و إنسانيته , لتحول إلى وحش ضار ينهش جيوب الطلبة يمينا و شمالا دونما مراعاة إلى أحوال و ظروف من قطعوا أميالا في سبيل سعيهم لطلب العلم .
هذا و قد علمنا من ذات المصادر ان الطلبة المتضررين سينظمون وقفة احتجاجية أمام إحدى كليات العرفان بالرباط تعبيرا منهم على ما يتلقوه من سوء معاملة و حيف و ظلم بخصوص إشكالية السكن , بعدما أوصدت في وجوههم جميع الأبواب .
لذا فان الضرورة و الظرفية الحرجة التي يمر منها التعليم بالمغرب تستدعي فتح تحقيق معمق في النازلة بهدف إيقاف نزيف هذا الفساد الذي استشرى و تفشى في قطاع التعليم شأنه في ذلك شأن جميع القطاعات الحساسة الأخرى , مع حتمية الضرب على يد كل من سولت له نفسه استغلال منصبه بغية العبث بمصالح الشعب و أبناءه , فهل السيد الوزير على علم بما يقع على مقربة منه بالحي الجامعي السويسي ؟ ام انه هو الأخر في دار غفلون ؟ و هل من حلول فعالة و ناجعة للحيلولة دون تكرار نفس هذا الإشكال ؟