خواطر عابرة

خواطر عابرة

كل ليلة،يتطلع الى طلوع القمر ينظر الى الشاشة..ويخرج من منزله اذا تعب من متابعة افلام النساء المكسيكيات او التركيات او الهنديات او ما تبقى من فتيات العالم...يملأ رئتيه غازا ثم يعود...يتيه ذهنه..يشرد في متاهات الخيال..يتلمس هدايا السماء بحنان خفي..يبيت كل ليلة متكئا على نمارق مبتوتة...يدخل تحت ردائه ويخرج باردا كل صباح ..بدأ يخاف زمهرير العمر...كل يوم يأكل جيدا ويلبس حريرا ولكن دون جدوى...فقر غشوم وظالم حل به..لعله املاق الحب..
رجل وسيم داسته نوائب الزمان..يجلس بحاجبين كثين ووجه شاحب...يسلم بفرح على كل امراة تمر بجواره... كان يأخذ من النساء موضوعا يبعث على السخرية... لكنه يبدو انه كضم اكثر من الخذلان..كل ليلة يهرق ماء وجهه حزنا...تجف رموشه وهو ينثر لغطا على قدره..لم يتذوق يوما نبض الحرارة الادمية...لم يشعر يوما بحرارة نهد...فكم من مرة طهر البكاء روحه ...كان المسكين يناجي احضانا غائبة عنه بأصدق الابيات الشعرية الى ان تموت احلامه في اجمل الكلمات...ثم تداعبه يقظته لتعلن له العصيان...وتخبره بهوان فراشات احلامه في ربيع العمر..انهارت اندفاعاته وتهورت امنياته...وربما خسر الرهان. انه رجل يبحث عن حقيقة في مقاطعة النساء..كان يبدو في اخر حياته اكثر وهنا..نعم كان يبدو كنسر ينظر الى فرائسه بحسرة وهي تنعم في مراعيه.لم يعد لأجنحته القدرة لملاحقتها.وأصبح ريشه يعيق حركته فيزيغ عن مسار طيرانه. نعم انه نسر قرر ان يعيش بين الطيور كالحمامة.
يبحث عنهن طويلا وإذا كل ساعده وخاب امله ،رضي لواقعه الهدوء... وفضل الفرار منهن..اما اذا حالفه الحظ ،كان يطالبها يوميا بالإفراج عنه اذا قررت الابقاء عليه بجوارها ليقوم بعمل شريف لفائدتها..واذا اعتقلته ليكون حارسا امنيا على سرها..او عانقته شاكرة اياه وهي تترصد له لتنفيذ حكم الاعدام،يخرج الغبي يده من مخبئها ويسلم عليها دون تفكير وهو يأمل في سائل يضيفه الى طعامها لزيادة نكهته.وإذا سقته عسلا من جزرها على شفق من لهيب حين يستقيم همسها الشاعري ،عاش المسكين يتلقف اكسير حياتها في ومضات الأنصال على مدى تجارتها الرابحة..وهو يبوح..وهو يبوح... كانت صورتها جميلة جدا ولم يسبق لأحد تسويق حشوتها......

احمد انعنيعة