وصايا إلى الصائمين لما بعد رمضان
تمت الإضافة بتاريخ : 15/08/2012م
الموافق : 28/09/1433 هـ
د. حسين حسين شحاتة
كانت حياة المسلم في شهر رمضان في روحانيات عالية بسبب الشحنات الإيمانية التي اغتنمها، والتي أثرت على خلقه وسلوكه وأفعاله، ومن حصاد هذا الشهر الفضيل صقل القلوب وتطهيرها من الذنوب والخطايا, وتهذيب النفوس وتزكيتها, واستقامة السوكيات وضبطها, واستشعر المسلم أنه قد ارتقى إلى رتبة عليا واقترب من الله سبحانه وتعالى, ويتمنى أن تكون السنة كلها رمضان, ويكرر الدعاء المتواتر: "اللهم أعده علينا أعوامًا عديدة وسنوات مديدة".
ويتساءل الناس ماذا بعد رضان مع يقينهم الذي لا يساوره أي شك أن رب رمضان هو رب السنين والأيام, وفي هذا الخصوص نُقدِّم للصائمين بعض الوصايا لما بعد رمضان من باب الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
الوصية الأولى:
المواظبة على صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وكذلك الأيام القمرية من منتصف كل شهر هجري (الأيام البيض)؛ وذلك لاستمرارية استشعار روحانيات الصيام, فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الشهر كله" (رواه مسلم عن أبى هريرة).
الوصية الثانية:
المواظبة على الصلاة في المسجد في جماعة كما كان الأمر في شهر رمضان لما لذلك من الثواب العظيم فصلاة الجماعة تعدل صلاة المسلم في بيته سبع وعشرون مرة.
الوصية الثالثة:
المواظبة عل صلاة القيام وفي جوف الليل, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" (رواه البخاري).
الوصية الرابعة:
المواظبة على الورد القرآني كما كنت في رمضان, فقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" (رواه الإمام مسلم ).
الوصية الخامسة:
تجنب البدع والعادات والتقاليد السيئة، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "... وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
الوصية السادسة:
كن جوادًا على الفقراء والمساكين ونحوهم من المستحقين بعد رمضان ولا تحرم نفسك من استنزال البركة من الله, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة".
الوصية السابعة:
أعطِ الفقراء حقوقهم المشروعة من الزكاة والصدقات حتى يبارك الله في مالك فقد قال الله تبارك وتعالى: (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) (البقرة: من الآية 276).
الوصية الثامنة:
صل رحمك وآتي ذا القربى حقَّه حتى ينسئ الله لك في أجلك ويوسع لك في رزقك، فقد قال الله تبارك وتعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)) (البقرة).
الوصية التاسعة:
واظب على حضور مجالس العلم في المساجد وغيرها كما كنت تفعل في رمضان فمجلس علم خير من عبادة سبعين عامًا.
الوصية العاشرة:
المداومة على التوبة والاستغفار, فقد قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)) )الأنفال), ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" (رواه مسلم).