قراءة اولية في نص 'حوار 'لصاحبه الحسن افركان

حوار

قالت الأم للولد: اقرأ التاريخ
قال الولد: أنا لا أحب التاريخ الذي صنعني ولا أصنعه.
قالت الأم للحاكم: اصنع التاريخ
قال الحاكم: أنا لا أصنع التاريخ
قالت الأم للشعب: اطرد الحاكم
قال الشعب: أنا أطرد الظالم
قال الولد: أنا أقرأ التاريخ

حوار لربط الحاضر بالماضي

فالولد رمز للحاضر والمستقبل ،والام صلة وصل بين الماضي والحاضر

والتاريخ هو ماضينا وبه نهتدي في حاضرنا لبناء مستقبلنا

واذا كانت الام من يطلب هذا الطلب فانها لاتسعى الا الى التنوير والخير لان الام هي رمز المحبة والحنان والعناية باولادها .

هو طلب لاحالة مرجعية

لكن الولد سجل رفضا ذيله بمبرر :فالتاريخ هوما صنع الولد والولد لم يصنع التاريخ لذلك لا يحبه .

انها وقفة مع الذات والنفس ومراجعة لواقع .

التاريخ ما صنع الولد وكان هذا الولد سلبي ومسلوب لا يتحرك خارج دائرة مقننة مسطرة لذلك كان طموح الولد اكبر .

لقد اراد ان تكون بصمته على التاريخ وان يصنع تاريخه ومجده بنفسه فيكون فاعلا وصلحا ومغيرا للاوضاع التي اصبحت لا تتلاءم وواقعه ومطامحه.

اذا هنا تتدخل الام التي هي رمز النبض والاستمرارية لتطلب من الحاكم أن يصنع تاريخا في مستوى تطلعات وطموح الاجيال اللاحقة .

لكن هذا الحاكم حاكم سلبي لا يعرف ان يغير من اوضاع الواقع ولا يستطيع صنع التاريخ.

وتبقى الام الرمز الرابط بين جيلين ورمز للاستمرارية وحدها من يملك الحل المفتاح ،لذلك تتوجه الى الشعب وتطلب منه ان يطرد الظالم .

هذا الشعب الذي لا يتوانى عن تلبية طلب الام 'الامة' فيطرد الحاكم الجائر ويهب الى التغيير اللازم

وأمام هذا التغيير يستعد الولد لقراة التاريخ ،تاريخ صنعه بذاته الفاعلة

والنص كما نلاحظ سار على منوال ' اكلة البطاطس الشهيرة 'وان دل هذا على شيء فانما يدل على اختزال ذاكرة الكاتب لنص من اقوى وأجمل النصوص التي درسناها بالمدرسة الابتدائية المغربية .

وفي هذا ضرب من ازدواجية الحاضر بالماضي : واقع بعض الشعوب العربية في حلة نص قرائي استدعته ذاكرة المؤلف.

شكرا على القراءة النقدية .تعميما للمعرفة الأدبية

قراءة متميزة ...شكرا لك

شكرا جزيلا أستاذتي فاطمة على هذه القراءة الممتعة
مع محبتي التي لا تشيخ

الغفو اخي

دمت بكل ود

» الحسن افركان في حاجة الى دعواتكم
» قراءة في قصيدة 'ياساقيا' لياسين كريكش التطواني
» قراءة صحف المغرب: متجدد
» قراءة جديدة في عوالم هيتشكوك المرعبة:
» حوار مع الوفا