عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الفردوس المفقود
منتدى للابداع والتربية والترفيه
أخي الزائر بعد تسجيلك بالمنتدى سيعمل مدير المنتدى على تنشيط عضويتك ..وشكرا
اهلا وسهلا بك يا زائر
الى كل أعضاء الفردوس المفقود وطاقم الاشراف والمراقبة والادارة المرجو ايلاء الردود عناية خاصة
حل اليوم السادس من أيام رمضان الأبرك ومعه يهل فجر جديد من الحب النابض
من شريان يضخ بلا توقف ولا حساب
مشاعر النبل والعطاء
مشاعر تستمد كينونتها من أرواح طاهرة لم يدنس صفاءها خبث سجية
ونلتقي هنا
على اختلاف جنسياتنا وأوطاننا
لنمتح من هبة الهية وهبها لها الرحمان بهذا الركن
لنجدد عهد التلاقي
بالحوار الجميل
والكلمة الهادفة
فاهلا بنا مرة أخرى في هذا الركن لنبحر مع آيات الله سبحانه عز وجل ولنبحث عن سورة
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس يوليو 26, 2012 6:23 pm عدل 1 مرات
كاتب الموضوع
رسالة
خادم المنتدى الادارة والتواصل
عدد المساهمات : 5804تاريخ التسجيل : 11/05/2012
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 9:45 am
k@cem كتب:
عندي اقتراح فيما يخص جائزة الفائز لكل يوم بالإضافة للشهادة والتي قيمتها معنوية أقترح إضافة جائزة أخرى ذات قيمة مادية مثلا إضافة 50 أو 100 نقطة إلى رصيد الفائز
إيوا باش إيكون الحماس ويشتد وطيس المسابقة ومنكرهوش إلى درتو لينا حتى الفلوس يكون أحسن واخا غير لي جاب الله ههههههههههه هاد الأخيرة فقط للمزاح
اقتراح معقول أرجو من الأخت: فاطمة المنصوري أن تفعله ابتداء من أول يوم لهذه المسابقة
حتى يستفيد الفائزون الأوائل أخي الكريم:k@cem ما تقترحه علينا، أكيد سيخدم المسابقة بل و المنتدى ككل تحياتي و تقديري ~~~~~~~~~~
k@cem عضو متميز
عدد المساهمات : 233تاريخ التسجيل : 30/05/2012
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 9:48 am
Admin كتب:
أنا بعدا واخا يزيدو عليهم حتى ميدي 1 تيفي و الباقة ديال ت ن ت إلى ما بكاوني ما يضحكوني
k@cem عضو متميز
عدد المساهمات : 233تاريخ التسجيل : 30/05/2012
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 9:52 am
[quote="خادم المنتدى"]
k@cem كتب:
عندي اقتراح فيما يخص جائزة الفائز لكل يوم بالإضافة للشهادة والتي قيمتها معنوية أقترح إضافة جائزة أخرى ذات قيمة مادية مثلا إضافة 50 أو 100 نقطة إلى رصيد الفائز
إيوا باش إيكون الحماس ويشتد وطيس المسابقة ومنكرهوش إلى درتو لينا حتى الفلوس يكون أحسن واخا غير لي جاب الله ههههههههههه هاد الأخيرة فقط للمزاح
اقتراح معقول أرجو من الأخت: فاطمة المنصوري أن تفعله ابتداء من أول يوم لهذه المسابقة
حتى يستفيد الفائزون الأوائل أخي الكريم:k@cem ما تقترحه علينا، أكيد سيخدم المسابقة بل و المنتدى ككل تحياتي و تقديري ~~~~~~~~~~
عافاك خويا عبد القادر كول ليها تزيد حتى شوية ديال الفلوس راها كتحشم منك ومتخسرش ليك وحتى حنا غادين نحمرو ليكم وجهكم بالمشاركات هههههههه
خادم المنتدى الادارة والتواصل
عدد المساهمات : 5804تاريخ التسجيل : 11/05/2012
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 9:56 am
الخميس 6 رمضان 1433هـ/*/ 26 يوليوز 2012م
نتائج
المشاركة الرمضانية:6
11h16min
المشارك:k@cem
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة ~~~~~***///\\\***~~~~~
11h 59 min المشارك:Amines91
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة ~~~~~***///\\\***~~~~~
[/center]
عدل سابقا من قبل خادم المنتدى في الخميس يوليو 26, 2012 10:42 am عدل 3 مرات
Admin المدير العام
عدد المساهمات : 4797تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الأوسمة :
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 9:59 am
و هل يخفى القمر؟èو هل يخفى فائز هذا اليوم؟ طبعا إنه الأخ الفاضل:k@cem لقد ولج المسابقة بعد افتتاحية المسابقة6 على طول، أي قبل أن أطرح عليكم سؤال هذا اليوم
(تبارك الله عليه) أرجوك أخي الكريم:k@cem أن تتكرم علينا غدا إن شاء الله، لتقترح علينا سؤال المسابقة الرمضانية 7 و شكرا لك مسبقا و تقبل تحياتي و تقديري أخوك: عبد القادر البيكة ~~~~~~~~~~~~~~~~~
k@cem عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 233نقاط : 302السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/05/2012العمل/الترفيه : استاذ
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:23 am
خادم المنتدى كتب:
خميس 6 رمضان 1433هـ/*/ 26 يوليوز 2012م
نتائج
المشاركة الرمضانية:6
11h16min
المشارك:k@cem
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة ~~~~~***///\\\***~~~~~
11h 59 min المشارك:Amines91
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة ~~~~~***///\\\***~~~~~
[/center]
لاواه أخويا عبد القادر مشاركتي كانت مع 11h16min وليس 12h16min كون بقيت ناعس حتى 12 مانصور منكم والو
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797نقاط : 8690السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:25 am
[quote="k@cem"]
خادم المنتدى كتب:
k@cem كتب:
عندي اقتراح فيما يخص جائزة الفائز لكل يوم بالإضافة للشهادة والتي قيمتها معنوية أقترح إضافة جائزة أخرى ذات قيمة مادية مثلا إضافة 50 أو 100 نقطة إلى رصيد الفائز
إيوا باش إيكون الحماس ويشتد وطيس المسابقة ومنكرهوش إلى درتو لينا حتى الفلوس يكون أحسن واخا غير لي جاب الله ههههههههههه هاد الأخيرة فقط للمزاح
اقتراح معقول أرجو من الأخت: فاطمة المنصوري أن تفعله ابتداء من أول يوم لهذه المسابقة
حتى يستفيد الفائزون الأوائل أخي الكريم:k@cem ما تقترحه علينا، أكيد سيخدم المسابقة بل و المنتدى ككل تحياتي و تقديري ~~~~~~~~~~
عافاك خويا عبد القادر كول ليها تزيد حتى شوية ديال الفلوس راها كتحشم منك ومتخسرش ليك وحتى حنا غادين نحمرو ليكم وجهكم بالمشاركات هههههههه
واخا اسيادنا ميكون غير خاطركوم انا رهن الاشارة ولهلا يخطيكوم علينا خويا قاسم شحال تبغي من بريكة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797نقاط : 8690السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:32 am
وخا عارف راسي ماواكلش مع k@cem
نكتب الجواب عل الله المشارك:حميد
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة
خادم المنتدى الادارة والتواصل
الجنس : عدد المساهمات : 5804نقاط : 8802السٌّمعَة : 159 تاريخ التسجيل : 11/05/2012الموقع : منتدى الفردوس المفقود العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:33 am
11h00minمن: 19h00minإلى:
k@cem عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 233نقاط : 302السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/05/2012العمل/الترفيه : استاذ
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:36 am
واخا اسيادنا ميكون غير خاطركوم انا رهن الاشارة ولهلا يخطيكوم علينا خويا قاسم شحال تبغي من بريكة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[/quote]
ناري,,, البريكات كاع هههه أنا غادي نتخاصم مع النعاس حتى تسالي المسابقة باش ما سخاك الله أختي أنا والله ما نتشرط عليك لي جات من عندك رباح غير كوني سخية شوية وصافي
k@cem عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 233نقاط : 302السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/05/2012العمل/الترفيه : استاذ
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:37 am
حميد كتب:
وخا عارف راسي ماواكلش مع k@cem
نكتب الجواب عل الله المشارك:حميد
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة
ياكما نقلتيها مني خويا حميد هههههههههه
مرزوق عضو مجاهد
الجنس : عدد المساهمات : 679نقاط : 982السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 04/01/2012
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:38 am
الآيات: من 90 إلى 92
السورة: سورة المائدة
المشارك : مرزوق
حميد يعقوبي المدير القانوني والتقني
الجنس : عدد المساهمات : 2556نقاط : 7157السٌّمعَة : 63 تاريخ التسجيل : 16/03/2012الموقع : منتديات مرجانة
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 10:53 am
السلام على أهل الخير والمحبة عدت للتو من تمارة المدينة (وليس تَمَّارة) وقد استمتعت كثيرا بلقاء مباشر مع صديق عزيز عليكم جميع ،إنه هشام زرو ،أو العائد لله ، أو كما يحب أن يلقبه أبو وداد : هشام زورو ..الذي يبلغم التحية والسلام . اتصلت بصديقي أمين وهو مشغول على أن يتصل بنا قريبا .
حميد يعقوبي المدير القانوني والتقني
الجنس : عدد المساهمات : 2556نقاط : 7157السٌّمعَة : 63 تاريخ التسجيل : 16/03/2012الموقع : منتديات مرجانة
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 11:19 am
الأخ عبدالقدر شكرا على سؤال اليوم ..فقد دفعني لقراءة المزيد من شرح الآيات القرآنية أثناء البحث .وهذا هو الهدف ختى لا يكون جلوسنا أمام الحاسوب بدون فائدة .
أفندي عضو مجاهد
الجنس : عدد المساهمات : 642نقاط : 985السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/12/2011
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 11:22 am
شكرا للحضور المتميز للأستاذ قاسم ودعمه .
Admin المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 4797نقاط : 8690السٌّمعَة : 481 تاريخ التسجيل : 09/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/
الْخَمْرُ: اسم لكل ما خامر العقل وخالطه فغيره فمنعه من التفكير السليم.
الْمَيْسِرُ: يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً، القمار - بكسر القاف - وهو فى الأصل مصدر ميمى من يَسَر كالموعد من وعد. وهو مشتق من اليُسر بمعنى السهولة، لأن المال يجىء للكاسب من غير جهد، أو هو مشتق من يسر بمعنى جزأ، ثم أصبح علماً على كل ما يتقامر عليه. وهو اللَّعِبُ بالقِداح،.
الأَنصَابُ: النَّصْبُ والنُّصُبُ: كلُّ ما عُبِدَ من دون اللّه تعالى، والجمع أَنْصابٌ. الأَوثان. أصنام كانوا في الجاهلية يذبحون عليها ذبائحهم وينضحونها بدمها، كما كانت تذبح عليها الذبائح التي تقدم للآلهة أي لكهنتها!.
الأَزْلاَمُ: قداح كانوا يستقسمون بها افعل أو لا تفعل.السهام التي كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها. القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم يفعله. وهي قداح كانوا يستقسمون بها الذبيحة، فيأخذ كل منهم نصيبه منها بحسب قدحه. فالذي قدحه ( المعلى ) يأخذ النصيب الأوفر، وهكذا حتى يكون من لا نصيب لقدحه. وقد يكون هو صاحب الذبيحة فيخسرها كلها!
رِجْسٌ: خبيث. قال الزجاج: اسم لكل ما استقذر من عمل. سخط , و شرٌ , و إثم، وقذر.
وفي سياق قضية التشريع بالتحريم والتحليل، وفي خط التربية للأمة المسلمة في المدينة، وتخليصها من جو الجاهلية ورواسبها وتقاليدها الشخصية والاجتماعية، يجيء النص القاطع الأخير في تحريم الخمر والميسر مقرونين إلى تحريم الأنصاب والأزلام. أي إلى الشرك بالله . .
لقد كانت الخمر والميسر والأنصاب والأزلام من معالم الحياة الجاهلية، ومن التقاليد المتغلغلة في
المجتمع الجاهلي . وكانت كلها حزمة واحدة ذات ارتباط عميق في مزاولتها، وفي كونها من سمات ذلك المجتمع وتقاليده . . فلقد كانوا يشربون الخمر في إسراف، ويجعلونها من المفاخر التي يتسابقون في مجالسها ويتكاثرون؛ ويديرون عليها فخرهم في الشعر ومدحهم كذلك! وكان يصاحب مجالس الشراب نحر الذبائح واتخاذ الشواء منها للشاربين وللسقاة ولأحلاس هذه المجالس ومن يلوذون بها ويلتفون حولها! وكانت هذه الذبائح تنحر على الأنصاب وهي أصنام لهم كانوا يذبحون عليها ذبائحهم وينضحونها بدمها (كما كانت تذبح عليها الذبائح التي تقدم للآلهة أي لكهنتها!) . . وفي ذبائح مجالس الخمر وغيرها من المناسبات الاجتماعية التي تشبهها كان يجري الميسر عن طريق الأزلام . وهي قداح كانوا يستقسمون بها الذبيحة ، فيأخذ كل منهم نصيبه منها بحسب قدحه. فالذي قدحه (المعلى) يأخذ النصيب الأوفر ، وهكذا حتى يكون من لا نصيب لقدحه. وقد يكون هو صاحب الذبيحة فيخسرها كلها!
وهكذا يبدو تشابك العادات والتقاليد الاجتماعية؛ ويبدو جريانها كذلك وفق حال الجاهلية وتصوراتها الاعتقادية .
ولم يبدأ المنهج الإسلامي في معالجة هذه التقاليد في أول الأمر، لأنها إنما تقوم على جذور اعتقادية فاسدة؛ فعلاجها من فوق السطح قبل علاج جذورها الغائرة جهد ضائع. حاشا للمنهج الرباني أن يفعله! إنما بدأ الإسلام من عقدة النفس البشرية الأولى. عقدة العقيدة. بدأ باجتثاث التصور الجاهلي الاعتقادي جملة من جذوره؛ وإقامة التصور الإسلامي الصحيح. إقامته من أعماق القاعدة المرتكزة إلى الفطرة . . بيّن للناس فساد تصوراتهم عن الألوهية وهداهم إلى الإله الحق. وحين عرفوا إلهم الحق بدأت نفوسهم تستمع إلى ما يحبه منهم هذا الإله الحق وما يكرهه. وما كانوا قبل ذلك ليسمعوا! أو يطيعوا أمراً ولا نهياً؛ وما كانوا ليقلعوا عن مألوفاتهم الجاهلية مهما تكرر لهم النهي وبذلت لهم النصيحة . . إن عقدة الفطرة البشرية هي عقدة العقيدة؛ وما لم تنعقد هذه العقدة أولاً فلن يثبت فيها شيء من خلق أو تهذيب أو إصلاح اجتماعي . . إن مفتاح الفطرة البشرية ها هنا. وما لم تفتح بمفتاحها فستظل سراديبها مغلقة ودروبها ملتوية، وكما كشف منها زقاق انبهمت أزقة؛ وكلما ضاء منها جانب أظلمت جوانب، وكلما حلت منها عقدة تعقدت عقد ، وكلما فتح منها درب سدت دروب ومسالك . . إلى ما لا نهاية . .
لذلك لم يبدأ المنهج الإسلامي في علاج رذائل الجاهلية وانحرافاتها، من هذه الرذائل والانحرافات . . إنما بدأ من العقيدة . . بدأ من شهادة أن لاإله إلا الله . . وطالت فترة إنشاء لا إله إلا الله هذه في الزمن حتى بلغت نحو ثلاثة عشر عاماً، لم يكن فيها غاية إلا هذه الغاية! تعريف الناس بإلههم الحق وتعبيدهم له وتطويعهم لسلطانه . . حتى إذا خلصت نفوسهم لله؛ وأصبحوا لا يجدون لأنفسهم خيرة إلا ما يختاره الله . . عندئذ بدأت التكاليف - بما فيها الشعائر التعبدية - وعندئذ بدأت عملية تنقية رواسب الجاهلية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والأخلاقية والسلوكية . . بدأت في الوقت الذي يأمر الله فيطيع العباد بلا جدال. لأنهم لا يعلمون لهم خيرة فيما يأمر الله به أو ينهى عنه أياً كان!
أو بتعبير آخر : لقد بدأت الأوامر والنواهي بعد « الإسلام » . . بعد الاستسلام . . بعد أن لم يعد للمسلم في نفسه شيء . . بعد أن لم يعد يفكر في أن يكون له إلى جانب أمر الله رأي أو اختيار.
ومع هذا فلم يكن تحريم الخمر وما يتصل بها من الميسر أمراً مفاجئاً . . فلقد سبقت هذا التحريم القاطع مراحل وخطوات في علاج هذه التقاليد الاجتماعية المتغلغلة، المتلبسة بعادات النفوس ومألوفاتها، والمتلبسة كذلك ببعض الجوانب الاقتصادية وملابساتها .
لقد كانت هذه هي المرحلة الثالثة أو الرابعة في علاج مشكلة الخمر في المنهج الإسلامي :
كانت المرحلة الأولى مرحلة إطلاق سهم في الاتجاه حين قال الله سبحانه في سورة النحل المكية: ﴿ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ النحل67. فكانت أول ما يطرق حس المسلم من وضع السكر (وهو المخمر) في مقابل الرزق الحسن . . فكأنما هو شيء والرزق الحسن شيء آخر.
ثم كانت الثانية بتحريك الوجدان الديني عن طريق المنطق التشريعي في نفوس المسلمين حين نزلت التي في سورة البقرة: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾ البقرة 219. وفي هذا إيحاء بأن تركهما هو الأولى ما دام الإثم أكبر من النفع. إذ أنه قلما يخلو شيء من نفع؛ ولكن حله أو حرمته إنما ترتكز على غلبة الضر أو النفع .
ثم كانت الثالثة بكسر عادة الشراب ، وإيقاع التنافر بينها وبين فريضة الصلاة حين نزلت التي في النساء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ النساء43. والصلاة في خمسة أوقات معظمها متقارب؛ ولا يكفي ما بينها للسكر ثم الإفاقة. وفي هذا تضييق لفرص المزاولة العملية لعادة الشراب - وخاصة عادة الصبوح في الصباح والغبوق بعد العصر أو المغرب كما كانت عادة الجاهليين - وفيه كسر لعادة الإدمان التي تتعلق بمواعيد التعاطي . وفيه - وهو أمر له وزنه في نفس المسلم - ذلك التناقض بين الوفاء بفريضة الصلاة في مواعيدها والوفاء بعادة الشراب في مواعيدها!
ثم كانت هذة الرابعة الحاسمة والأخيرة، وقد تهيأت النفوس لها تهيؤاً كاملاً فلم يكن إلا النهي حتى تتبعه الطاعة الفورية والإذعان:
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شفاء. فنزلت التي في البقرة: ﴿يسألونك عن الخمر والميسر، قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما﴾ فدعي عمر - رضي الله عنه - فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شفاء. فنزلت التي في النساء: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى . .﴾ الآية . . فدعي عمر - رضي الله عنه - فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء. فنزلت التي في المائدة: ﴿إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر؛ ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون﴾فدعي عمر فقرئت عليه، فقال : «انتهينا . انتهينا» . . (أخرجه أصحاب السنن). ولما نزلت آيات التحريم هذه، في سنة ثلاث بعد وقعة أحد، لم يحتج الأمر إلى أكثر من مناد في نوادي المدينة: «ألا أيها القوم . إن الخمر قد حرمت» . . فمن كان في يده كأس حطمها ومن كان في فمه جرعة مجها، وشقت زقاق الخمر وكسرت قنانيه . . وانتهى الأمر كأن لم يكن سكر ولا خمر!
والآن ننظر في صياغة النص القرآني؛ والمنهج الذي يتجلى فيه منهج التربية والتوجيه :
إنه يبدأ بالنداء المألوف في هذا القطاع : ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾. . لاستجاشة قلوب المؤمنين من جهة؛ ولتذكيرهم بمقتضى هذا الإيمان من الالتزام والطاعة من جهة أخرى . . يلي هذا النداء الموحي تقرير حاسم على سبيل القصر والحصر : ﴿إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان﴾. . فهي دنسة لا ينطبق عليها وصف «الطيبات» التي أحلها الله. وهي من عمل الشيطان. والشيطان عدو الإنسان القديم؛ ويكفي أن يعلم المؤمن أن شيئاً ما من عمل الشيطان لينفر منه حسه، وتشمئز منه نفسه، ويجفل منه كيانه، ويبعد عنه من خوف ويتقيه!
وفي هذه اللحظة يصدر النهي مصحوباً كذلك بالإطماع في الفلاح - وهي لمسة أخرى من لمسات الإيحاء النفسي العميق: ﴿فاجتنبوه لعلكم تفلحون﴾. .
1. يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، إن الخمر التي تشربونها والميسرالذي تتياسرونه والأنصاب
التي تذبحون عندها والأزلام التي تستقسمون بها إثم ونَتْن، سخِطه الله وكرهه لكم – وهو –
من تزيين الشيطان لكم، ودعائه إياكم إليه، وتحسينه لكم، لا من الأعمال التي ندبكم إليها ربكم، ولا مما يرضاه لكم، بل هو مما يسخطه لكم. فاتركوه وارفضوه، ولا تعملوه. لكي تنجحوا فتدركوا الفلاح عند ربكم، بترككم ذلك.
2. أكد تحريم الخمر والميسر وجوهاً من التأكيد منها تصدير الجملة بإنما، ومنها أنه قرنهما بعبادة الأصنام، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "شارب الخمر كعابد الوثن" ومنها أنه جعلهما رجساً، كما قال تعالى: ﴿فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَـٰنِ﴾[الحج: 30] ومنها أنه جعلهما من عمل الشيطان، والشيطان لا يأتي منه إلا الشر البحت، ومنها أنه أمر بالاجتناب. ومنها أنه جعل الاجتناب من الفلاح، وإذا كان الاجتناب فلاحاً، كان الارتكاب خيبة ومحقة. ومنها أنه ذكر ما ينتج منهما من الوبال، وهو وقوع التعادي والتباغض من أصحاب الخمر والقمر، وما يؤدّيان إليه من الصدّ عن ذكر الله، وعن مراعاة أوقات الصلاة.
3. قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ﴾ من أبلغ ما ينهى عنه، كأنه قيل: قد تلي عليكم ما فيهما من أنواع الصوارف والموانع، فهل أنتم مع هذه الصوارف منتهون. أم أنتم على ما كنتم عليه، كأن لم توعظوا ولم تزجروا؟. لما علم عمر رضي الله عنه أن هذا وعيد شديد زائد على معنى ٱنتهوا قال: ٱنتهينا. وأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم مناديه أن ينادي في سكك المدينة، ألاَ إنّ الخمر قد حُرّمت؛ فكسرت الدِّنان، وأُريقت الخمر حتى جرت في سِكك المدينة.
4. قال الشافعي رحمه الله: كل شراب مسكر فهو خمر، وقال أبو حنيفة: الخمر عبارة عن عصير العنب الشديد الذي قذف بالزبد.
5. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ [sup][4][/sup]».وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِى فَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحاً[5] «. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ [6]". عن عثمان بن عفان قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللّه لا يجمع الخمر والإيمان في إمرىء أبداً".
6. فَهِمَ الجمهورُ من تحريم الخمر، واستخباث الشرع لها، وإطلاق الرِّجس عليها، والأمر باجتنابها، الحكم بنجاستها. كما ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الخمر لا يجوز تخليلها لأحد. ولم يختلف قول مالك وأصحابه أن الخمر إذا تخللت بذاتها أن أكل ذلك الخلّ حلال. وهو قول عمر بن الخطاب وقَبِيصة وٱبن شهاب وربيعة وأحد قولي الشافعي، وهو تحصيل مذهبه عند أكثر أصحابه.
7. قوله تعالى: ﴿فَٱجْتَنِبُوهُ﴾ يقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشيء بوجه من الوجوه؛ لا بشرب ولا بيع ولا تخلِيل ولا مداواة ولا غير ذلك. وعلى هذا تدل الأحاديث الواردة في الباب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذي حَرّم شربها حَرّم بيعها»[7].
8. والعاقل الذي يتمعن في كل تلك المسائل المحرمة يرى أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هي أمور لا تستطيبها النفس غير المنزوعة من الشيطان، فكأن قوله الحق: ﴿رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ﴾ يدلنا على أن العاقل لا يمكن أن يصنع هذه الأشياء.
9. قال القرطبي في تفسيره: هذه الآية تدل على تحريم اللعب بالنّرد والشِّطْرَنج قماراً أو غير قمار؛ لأن الله تعالى لما حرم الخمر أخبر بالمعنى الذي فيها فقال: ﴿يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ﴾الآية. ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ﴾ الآية. فكل لهوٍ دعا قليله إلى كثير، وأوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه، وصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة فهو كشرب الخمر، وأوجب أن يكون حراماً مثله. فإن قيل: إنّ شرب الخمر يورث السكر فلا يقدر معه على الصلاة وليس في اللعب بالنَّرد والشِّطْرَنج هذا المعنى؛ قيل له: قد جمع الله تعالى بين الخمر والميسر في التحريم، ووصفهما جميعاً بأنهما يوقعان العداوة والبغضاء بين الناس، ويصدّان عن ذكر الله وعن الصلاة؛ ومعلوم أن الخمر إن أسكرت فالميسر لا يسكر، ثم لم يكن عند الله ٱفتراقهما في ذلك يمنع من التسوية بينهما في التحريم لأجل ما ٱشتركا فيه من المعاني. وأيضاً فإن قليل الخمر لا يسكر كما أن اللعب بالنَّرد والشِّطْرَنج لا يسكر ثم كان حراماً مثل الكثير، فلا ينكر أن يكون اللعب بالنَّرد والشِّطْرَنج حراماً مثل الخمر وإن كان لا يسكر. وأيضاً فإن ٱبتداء اللعب يورث الغَفْلة، فتقوم تلك الغَفْلة المستولية على القلب مكان السكر؛ فإن كانت الخمر إنما حرّمت لأنها تسكر فتصدّ بالإسكار عن الصلاة، فليحرم اللعب بالنَّرد والشِّطْرَنْج لأنه يُغفِل ويُلهي فيصدّ بذلك عن الصلاة. والله أعلم.
10. التعبير بقوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ أبلغ من التعبير بلفظ حرم لأنه يفيد التحريم وزيادة وهو التنفير والإبعاد عنه بالكلية، كما في قوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور﴾ِ.وهذا النص الكريم قد جعلنا نبتعد عن الأماكن التي فيها الخمور. فلا نجلس مع من يشربونها، ولا نتاجر فيها حتى لا نقع في المعصية. فإذا رأيت مكاناً فيه خمر فابتعد عنه في الحال. حتى لا يغريك منظر الخمر وشاربها بأن تفعل مثله. والحق جل جلاله يقول في المحرمات: "لا تقربوا "واجتنبوا.. أي لا تحوموا حولها. لأنها إذا كانت غائبة عنك فلا تخطر على بالك فلا تقع فيها. ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ والْحَرَامَ بَيِّنٌ وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل مَلَكٍ حِمَى ألا وإِن حمى الله محارمه".
11. بعض الناس يقولون: ان الخمر غير محرّمة، لأنه لم يقل الله انها حرام صراحةً بل قال: اجتنبوه. وقولهم هذا كلام فيه الهوى والتذرّع بالتلاعب بالالفاظ لتعليل الأمور التي يحبونها، فالقرآن ليس كتاب فقه حتى ينصّ على كل شيء بأنه حرام او حلال، وانما هو قرآن كريم له اسلوب عربي فريد لا يدانيه اسلوب. واكبر دليل على تحريم الخمر تحريما نهائياً أن الله تعالى قرن الخمر بالميسر الذي هو القمار، وبالأزلام والأنصاب، وقد جاء تحريم الأزلام والانصاب صريحاً بقوله تعالى في أول هذه السورة ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ...﴾الآية ولما نزلت ﴿إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ...﴾الآية قال سيدُنا عمر: أُقرِنْتِ بالميسِر والأنصابِ والأزلام، بُعداً لكِ وسحُقا.
فإذا كانت عبادة الأصنام والذبحُ عندها تقرّباً لها حلالاً، فإن الخمر تكون حلالاً، واذا كانت الأزلام والاستقسام بها حلالاً، فإن الخمر تكون كذلك، واذا كان الميسر والمقامرة حلالاً فإن الخمر كذلك تكون حلالاً.. فالذين يقولون بتحليلها أناس يتّبعون أهواءهم، ولا يخشَون الله فيما يقولون.
4 - إنها تضعف قوة الإرادة فتفضي إلى ارتكاب الموبقات ، وتجر إلى الفقر والشقاء .
5 - هي من المسكنات كالبنج والإيثر .
6 - إنها تعد للأمراض المعدية .
7 - إنها تعد بنوع خاص للتدرن والسل .
8 - إنها تضر في ذات الرئة والحمى التيفودية أكثر مما تنفع .
9 - إنها تقرب النهاية المحزنة في الأمراض التي تنتهي بالموت ، وتطيل مدة الشفاء في الأمراض التي تنتهي بالصحة .
10 - إنها تعد لضربة الشمس والرعن في أيام الحر .
11 - إنها تسرع بإنفاق الحرارة في أيام البرد .
12 - إنها تغير مادة القلب والأوعية الدموية .
13 - إنها كثيراً ما تسبب التهاب الأعصاب ، والآلام المبرحة .
14 - إنها تسرع بحويصلات الجسم إلى الهدم .
15 - إن المقدار العظيم الذي يتناوله أصحاب الأعمال الجسدية من أشربتها هو سبب شقائهم وفقرهم وذهاب صحتهم .
16 - إن الامتناع عنها مما يقضي إلى صحة وسعادة الجنس البشري .
13. حدث تحريم الخمر في سنة ثلاث بعد الهجرة بعد وقعة أحد التي حدثت في شوال سنة ثلاث من الهجرة، واستظهر ابن حجر أنها حرمت سنة ثمان من الهجرة. وأما حد الخمر فثبت بالسنة النبوية، إما أربعون جلدة وهو رأي الشافعية، وإما ثمانون جلدة وهو رأي الجمهور، روى البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود عن أنس رضي اللّه عنه قال: «كان النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم يضرب في الخمر بالجريد والنعال أربعين». وروى مسلم عن علي رضي اللّه عنه قال: «جلد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلّ سنّة، وهذا أحب إلي» .
[1] . لسان العرب. في ظلال القرآن. الوسيط في تفسير القرآن الكريم.
[3] . تفسير الطبري. تفتفسير الكشاف. تفسير القرطبي. خواطر الشعراوي. تيسير التفسير- القطان.الحَاوِى فى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ.
[4] . حديث 1985 - الأشربة - سنن الترمذى. وحديث 5625 - الأشربة - سنن النَسائى. و حديث 3517 - الأشربة - سنن ابن ماجه. و حديث 6715 - مسند عبد الله بن عمرو - مسند أحمد.
[5] . حديث 7032 - مسند عبد الله بن عمرو - مسند أحمد.
الجنس : عدد المساهمات : 5804نقاط : 8802السٌّمعَة : 159 تاريخ التسجيل : 11/05/2012الموقع : منتدى الفردوس المفقود العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة
موضوع: رد: المسابقة الرمضانية : 6 الخميس يوليو 26, 2012 11:56 am
النداء الثامن و الثلاثون : تحريمُ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) }سورة المائدة يَنْهَى اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ عَنْ تَعَاطِي الخَمْرِ وَلَعْبِ القِمَارِ ( المَيْسِر ) ، وَعَنْ ذَبْحِ القَرَابِينِ عِنْدَ الأَنْصَابِ ، ( وَهِيَ حِجَارَةٌ كَانَتْ تُحِيطُ بِالْكَعْبَةِ ) ، كَمَا يَنْهَاهُمْ عَنِ الاسْتِقْسَامِ بِالأَزْلاَمِ ( وَالأَزْلاَمِ ثَلاَثَةُ قِدَاحٍ أَوْ سِهَامٍ يُجِيلُونَهَا ثُمَّ يُلْقُونَهَا ، وَقَدْ كُتِبَ عَلَى أَحَدِهَا ( افْعَلْ ) ، وَعَلى الأخَرِ ( لاَ تَفْعَلْ ) ، وَالثَّالِثُ غُفْلٌ مِنَ الكِتَابَةِ . فَإِذَا خَرَجَ السَّهْمُ الذِي كُتِبَ عَلَيْهِ ( افْعَلْ ) فَعَلَ . وَإذَا خَرَجَ السَّهْمُ الذِي كُتِبَ عَلَيْهِ ( لاَ تَفْعَلْ ) لَمْ يَفْعَلْ . وَإذا خَرَجَ السَّهْمُ الغُفْلُ مِنَ الكِتَابَةِ أَعَادَ الاسْتِقْسَامَ . وَيَقُولُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ إنَّ هَذِهِ المُنْكَرَاتِ : الخَمْرَ وَالمَيْسِرَ . . إنَّمَا هِيَ شَرٌّ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ( رِجْسٌ ) فَاجْتَنِبُوا هَذَا الرِّجْسَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَتَفُوزُونَ بِرِضْوَانِ اللهِ . إنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ لَكُمْ شُرْبَ الخَمْرِ ، وَلَعِبَ المَيْسِرِ ، لِيُعَادِيَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَيَبْغُضَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، فِيِتَشَتَّتَ أمْرُكُمْ بَعْدَ أنْ ألَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بِالإيمَانِ ، وَجَمَعَ بِأخُوَّةِ الإسْلاَمِ ، ويُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ يَصْرِفَكُمْ بِالسُّكْرِ وَالاشْتِغَالِ بِالمَيْسِرِ عَنْ ذِكْرِ اللهِ الذِي بِهِ صَلاَحُ أمْرِكُمْ ، فِي دُنْيَاكُمْ وَآخِرَاتِكُمْ ، وَعَنِ الصَّلاَةِ التِي فَرَضَهَا اللهُ عَلَيْكُمْ ، تَزْكِيَةً لِنُفُوسِكُمْ ، وَتَطْهِيراً لِقُلُوبِكُمْ . وَالخَمْرُ تٌفْقِدُ الإِنْسَانَ عَقْلَهُ الذِي يَمْنَعُهُ عَنْ إتْيَانِ الأفْعَالِ القَبِيحَةِ ، وَعَنْ تَوْجِيهِ الأقْوَالِ الشَّائِنَةِ إلى النَّاسِ ، فَإِذَا شَرِبَهاَ الإِنْسَانُ أقْدَمَ عَلَى مَا لاَ يُقْدِمُ عَلَيهِ وَهُوَ صَاحٍ مَتَمَالِكٌ قِواهُ فَيُسِيءُ إلى أصْحَابِهِ وَإِخْوَانِهِ ، وَيُؤذِيهِمْ فَيُؤَدِّي ذَلِكَ إلى الشَّحْنَاءِ وَالبَغْضَاءِ . وَالمَيْسِرُ يُثِيرُ البَغْضَاءَ وَالشَحْنَاءَ بَيْنَ اللاعِبِينَ وَالحَاضِرِينَ ، وَكَثِيراً مَا يُفرِّطُ المُقَامِرُ فِي حُقُوقِ الوَالِدَيْنِ وَالزَّوْجِ وَالأوْلاَدِ ، حَتَّى يُوشِكُ أنْ يَمْقُتَهُ كُلُّ وَاحِدٍ . ثُمَّ يَأمُرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِأنْ يَنْتَهُوا عَنْ هَذِهِ المُنْكَرَاتِ ليُفَوِّتُوا عَلَى إبْلِيسَ غَرَضَهُ . يَأمُرُنا اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِطَاعَتِهِ فِيمَا أمَرَ بِهِ مِنِ اجْتِنَابِ الخَمْرِ وَالمَيسِرِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ سَائِرِ المُحَرَّمَاتِ ، وَبِطَاعَةِ رَسُولِهِ فِيمَا بَيَّنَهُ لَهُمْ مِنْ شَرْعِ اللهِ ، وَفِيمَا يَحْكُمُ بِهِ بَيْنَهُمْ ، وَيُحَذِّرُهُمْ مِنَ العِصْيَانِ وَالمُخَالَفَةِ وَالعِنَادِ . ثُمَّ يَقُولُ لَهُمْ إنْ تَوَلَّوْا عَنِ الإِيمَانِ ، وَأصَرُّوا عَلَى المُخَالَفَةِ ، وَالاعْتِدَاءِ عَلَى حُرُماتِ اللهِ ، وَعَلَى تَجَاوُزِ شَرْعِهِ الكَرِيمِ ، فَإنَّ الحُجَّةَ قَدْ قَامَتْ عَلَيهِمْ ، وَالرَّسُولُ قَامَ بِمَا أمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ مِنَ الإِبْلاغِ وَالإِنْذَارِ وَالدَّعْوَةِ ، وَإنَّهُمْ يَرْجِعُونَ إلى اللهِ فَيُحَاسِبُهُمْ عَلَى أعْمَالِهِمْ كَبِيرِهَا وَصَغِيرِها . حِينَمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى تَحْرِيمَ الخَمْرِ تَسَاءَلَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ عَنْ حَالِ مَنْ شَرِبُوا الخَمْرَ قَبْلَ التَّحْرِيمِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ . وَبُيَيِّنُ لَهُمْ تَعَالَى أنَّ الذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمْ ، وَ لاَ إثْمَ ، فِيمَا أَكَلُوا أوْ شَرِبُوا مِنَ الخَمْرِ ، أوْ أكَلُوا وَشَرِبُوا ، مِمَّا لَمْ يَكُنْ مُحَرَّماً ثُمَّ حُرِّمَ ، إذَا مَا اتَّقَوا اللهَ ، وَآمَنُوا بِمَا كَانَ قَدْ نَزَلَ مِنَ الأحْكَامِ ، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ التِي كَانَتْ قَدْ شُرِعَتْ ، كَالصَّلاَةِ وَالصَّومِ ، ثُمَّ اتَّقَوا مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ عِنْدَ العِلْمِ بِهِ ، وَآمَنُوا بِمَا أَنْزَلَ فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ ، ثُمَّ اسْتَمَرُّوا عَلَى التَّقْوَى ، وَأحْسَنُوا أعْمَالَهُمْ ، فَأَتَوْا بِهَا عَلَى الوَجْهِ الأكْمَلِ ، وَتَمَّمُوا نَقْصَ فَرِائِضِهَا بِنَوَافِلِ الطَّاعَاتِ ، وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ، فَلا يُبِقِي فِي قُلُوبِهِمْ أثَراً مِنَ الآثَارِ السَّيِّئَةِ ، التِي وَصَفَ بِهَا الخَمْرَ وَالمَيْسِرَ ، مِنَ الإِيقَاعِ فِي العَدَاوَةِ وَالبَغْضَاءِ . (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان . . فهي دنسة لا ينطبق عليها وصف "الطيبات" التي احلها الله . وهي من عمل الشيطان . والشيطان عدو الإنسان القديم ; ويكفي أن يعلم المؤمن أن شيئا ما من عمل الشيطان لينفر منه حسه , وتشمئز منه نفسه , ويجفل منه كيانه , ويبعد عنه من خوف ويتقيه ! وفي هذه اللحظة يصدر النهي مصحوبا كذلك بالإطماع في الفلاح - وهي لمسة أخرى من لمسات الإيحاء النفسي العميق: (فاجتنبوه لعلكم تفلحون) . . ثم يستمر السياق في كشف خطة الشيطان من وراء هذا الرجس: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر , ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة . . .) . . بهذا ينكشف لضمير المسلم هدف الشيطان , وغاية كيدة وثمرة رجسه . . إنها إيقاع العداوة والبغضاء في الصف المسلم - في الخمر والميسر - كما أنها هي صد (الذين آمنوًا عن ذكر الله وعن الصلاة) . . ويالها إذن من مكيدة ! وهذه الأهداف التي يريدها الشيطان أمور واقعة يستطيع المسلمون ان يروها في عالم الواقع بعد تصديقها من خلال القول الإلهي الصادق بذاته . فما يحتاج الإنسان إلى طول بحث حتى يرى أن الشيطان يوقع العداوة والبغضاء - في الخمر والميسر - بين الناس . فالخمر بما تفقد من الوعي وبما تثير من عرامة اللحم والدم , وبما تهيج من نزوات ودفعات . والميسر الذي يصحابها وتصاحبه بما يتركه في النفوس من خسارات واحقاد ; إذا المقمور لابد ان يحقد على قامره الذي يستولى على ماله أمام عينيه , ويذهب به غانما وصاحبه مقمور مقهور . . إن من طبيعة هذه الأمور أن تثير العداوة والبغضاء , مهما جمعت بين القرناء في مجالات من العربدة والانطلاق اللذين يخيل للنظرة السطحية أنهما أنس وسعادة ! وأما الصد عن ذكر الله وعن الصلاة , فلا يحتاجان إلى نظر . . فالخمر تنسي , والميسر يلهي , وغيبوبة الميسر لا تقل عن غيبوبة الخمر عند المقامرين ; وعالم القامر كعالم السكير لا يتعدى الموائد والأقداح والقداح ! وهكذا عندما تبلغ هذه الإشارة إلى هدف الشيطان من هذا الرجس غايتها من إيقاظ قلوب (الذين آمنوا) وتحفزها , يجيء السؤال الذي لا جواب له عندئذ إلا جواب عمر رضي الله عنه وهو يسمع: فهل أنتم منتهون ? فيجيب لتوه:"انتهينا . انتهينا" . . ولكن السياق يمضي بعد ذلك يوقع إيقاعه الكبير: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا . فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) . . إنها القاعدة التي يرجع إليها الأمر كله:طاعة الله وطاعة الرسول . . الإسلام . . الذي لا تبقى معه إلا الطاعة المطلقة لله وللرسول . . والحذر من المخالفة , والتهديد الملفوف: (فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) . . وقد بلغ وبين , فتحددت التبعة على المخالفين , بعد البلاغ المبين . . إنه التهديد القاصم , في هذا الأسلوب الملفوف , الذي ترتعد له فرائص المؤمنين ! . . إنهم حين يعصون ولا يطيعون لا يضرون أحدا إلا أنفسهم . لقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم وأدى ; ولقد نفض يديه من أمرهم إذن فما هو بمسؤول عنهم , وما هو بدافع عنهم عذابا - وقد عصوه ولم يطيعوه - ولقد صار أمرهم كله إلى الله سبحانه . وهو القادر على مجازاة العصاة المتولين ! إنه المنهج الرباني يطرق القلوب , فتنفتح له مغاليقها , وتتكشف له فيها المسالك والدروب . . إن غيبوبة السكر - بأي مسكر - تنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم ليكون موصولا بالله في كل لحظة , مراقبا لله في كل خطرة . ثم ليكون بهذه اليقظة عاملا إيجابيا في نماء الحياة وتجددها , وفي صيانتها من الضعف والفساد , وفي حماية نفسه وماله وعرضه , وحماية أمن الجماعة المسلمة وشريعتها ونظامها من كل اعتداء . والفرد المسلم ليس متروكا لذاته وللذاته ; فعلية في كل لحظة تكاليف تستوجب اليقظة الدائمة . تكاليف لربه , وتكاليف لنفسه , وتكاليف لأهله , وتكاليف للجماعة المسلمة التي يعيش فيها , وتكاليف للإنسانية كلها ليدعوها ويهديها . وهو مطالب باليقظة الدائمة لينهض بهذه التكاليف . وحتى حين يستمتع بالطيبات فإن الإسلام يحتم عليه أن يكون يقظا لهذا المتاع , فلا يصبح عبدا لشهوة أو لذة . إنما يسيطر دائما على رغباته فيلبيها تلبية المالك لأمره . . وغيبوبة السكر لا تتفق في شيء مع هذا الاتجاه . ثم إن هذه الغيبوبة في حقيقتها إن هي إلا هروب من واقع الحياة في فترة من الفترات ; وجنوح إلى التصورات التي تثيرها النشوة أو الخمار . والإسلام ينكر على الإنسان هذا الطريق ويريد من الناس أن يروا الحقائق , وأن يواجهوها , ويعيشوا فيها , ويصرفوا حياتهم وفقها , ولا يقيموا هذه الحياة على تصورات وأوهام . . إن مواجهة الحقائق هي محك العزيمة والإرادة ; أما الهروب منها إلى تصورات وأوهام فهو طريق التحلل , ووهن العزيمة , وتذاوب الإرادة . والإسلام يجعل في حسابه دائما تربية الإرادة , وإطلاقها من قيود العادة القاهرة . . الإدمان . . وهذا الاعتبار كاف وحده من وجهة النظر الإسلامية لتحريم الخمر وتحريم سائر المخدرات . . وهي رجس من عمل الشيطان . . مفسد لحياة الإنسان . وقد حدث أنه لما نزلت هذه الآيات , وذكر فيها تحريم الخمر , ووصفت بأنها رجس من عمل الشيطان أن انطلقت في المجتمع المسلم صيحتان متحدتان في الصيغة , مختلفتان في الباعث والهدف . قال بعض المتحرجين من الصحابة:كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر . . أو قالوا:فما بال قوم قتلوا في أحد وهي في بطونهم [ أي قبل تحريمها ] . وقال بعض المشككين الذين يهدفون إلى البلبلة والحيرة . . هذا القول أو ما يشبهه ; يريدون أن ينشروا في النفوس قلة الثقة في أسباب التشريع , أو الشعور بضياع إيمان من ماتوا والخمر لم تحرم ; وهي رجس من عمل الشيطان , ماتوا والرجس في بطونهم ! عندئذ نزلت هذه الآية: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات . ثم اتقوا وآمنوا , ثم اتقوا وأحسنوا , والله يحب المحسنين) . . نزلت لتقرر أولا أن ما لم يحرم لا يحرم ; وأن التحريم يبدأ من النص لا قبله ; وأنه لا يحرم بأثر رجعي ; فلا عقوبة إلا بنص ; سواء في الدنيا أو في الآخرة ; لأن النص هو الذي ينشى ء الحكم . . والذين ماتوا والخمر في بطونهم , وهي لم تحرم بعد , ليس عليهم جناح ; فإنهم لم يتناولوا محرما ; ولم يرتكبوا معصية . . لقد كانوا يخافون الله ويعملون الصالحات ويراقبون الله ويعلمون أنه مطلع على نواياهم وأعمالهم . . ومن كانت هذه حاله لا يتناول محرما ولا يرتكب معصية . والله حين يحرم شيئا يعلم - سبحانه - لم حرمه . سواء ذكر سبب التحريم أو لم يذكر . وسواء كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم , أو لعلة تتعلق بمن يتناوله من ناحية ذاته , أو من ناحية مصلحة الجماعة . . فالله سبحانه هو الذي يعلم الأمر كله ; والطاعة لأمره واجبة , والجدل بعد ذلك لا يمثل حاجة واقعية . والواقعية هي طابع هذا المنهج الرباني . . ولا يقولن أحد:إذا كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم فكيف أبيح إذن قبل تحريمه !! فلا بد أن لله - سبحانه - حكمة في تركه فترة بلا تحريم . ومرد الأمر كله إلى الله . وهذا مقتضى ألوهيته - سبحانه - واستحسان الإنسان أو استقباحه ليس هو الحكم في الأمر ; وما يراه علة قد لا يكون هو العلة . والأدب مع الله يقتضي تلقي أحكامه بالقبول والتنفيذ , سواء عرفت حكمتها أو علتها أم ظلت خافية . . والله يعلم وأنتم لا تعلمون . إن العمل بشريعة الله يجب أن يقوم ابتداء على العبودية . . على الطاعة لله إظهارا للعبودية له سبحانه . . فهذا هو الإسلام - بمعنى الاستسلام . . وبعد الطاعة يجوز للعقل البشري أن يتلمس حكمة الله - بقدر ما يستطيع - فيما أمر الله به أو نهى عنه - سواء بين الله حكمته أم لم يبينها , وسواء أدركها العقل البشري أم لم يدركها - فالحكم في استحسان شريعة الله في أمر من الأمور ليس هو الإنسان ! إنما الحكم هو الله . فإذا أمر الله أو نهى فقد انتهى الجدل ولزم الأمر أو النهي . . فأما إذا ترك الحكم للعقل البشري فمعنى ذلك أن الناس هم المرجع الأخير في شرع الله . . فأين مكان الألوهية إذن وأين مكان العبودية ? ---------------- وفي صحيح مسلم ( 211 )عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولاَنِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأَخْبَرَنِى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحَدِّثُهُمْ هَؤُلاَءِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ثُمَّ يَقُولُ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُلْحِقُ مَعَهُنَّ « وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ». وفي صحيح مسلم ( 217 ) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ ». وفي صحيح مسلم ( 442 ) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « حِينَ أُسْرِىَ بِى لَقِيتُ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - ». فَنَعَتَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا رَجُلٌ - حَسِبْتُهُ قَالَ - مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ - قَالَ - وَلَقِيتُ عِيسَى ». فَنَعَتَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ ». - يَعْنِى حَمَّامًا - قَالَ « وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ - قَالَ - فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِى أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِى الآخَرِ خَمْرٌ فَقِيلَ لِى خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ. فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ . فَقَالَ هُدِيتَ الْفِطْرَةَ أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ ». الديماس : الحمام الربعة : الرجل بين الطويل والقصير الرجل : شعره لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما المضطرب : الخفيف اللحم الممشوق المستدق وفي صحيح مسلم (4126 )عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ وَلَعَلَّ اللَّهَ سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْرًا فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَىْءٌ فَلْيَبِعْهُ وَلْيَنْتَفِعْ بِهِ ». قَالَ فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْخَمْرَ فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَىْءٌ فَلاَ يَشْرَبْ وَلاَ يَبِعْ ». قَالَ فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا فِى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَسَفَكُوهَا. وفي صحيح مسلم( 4132 ) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ « إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ ». فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهُ يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ فَقَالَ « لاَ هُوَ حَرَامٌ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ ذَلِكَ « قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا أَجْمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ». أجملوه : أذابوه يستصبح : يستخدم فى إضاءة المصابيح وفي سنن الترمذى ( 1342 )عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الْخَمْرِ عَشَرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِىَ لَهَا وَالْمُشْتَرَاةَ لَهُ. ( حسن لغيره) . وفي صحيح مسلم (4551 ) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَلَدَ فِى الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ ثُمَّ جَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ. فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ وَدَنَا النَّاسُ مِنَ الرِّيفِ وَالْقُرَى قَالَ مَا تَرَوْنَ فِى جَلْدِ الْخَمْرِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا كَأَخَفِّ الْحُدُودِ. قَالَ فَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ.
خادم المنتدى الادارة والتواصل
الجنس : عدد المساهمات : 5804نقاط : 8802السٌّمعَة : 159 تاريخ التسجيل : 11/05/2012الموقع : منتدى الفردوس المفقود العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة
أختي الفاضلة: فاطمة المنصوري لقد تعبت كثيرا هذا اليوم من جراء إعداد و تنشيط مسابقة اليوم السادس من رمضان و لم أنم الوقت الكافي، و لم أعرف كيف هي الأجواء الرمضانية خارج البيت و الآن سوف أترككم في آمان الله و حفظه و أرجوك أن تكملي معهم إلى غاية 19:00 يومكم مبارك سعيد تحياتي ~~~~~~~~~~~~~~~
حميد يعقوبي المدير القانوني والتقني
الجنس : عدد المساهمات : 2556نقاط : 7157السٌّمعَة : 63 تاريخ التسجيل : 16/03/2012الموقع : منتديات مرجانة
أختي الفاضلة: فاطمة المنصوري لقد تعبت كثيرا هذا اليوم من جراء إعداد و تنشيط مسابقة اليوم السادس من رمضان و لم أنم الوقت الكافي، و لم أعرف كيف هي الأجواء الرمضانية خارج البيت و الآن سوف أترككم في آمان الله و حفظه و أرجوك أن تكملي معهم إلى غاية 19:00 يومكم مبارك سعيد تحياتي ~~~~~~~~~~~~~~~
الجنس : عدد المساهمات : 796نقاط : 1185السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 10/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/ العمل/الترفيه : استاذة اللغة العربية
الجنس : عدد المساهمات : 796نقاط : 1185السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 10/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/ العمل/الترفيه : استاذة اللغة العربية
[quote="أمين"]حتى أنا الله يجيب شي شهادة تقديرية أو شهادة ابتدائية..بحال بحال [/ quote]
هههههههههههههههههه واش اسي أمين زينب بغتت تاكلها باردة ونتا مازال معندك الشهادة الابتدائية ؟؟؟؟؟؟؟ ودوز مع الدورة راحالين محاربة الابية وضروري غتفوز راك تتعرف تفك الحروف ماشي بحال شي وحدين اينوقشيعابل
ومضات مشرف متميز
الجنس : عدد المساهمات : 796نقاط : 1185السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 10/12/2011الموقع : https://wwpr.forummaroc.net/ العمل/الترفيه : استاذة اللغة العربية