المضاد الحيوي وقصص أخرى

المضاد الحيوي
قرار الجمهورية رقم 17:
يُلقح كل شاب و أشيب في دولتي بالمضاد الحيوي "تونسلين". وذلك حتى لا تنتقل عدوى الدولة الجارة اليهم.فتزلزل أركان كرسي الرئيس،الذي أخذته فيه السنة والنوم.
....حين وضع سماعة الهاتف، بعد أن أخبره نائبه أن الكل على مايرام.سمع ضجيجا في ساحة التحرير.أطل من النافذة الألماسية،فشاهد النساء قد وصلن.وهن يحتجن على الحاكم.لأن المضاد أبطل فحولة أزواجهن.
فكر في ما يحمله معه قبل المغادرة فلم يجد إلا كرسيه.وضعه فوق رأسه ثم دون آخر مذكراته التي كتب فيه بيتا أصبح يدرس في كبريات الجامعات.
من بات بعدك في ملك يسر به*** كأنما بات بالأحلام مغرورا.

شهرزار
إنها الليلة الثانية بعد الألف. وكان كل سكان المدينة يتناقشون حول مسألة زواج شهريار من شهرزاد.
- "يجب أن نمنع هذا الزواج" قال المستشار الأكبر
- "بل نباركه ونصفق له" قالت رئيسة اتحاد الجمعيات النسائية بالمدينة
- "نشنق كل الوراقين، و نقتل الجدات، ونمنع الشمس من الغروب، فننتهي من الحكايات وننتهي بذلك من شهرزاد" قال صاحب النظارة السوداء
أما مَدافع القصر فكانت تطلق طلقات الاحتفال بازدياد ولي العهد شهرزار.
تجار على الحافة
إنه مساء الأحد. تعالت أصواتهم يمدحون السلعة ويعلنون ثمنها الرخيص والذي في متناول الفقير. وبسرعة حضر ذوو الأحذية السوداء. فانحنى كل واحد يحاول النجاة بسلعة وتلافي أقل الأضرار. وحده بائع الجوارب لم يتحرك من مكانه. اقترب منه ثلاثة أشداء فرفسوا السلعة وأشبعوه ضربا.بينما قدم لكل واحد منهم جوربا جديدا بعد أن لاحظ أن رائحة أحذيتهم لا تطاق.

في محطة القطار
جلس الثلاثة في كرسي واحد، على اليمين من جهة بائع المشروبات الغازية، شاب في العشرين من العمر ، يظهر من محياه أنه من القارة الأسيوية، يحمل بيديه آلة تصوير رقمية يلتقط بها صورا لمنازل ومهازل البلاد. في الوسط عجوز تتكئ على عصا، تبحث بيديها عن ورقة باهتة صغيرة، فيها عنوان ابنها بالمدينة. وعلى اليسار شابة ترقب الساعة تنتظر قدوم ابن عمها من السفر. وحين وصل كانت بجانبه عجوز شقراء. وببرودة دم قال لها:
- أعرِّفك على خطيبتي مونيكا.
على قدر أهل الحزم
قرر الأسد ملك الغابة القيام بامتحان ترقية آخر السنة لكل الحيوانات. ليرى من يستحق البقاء في المملكة ومن يغادرها دون عودة. وقبيل الامتحان جمع الحمار كل ما يحتاج للمراجعة وحمل معه من التبن والشعير ما يكفي. وراح للكهف الكبير في جبل الجليد. يستعد ويحلم بنفسه وقد ترقى إلى رتبة بغل بني اللون و أن نهيقه لم يعد يزعج الناس فيستعيذون عند سماعه. بقي يستعد مدة طويلة، وحين عاد وجد الأسد قد مات، وامتحان الترقية قد تم إلغاؤه.


موسم الهجرة إلى الشرق
تهلل وجه الفتى وهو يشاهد أفواج الحجيج متحدة الألوان واللسان. تطوف وتتعانق. وحين مر شريط الخبر العاجل يحصي عدد القتلى والجرحى في الحرب الطائفية. عبس وجهه واغرورقت عيناه بالدموع والتفت نحو أبيه الذي كان يلعب" السودوكو" قائلا:
- ليث كل العالم متحد كما الحجيج.

أشكرك اخي قاسم على المرور
اسعد اكثر بمرورك الجميل
محبتي التي لا تشيخ

راقني جدا ما قرأت لك
شكرا ودمت بود

شكرا لكم دام لكم البهاء
محبتي التي لا تشيخ

قصص قصيرة جدا رائعة اتمنى لك مزيدا من التألق والنجاح