عملية الرضاعة والفطام .
د. رضا السيد .
أولاً: الرضاعة.
منذ الأيام الأولى للولادة تبدأ علاقة إنسانية بين الطفل والأم وتتوقف اتجاهات الطفل نحو ذاته ونحو العلم والمستقبل على طبيعة هذه العلاقة وما يكتسبه الطفل في سنواته الأولى من خصائص له أثر فعال في تشكيل شخصيته وشعوره بالأمن النفسي خاصة من خلال إدراكه لحب الأم, وأول عمل يؤدي إلى شعور الطفل بالأمن والثقة هو عملية الرضاعة وقد حث القرآن الكريم على الرضاعة في قوله تعالى: ((والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )) البقرة – 233 .
فوائد الرضاعة الطبيعية:
أ- بالنسبة للأم:
- الرضاعة مهمة جداً للاسترخاء البدني والنفسي للأم.
- تساعد على رجوع حجم الرحم للحجم الطبيعي.
- وسيلة طبيعية لضبط مستوى الهرمونات للأم.
- تحمي الأم من سرطان الثدي.
ب- بالنسبة للطفل:
- الشعور بالأمن النفسي والثقة والحب.
- في الأيام الأولى للرضاعة يكون اللبن مصفر, ويحتوي على كمية عالية من البروتين, وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد.
- يحتوي لبن الأم على الأجسام المناعية التي تمنع الالتهابات المعوية والبكتيرية والفيروسية.
- لبن الأم غني بالفيتامينات, كما يحتوي على عناصر الكالسيوم والبوتاسيوم.
- يحتوي لبن الأم على نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية الأساسية التي هي مصدر كبير للطاقة.
- لبن الأم يحتوي على سكر( اللاكتوز) الذي تهضمه الأمعاء وتحوله إلى سكر (الجليكوز).
طريقة الرضاعة الطبيعية:
- لا بد أن تبدأ الرضاعة من الثدي بعد الولادة مباشرة وفي خلال 6 ساعات من الولادة ثم تعطى رضعة كل ساعتين على الأقل.
- يوضع الطفل دائماً على ذراع الأم أثناء الرضاعة بحيث يكون في وضع نصف قائم وليس نائماً على ظهره.
- إدخال حلمة الثدي بأكملها داخل فم الطفل وذلك بأن تمسك الأم الثدي بين أصابع اليد من أسفل الثدي والإبهام من أعلى الثدي.
- ملاحظة الطفل جيداً أثناء الرضاعة, في حالة زيادة تنفسه بشدة أو الكحة أو الشرقة أثناء الرضاعة بنزع الثدي من فم الطفل.
- بعد انتهاء الرضاعة يتم تكريع الطفل وهو في نفس وضع الرضاعة على ذراع الأم بأن يضرب براحة اليد على ظهر الطفل بلطف فيخرج الهواء شيئاً فشيئاً.
- يتم نوم الطفل مدة ساعة أو أكثر على بطنه أو جنبه الأيمن ولا يجوز نومه على ظهره بعد الرضاعة.
- عدد مرات الرضاعة: تختلف من طفل لآخر, وتبعاً لعمر الطفل ولكن الطفل حديث الولادة يحتاج رضعة كل ساعتين بمعدل 10 رضعات يومياً.
- إذا كان الطفل نائماً معظم الوقت في الأيام الأولى يجب إيقاظه كل ساعتين حتى يعطى الرضعة.
- يمنع الطفل من أي سوائل أو ألبان خارجية إذا كانت الرضاعة الطبيعية تكفي حاجات الطفل في الشهور الأولى.
ثانياً: الفطام.
يعتبر الفطام من المواقف الحرجة والفارقة في حياة الطفل, بل ويشكل أزمة لدى كل من الأم والطفل, وهو أحد تحديات النمو بالنسبة للطفل وأحياناً ما يحدد اتجاه الطفل نحو الأم ونحو العالم, لذلك يجب على الأم إتباع الآتي:
- أن تبدأ الأم بالأكلة الجديدة بملعقة صغيرة واحدة قبل إحدى الرضعات ثم تضاعف الكمية.
- لا تقدمي للرضيع إلا نوعاً واحداً في الوجبة الواحدة فمثلاً إذا كنت ستضيفين لبن زبادي وشوربة فابدئي بالزبادي وحين نطمئن إلى أن معدة الطفل قد تقبلته قدمي له شوربة الخضار.
- إذا مرض الطفل أثناء فترة الفطام يجب أن تتراجعي عنه.
- أفضل أنواع الفطام هو الفطام التدريجي ويبدأ كالآتي:
_ إدخال الوجبات المساعدة, في الشهر الثالث بحيث تكون الوجبة الأولى التي تقدم للطفل في الصباح هي اللبن الطبيعي أو الصناعي والوجبة الثانية عصير فواكه ولبن, والثالثة لبن طبيعي أو صناعي والرابعة إحدى الوجبات سابقة التجهيز, وتكون الوجبة قبل النوم اللبن سواءً طبيعي أو صناعي.
_ في الشهر الخامس: تكون الوجبة الأولى عبارة عن لبن طبيعي أو صناعي والثانية زبادي وعصير والثالثة شوربة خضار مصفى والرابعة إحدى الوجبات سابقة التجهيز والخامسة لبن الثدي أو الصناعي.
_ في الشهر السادس : الوجبة الأولى اللبن الطبيعي أو الصناعي والثانية الفول المصفى وعصير والثالثة شوربة خضار مصفى والخامسة لبن طبيعي صناعي, ونستمر في التدرج حتى يتم الفطام.
الآثار المترتبة على الفطام المفاجئ:
يؤدي الفطام المفاجئ إلى صدمة حقيقية للطفل ويؤدي إلى شعوره بعد الثقة في الأم ويشعر بعدم الأمن النفسي, وأن عالمه غير آمن وتزداد عصبيته وتوتره, وقد يطيح بأي شيء أمامه أو يكسر ألعابه أو الأشياء الأخرى الموجودة في المنزل ويستمر بكاؤه لفترات طويلة, ويشعر بالتناقض الوجداني تجاه الأم, فهو يحبها ولكن يبدأ بالتوخي منها.
فالرضاعة والفطام فن يجب أن تتعلمه الأم لكي تقي ابنها من الصدمات النفسية.
المصدر: موقع مركز مطمئنة الطبي