منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الفردوس المفقود

منتدى للابداع والتربية والترفيه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
أخي الزائر بعد تسجيلك بالمنتدى سيعمل مدير المنتدى على تنشيط عضويتك ..وشكرا
اهلا وسهلا بك يا زائر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  21_05_1213376309211
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  052112130544nzhmb91h8rjfmgyu
الى كل أعضاء الفردوس المفقود وطاقم الاشراف والمراقبة والادارة المرجو ايلاء الردود عناية خاصة
مطلوب مشرفين لجميع الاقسام
Google 1+
Google 1+
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:12 pm

شبكة التربية الإسلامية الشاملة 

http://1bac.medharweb.net/index.php

ملخصات الدروس
· مجموع الدروس: 11


التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 تعلم كيف تؤصل الفريضة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 فكرة حول الامتحان الموحد مهم جدا
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أحاديث مناسبة للحفظ لطلاب العلم
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أكتسب - التواصل . الحوار . الاختلاف -
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الإختلاف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 التواصل
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار شرح وهدي الآيات
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الإختلاف تعاريف آداب ومهارات
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار حقائق ومهارات
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 قيم التواصل و ضوابطه

ملخصات الدروس 2
· مجموع الدروس: 9
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 المال ضوابط جمعه وإنفاقه في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 نظام الإرث في الإسلام : التعصيب والحجب
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 نظام الارث في الاسلام-مقاصده-أسبابه-أركانه وشروطه
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 نظام الارث في الاسلام-أنواع الورثة- الفروض وأصحابها
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 العقود التبرعية الخصائص والمقاصد
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 العقود العوضية الخصائص والمقاصد
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الدرس الثالث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الدرس الثاني/العقود العوضية الخصائص والمقاصد
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الدرس الأول/مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الاسلامي

مبدأ الاستخلاف في المال
· مجموع الدروس: 6
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 المال ضوابط جمعه وإنفاقه في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مكانة المال في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 نظرة الإسلام للمال
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 ضوابط جمع المال في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 ضوابط إنفاق المال في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مبدأ الإستخلاف في المال في التصور الإسلامي


الاختلاف
· مجموع الدروس: 26
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاختلاف آدابه وتدبيره
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أدب الخلاف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الإختلاف آدابه و تدبيره
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاستفادة من الاختلاف المذهبي
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 دور الاختلاف في إثراء الفكر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مجالات الاختلاف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاختلاف وقضايا العصر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاختلاف وأسلوب الحوار الحكيم
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاختلاف لا يتضمن معنى المنازعة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أهم أسباب الاختلاف.
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 من آداب الاختلاف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاختلاف كحاجة إلى حماية الذات من الذوبان
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 حقيقة الاختلاف من وجهة النظر الإسلامية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 آداب الاختلاف لدى الصحابة ج 3
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 آداب الاختلاف لدى الصحابة ج 2
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 آداب الاختلاف لدى الصحابة ج 1
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أسباب الاختلاف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 حرية الرأي في الإسلام ج 2
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 حرية الرأي في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 احترم وجهات نظر الآخرين
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 إرشادات مختصرة في توظيف الخلاف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 تذكر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 احذر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 إدارة الحوار والخلاف في الرأي واحترام وجهات النظر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مرحبا بالاختلاف.. لا للخلاف!
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الخلاف سنَّة
التواصل
· مجموع الدروس: 10


التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 التواصل عبر حواجز اللغة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 وسائل الاتصال والإعلام ودورها في ترقية المجتمع
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مهارات التواصل الاجتماعي تمنحك الثقة بالنفس
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مفهوم التواصل ورفض الأخر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مقدمة في الاتصال الفعال
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 التواصل ولماذا وبماذا ؟
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 معيقات التواصل
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 خمسة أسباب لمهارات الاتصال
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مفاتيح التواصل مع الآخرين
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 كيف تبني علاقات ناجحة مع الآخرين



الحوار
· مجموع الدروس: 25
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 من أساليب الحوار في القرآن الكريم و السنة النبوية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 من أساليب الحوار في القرآن و السنة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 دروس الانشطة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أصول الحوار و آدابه فى الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار المطلوب:
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أدب الحوار في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 ما هو الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 ميدان الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 منهج الإسلام في الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أسس الحوار في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الهدف من الحوار في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 موضوعية الإسلام في منهجية الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الإسلام ينهى عن الجدل العقيم
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أنصت بوعي للآخرين
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 المقدرة على الحوار و التواصل
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 ما قل ودل في كيف تنصت بفعالية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 إذا أردت أن تصبح منصتاً جيداً فاحذر
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مهارة الإنصات الفعال
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 فن الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار وأساليبه
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار مفهومه وأهدافه وركائزه
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار بين الإسلام والنصرانية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحوار أو الانهيار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أربعة معاول لهدم جسور الحوار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أدب الحوار

العفة ودورها
· مجموع الدروس: 1

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 العفة سبيل سلامة العرض

الإيمان والصحة النفسية
· مجموع الدروس: 18


التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الهم والهرم من منظور القرآن والسنة سوريا/دمشق
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مقومات الصحة النفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الصحة النفسية من وجهة نظر القرآن الكريم والأحاديث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مقومات الصحة التفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 العلاج النفسي في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 اهتمام علماء الإسلام بالنفس البشرية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 النفس البشرية في القرآن والسنة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 تصنيفات النفس البشرية فى القرآن والسنة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 طالبة 21 سنة تنتحر شر انتحار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مريض نفسي يحاول الانتحار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مجابهة ذوي الصحة النفسية للأمور
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مواقف ذوي الصحة النفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مميزات ذوي الصحة النفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 كيف يحقق الاسلام الصحة النفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 عوامل تؤدي إلى الانتحار
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 خطاطة كيف نكسب الصحة النفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 توحيد الإلوهية وأثره الإيجابي الصحة النفسية
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الصحة النفسية

الإعلام
· مجموع الدروس: 1
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 نظرية العنف في الإعلام الغربي

نظام العقود التبرعية
· مجموع الدروس: 5
·

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 :العقود التبرعية الخصائص والمقاصد
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 فَتَصَدَّقَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏أَنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الوقف
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الهبة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الشركة وأنواعها

نظام العقود العوضية
· مجموع الدروس: 5
·التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الشركة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الاجارة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 العقود العوضية الخصائص والمقاصد
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الشركة وضوابطها
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 حقيقة الإجارة وشروطها

نظام الإرث في الإسلام
· مجموع الدروس: 16


التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 قَوَاعدُ تأصيل الفريضة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 العول
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 تصحيح الفريضة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 شبهات حول ميراث المرأة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحجب وأنواعه
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 حقوق الرجال والنساء في الميراث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مزايا الإرث في الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أنواع الورثة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الميراث قبل الإسلام
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مميزات نظام التّوريْث الإسلامي
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أدلة الإرث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أسباب الإرث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أركان الإرث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 شروط الإرث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 موانع الإرث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مصطلحات الميراث


قانون الميراث المغربي
· مجموع الدروس: 8


التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أسباب الإرث وشروطه
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أحكام عامة
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أسباب الإرث وشروطه
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 طرائق الإرث
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 أصحاب الفروض
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الإرث بطريق التعصيب
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 الحجب
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Arrow2 مسائل خاصة




منقول من اجل الفائدة مع الشكر لصاحب الموضوع  الاصلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:15 pm

أصل الفريضة بسهولة

أولا : لا بد أن تعلم أن الفرائض حسب الورثة أنواع ثلاثة

النوع الأول :
فريضة اشتملت على ورثة بالتعصيب فقط
مثلا :
· ابن فقط
· خمسة أبناء
· ابن وبنت
· إخوة أشقاء
في هذه الحالة فأصل الفريضة بحسب عددهم
مثلا :
· ابن فقط : أصل الفريضة 1 .
· خمسة أبناء : أصل الفريضة 5 .
· ابن وبنت : أصل الفريضة 3 . ، باعتبار للذكر مثل حظ الأنثيين
· إخوة أشقاء : أصل الفريضة عددهم

3
ترث البنت مع الابن بالتعصيب
ابن2
بنت1

النوع الثاني :
فريضة اشتملت على ورثة بالتعصيب ومعهم وارث واحد بالفرض فقط
مثلا :
· خمسة أبناء . وزوجة
· أخ شقيق . أخت شقيقة . أم
· أب . أم

في هذه الحالة فأصل الفريضة مقام سهم صاحب الفرض
مثلا :
· خمسة أبناء ( عصبة ) الزوجة ( الثمن ) ، أصل الفريضة 8 8


8
عصبة
5 أبناء7
الثمن لوجود الفرعزوجة1

· أخ شقيق وأخت شقيقة ( عصبة ) أم ( السدس ) أصل الفريضة 66

6
عصبة للباقي
أخ شقيق وشقيقة5
السدس لوجود تعدد الإخوةأم1


· أب (عاصب) . الأم (الثلث ) أصل الفريضة 3 3

3
عاصب للباقي
أب2
الثلثأم1



النوع الثالث :
فريضة اشتملت على أكثر من وارث بالفرض سواء معهم عصبة أم لا
مثلا :
· زوجة . أم . بنت
· زوج . أم . ابن
· بنت . بنت الابن . أخت شقيقة
في هذه الحالة ننظر إلى مقامات أسهم أصحاب الفروض بأربع نظرات (تماثل. تباين . تداخل . توافق)

في حالة التماثل مثل ( 6 و 6 ) اكتفينا بواحد أصل الفريضة 6
في حالة التباين مثل ( 3 و 4) أو ( 2 و 3 ) أصل الفريضة ناتج ضرب أحدهما في الآخر ( 3 و 4 . أصل الفريضة 12 ) ( 2 و 3 . أصل الفريضة 6 )
في حالة التداخل مثل ( 2 و 4 ) أو ( 3 و 6 ) أصل الفريضة باعتبار الأكبر ( 4 في المجموعة الأولى و 6 في المجموعة الثانية )
في حالة التوافق مثل ( 8 و 6 ) أو ( 6 و 4 ) أصل الفريضة حاصل ضرب أحدهما في وفق الآخر أي نصفه ( 8 نضربها في 3 أو العكس ) و ( 6 نضربها في 2 )

وبمفهوم الرياضيات : فإننا نبحث عن القاسم المشترك الأصغر ، وهو أقل عدد ممكن يصح أن يقسم على مقامات أسهم أصحاب الفروض دون أن يحدث كسرا


24
الثمن
زوجة3
النصف
بنت12
السدس
أم4
الباقي للعاصب
5

الثمن مقامه 8 .. النصف مقامه 2 .. السدس مقامه 6
فالرقم 2 داخل في 8 و 6 .. فنأخذ 8 و 6
و 8 مع 6 بينهما توافق فنضرب احدهما في نصف الآخر والنتيجة 24
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:17 pm

[rtl]حول نوعية الإمتحانات الموحدة المتوقعة [/rtl]
[rtl]حسب ما تنص عليه المذكرة الوزارية المنظمة للامتحانات الموحدة[/rtl]


[rtl]معايير الامتحان الموحد [/rtl]
[rtl]1. التغطية : أن يغطي الامتحان كل المجالات الواردة في الإطار المرجعي الخاص بكل مادة دراسية.[/rtl]

[rtl]2. التمثيلية : لكل مجال مهاري أو مضموني في المقرر [/rtl]

[rtl]3. المطابقة : مع الكفايات والمهارات؛ والمضامين والمحتويات المعرفية؛[/rtl]

[rtl]حاول يا ولدي أن تراجع دروسك في مادة التربية الإسلامية من خلال هذه المجالات[/rtl]

[rtl]مجال الدروس النظرية[/rtl]


[rtl]وحدة التربية التواصلية والصحية.[/rtl]
[rtl]1.1. قيم التواصل وضوابطه:[/rtl]
[rtl]· تعريف القيم؛[/rtl]
[rtl]· تعريف التواصل؛[/rtl]
[rtl]· تحديد مجالات التواصل؛[/rtl]
[rtl]· بيان خصائص منظومة القيم الإسلامية في التواصل ؛[/rtl]
[rtl]· تصنيف آداب التواصل وضوابطه؛[/rtl]
[rtl]· توظيف قيم التواصل وضوابطه في تقويم وضعيات.[/rtl]

[rtl]2.1. من أساليب الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية:[/rtl]
[rtl]· تعريف الحوار؛[/rtl]
[rtl]· تمييز الحوار عن المفاهيم المجاورة: الجدل...؛[/rtl]
[rtl]· تحديد الشروط المشجعة للحوار؛[/rtl]
[rtl]· تشخيص أسباب غياب الحوار في الوسط الاجتماعي؛[/rtl]
[rtl]· دراسة نماذج من أساليب الحوار في القرآن الكريم ؛[/rtl]
[rtl]· دراسة نماذج من أساليب الحوار في السنة النبوية ؛[/rtl]
[rtl]· استخلاص خصائص الحوار في القرآن ؛[/rtl]
[rtl]· استخلاص خصائص الحوار في السنة ؛[/rtl]
[rtl]· تحليل وضعية حوارية.[/rtl]
[rtl]3.1. الاختلاف وآدابه وتدبيره:[/rtl]
[rtl]· تعريف الاختلاف؛[/rtl]
[rtl]· تمييز مفهوم الاختلاف عن المفاهيم المجاورة: الخلاف...؛[/rtl]
[rtl]· استخلاص قيم الاختلاف وأهدافه؛[/rtl]
[rtl]· إبراز مضار الاختلاف وآثاره السلبية على الأمة والعلم؛[/rtl]
[rtl]· تحديد آداب الاختلاف وتصنيفها (فردية، جماعية، ثقافية، اجتماعية، نفسية...)؛[/rtl]
[rtl]· بلورة تصور لتدبير الاختلاف انطلاقا من نصوص شرعية ووضعيات.[/rtl]

[rtl]4.1. الإعلام والتوعية الصحية:[/rtl]
[rtl]· التعريف بمفهوم الإعلام؛[/rtl]
[rtl]· تحديد مجالات الإعلام الحديث وتصنيفها؛[/rtl]
[rtl]· تعريف التوعية الصحية؛[/rtl]
[rtl]· بيان شروط تأثير التوعية الصحية على الوعي الصحي الفردي والجماعي؛[/rtl]
[rtl]· إبراز علاقة الإعلام بالتوعية الصحية؛[/rtl]
[rtl]· تشخيص حال هذه العلاقة في الإعلام الوطني؛[/rtl]
[rtl]· تحليل وضعية مرتبطة بالتوعية الصحية. [/rtl]

[rtl]5.1. الإيمان والصحة النفسية:[/rtl]
[rtl]· التعريف بالصحة النفسية؛[/rtl]
[rtl]· إبراز علاقة الإيمان بالصحة النفسية؛[/rtl]
[rtl]· تحديد شروط الصحة النفسية؛[/rtl]
[rtl]· وصف ملامح منهج الإسلام في صون الصحة النفسية؛[/rtl]
[rtl]· تحليل وضعية تثير إشكالية علاقة الإيمان بالصحة النفسية.[/rtl]

[rtl]6.1. العفة ودورها في محاربة الفواحش وحفظ الصحة:[/rtl]
[rtl]· تعريف العفة؛[/rtl]
[rtl]· بيان الآثار الإيجابية للعفة على الفرد والمجتمع؛[/rtl]
[rtl]· تشخيص أسباب انتشار الفواحش؛[/rtl]
[rtl]· إبراز دور العفة في محاربة الفواحش.[/rtl]
[rtl]وحدة التربية الاقتصادية والمالية.[/rtl]

[rtl]1.2. مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي:[/rtl]
[rtl]· التعريف بمبدأ الاستخلاف في المال؛[/rtl]
[rtl]· تحديد أسس مبدأ الاستخلاف في المال؛[/rtl]
[rtl]· بيان أثر مبدأ الاستخلاف في التنمية الاقتصادية وتداول الأموال في المجتمع الإسلامي؛[/rtl]
[rtl]· إبراز جدوى مبدأ الاستخلاف في التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.[/rtl]

[rtl]2.2. نظام العقود العوضية (الخصائص والمقاصد): [/rtl]
[rtl]· تعريف العقود في الفقه عموما؛[/rtl]
[rtl]· تعريف العقود العوضية؛[/rtl]
[rtl]· تصنيف أنواعها الرئيسية (البيع، الإيجار، القرض... )؛[/rtl]
[rtl]· تحديد خصائص العقود العوضية؛[/rtl]
[rtl]· استخلاص مقاصدها الاقتصادية والاجتماعية.[/rtl]

[rtl]3.2. نظام العقود التبرعية (الخصائص و المقاصد)[/rtl]
[rtl]· تعريف العقود التبرعية؛[/rtl]
[rtl]· تصنيف أنواعها الرئيسة (الوقف، الهبة، الصدقة... )؛[/rtl]
[rtl]· تحديد خصائص العقود التبرعية؛[/rtl]
[rtl]· إبراز الفروق بين مفهوم العقود العوضية والعقود التبرعية؛[/rtl]
[rtl]· استخلاص مقاصد العقود التبرعية الاقتصادية والاجتماعية؛[/rtl]
[rtl]· إبراز جدوى وفعالية العقود التبرعية في التنمية الاجتماعية.[/rtl]



[rtl]مجال التطبيقات[/rtl]
[rtl]وحدة التربية التواصلية والصحية.[/rtl]

[rtl]1.1. قيم التواصل وضوابطه:[/rtl]
[rtl]· دراسة نص/وثيقة شرعية أو فكرية لها علاقة بالتواصل.[/rtl]

[rtl]2.1. من أساليب الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية:[/rtl]
[rtl]· تحليل نصوص حوارية من القرآن والسنة.[/rtl]

[rtl]3.1. الاختلاف وآدابه وتدبيره:[/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة فكرية لها علاقة بتدبير الاختلاف.[/rtl]

[rtl]4.1. الإعلام والتوعية الصحية: [/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة إعلامية لها علاقة بالصحة.[/rtl]

[rtl]5.1. الإيمان والصحة النفسية:[/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة/نص شرعي أو فكري له علاقة بالصحة النفسية.[/rtl]

[rtl]6.1. العفة ودورها في محاربة الفواحش وحفظ الصحة:[/rtl]
[rtl]· تحليل وثيقة شرعية أو اجتماعية لها علاقة بمحاربة الفواحش.[/rtl]

وحدة التربية الاقتصادية والمالية.

[rtl]1.2. مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي:[/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة/نص شرعي أو اقتصادية لها علاقة بمبدإ الاستخلاف.[/rtl]

[rtl]2.2. نظام العقود العوضية (الخصائص والمقاصد)[/rtl]
[rtl]· تحليل نصوص فقهية تبرز خصائص العقود العوضية ومقاصدها ، أو عقود مكتوبة تبرز فيها هذه الخصائص والمقاصد.[/rtl]

[rtl]3.2. نظام العقود التبر

[/rtl]
[rtl]مجال التطبيقات[/rtl]
[rtl]وحدة التربية التواصلية والصحية.[/rtl]

[rtl]1.1. قيم التواصل وضوابطه:[/rtl]
[rtl]· دراسة نص/وثيقة شرعية أو فكرية لها علاقة بالتواصل.[/rtl]

[rtl]2.1. من أساليب الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية:[/rtl]
[rtl]· تحليل نصوص حوارية من القرآن والسنة.[/rtl]

[rtl]3.1. الاختلاف وآدابه وتدبيره:[/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة فكرية لها علاقة بتدبير الاختلاف.[/rtl]

[rtl]4.1. الإعلام والتوعية الصحية: [/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة إعلامية لها علاقة بالصحة.[/rtl]

[rtl]5.1. الإيمان والصحة النفسية:[/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة/نص شرعي أو فكري له علاقة بالصحة النفسية.[/rtl]

[rtl]6.1. العفة ودورها في محاربة الفواحش وحفظ الصحة:[/rtl]
[rtl]· تحليل وثيقة شرعية أو اجتماعية لها علاقة بمحاربة الفواحش.[/rtl]

وحدة التربية الاقتصادية والمالية.

[rtl]1.2. مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي:[/rtl]
[rtl]· دراسة وثيقة/نص شرعي أو اقتصادية لها علاقة بمبدإ الاستخلاف.[/rtl]

[rtl]2.2. نظام العقود العوضية (الخصائص والمقاصد)[/rtl]
[rtl]· تحليل نصوص فقهية تبرز خصائص العقود العوضية ومقاصدها ، أو عقود مكتوبة تبرز فيها هذه الخصائص والمقاصد.[/rtl]

[rtl]3.2. نظام العقود التبرعية (الخصائص و المقاصد)[/rtl]
[rtl]· تحليل نصوص فقهية تبرز خصائص العقود التبرعية ومقاصدها ، أو عقود مكتوبة تبرز فيها هذه الخصائص والمقاصد.[/rtl]

[rtl]الفرائض[/rtl]

[rtl]نظام الإرث في الإسلام.[/rtl]

[rtl]· تعريف نظام الإرث في الإسلام . [/rtl]
[rtl]· استخلاص مقاصده .[/rtl]
[rtl]· تحديد أركان الإرث وشروطه وموانعه (الاستدلال لها)[/rtl]
[rtl]· توظيف التعلمات في مسائل وتطبيقات.[/rtl]

[rtl]أنواع الورثة ـ الفروض وأصحابها.[/rtl]

[rtl]· تحديد طرق الإرث.[/rtl]
[rtl]· تعداد الورثة ـ تصنيفهم حسب الجنس وجهات إرثهم وسببه.[/rtl]
[rtl]· استخراج الفروض المذكورة في سورة النساء.[/rtl]
[rtl]· تحديد من يستحقها وشروط ذلك.[/rtl]
[rtl]· توظيف التعلمات في مسائل وتطبيقات.[/rtl]

[rtl]التعصيب.[/rtl]

[rtl]· تعريف التعصيب.[/rtl]
[rtl]· تحديد أنواع العصبة السببية والنسبية.[/rtl]
[rtl]· تصنيف العاصبين بالنفس وأحكامهم وشروط كل صنف.[/rtl]
[rtl]· توظيف التعلمات في مسائل وتطبيقات.[/rtl]

[rtl]الحجب.[/rtl]

[rtl]· تعريف الحجب.[/rtl]
[rtl]· تحديد أنواع الحجب (بالشخص وبالوصف).[/rtl]
[rtl]· تحديد أقسام الحجب بالشخص وتعيين المحجوبين به وتصنيفهم.[/rtl]
[rtl]· الترجيح بينهم بالجهة والدرجة وقوة القرابة .[/rtl]
[rtl]· توظيف التعلمات في مسائل وتطبيقات.[/rtl]

[rtl]تأصيل الفريضة وتصحيحها وبيان عولها.[/rtl]

[rtl]· استخراج الأصول تطبيقيا (تأصيل المسائل).[/rtl]
[rtl]· بيان عول المسائل تطبيقيا. [/rtl]
[rtl]· تصحيح السهام على الرؤوس تطبيقيا.[/rtl]

[rtl]· تحديد نصيب الورثة في مسائل حقيقية أو افتراضية فيها عول وتصحيح.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:19 pm

أحاديث مناسبة للحفظ لطلاب العلم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فهذه مجموعه من الأحاديث للحفظ لطلاب العلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSadمن أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : ( سبقت رحمتي غضبي ) مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ويل للأعقاب من النار ) مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه )البخاري .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حُجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكارة ) البخاري .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً ) مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَلـَّهُ أشدُّ فرحاً بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها )مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها ، تاب الله عليه ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس ) مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSadالتثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ) البخاري .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا ) مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب ، فقد لغوت ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) متفق عليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوِّل الله رأسه رأس حمار ) مسلم
عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفق عليه
عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) مسلم .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ) متفق عليه.
عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَعْنُ المؤمن كقتله ) متفق عليه
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ) متفق عليه
عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل ) مسلم
عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) مسلم.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) البخاري
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) مسلم
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله ) مسلم
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون ) البخاري
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ بالآيتين من آخر سور البقرة في ليلة كفتاه ) البخاري .
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) البخاري.
عن بعض أزواج النبي رضي الله عنهن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى عرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) مسلم
عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) مسلم
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال : وكالقائم الذي لا يفتر والصائم الذي لا يفطر ) متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ) قيل : وما القيراطان ؟ قال : ( مثل الجبلين العظيمين ) مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا : يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمٍّ .. حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يُحدث ، تقول : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حق المسلم على المسلم خمس : ردُّ السلام وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس ) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل : أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قالSad ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً قطُّ ، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه ) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSad أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ،وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSadلا تجعلوا بيوتكم مقابر،إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( سبق المفردون ) قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : ( الذاكرون الله كثراً والذاكرات ) مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال Sad إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) مسلم
عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه ) البخاري
عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قلّ ) متفق عليه.
عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) مسلم
عن عائشة رضي الله عنه قالت Sad كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله ) البخاري
عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) البخاري
عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعُ أربعاً قبل الظهر وركعتن قبل الغداة ) البخاري
عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) مسلم
عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) مسلم
عن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه
عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار ) مسلم
عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله ) مسلم .
عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يبعث كل عبد على ما مات عليه ) مسلم
عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) مسلم
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) البخاري
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام ) مسلم
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أبرُّ البر أن يصل الرجل ودَّ أبيه ) مسلم
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله ) البخاري.
عن ابن عمر رضي الله عنه قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليه.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال:أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) البخاري.
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) متفق عليه
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يزال الرجل يسأل حتى يأت يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم ) البخاري
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالSad المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) البخاري
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) متفق
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) البخاري
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ) البخاري
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) مسلم
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها ) مسلم
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من إقامة الصلاة ) مسلم
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) متفق عليه
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه .
عن أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) متفق عليه
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه.
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بـهيمة إلا كان له به صدقة ) متفق عليه
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد ، يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ) متفق عليه

ومسك الختام الله أسال للجميع العلم النافع والعمل الصالح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:22 pm

درس التواصل

1- التواصل : مكونات المفهوم:
1- تفاعل إيجابي.
2- استعمال حواس التواصل.
3- عن طريق الفهم و الإفهام.
4- رغبة صادقة في صلة الآخر و الاتصال بوجدانه .
5- منطلق من إرادة الوصول إلى المعرفة الحقة .
الاتصال : المبادرة في إقامة الصلة من جهة واحدة .
2- دواعي التواصل :
أ/ طبيعة الإنسان الاستخلافية: ما دام أن الإنسان قد خلق لعبادة الله تعالى و عمارة الأرض ، فلا بد له من الاستعانة بالحواس التي تمكنه من التواصل مع الرسل و فهم خطابهم و تدبر الوحي ، و إعمار الأرض وفق شرع الله .
ب/ حاجات الإنسان الاجتماعية: فيلجأ الانسان للتواصل مع من حوله ليحقق رغباته و احتياجاته.
3- عوائق التواصل :
أ- العوائق النفسية : و هي مشاعر و قناعات سلبية كامنة في نفس أحد طرفي التواصل .
* عوائق الإرسال:
كالتعالي
و الإعجاب بالنفس و سوء الظن.
* عوائق الاستجابة :
كالكبر
و الجحود
و الإحساس بدونية الآخر
و إصدار الأحكام الجاهزة .
[ltr]ب- العوائق السلوكية : خصال منفرة للمخاطب أو المخاطب.[/ltr]
* عوائق التبليغ : و منها الغضب و الغلظة .
* عوائق التلقي : كالإعراض عن المخاطب و الغفلة عنه
و الاستهزاء به .
4- قيم التواصل :
أ- قيم تحكم نية المتواصل: أن يقصد مرضاة الله و نيل الأجر و الثواب ، أو جلب مصلحة له أو لغيره ، أو دفع مفسدة .
ب- قيم تحكم مقصد المتواصل : إشاعة التفاهم و قيم الخير التي دعى إليها الإسلام ، و البعد عن اللغو و العبث و الكلام الفاحش و اللعن و السب ..
ج- قيم تحكم فعل المتواصل :
- الصدق - الأمانة - الحياء -
التواضع - احترام الرأي الآخر
- الإذعان للحق – الرفق .
5- ضوابط التواصل :
أ- ضوابط التبليغ و الإرسال :
منها حسن البيان– المخاطبة بالحسنى – الكلمة الطيبة – الابتسامة– الرفق .
[ltr]ب- ضوابط التلقي و الاستقبال :* [/ltr]
أهمها : حسن الإنصات - عدم المقاطعة – التثبت و طلب الفهم عند الاستشكال ، و حسن الإقبال على المخاطب .
6 – قواعد أولية لتنمية مهارات التواصل :
كما أن العلم يحصل بالتعلم فكذلك يحصل التواصل السليم بالتدريب و الممارسة .
أ- أن أقصد بكلامي تحقيق مصلحة شرعية .
ب- أن أجتهد في فهم مخاطبي و إفهامه .
ج- أن أحترم مخاطبي و أحرص على طلاقة الوجه و الرفق و حسن الإنصات ...
......................................................
درس الحوار
1- الحوار : لغة فهو التردد ، و اصطلاحا: المجاوبة في الكلام بغير عنف و لا صراع. فهو شكل من أشكال الحديث بين طرفين يتم فيه تداول الكلام بينهما في أمر ما في أجواء يسودها الحلم و الرفق.
الجدل لغة : الشدة و الصلابة ، و اصطلاحا : مقابلة الحجة بالحجة ، و هو نوعان محمود و مذموم إذا كان بسوء أدب أو لنصرة الباطل.
2- ضوابط الحوار و هي :
* تقبل الآخر
* حسن القول
* العلم و صحة الأدلة
* الإنصاف و الموضوعية
3 - من أساليب الحوار في القرآن
أ- الأسلوب الوصفي التصويري : عبارة عن مشاهد حوارية واقعية تبسط الفكرة و تأخذ بلب المستمع و الغرض منها حمل المستمع على تبني المواقف الصحيحة و أخذ العبرة .
كقصة موسى عليه الصلاة و السلام مع فرعون.
ب- الأسلوب الحجاجي البرهاني : و يعتمد على محاجة الجاحدين للأمور الغيبية باستعمال البراهين العقلية .
و الغرض هو بيان فساد معتقداتهم و توجيه الأنظار إلى التدبر و التفكر ، و تحرير العقول من التقليد و اتباع الهوى .
و من ذلك : * البرهنة على توحيد الله سبحانه
* البرهنة على البعث بالآيات الكونية .
4- من أساليب الحوار في السنة
أ- أسلوب الحوار الوصفي التصويري:
و غرضه تثبيت المفاهيم و تقريب المعاني للأذهان بعرض القصص و ضرب الأمثال، مثل حديث الصلوات الخمس التي تمحو الخطايا كالاغتسال من نهر خمس مرات.
ب- آسلوب الحوار الاستدلالي الاستقرائي:
مثل حديث الرجل الذي قال {إن امرأتي ولدت غلاما أسود } حيث تدرج معه النبي صلى الله عليه و سلم انطلاقا من المسلمات لديه ليصل معه إلى حقيقة رفعت عنه الالتباس و الإشكال .
ج- أسلوب الحوار التشخيصي الاستنتاجي :
حيث يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم بإثارة الانتباه و تحفيز التفكير بعرض مشكلة ما ، و ترك فرصة للمحاور لاستناج الحل . مثل سؤاله عن الشجرة التي لا يسقط ورقها و التي شبهها بالمسلم .
5- الاستفادة من القرآن و السنة في تطوير مهارات الحوار :
* لا يتصور الاهتداء بهما إلا بتدبر حوارات القرآن و تدارسها
* تأمل حوارات السنة و دراسة أساليبها المتعددة و المشوقة.
* المؤلفات التي تفصل قواعد الحوار و آدابه في القرآن و السنة
* استخراج و تدوين قواعد الحوار و إلزام النفس بالعمل بها .

..............................................
درس الإختلاف
1- الاختلاف : هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر
- غاية و مقصود الأطراف واحد أما الوسائل فمختلفة .
– ينبع من تفاوت أفهام الناس و مستويات إدراكهم .
- يستعمل فيما بني على دليل .
الخلاف : - هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر
- الافتراق حاصل في الوسائل و الغايات .
- يستعمل فيما لا دليل عليه .
2- أسباب الاختلاف :
* النزعة الفردية للإنسان
* تفاوت الأفهام والمدارك
* تفاوت الأغراض
* تباين المواقف و المعتقدات
3- موقف الإسلام من الاختلاف
أ- الاختلاف المقبول : و هو النابع من تباين في الفهم بسبب إشكال لفظي أو تعدد دلالات التعابير ، أو اختلاف في فهم الأدلة . مثل حديث ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة).
ب- الاختلاف المذموم : النابع من هوى أو جحود للحق ، و المؤدي في نهايته إلى النزاع. و قد توعد الله تعالى أصحابه بالفصل بينهم يوم القيامة .
4-من آداب الاختلاف في الإسلام و ما يترتب على مراعاتها :
أ- التسامح : و يترتب عليه الانتقال من التعصب إلى التراضي و من التنازع إلى التوافق، دون تنازل المتسامح عن عقيدته و قيمه .
ب- قبول الآخر : و هو اعتراف كل من المختلفين بالآخر دون إلغاء الذات و التخلي عن القناعات . و يترتب عليه : اجتناب التعالي و الاستهزاء بالمخالف، و تقوية الفهم و روح التضامن.
ج – الحياء : يترتب عليه الوقاية من الاغترار بالرأي ، و تدفع عن الشخص الوقاحة و الشعور بالعظمة.
د – الإنصاف : و هو امتلاك القدرة على الاعتراف بالخطأ ، و الشجاعة على تصويب الغير . و يترتب عليه : الجهر بالحق و إقامة العدل . و يصير الاختلاف عامل نماء و رقي .
5- كيف ندبر الاختلاف ؟
أ/ ضبط النفس: بالتأدب و الرفق في الخطاب ، و مقابلة العنف بالحلم و الجهل بالعلم.
ب/ العلم بموضوع الاختلاف: و هو شرط أساسي في النقاش ، و على المسلم تجنب الجدال في موضوع يجهله إلا أن يستفسر .
ج/ التفاوض : يتم فيه تداول الكلام بين المختلفين لاكتشاف نقط التلاقي و محاولة إيجاد حلول لتسوية الاختلاف.
د/ التحكيم : و يتم عن طريق اختيار حكم معروف بالعلم و الحكمة عند العجز عن التوافق و التفاهم .

( و صلى الله و سلم على نبينا محمد ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:23 pm

مشاركة الأستاذ : الأستاذ : عبد الصمد الودغيري الإدريسي كزاه الله خيرا

1- الاختلاف : هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر
- غاية و مقصود الأطراف واحد أما الوسائل فمختلفة .
– ينبع من تفاوت أفهام الناس و مستويات إدراكهم .
- يستعمل فيما بني على دليل .
الخلاف : - هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر
- الافتراق حاصل في الوسائل و الغايات .
- يستعمل فيما لا دليل عليه .
2- أسباب الاختلاف :
* النزعة الفردية للإنسان
* تفاوت الأفهام والمدارك
* تفاوت الأغراض
* تباين المواقف و المعتقدات
3- موقف الإسلام من الاختلاف
أ- الاختلاف المقبول : و هو النابع من تباين في الفهم بسبب إشكال لفظي أو تعدد دلالات التعابير ، أو اختلاف في فهم الأدلة . مثل حديث ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة).
ب- الاختلاف المذموم : النابع من هوى أو جحود للحق ، و المؤدي في نهايته إلى النزاع. و قد توعد الله تعالى أصحابه بالفصل بينهم يوم القيامة .
4-من آداب الاختلاف في الإسلام و ما يترتب على مراعاتها :
أ- التسامح : و يترتب عليه الانتقال من التعصب إلى التراضي و من التنازع إلى التوافق، دون تنازل المتسامح عن عقيدته و قيمه .
ب- قبول الآخر : و هو اعتراف كل من المختلفين بالآخر دون إلغاء الذات و التخلي عن القناعات . و يترتب عليه : اجتناب التعالي و الاستهزاء بالمخالف، و تقوية الفهم و روح التضامن.
ج – الحياء : يترتب عليه الوقاية من الاغترار بالرأي ، و تدفع عن الشخص الوقاحة و الشعور بالعظمة.
د – الإنصاف : و هو امتلاك القدرة على الاعتراف بالخطأ ، و الشجاعة على تصويب الغير . و يترتب عليه : الجهر بالحق و إقامة العدل . و يصير الاختلاف عامل نماء و رقي .
5- كيف ندبر الاختلاف ؟
أ/ ضبط النفس: بالتأدب و الرفق في الخطاب ، و مقابلة العنف بالحلم و الجهل بالعلم.
ب/ العلم بموضوع الاختلاف: و هو شرط أساسي في النقاش ، و على المسلم تجنب الجدال في موضوع يجهله إلا أن يستفسر .
ج/ التفاوض : يتم فيه تداول الكلام بين المختلفين لاكتشاف نقط التلاقي و محاولة إيجاد حلول لتسوية الاختلاف.
د/ التحكيم : و يتم عن طريق اختيار حكم معروف بالعلم و الحكمة عند العجز عن التوافق و التفاهم .

( و صلى الله و سلم على نبينا محمد ) .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:26 pm

مشاركة الأستاذ : الأستاذ : عبد الصمد الودغيري الإدريسي جزاه الله خيرا

1- الحوار : لغة فهو التردد ، و اصطلاحا: المجاوبة في الكلام بغير عنف و لا صراع. فهو شكل من أشكال الحديث بين طرفين يتم فيه تداول الكلام بينهما في أمر ما في أجواء يسودها الحلم و الرفق.
الجدل لغة : الشدة و الصلابة ، و اصطلاحا : مقابلة الحجة بالحجة ، و هو نوعان محمود و مذموم إذا كان بسوء أدب أو لنصرة الباطل.
2- ضوابط الحوار و هي :
* تقبل الآخر
* حسن القول
* العلم و صحة الأدلة
* الإنصاف و الموضوعية
3 - من أساليب الحوار في القرآن
أ- الأسلوب الوصفي التصويري : عبارة عن مشاهد حوارية واقعية تبسط الفكرة و تأخذ بلب المستمع و الغرض منها حمل المستمع على تبني المواقف الصحيحة و أخذ العبرة .
كقصة موسى عليه الصلاة و السلام مع فرعون.
ب- الأسلوب الحجاجي البرهاني : و يعتمد على محاجة الجاحدين للأمور الغيبية باستعمال البراهين العقلية .
و الغرض هو بيان فساد معتقداتهم و توجيه الأنظار إلى التدبر و التفكر ، و تحرير العقول من التقليد و اتباع الهوى .
و من ذلك : * البرهنة على توحيد الله سبحانه
* البرهنة على البعث بالآيات الكونية .
4- من أساليب الحوار في السنة
أ- أسلوب الحوار الوصفي التصويري:
و غرضه تثبيت المفاهيم و تقريب المعاني للأذهان بعرض القصص و ضرب الأمثال، مثل حديث الصلوات الخمس التي تمحو الخطايا كالاغتسال من نهر خمس مرات.
ب- آسلوب الحوار الاستدلالي الاستقرائي:
مثل حديث الرجل الذي قال {إن امرأتي ولدت غلاما أسود } حيث تدرج معه النبي صلى الله عليه و سلم انطلاقا من المسلمات لديه ليصل معه إلى حقيقة رفعت عنه الالتباس و الإشكال .
ج- أسلوب الحوار التشخيصي الاستنتاجي :
حيث يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم بإثارة الانتباه و تحفيز التفكير بعرض مشكلة ما ، و ترك فرصة للمحاور لاستناج الحل . مثل سؤاله عن الشجرة التي لا يسقط ورقها و التي شبهها بالمسلم .
5- الاستفادة من القرآن و السنة في تطوير مهارات الحوار :
* لا يتصور الاهتداء بهما إلا بتدبر حوارات القرآن و تدارسها
* تأمل حوارات السنة و دراسة أساليبها المتعددة و المشوقة.
* المؤلفات التي تفصل قواعد الحوار و آدابه في القرآن و السنة
* استخراج و تدوين قواعد الحوار و إلزام النفس بالعمل بها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:27 pm

مشاركة الأستاذ : الأستاذ : عبد الصمد الودغيري الإدريسي كزاه الله خيرا

1- التواصل : مكونات المفهوم:
1- تفاعل إيجابي.
2- استعمال حواس التواصل. 3- عن طريق الفهم و الإفهام. 4- رغبة صادقة في صلة الآخر و الاتصال بوجدانه .
5- منطلق من إرادة الوصول إلى المعرفة الحقة .
الاتصال : المبادرة في إقامة الصلة من جهة واحدة .
2- دواعي التواصل :
أ/ طبيعة الإنسان الاستخلافية: ما دام أن الإنسان قد خلق لعبادة الله تعالى و عمارة الأرض ، فلا بد له من الاستعانة بالحواس التي تمكنه من التواصل مع الرسل و فهم خطابهم و تدبر الوحي ، و إعمار الأرض وفق شرع الله .
ب/ حاجات الإنسان الاجتماعية: فيلجأ الانسان للتواصل مع من حوله ليحقق رغباته و احتياجاته.
3- عوائق التواصل :
أ- العوائق النفسية : و هي مشاعر و قناعات سلبية كامنة في نفس أحد طرفي التواصل .
* عوائق الإرسال: كالتعالي و الإعجاب بالنفس و سوء الظن.
[ltr]* عوائق الاستجابة : كالكبر و الجحود و الإحساس بدونية الآخر و إصدار الأحكام الجاهزة .[/ltr]
[ltr]ب- العوائق السلوكية : خصال منفرة للمخاطب أو المخاطب.[/ltr]
* عوائق التبليغ : و منها الغضب و الغلظة .
* عوائق التلقي : كالإعراض عن المخاطب و الغفلة عنه و الاستهزاء به .
4- قيم التواصل :
أ- قيم تحكم نية المتواصل: أن يقصد مرضاة الله و نيل الأجر و الثواب ، أو جلب مصلحة له أو لغيره ، أو دفع مفسدة .
ب- قيم تحكم مقصد المتواصل : إشاعة التفاهم و قيم الخير التي دعى إليها الإسلام ، و البعد عن اللغو و العبث و الكلام الفاحش و اللعن و السب ..
ج- قيم تحكم فعل المتواصل :
- الصدق - الأمانة - الحياء -
التواضع - احترام الرأي الآخر
- الإذعان للحق – الرفق .
5- ضوابط التواصل :
أ- ضوابط التبليغ و الإرسال :
منها حسن البيان– المخاطبة بالحسنى – الكلمة الطيبة – الابتسامة– الرفق .
[ltr]ب- ضوابط التلقي و الاستقبال :* [/ltr]
أهمها : حسن الإنصات - عدم المقاطعة – التثبت و طلب الفهم عند الاستشكال ، و حسن الإقبال على المخاطب .
6 – قواعد أولية لتنمية مهارات التواصل :
كما أن العلم يحصل بالتعلم فكذلك يحصل التواصل السليم بالتدريب و الممارسة .
أ- أن أقصد بكلامي تحقيق مصلحة شرعية .
ب- أن أجتهد في فهم مخاطبي و إفهامه .
ج- أن أحترم مخاطبي و أحرص على طلاقة الوجه و الرفق و حسن الإنصات ...
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Printصفحة للطباعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:29 pm

دروس أقسام الأولى باك
الدرس الثاني
[rtl]الحوار وأساليبه في القرآن والسنة[/rtl]
(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )) الكهف
شرح الكلمات:
{ أكفرت بالذي خلقك من تراب؟! }: الأستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الأصل هو آدم.
{ من نطفة }: أي مني.
{ ثم سواك }: أي عدلك وصيرك رجلاً.
معنى الآيات:
وهنا قال له صاحبه المسلم { وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب } وهو الله عز وجل حيث خلق أباك آدم من (تراب ثم من نطفة) أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني { ثم سواك رجلاً } وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور

هداية الآيات:
3- تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء.
4- التنديد بالكبر والغرور حيث يفيضان بصاحبهما إلى الشرك الكفر.

النص الثاني :
(( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) )) المجادلة
شرح الكلمات:
قد سمع الله قول التي : أي تراجعك أيها النبي في شأن زوجها أوس بن الصامت.
{ وتشتكى إلى الله } : أي وحدتها وفاقتها وصبية صغاراً إن ضمتهم إليه ضاعوا وإن ضمهم إليها جاعوا.
{ والله يسمع تحاوركما } : أي تراجعكما أنت أيها الرسول والمحاورة لك وهي خولة بنت ثعلبة.
{ إن الله سميع بصير } : أي لأقوالكما بصير بأحوالكما.
معنى الآيات:

قوله تعالى { قد سمع الله } هذه الآية الكريمة نزلت في خولة بنت ثعلبة الأنصارية وفي زوجها أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت رضي الله عنهم أجمعين كان قد ظاهر منها زوجها أوس، فقال لها في غضب غير مغلق أنت عليّ كظهر أمي، وكان الظهار يومئذٍ طلاقاً، وكانت المرأة ذات أطفال صغر وتقدم بها وبزوجها السن فجاءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشكوا إليه ما قال زوجها فذكرت للرسول صلى الله عليه وسلم ضعفها وضعف زوجها وضعف أطفالها الصغار، وما زالت تراجع الرسول r وتحاوره في شأنها وشأن زوجها حتى نزلت هذه الآيات الأربع من فاتحة سورة المجادلة التي سميت بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:30 pm

دروس أقسام الأولى باك
الدرس الثالث

الاختلاف آدابه وتدبيره

(( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) )) البقرة
شرح الكلمات:
{ كان الناس أمة واحدة }: كانوا قبل وجود الشرك فيهم أمة واحدة على الإِسلام والتوحيد وذلك قبل قوم نوح.
{ النبيّون }: جمع نبيّ والمراد بهم الرسل إذ كل نبي رسول بدليل رسالتهم القائمة على البشارة والنذارة والمستمدة من كتب الله تعالى المنزلة عليهم.
{ الكتاب }: اسم جنس يدخل فيه كل الكتب الإِلهية.
{ أوتوه }: أعطوه.
{ البينات }: الحجج والبراهين تحملها الرسل إليهم وتورثها فيهم شرائع وأحكاماً وهدايات عامة.
{ بغياً }: البغي الظلم والحسد.
{ الصراط المستقيم }: الإِسلام المفضي بصاحبه إلى السعادة والكمال في الحياتين.
معنى الآية الكريمة:
يخبر تعالى أن الناس كانوا ما بين آدم ونوح عليهما السلام في فترة طويلة أمةً واحدة على دين الإِسلام لم يعبد بينهم إلا الله تعالى حتى زيّن الشيطان لبعضهم عبادة غير الله تعالى فكان الشرك والضلال فبعث الله تعالى لهدايتهم نوحاً عليه السلام فاختلفوا إلى مؤمن وكافر وموحد ومشرك، وتوالت الرسل تحمل كتب الله تعالى المتضمنة الحكم الفصل في كل ما يختلفون فيه. ثم أخبر تعالى عن سنته في الناس وهي أن الذين يختلفون في الكتاب أي فيما يحويه من الشرائع والأحكام هم الذين سبق أن أوتوه وجاءتهم البينات فؤلاء يحملهم الحسد وحب الرئاسة، والإِبقاء على مصالحهم على عدم قبول ما جاء به الكتاب، واليهود هم المثل لهذه السنة فإنهم أتوا التوراة فيها حكم الله تعالى وجاءتهم البينات على أيدي العابدين من أنبيائهم ورسلهم واختلفوا في كثير من الشرائع والأحكام وكان الحامل له معلى ذلك البغي والحسد والعياذ بالله.
وهدى الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما اختلف فيه أهل الكتابين اليهود والنصارى فقال تعالى { فهدى الله الذين آمنوا } لما اختلف فيه أولئك المختلفون من الحق هداهم بإذنه ولطفه وتوفيقه فله الحمد وله المنة.
من هداية الآية:
1- الأصل هو التوحيد والشرك طارئ على البشرية.
3-
من علامات خذلان الأمة وتعرضها للخسارة والدمار أن تختلف في كتابها ودينها فيحرفون كلام الله ويبدلون شرائعه طلبا للرئاسة وجريا وراء الأهواء والعصبيّات، وهذا الذي تعانى منه أمة الإِسلام اليوم وقبل اليوم، وكان سبب دمار بني إسرائيل.
4- أمة الإِسلام التي تعيش على الكتاب والسنة عقيدة وعبادة وقضاء هي المعنية بقوله تعالى: { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه
}.
5- الهداية بيد الله فليطلب العبد دائماً الهداية من الله تعالى بسؤاله المتكرر أن يهديه دائماً إلى الحق.

الخلاف والاختلاف
في لسان العرب: الخلاف بمعنى المضادة، وقد خالفه مخالفة، وتخالف الأمران إذا اختلفا ولم يتفقا، وعلى هذا فإن الخلاف يساوي عدم الموافقة إطلاقاً ، وفي القرآن الكريم قول اللََّه تعالى: {وما أريدُ أن أخالفَكم إلى ما أنهاكمُ عنه} (سورة هود، من الآية: 88)
والاختلاف: يعني عدم الاستواء، ومنه الحديث النبوي الشريف: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)، وعلى هذا فإن الاختلاف يعني عدم الموافقة بين الشيئين
الخلاف : الاختلاف في الآراء ، والذي يمتد إلى المشاحنة والتنافر وربما العراك ، وهو مذموم ومنهي عنه .
الاختلاف : سنة من سنن الله في خلقه، الاختلاف بين البشر صفة بشرية وطبيعة جبليَّة فيما بينهم، وذلك عائد إلى الاختلاف الملحوظ فيما بين فئات البشر واختلاف بيئاتهم، واختلاف مناهج التفكير وأنماط المعيشة، وتفاوت قدراتهم، وتباين اتجاهاتهم، وتعدد أمزجتهم، وتداخل أهدافهم وتضارب غاياتهم، إلى غير ذلك مما هو سمة لكل الناس مودعة في كل واحدٍ منهم.
ولقد اقتضت مشيئة الله الكونية خلق الناس مختلفين قال تعالى : ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) )) هود
ولم يستبعد القرآن الكريم احتمال اختلاف المؤمنين، بل أمر عند التنازع برد الأمر إلى الله ورسوله أي الاحتكام إلى القرآن والسنة قال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) )) النساء
والاختلاف في حقيقته لا يعني الخلاف ما دمنا نبتغي منه الوصول للحقيقة، ولأفضل النتائج الممكنة، ولم يصل إلى حد التعصب للرأي أو الشقاق والتشاحن.
وإذا كان الإسلام قد أعطى للبشر الحق في الاختلاف، فإنه علم المسلمين كيف يختلفون، فوضع الضوابط المنهجية التي ينبغي أن يكون عليها المسلمون حين الخلاف؛ فالخلاف في الرأي غير الهوى، ولا يدفع الخلاف أيًّا من الطرفين إلى التجريح أو اتهام النيات أو التشنيع بسوء القصد.
ولا بد مع الاختلاف من جدال بالتي هي أحسن أي الاستناد إلى المنهج القويم والمنطق السليم والحجة
المقنعة من جهة، واستخدام الكلام استخداما أمينا مع دقة التعبير والعرض من جهة ثانية، دون حقد وتشنيع وسوء الظن والجهر بالسوء من جهة ثالثة.
يقول فولتير :
(( قد اختلف معك في الرأي , ولكني على استعداد لان ادفع حياتي ثمنا لحقك في الدفاع عن رأيك ))

أسباب الاختلاف في الرؤى والأفكار والاتجاهات والميول والآراء
1 . عدم وضوح الرؤية لموضوع من كل جوانبه ، فالكل يدرك الموضوع من الزاوية التي ينظر إليها ، وربما ينظر أحدهم من زاويتين أو أكثر ، وربما ينظر من هو أوسعهم رؤية للموضوع من جميع زواياه .
يقول أحد الحكماء : (( إن الحق لم يصبه الناس من كل وجوهه ، ولم يخطئوه من كل وجوهه ، بل أصاب بعضهم جهة منه ، وأصاب آخرون جهة أخرى ))
2 . التقوقع والتصلب والانكماش والانغلاق والتخلف عن ركب التطور والتغيير .
3 . التعصب للرأي ، ربما لحرص على منفعة خاصة أو لهوى ما .
4 . تفاوت العقول والأفهام ، وبالتالي تفاوت واختلاف مستوى الفهم والاستيعاب للقصة الواحدة .
5 . اختلاف الحالة النفسية والمزاجية والذهنية للفرد الواحد من فترة لأخر وأثرها على طريقة ومستوى تفكيره ، وبالتالي قد يدلي برأيه في قصة ما ، وبعد وقت يدلي برأي آخر .
6 . اختلاف البيئات والأزمنة والمحاضن التربوية للأفراد والإنسان ابن بيئته الخاصة ( الأسرة ) ، والعامة ( المجتمع )
إرشادات مختصرة في توظيف الخلاف ( من آداب الاختلاف في الإسلام )
1 – الإيمان بحق الآخرين في أن يكون لهم وجهات نظرهم ورؤيتهم المختلفة للموضوع المطروح .
2 – تذكر أن الخلاف في وجهات النظر ليس ضارًا ، ولكنه يبني ويطور مستوى الأداء بالتعرف على الرؤى المختلفة .
3 – حاول أن ترى النقاط محل الاختلاف من وجهة نظر الطرف الآخر فربما يساعدك ذلك على الاقتراب منه أكثر .
4 – الاختلاف مع الآخرين مساحة محدودة ، أهملها عند رؤيتك لهم وعظم من رؤية مساحات الاتفاق وهى بلا شك كبيرة .
5 – إذا اختلفت مع الآخرين فاختلف بشرف ، وتحلى بسعة الصدر وانفتاح العقل .
6 – اسمح للآخرين بعرض وجهات نظرهم ، وكن كما قال " فولتير " قد أختلف معك في الرأي ، ولكني أدفع عمري ثمنًا لكي تقوله .
7 – كن على اتصال دائم بمن تختلف معه في الرأي لتستفيد من تميزه وطريقته المختلفة في الأداء .
8 – إذا ظننت في من تختلف معه أمراً سيئًا فلا تحقق ، وتذكر أن من أمامك سيكونون عند ظنك بهم .
9 – دع الأيام تقول وجهة نظرها بشأن خلافك مع الآخرين ولا تتعصب لوجهة نظرك واترك دائمًا لنفسك طريقًا للرجوع .

تذكر ( نصائح هامة تكسبك مهارة إدارة الاختلاف )
1- لا تقطع حبل المودة بمن خالفك ، وتذكر أن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها .
2- ضع نفسك مكان الطرف الأخر ، فربما أصبحت أكثر استعدادا لتفهم مشكلته ، والإحساس الصادق بها ، و حاول أن تفهم وجهة نظره .
3- تحسس كلماتك وألفاظك ، وخفف من حدتها وتجنب الألفاظ التي تسيء إلى مخالفك في الرأي .
4- تسامح مع الآخرين ، واجعل خلافك معهم خلاف وجهات نظر ورؤى وليس اختلاف قلوب و مشاعر .
5- خصص وقتا وجهدا كافيين لمعرفة العاملين معك باستمرار لتتمكن من فهم قيمهم ومعتقداتهم .

احذر ( نقاط مهمة يجب التحرز من الوقوع فيها )
- أن تفترض في نفسك الصواب المطلق ، وفي رأى غيرك الخطأ المطلق .. ومن ثم تدافع عن رأيك دفاع المستميت .
- أن يظهر الخلاف بينك وبين الآخرين خلافًا في الرأي ثم ينتهي بك إلى الخلاف القلبي .
- أن تهمل الابتسامة وأنت تعرض وجهة نظرك حتى وإن كنت مختلفًا مع غيرك في الرأي .
- أن تنشغل أثناء استماعك للآخرين بتجهيز الردود على كلامهم .
- أن تقفز إلى النتائج مباشرة ولم تهيئ مستمعيك بعد إلى الإيمان بما تؤمن به .
- أن تجعل شخصية محدثك هدفًا لتجريحك ، وبدلاً من أن تلقى الضوء على فكرته تتحدث عن شخصه وطريقته في الأداء بطريقة لا يقبلها .
- أن تجعل نفسك حارسًا على آراء الآخرين ، وكلما أطلقوا فكرة تلقيتها بالنقد والتجريح .
- أن تتعصب لشخص أو فكرة ، أو لطائفة أو لجماعة ولم تقبل أن يناقشك أحدًا فيها ، فالأشخاص والطوائف حتى الجماعات هي جماعات بشرية يسري عليها قانون النقص والكمال .
- أن تسيء الظن بمن يخالفك في الرأي ، أو تتهم نية مخالفك وسرائره .

- أن تتمسك بوجهة نظرك بعد أن يظهر لك ما يخالفها من معلومات أو استيضاحات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:33 pm

دروس أقسام الأولى باك
الدرس الثاني
[rtl]الحوار وأساليبه في القرآن والسنة[/rtl]
تعريف الحوار
الحوار لغةً واصطلاحاً
أولاً : الحوار في اللغة : يعني تراجع الكلام ، وفي لسان العرب: (وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام .
والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة
ثانياً: الحوار في الاصطلاح: هو المعنى اللغوي السابق نفسه ، فهو إذاً: مراجعة للكلام بين طرفين أو أكثر دون وجود خصومة بينهم بالضرورة
أما الجدل: فهو: ( إظهار المتنازعين مقتضى نظرتهما على التدافع والتنافي بالعبارة أو ما يقوم مقامهما من الإشارة والدلالة

الفرق بين الحوار والجدل
يفرق العلماء بين الحوار والجدل حيث إن الجدل مظنة التعصب والإصرار على نصرة الرأي بالحق وبالباطل والتعسف في إيراد الشبه والظنون حول الحق إذا برز من الاتجاه الآخر
فيما نجد أن الحوار عنوان من عناوين التقارب ، وقناة من قنوات التواصل المجتمعي ، وركيزة من ركائز بناء الثقة ، وتقريب وجهات النظر .

شرعية الحوار
والحوار في الأصل مشروع وقد جاءت نصوص الشريعة الإسلامية تؤكد على شرعية الحوار مع الآخر ـ و مع أهل الكتاب على وجه الخصوص ـ فمن تلك النصوص:
قوله تعالى: (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [64] )) سورة آل عمران
وقوله تعالى: )) ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [125] )) سورة النحل
فإذا كان الحوار مع الآخرين المخالفين لنا في الفكر والعقيدة مطلوباً ، فهو واجب وملح فيما بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد والعقيدة الواحدة.

مجالات الحوار
تتنوع مجالات الحوار من حيث أطراف الحوار إلى حوار :
-0حوار الأفراد
1- حوار بين الشعوب.
2- بين الجماعات.
3- بين المذاهب.
4- بين الحكومات.
5- بين الأديان.
6- بين المدنيات والحضارات.
7- بين الثقافات والعوائد...

ثمرة الحوار:
الوصول إلى الحق,فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل إليه بأقرب الطرق , وألطفها وأحسنها, والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف , فقبل أن يرسلهم الله تعالى بالسيوف القاطعات والرماح المرهفات , أرسلهم بالآيات والبينان, كما يقول ابن تيمية- رحمة الله -: إن الأنبياء بعثوا بالحجج والبراهين

آداب وضوابط الحوار:
كلمة الحوار كلمة جميلة رقيقة,تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون ؛ ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من اقرب الطرق وأيسرها .

اعرض هنا ثلاثة عشر أدبا من آداب الحوار:
1- الاخلاص والتجرد: على المحاور أن يتجرد من التعصب ؛ لان بعضهم يعقد التعصب لفرقته ومذهبه وفكرته, ثم لا يقبل منك , ويريد أن تسلم وتقر له دون أن يناقشك, أو يقبل منك أدلة
كما قال عمر- رضي الله عنه- : أصابت امرأة واخطأ عمر
وللشافعي كلمة عظيمة يقول فيها : رأي صواب يحتمل الخطأ , ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب
وقال – رحمه الله - : ما جادلت أحدا إلا وودت أن يظهر الله الحجة على لسانه, وكان يدعو لخصمه بالتسديد
وقال الشافعي – أيضا-: ما حاورني احد فقبل الحق مني إلا عظم في عيني , وما رد الحق سقط من عيني
2- احضار الحجة : فان صاحب الحجة قوي، والحجة إما أن تكون عقلية قاطعة, أو نقليه صحيحة
قال سبحانه وتعالى ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين (111) ) البقرة
قال الشافعي : من حفظ الحديث قويت حجته
3-السلامة من التناقض:فان من الواجب على المحاور أن لا يناقض كلامه بعضه بعضا
4-الحجة لا تكون هي الدعوى:البعض من الناس يجعل دعواه حجة , ويقول: ما دام اني قلت هذا القول , فقولي هذا حجة ودليل , ويزكي نفسه , وبعضهم يحسب قوته بطول عمره , فليست المسالة بالعمر ولا بالسن, حتى إن شاباً وقف عند عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه- يريد أن يتكلم قبل الناس ,قال له: اجلس , في الناس من هو اكبر منك سناً,فقال الشاب : يا أمير المؤمنين لو كان الأمر بالسن لكان غيرك من المسلمين أولى بالخلافة منك , فتبسَّم عمر بن عبد العزيز واقرَّ له
5- الاتفاق على المسلمات : فالأصول لا يُناقش فيها ولا يُحاور , كألوهية الباري سبحانه وتعالى, واستحقاقه للعبودية جل في علاه , وان محمداً- صلى الله عليه وسلم – رسول, وان أركان الاسلام خمسة, وصلاة الظهر أربع ركعات
6- ان يكون المحاور أهلاً للحوار :فلا تأت برجل مشهور عنه الجهل والطيش وتحاوره
7- نسبة القرب والبعد من الحق :فالأمر نسبي , لا يشترط دائماً أن يكون مائة بالمائة : إما أن يوافقني في كل شيء فهو أخي أتولاه وأدعو له في أدبار الصلوات , أو يخالفني فهو عدوي وأتبرأ منه وادعو عليه
8- التسليم بالنتائج :فإذا توصل المتحاورون في حوارهم إلى أمور, فعلى المغلوب أن يسلم للغالب, وهذا من طلب الحق
9- المحاورة بالحسنى:ومن آداب الحوار كما يقول العلماء –كابي حامد الغزالي في الاحياء- ان تحاوره فلا تتعرض لشخصه ,ولا لنسبه وحسبه وأخلاقه, وإنما تحاوره على القضية
10- الانصاف في الوقت : فإذا حاورت إنسانا لابد أن تتفق معه وتقول له : تصبر لي وتسمع مني حتى انتهي , واصبر واسمع منك حتى تنتهي , لك خمس دقائق ولي خمس دقائق –مثلاً-أو لك نصف ساعة ولي نصف ساعة , لا تقاطعني ولا أقاطعك .
11- حسن الانصات : فكما تطلب من محاورك أن يحسن الانصات , والاستماع اليك – وهو من الادب – فعليك أن تستمع له إذا حاورك ؛لان بعضهم ينقصه حسن الإنصات , وحسن الإنصات من حسن الخلق,
يقول احد السلف : والله إني كنت أنصت للحديث وقد سمعته عشرات المرات كأنني سمعته لأول مرة
12- احترم المحاوَر: فالشخص الذي تحاوره إما أن يكون مسلماً فينبغي أن تحفظ له حق الإسلام , وإما أن لا يكون مسلماً, فهذا يعامل معاملة إنسانية ,يُجادل بالتي هي أحسن.
13- اختيار المكان المناسب للحوار: والأحسن أن يكون الاجتماع في حلقة ضيقة من أهل العلم والرأي السديد والرشد, ولا يكون في مكان عام .

يعتبر (الحوار) من الأمور التي نمارسها باستمرار. لذا فإتقان هذا الفن، أمرا مهما جدا. فأسلوب الحوار والكلام يدل على شخصية وسلوك وأخلاق المتحدث.

مهارات الحوار ( حتى تكون محاورا ماهرا طبق )


  • المحاور ينبغي أن يتوافر فيه نبل طالب الحق كناشد الضالة لا يفرق بين أن تظهر ضالته على يده أو على يد من يحاوره .. فنيته في الحوار خالصة ..
  • لا يختلف لمجرد شهوة الكلام أو إثبات الذات فلا يناقش في موضوع لا يعرفه ..
  • ولا يدافع عن فكرة ما لم يكن على اقتناع تام بها ..
  • يتخير الظروف المناسبة قبل إجراء الحوار أو المناقشة
  • لا يستأثر بالكلام لنفسه ،
  • يراقب نفسه وهو يحاور أو يناقش الاتفاق لأن هذا من شأنه إطالة أمر الحوار ويجعل بدايته هادئة منطقية وهذا مؤشر إيجابي على احتمالات النجاح ..
  • إذا تبين له وجه الصواب فإنه يسلم بخطئه ولا يتعصب ..
  • يقبل الحقيقة عند ظهور الدليل فضلاً عن احترام الحقيقة والأمانة في العرض ..
  • عدم قطع عبارة من سياقها أو عزوها عن مناسبتها ..
  • يعزو الأفكار إلى مصادرها ..
  • يتناول الفكرة بالبحث والتحليل أو بالنقد بعيدًا عن صاحبها أو قائلها ..
  • يبدي إعجابه بالأفكار الصحيحة والأدلة الجيدة والمعلومات الجيدة التي يوردها الطرف الآخر ويحسن مناداته ..
  • يتخلى عن أسلوب التحدي والإفحام في الحوار والمناقشة .
  • لا يرفع صوته فوق صوت محدثه .. وقد جسدت الحياة اليومية للرسول - صلى الله عليه وسلم - كثيراً من هذه النقاط .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:36 pm

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Shokre

شكرا لمن شارك بهذا الموضوع


1- مفهوم التواصل:
التفاعل الإيجابي، الناتج عن استعمال حواس التواصل في إرسال الخطاب و في استقباله، النابعُ من رغبة صادقة في صلة الآخر و الاتصال بوجدانه عن طريق الفهم و الإفهام، المنطلقُ من إرادة الوصول إلى المعرفة الحقة.

* المكونات الأساسية للتواصل من خلال التعريف:
- التواصل تفاعل إيجابي بين طرفين ( مخاطِب - مرسِل / مخاطَـَب - متلق ).
- ضرورة استعمال و توظيف حواس التواصل في الإرسال و الاستقبال.
- ضرورة وجود رغبة صادقة و حسن نية ابتداء و انتهاء.
- ضرورة وجود مقصد من الخطاب: ( الفهم و الإفهام).
- الوصول إلى المعرفة و المحبة.
2- دواعي التواصل:
* أ- طبيعة الإنسان الاستخلافية:
* خلق الله تعالى الإنسان لعمارة الأرض. و انعم عليه بحواس التواصل ، و جعل سبحانه الفؤاد مركزا في توجيهها.
* جُبل الإنسان على إعمال حواسه في رحلته إلى المعرفة الحقة في أمور دينه و دنياه و آخرته.
* ب- حاجات الإنسان الاجتماعية: هي متعددة.
* يمكن تصنيفها إلى :- حاجات عضوية- الحاجة للأمن- الحاجة للانتماء- الحاجة لتقدير الذات- الحاجة لتحقيق الذات.
* كلما انفتح الإنسان أكثر على المجتمع ، اكتسب مهارات تواصلية، تمكنه من التفاعل مع الآخر و من سد حاجاته الاجتماعية.
3- عوائق التواصل:
* أ- النفسية:
* هي مشاعر و قناعات يخفيها أحد طرفي التواصل.
* يمكن تصنيفها إلى :

* عوائق الإرسال * عوائق الاستجابة
كالتعالي و الإعجاب بالنفس و سوء الظن... كالكبر و الجحود و احتقار الآخر بالإحساس بدونيته...

* ب- السلوكية: هي متعددة.
* هي خصال مُنـَـفـرة للطرفين .
* يمكن تصنيفها إلى :

* عوائق الإرسال * عوائق الاستجابة
كالغضب و العنف في الخطاب ،و إن كان مضمونه حقا... كالإعراض عن المخاطِب أو الغفلة عنه أو الاستهزاء به...

4- قيم التواصل و ضوابطه:
* أ- قيم الإسلام التواصلية: أكثرها تأثيرا:
* قيم تحكم نية المتواصل * قيم تحكم المقصد *قيم تحكم الفعل
تؤسس لتواصل بناء.هي إخلاص التواصل لله و حسن الظن بالناس. تـنـأى بالتواصل عن اللغو أو العبث، و تهدف إلى تحقيق التعرف و التفاهم. كالصدق و الأمانة و الحياء و التواضع، و احترام الرأي الآخر ، و الإذعان للحق، و الرفق بالمخاطـَب...

* ب- ضوابط التواصل:
* في التبليغ و الإرسال * في التلقي و الاستقبال ( الاستجابة )
أهمها حسن البيان، و الرفق بالمتلقي و مخاطبته بالحسنى و استعمال الكلمة الطيبة... أهمها حسن الإنصات،وحسن الإقبال على المخاطِب و عدم المقاطعة و التثبت عند استشكال الفهم أو التباس الغرض من الخطاب...

5- اكتساب سلوك تواصلي سليم:
* يتحقق ذلك بتطوير المهارات التواصلية و تنميتها بالتزام قواعد أولية:

* عند المرسل * عند المتلقي
- مراقبة الله في نية مخاطبة الغير. - مراقبة الله في نية الإنصات الغير.
- قصد تحقيق مصلحة شرعية بالخطاب. - قصد تحقيق مصلحة شرعية بالإنصات.
- الاجتهاد في إفهام المخاطـَب... - الاجتهاد في إفهام المخاطـِب...
- توضيح الهدف و الفكرة بإيجاز. - حسن الظن و الاستفسار و التثبت.
- تقدير المخاطب و احترامه، و مخاطبته بأدب و رفق، و الإقبال عليه بوجه طلق... - الاهتمام بالمخاطـِب و تقديره و حسن الإنصات له، و حسن الإقبال عليه، و التواضع له...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:37 pm

[rtl]المال ضوابط جمعه وإنفاقه في الإسلام[/rtl]
[rtl]
مكانة المال في الإسلام[/rtl]
[rtl]المال له مكانة في حياة الإنسان لا يمكن تجاهلها حيث يقوم بوظائف اقتصادية واجتماعية عظيمة الأثر وبه يحقق الإنسان الكثير من طموحاته المادية والاجتماعية. ويعتبر المال خط الدفاع الأول ضد داء الفقر هذا الداء الاقتصادي والاجتماعي الخطير الذي له آثار مدمرة في حياة المسلم لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله منه ، وكان لقمان الحكيم يعظ ابنه قائلا :[/rtl]
[rtl]( يا بني استعن بالكسب الحلال على الفقر فإنه ما افتقر رجل قط إلا أصابته ثلاث خصال : رقة في دينه وضعف في عقيدته وذهاب مروءته ، وأكثر من هذه الثلاث استخفاف الناس به ) [/rtl]
[rtl]ولمكانة المال هذه في حياة الإنسان نجد الإسلام يعتبره من الضروريات الخمس التي تقوم عليها حياته وهي الدين والنفس والعقل والمال والعرض أو النسل [/rtl]
[rtl]ونجد أحكام الشريعة الإسلامية تضع كل الضمانات التي تحمي للإنسان ماله من غيره حيث تحرم السرقة والربا وأكل أموال الناس بالباطل والغش والرشوة والاختلاس وتطفيف الكيل والميزان ، كما تحميه له من نفسه فتحرم عليه إنفاقه في المحرمات الضارة والمهلكة كتناول الخمور والمخدرات والسموم وغيرها . ولأن جمع المال وامتلاكه شهوة من شهوات النفس البشرية كما جاء في قوله تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ ) ( آل عمران : 14 ) . [/rtl]
[rtl]و زينة للحياة الدنيا كما في قوله تعالى Sad المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف 46 [/rtl]
[rtl]وفتنة أيضا من فتنها كما في قوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) ( التغابن : 15 ) .[/rtl]
[rtl]فقد وضع الإسلام مجموعة من الضوابط التي يهذب بها هذه الشهوة ويخمد بها نار تلك الفتنة ، وبهذه الضوابط تتحدد طرق جمع المال وسبل إنفاقه بحيث لا تتعدى هذه الطرق والسبل ما حرم الله ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل أعلن الإسلام مسئولية الإنسان الكاملة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به " حديث صحيح . وقد قال أحد التابعين : إذا مات المسلم أصابته عند موته مصيبتان كبيرتان : [/rtl]
[rtl]الأولى : أنه يترك ماله كله [/rtl]
[rtl]والثانية أنه يحاسب عليه كله [/rtl]

[rtl]نظرة الإسلام للمال : [/rtl]
[rtl]وقبل أن أعرض لضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام أشير إلى بعض الأمور الهامة والمتعلقة بنظرة الإسلام إلى المال : [/rtl]
[rtl]الأمر الأول : أن الملكية المطلقة للمال هي لله سبحانه والإنسان ما هو إلا مستخلف في هذا المال ويدل على ذلك قوله تعالى : ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) النور:33 ) [/rtl]
[rtl]وقوله : ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) الحديد7 [/rtl]
[rtl]فالآية الأولى لم تقل وآتوهم من مالكم ولكن قالت من مال الله الذي وهبكم إياه [/rtl]
[rtl]والثانية مل تقل : وأنفقوا من مالكم ولكن قالت : وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وهذا دليل واضح على ملكية الحق سبحانه للمال و استخلاف الإنسان فيه . [/rtl]
[rtl]الأمر الثاني : أن المال وسيلة وليس غاية في حد ذاته فهو وسيلة يستغلها المسلم للوصول إلى غايات محدده ولا يجوز أبدًا أن يتخذه غاية يسعى إلى تحقيقها وتحصيلها بكل الوسائل حتى تصبح شغله الشاغل وتفتنه وتنسيه واجباته وتوقعه في الحرام والشبهات . [/rtl]
[rtl]المال ابتلاء واختبار : [/rtl]
[rtl]الأمر الثالث : أن المال في غالبية الأحوال يكون ابتلاء من الله سبحانه للعبد ليرى ماذا يفعل به ، وهل سيكون هذا المال وسيلة لصلاحه و هداياته أم وسيلة لطغيانه وفساده ؟ وهل سينفقه في الخير وما أحل الله ويؤدي حقوق الغير فيه ، أم أنه سيفسد به نفسه وأهله ويعتبره وسيلة لإستغلال العباد والإعتداء عليهم ويعرض نفسه للمهالك بشتى أنواعها وأشكالها ؟[/rtl]
[rtl]وقد ورد في القرآن الكريم قصص كثيرة تدلنا على ذلك منها : [/rtl]
[rtl]قصة قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام فطغى بماله وكفر [/rtl]
[rtl]قال الله تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ *وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) ( القصص : 76 - 77 ) . [/rtl]
[rtl]فكانت النتيجة ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ) ( القصص : 81 ) . [/rtl]
[rtl]قصة أصحاب الجنة الذين بيتوا النية على حصار ثمار جنتهم دون أن يعطوا الفقراء والمساكين منها [/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) ( القلم : 17 - 29 ) . [/rtl]
[rtl]فقارون وأصحاب الجنة صنفان ممن آتاهم الله المال ولكنهم طغوا به ورفضوا أن يؤدوا حق الله فيه من زكاة وصدقة وكانت النتيجة أن خسف الله بقارون وبداره الأرض وأحرق الجنة لأصحابها بعد أن أثمرت . وفي مقابل ذلك نجد القرآن الكريم يقدم لنا نماذج أخرى ممن يؤدون حق الله في المال[/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9 [/rtl]
[rtl]وقوله : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ( البقرة : 262 ) .[/rtl]

[rtl]ضوابط جمع المال في الإسلام : [/rtl]
[rtl]وأما عن ضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام فنجد الشريعة الإسلامية تحدد أولاً ضوابط جمع المال في أن يجمع المسلم ماله بالطرق الحلال البعيدة ع نكل ما حرم الله في سائر المعاملات وذلك بالعمل الصالح وتعلم المهن والحرف المختلفة ، والنافعة للمجتمع ، والتجارة الحلال ، واستزراع الأراضي وتربية الحيوانات والطيور النافعة وغير ذلك من مصادر جمع المال والثروة على أن يراعي في ذلك تجنب الطرق غير المشروعة ومنها ما يلي :[/rtl]
[rtl]
1- السرقة : التي تعتبر اغتصابًا لحق الغير دون وجه حق وقد حرمها الإسلام وجعلها كبيرة من الكبائر ووضع حدًا لها ، وهو قطع يد السارق و السارقة [/rtl]
[rtl]قال تعالى Sadوَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( المائدة : 38 ) . [/rtl]
[rtl]2- الربا : وهو أبشع أنواع الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل وقد حرمه الإسلام تحريما قاطعا وشدد في النهي عنه قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [ ( البقرة : 278 ) . [/rtl]
[rtl]3- الغش : سواء أكان في البيع أم الشراء أم سائر المعاملات الأخرى للحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من غشنا فليس منا " . [/rtl]
[rtl]4- الرشوة : وهي نوع لأكل أموال الناس بالباطل هذا إلى جانب ما يصاحبها من تضييع الحقوق ، وهي مرض من الأمراض الاجتماعية والخلقية الخطيرة ، وقد روى الترمذى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم " . [/rtl]
[rtl]5- تطفيف الكيل والميزان لقوله تعالى : ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوَهُمْ أَو وَزَنُوَهُمْ يُخْسِرُونَ ) ( المطففين : 1- 3 ) . [/rtl]
[rtl]6- الإحتكار : الذي يتمثل في حبس السلع الضرورية عن المجتمع كي يرتفع ثمنها وقد نهى الإسلام عن الاحتكار لما فيه من الجشع والطمع وسوء الخلق والتضييق على الناس فقد روى أحمد و الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه ". [/rtl]
[rtl]وروى أبو داود و الترمذي و مسلم عن معمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحتكر فهو خاطئ " . [/rtl]
[rtl]7 - الإختلاس : والذي يعتبر آكلا لأموال الناس بالباطل ، واستغلال النفوذ والسلطة لإغتصاب أموال المجتمع والحق سبحانه يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُم )( النساء:29 ) . [/rtl]
[rtl]8- الإتجار في المحرمات كبيع الخمور والمخدرات ولحوم الخنازير وغير ذلك مما حرمه الله على عباده . [/rtl]
[rtl]9- الإجارة المحرمة : كأجرة الراقصة والمرأة التي تبيع جسدها للزنى وأجرة صالة الرقص ونوادي القمار وأماكن اللهو المحرم وأجرة الراشي الذي يتوسط للرشوة وأجرة الجاسوس والخائن والمساعد على الإثم . [/rtl]
[rtl]10- صنع الآلات والأشياء المحرمة كأوراق اللعب والمزامير والتماثيل والصور العارية والخمور بأنواعها 11- يضاف إلى ذلك أن يتجنب المسلم كل عمل تدخل فيه شبهة الحرام كالعمل في الفنادق التي تقدم الخمور لنزلائها ، والعمل في البنوك الربوية والعمل في أماكن اللهو المحرم وغير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمه " رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير . [/rtl]
[rtl]
ضوابط إنفاق المال في الإسلام : [/rtl]
[rtl]وإذا ما جمع المسلم ماله بالطرق الحلال وطبقا لضوابط الشريعة وأراد أن ينفقه فإن الإسلام يحضه على إنفاقه في الحلال كأن ينفقه على نفسه وعلى زوجته وأولاده وأقاربه المعسرين والذين يجب عليه نفقتهم ، وأن يؤدي حق الله في هذا المال فيخرج زكاته ويصرف منه على الفقراء والمساكين ويشارك بجزء منه في المشروعات الخيرية النافعة . [/rtl]
[rtl]ونجد الإسلام يضع مجموعة من الضوابط والآداب لإنفاق المال والتي تتمثل في الآتي : [/rtl]
[rtl]1- أن يكون المسلم معتدلاً في انفاقه للمال فلا يصل إلى حد البخل والإقتار بحيث يضيع حقوق أهله وذويه ويظلم نفسه ، ولا يصل إنفاقه إلى حد التبذير والإسراف في هذا المال ، فالإسلام دين الوسطية في كل شيء وهو يدعو إلى الإعتدال في كل شيء [/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) ( الفرقان : 67 ) . وفي آية أخرى : ( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً )( الإسراء : 29 ) . [/rtl]
[rtl]فالتبذير والترف والإسراف في المال جدير بأن يحول الإنسان من أقصى الغنى إلى أدنى الفقر في فترة وجيزة هذا إلى جانب ما يصاحب البذخ والترف من إرتكاب المحرمات والتدني في الشبهات والشهوات. [/rtl]
[rtl]حرمة الإكتناز :[/rtl]
[rtl]2- ألا يكتنز المسلم ماله ويحبسه عن الإستثمار وإنشاء المشروعات المفيدة ، والنافعة فالحق سبحانه ينهي عن الإكتناز في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) ( التوبة : 34 - 35 ) . [/rtl]
[rtl]الإنفاق على المخدرات : [/rtl]
[rtl]3- ألا يبدد المسلم ماله وينفقه في المحرمات وأخطرها في هذا العصر المخدرات والسموم البيضاء ذات الأسعار الخيالية فالذي يدمن هذه السموم سوف تحوله بلا شك من الغنى إلى الفقر مهما بلغت درجة غناه هذا إلى جانب أنها سوف تقضي على عقله وصحته وتخسره آخرته ودنياه . [/rtl]
[rtl]ولا يفوتني هنا أن أذكر عادة التدخين التي تعتبر تبديدًا للمال فيما يضر الإنسان صحيا وماليا وحكم الإسلام في التدخين الآن أصبح واضحًا حيث أفتى الكثير من العلماء بحرمته بعد أن أثبت الطب الأضرار الصحية المتسببة عنه والتي لا يحصى ، وقد اعتمد العلماء في فتواهم على ثلاث آيات من كتاب الله تعالى : [/rtl]
[rtl]- الآية الأولى( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ )( الأعراف : 157 ) إذا صنفنا التدخين بين طيب وخبيث لاشك أنه خبيث بكل المقاييس .[/rtl]
[rtl]- الآية الثانية Sad وَلاَ تُلْقُوا بأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ( البقرة : 195 ) وقد أثبت الطب أن التدخين يسبب الكثير من الأمراض الفتاكة أخطرها مرض سرطان الرئة ومعنى هذا أن المدخن يعتبر بلا شك مبذرًا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد .[/rtl]
[rtl]الآية الثالثة : (إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ) (الإسراء : 27) والمدخن يعتبر بلا شك مبذرا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد . [/rtl]
[rtl]الضروريات قبل الكماليات : [/rtl]
[rtl]4- أن ينفق المسلم ماله أولا على الضروريات والحاجيات قبل الكماليات ولا يقدم الكماليات على الضروريات التي تتوقف عليها حياة الإنسان كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والزواج فإذا اكتفى في جانب الضروريات والحاجيات فلا مانع أن ينفق على الكماليات التي لا تتنافى مع الشريعة كالأجهزة المنزلية بكافة أشكالها وغير ذلك من تحسينات .. [/rtl]
[rtl]5- أن يغتنم المسلم غناه ويعلم أن هذا الغنى نعمة من الله وأنه قد يأتي من وراءه فقر ، وإغتنام الغنى بأن يستغل ما معه من أموال إستغلالاً حسنًا لمنفعته الدنيوية والأخروية . [/rtl]
[rtl]
________________________
* المراجع :
[/rtl]
[rtl]1 - القرآن الكريم . [/rtl]
[rtl]2 - رياض الصالحين . [/rtl]

[rtl]3 - الإسلام ، لـ سعيد حوى . [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:39 pm

الدرس السادس/ نظام الإرث في الإسلام : التعصيب والحجب
أولا: مفهوم التعصيب :
التعصيب : لغة الشدة والقوة سمي بذلك قرابة الرجل لأبيه لأنه يشتد بهم أزر الرجل ضد عدوه ومن معانيه أيضا الإحاطة لأنهم يحيطون به لحمايته من المكروه.- و اصطلاحا الإرث بلا تقدير (فالعاصب يأخذ كل المال عند الانفراد.أو ما تبقى منها عند وجود صاحب فرض ويسقط إذا لم يبق له شيء) والعصبة النسبية (وهي الأصل في الإرث) ثلاثة أنواع : *أولا- العصبة بالنفس : وهم الوارثون الذكور بسبب النسب والذين ليس بينهم وبين الهالك أنثى( مثل الأخ للأم) و[العاصب بالنفس لا يكون إلا ذكرا فلا تكون أنثى عاصبة بنفسها بأي حال من الأحوال] .سموا بذلك لأنهم ليسوا بحاجة إلى من يقويهم . - العصبة بالنفس اثنا عشر وارثا موزعون كالآتي : جهة الإرث العاصبون بالنفس فيها 1- البنوة – اثنان - الابن وابن الابن وإن نزل 2- الأبوة- اثنان - الأب بشرط انفراده والجد وإن علا كذلك. 3- الأخوة - أربعة - الأخ الشقيق والأخ للأب وابنهما وإن نزلا 4- العمومة - أربعة - العم الشقيق والعم لأب وابنهما وإن نزلا - ترتيب العصبة بالنفس والترجيح بينهم عند الاجتماع : المراد بالترتيب ( تقديم عاصب على غيره لأنه أولى منه وأقرب إلى الميت) والترجيح بينهم ينظر فيه إلى ثلاثة أسس[الجهة – الدرجة – القوة ]. 1- الترجيح بالجهة فجهة البنوة ثم الأبوة ثم الأخوة ثم العمومة. 2- الترجيح بالدرجة إذا تعدد العصبة بالنفس واتحدوا في الجهة فإن الترجيح يتم بدرجة قربهم من الهالك فيقدم الابن على ابن الابن .والأخ لأب على ابن الأخ الشقيق وهكذا.3- الترجيح بالقوة إذا العصبة في الجهة والدرجة يرجح بينهم بقوة القرابة فمن أدلى بقرابتين يقدم على من أدلى بقرابة واحدة فيقدم الأخ الشقيق على الأخ لأب والعم الشقيق على العم لأب. - قاعدة : (الترجيح بالدرجة يكون في جميع الجهات والترجيح بقوة القرابة لا يكون إلى في جهتي الأخوة والعمومة) . *ثانيا- العصبة بالغير : هي( كل أنثى يعصبها أخوها بنفس درجتها وقوة قرابتها ولولاه لورثت بالفرض باستثناء الأخت للأم) ..... والعصبة بالغير أربع إناث وهن:
ثالثا : العاصبة بالغير فروضها أخوها الذي يعصبها البنت النصف أو الثلثان الابن بنت الابن النصف أو الثلثان أو السدس ابن الابن الأخت الشقيقة النصف أو الثلثان أو التعصيب الأخ الشقيق الأخت لأب النصف أو الثلثان أو السدس أوالتعصيب الأخ لأب
-شروط العصبة بالغير: يشترط له/ كون الأنثى صاحبة فرض –وكون المعصب لها في درجتها وقوة قرابتها.
*3- عصبة مع الغير : هي( كل أنثى تصير عاصبة مع بسبب اجتماعها مع أنثى أخرى) . ولا تكون إلا بين الإناث يعني الأخوات الشقيقات أو لأب مع البنات. - ملاحظة: (إذا صارت الأخت الشقيقة أو لأب عاصبتان مع الغير أخذتا منزلة الأخ الشقيق والأخ لأب فيحجبان كل من يحجباه).
ثانيا : مفهوم الحجب وأقسامه : 1- تعريفه : وهو لغة المنع أو الستر. الحجب هو( منع الوارث من الإرث بالكلية أو من أوفر حظية لوجود من هو أقرب إلى الهالك منه ).
2 – أقسام الحجب :
الحجب نوعان: 1- حجب بالوصف: وهو(المنع من الإرث كلية لقيام وصف بالوارث يمنعه من ذلك ) وهذا ما سبق في موانع الارث السبعة
2- حجب بالشخص : وهو (منع الوارث من الإرث كلية أو من أوفر حظيه بسبب وجود من هو أولى منه). وهو نوعان:
1- حجب النقصان : وهو(منع الوارث من ميراثه جزئيا لا كليا) إما بسبب الاشتراك في الفرض الواحد كالجدتين تشتركان في السدس. وإما بالانتقال من فرض إلى فرض أقل كالزوج ينتقل من النصف إلى الربع بسبب وجود الفرع الوارث. وإما بالانتقال من تعصيب إلى فرض أقل كالأب والجد من التعصيب إلى السدس. وإما بالانتقال فرض إلى تعصيب أنقص منه كالبنت من النصف إلى التعصيب مع شقيقها.
2- حجب الإسقاط (الحرمان): وهو[المنع من الإرث كلية لوجود من هو أولى] كالابن يحجب الأخ كلية. وهذا النوع يدخل على جميع الورثة باستثناء ستة منهم وهم : الأبوان والزوجان والابن والبنت. 3- أقسام المحجوبين : أ- المحجوبون حجب نقص فقط : ولا يحجبون حرمانا أبدا وهم الستة الذين سبق ذكرهم. ب- المحجوبون حجب حرمان : ويحجبون حجب نقص كذالك وهم بالترتيب التالي الأول فالأول: 1- ابن الابن يحجبه الابن فقط وهكذا القريب من ذكور الحفدة يحجب البعيد.
2 – بنت الابن يحجبها الابن وأيضا البنات إذا استكملن الثلثين .إلا إذا وجد معها معصبها.
3 - الجد يحجبه الأب فقط. وهكذا يحجب الجد القريب الجد البعيد.
4– الجدة لأم تحجبهما الأم فقط والجدة لأب يحجبها الأب والأم.
5- الأخ لأم و الأخت لأم يحجبهما ابن الابن ومن حجبه وبنت الابن ومن حجبها والجد ومن حجبه ولا تحجبهما الأم
لقاعدة [ كل من أدلى بشخص لايرث مع وجوده إلا الإخوة لأم ] .
6– الأخ الشقيق والأخت الشقيقة يحجبهما الأب والابن وابنه وإن سفل.
7– الأخ لأب يحجبه الأخ الشقيق ومن حجبه وكذالك الأخت الشقيقة إذا كانت عاصبة مع الغير.
8- الأخت لأب يحجبها الأخ الشقيق ومن حجبه وكذالك الأخت الشقيقة إذا كانت عاصبة مع الغير أو تعددت واستكملن الثلثين.
9- ابن الأخ الشقيق يحجبه الأخ لأب ومن حجبه وكذالك الأخت لأب إن كانت عاصبة مع الغير.
10– ابن الأخ لأب يحجبه ابن الأخ الشقيق ومن حجبه .
11- العم الشقيق يحجبه ابن الأخ للأب ومن حجبه.
12– العم لأب يحجبه العم الشقيق ومن حجبه
13– ابن العم الشقيق يحجبه العم للأب ومن حجبه
14– ابن العم للأب يحجبه ابن العم الشقيق ومن حجبه . والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:41 pm

وحدة التربية الاقتصادية والمالية
الدرس الرابع / نظام الإرث في الإسلام (مقاصده- أركانه- شروطه- موانعه)
أولا : تعريف الميراث وأقسامه:
ا – تعريف الميراث : (الميراث هو حق قابل للقسمة يثبت لمستحقه بعد موت مالكه لصلة بينهما كقرابة أو زواج)
ب – أركان الارث :
1- الموروث: وهو الميت الذي خلف مالا أو حقا
2- الوارث: وهو كل من أدلى إلى الوارث بنسب أو زوجية.
3- التركة: وهي مجموع ما يتركه الميت من مال أو حقوق مالية.
ج- شروط الارث :
1-موت المورث حقيقة أو حكما فمن حكم القاضي بموته يعد ميتا حكما.
2التحقق من حياة الوارث حقيقة أو حكما كالحمل.....
3-العلم بجهة الارث من زوجية أو قرابة
ثانيا : أسباب الارث ومن يستحقه بها :
1- الزوجية: بمجرد انعقاد النكاح بعقد صحيح ولو قبل الدخول .وأيضا في الطلاق الرجعي إن حصلت الوفاة في العدة.وكذا الطلاق البائن إن طلقها به في مرض موته لاتهامه بحرمانها من الارث فيعامل بنقيض قصده.
2- النسب:وهو صلة القرابة بين شخصين ويرث به 22 وارثا14 من الذكور و8 من الاناث موزعين حسب جهات الارث الاربع (البنوة- الأبوة- الأخوة- العمومة) .
ثالثا : موانع الارث والحقوق المتعلقة بالتركة :
ا- موانع الارث :
من شروط تمام الارث عدم وجود مانع من الموانع السبع التالية:
1)-عدم استهلال المولود...........2)-الشك سواء كان شكا في السبب أو في الشرط . .3)-اللعان بين الزوجين.. 4) -الكفرلحديث(لايرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم) . 5)الرق وقد انتهى (6) الزنا لحديث(الولد للفراش وللعاهرالحجر 7)-القتل العمد لحديث (ليس للقاتل ميراث ) .
ب- الحقوق المتعلقة بالتركة :
تتعلق بالتركة قبل القسنة خمسة حقوق مرتبة كالتالي: 1 - الحقوق العينية الثابتة في ذمة الميت كالوديعة 2- مؤونة تجهيز الميت إلى حين دفنه بالمعروف 3- الديون سواء كانت لله أم للعباد. وتقدم ديون العباد .4- الوصايا بشرط ألا تتجاوز الثلث إلا برضى الورثة- وألا تكون لوارث للحديث – وألا تكون بمعصية. 5- حق الورثة فيقسم ما بقي بينهم كما أمر الله.
رابعا :خصائص نظام الارث في الاسلام :
1)- أنه رباني المصدر تكفل سبحانه بنفسه بتحديد نصيب الورثة.2)- أنه نظام شمولي لجميع الأقارب دون تمييز 3)- أنه نظام عادل لايحرم أحدا من الارث لسبب ما 4)- أنه نظام واقعي ينبني على القرابة بحسب القوة ولا يضيع من يعول الاسرة وينفق عليها 5)- أنه نظام متوازن يحترم خصائص المجتمع – و يعطي للميت حق التصرف في ثلث التركة لتغطية غير الوارثين.
خامسا : مقاصد نظام الارث في الاسلام :
أولا: تحقيق مبدأ الاستخلاف في المال برجوعه إلى مالكه الحقيقي بعد الموت ويأمر بتوزيعه حسب شرعه ثانيا:تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توزيع التركة على أكبر قدر ممكن ومنع الظلم أو التفضيل للبعض دون بعض . ثالثا :إنعاش الدور ة الاقتصادية وتسهيل تداول المال وتوسيع دائرة المستفيدين منه. الأستاذ/ عبدالسلام الراضي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:43 pm

الدرس الخامس/ نظام الإرث في الإسلام [أنواع الورثة – الفروض وأصحابها]
أولا- أقسام الورثة باعتبار الإرث :
ا- ورثة الفرض : الفرض هو( نصيب مقدر شرعا لوارث خاص لا يزيد إلا بالرد ولا ينقض إلى بالعول).
ب- ورثة بالتعصيب : التعصيب هو( الإرث بغير تقدير فيأخذ الوارث به جميع المال عند عدم وجود صاحب فرض أو ما تبقى عند وجوده ويسقط إذا لم يبق له شيء) .
ج- أقسام الورثة باعتبار النوعين :
1- ورثة بالفرض فقط سبعة وهم : الأم – الجدة لأم – الجدة لأب – الأخ لأم – الأخت لأم – الزوج – الزوجة
2- ورثة بالتعصيب فقط عشرة وهم : الابن– ابن الابن - الأخ الشقيق – الأخ لأب– ابن الأخ الشقيق– ابن الأخ لأب – العم الشقيق– العم لأب– ابن العم ش أو لأب .
3- ورثة بهما جمعا اثنان فقط وهما : الأب – الجد لأب .
4- ورثة بهما انفراد أربعة وهن : البنت فأكثر – بنت الابن فأكثر – الأخت الشقيقة فأكثر – الأخت لأب فأكثر .
ثانيا- الفروض وأصحابها :
أ – الفروض المقررة وطرق عدها : وهي ستة لا غير : النصف – الربع – الثمن – الثلثان – الثلث - السدس.
ولعدها طريقتان :1- طريق التدلي وهي ذكر الكسر الأكبر ثم ما تحته .
2- طريقة الترقي وهي ذكر الكسر الأدنى ثم ما فوقه .
ب- المستحقون للفروض المقدرة شرعا :
1- النصف ويرث به خمسة : - الزوج – البنت – بنت الابن – الأخت الشقيقة – الأخت لأب .
2- الربع ويرث به اثنان : - الزوج بشرط وجود الفرع الوارث – الزوجة بشرط عدم الفرع الوارث .
3- الثمن ويرث به واحدة : - الزوجة أو الزوجات المتعددات بشرط وجود الفرع الوارث .
4- الثلثان ويرث بها أربع : - البنتان فأكثر – ابنتا الابن فأكثر – الأختان الشقيقتان فأكثر – الأختان لأب فأكثر .
5- الثلث ويرث به اثنان : 1- الأم بشرطين : - عدم الفرع – وعدم الجمع من الإخوة . 2- الإخوة لأم بشرط التعدد وعدم الأصل المذكر والفرع الوارث .
6- السدس وأصحابه سبعة : - الأب – الجد لأب – الأم – الجدة لأم أو لأب – الإخوة لأم إذا انفردوا – بنت الابن – الأخت لأب.
ثالثا : حالات الورثة بالفرض :
ا- تصنيف الفروض المقررة حسب سبب الإرث : 1- الزوجية : ويرث بهذا السبب الزوج والزوجة 2– النسب ويرث به باقي الورثة من الجهات الأربع
( البنوة – الأبوة – الأخوة – العمومة ) .ودليلهم الآيات ( 11-12 – 178 ) . من سورة النساء .
ب- تصنيفهم حسب جنس الورثة :
1- الوارثون من الذكور وهم : الأب –الجدلأب – الابن – ابن الابن – الأخ الشقيق – الأخ لأب – الأخ لأم– ابن الأخ شقيق – ابن الأخ لأب – العم الشقيق – العم لأب – ابن العم الشقيق – ابن العم لأب.
2- الوارثات من الإناث وهن : - الأم - الجدة لأم أو لأب - البنت - بنت الابن – الأخت الشقيقة – الأخت لأب – الأخت لأم .
ج- تصنيف الورثة بالفروض حسب تكرار الفروض المستحقة :
1- أصحاب الفرض الواحد : الجدة لأم أو الجدة لأب السدس فقط .انفردا أو تعددا.
2- أصحاب أكثر من فرض : - الزوج يرث النصف أو الربع – الزوجة ترث الربع أو الثمن – الإخوة لأم ( الثلث أو السدس ) – الأم ( الثلث أو السدس )......الخ. عبدالسلام الراضي – ثانوية المسيرة-القنيطرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:46 pm

:العقود التبرعية الخصائص والمقاصد
مفهوم العقود التبرعية
[rtl]هي عقود تنظم كل أنواع المعاملات المالية الاحسانية غير العوضية التي يجريها المتبرع بإرادته الحرة تقربا إلى الله تعالى[/rtl]
وهي ملزمة للمتبرع بعد انعقادها لقوله تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود )
أنواع العقود التبرعية
[rtl]أ- الوصية : عقد تبرع بعين ومنفعتها لجهة ما بع موت الموصي على وجه التأبيد.[/rtl]
[rtl]ب- الهبة :عقد تبرع بذي منفعة لجهة على وجه التأبيد حال الحياة.[/rtl]
[rtl]ج- الوقف : عقد تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة بصفة مؤبدة و بصيغة معتبرة شرعا .[/rtl]
[rtl]د- العارية : عقد تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه مؤقت مع استرداد العين .[/rtl]
[rtl]ه - القرض : عقد تبرع وتفضل بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه مؤقت مع استرداد مقدار العين من جنسها .[/rtl]
[rtl]مقاصد العقود التبرعية : [/rtl]
[rtl]للعقود التبرعية خصائص أهمها :[/rtl]
[rtl]· المقصد العقدي التعبدي : تهدف إلى تكفير ذنب أو صلة رحم أو تقرب إلى الله تعالى أو تدارك مافرط فيه الإنسان في حياته .[/rtl]
[rtl]· المقصد الاجتماعي التكافلي: تحفظ الحق في العيش الكريم وترسخ قيم الأخوة والترابط والتواد بين الأفراد والأسر والجماعات[/rtl]
[rtl]· ج- المقصد التنموي : مثل توفيرا لبنيات والوسائل المحققة للخدمات العامة كالطرق وحفر الآبار .[/rtl]
[rtl]· د- المقصد الاقتصادي : تحقق العدل الاجتماعي وتقلل من الفوارق الاجتماعية وتحرر المعاملات المالية من الاستغلال الربوي.[/rtl]
[rtl]خصائص العقود التبرعية : [/rtl]
[rtl]للعقود التبرعية خصائص أهمها :[/rtl]
[rtl]· عقود اختيارية : تطوعية غير واجبة شرعها توكل إلى رغبة الإنسان وقوة إيمانه .[/rtl]
[rtl]· عقود غير نفعية : لا يقصد صاحبها تحصيل نفع مادي أو معنوي بل هي لوجه الله وطلب مرضاته .[/rtl]
[rtl]· ج- عقود إلزامية : تخضع فقط لإرادة المتبرع وشروطه في تبرعه.يجب التقيد بشروطه ما دامت موافقة للشعر. [/rtl]
[rtl]· د- عقود توثيقية : واجبة التوثيق بنص القرآن والسنة حماية وصيانة للحقوق المالية لجميع الأطراف وقد رغب الشرع في تعجيل ذلك دفعا للآفات كما في الحديث الصحيح (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) .[/rtl]
[rtl]كيف يمكن تطوير إسهال العقود التبرعية في التنمية : [/rtl]
[rtl]يلاحظ في عصرنا:[/rtl]
[rtl]- قصور الإسهام التنموي للعقود التبرعية بحيث لم يعد لها الدور المطلوب منها في تنمية المجتمع وأصبح دورها محدودا في قضايا محددة ومحدودة في أثرها التنموي [/rtl]
[rtl]- لذلك ينبغي تطوير الإسهام التنموي للعقود التبرعية . وهذا مرهون بمشاركة المواطن في الشأن الاجتماعي وتنمية وعيه بهذا الأمر لذالك إذا أريد لهذه العقود أن تعود لدورها الفعال كما كانت لابد من تطوير أدائها وبرامجها لتصبح مشاركا فعالا في التنمية والإنتاج على جميع المستويات وأن تتوسع برامجها لتشمل كل مناحي الحياة (( منح دراسيةمؤسسات البحث العلمي – دور إيواء الطلبة – المؤسسات الصحية – إنشاء مؤسسات القرض الحسن – التغطية الصحية – بناء المؤسسات التعليمية [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:48 pm


أولا:مفهوم عقود المعاوضة وأنواعها :
مفهوم العقد :
العقد لغة : هو الربط المحكم المتين بين طرفي الشيئين.
العقد شرعا : هو اتفاق بين شخصين راشدين ( سن الرشد 21 سنة ) ينشأ عنه التزام إرادي حر ( أي غير مكره ) من الطرفين بإمضاء تصرف ينسجم مع الشرع والقانون.
مفهوم عقد المعاوضة :
هو العقد الذي ينشأ عنه التزام إرادي حر بين المتعاقدين بأداء التزاماتهما المتقابلة أخذا وعطاء لتملك عين أو الاستفادة من منفعة أو خدمة أو اكتساب حق مالي مقابل ثمن.
الأصل في العقود :
هو وجوب الوفاء بها ما دامت مشروعة وحسب رضا الطرفين ولا يجوز الإخلال بها لقوله تعالى من سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)
ثانيا: أنواع العقود العوضية وخصائصها :
العقود العوضية عامة على أربعة أنواع:
عددالإتفاقالعقد
1مبادلة الشيء بثمنهالبيع
2مبادلة منفعة الشيء بثمنهالكراء
3مبادلة المال بعملالإجارة
4مخالطة مال بعمل بنسبة من الربحالشركة

عقد مبادلة الشيء بثمنه (عقد البيع نموذجا )
تعريف البيع هو : ( مبادلة مال قابل للتصرف فيه بمال مثله مع الإيجاب والقبول على الوجه المأذون به شرعا )
حكمه : جائز شرعا للأدلة الشرعية الكثيرة قال تعالى(وأحل الله البيع وحرم الربا)-
أركانه وشروط كل ركن:
العاقدان : ويشترط فيهما-التمييز-الرشد-الاختيار – الملك الصحيح
المعقود عليه(المحل) وشروطه-الطهارة-وجود المنفعة-كونه معلوما-القدرة على التسليم والتسلم-كونه غير منهي عن بيعه
الصيغة وهي الإيجاب والقبول وكل ما يدل على الرضى.*/
خصائص عقد البيع

  1. كونه ملزما للمتعاقدين
  2. ناقل للملكية بين الطرفين
  3. رضائي
  4. عوضي.


عقد مبادلة منفعة الشيء بثمن (نموذج عقد الكراء )
تعريف الكراء هو: ( عقد يمنح المكري بمقتضاه للمكتري منفعة منقول أو عقار مدة محددة بعوض محدد (
حكمه : الجواز شرعا للأدلة الشرعية الكثيرة.
أركانه وشروط كل ركن:
العاقدان : ويشترط فيهما التمييز-الرشد-الاختيار – الملك الصحيح
منفعة العين المكتراة: ويشترط فيها أن تتكون :

  1. معلومة
  2. مباحة
  3. مقدورا على تسليمها.

سومة الكراء: وشرطها أن تكون مالا معلوم القدر والصفة
خصائص عقد الكراء :

  • ملزم للمتعاقدين
  • نفعي لا تصرفي
  • مقيد بزمن مشاهرة أو وجيبة
  • مقيد بمنفعة العين المكتراة
  • رضائي
  • عوضي

عقد مبادلة المال بعمل(نموذج عقد الاجارة )
الإجارة: هي التي يكون المعقود عليه فيها عملا معلوما مقابل أجرة محددة
أركانها وشروط كل ركن:
العاقدان : ويشترط فيهما الشروط السابقة.
الأجرة: ويشترط فيها

  • كونها معلومة القدر أو العدد
  • معلومة الأجل زمنا أو عملا

العمل: وشرطه كونه مباحا لا محرما ولا واجبا.
خصائص عقد الإجارة :

  1. أنه ملزم للمتعاقدين
  2. التبعية فإرادة الأجير مقيدة بإرادة المستأجر
  3. رضائي
  4. عوضي.


عقد مخالطة مال بعمل مقابل اقتسام الربح (نموذج عقد شركة القراض)
شركة القراض هي : (عقد على الاشتراك في الربح الناتج من مال يكون من شريك والعمل من الشريك الآخر )
وحكمها : الجواز
أركانها

  1. الشريكان أو الشركاء
  2. المعقود عليه(المال والعمل
  3. الصيغة.

شروطها:


    • كون رأس المال نقدا جار به العمل وقت العقد
    • عدم اشتراط أحد الشريكين لنفسه ربحا ينفرد به
    • كون رأس المال محدد المقدار
    • عدم تحديد أجل معلوم للعمل في مال القراض
    • عدم اشتراط ضمان رأس المال


خصائص عقد شركة القراض
o أنه استثماري
o غير مقيد بزمن
o عوضي

مقاصد العقود العوضية :
مقاصد تربوية: كوجوب الوفاء- وتكسب المسلم خلق العفة باعتبار أن العقد وثيقة تثبت حق الغير.

مقاصد تنظيمية: حيث استطاع التشريع المالي الإسلامي أن يؤسس بواسطتها أنشطة اقت  
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:50 pm

الدرس الثالث/العقود التبرعية الخصائص والمقاصد
أولا:مفهوم العقود التبرعية:
(هي عقود تنظم كل أنواع المعاملات المالية الاحسانية غير العوضية التي يجريها المتبرع بإرادته الحرة تقربا إلى الله تعالى).
- وهي ملزمة للمتبرع بعد انعقادها لقوله تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود ) ( الآية 1 )
ثانيا : أنواع العقود التبرعية
أ- الوصية : عقد تبرع بعين ومنفعتها لجهة ما بع موت الموصي على وجه التأبيد.
ب- الهبة :عقد تبرع بذي منفعة لجهة على وجه التأبيد حال الحياة.
ج- الوقف : عقد تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة بصفة مؤبدة و بصيغة معتبرة شرعا .
د- العارية : عقد تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه مؤقت مع استرداد العين .
ه - القرض : عقد تبرع وتفضل بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه مؤقت مع استرداد مقدار العين من جنسها .
ثالثا : مقاصد العقود التبرعية :
للعقود التبرعية خصائص أهمها :
أ- المقصد العقدي التعبدي : تهدف إلى تكفير ذنب أو صلة رحم أو تقرب إلى الله تعالى أو تدارك مافرط فيه الإنسان في حياته .
ب- المقصد الاجتماعي التكافلي: تحفظ الحق في العيش الكريم وترسخ قيم الأخوة والترابط والتواد بين الأفراد والأسر والجماعات
ج- المقصد التنموي : مثل توفيرا لبنيات والوسائل المحققة للخدمات العامة كالطرق وحفر الآبار .
د- المقصد الاقتصادي : تحقق العدل الاجتماعي وتقلل من الفوارق الاجتماعية وتحرر المعاملات المالية من الاستغلال الربوي.
رابعا : خصائص العقود التبرعية :
للعقود التبرعية خصائص أهمها :
أ- عقود اختيارية : تطوعية غير واجبة شرعها توكل إلى رغبة الإنسان وقوة إيمانه .
ب- عقود غير نفعية : لا يقصد صاحبها تحصيل نفع مادي أو معنوي بل هي لوجه الله وطلب مرضاته .
ج- عقود إلزامية : تخضع فقط لإرادة المتبرع وشروطه في تبرعه.يجب التقيد بشروطه ما دامت موافقة للشرع.
د- عقود توثيقية : واجبة التوثيق بنص القرآن والسنة حماية وصيانة للحقوق المالية لجميع الأطراف وقد رغب الشرع في تعجيل ذلك دفعا للآفات كما في الحديث الصحيح (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) .
خامسا : كيف يمكن تطوير إسهال العقود التبرعية في التنمية :
يلاحظ في عصرنا:
1- قصور الإسهام التنموي للعقود التبرعية بحيث لم يعد لها الدور المطلوب منها في تنمية المجتمع وأصبح دورها محدودا في قضايا محددة ومحدودة في أثرها التنموي ......
- لذلك ينبغي : -2- تطوير الإسهام التنموي للعقود التبرعية . وهذا مرهون بمشاركة المواطن في الشأن الاجتماعي وتنمية وعيه بهذا الأمر لذالك إذا أريد لهذه العقود أن تعود لدورها الفعال كما كانت لابد من تطوير أدائها وبرامجها لتصبح مشاركا فعالا في التنمية والإنتاج على جميع المستويات وأن تتوسع برامجها لتشمل كل مناحي الحياة (( منح دراسية – مؤسسات البحث العلمي – دور إيواء الطلبة – المؤسسات الصحية – إنشاء مؤسسات القرض الحسن – التغطية الصحية – بناء المؤسسات التعليمية – التشغيل التزويج..........إلخ )).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:51 pm

أولا:مفهوم عقود المعاوضة وأنواعها :
ا – مفهوم العقد : العقد لغة هو الربط المحكم المتين بين طرفي الشيئين.
وشرعا/هو اتفاق بين شخصين راشدين ينشأعنه التزام إرادي حر من الطرفين بإمضاء تصرف ينسجم مع الشرع والقانون.
ب- مفهوم عقد المعاوضة : هو العقد الذي ينشأعنه التزام إرادي حر بين المتعاقدين بأداء التزاماتهما المتقابلة أخذا وعطاء لتملك عين أو الاستفادة من منفعة أو خدمة أو اكتساب حق مالي مقابل ثمن.
ج- الأصل في العقود : هو وجوب الوفاء بها ما دامت مشروعة وحسب رضى الطرفين ولا يجوز الاخلال بها للآية الأولى من سورة المائدة (ياأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود).
ثانيا: أنواع العقود العوضية وخصائصها: ...............العقود العوضية عامة على أربعة أنواع:
1-عقد مبادلة الشيء بثمنه (عقد البيع نموذجا):
البيع هو(:مبادلة مال قابل للتصرف فيه بمال مثله مع الإيجاب والقبول على الوجه المأذون به شرعا)
-حكمه-: جائزشرعا للأدلة الشرعية الكثيرة قال تعالى(وأحل الله البيع وحرم الربا)-
أركانه وشروط كل ركن:
1- العاقدان /ويشترط فيهما-التمييز-الرشد-الاختيار –الملك الصحيح. /2- المعقود عليه(المحل)وشروطه-الطهارة-وجود المنفعة-كونه معلوما-القدرة على التسليم والتسلم-كونه غير منهي عن بيعه. /*3- الصيغة وهي الإيجاب والقبول وكل ما يدل على الرضى.*/
خصائصه: 1- كونه ملزما للمتعاقدين -2- ناقل للملكية بين الطرفين - 3-رضائي -4- عوضي.
2-عقد مبادلة منفعة الشيء بثمن (نموذج عقد الكراء):
تعريف الكراء هوSadعقد يمنح المكري بمقتضاه للمكتري منفعة منقول أوعقارمدة محددة بعوض محدد).-حكمه/ الجواز شرعا للأدلة الشرعية الكثيرة.
-أركانه وشروط كل ركن:
1- العاقدان ويشترط فيهما نفس الشروط السابقة في البيع.
2- منفعة العين المكتراة: ويشترط كونها - معلومة - مباحة - مقدورا على تسليمها.
3- سومة الكراء: وشرطها أن تكون مالا معلوم القدر والصفة.................
خصائصه:
1- ملزم للمتعاقدين 2- نفعي لاتصرفي 3– مقيد بزمن مشاهرة أو وجيبة 4- مقيد بمنفعة العين المكتراة 5- رضائي 6- عوضي.
3-عقد مبادلة المال بعمل(نموذج عقد الاجارة):
والاجارة( هي التي يكون المعقود عليه فيها عملا معلوما مقابل أجرة محددة.)
-أركانها وشروط كل ركن:
1-العاقدان ويشترط فيهما الشروط السابقة.
2-الأجرة: ويشترط فيها - كونها معلومة القدر أو العدد - معلومة الأجل زمنا أو عملا
3- العمل:وشرطه كونه مباحا لامحرما ولا واجبا.
- خصائصه:
1- أنه ملزم للمتعاقدين 2- التبعية فإرادة الأجير مقيدة بإرادة المستأجر. 3- رضائي 4-عوضي.
4-عقد مخالطة مال بعمل مقابل اقتسام الربح (نموذج عقد شركة القراض):
شركة القراض هي (عقد على الاشتراك في الربح الناتج من مال يكون من شريك والعمل من الشريك الآخر). وحكمها/ الجواز.............
.أركانها :1- الشريكان أو الشركاء 2- المعقود عليه(المال والعمل) 3- الصيغة.
شروطها:
- كون رأس المال نقدا جار به العمل وقت العقد - عدم اشتراط أحد الشريكين لنفسه ربحا ينفردبه – كون رأس المال محدد المقدار
– عدم تحديد أجل معلوم للعمل في مال القراض – عدم اشتراط ضمان رأس المال
- خصائصه:← 1- أنه استثماري 2- غير مقيد بزمن 3- عوضي...........................
ثالثا : مقاصد العقود العوضية :
- مقاصد تربوية: كوجوب الوفاء- وتكسب المسلم خلق العفة باعتبار أن العقد وثيقة تثبت حق الغير.
2-مقاصد تنظيمية: حيث استطاع التتشريع المالي الاسلامي أن يؤسس بواسطتها أنشطة اقتصادية متعددة.
3-مقاصد حقوقية: تحفظ حقوق المتعاملين بفضل القيمة الاثباتية التي تتميز بها.
4-مقاصد اقتصادية: حيث ازدهرت بفضلها المعاملات المالية بين الناس والحركة الاقتصادية .وبرزت أنواع جديدة من المعاملات.
5-مقاصد تنموية: بحيث يجب على كل مسلم أن يتفقه في فقه الأموال وخاصة العقود العوضية ليسهم في تنمية بلده وأمته وينفع البشرية جمعاء
رابعا : كيف نستفيد من العقود العوضية للاندماج في المحيط الاقتصادي: يجب على المسلم :
- تعلم كل أحكام العقود العوضية المحتاج إليها قبل التصدي لكسب الرزق.
-الاستعانة بأصحاب الخبرة للتعرف على الجانب التطبيقي لهذه العقود لتجنب الاضرار بنفسه والغير.
- تعميق الدراسة لفقه الأموال عموما ولفقه العقود خصوصا ودراسة العلوم المتصلة بهذا المجال لاكتسلب الخبرة في التجارة وفقه العلم.
- توظيف وتطبيق أحكامها في إنشاء عقود تخدم مقاصد الإسلام في تنمية الأموال وحفظ الحقوق...والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 2:53 pm

الدرس الأول/مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الاسلامي


أولا: مفهوم الاستخلاف :
مبدأ الاستخلاف في الاسلام: يحدد غاية الوجود الإنساني باعتبار الإنسان خليفة الله في الأرض.
مبدأ الاستخلاف المالي في الاسلام : يهذب حب التملك لدى الانسان ليحسن استثمار الثروات المشتركة بين الناس.
مفهوم الملكية الفردية : يجرد الإسلام المسلم من التملك الحقيقي ويعتبره وكيلا وماله هو في حكم الوديعة والعارية .
وبذالك لا يكون له مطلق الحرية لما في حوزته من الملك أو المال ولذا عليه ألا يكسب مالا إلا كما أمره الله تعالى
ولا ينفقه إلى فيما يرضي الله عز وجل يقول تعالى : ( ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ).سورة الانشقاق الآية 4.

ثانيا : أهمية المال وقيمته في الحياة الانسانية :
الخطاب الشرعي المتعلق بالمال يتميز بالتركيزعلى قضيتين تؤسسان لرؤية الاسلام إلى المال :
1- المال قوام الحياة الانسانية وعمادها الذي تنتظم به: قال تعالى(ولا توتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما ).
والمال زينة الحياة الدنيا كما وصفه الله بذلك...وقد شرع الاسلام عدة ضوابط لكسبه واستثماره وأخرى لتدبيره واستهلاكه.
2- المال شهوة وفتنة : أقر الاسلام الميل الغريزي للانسان للمال وجمعه . وحذر من فتنة المال والاغترار به .وربط بينه وبين الطغيان.قال تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة و...)سورة آل عمران الآية19
ويقول تعالى (كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى). وقال (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).
لذا يدعو الاسلام إلى تهذيب غريزة التملك لدى الانسان للمحافظة على التوازن.

ثالثا : آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال:
يعتبر مبدأ الاستخلاف في المال حلا للمشكلة الاجتماعية لقيامه على :
- التوفيق بين الدوافع الذاتية والمصالح الاجتماعية ...
- التكافل الاجتماعي واجب شرعي كفائي على الجميع...
- التصرف في الثروة المستخلف فيها على أساس الكفاية والتوزيع العادل للثروات وإلغاء الاحتكار والجشع والحرمان.

رابعا : كيف يهذب الاسلام غريزة التملك :
- الاسلام لايلغي غريزة التملك بل يحولها من لذة فردية إلى مشاركة جماعية.
* منهج الاسلام في تهذيبب غريزة التملك يقوم على :
ا- تحرير الانسان من حب المال والانصياع له باعتباره وسيلة وليس غاية .
ب- تنبيه الانسان إلى ضرورة الكدح ومواجهة ميول النفس البشرية في حب الدنيا والافتتان بزينتها الزائلة ومقاومة نزعات التملك والتسلط والهيمنة.
ج- التأكيد على مفهوم جديد للامتلاك يقوم على مبدأ الزهد الإيجابي القائم على الالتزام بكفاية الطعام والسكن والأمن.

خامسا : البعد الاجتماعي لمفهوم الملكية في الاسلام :
كما سبق في الآية 7 من سورة الحديد قوله تعالى (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) فالمال مال الله والإنسان هو مجرد وكيل عليه في الأرض. والرزق والمال هما أصلان مملوكان على الشيوع فللفقراء حقهم في مال الأغنياء ومن هنا وجب على الإنسان التكافل والتضامن لحل كافة المعضلات الاجتماعية المرتبطة بالفقر والغنى .والله أعلم


الأستاد/ عبدالسلام الراضي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 3:03 pm

[rtl]المال ضوابط جمعه وإنفاقه في الإسلام[/rtl]
[rtl]
مكانة المال في الإسلام[/rtl]
[rtl]المال له مكانة في حياة الإنسان لا يمكن تجاهلها حيث يقوم بوظائف اقتصادية واجتماعية عظيمة الأثر وبه يحقق الإنسان الكثير من طموحاته المادية والاجتماعية. ويعتبر المال خط الدفاع الأول ضد داء الفقر هذا الداء الاقتصادي والاجتماعي الخطير الذي له آثار مدمرة في حياة المسلم لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله منه ، وكان لقمان الحكيم يعظ ابنه قائلا :[/rtl]
[rtl]( يا بني استعن بالكسب الحلال على الفقر فإنه ما افتقر رجل قط إلا أصابته ثلاث خصال : رقة في دينه وضعف في عقيدته وذهاب مروءته ، وأكثر من هذه الثلاث استخفاف الناس به ) [/rtl]
[rtl]ولمكانة المال هذه في حياة الإنسان نجد الإسلام يعتبره من الضروريات الخمس التي تقوم عليها حياته وهي الدين والنفس والعقل والمال والعرض أو النسل [/rtl]
[rtl]ونجد أحكام الشريعة الإسلامية تضع كل الضمانات التي تحمي للإنسان ماله من غيره حيث تحرم السرقة والربا وأكل أموال الناس بالباطل والغش والرشوة والاختلاس وتطفيف الكيل والميزان ، كما تحميه له من نفسه فتحرم عليه إنفاقه في المحرمات الضارة والمهلكة كتناول الخمور والمخدرات والسموم وغيرها . ولأن جمع المال وامتلاكه شهوة من شهوات النفس البشرية كما جاء في قوله تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ ) ( آل عمران : 14 ) . [/rtl]
[rtl]و زينة للحياة الدنيا كما في قوله تعالى Sad المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف 46 [/rtl]
[rtl]وفتنة أيضا من فتنها كما في قوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) ( التغابن : 15 ) .[/rtl]
[rtl]فقد وضع الإسلام مجموعة من الضوابط التي يهذب بها هذه الشهوة ويخمد بها نار تلك الفتنة ، وبهذه الضوابط تتحدد طرق جمع المال وسبل إنفاقه بحيث لا تتعدى هذه الطرق والسبل ما حرم الله ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل أعلن الإسلام مسئولية الإنسان الكاملة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به " حديث صحيح . وقد قال أحد التابعين : إذا مات المسلم أصابته عند موته مصيبتان كبيرتان : [/rtl]
[rtl]الأولى : أنه يترك ماله كله [/rtl]
[rtl]والثانية أنه يحاسب عليه كله [/rtl]

[rtl]نظرة الإسلام للمال : [/rtl]
[rtl]وقبل أن أعرض لضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام أشير إلى بعض الأمور الهامة والمتعلقة بنظرة الإسلام إلى المال : [/rtl]
[rtl]الأمر الأول : أن الملكية المطلقة للمال هي لله سبحانه والإنسان ما هو إلا مستخلف في هذا المال ويدل على ذلك قوله تعالى : ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) النور:33 ) [/rtl]
[rtl]وقوله : ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) الحديد7 [/rtl]
[rtl]فالآية الأولى لم تقل وآتوهم من مالكم ولكن قالت من مال الله الذي وهبكم إياه [/rtl]
[rtl]والثانية مل تقل : وأنفقوا من مالكم ولكن قالت : وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وهذا دليل واضح على ملكية الحق سبحانه للمال و استخلاف الإنسان فيه . [/rtl]
[rtl]الأمر الثاني : أن المال وسيلة وليس غاية في حد ذاته فهو وسيلة يستغلها المسلم للوصول إلى غايات محدده ولا يجوز أبدًا أن يتخذه غاية يسعى إلى تحقيقها وتحصيلها بكل الوسائل حتى تصبح شغله الشاغل وتفتنه وتنسيه واجباته وتوقعه في الحرام والشبهات . [/rtl]
[rtl]المال ابتلاء واختبار : [/rtl]
[rtl]الأمر الثالث : أن المال في غالبية الأحوال يكون ابتلاء من الله سبحانه للعبد ليرى ماذا يفعل به ، وهل سيكون هذا المال وسيلة لصلاحه و هداياته أم وسيلة لطغيانه وفساده ؟ وهل سينفقه في الخير وما أحل الله ويؤدي حقوق الغير فيه ، أم أنه سيفسد به نفسه وأهله ويعتبره وسيلة لإستغلال العباد والإعتداء عليهم ويعرض نفسه للمهالك بشتى أنواعها وأشكالها ؟[/rtl]
[rtl]وقد ورد في القرآن الكريم قصص كثيرة تدلنا على ذلك منها : [/rtl]
[rtl]قصة قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام فطغى بماله وكفر [/rtl]
[rtl]قال الله تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ *وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) ( القصص : 76 - 77 ) . [/rtl]
[rtl]فكانت النتيجة ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ) ( القصص : 81 ) . [/rtl]
[rtl]قصة أصحاب الجنة الذين بيتوا النية على حصار ثمار جنتهم دون أن يعطوا الفقراء والمساكين منها [/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) ( القلم : 17 - 29 ) . [/rtl]
[rtl]فقارون وأصحاب الجنة صنفان ممن آتاهم الله المال ولكنهم طغوا به ورفضوا أن يؤدوا حق الله فيه من زكاة وصدقة وكانت النتيجة أن خسف الله بقارون وبداره الأرض وأحرق الجنة لأصحابها بعد أن أثمرت . وفي مقابل ذلك نجد القرآن الكريم يقدم لنا نماذج أخرى ممن يؤدون حق الله في المال[/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9 [/rtl]
[rtl]وقوله : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ( البقرة : 262 ) .[/rtl]

[rtl]ضوابط جمع المال في الإسلام : [/rtl]
[rtl]وأما عن ضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام فنجد الشريعة الإسلامية تحدد أولاً ضوابط جمع المال في أن يجمع المسلم ماله بالطرق الحلال البعيدة ع نكل ما حرم الله في سائر المعاملات وذلك بالعمل الصالح وتعلم المهن والحرف المختلفة ، والنافعة للمجتمع ، والتجارة الحلال ، واستزراع الأراضي وتربية الحيوانات والطيور النافعة وغير ذلك من مصادر جمع المال والثروة على أن يراعي في ذلك تجنب الطرق غير المشروعة ومنها ما يلي :[/rtl]
[rtl]
1- السرقة : التي تعتبر اغتصابًا لحق الغير دون وجه حق وقد حرمها الإسلام وجعلها كبيرة من الكبائر ووضع حدًا لها ، وهو قطع يد السارق و السارقة [/rtl]
[rtl]قال تعالى Sadوَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( المائدة : 38 ) . [/rtl]
[rtl]2- الربا : وهو أبشع أنواع الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل وقد حرمه الإسلام تحريما قاطعا وشدد في النهي عنه قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [ ( البقرة : 278 ) . [/rtl]
[rtl]3- الغش : سواء أكان في البيع أم الشراء أم سائر المعاملات الأخرى للحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من غشنا فليس منا " . [/rtl]
[rtl]4- الرشوة : وهي نوع لأكل أموال الناس بالباطل هذا إلى جانب ما يصاحبها من تضييع الحقوق ، وهي مرض من الأمراض الاجتماعية والخلقية الخطيرة ، وقد روى الترمذى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم " . [/rtl]
[rtl]5- تطفيف الكيل والميزان لقوله تعالى : ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوَهُمْ أَو وَزَنُوَهُمْ يُخْسِرُونَ ) ( المطففين : 1- 3 ) . [/rtl]
[rtl]6- الإحتكار : الذي يتمثل في حبس السلع الضرورية عن المجتمع كي يرتفع ثمنها وقد نهى الإسلام عن الاحتكار لما فيه من الجشع والطمع وسوء الخلق والتضييق على الناس فقد روى أحمد و الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه ". [/rtl]
[rtl]وروى أبو داود و الترمذي و مسلم عن معمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحتكر فهو خاطئ " . [/rtl]
[rtl]7 - الإختلاس : والذي يعتبر آكلا لأموال الناس بالباطل ، واستغلال النفوذ والسلطة لإغتصاب أموال المجتمع والحق سبحانه يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُم )( النساء:29 ) . [/rtl]
[rtl]8- الإتجار في المحرمات كبيع الخمور والمخدرات ولحوم الخنازير وغير ذلك مما حرمه الله على عباده . [/rtl]
[rtl]9- الإجارة المحرمة : كأجرة الراقصة والمرأة التي تبيع جسدها للزنى وأجرة صالة الرقص ونوادي القمار وأماكن اللهو المحرم وأجرة الراشي الذي يتوسط للرشوة وأجرة الجاسوس والخائن والمساعد على الإثم . [/rtl]
[rtl]10- صنع الآلات والأشياء المحرمة كأوراق اللعب والمزامير والتماثيل والصور العارية والخمور بأنواعها 11- يضاف إلى ذلك أن يتجنب المسلم كل عمل تدخل فيه شبهة الحرام كالعمل في الفنادق التي تقدم الخمور لنزلائها ، والعمل في البنوك الربوية والعمل في أماكن اللهو المحرم وغير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمه " رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير . [/rtl]
[rtl]
ضوابط إنفاق المال في الإسلام : [/rtl]
[rtl]وإذا ما جمع المسلم ماله بالطرق الحلال وطبقا لضوابط الشريعة وأراد أن ينفقه فإن الإسلام يحضه على إنفاقه في الحلال كأن ينفقه على نفسه وعلى زوجته وأولاده وأقاربه المعسرين والذين يجب عليه نفقتهم ، وأن يؤدي حق الله في هذا المال فيخرج زكاته ويصرف منه على الفقراء والمساكين ويشارك بجزء منه في المشروعات الخيرية النافعة . [/rtl]
[rtl]ونجد الإسلام يضع مجموعة من الضوابط والآداب لإنفاق المال والتي تتمثل في الآتي : [/rtl]
[rtl]1- أن يكون المسلم معتدلاً في انفاقه للمال فلا يصل إلى حد البخل والإقتار بحيث يضيع حقوق أهله وذويه ويظلم نفسه ، ولا يصل إنفاقه إلى حد التبذير والإسراف في هذا المال ، فالإسلام دين الوسطية في كل شيء وهو يدعو إلى الإعتدال في كل شيء [/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) ( الفرقان : 67 ) . وفي آية أخرى : ( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً )( الإسراء : 29 ) . [/rtl]
[rtl]فالتبذير والترف والإسراف في المال جدير بأن يحول الإنسان من أقصى الغنى إلى أدنى الفقر في فترة وجيزة هذا إلى جانب ما يصاحب البذخ والترف من إرتكاب المحرمات والتدني في الشبهات والشهوات. [/rtl]
[rtl]حرمة الإكتناز :[/rtl]
[rtl]2- ألا يكتنز المسلم ماله ويحبسه عن الإستثمار وإنشاء المشروعات المفيدة ، والنافعة فالحق سبحانه ينهي عن الإكتناز في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) ( التوبة : 34 - 35 ) . [/rtl]
[rtl]الإنفاق على المخدرات : [/rtl]
[rtl]3- ألا يبدد المسلم ماله وينفقه في المحرمات وأخطرها في هذا العصر المخدرات والسموم البيضاء ذات الأسعار الخيالية فالذي يدمن هذه السموم سوف تحوله بلا شك من الغنى إلى الفقر مهما بلغت درجة غناه هذا إلى جانب أنها سوف تقضي على عقله وصحته وتخسره آخرته ودنياه . [/rtl]
[rtl]ولا يفوتني هنا أن أذكر عادة التدخين التي تعتبر تبديدًا للمال فيما يضر الإنسان صحيا وماليا وحكم الإسلام في التدخين الآن أصبح واضحًا حيث أفتى الكثير من العلماء بحرمته بعد أن أثبت الطب الأضرار الصحية المتسببة عنه والتي لا يحصى ، وقد اعتمد العلماء في فتواهم على ثلاث آيات من كتاب الله تعالى : [/rtl]
[rtl]- الآية الأولى( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ )( الأعراف : 157 ) إذا صنفنا التدخين بين طيب وخبيث لاشك أنه خبيث بكل المقاييس .[/rtl]
[rtl]- الآية الثانية Sad وَلاَ تُلْقُوا بأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ( البقرة : 195 ) وقد أثبت الطب أن التدخين يسبب الكثير من الأمراض الفتاكة أخطرها مرض سرطان الرئة ومعنى هذا أن المدخن يعتبر بلا شك مبذرًا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد .[/rtl]
[rtl]الآية الثالثة : (إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ) (الإسراء : 27) والمدخن يعتبر بلا شك مبذرا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد . [/rtl]
[rtl]الضروريات قبل الكماليات : [/rtl]
[rtl]4- أن ينفق المسلم ماله أولا على الضروريات والحاجيات قبل الكماليات ولا يقدم الكماليات على الضروريات التي تتوقف عليها حياة الإنسان كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والزواج فإذا اكتفى في جانب الضروريات والحاجيات فلا مانع أن ينفق على الكماليات التي لا تتنافى مع الشريعة كالأجهزة المنزلية بكافة أشكالها وغير ذلك من تحسينات .. [/rtl]
[rtl]5- أن يغتنم المسلم غناه ويعلم أن هذا الغنى نعمة من الله وأنه قد يأتي من وراءه فقر ، وإغتنام الغنى بأن يستغل ما معه من أموال إستغلالاً حسنًا لمنفعته الدنيوية والأخروية . [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم المنتدى
الادارة والتواصل
الادارة والتواصل
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5804
نقاط : 8802
السٌّمعَة : 159
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
الموقع : منتدى الفردوس المفقود
العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالإثنين ديسمبر 23, 2013 1:05 pm


**************
انتقاء موفق، طرح قيم و مهم
دامت عطاءاتك الرااااائعة
و شكرا جزيلا لك على هذه الجهود المباركة
تحياتي
*******************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:29 pm

شكرا على الرد الطيب والكلام المشجع 
وفقك  الله  دوما  لما تريد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:23 am

[rtl]مكانة المال في الإسلام[/rtl]
[rtl]المال له مكانة في حياة الإنسان لا يمكن تجاهلها حيث يقوم بوظائف اقتصادية واجتماعية عظيمة الأثر وبه يحقق الإنسان الكثير من طموحاته المادية والاجتماعية. ويعتبر المال خط الدفاع الأول ضد داء الفقر هذا الداء الاقتصادي والاجتماعي الخطير الذي له آثار مدمرة في حياة المسلم لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله منه ، وكان لقمان الحكيم يعظ ابنه قائلا :[/rtl]
[rtl]( يا بني استعن بالكسب الحلال على الفقر فإنه ما افتقر رجل قط إلا أصابته ثلاث خصال : رقة في دينه وضعف في عقيدته وذهاب مروءته ، وأكثر من هذه الثلاث استخفاف الناس به ) [/rtl]
[rtl]ولمكانة المال هذه في حياة الإنسان نجد الإسلام يعتبره من الضروريات الخمس التي تقوم عليها حياته وهي الدين والنفس والعقل والمال والعرض أو النسل [/rtl]
[rtl]ونجد أحكام الشريعة الإسلامية تضع كل الضمانات التي تحمي للإنسان ماله من غيره حيث تحرم السرقة والربا وأكل أموال الناس بالباطل والغش والرشوة والاختلاس وتطفيف الكيل والميزان ، كما تحميه له من نفسه فتحرم عليه إنفاقه في المحرمات الضارة والمهلكة كتناول الخمور والمخدرات والسموم وغيرها . ولأن جمع المال وامتلاكه شهوة من شهوات النفس البشرية كما جاء في قوله تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ ) ( آل عمران : 14 ) . [/rtl]
[rtl]و زينة للحياة الدنيا كما في قوله تعالى Sad المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف 46 [/rtl]
[rtl]وفتنة أيضا من فتنها كما في قوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) ( التغابن : 15 ) .[/rtl]
[rtl]فقد وضع الإسلام مجموعة من الضوابط التي يهذب بها هذه الشهوة ويخمد بها نار تلك الفتنة ، وبهذه الضوابط تتحدد طرق جمع المال وسبل إنفاقه بحيث لا تتعدى هذه الطرق والسبل ما حرم الله ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل أعلن الإسلام مسئولية الإنسان الكاملة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به " حديث صحيح . وقد قال أحد التابعين : إذا مات المسلم أصابته عند موته مصيبتان كبيرتان : [/rtl]
[rtl]الأولى : أنه يترك ماله كله [/rtl]

[rtl]والثانية أنه يحاسب عليه كله [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:24 am

[rtl]نظرة الإسلام للمال : [/rtl]
[rtl]وقبل أن أعرض لضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام أشير إلى بعض الأمور الهامة والمتعلقة بنظرة الإسلام إلى المال : [/rtl]
[rtl]الأمر الأول : أن الملكية المطلقة للمال هي لله سبحانه والإنسان ما هو إلا مستخلف في هذا المال ويدل على ذلك قوله تعالى : ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) النور:33 ) [/rtl]
[rtl]وقوله : ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) الحديد7 [/rtl]
[rtl]فالآية الأولى لم تقل وآتوهم من مالكم ولكن قالت من مال الله الذي وهبكم إياه [/rtl]
[rtl]والثانية مل تقل : وأنفقوا من مالكم ولكن قالت : وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وهذا دليل واضح على ملكية الحق سبحانه للمال و استخلاف الإنسان فيه . [/rtl]
[rtl]الأمر الثاني : أن المال وسيلة وليس غاية في حد ذاته فهو وسيلة يستغلها المسلم للوصول إلى غايات محدده ولا يجوز أبدًا أن يتخذه غاية يسعى إلى تحقيقها وتحصيلها بكل الوسائل حتى تصبح شغله الشاغل وتفتنه وتنسيه واجباته وتوقعه في الحرام والشبهات . [/rtl]
[rtl]المال ابتلاء واختبار : [/rtl]
[rtl]الأمر الثالث : أن المال في غالبية الأحوال يكون ابتلاء من الله سبحانه للعبد ليرى ماذا يفعل به ، وهل سيكون هذا المال وسيلة لصلاحه و هداياته أم وسيلة لطغيانه وفساده ؟ وهل سينفقه في الخير وما أحل الله ويؤدي حقوق الغير فيه ، أم أنه سيفسد به نفسه وأهله ويعتبره وسيلة لإستغلال العباد والإعتداء عليهم ويعرض نفسه للمهالك بشتى أنواعها وأشكالها ؟[/rtl]
[rtl]وقد ورد في القرآن الكريم قصص كثيرة تدلنا على ذلك منها : [/rtl]
[rtl]قصة قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام فطغى بماله وكفر [/rtl]
[rtl]قال الله تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ *وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) ( القصص : 76 - 77 ) . [/rtl]
[rtl]فكانت النتيجة ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ) ( القصص : 81 ) . [/rtl]
[rtl]قصة أصحاب الجنة الذين بيتوا النية على حصار ثمار جنتهم دون أن يعطوا الفقراء والمساكين منها [/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) ( القلم : 17 - 29 ) . [/rtl]
[rtl]فقارون وأصحاب الجنة صنفان ممن آتاهم الله المال ولكنهم طغوا به ورفضوا أن يؤدوا حق الله فيه من زكاة وصدقة وكانت النتيجة أن خسف الله بقارون وبداره الأرض وأحرق الجنة لأصحابها بعد أن أثمرت . وفي مقابل ذلك نجد القرآن الكريم يقدم لنا نماذج أخرى ممن يؤدون حق الله في المال[/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9 [/rtl]

[rtl]وقوله : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ( البقرة : 262 ) .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:25 am

[rtl]ضوابط جمع المال في الإسلام : [/rtl]
[rtl]وأما عن ضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام فنجد الشريعة الإسلامية تحدد أولاً ضوابط جمع المال في أن يجمع المسلم ماله بالطرق الحلال البعيدة ع نكل ما حرم الله في سائر المعاملات وذلك بالعمل الصالح وتعلم المهن والحرف المختلفة ، والنافعة للمجتمع ، والتجارة الحلال ، واستزراع الأراضي وتربية الحيوانات والطيور النافعة وغير ذلك من مصادر جمع المال والثروة على أن يراعي في ذلك تجنب الطرق غير المشروعة ومنها ما يلي :[/rtl]
[rtl]
1- السرقة : التي تعتبر اغتصابًا لحق الغير دون وجه حق وقد حرمها الإسلام وجعلها كبيرة من الكبائر ووضع حدًا لها ، وهو قطع يد السارق و السارقة [/rtl]
[rtl]قال تعالى Sadوَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( المائدة : 38 ) . [/rtl]
[rtl]2- الربا : وهو أبشع أنواع الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل وقد حرمه الإسلام تحريما قاطعا وشدد في النهي عنه قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [ ( البقرة : 278 ) . [/rtl]
[rtl]3- الغش : سواء أكان في البيع أم الشراء أم سائر المعاملات الأخرى للحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من غشنا فليس منا " . [/rtl]
[rtl]4- الرشوة : وهي نوع لأكل أموال الناس بالباطل هذا إلى جانب ما يصاحبها من تضييع الحقوق ، وهي مرض من الأمراض الاجتماعية والخلقية الخطيرة ، وقد روى الترمذى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم " . [/rtl]
[rtl]5- تطفيف الكيل والميزان لقوله تعالى : ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوَهُمْ أَو وَزَنُوَهُمْ يُخْسِرُونَ ) ( المطففين : 1- 3 ) . [/rtl]
[rtl]6- الإحتكار : الذي يتمثل في حبس السلع الضرورية عن المجتمع كي يرتفع ثمنها وقد نهى الإسلام عن الاحتكار لما فيه من الجشع والطمع وسوء الخلق والتضييق على الناس فقد روى أحمد و الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه ". [/rtl]
[rtl]وروى أبو داود و الترمذي و مسلم عن معمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحتكر فهو خاطئ " . [/rtl]
[rtl]7 - الإختلاس : والذي يعتبر آكلا لأموال الناس بالباطل ، واستغلال النفوذ والسلطة لإغتصاب أموال المجتمع والحق سبحانه يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُم )( النساء:29 ) . [/rtl]
[rtl]8- الإتجار في المحرمات كبيع الخمور والمخدرات ولحوم الخنازير وغير ذلك مما حرمه الله على عباده . [/rtl]
[rtl]9- الإجارة المحرمة : كأجرة الراقصة والمرأة التي تبيع جسدها للزنى وأجرة صالة الرقص ونوادي القمار وأماكن اللهو المحرم وأجرة الراشي الذي يتوسط للرشوة وأجرة الجاسوس والخائن والمساعد على الإثم . [/rtl]

[rtl]10- صنع الآلات والأشياء المحرمة كأوراق اللعب والمزامير والتماثيل والصور العارية والخمور بأنواعها 11- يضاف إلى ذلك أن يتجنب المسلم كل عمل تدخل فيه شبهة الحرام كالعمل في الفنادق التي تقدم الخمور لنزلائها ، والعمل في البنوك الربوية والعمل في أماكن اللهو المحرم وغير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمه " رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير . [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:27 am

[rtl]ضوابط إنفاق المال في الإسلام : [/rtl]
[rtl]وإذا ما جمع المسلم ماله بالطرق الحلال وطبقا لضوابط الشريعة وأراد أن ينفقه فإن الإسلام يحضه على إنفاقه في الحلال كأن ينفقه على نفسه وعلى زوجته وأولاده وأقاربه المعسرين والذين يجب عليه نفقتهم ، وأن يؤدي حق الله في هذا المال فيخرج زكاته ويصرف منه على الفقراء والمساكين ويشارك بجزء منه في المشروعات الخيرية النافعة . [/rtl]
[rtl]ونجد الإسلام يضع مجموعة من الضوابط والآداب لإنفاق المال والتي تتمثل في الآتي : [/rtl]
[rtl]1- أن يكون المسلم معتدلاً في انفاقه للمال فلا يصل إلى حد البخل والإقتار بحيث يضيع حقوق أهله وذويه ويظلم نفسه ، ولا يصل إنفاقه إلى حد التبذير والإسراف في هذا المال ، فالإسلام دين الوسطية في كل شيء وهو يدعو إلى الإعتدال في كل شيء [/rtl]
[rtl]قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) ( الفرقان : 67 ) . وفي آية أخرى : ( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً )( الإسراء : 29 ) . [/rtl]
[rtl]فالتبذير والترف والإسراف في المال جدير بأن يحول الإنسان من أقصى الغنى إلى أدنى الفقر في فترة وجيزة هذا إلى جانب ما يصاحب البذخ والترف من إرتكاب المحرمات والتدني في الشبهات والشهوات. [/rtl]
[rtl]حرمة الإكتناز :[/rtl]
[rtl]2- ألا يكتنز المسلم ماله ويحبسه عن الإستثمار وإنشاء المشروعات المفيدة ، والنافعة فالحق سبحانه ينهي عن الإكتناز في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) ( التوبة : 34 - 35 ) . [/rtl]
[rtl]الإنفاق على المخدرات : [/rtl]
[rtl]3- ألا يبدد المسلم ماله وينفقه في المحرمات وأخطرها في هذا العصر المخدرات والسموم البيضاء ذات الأسعار الخيالية فالذي يدمن هذه السموم سوف تحوله بلا شك من الغنى إلى الفقر مهما بلغت درجة غناه هذا إلى جانب أنها سوف تقضي على عقله وصحته وتخسره آخرته ودنياه . [/rtl]
[rtl]ولا يفوتني هنا أن أذكر عادة التدخين التي تعتبر تبديدًا للمال فيما يضر الإنسان صحيا وماليا وحكم الإسلام في التدخين الآن أصبح واضحًا حيث أفتى الكثير من العلماء بحرمته بعد أن أثبت الطب الأضرار الصحية المتسببة عنه والتي لا يحصى ، وقد اعتمد العلماء في فتواهم على ثلاث آيات من كتاب الله تعالى : [/rtl]
[rtl]- الآية الأولى( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ )( الأعراف : 157 ) إذا صنفنا التدخين بين طيب وخبيث لاشك أنه خبيث بكل المقاييس .[/rtl]
[rtl]- الآية الثانية Sad وَلاَ تُلْقُوا بأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ( البقرة : 195 ) وقد أثبت الطب أن التدخين يسبب الكثير من الأمراض الفتاكة أخطرها مرض سرطان الرئة ومعنى هذا أن المدخن يعتبر بلا شك مبذرًا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد .[/rtl]
[rtl]الآية الثالثة : (إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ) (الإسراء : 27) والمدخن يعتبر بلا شك مبذرا لماله فيما لا يعود عليه بخير ولكن بضرر شديد . [/rtl]
[rtl]الضروريات قبل الكماليات : [/rtl]
[rtl]4- أن ينفق المسلم ماله أولا على الضروريات والحاجيات قبل الكماليات ولا يقدم الكماليات على الضروريات التي تتوقف عليها حياة الإنسان كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والزواج فإذا اكتفى في جانب الضروريات والحاجيات فلا مانع أن ينفق على الكماليات التي لا تتنافى مع الشريعة كالأجهزة المنزلية بكافة أشكالها وغير ذلك من تحسينات .. [/rtl]

[rtl]5- أن يغتنم المسلم غناه ويعلم أن هذا الغنى نعمة من الله وأنه قد يأتي من وراءه فقر ، وإغتنام الغنى بأن يستغل ما معه من أموال إستغلالاً حسنًا لمنفعته الدنيوية والأخروية .[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:28 am

1)مفهوم الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي

الإستخلاف مهمة الإنسان الوجودية:
الإنسان خليفة عن الله تعالى لتنفيذ مراده في الأرض و إجراء أحكامه فيها. هيأه الله تعالى لدوره الاستخلافي و أوكل إليه أمانة تعمير الأرض بالعبادة و عمارتها بالخير، حتى يبلغ درجة الكمال الإنساني بالعمل الدائب و الكدح المستديم استعدادا للقاء ربه.

مبدأ الاستخلاف في المال
• يتأسس على حقيقتين اثنتين:
- المال مال الله:"...وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ..."النور 33 .
- الانسان مستخلف في المال:" آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " الحديد 7.
• يرسي قواعد أساسية:
- يعطي مفهوما متميزا للملكية و الحيازة (التملك): يرفع يد الإنسان و يجرده من التملك الحقيقي ، و يعتبره وكيلا و مستخلفا، و يعتبر المال الذي في حوزته في حكم الوديعة و العارية.
- يؤكد مفهوم التصرف المقيد: ما دام الإنسان وكيلا في مال الله، ليس له مطلق الحرية لما في حوزته.و مدعو للخضوع لشرع الله في كل تصرفاته المالية ، كسبا و إنفاقا...


2)أهمية المال و قيمته في الحياة الإنسانية
يركز الخطاب الشرعي على حقيقتين متكاملتين تؤسسان للرؤية الإسلامية للمال:
• المال قوام الحياة الإنسانية: به تنتظم شؤون الحياة:" وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً ..." سورة:النساء.آية: 5.
لذلك شرع الإسلام منظومة من الأحكام الضابطة لوجوه الكسب و الاستثمار و التدبير و الاستهلاك...
• المال شهوة و فتنة: و لا بد من تعبئة روحية لتهذيب غريزة التملك...
يقول الله تعالى:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }سورة :آل عمران.آية 14
و يقول سبحانه: "وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " سورة: الأنفال . آية: 28.

3)آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال
مبدأ الاستخلاف في المال يرشد التصرف و تعامل المجتمع في المال.
و هو يمثل حلا للمشكلة الاجتماعية ، من خلال التوفيق بين الدوافع الذاتية و المصالح الاجتماعية. حيث تكون الملكية الفردية في خدمة المجتمع.
و يكون التكافل الاجتماعي واجبا شرعيا كفائيا على كل من الفرد و الجماعة، يختفي معه التفاوت الطبقي و يحل الاستقرار و السلام الاجتماعيان.

4) كيف يهذب الإسلام غريزة التملك؟
- ربط دوافع السلوك البشري بعلة غائية سامية متمثلة في الله تعالى و الحياة الأخرى ... و بمنظومة تشريعية متكاملة تضمن إمكانية تحقيق التوازن في شخصية الفرد في تعامله مع المال...
- تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح و مواجهة الافتتان بالمال و نزعات التملك و التسلط...
هذا المنهج كما يحرر من سطوة المال ،فإنه يؤسس لمفهوم جديد للامتلاك يقوم على الزهد بمعناه الإيجابي و يقود الإنسان إلى الإحساس بأنه يملك جميع الطيبات في هذه الدنيا ، ما دام يملك كفايته....(حديث: مطرّف عن أبيه:" أتيت النبي T و هو يقرأ ألهاكم التكاثر....")
ه>ا الموضوع من طرف التلميد أمين
أي استفسار البريد الإلكتروني:
amine--rh@hotmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:29 am

الاختلاف آدابه و تدبيره
1- مفهوم الاختلاف: " التباين في الرأي بين طرفين أو أكثر بسبب اختلاف الوسائل، و ينبع ذلك من تفاوت أفهام الناس، أو تباين مداركهم".
2- مقارنته بالجدل:
الخلاف
الاختلاف
- افتراق في الغايات.- الوسائل و الطرق مختلفة.
- افتراق في الغايات.- المقصود واحد.
3- أسباب الاختلاف:
- النزعة الفردية للإنسان: شعوره بذات معنوية مستقلة و رغبته في التميز...
- تفاوت أفهام الناس و مداركهم: باختلاف قدراتهم العقلية و اختلافمواهبهم...
-تفاوت أغراضهم: و مقاصدهم و مصالحهم...
- تباين المواقف و المعتقدات: ينتج عن تضارب الآراء و تباين الأفكار.....
4- موقف الإسلام من الاختلاف: يصنف الإسلام الاختلاف إلى نوعين:
1- مقبول: إذا كان نابعا من تباين في الفهم بسبب الألفاظ أو دلالاتها أو الأدلة الشرعية و العقلية....
مثال: اختلاف الصحابة في فهم قوله صلى الله عليه و سلم:" لا يُصلِـيَنّ أحدكم العَصر إلا في بني قريضة...". (البخاري).
2- مذموم: إذا كان نابعا من هوى أو جحود، و يؤدي إلى النزاعات و الفتن و إلى التزييف و التضليل.
يقول الله تعالى: " وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ". الجاثية17
5- من آداب الاختلاف في الإسلام:
- التسامح: يرقي من مستوى التعصب إلى مستوى التراضي و يعين على التطاوع بدل التنازع، للوصول إلى التكامل و الحوار البناء...لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم :"رحم الله عبدا سَمحاَ...". (البخاري)
- قبول الآخر: الاعتراف به و بحقه في الاختلاف، بحيث يعطَى حقه في إبداء الرأي، بعيدا عن التعالي والاستهزاء أو الانتقاص من قدره أو فكره... قال تعالى:"...فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ". الكهف:34
- الحياء: يمنع من الاغترار بالرأي و يدفع عن صاحبه الوقاحة و الشعور بالعظمة...قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"الحياء من الإيمان " .و قال عليه السلام :"إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
- الإنصاف: القدرة على الاعتراف بالخطأ و الشجاعة على تصويب الغير إذا تبين صوابه...قال عمار بن ياسر رضي الله عنه:" ثلاثٌ من جمعهنّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك , وبذل السلام للعالم و الإنفاق من الإقتار". (البخاري)
6- كيف ندبر الاختلاف؟
- ضبط النفس: مخاطبة الناس بأدب و رفق و بحلم و علم...يقول تعالى:"الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". آل عمران134
- العلم بموضوع الاختلاف: فلا يجادل في موضوع يجهله ، و لا في موضوع خلافي يجهل مكوناته إلا على سبيل الاستفسار... يقول تعالى:"وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ". الحج8
- التفاوض: لاكتشاف نقط التلاقي و عوامل الاختلاف، بشكل يحفظ للأطراف كرامتهم و يحفظ الود بينهم...

- التحكيم: اختيار عالم أمين و حكيم لرفع الاختلاف،عند العجز عن التوافق والتفاهم... يقول تعالى:"وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً " النساء35
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:31 am

أدب الخلاف -ذ سفيان ناول
إن من القضايا الهامة التي كثر حولها الجدل ، وكانت من الأسباب التي أوصلت الأمة إلى هذه الحالة المتردية من الضعف والوهن ، والتي نعاني من نتائجها حتى الآن (( قضية الخلاف )) الواقع بين حملة الشريعة والتي أورثتنا هذه الحياة الفاشلة وأدى ذلك إلى ذهاب الريح؛ قال تعالى : { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا } .
ولقد حذرنا الله تعالى من السقوط في علل أهل الأديان السابقة وقص علينا تاريخهم للعبرة والحذر ، فقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } .
واعتبر الاختلاف الذي يسبب الافتراق والتمزق ابتعاداً عن أي هدي للنبوة أو انتساب لرسولها - صلى الله عليه وآله وسلم - حين قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} .
عناصر المقال:
ظاهرة إيجابية ، كثيرة الفوائد !!
معالم أدب الاختلاف في عصر النـبوة
الاختلاف في عصر الصحابة و آدابـه
سمات أدب الاختلاف في عهد الصحابة
أسبــاب الاختلاف في عصرنا الحاضر
* * * * * * * العلاج * * * * * * *

أحبتي في الله :
إن وقوع الخلاف بين البشر أمر طبعي وجِبلِّي ، ولقد قضت مشيئة الله تعالى خلق الناس بعقول ومدارك متباينة إلى جانب اختلاف الألسنة والألوان والتصورات والأفكار وكل تلك الأمور تفضي إلى تعدد الآراء والأحكام وتختلف باختلاف قائليها وإذا كان اختلاف ألسنتنا وألواننا مظاهر خلقنا آية من آيات الله تعالى ، فإن اختلاف مداركنا وعقولنا وما تثمره تلك المدارك والعقول آية من آيات الله تعالى كذلك ودليل من أدلة قدرته سبحانه وتعالى البالغة ، وإن إعمار الكون وازدهار الوجود وقيام الحياة لا يتحقق أي منها لو أن البشر خلقوا سواسية في كل شيء ، وكلّ ميسر لما خُلق له { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } .
إن الاختلاف الذي وقع فيه سلف هذه الأمة جزء من هذه الظاهرة الطبيعية فإن لم يتجاوز الاختلاف حدوده بل التزمت آدابه كان ظاهرة إيجابية كثيرة الفوائد التي نعد منها :
أ ) أنه يتيح إذا صدقت النوايا التعرف على جميع الاحتمالات التي يمكن أن يكون الدليل رمى إليها بوجه من وجوه الأدلة .
ب ) وفي الاختلاف بالوصف الذي ذكرناه رياضة للأذهان ، وتلاقح للآراء ، وفتح مجالات التفكير للوصول إلى سائر الافتراضات التي تستطيع العقول المختلفة الوصول إليها .
ج ) تعدد الحلول أمام صاحب كل واقعة ليهتدي إلى الحل المناسب للوضع الذي هو فيه بما يتناسب ويسر هذا الدين الذي يتعامل مع الناس من واقع حياتهم .

تلك الفوائد وغيرها الكثير يمكن أن تتحقق إذا بقي الاختلاف ضمن الحدود والآداب التي يجب الحرص عليها ومراعاتها.. ولكنه إذا جاوز حدوده ولم تراع آدابه فتحول إلى جدال وشقاق كان ظاهرة سلبية سيئة العواقب تحدث شرخاً في الأمة ، وفيها ما يكفيها!! فيتحول الاختلاف من ظاهرة بناء إلى معاول للهدم .

معالم أدب الاختلاف في عصر النبوة :
1 ) كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يحاولون ألا يختلفوا ما أمكن فلم يكونوا يكثرون من المسائل والتفريعات ، بل يعالجون ما يقع من النوازل في ظلال هدي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومعالجة الأمر الواقع عادة لا تتيح فرصة كبيرة للجدل فضلاً عن التنازع والشقاق .
2 ) إذا وقع الاختلاف رغم محاولات تحاشيه سارعوا في رد الأمر المختلف فيه إلى كتاب الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وسرعان ما يرتفع الخلاف .
3 ) سرعة خضوعهم والتزامهم بحكم الله ورسوله وتسليمهم التام الكامل به .
4 ) تصويب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للمختلفين في كثير من الأمور التي تحتمل التأويل ولدى كل منهم ( شعور ) بأن ما ذهب إليه أخوه يحتمل الصواب كالذي يراه لنفسه وهذا ( الشعور ) كفيل بالحفاظ على احترام كل من المختلفين والبعد عن التعصب للرأي .
5 ) الالتزام بالتقوى وتجنب الهوى وذلك من شأنه أن يجعل الحقيقة وحدها هدف المختلفين ؛ حيث لا يهم أي منهما أن تظهر الحقيقة على لسانه أو على لسان أخيه .
6 ) التزامهم بآداب الإسلام :
من انتقاء أطايب الكلم ، وتجنب الألفاظ الجارحة بين المختلفين ، مع حسن استماع كل منهما للآخر .. الخ
7 ) تنزههم عن المماراة ما أمكن ، وبذلهم أقصى أنواع الجهد في موضوع البحث مما يعطي لرأي كل من المختلفين صفة الجد والاحترام من الطرف الآخر ويدفع المخالف لقبوله أو محاولة تقديم الرأي الأفضل منه .

تلك هي أبرز معالم أدب الاختلاف التي يمكن إيرادها واستخلاصها من واقع الاختلاف التي ظهرت في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الاختلاف في عصر الصحابة وآدابه :
هناك بعض الناس يحاولون أن يصوروا جيل الصحابة - رضي الله عنهم - بصورة جعلت العامة ترى أن ذلك الجيل ليس متميزاً فحسب ، بل كأنه جيل يستحيل ظهور رجال من طراز رجاله من بعده !
وفي هذا إساءة للإسلام بما لا يقل عن إساءة أولئك الضالين الذين يزعمون أن استئناف الحياة الإسلامية في ظل كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد عصر الصحابة ضرب من المستحيل ، يجب ألا تتسامى نحوه الأعناق وبذلك يطفئون جذوة الأمل في نفوس لا تزال تتطلع إلى الحياة في ظل الشريعة .

إن الصحابة رضي الله عنهم أمة صنعها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين ظهرانينا ولا يزالان قادرين على صنع أمة ربانية في أي زمان وفي أي مكان إذا اتخذ منهجاً وسبيلاً وتعامل الناس معهما كما كان الصحابة يتعاملون وسيظلان كذلك إلى يوم القيامة وادعاء استحالة تكرار نماذج على طراز الرعيل الأول إنما هو بمثابة نسبة العجز إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وفي ذلك محاولة لإثبات أن أثرهما الفعال في حياة الناس كان تبعاً لظروف معينة وأن زماننا قد تجاوزهما بما ابتدع لنفسه من أنظمة حياة وتلك مقولة تنتهي بصاحبها إلى الكفر الصراح !

إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهم - قد اختلفوا في أمور كثيرة ، وإذا كان هذا الاختلاف وقع في حياته - صلى الله عليه وآله وسلم - قد اختلفوا في أمور كثيرة ، وإذا كان عمره لا يمتد إلى أكثر من لقائه - صلى الله عليه وآله وسلم - فكيف لا يختلفون بعده إنهم قد اختلفوا فعلاً ولكن كان لاختلافهم أسباب وكان له آداب وكان مما اختلفوا فيه من الأمور الخطيرة :
1 - اختلافهم في وفاته صلى الله عليه وآله وسلم .
2 - اختلافهم في دفنه صلى الله عليه وآله وسلم .
3 - اختلافهم في خلافته صلى الله عليه وآله وسلم .
4 - اختلافهم حول قتال مانعي الزكاة .
سمات أدب الاختلاف في عهد الصحابة :
نلاحظ في قضايا الاختلاف التي كانت بين الصحابة أن الهوى لم يكن مطية أحد الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - وأن الخلافات التي أفرزت تلك الآداب لم يكن الدافع إليها غير تحري الحق ، وهذا غيض من فيض من معالم أدب الاختلاف بين الصحابة بعد عهد الرسالة وانقطاع الوحي :
1 ) كانوا يتحاشون الاختلاف وهم يجدون عنه مندوحة ؛ فهم يحرصون الحرص كله على عدمه .
2 ) وحين يكون للخلاف أسباب تبرزه من مثل وصول سنة في الأمر لأحدهم لم تصل للآخر أو اختلافهم في فهم النص أو في لفظة كانوا واقفين عند الحدود : يسارعون للاستجابة للحق ، والاعتراف بالخطأ ، دون أدنى شعور بالغضاضة كما أنهم كانوا شديدي الاحترام لأهل العلم والفضل والفقه منهم ، لا يجاوز أحد منهم قدر نفسه ولا يغمط حق أخيه ، وكل منهم يرى أن الرأي مشترك ..
وأن الحق يمكن أن يكون فيما ذهب إليه وهذا هو الراجح عنده ، ويمكن أن يكون الحق فيما ذهب إليه أخوه وذلك هو المرجوح ولا مانع يمنع أن يكون ما ظنه راجحاً هو المرجوح ولا شيء يمنع أن يكون ما ظنه مرجوحاً هو الراجح .
3 ) كانت أخوة الإسلام بينهم أصلاً من أصول الإسلام الهامة التي لا قيام للإسلام دونها وهي فوق الخلاف أو الوفاق في المسائل الاجتهادية .
4 ) لم تكن المسائل الاعتقادية مما يجري فيه الخلاف ، فالخلافات لم تكن تتجاوز مسائل الفروع .
5 ) كان الصحابة - رضي الله عنهم - قبل خلافة عثمان - رضي الله عنه - منحصرين في المدينة وقليل منهم في مكة لا يغادرون إلا لجهاد ونحوه ثم يعودون فيسهل اجتماعهم ويتحقق إجماعهم في كثير من الأمور .
6 ) كان القراء والفقهاء ظاهرين كالقيادات السياسية وكل له مكانته المعروفة التي لا ينازعه فيها منازع ، كما أن لكلٍ شهرته في الجانب الفقهي الذي يتقنه مع وضوح طرائقهم ومناهجهم في الاستنباط وعليها بينهم ما يشبه الاتفاق الضمني .
7 ) كانت نظرتهم إلى الاستدراكات من بعضهم على بعض أنها معونة يقدمها المستدرك منهم لأخيه وليست عيباً أو نقداً .

أي أدب بعد هذا ينتظر صدوره من هؤلاء الرجال الذين استقوا النور من مشكاة النبوة فظل ينير قلوباً عجزت الإحن أن تغشاها ففاضت بمثل هذا الأدب في الاختلاف ، وحمداً لله فما كان الله جل شأنه ليجمع في رجال عصور الخير الاختلاف ومجانفة الأدب .

أما أسباب الاختلاف في عصرنا الحاضر :
فمن المسلم به أن أسباب الاختلاف تتباين بين الأعصار وإن كان كل عصر يورث الأعصار التالية بعض أسبابه وإن من أبرز وأهم أسباب الاختلاف اليوم بين المسلمين الجهل بالإسلام أو العلم الناقص .
إننا وللأسف الشديد في هذا العصر الذي تفرقت فيه الأمة شراذم وفئات :
- فئة تدير ظهرها للإسلام وتركب عربة الهوى تطوف بها بين شرق وغرب حتى كأن لم يعد يربطها بالإسلام إلا أسماء ورثتها ولولا بقية حياء لتبرأت منه !
- وأخرى تحن للعودة إلى دوحة الإسلام الوارفة ولكنها تتخذ إليها سبلاً مختلفة فيفرق بينها الاختلاف ويمكن منها الأعداء ، وتلاحقها عصا السلطان تحت كل سماء تحاول أن تسد عليها كل منفذ ، وتستأصل شأفتها قبل أن يستقيم عودها .

والآن وقد شخص الداء الذي تعاني منه الأمة ..
فلعل فيما يأتي شيئاً من العلاج :
أولاً : يجب أن يدرك الجميع أن أخوة الإسلام ووحدة صفوف المسلمين المخلصين والحفاظ عليها ، ونبذ كل ما يسيء إليها أو يضعف من عراها من أهم الفرائض وأخطرها ، وعبادة من أهم العبادات ، وقربة من أفضل القربات ؛ لأننا بتلك الأخوة نَقوَى على التصدي لكل العقبات التي تعيق استئناف الحياة الإسلامية على الصورة التي ترضي الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ويكفي أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نفرنا من الفرقة بأن أهدر دم المفرق للجماعة ، ولذلك فإن التفريط بالأخوة الإسلامية ، أو المساس بها لمجرد اختلاف في الرأي : أمر لا يجوز لمسلم أن يفعله ، أو أن يسقط في شراكه ولاسيما في هذه الظروف التي تداعت فيها علينا الأمم تريد أن تطفئ جذوة الإيمان التي بدأت تتقد في القلوب وتبيد البذرة الطيبة التي بدأت تشق التربة رغم الأيدي العابثة التي تنهال عليها وتحاول اجتثاثها .
إن الأخوة في الله و وحدة القلوب بين المسلمين تحتل المراتب الأول للواجبات ، بل هي في مقدمتها لأنها شقيقة التوحيد وقرينته ؛ قال سبحانه : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } فقرن جل جلاله الأخوة بالإيمان ، كما أن هناك مراتب للمنهيات يقع الميل من الأخوة في مقدمتها ويتركون المندوب في نظرهم ويفعلون الجائز تحقيقاً لذلك .
ولا يجولن بفكر أحد أن حرصنا على الأخوة الإسلامية ووحدة صف المسلمين يعني التساهل في قضايا العقيدة الأساسية التي لا تحتمل التأويل ضمن حدود القواعد الثابتة في العقيدة ذلك !
لأن الحرص على مجابهة أعداء الأمة لن يدفعنا إلى أن نضع أيدينا بين أيدي الذين ليس لهم نصيب من الإسلام إلا الأسماء بحجة الحرص على الأخوة ، فالقضايا الخلافية التي لا يجوز أن تفرقنا هي تلك التي اعترف بها كرام العلماء من أئمة السلف وتعاملوا معها من خلال آداب فاضلة وكان لديهم من الأدلة ما يجيز أكثر من وجه .
ثانياً : ولعله مما يساعد على التقليل من أسباب الاختلاف في الوقت الحاضر ويبعث على التحلي بآدابه :
معرفة أسباب اختلاف الفقهاء من السلف - رضوان الله عليهم أجمعين - وفهم تلك الأسباب ومدى موضوعيتها ليكون ذلك من بواعث التمسك (( بأدب الاختلاف )) فإنهم حين اختلفوا إنما اختلفوا لأسباب موضوعية وكانوا جميعاً مجتهدين وكان كل واحد منهم في طلب الحق كناشد ضالة لا فرق لديه بين أن تظهر تلك الضالة على يديه أو على سواه .
ثالثاً : ولعل أيضاً من الأمور المفيدة حمل المسلمين على التمسك بآداب الاختلاف معرفة المخاطر الهائلة والتحديات الخطيرة والخطط الماكرة التي يعدها أعداء الإسلام للقضاء على هذا الشباب المؤمن الذي يحمل لواء هذه الدعوة وليس في حساب الأعداء أبداً أن يفلت من يدها - إن استطاعت - فئة دون أخرى ؛ فالمهم هو ..
القضاء على العاملين للإسلام على اختلاف مذاهبهم وتباين وجهات نظرهم
وهذا يجعل إثارة أي اختلاف بين المسلمين أو تنمية أسبابه أو تجاوز أدابه
خيانة عظمى لأهداف الأمة
وجريمة كبرى في حقها
لا يمكن تبريرها أو الاعتذار عنها بحال !
رابعاً : وقبل هذا وبعده لا مناص من التزام تقوى الله في السر والعلن ، وابتغاء رضاه في حالتي الوفاق والخلاف مع الحرص على فقه دين الله ، والتجرد عن الهوى ، والبعد عن نزغات الشيطان ، ومعرفة سبل إبليس والحذر من شراكه ،
وحسب الأمة ما لقيت وعانت ..
وقد آن الأوان لتثوب إلى رشدها وتستنير بكتاب ربها وتعض على سنة نبيها - صلى الله عليه وآله وسلم - بالنواجذ ، ولعل الله يكتب إنقاذ الأمة على أيدي هذا الجيل من أبنائه البررة إذا صدقت النية مع الله واتخذت من السبل ما هو كفيل بقيادة الركب نحو شاطئ الأمان بعد أن طال ليل التيه والضلال ..
ولا يبخلن الصالحون من الأمة بالدعاء للعصبة المؤمنة بالسداد والتوفيق..
نسأله سبحانه وتعالى
أن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما علمنا ، ويزيدنا علماً
وأن يجمع على الحق كلمتنا ، ويلهمنا الرشد والسداد في أمورنا كلها
وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
وألا يجعلنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً
إنه أهل ذلك سبحانه والقادر عليه..
وآخر دعوانا.. أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:32 am

الاختلاف آدابه و تدبيره 1 باك
شارك به الأستاذ :
عبد الصمد الودغيري الإدريسي

1- مفهوم الاختلاف و الفرق بينه و بين الخلاف :
الاختلاف
الخلاف
- هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر - غاية و مقصود الأطراف واحد أما الوسائل فمختلفة . - ينبع من تفاوت أفهام الناس و مستويات إدراكهم . - يستعمل فيما بني على دليل .
- هو تباين في الرأي بين طرفين أو أكثر
- الافتراق حاصل في الوسائل و الغايات
- يستعمل فيما لا دليل عليه .
2- أسباب الاختلاف :
النزعة الفردية للإنسان
تفاوت الأفهام والمداركتفاوت الأغراضتباين المواقف و المعتقدات
لكل إنسان قناعاته الخاصة التي يكونها انطلاقا من شعوره بالتميز عن غيره .
بحسب اختلاف القدرات العقلية و المواهب و المعارف و المهارات.
فالبعض قصدهم الصلاح و معرفة الحق ، و البعض يراعي مصالحه .
فما يعتقده الإنسان يؤثر في الآراء التي يطرحها و المواضيع التي يتحدث أو يبحث فيها .
3- موقف الإسلام من الاختلاف :
الاختلاف المقبول :
الاختلاف المذموم :
- النابع من تباين في الفهم بسبب إشكال لفظي أو تعدد دلالات التعابير ، أو اختلاف في فهم الأدلة . مثل حديث ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة) فقد حصل للصحابة التباس في فهم المراد حيث فهم البعض ضرورة الإسراع في الوصول إلى بني قريضة و أداء الصلاة في وقتها ، و فهم البعض أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد تخصيص مكان صلاة العصر و لو خرج وقتها . و مع ذلك لم يعنف النبي صلى الله عليه و سلم على أحد ، فكان هذا الخلاف رحمة .
- النابع من هوى أو جحود للحق ، و المؤدي في نهايته إلى النزاع. و قد توعد الله تعالى أصحابه بالفصل بينهم يوم القيامة لما في خلافهم من ضلال و تزييف ، فهذا ليس خلاف رحمة بل نقمة. قال سبحانه( و ءاتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) .
4- من آداب الاختلاف في الإسلام و ما يترتب على مراعاتها :
التسامح
قبول الآخر
الحياء
الإنصاف
- خصلة من خصال الإيمان (رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى). و يترتب عليها الانتقال من التعصب إلى التراضي ، و من التنازع إلى التوافق. دون تنازل المتسامح عن عقيدته .
- و هو اعتراف كل من المختلفين بالآخر دون إلغاء الذات و التخلي عن القناعات . و يترتب عليه : اجتناب التعالي و الاستهزاء بالمخالف، و تقوية الفهم و روح التضامن.
شعبة من شعب الإيمان (إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). يترتب عليها:الوقاية من الاغترار بالرأي ، و تدفع عن الشخص الوقاحة و الشعور بالعظمة.
هو القدرة على الاعتراف بالخطأ ، و الشجاعة على تصويب الغير(الإنصاف من نفسك ) . و يترتب عليه : الجهر بالحق و إقامة العدل . و يصير الاختلاف عامل.
5- كيف ندبر الاختلاف ؟
أ/ ضبط النفس: بالتأدب و الرفق في الخطاب ، و مقابلة العنف بالحلم و الجهل بالعلم قال تعالى(و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس)
ب/ العلم بموضوع الاختلاف: و هو شرط أساسي في النقاش ، و على المسلم تجنب الجدال في موضوع يجهله إلا أن يستفسر .
ج/ التفاوض : يتم فيه تداول الكلام بين المختلفين لاكتشاف نقط التلاقي و محاولة إيجاد حلول لتسوية الاختلاف.
د/ التحكيم : و يتم عن طريق اختيار حكم معروف بالعلم و الحكمة قال تعالى ( و إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:33 am

الاستفادة من الاختلاف المذهبي في تنظيم المجتمع الإسلامي وتطويره

د. طه مصطفى أبو كريشة

مقدمات بين يدي الموضوع:
قبل أن نتناول جوانب البحث في هذا الموضوع، نود أن نؤكد على مجموعة من الحقائق التي قد تكون وردت في البحوث الأخرى بشيء من التفصيل.
الحقيقة الأولى: الاختلاف في الآراء وفي الاجتهاد أمر وارد وليس أمراً محظوراً. يؤكد هذه الحقيقة قول اللَّه عز وجل في (سورة النساء الآية:59 )، {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللَّه وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم فإن تنازعتمُ في شيء فردّوه إلى اللَّه والرسولِ إن كنتم تؤمنون باللَّه واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً}.
فالآية تفيد توقع حدوث التنازع واختلاف الرأي حول أمر معين لم يحدث فيه اتفاق من خلال النصوص الثابتة في كتاب اللََّه تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ومن الواضح أن الاحتكام إليها إنما هو محاولة إلى تعزيز الرؤية الاجتهادية، بما يساعد على الوصول في النهاية إلى رأي له سند مشروع من الكتاب والسنة، إن لم يكن على سبيل القطع فهو على سبيل الترجيح.
كما يؤكد هذه الحقيقة قول النبي عليه الصلاة والسلام ، >من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد< والحديث يفيد أن اجتهاد البشر ليس صواباً كله، واحتمال حدوث الخطإ في الاجتهاد أمر وارد، ما دام أن المجتهد لم يدخر وسعاً في النظروالتأمل والقراءة والفحص، وما دام قد ملك أدوات الاجتهاد بدليل كلمة (اجتهد) التي يُعنى بها بذل الجهد والطاقة في العلم الذي ينسب أو ينتسب إليه موضوع الاجتهاد.
الحقيقة الثانية : لا اجتهاد في أمور العقيدة وفي الأمور التي ثبتت من الدين بالضرورة. وبالتالي فإنه لا مجال لوقوع الاختلاف بين علماء وفقهاء الأمة الإسلامية في هذا الجانب، حيث أصَّل الوحي الإلهي والتوجيه النبوي أصول هذا الجانب في الإلهيات والنبوات والسمعيات وفي أركان الإسلام... ولم يعد من صالح البشر أن يبقى هذا الجانب مجالاً للبحث والنظر وتبادل الرأي، فليس من حق أحد أن يحل حراماً حرمه اللَّّه، أو يحرم حلالاً أحله اللَّه، أو أن يضيف أو أن ينقص ركناً من أركان الإسلام، أو أن يبطل حداً من الحدود التي شرعت بالوحي الإلهي، إلى غير ذلك من الأمور التي ثبتت من الدين بالضرورة.
الحقيقة الثالثة: الاختلاف المذهبي في غير الأصول أمر تقتضيه الضرورة، وذلك لأسباب منها:
.1 الحياة لاتسير على وتيرة واحدة، وإنما تتعدد أنماطها بتعدد ما يصل إليه البشر من وسائل تعينهم على أداء رسالتهم في الحياة.

فنحن اليوم غيرنا بالأمس، ونحن الآن غيرنا من عشر سنوات، وغيرنا من قبل ذلك على مر السنين.
.2 الناس لا يعيشون في مكان واحد تتحد فيه الأرض وأحوال الجو ومظاهر الطبيعة وتقلباتها، كما يتحد فيه الزمن وفصول العام. وإنما يعيش الناس في مناطق متعددة، وفي قارات مختلفة، وفي مظاهر جوية متباينة، وفي مصادر بيئية متنوعة، وفي موارد اقتصادية متفاوتة، وفي قدرات بدنية غير متكافئة. ومن هنا يكون البحث عن الأنسب من شؤون الحياة هو الأمر الملائم للفطرة وللزمان والمكان، بينما يكون صبغ الحياة بنمط واحد أمراً مضاداً لهذا الفطرة، ويكون ذلك بمثابة تحديد زي ملبسي واحد يلبسه كل الناس في كل مكان، دون اختلاف بين مكان بارد وحار، أو بين جو جاف وممطر ودون اختلاف بين الإنسان القصير والآخر الطويل، ولابين السمين والنحيف ولا بين الصغير والكبير.. . إلى غير ذلك من وجوه الاختلاف التي تقتضي اختلاف الأشكال والأطوال والألوان والأنواع.
.3 البشر مختلفون في قدراتهم العقلية، وفي مستوى الذكاء، مما يقتضي اختلافهم في الفهم والاستنباط والاحتجاج والتفسير والتأويل، كما أنهم مختلفون في مقادير ما يحصلونه من العلم، وما يدخرونه في ذاكرتهم من المعلومات، فمنهم من يحفظ ويستوعب، ويستبقي ويدخر، ومنهم من يعرض عليه النسيان، وقلة التذكر وتفلّت بعض المعلومات، مهما حاول أن يقيدها بقيود الحفظ والمراجعة والتكرار. وليس من وراء ذلك كله إلا أن نرى اختلافاً في الرؤى، ويكون لكل رؤية مقدارها من القوة أو الضعف بمقدار ما وراءها من رصيد المعرفة المختزن في الذاكرة.
.4 جوهر اللغة العربية التي تختلف عن غيرها من اللغات بما تشتمل عليه من ألفاظ حقيقية وأخرى مجازية، وبما يأتي فيها من اختلاف معاني الحروف وتعدد معاني الحرف الواحد، وصلاحيته لأن يفهم منه أكثر من معنى باعتبار مادخل عليه من الكلمات، وكذلك فإن أسلوب اللغة العربية له سماته من حيث التقديم والتأخير والتعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث، والذكر والحذف، والإظهار والإضمار، والتأكيد وعدم التأكيد، والخبر والإنشاء، وخروج الكلام على غير مقتضى الظاهر، واختلافه باختلاف مقتضى الحال، إلى غير ذلك من أمور اقتضت إمكان تعدد ما يؤخذ من الكلمة الواحدة والحرف الواحد فضلاً عن الأسلوب الذي يأتي على طرائق متعددة وأنماط مختلفة، وفي الوقت الذي نرى فيه دواعي التعدد في فهم اللغة ذاتها، نرى اختلاف المتعاملين مع هذه اللغة واختلاف درجات تخصصهم فيها، ومن ثم اختلافهم فيما يؤثرون ويرجحون، ومايختارون وما يردّون، ومايقبلون ومايرفضون.
.5 تجدد مشكلات الحياة التي تطرأ في كل عصر وفي كل بيئة مع ظهور مكتشفات حديثة ومخترعات جديدة، واختلاف الناس في مواجهة هذه المكتشفات والمخترعات من واقع قياس الحاضر على الماضي، ومدى الاستفادة من رصيد الماضي في معالجة مشكلات الحاضر، وهل تكفي بذاتها؟ أو أنها لاتكفي وهي بالتأكيد كذلك، وبالتالي فلابد للناس من بحث عن سبل العلاج؟ فمنهم من يهتدي، ومنهم من لايستطيع، ومنهم من يعثر على شيء دون شيء، أو يرضى بشيء دون شيء آخر، وهنا يحدث مثل هذا الاختلاف الذي لامناص ولامهرب منه بل لابد منه، وهو خلاف ينبغي أن لا يقابل بشيء من الحرج، ولا أن تضيق به الصدور، ولا أن تتحجر أمامه العقول، ولا أن توصد في طريقه أبواب الفهم المستنير، ولا يحـظر على أحد في أن يقبل أولايقبل، فمن شاء أخذ ومن شاء لم يأخذ، وكلُّ له سعة من أمره، مادام لم يلزم غيره، ولم يحاول أن يأخذه قسراً إلى رحابه وميدان رأيه.
.6 لكل هذه الحقائق وغيرها جاءت الحقيقة التي سجلها القرآن الكريم في قوله عز وجل: {ولو شاء ربّكَ لجعلَ الناسَ أمةً واحدةً ولا يزالونَ مختلفين* إلا من رَحِمَ ربُّكَ ولذلك خلقهم} .(سورة هود، الآية: 118، ومن الآية: 119). وقوله سبحانه وتعالى: {ولو شاء ربّك لآمنَ مَنْ في الأرض ِكلّهم جميعاً أفأنتَ تُكْرِهُ الناس ََحتى يكونوا مُؤمنينَ}. (سورة يونس، الآية: 99)، إلى غير ذلك من آيات تؤكد ورود الاختلاف في حياة البشر، وترشد في الوقت نفسه إلى مدى ما يوجبه ذلك من عدم نقل الاختلاف من مِِنْطقة تعدد الآراء إلى مِنْطقةِ التنازع والاشتجار، وتبادل التهم بالكفر والمروق من الدين أو الفسوق والإلحاد، إلى غير ذلك من أوصاف تفرق ولاتجمع، وتهدم ولاتبني، وتفسد ولا تصلح، وتضر ولاتنفع، ويكون الخاسر في النهاية هو المجتمع الإسلامي الذي ينبغي أن يكون يداً واحدة في مواجهة المجتمعات التي تعيش معه في هذا الكون، والتي يجب أن تقدم لها عن الإسلام صورة وضيئة مشرقة تتفق مع صورته التي أرادها رب العالمين، والتي تتمثل في قوله تعالى: {كنتم خيَر أمةٍ أُخرجِتْ للناس تأمرونَ بالمعروفِ وتنهَوْنَ عنِ المنكرِ وتُؤمنون باللَّهِ}. (سورة آل عمران، من الآية:110).

كيف نستفيد من الاختلاف المذهبي في تنظيم المجتمع الإسلامي وتطويره
كل المجتمعات، ومنها المجتمع الإسلامي تتعدد فيها المظاهر الحياتية التي يتشكل من خلالها المجتمع، فهناك المظهر الديني، وهناك المظهر الفكري، وهناك المظهر السياسي، وهناك المظهر الاجتماعي، وهناك المظهر الاقتصادي، وكل مظهر من هذه المظاهر له أسسه التي يقوم عليها، وله أصوله التي تحدد له المنهج، والخطة التي يسير عليها، كما أن له حدوده التي تحدد ملامحه وشخصيته حتى لا يختلط بمظهر آخر، وحتى لا يختلط الأمر أمام الناظرين فيحسبون هذا ذاك أو ذاك هذا.
ومن هنا كان لابد من وضع الضوابط، ولابد من تحديد المفاهيم، ولابد من الاهتداء إلى الوسائل الحقيقية التي تعين على بروز كل مظهر على نحو مقبول، تجتمع عليه الأمة، وتسعى إليه، وتلتف من حوله، وتدافع عنه، وتوضح ما قد يحيطه من شبهات، وتزيل ما يعترضه من عراقيل ومعوقات، وتنير ما قد يشوبه من لبس أو إبهام.
وإذا كان الوصول إلى هذه الوسائل ممكناً عن طريق أمور يتفق عليها أهل العلم والمعرفة، وأهل النظر والفهم، وأهل الاختصاص وأصحاب الشأن، فهل من الممكن أن يحقق الاختلاف المذهبي شيئاً من هذا القبيل الذي يسهم في تنظيم مظاهر المجتمع الإسلامي، وفي تطويره تطويراً يساير به ركب الحياة، دون أن يفرط في أصوله الثابتة، وعقيدته الراسخة، وأهدافه السامية؟.
إن الإجابة عن هذا التساؤل تكون بالإيجاب إذا نحينا جانباً أموراً كثيرة من طريقناً. يستطيع الاختلاف المذهبي أن يحقق دوراً إيجابياً في تنظيم المجتمع وتطويره، إذا نحّى التعصب للمذهب الواحد جانباً، بحيث نأخذ من مجموع المذاهب ما يأخذ بيد المجتمع إلى الأمام، وما قد يفتح أمامه باباً يبقى موصداً لو استمر كل واحد على التمسك برأيه ومذهبه، ولنا في مقولة الإمام الشافعي ما قد يهدىء من روعة المتعصبين، وما يخفف من الغلو في الاعتزاز بالرأي، والاعتقاد بأنه الرأي الأوحد والأمثل والأحسن والأرشد، هذه المقولة هي: >رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب< إن هذا الرأي من الإمام الشافعي، رضي اللَّه عنه، يفسح المجال للأخذ بكل رأي لأن فيه مِنْطقةٌ مشتركة من الصواب، فإذا آثر المجتمع رأياً على رأي في نظام ما، أو في مظهرما، فعلى الآخرين أن ينزلوا عند ذلك، وأن لا ينعزلوا عن الجماعة، وأن يكونوا مع الآخرين يداً واحداةً ووجهة واحدة.
وما دمنا لانستطيع إلغاء المذهب، لأن معنى ذلك أن نلغي كل المذاهب، فإن البديل عن ذلك هو أن نجمع بين الإبقاء على كل مذهب، وبين الإفادة، أيضاً، من كل مذهب، دون تفرقة بين مذهب وآخر، أي دون تعصب لمذهب دون مذهب، ودون تحقير لاجتهاد أصحاب مذهب معين في مقابل الإعلاء من اجتهاد أصحاب مذهب ثانٍ، لأن معنى ذلك أن تفقد الأمة قطاعاً كبيراً من أبنائها الذين ينتمون إلى المذهب الذي لم يكن من حظه أن يكون رأيه مقبولاً فضلاً عن أن يكون أثيراً مفضلاً دون سواه... وهذا أمر لا تريده الأمة، ولاتسعى إليه بالتالي، ولا تعمل على ظهوره، لأن ذلك يفقد الأمة الإسلامية خصوصيتها التي تبدو في أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، كما تبدو في أن >مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى<.
وبناء على ذلك فإن إسهام الاختلاف المذهبي في تنظيم المجتمع الإسلامي وتطويره ، من الممكن أن يكون على النحو التالي:

.1 تنظيم المجتمع وتطويره في المظهر الديني. من المعروف أن هناك خلافات مذهبية نشأت في المجتمع الإسلامي وأخذت مظهراً دينياً، كما رأينا في تراثنا الديني من مذاهب مثل مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهب المعتزلة، ومذهب الجبرية والقدرية والأشاعرة، وفي الفقه من ينتسب إلى مذهب الإمام مالك أو الإمام أبي حنيفة أو الإمام الشافعي أو الإمام ابن حنبل.. وبعض المذاهب في علوم العقيدة والتوحيد انتهت تاريخياً، ويكون من الأفضل بل من الواجب أن لا يعمل أحد على إحيائها في عصرنا الحاضر، ذلك لأن الاختلاف حول القضايا التي نشأت على إثرها هذه المذاهب، لم يعد لها وجود، بل قد يصبح الانشغال بها نوعاً من الترف العقلي، أو نوعاًَ من اقتحام الغيب، وتجاوزاً لِمنْطقة الممكن للإنسان، وصرفاً في الوقت نفسه عن الأمور الحياتية المعاصرة التي تشغل الناس، ويفكرون من أجلها ليلَ نهارَ، ويكون من العبث واللغو أن نترك الآخرين يجدّون ويجتهدون، ثم يصلون إلى ما يصلون إليه من أمور سيطروا بها على ماسخر للإنسان في هذا الكون، بينما نظل نحن في غيبوبة فكرية نتجادل حول أمور لم يصل فيها من أثاروها إلى رأي قاطع، يقطع الخلاف ويجمع الأمة من بعده حول مائدة واحدة من الفهم المؤمن بقدرات الإنسان التي يجب عليها أن لاتجاوز قدرها، ولا أن تدعي لنفسها ما ليس لها ولا في مقدروها، وأن لا تطرق أبواباً من العلم أكبر من إمكاناتها ووسائلها وما زودها اللَّه تعالى بها. إن إيقاف الجدل والبحث حول قضايا ماضية، واتفاق الباحثين على ذلك من شأنه أن يجمع كثيراً من شتات المجتمع الإسلامي الذي تفرقت وجهته نظراً لتفرق دوله انطلاقاً من الانتماء لمذهب من المذاهب التي دارت حول بحوث العقيدة على النحو المعروف في الفرق الإسلامية.
إن الاستعمار في الماضي لم تثبت أقدامه في أراضي المسلمين إلا من خلال استثماره للخلافات المذهبية وتعميقها في النفوس، وتشجيع أصحابها واستمالتهم نحوه، وضرب بعضهم ببعض، ومساعدة بعضهم ضد بعضهم الآخر، بحروب محلية ونعرات قبلية، ولو أجلنا النظر في كل أرجاء العالم العربي، بل وأرجاء العالم الإسلامي كله لوجدنا مصداق ذلك شاهداً على ما نقول من الخلاف الذي استمر عقوداً من الزمان، ومن الحروب المحلية التي نشأت بين بعض الدول، وما تزال بقايا هذه الحروب تطل برأسها بين الحين والحين، وتمثل ناراً كامنة تحت الرماد تنتظر من يشعل لها الوقود، والفتيل والوقود موجودان في يد المستعمر القديم الذي تغير وجهه الآن إلى مستعمر حديث عن الإعلام بوسائله المتعددة، ودراساته المتعمقة، التي يستطيع أن يصدرها إلى المجتمع الإسلامي فتفعل بسحرها ما كان يفعله السلاح العسكري في الماضي. وما لم تستيقظ الأمة لكل ذلك وتدرك أن أهداف المستعمر واحدة، وإن اختلفت وسائله، فإنها سوف تجد نفسها يوماً وقد ازداد انفراط عقدها، وانفصام عروتها وافتراق شملها، ثم تجد نفسها من بعد ذلك مجرد تابع ذليل يتسول المعلومة والمعرفة، ويتسول مخترعات العلم، كما يتسول رغيف الخبز، ورقعة الكساء، وقارورة الدواء.
وإذا تجاوزنا دور الاستعمار في استثمار الخلاف قديماً وحديثاً إلى ما يصنعه المسلمون بأنفسهم من أمور تهدد كيانهم، وتحدث الخلل في أساس بنيان مجتمعاتهم المحلية بصفة خاصة ومجتمعهم الإسلامي بصفة عامة، فإننا نرى في هذا المجال العجب العجاب، والأمور التي تثير الحزن والشجن والأسى في وقت واحد، وإلا فكيف نفسر قيام الحروب سنوات وسنوات بين أبناء الوطن الواحد لمجرد أن فريقاً منهم يتبع مذهباً فقهياً معيناً بينما يتبع الفريق الثاني مذهباً آخر، ثم نرى آثار هذه الحروب المخربة، وقد أقضت المضاجع، وأذهبت النوم من الأجفان، ويتمت الأطفال، ورملت النساء، وذهب الرجال الأشداء ضحايا العقول المغلقة والتعصب الممقوت، وبقي ظهر الأرض من بعد ذلك كله وقد تجرد من كل مظاهر الحياة، ولم يبق إلا الحطام والجفاف، والاستعمار يقف في جذل وانشراح، قرير العين سعيد النفس، حيث يرى نفسه أن ما آل على أيدي المسلمين أنفسهم يعدل ما كان يطمح إليه في هذا المجال مرات ومرات.

.2 تنـظيم المجتمع الإسلامي وتطويره في المظهر السياسي: الأساس في المجتمع الإسلامي أنه مجتمع قائم على التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، مجتمع قائم على أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، مجتمع قائم على طاعة اللَّه تعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وطاعة أولي الأمر ما أطاعوا اللَّه ورسوله، فإن عصوا اللَّه ورسوله، فـ : >لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق< وهو مجتمع، أيضاً، قائم على أداء الأمانات إلى أهلها، الأمانات التي تكون بين الإنسان وخالقه، وبينه وبين دينه، وبينه وبين نفسه، وبينه وبين مجتمعه، وهذا كله وغيره في كل صغيرة وكبيرة، وإذا حدث خلل في أداء أمانة ما فتلك هي الخيانة بعينها التي نهى عنها الإسلام، وكذلك فإن هذا المجتمع يقيم العلاقة بين الأفراد على أساس من العدل الذي يتحرى تجنب الظلم حسياً ومعنوياً، ومن الشواهد على ذلك من كتاب اللَّه تعالى: {إن اللَّه يأمركم أن تؤدوا الأماناتِ إلى أهلها وإذا حكمتم بينَ الناس أن تحكموا بالعدل إن اللَّه نِعمَّا يعظُكم به إن اللَّه كان سميعاً بصيراً* ياأيها الذين آمنوا أطيعوا اللَّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمرِ منكم فإن تنازعتم في شيء فردُوه إلى اللَّهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنونََ باللَّهِ واليومِ الآخر ِذلك خير ٌوأحسنُ تأويلاً}.(سورة النساء، الآيتان: 59-58)، وكذلك قول اللَّه تعالىَ: {يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا اللَّهَ والرسولِ وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}. (سورة الأنفال، الآية: 27). وقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقِسْطِ شهداءَ للَّهِ ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربينَ إنْ يكنْ غنياً أو فقيراً فاللَّهُ أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أنْ تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن اللَّه كان بما تعملون خبيراً }. (سورة النساء، الآية: 135)، وقوله سبحانه وتعالى: {ولا يَجْرِمِنَّكم شنآنُ قومٍٍ على ألاََّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا اللَّه إن اللَّّه خبير بما تعملون}. (سورة المائدة، من الآية: Cool.
وإذا كان كل ذلك وغيره لايتم إلا من خلال هيئة منفذة، وهي مكلفة من قبل هيئة حاكمة، فإنه يصبح من الضروري تكوين هذه الهيئات حتى تستقيم شؤون الحياة، وحتى يتم الإلزام للجميع على أسس طاعة أولي الأمر المطيعين للَّه ورسوله. ومع هذا الدليل النقلي، فإن فطرة الناس تعزز هذه الفطرة التي تبحث دائماً عمن يكون قائداً لها، ليكون هادياً وحاكماً ومرشداَ ومصلحاً ومستشاراً وملاذاً، ولهذا كان من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام ، أن يكون لكل تجمع شخص مسؤول عنه، ولو كان هذا التجمع قائماً على فردين فصاعداً، وتلك هي قمة المسؤولية وقمة التحضر السياسي والاجتماعي الذي يحارب الفوضى والفرقة والشتات، وذهاب كل فرد في واد لا يلتقي فيه مع من سواه من سائر الأفراد. وإذن فعلى أي شكل من الأشكال تكون هذه الهيئات، هل وضع لها الإسلام نظاماً معيناً، وهل وضع لها نظاماً واحداً، وهل وضع لها وضعاً محدداًً ثابتاً لا تتجاوزه، لقد رأينا من واقع التاريخ نظام الاستخلاف في عصر الخلفاء الراشدين يختلف من خليفة إلى خليفة، ثم جاءت العصور التالية، وفيها خلاف ما كان في عصر الخلفاء الراشدين، ومن هنا نرى أنه لم يكن ثمة من حرج في أن يجتهد المجتهدون في هذا المجال دون تثريب، مادام محتوى العدل قائماً، وما دامت الحقوق تصل إلى أصحابها، وما دام الحاكم يستشعر أنه >راع وأنه مسؤول عن رعيته<، وأن القوي في هذه الرعية ضعيف حتى يأخذ الحق منه، وأن الضعيف فيها قوي حتى يأخذ الحق له، وأن على الرعية أن تعينه إذا رأته سائراً على الحق، وأن عليها أن تقوّمه وتنصحه بما يسدده ويعيده إلى جادة الحق إذا رأته على الباطل. وعلى هذا فإن كان هناك مذهب من المذاهب يدعو إلى شكل واحد ثابت لايتعداه إلى غيره، ودونه يكون الاقتتال والاستبسال والاستشهاد، فإن ذلك يعد تجاوزاً لايرضاه الإسلام، كما يعد تحجراً يجعل الأمة في قفص ضيق محدود، تضيق به الأمة، وتضيق به طبيعة البشر، ومن ثم يبحث الناس عن المنقذ الذي قد تحدث من أجله تجاوزات ربما تراق فيها الدماء، وتزهق فيها النفوس، وتنتهك دونها الحرمات. وكل هذا غريب عن الإسلام.
إن حياتنا المعاصرة فيها أنماط وأنماط من أشكال الحكم، ومن هذه الأنماط ما يقوم على تحقيق ما يدعو إليه الإسلام من العدل والمساواة والحرية وحفظ الحياة والعقول والأموال والأعراض، وكلها أمور سبق إليها الإسلام، فهل هناك من حرج في أن يأخذ المسلمون من هذه الأنظمة ما يعينهم على تنظيم مجتمعاتهم وتطورها تطوراً يناسب الحياة، ويلائم ما جد فيها من أحداث ومخترعات دون أن يَمَسَّ ذلك جانب من جوانب العقيدة؟.
لقد حدث في المجتمع الإسلامي حوار كثير حول الأنظمة النيابية وحول مجالس الإدارات، وحول الهيئات القضائية وحول الشورى والديموقراطية، وكلها أمور ترتبط بالشكل لا بالجوهر، ترتبط بالمظهر لا بالمحتوى، ومع ذلك فإننا نرى في الواقع الإسلامي من يؤثر الاستعانة بهذه القوالب الشكلية في إقامة المحتوى وتنفيذه عن طريقها، ويراها وسيلة صالحة للتطبيق في المجتمع الإسلامي، بينما نرى إلى جانب هؤلاء من يرفض كل ذلك ويعده بدعاً من البدع المحدثة، التي هي من الضلالات التي نهى عنها الإسلام، ومع هذا الرفض فإن هؤلاء الرافضين لايكتفون بمجرد الرفض وإنما يضيفون إلى ذلك تجريحهم للآخرين، واتهامهم بالمروق لإحداثهم في الدين ما ليس منه مع أن هذا الشكل ليس ديناً ولايتبع شيئاً سابقاً عليه من الدين حتى يكون ابتداعاً فيه، ومع أنهم لو تأملوا لعرفوا أن ذلك من شؤون الدنيا التي قال في مثلها النبي عليه الصلاة والسلام ، > أنتم أعلم بشؤون دنياكم<.
إن كثيراً من الأنظمة الحديثة فيما يتصل بشؤون الإدارة والحكم هي من شؤون هذه الدنيا، التي يجب علينا أن نجدد فيها ونبتدع فيها لنصل إلى الشكل الأفضل والطريقة المثلى التي توصل الحق إلى أصحابه من أقصر طريق، وبأقرب وسيلة، وما علينا في ذلك من حرج، ولاضرورة إلى ادعاء التمذهب فيها ثم الاقتتال حول هذا المذهب أو ذاك على أساس أنه المذهب الشرعي الوحيد الذي يجب أن يقتدى به ويتبع دون سواه.
ومن هذه الأمور الحديثة طريقة الانتخاب والتصويت في المجالس النيابية والشعبية والمجامع المحلية، ومايمكن أن يؤلف من الأحزاب وتعددها، ومن المناداة بالديمقراطية والشورى.
وعلى هذا فإذا رأينا من المجتهدين من يفسح الطريق لمثل هذه الأمور المحدثة فإن على أولى الأمر في المجتمع الإسلامي أن يفيدوا من ذلك، وأن يروا في ذلك ثمرة إيجابية من وراء الحوار الذي يدور حول هذا الموضوع، وتتعدد فيه الآراء، دون أن نرى من وراء ذلك ما تضيق به الصدور، وتتصارع فيه العقول.
.3 تنظيم المجتمع الإسلامي وتطويره في المظهر الاجتماعي: المجتمع الإسلامي مجتمع تحكمه علاقات اجتماعية خاصة قائمة على رعاية الحقوق والواجبات. ففي داخل الأسرة توجد علاقة الأب بأبنائه والأم بأبنائها، وتوجد علاقة الأبناء بالآباء والأمهات، كما توجد علاقة الزوج بزوجته وعلاقة الزوجة بزوجها، ثم توجد علاقة الجميع بذوي الأرحام وبالجيران. ففي علاقة الأبناء بالآباء والأمهات نرى التوجيه القرآني {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً،* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً}، (سورة الإسراء، الآيتان: 24-23) ، وقول النبي عليه الصلاة والسلام ، وسلم >بروا آباءكم تبركم أبناؤكم<، وفي علاقة الآباء بالأبناء، نرى قول رسول اللَّّه عليه الصلاة والسلام ، > كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت< >ما نَحل والد ولداً من نِحَلٍ أحسن من أدب حسن< وفي العلاقة بين الزوجين قوله تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة واللَّه عزيز حكيم* الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}، (سورة البقرة، من الآيتين: 229-228)، وقوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل اللَّّه فيه خيراً كثيراً}. (سورة النساء، الآية: 19)، { الرجال قوامون على النساء بما فضل اللَّه بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اللَّه} .(سورة النساء، الآية: 34)، ومن توجيهات النبوة قول النبي، عليه الصلاة والسلام ، > استوصوا بالنساء خيراً< و> رفقاً بالقوارير<، ومن حق الزوجة على زوجها > أن تطعمها إذا طعمت وأن تكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولاتقبح ولاتهجر إلا في البيت<.
وفي العلاقة بذوي الأرحام قوله تعالى: {وآتِ ذا القرُبى حقَّهُ}. (سورة الإسراء، من الآية : 26)، {وبالوالدين إحساناً وبذي القربى}. (سورة النساء، من الآية: 36) {يا أيها الناس اتقوا ربَّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلقَ منها زوجَها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا اللَّه الذي تساءلونَ بهِ والأرحامَ إن اللَّه كان عليكم رقيباً} . (سورة النساء، الآية: 1). وفي العلاقة بين الجيران. قوله تعالى: {وبالوالدين إحساناً وبذي القُربى واليتامى والمساكين والجار ِذي القُربى والجار الجنب والصاحبِ بالجَنْبِ}. (سورة النساء، من الآية: 36)، وقول النبي عليه الصلاة والسلام ، >مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورّثهُ<.
هذه العلاقات الاجتماعية لم يظهر خلاف حولها إلا فيما يتعلق بالنساء وعلاقتهن بأزواجهن أو فيما يتعلق بالحقوق بالمقارنة مع الرجال. أما الحقوق فيما يتعلق بالأزواج، فمنها ما يتصل بالزوجة وحياتها قائمة مع زوجها، ومنها ما يتعلق بها بعد مفارقة زوجها لها طلاقاً أو وفاة.
والإسلام نظم هذه الحقوق وفصلها تفصيلاً قل أن نجد له نظيراً في غير الإسلام. ولقد نزلت آيات كثيرة في هذا الشأن، وفي بعض السور القرآنية، أخذت حيزاً كبيراً،بل إن بعض السور سميت باسم (النساء)، لوجود كثير من الأحكام التي تتعلق بالنساء في كثير من آياتها، وهناك، أيضاً، سورة سميت باسم يتعلق بالنساء بعد الفراق بالطلاق، وهي سورة الطلاق، وكل من هذا وذاك يدل على العناية بهذا الشأن، ويدل من جانب آخر على مدى حرص الإسلام على بقاء هذا الجانب واضحاً كل الوضوح، سواء أكانت الزوجية قائمة أو كانت العلاقة قد زالت بسبب الطلاق، وجوهر كل هذه التعاليم قائم على تثبيت هذه العلاقة ما أمكن، وإتاحة الفرصة للإصلاح ومراجعة النفس دون تعجيل بالفراق عند حدوث أي بادرة، ولدى ظهور أي مواجهة.
وليس هناك خلاف مذهبي كثير عندما تكون العلاقة الزوجية قائمة، سواء أكانت علاقة زوجية واحدة أو علاقة زوجية متعددة، وإنما وقع الخلاف وتعدد عند حدوث الافتراق بالطلاق، وهو خلاف قائم على حفظ حقوق المرأة، وعلى الحرص على إيجاد وسيلة تمنع العلاقة الزوجية من الانهيار نهائيا،ً مع ما يترتب على ذلك من تشريد الأبناء وتعريض الزوجة لحياة الانفراد، وقد تظل كذلك طيلة حياتها دون أن تتاح لها فرصة أخرى للزواج، وما يصحب ذلك من العنت والحرج والتعرض للفتنة أو التعرض للضياع، إذا لم تجد وسيلة لمواجهة نفقات الحياة. وهنا يكون دور الفقهاء المجتهدين الذين لابد أن يكون لديهم من التفقه واتساع الفهم والنظر الثاقب، ما يجعلهم قادرين على إيثار الأيسر والأفضل في الفتوى، التي لا يترتب عليها حرج في الدين ولا جرأة في تجاوز أصوله وثوابته.
أما العلاقات بين ذوي الأرحام والجيران بعضهم مع بعض أو الناس بعضهم مع بعض بصفة عامة، فلا نظن أن هناك خلافاً مذهبياً فقهياً فيما ينبغي أن تكون عليه علاقة القريب بقريبه، والجار بجاره، والأفراد الآخرين حيثما وجد لقاء بين بعضهم ببعض.
وهي أمور خاضعة للمبادىء العامة في الإسلام التي تنطلق من مبدإ الإحسان في العلاقة على النحو الذي يؤدي إلى إيصال الحقوق، وتوفير العدل، ومنع الظلم، وإلى رعاية المشاعر الإنسانية دون تجريح أو اعتداء أو تشهير، هذا مع تقديم كل مظاهر العون في إطار مبدإ التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
إن تأكيد هذه الحقوق ومنع أي اختلاف عارض والوقوف في وجه من يريد أن يتجه اتجاهاً متشدداً يترتب عليه أن يهجر الابن أباه وأمه، أو يهجر القريب قريبه، والجار جاره، نظراً لأن هناك من لم يلتزم بأمور الدين التزاما كاملاً، أو كان له اجتهاد في مسلك شخصي آثره على مسلك آخر مع اتساع الرأي والتأويل لكل من المسلكين.
إن الاستفادة من الاختلاف المذهبي في هذا الإطار ينبغي أن يكون متجهاً نحو الأمور التي تزيد المجتمع الإسلامي تماسكاً وصلابة واقتراباً، وتجمعاً وحباً ومودة وتعاطفاً وشفقةً حتى يكون كالجسد الواحد الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام ، بأنه >إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى<. إن العلماء في هذا المجال مطالبون بإظهار سماحة الإسلام، تلك السماحة التي تحذر من مجرد النظرة المخيفة فضلاً عن الكلمة المنطوقة المرهبة، أو الإشارة بالسلاح أو استخدامه لترويع الآمنين وقهر المسالمين، وفرض السيطرة على العزَّل المجردين من أي سلاح يحميهم من اعتداء المعتدين. إن على العلماء أن ينشروا بين الناس جوهر الإسلام، وأنه دين السلام الذي يقيم العلاقات الآمنة على أساس من تحيته المتبادلة بين الناس، والتي تحمل رسالة السلام والرحمة والبركة، يزفها قائلها إلى غيره، ويقبلها غيره قبولاً حسناً مطمئناً مهدئاً، مبدداً كل مشاعر الخوف والترقب من نفسه، وناشراً عليها ظلالاً من المودة والحب والتعاطف، مع ما يترتب على ذلك من التقارب النفسي، والاستعداد للتعاون وتقديم الخير قدر الطاقة طواعية واختياراً، عن جود نفسيٍ وسخاء روحي. إن على العلماء أن يذكّروا الشاردين عن هذه المعاني وغيرها، مؤثرين شعارات لاتمت إلى الإسلام من قريب أو من بعيد، وهي في الوقت نفسه تكون دعاية مغرضة يستغلها أعداء الإسلام في محاربته وفي الدعاية ضده، وفي تنفير من يريد الدخول في رحابه، والانضواء تحت رايته، والارتواء من نهر سماحته، ولن يكون ذلك كله إلا من خلال العلماء الفقهاء العارفين.

.4 تنظيم المجتمع الإسلامي وتطويره في المظهر الاقتصادي: يعد هذا المظهر من أخطر المظاهر التي ينبغي أن يوجه إليها الاهتمام في عصرنا الحاضر، ذلك لأن المعاملات الاقتصادية لم تعد كما كان الحال عليه وقت أن كان الناس يعيشون في أماكن متباعدة، وليس من السهل عليهم أن يلتقوا إلا مع شيء كبير من الجهد والمشقة. أما الآن 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:35 am

دور الاختلاف في إثراء الفكر
(مقارنة نفسية)

د. إقبال الغربي
مـدخل:
إن الجديد في السنوات الأخيرة هو تزايد الإدراك بأن المطلوب هو ثقافة جديدة تهيىء الفرد والمجتمع لحقائق وديناميات عصر جديد هو عصر العولمة، عصر التغير المتسارع، عصر المرور من مجتمع الإنتاج إلى مجتمع المعرفة: عصر ما يسمى بالثورة التكنولوجية الثالثة.
هذه الثورة، التي هي من أهم خصائص القرن الحادي والعشرين، تعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة، والاستخدام الأفضل للمعلومات المتدفقة بوتيرة سريعة (يقدر خبراء الدراسات الاستشرافية أن حجم المعرفة العلمية سوف يتضاعف كل سبع سنوات).
هذه الثورة التكنولوجية الثالثة تختلف عن الثورة التكنولوجية الأولى والثانية:
ـ الثورة الأولى، كان عمادها المحرك البخاري، واستخدمت الفحم والحديد.
ـ الثورة الثانية، التي حررت قدرات الإنسان العقلية اعتمدت على الكهرباء والنّفط، وعلى الطاقة النووية، وكذلك على فن الإدارة الحديثة.
أما الثورة التكنولوجية الثالثة فعمادها العقل البشري، وهي ترتكز على الإلكترونيات الدقيقة التي أدخلت عقلاً وذاكرة على الآلات، وكذلك على توليد المعلومة وتنظيمها واختزانها وتوصيلها بسرعة لامتناهية (الإنترنت).
وبما أن العقل البشري هو الركيزة الأساس في هذه التحولات، وبما يمثل طاقة متجددة لاتَنْضَب وأن هذه الثورة لن تكون حكراً على بلدان المحور أي المجتمعات الغنية ببنيتها التحتية وبمواردها الأولية وبجيوشها التقليدية، بل بإمكان كل الشعوب ـ ومنها الإسلامية ـ أن تخوض غمارها شرط أن تحسن استثمار رأسمالها البشري وإعداده ذهنياً لتسليحه بالآليات العقلية التي تفجر طاقاته وإبداعاته.
ونظراً لأن مقياس التقدم والرقي في القرن القادم سيتمثل حتماً في حسن التحكم في المعرفة، وتوظيفها لصالح التنمية الشاملة والمستديمة، وأن ذلك يستدعي بالطبع توخّي طرقاً تتلاءم ومقتضيات الحقبة.

فما الطريقة الأفضل لاستثمار العقل وتحرير طاقاته؟
يمكن إبراز طريقتين تَبْدُوانِ في نظرنا أساسيتين:
تتمثل الأولى في توظيف الاختلاف، لإثراء الفكر عبر الصراعات المعرفية، وذلك بتوفير طبعاً، أجواءً ملائمة، تقوم على مبدإ التعددية والتسامح.
والثانية تقتضي تجاوز العوائق النفسية الواعية واللاواعية، التي يمكن أن تشّكل حاجزاً أمام مزايا الاختلاف.
آليات أدب الاختلاف التي تنص القدرات العقلية هي:
ـ الصراعات المعرفية
ـ التعددية
ـ التسامح
لاشكّ أن العقل معطى تاريخي يتطور وينمو في علاقة جدلية مع المحيط. لقد أثبتت الدراسات السيكواجتماعية، ومدرسة جنيف التي تتعلق بالبناء الاجتماعي للذكاء، أن القدرات العقلية للفرد لا يمكنها أن تتطور إلا مع الآخر المختلف أي في ظل الصراعات المعرفية، التي تشكل المجال الأفضل للتطور الذهني والمعرفي، ومعنى ذلك أن التفاعل الاجتماعي، يمكّن الفرد من بناء أدوات ذهنية جديدة تساعده على مزيد المشاركة في تفاعلات اجتماعية أكثر تطوراً وأكثر تعقيدا،ً وهو ما يسمى بالسببية اللولبية.
وفي هذا الصدد تؤكد الأبحاث الميدانية في مجال التربية وعلم النفس، والتي قام بها كل من (بياجي) (ولوتراي) أن التقدم المعرفي وإثراء الفكر لا يحصل إلا إذا وجد الأفراد أنفسهم في وضعيات اختلاف ومواجهة مع أفراد متنوعي المستويات والتوجهات، وبناء على ماقدمته هذه الأبحاث من حقائق يمكن أن نستنتج أن أي صراع معرفي بإمكانه أن يؤدي إلى إثراء الفكر يشترط وجود اختلافات في آراء الأطراف المجتمعة حول عملية تملك المعرفة.
إذ أن الاختلاف يفرز لدى الفرد وعياً مزدوجاً:
ـ فهو من ناحية يشعر الفرد أن نظامه التأويلي غير متلائم مع ماهو مطلوب منه فيتجاوز بذلك البداهة الخادعة والأفكار المسبّقة والمعارف الحسية المباشرة والسطحية عبر تصحيح الفكر بالوقائع، وترشيد الواقع بالفكر في حوار جدلي دائم.
ـ ومن ناحية أخرى يكتشف الفرد أوجه نظر مغايرة، وهو أمر جد هام: لأن هذا الاكتشاف سيعينه على تجاوز التمركز حول الذات ( أي تمركزهُ حول ذاته) المضرة بالنمو السليم لفكره، لأن الطفل يتجاوزها عند سن السابعة.
ـ إلا أن إثراء الفكر عن طريق الصراعات المعرفية يتطلب مُناخاً معيناً يقبل الاختلاف ويسوده التفاهم والتسامح.
وقد بينت الدراسات السيكواجتماعية منذ تجربة كـ. لوين المجرات سنة 1938 ـ مدى تأثير الأجواء السائدة على نتاج الفكر وإثرائه.
وقد قدمت لنا هذه الأعمال عدة تجارب تتمحور حول ثلاثة أساليب أو صيغ في أخذ القرارات.
ـ الأسلوب المتسلط.
ـ الأسلوب الفوضوي.
ـ الأسلوب الديمقراطي.
وقد اتّضح تفوق الأسلوب الديمقراطي القائم على مبدأ النقاش وقبول الاختلاف مع تفهم الآخر.
فالمُناخ الديمقراطي
ـ يشبع لدى الفرد حاجته إلى الأمن
ـ يُنَمّي لديه القدرة على الإنجاز
ـ يغذي مطلبه التواصلي مع الآخر.
ـ يذلل مشاعر القلق والاضطهاد التي تزدهر في الأجواء الفوضوية والتسلطية، والتي قد تكوّن عوائق إبستمولوجية تعطل عملية تملك المعرفة وإثراء الفكر.
ففي هذا المُناخ القائم على الاختلاف يكون القرار في النهاية بتراضي الجميع، وهكذا يكون أمر الناس شورى بينهم فعلاً لا قولاً.
العوائق النفسية التي تحول دون قبول الاختلاف
الآليات النفسية التي تجعلنا نرفض الاختلاف، هي حسب سيكولوجيا الأعماق التالية:
ـ كراهية الآخر.
ـ الجمود الذهني.
ـ التعصب.
كراهية الآخر
اكتشاف الذات وفهمها يمر حتماً بتجربة التعايش مع الآخر.
هذا الآخر الذي يمثل دور المرآة العاكسة.
وَضَّحَ كلٌّ من (لاكان)، (فالون) و(كلاين) أهمية طور المرآة في تكوين الذات.
فالطفل يلعب أمام المرآة بالصورة التي تشكل عليها، وعندما يدرك أنهما صور وليست أشخاصاً واقعيين وإن بين هذه الصور واحدة هي له، فإنه يتأمل مفتوناًً تلك الصورة التي تطمئنه على وحدته الجسدية، ويستبق بفضلها رسماً لجسمه، وبالتالي فهي تدعّم لديه على أساس مرئي مفهوم ذاتيته وهُويته.
بيد أن هذا الطفل يلتفت دائماً وفي كل الحالات إلى الأم، إلى الآخر، لينتزع منها اعترافاً بأن هذه الصورة المنعكسة من المرآة هي صورته هو. فالطفل يرى نفسه دائماً بأعين الآخرين.
فدون الآخر المرغوب والمرهوب في آن واحد يتحول كل منا إلى وحش إذا استطاع ضمان بقائه. ذلك أن الإنسانية اكتساب ثقافي وليست إرثاً بيولوجياً.
وفي نفس هذا الإطار النظري يمدنا التحليل النفسي بتفسيره لنشأة كراهية الآخر.
فنحن نعرف أن تجربة التعايش مع الآخر المختلف عنا تنشأ عند الطفل بين الشهرين الثامن والعاشر بعد الولادة، عندما تفطم الأم طفلها أي تُرغِمهُ على الانفصال عن جسدها جسمياً، ذهنياً، ونفسياً، وهنا يكابد الفطيم عملية إقصائه عن أحضان الأم المرضعة كمأساة، كإحباط كعزلة وجودية مريرة.
واكتشاف الطفل لأمه ككائن مغاير مختلف عنه، يسلبه ذلك الإحساس الممتع الذي يداعبه، ويشعره أنه مازال جنينا ًأي امتداداً بيولوجياً لجسد الأم وقطعة منها يأتيه رزقه رغداً.
كذلك يكتشف الطفل الآخر عند المرور بعقدة أوديب بين السن الثالثة والخامسة عندما يصبح الأب منافساً له على الاستئثار بحب الأم.
فكيف يعيش الطفل تجربة اكتشاف الآخر والتعايش معه؟.
هناك إمكانان:
يمكن للطفل تجاوز وتعويض جُرح الفطام النرجسي بنقل العلاقة البدائية المنصهرة والجسدية مع الأم إلى مستوى التبادل الرمزي أي اكتساب اللغة، وبالتماهي مع الأم الطيبة، وذلك بممارسة اللذة الفمية، وبسلوك أفعال تدل على روح العطاء والسخاء.
كما يمكن للطفل إيجاد مخرج هادىء لعقدة أوديب، بالتماهي مع الأب، واحتواء خصاله ككهل، ومنها النضج النفساني والاستقلالية الذهنية، أي بالارتقاء إلى نمط آخر من التنظيم الرمزي الذي يؤسس القوانين الطبيعية والاجتماعية (تشرب قانون الأب/ السلطة).
ـ أما إذا عجز الطفل عن احتواء هذه الأزمات/ التحولات الضرورية لنموه السليم وعاش الآخر كعدو وكمعتد على أمنه، فسوف يرد الفعل بمشاعر الاضطهاد وهذيانات التآمر، وبالتالي سيسقط على الآخر المختلف عنه عرقياً دينياً أو فكرياً مشاعر الحقد والكراهية التي عاشها في طفولته المبكرة، ويعامله كمسؤول عن طرده من الجنة الضائعة ( الانصهار في الأم الحنون) أي كتلك الأم الشريرة الفاطمة، وكذلك الأب المستبد والخاص ( طبعاً حسب الهوامات الطفلية).
وقد تلاحق هذه التمثلات المرء حتى في الكبر، فتجعل منه كائناً متعصباً مختل التوازن رافضًا ومقاومًا لكل أشكال الاختلاف، وفي هذا الصدد يقول فرويد: " إن سر شقائنا أننا عشنا أطفالاً".
الجمود الذهني
الآلية الذهنية الثانية التي تعيق الاختلاف هي الجمود الذهني. يعّرف علم النفس هذا العطب في المسار الذهني بأنه عجز المرء عن تغيير جهة نظره ووضع نفسه مكان الآخر لفهمه وفهم وجهة نظره.
وهو يوجد في الحالات المرضية مثل العصاب الاستحواذي، كما أنه إحدى السمات الجوهرية في تناذر البرانويا المصاب بالجمود الذهني تنقصه المرونة الفكرية، له رأي ومبادىء ثابتة، منغلق على حجج الآخر، لأن مركزيته الذاتية جعل الإنسان نفسه مركزاً للكون، تجعله عاجزاً عن وضع نفسه مكان الآخر أي المختلف عنه في الرأي أو في الدين لفهمه وتفهم وجهة نظره، فالمصاب بالجمود الذهني يرتكز على ثوابت ومسلمات لاتقبل النقاش لأنها محاطة بدلالات وجدانية وبشحنات لاشعورية تجعل من كل نقاش فيها نقاشاً في معنى حياة المتشبت بها. وبالتالي يصبح الجدل والاختلاف مجازفة بسعادة المتصلب وبثقته المفعمة بنفسه. وفي هذا الظرف، يدرك الآخر المختلف عنا ككائن تهديمي يؤجج هوامات القلق والاضطهاد، فلا يمكن أن نستمتع إلى هذا الغريب مهما كان خطابه علميا ًأو موضوعيا، "لأنه في غاية الخبث وكلامه سمّ ناقع" على حد تعبير د. أنزيو.
وبما أننا لا نستطيع العيش دون تواصل مع الآخرين سوف يبحث المصاب بالجمود الذهني عن آخرين غير مختلفين عنه، يشبهونه ولا يمارسون عليه أي ضغط أو نقد وسوف يجدهم في عشيرته في شيعته أو في حزبه. والصورة التي تنطوي عليها هذه العلاقة ـ البيشخصية ـ بينه وبينهم، وهي صورته المثالية التي عززها وبررها الآخرون وهي صورة نرجسية مطمئنة.
ويشكل هؤلاء الآخرون امتداداًً يكاد يكون بيولوجياً للأم الحامية ويلعبون دور "الحضن الطيب" حسب تعبير (م. كلين) كما يمثل الآخرون مجموعة يحاول من خلالها الفرد إعادة بما "نحن جماعية" يستعيد بها وهمياً محاولة الانصهار من جديد في جسد الأم.
وهذا ما يؤدي حسب التحليل النفسي إلى السلوك التعصبي المناهض لكل أشكال الاختلاف.
وداخل هذه المجموعة المتشابهة الباحثة عن الأمن ( الثابتة في الحنين إلى حضن الأم الطيبة) يسود التماثل ويطغى النقاء، فهذه المجموعة تجسّد النظام الطبيعي للأشياء وكلّ من ينحرف عنها ( الدخيل/ الغريب/ المختلف) أو يحتجّ على معاييرها أي على أوامرها ونواهيها يمثل خطراً على نظام الكون، ويسبب الفوضى والفساد. وبفضل هذه البداهة الأساس، يتمكن المصاب بالجمود الذهني من تقسيم العالم إلى قسمين:
التماثل الاختلاف
الطبيعة مضاد للطبيعة
النظام الفوضى
الطهارة الفساد
نحن هم
لذلك نجد في خطابات أقصى اليمين مثلاً أن المختلف الغريب المهاجر، يرمز إليه في أغلب الأحيان بكلمات مثل : ميكروب "فيروس"سرطان" ينخر جسد الأمّة / الأم ويدنّس طهارتها ونقاءها (انظر إيديوليجية أقصى اليمين الفرنسي مثلاً). وهذا ما يؤدي حسب التحليل النفسي إلى تأسيس السلوك التعصبي المناهض لكل أشكال الاختلاف.
فماذا عن التعصب الذي يشكل الآلية الثالثة والأخيرة؟.
يقدم لنا ابن منظور في لسان العرب التعريف التالي: "التعصب هو أن يدعو الرجل إلى بصرة عصبته والتألّب معهم على من يناوئهم ظالمين كانوا أو مظلومين" وهذا التحديد لا يختلف في شيء عما قدمه لاحقاً علم النفس حول التعصب، إذ أن التعصب من وجهة نظر علم النفس هو ميل انفعالي، يفرض على صاحبه أساليب وطرق في التفكير والإدراك والسلوك تتفق مع حكم بالتفضيل أو عدم التفضيل لشخص أو جماعة. وهذا الحكم يكون سابقاً لوجود دليل منطقي أو دون دليل إطلاقاً.
وهو غير قابل للتغير بسهولة بعد توفر البراهين المعارضة التي تشير إلى عدم صحته لأنه ينطوي على نسق من القوالب النمطية، أي تصورات تتسم بالتصلب والتبسيط وكذلك بالتعميمات المفرطة عن جماعة معينة وفي أغلب الأحيان مختلفة إذ إن التعصب للعائلة وللعشيرة وللجهة وللطائفة ضد الغريب ضد المختلف، هو عودة إلى الوراء إلى مرحلة من المفروض أننا تجاوزناها مرحلة الانصهار مع الأم هو تنكر لمبدأ الاستقلالية والتفرّد.
هو نكوص إلى الفطري ضد المكتسب، نكوص إلى العتاقة ضد الحداثة القائمة على تعددية أشكال التعبير والتفكير والسلوك واحترام الحريات الفردية واحترام حقوق المرأة والطفل وبكلمة حقوق الإنسان وفيما يخصنّا حق الاختلاف أساساً.
بعد تحليلنا للآليات الذهنية التي تدعم الاختلاف، وللحواجز النفسية الواعية واللاواعية التي تقاومه، يمكن أن نستنتج أن الفرد يراوح طوال حياته بين غريزة الموت وغريزة الحياة، بين التشاؤم والتفائل بين الانغلاق على الذات والانفتاح على الآخر.
الانغلاق والانطواء على الذات ومعاداة الآخر هو نكوص إلى ما قبل الفطام، إلى ما قبل الحياة الذهنية، هو حنين جارف إلى انكماش الجنين في بطن الأم الحامية، هو بكلمة انتصار لغريزة الموت. بينما يمثل الانفتاح على الآخر وفتح الحدود أمام جميع التيارات انتصارا لمبدأ غريزة الحياة، لأنه يجسد البحث عن مشروع مستقبلي.
الفـــــــــرد
غريزة الحياة غريزة الموت
التفاؤل التشاؤم
المستقبل الماضي
الفرد / الأنا الجماعة/ النحن
الانفتاح الانطواء
الاختلاف التماثل
الطبيعة / البدائية الثقافة / الحضارة
تغلب غريزة الموت على غريزة الحياة، أي الانطواء على الانفتاح يكون بارزاً في وقت الأزمات والضعف التي تؤجج البدائية في الفرد وتحرر اللاعقلاني من عقال العقل. أما حالات الانشراح ولحظات الصعود والقوة في حضارة ما فهي تسد المنافذ على المكبوت. فيثق أفرادها في أنفسهم وفي مستقبلهم، وينفتحون على الآخر، ويوظفون الاختلاف، ويرونه أساساً لبناء مشروعهم الحضاري.
وهو عين ماصنعه المسلمون في عز نهضتهم في ما يخص سعة اطلاعهم على أعمال الآخر والإشادة بمجلوباته، وفي هذا السياق تبدو لنا مدرسة الطب النفسي في الإسلام نموذجاً يجسد دور الاختلاف في إثراء الفكر وبناء المعرفة.
فقد كان اهتمام المسلمين بالطب استجابة للحديث النبوي "العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان".
ولما ارتكز عليه الإسلام من أسس صحته مثل:
ـ الوضوء.
ـ الاغتسال.
ـ ممارسة الأعمال الرياضية.
ومع أن الرعاية الصحية بارزة في الدين الإسلامي، وإن ذلك لايعني أن القرآن كتاب طب أو علم نفس، ولكنه أشار إشارات صريحة إلى مايهم الناس في هذا المجال وترك لهم حرية البحث.
وقد كتب العقاد في هذا الصدد: جاء الإسلام فقضى على الكهانة وفتح الباب للطب الطبيعي على مصراعيه، لأنه أبطل المداواة بالسحر والشعوذة، ولم يحدث في مكان الكهان طبقة جديدة تتولى العلاج باسم الدين، بل سمح النبي عليه الصلاة والسلام ، باستشارة الأطباء ولو من غير المسلمين.
وقد تجمعت تعاليم مهنة الطب وآداب رعاية المريض في مجموعة من الأحاديث النبوية في حدود القدرة العلمية التي كانت متوافرة في تلك العقبة التاريخية. فقد نهى عليه الصلاة والسلام ، عن كل مايضر الناس في صحتهم من تلوث الطريق ومصادر المياه والطاعون وحفز عليه الصلاة والسلام ، على رياضة الأبدان.
كما اهتم المسلمون بالمرض النفساني فصاغَ الفقهاء والقضاة النصوص القانونية سواء فيما يخص العبادات أو المعاملات، كما استورد العلماء دون عقد النطريات اليونانية حول المرض النفسي.
ويُعَدُّ علم الأمزجة من أهم النظريات السيكولوجية اليونانية التي سادت عند المسلمين، وهي تعتمد على مفاهيم نفسية "حديثة" مثل مفهوم التوازن.
وحسب هذه النظرية تتحلل الأجسام المركبة في العالم الأدنى إلى ما يسمى بالهيولي أو المادة الأولى المحايدة القابلة للكيفيات وفقاً لنسب ونظم معينة. والكيفيات الأصلية الأربع هي:
ـ الحار والبارد، وهي كيفيات فاعلة.

ـ الجاف والرطب، وهي كيفيات فاعلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:36 am

مجالات الاختلاف
لمحة عن مجالات الخلاف وضوابطه
بين علماء المسلمين

د. محمد المختار ولد ابّاه

الخلاف والاختلاف
يبدو أن أكثر العلماء اعتبروا مصطلحي، الخلاف والاختلاف من باب الترادف، فتحدث الإمام الشافعي في كتابه:>الأم< عن الخلاف بين الإمام مالك وابن أبي ليلى، كما تحدث أيضا ًعن الخلاف مع الأوزاعي.
كما نرى بعد ذلك أن مصطلح الخلاف استمر لهذه الدلالة حتى أن القاضي عبد الوهاب البغدادي، كتب أو سمى كتابه: > الإشراف في مسائل الخلاف<، فاصطلح على ما يجري بين الأئمة في أقوال متباينة بمسائل الخلاف العالي.
أما مصطلح الاختلاف فهو الذي استعمله الطحاوي في مصنفه بنفس المعنى الذي ذكرنا آنفاً، ولكن قد يكون من المناسب أن نبين بعض الفروق الدقيقة بين المصطلحَيْن، ففي الذكر الحكيم تلاحظ أن الاختلاف قد يرد لمعنيين اثنين، أحدهما التنوع، والآخر الاضطراب، فمن باب التنوع نقرأ قوله تعالى: {ومن آياته خَلْقُ السماواتِ والأرض ِ واختلافُ ألسنتكم وألوانكم}. (سورة الروم، من الآية:21) ونذكر قوله تعالى: {ومن الجبال جُدََدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌٌ مختلفٌ ألوانُها}. (سورة فاطر، من الآية: 27) فالمعنى هنا ظاهر في التباين دون التعارض، فهو في الناس والأرض يقول الشاعر.
أما دلالة الاختلاف على الاضطراب فتتمثل في قوله تعالى: {ولو كان من عندِ غيرِ الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراًً}. ( سورة النساء، من الآية: 82 ) وقريب من هذا المعنى النهي الوارد للأمة عن الاختلاف والتفرقة المؤدية إلى الشقاق، مصداقاً لقوله تعالى : {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد} ( سورة البقرة، من الآية : 176 ). ( الاختلاف) و ( الخلاف) متحدان، فيمكن القول بأن الاختلاف يأتي نتيجة للخلاف، ولعل هذا هو الفرق الدقيق الذي يمكن أن يلاحظ بين المصطلحين.
مجالات الخلاف عند العلماء
إنها تشمل أكثر القضايا الاجتهادية والاستنباطية، نظراً لتنوع أصول المدارك والتفاوت في فهمها وتفسيرها والتعبير عنها، غير أن العلماء مع ذلك اجتهدوا في أن يجعلوا لمعالجة الأمور المختلف فيها مثل:
.1 قواعد أساس: مثل رد الأمور إلى الكتاب والسنة مصداقاً لقوله تعالى: { فإنْ تنازعتُم في شيءٍ فردوه إلى اللَّه والرسول إن كنتم تؤمنون باللَّه واليوم الآخرِ ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً}. ( سورة النساء، من الآية: 59).
.2 ضوابط تحكم إيراد الحجج لكل مسألة وفضلاً لسلوك معين يعرف بآداب المناظرة مما صاغه الإمام الشافعي في أقواله أنه لايبالي ظهر الحق على يده أو على خصمه، كما عبر أيضاً، العالم الشنقيطي محنض باب بن عبيد الذي يقول.
ليس من أخطأ الصواب بمخط شعر ويكتب كتابة الشعر: إن يؤب لا ولا عليه ملامه.
إنما المخطىءُ المسيءُ الذي إنْ ظهر الحق لجََّ يحمي كلامه.
.3 إذا كان موضوع مجالات الخلاف متسعاً. فإن العلماء حذّروا من الخلاف في كل مايمَسُّ أركان العقائد، وكرهوا الخلاف في أصول التشريع، وتسامحوا في الخلاف في الفروع.
المجال الأول ما يخص العقائد: فإن إجماع المسلمين على كلمة التوحيد، وعلى صدق الرسالة النبوية، وعلى أركان الإسلام الخمسة، إلا أنهم قد يختلفون في قضايا معروفة منها ما اعتبر من دائرة العقيدة مثل قضايا الإمامة وآراء أهل السنة والشيعة والأباضية وآراء معروفة لانحتاج إلى بسطها في هذا المقال الموجز، وإنما نُلََمّحُ فقط إلى قسمين من الخلاف في مسائل العقيدة.
القسم الأول: هو مايتعلق بالمباحث الكلامية التي كانت تجري قديماً بين المعتزلة والأشاعرة، وبين هؤلاء معاً، وبين ما يعرف بالسلفيين، وهي مسائل أكثرها يتناول تصورات ليست على مستوى جمهور المسلمين كنظريات الأحوال عند أبي هاشم الجبائي، وتعلق القدرة بمقدورين عند الأشاعرة والماتردية، وكون الصفات الإلهية ليست هي الذات وليست غيرها، ثم من هذه المباحث، أيضاً، محاولة تصور الذهن كما يوهم التشبيه كالعلو على العرش وأحاديث النزول والتقرب شبراً وذراعاً وما أشبه ذلك. ولعل أصدق ماقيل في هذا الموضوع مالخصه الرازي بقوله: ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا ذلك أن التعمق في هذا النوع من الخلاف قد يؤدي إلى الاختلاف والشقاق والتنافر بالتفكير والتبديع.
والقسم الثاني: يتعلق بالقضايا التي ألحقت بمسائل العقيدة كمسألة الخلافة والإمامة والعصمة وهي، أيضاً، أمور قد مر على البحث فيها والخلاف فيها آماد بعيدة، ونتجت عنها فتن كبيرة، لكن ما يعانيه العالم الإسلامي اليوم من أخطار خارجية تقتضي أن تعود الأمة إلى ثوابت أصول شرعتها، والإنصات إلى خطاب الحق سبحانه القـائل {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}. (سورة آل عمران، من الآية: 103) ، وقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهبَ ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}.(سورة الأنفال، من الآية: 46).
المجال الثاني من مجالات الخلاف: الخلاف في الأصول، من المشهور أن الأصول المتفق عليها هي: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وإذا لم يكن هناك خلاف في أسسها، فإن كثيراً من الجوانب منها قد يتطرق إليه الخلاف بين العلماء.
الأصل الأول: الكتاب، وهو القرآن الكريم الذي {لا يأتيهِ الباطلُ من بين يديهِ ولا من خلفهِ تنزيلٌ من حكيمٍ حميد} (سورة فصلت، الآية:41)، فلا خلاف بين المسلمين في جوهره، فإنهم يعملون بمحكمه، ويجتهدون في تفسير مجمله، ويؤمنون بما تشابه منه، إلا أنهم قد يختلفون اختلافاً في أداء نصوصه أو في فهم آياته، أو في استخراج أحكامه، ولعل أول خلاف كان مبعث رحمة للمسلمين ، هو ما وقع في قراءته حين سمع عمر بن الخطاب هشام ابن حكيم يقرأ سورة الفرقان على نحو لم يتلقَّهُ هو من النبي عليه الصلاة والسلام ، ولما استمع الرسول عليه الصلاة والسلام ، إلى قراءتها، قال: > هكذا أنزل، لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍٍ< كان هذا تخفيفاً ورحمة للمؤمنين، إذ أذن لهم الحق سبحانه بأدائه في صيغ قد تتباين، لكنها تختلف أيما اختلاف تناقض أو تضاد فنجد فيهم من يقرأ ألفاظاً متقاربة في النطق متحدة في المعنى، مثل قوله تعالى: {ننشرهما}. وقوله تعالى: {هو الذي يرسل الرياح نشرا}. في قراءة أخرى، كما تختلف هذه القراءات في بعض حركات البناء والإعراب، فنرى من يقرأ من الأئمة عسَيتُ وعَسِيتُ ويحسَب ويحسِب وميسَرة وميسره، كما هناك من يقرأ: {فتلقى آدم من ربه كلماتٍ}، {وتلقى آدم من ربه كلماتٌ}، (سورة البقرة، من: الآية: 37)، فكل هذه الأمثلة توضح الجانب المقبول من الاختلاف المتمثل في التنوع في الأداء توسعة على القراء والتالي مع أن أئمة القراء وضعوا لكل هذه الخلافات قواعد مضبوطة، وهي ألا يعتبر مقبولاً في القراءة إلا ما صح سنده واحتمله الرسم العثماني، ووافق وجهاً من اللغة العربية التي أنزل بها القرآن الكريم. وهناك نوع آخر من الاختلاف فيما يتعلق بالقرآن، وهو الاختلاف في فهم معانيه، ودلالته، فلقد كان بعض الصحابة يتأثم من تفسيره بالرأي، مثل ماروي عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، لما سئل عن معنى الأب في قوله تعالى: {وفاكهة وأبَّا}. ( سورة عبس، الآية: 31)، فقال: >لا أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي<، كما أن بعض الصحابة كان يفهم معانيه فهماً حرفياً مثل ما روي عن عدي بن حاتم أنه كان يربط في ذراعه خيطين أحدهما أبيض والآخر أسود للإمساك في الصيام حينما يتبين لونيهما امتثالاً، لقوله تعالى:{وكلوا واشربوا حتى يتبيَّنَ لكمُ الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ} ( سورة البقرة : من الآية: 187)، ولقد بين النبي عليه الصلاة والسلام ، له أنه سواد الليل وبياض النهار، غير أن هذا التأثم في القول فيه الرأي أو الفهم الخاطىء لم يمنع الصحابة من تدبر آياته، والبحث في تأويله، فكان منهم حَبْر الأمة عبد الله بن عباس الذي دعا له النبي، عليه الصلاة والسلام، بالفقه في الدين والعلم بالتأويل، فأثرت عنه أقوال كثيرة في التفسير ليست متفقة كلها إلا أنها جميعها تعود إلى التمسك ببيان المحكم واتخاذه أصلاً لتفسير المشكل والمجمل.
الأصل الثاني: هو السنة النبوية المشرفة المتمثلة في أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأفعاله وتقاريره، ولا يوجد خلاف معتبر في حجتها إلا ماورد عن بعض الشواذ الذين قد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، عنهم بقوله > لا أَلْفَيَنَّ أحدكم متكئاً على أريكته .... الحديث<، فذلك أن الله تبارك وتعالى قد أنزل على رسوله الصادق والمصدق الكتاب والحكمة وفسرها الإمام الشافعي بالسنة.
وأما جوانب الخلاف فيها فهي لاتعدو الحديث عن التثبت من روايتها، أو التأكد من دلالتها.
وهذا ما حدا بعلماء الحديث أن ينشئوا علماً متميزاً في تصنيف الروايات وبيان درجاتها من الصحة ومشكل آثارها ومختلفها، إذ ألف الإمام الشافعي في اختلاف الحديث، والطحاوي في مشكل آثاره، وابن قتيبة في غريبه، ثم اتفقوا على أن من الحديث ماهو صحيح معتمد في نصه هو ما رواه الثلاث العدول الذين نفوا عنه تبديل المبطلين وتحريف الغالين، ثم صنفوا درجات، مما يقارب الصحيح اصطلحوا عليها بالحديث الحسن وأغلبه من روايات الآحاد، وإن كان في خبر الآحاد، أيضاً، ماهو صحيح، غير أنّ من أحسن ماقاموا به هو تنقية الحديث من كل ما نسب إلى الرسول كذباً سواء كان عن طريق الخطإ أو النسيان أو عن طريق الوضع المتعمد، ثم بينوا أن شر الموضوع هو ما اكتسب ثقة الناس بسبب حسن ظنهم بروايته أو ميلهم إلى مدلوله، فذلك شنعوا على أبي عصمة المَرْوَزي وضعه للأحاديث في فضائل سور القرآن.
وأن هذه التصفية والحرص على ضبط أسانيد الحديث ومتونها مكَّنا العلماء المجتهدين من بناء الصرح الفقهي، لأن السنة بيّنت لهم مجمل القرآن، وفصلت لهم قضايا التشريع، لكنهم مع ذلك قد اختلفوا اختلافاً ليس في حجية السنة إجمالاً، لكن في ترتيب درجات الاستدلال من النصوص السنية، فكان الإمام مالك يعتمد بعد الحديث الصحيح إجماع أهل المدينة، ويضغه في رتبة أخبار الآحاد، وكان الإمام الشافعي يعتبر المسند ولو مفرداً أقوى من المرسل ولو عن جماعة، ثم إنّ أبا حنيفة تشدد في التثبت في الرواية، وجعل في القياس أصلاً في اعتماد الأحكام، ثم إن الإمام أحمد بن حنبل كان يفضل الآثار على كل ماورد من قبيل الرأي والاجتهاد.
ولقد ظهرت آثار هذا التوجه المذهبي لكل من هؤلاء المجتهدين على آرائهم وأقوالهم في الفروع الفقهية، لكنهم جميعاً التزموا بالضوابط الأساس التي تجعل كل ما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ، من قول أوفعل مصدراً من مصادر التشريع الإلهي.
الأصل الثالث: هو الإجماع: ومن المفروض أن لايكون الإجماع محل خلاف، لأن الإجماع يناقض الخلاف، لكن مع ذلك فإن علماء الإسلام لم يتفقوا على بعض قضايا تتعلق به، فإذا كانوا عرفوا أن الأمة لاتجتمع على ضلالة وأن اتفاقهم معصوم، فإنهم مع ذلك اختلفوا في تصور الإجماع، هل يعم الأمة جمعاء؟ ولهذا الرأي يجنح أبو محمد ابن حزم، الذي لايعتبر إلا إجماع الصحابة، ثم تساءلوا هل الإجماع للأمة أو للمجتهدين فقط كما عليه جمهور الأصوليين، ثم إنهم اختلفوا في اشتراط انقراض عصره، وفي مخالفة بعض أفراد المجتهد ين فيه، كما أن بعض الأئمة لم يعتبروا إجماع الخلفاء أو إجماع أهل المدينة الذي قال به الإمام مالك من المسائل التوقيفية، ثم إن أهل السنة، أيضاً، لم يوافقوا الإمامية على حجية إجماع أهل البيت، ومع أن آراء الأصوليين في الإجماع معروفة، فإن هناك عوامل قوية تجعل من الإجماع حجة مستقلة أياً ما كان سنده الأثري حتى أن بعض الأصوليين قدموه على النص في مسالك علة الحكم.
والملاحظ أنه قد توفرت اليوم للأمة وسائل التواصل مما جعل في الإمكان ربطه بالاجتهاد العام في استنباط أحكام مستجدات العصر.
الأصل الرابع: من الأصول المتفق عليها هو القياس. وللقياس أنصار ونُفاةٌ، ومن أطرف نفاته محمد بن علي الشوكاني، الذي كتب عنه في (إرشاد الفحول) أجمل فصوله وأوضحها، ومن لم يتفق فيها يعتقد أنه من أقوى أنصار القياس، كما اشتُهِر من نفاته أبو محمد بن حزم الظاهري الذي شن حملة شعواء على القائلين به، ولو أنه قد استبدل به ما سماه بالدليل.
ومن أشهر من عارضه في هذا الرأي هو أبو الوليد الباجي الذي وجه الخطاب إليه متسائلاً عن حجج إنكاره للقياس هل هي بالكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس؟، إذا ما أمعنا النظر في المباحث القياسية عند الأصوليين، فإننا سنتبين أنه لايعدو في الحقيقة إلا أن يكون طريقة في استنباط الأحكام من النصوص التشريعية، وكذلك فإن حذاق العلماء صرحوا بأن القياس ليس أصلاً بذاته، وإنما هو معقول أصلاً، فهو في حقيقة الأمر وسيلة لتنظير الاستنباط وتنظيمه، وهذا واضح في فصوله المتعلقة بالقوادح والترجيح والتعديل التي تعطي المجتهد وسائل الاستنتاج، وتعطي الخصم وسائل الانتقاد.
المجال الثالث: وهو الخلاف في الفروع: وهو مجال متسع في مادته ومضمونه، وتعود أسباب الخلاف في الفروع إلى اجتهادات الأئمة في تقويم الأدلة الأصولية، وإذا كانت النصوص التشريعية من كتاب وسنة هي المرجع المعتمد، فإن الخلاف يقع تقدير إحكام ماهو ثابت، وتفسير ماهو محكم، ولقد اشتُهِر رأي المصوبة من الأصوليين أي القائلين، بجواز تقليد كل مجتهد، لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام ، أن "من اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر" وشاع قولهم:إن من قلد عالماً لقي الله سالماً، وهذا يقتصر على من تتوفر فيه شروط الاجتهاد المبسوطة في كنفي الأصول: واتفق الجميع على أن في اختلاف العلماء رحمة للأمة، لصعوبة التقيد بجميع الناس أي واحد في كل مسألة.
ولقد اخترنا في هذا المجال، أمثلة من اختلاف العلماء في الفروع، أخذناها من اختصار الجصاص لكتاب اختلاف العلماء لأبي جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي، وهذا الاختيار، ما يمتاز به الطحاوي من مكانة خاصة في الرسوخ في علم الاختلاف، إذ قد تربى في أحضان خاله المزني صاحب الشافعي الشهير، وأخذ عنه فقهه، ثم اطلع على أقوال فقهاء الأمصار، وبرع في الحديث فألف فيه تصنيفه الشهير في مشكل الآثار، وعرف أنه انتقل إلى المذهب الحنفي بعد علم وتدبر، كما أنه اشتُهر بأمانته في النقل ونزاهته في التعليق، وبسبب ذلك كان مصدراً موثوقاً لعلماء الخلاف الذين جاءوا، وهكذا أن الإمام أبا عمر بن عبد البر قد اعتمده كثيراًً في بسط أقوال العلماء في التمهيد، ثم إن مختصر الجصاص تضمن مايزيد على ألفين وثلاثمائة مسألة، تباينت أقوال العلماء فيها، ونورد منها مايلي:
ففي باب الطهارة، يقول أصحاب أبي حنيفة والأوزاعي والشافعي، إن المسح على الخفين للمقيم يوماً وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليها. وروي عن مالك والليث أن لاوقت للمسح على الخفين، إذا لبس خفيه، وهو طاهر يمسح مابدا له(1).
وفي باب الصلاة، يقول أصحاب أبي حنيفة أن يسجد السهو بعد السلام، ويقول الشافعي والأوزاعي قبل السلام، وعن الإمام مالك إذا كان نقصاناً فقبل السلام وإذا كان زيادة فبعده .
وفي صلاة السفر، اتفق أبو حنيفة ومالك والشافعي، على أن الملاح يقصر في السفينة أثناء سفره فيها. ويقول الحسن بن حي الحنبصي إن كانت السفينة رست ولامنزل غيرها، فإنه فيها كالمقيم.
وفي باب الزكاة، يقول الأحناف، والثوري والأوزاعي والحسن بن حي والشافعي أنه ليس في المواشي العوامل الزكاة، ويقول مالك والليث إن فيه صدقة. ويقول أبو حنيفة ومالك أنه لاتعطي المرأة زوجها من الزكاة، ويقول الثوري وأبو يوسف ومحمد والشافعي تعطيه. وفي حكم دفع الزكاة إلى مصرف واحد، يقول الأحناف لايجوز أن يعطيها مسكيناً واحداً؛ وقال مالك لابأس أن يعطي زكاة الفطر عن نفسه مسكيناً واحداً، وقال الشافعي أقل أهل سهام ثلاثة، فإن أعطى اثنين ولم يجد الثالث ضمن ثلث بهم.
وفي باب الصيام يقول أصحاب أبي حنيفة أن من جامع أو أكل أو شرب ناسياً في رمضان فلاقضاء عليه، وقال مالك والليث عليه القضاء.
وفي باب الحج، يفضل الأحناف الإحرام من دويرة الأهل، وهو قول الثوري والحسن ابن صالح برجي، وكره مالك الشافعي الإحرام قبل الميقات، ويسوق أبو جعفر عدة أحاديث في فضل الإحرام من بيت المقدس، وآثارا ًعن علي وعبد الله أن من تمام الحج والعمرة أن تحرم بهما من دويرة أهلك، وأن ابن عمر أحرم من بيت المقدس بعُمرة، وابن عباس أهلَّ من الشام، وعمران بن حصين من البصرة وابن مسعود من القادسية.
وفي كتاب النكاح، يقول أبو حنيفة وزفر، أن للمرأة أن تزوج نفسها كفؤا، إن كان غير كفؤ، فالنكاح جائز وللأولياء أن يفرقوا بينهما، ويقول أبو يوسف والثوري والحسن ابن حي والشافعي أنه لانكاح إلا بولي. ويقول مالك أن كل امرأة لها مال وغنى وقدر لاينبغي أن يزوجها إلا الأولياء أو السلطان، وفي مقدار الصداق يقول الأحناف لا أقل من عشرة دراهم، ويقول مالك ربع دينار، ويقول الشافعي والليث والحسن بن حي أنه يجوز بقليل المال وكثيره ولو بدرهم واحد.
وفي باب البيوع، أورد أبو جعفر أن الأحناف لايجيزون بيع المراعي ولا إجارتها، وأن الكلأ لا يملكه صاحب الأرض حتى يأخذه فيحرزه، وهو قول الشافعي، وقال الثوري: لا بأس يحمي الكلأ للبيع أو الشجر للحطب أو للبيع. وقال مالك: لا بأس أن يبيع الرجل مراعي أرضه سنة واحدة، ولايبيعها سنتين ولاثلاث، ولا يبيع مراعي أرضه حتى تطيب، وتبلغ مبلغ الخِصْب.
وعلق أبو جعفر على قول مالك بأنه روي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام ، قال: >لا يمنع فضل الماء ليمنع الكلأ<، فهذا دليل على أنه لايحل منع الكلأ، وما لايحل منعه لايحل بيعه. وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام ، أنه قال: > الناس مشتركون في ثلاث: الماء والنار والكلأ<. غير أن أبا جعفر لم يفرق بين الكلإ في الأرض المملوكة، والكلإ في البراري غير المملوكة.
وفي باب الغصب، أن من غصب خشبة وأدخلها في بنائه، فعليه قيمتها، ولا تنزع منه عند الأحناف، وقال مالك والشافعي: أن لصاحبها أخذها، ويقول الشافعي: أنه إذا كان خيطاًً خيط به جرح إنسان أو حيوان لم ينزع. ويظهر في هذا المعنى تعارض حق الملك، واعتبار المصلحة التي هي من مقاصد الشريعة، حتى أن بعض العلماء قال: إنها تقدم على دليل الإجماع اعتماداً على قوله عليه الصلاة والسلام : >لا ضرر ولاضِرار<.
وفي باب الفرائض ذكر أبو جعفر الخلاف في توريث ذوي الأرحام، أورد أن الأحناف يقولون في غياب العصبة وأهل السهام، وخالفهم مالك والشافعي اللذان قالا برد ما بقي من التركة لبيت المال، ولكن أبا جعفر استدل بأحاديث منها ما روي عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف عن عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام ، قال: >الله ورسوله مولى من لامولى له والخال وارث من لاوارث له<.
وفي كتاب الديات والجنايات، بين أبو جعفر مذهب أبي حنيفة في الفرق بين العمد المحض وشبه العمد، والخَطَإ، وأن العمد هو القتل بحديدة، أو بليطة قصب، وهو يعبر عنه بالمحدد، أو القتل بنار، وماسوى شبه عمد فلاقصاص فيه، وفيه الدية المغلظة على العاقلة وعلى القاتل الكفارة، وليس فيما سوى النفس شبه عمد، ويقول صاحباه: إن شبه العمد ما لايقتل مثله نحو اللطمة، والضربة الواحدة بالسوط. ويقول ابن شبرمة: أن دية شبه العمد في مال الجاني، وليست على العاقلة.
وروى ابن القاسم عن مالك أن شبه العمد باطل، إنما هو عمد أو خطأ، ويقول الليث: أن ما عمد به إنسان، وإن ضربه بأصبعه فمات، فإنه يدفع إلى ولي المقتول، وهذا يعني أن فيه القوة، واعتبر الشافعي استعمال مايسبب الموت عادة. ثم إن أبا جعفر احتج لشبه العمد بحديث رواه هشيم عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة بن جوشن عن رجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ، خطب يوم فتح مكة، فقال: > ألا إن قتيل خطإ العمد بالسوط والعصا والحجر فيه دية مغلظة: مئة من الإبل منها أربعون خلفة في بطونها أولادها< .
هكذا نرى في هذه النماذج أمثلة من الاجتهاد في الاستدلال، وحرية الرأي والتفكير، والتسامح في المعارضة والخلاف، فكل من علماء المذاهب والأمصار يعرف حجة معارضه، ويعترف بصدقه ونزاهته، وأكثرهم يقول، مثل: ما يقول الشافعي: أعتقد أن رأيي صواب يحتمل الخطأ، وأن رأي مخالفي خطأ يحتمل الصواب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:37 am

الاختلاف وقضايا العصر

د. محرز الحمدي
إن الإنسانية لا تواجهها من القضايا إلا تلك التي يفرضها مسارها التطوري، وتقدمها التقني والعلمي، بحيث يكون معنى ما تواجه الإنسانية من مشكلات في تاريخها، أنّ القيم والتصورات السابقة تجد ذاتها في نشاز مع ما اتضح من سبل وعمليات في ضوء التقدم التقني. وإذا رمنا الحديث عن هذا العصر تحتم علينا أن نقف له على ثورتين علميتين وتقنيتين هما الثورة الحاصلة في مجال الاتصالات أولاً، والثورة الحاصلة في مجال علم الوراثة، وما أفرزه من تقنيات جديدة، فيما يسمى بالهندسة الوراثية، ثانياً، ولكي لانطيل على الحاضرين نقول إن مشكلتنا إذن هي: ما مكانة الاختلاف في ضوء المعطيات الجديدة لعصرنا. هل هو قيمة يُتاق إليها أم هو واقع لاسبيل إلى جحده؟ وإن كان قيمة فهل بوسعنا بلوغها وما مشروعيتها، وإن كان واقعاً فما الخطر في نكرانه، وما الفائدة من العودة إليه؟.
ولا نريد أن تكون هذه المساهمة حلاً لهذه القضايا بقدرما نرجو أن تكون دعوة إلى مواجهتها وطرحها الطرح السليم، بعيداً عن كل تحمس من شأنه أن يقودنا إلى مجانبة الصّواب.
الاختلاف في ضوء العولمة
إن التقدم الحاصل في مجال الإلتكرونيات وفي مجال الإعلاميات، نتج عنه أن الاتصالات صارت يسيرة على كل الشعوب في جميع أنحاء العالم، وغير مكلّفة. وفضلاً عن ذلك، فهو تقدم مزدوج الغايات سلميّة وحربية. وبين هذه وتلك روابط لاينكرها العاقل اليوم، فحرب النجوم تجد في النظام العالمي صدى يردّدها. فلا غرابة أن تفرز حرب الخليج (التي رأينا فيها أجهزة إلكترونية منتصبة في قارة أستراليا تقود صواريخ يقع إطلاقها من سفينة حربية في مياه الخليج، إلى هدفها بأحد بلدان الخليج ـ ما أصغر العالم في ضوء هذه الأجهزة الإلكترونية الجديدة) عن مشروع تتقدم به دولة كبرى لإعادة تنظيم العالم، وتوزيع القوى فيه بالنظر إلى ماصارت تمتلكه من وسائل للتحكم في مختلف القوى العسكرية والاقتصادية، وبالنظر إلى تغير ميزان القوى في العالم من جراء تفكك القوة العظمى الثانية. لاشك إذن أن القطاع العسكري يغنم غنماً كبيراً من تقدم العلم والتقنية، ومايجدر التذكير به هو ما تمكنه الهيمنة العسكرية فيما بعد، أو بالتلازم، من هيمنة اقتصادية وسياسية، تنال من حرية الشعوب وتقهر إرادتها وتنال من هُويتها وخصوصيتها الثقافية والحضارية. إن هذا التقدم التقني يصبح خطراً على الاختلاف، وينكر على الشعوب حقها في الاختلاف، إذا اعتبرنا هذا الحق مقوماً من مقومات حريتها، اللهم إلا إذا قلنا إن الحق في الاختلاف، ماهو إلا أحلام مفكرين مثاليين، تحل فيها الأوهام محل الواقع والتاريخ.
وماهو مؤكد من ناحية أخرى هو أن هذه الانعكاسات العسكرية والاقتصادية والسياسيه للثورة الإلكترونية والاقتصادية تؤول بالشعوب إلى تناسي مايمثل ذلك من تقدم حقيقي للفكر الإنساني وللتقنيات الإنسانية، ينعكس إيجابياً على حياتها في كل المجالات، بحيث تتقلص المسافات التي طالما ظلت عائقاً أمام التواصل والتبادل ـ فضلاً عن ذلك، فإن الأجهزة الإلكترونية الجديدة التي تبدو معقدة في ظاهرها وأبعد ما يكون عن الإنسان، تصبح أجهزة ذكّية، "لبيبة" من الإشارة تفهم، وهي أجهزة حسّاسة، تستجيب للضوء، وللحرارة وللصّوت، حتى لكأنها كائنات حية، يجد الإنسان سهولة أكبر في استخدامها بمجرد اللمس أو الكلام أو الإشارات الضوئية (لوحة الملامس).
لنقل إذن إن مايتسم به العصر هو زوال الحاجز بين ماهو جامد وماهو حي بفضل علم السيبر نينيقا، أي بين ماهو ميكانيكي، وماهو كائنات حيّة، وكذلك بين ماهو إنساني، وماهو حيواني، إذ بينت السلوكية ما في سلوك الإنسان من ترادف مع سلوك الحيوان من حيث إمكان ردهما إلى نمط مثير ـ استجابة]، ومن حيث إمكان ردِّما هو سيكلوجي إلى ماهو فيزيولوجي. أخيراً نقول إن السّمة المتميزة لهذا العصر فيما بلغه من تقدم تقني، هو انهيار الحاجزين الممكن والواقع، بين التشخيص المركب والمصوّر والمُتخيَّل للأشياء وبين الواقع المُتَخَيَّل Vituel / Reél Archéologie ( التصوير التأليفي ) Image Synthetique إن تقنيات المرئيات اليوم بما تملك من وسائل إعلامية Informatique قادرة على تصوير الماضي وكأنه اليوم، والغد، وحتى مالم يحصل بعد أو لن يحصل، فنحن نتعلم، أيضاً، سياقة الطائرات بفضل جهاز قادر على تصوير الواقع، ونتعلم حتى فنون الحرب، والقتال، (الألعاب المرئية) وأن تتقلص المسافات بين بلدان العالم وبالتالي بين الشعوب، وكذلك أن تتقلص الهوة الفاصلة بين عالم الإنسان وعالم الحيوان، وأن تتقلص المسافة بين مايفصل الكائن الحي عن الجماد، وأن تتقلص أخيراً المسافة بين ماهو تركيب وتأليف خيالي لواقع وهميّ وبين ماهو الواقع المادي والتاريخي الحق، وأن يكون ذلك أمراً مؤكداً مدعماً إيجابياً بالواقع، فذلك مانحاوله وتمتلكنا الدّهشة لأن فيه قلباً لمفاهيمنا السابقة: ماذا يمكن أن نستبقي منها؟ وماذا ينبغي علينا تركه؟ من ذلك تصوّرنا للإنسان على أنه كائن متعالٍ وواعٍ وذو إرادةٍ حرة، ومن ذلك تصوّرنا الشعوب على أنها تختص بثقافتها التي تميزها عن غيرها من الشعوب وأن قوامها في اختلافها. ومن ذلك أن الخيال وهم والوهم لاعلاقة له بالواقع، وهو خطأ والواقع حق، فإذا بالخطأ اليوم يعلمنا الحق ، ويهيئنا لفهمه، وهو حق أكثر من الحق ذاته، كذلك الوهم هو واقع أكثر من الواقع ذاته Les Simulateurs.
أين إذن مكانة الاختلاف ؟ وما مشروعية مطالبة الشعوب اليوم بحقها في بقاء اختلافها واستمراره؟.
أفقت ذات صباح، في الخريف المنصرم، على دوي قهقهة أبنائي فاستفسرت، قالوا: تافه وسخيف رأي هذا الدكتور. فقرأت:
رئيس التحرير:
أثارني المقال المنشور في العدد (475) يونيو 1998 عن فيلم التيتانيك وأحبّ الإشارة إلى ثلاث أفكار للتمعّن:
أولاً: عالميّة التمجيد والإشادة بالأفكار المنحلة يسهل قبول تلك الأفكار لدى الجمهور فهذا الفيلم يقوم على قصة امرأة تعرّت أمام شخص غريب (فنان) ليرسمها، وتصبح هذه الفكرة عاديّة حيثما عرض الفيلم، لأنه لم يعترض عليها أحد بل قامت كل وسائل الإعلام سواء حكومية أوخاصة بالترويج لها، وهكذا تصبحُ الفحشاء على الشاشة الكبيرة والفيديو المنزلي أمراً عادياً ومبرراً بدوافع: إنسانية وبشكل عالمي، وبالرغم من مقص الرقيب الوطني، فالفكرة وصلت غايتها.
ثانياً: دأب هوليود على الإشادة باليهودي النبيل منقذ العالم والبشر، فمساعد القبطان واسمه مردوك هو الذي نظم عمليته إخلاء السفينة، منقذاً أكثر ما يمكن من الرّكاب بشهامة وعنفوان الأبطال، ثم انتحر في النهاية بدوافع إنسانية بينما توارى قبطان السفينة مسببُ المصيبة.
ثالثاً: شأن يهمنا بخاصة وهو دأب هوليود، أيضاً، على تسفيه العرب والحط من شأن المسلمين بمناسبة ودون مناسبة، فالمسلم العربي على السفينة غبي وتافه يقف محتاراً لايعرف اليمين من اليسار أمام مخرج النجاة، ويستعين بالقاموس بينما زوجته المحجبة تندب وترتل وتبتهل بشكل يثير ضحك وسخرية النظارة.
ترى هل تفيد فكرة المقاطعة؟ ترى هل يفيد التفكير أصلاً؟ (مجلة العربي ـ سبتمر 1998 ص 7، ركن عزيزي القاريء) الدكتور فواز الكاتب ـ دمشق ـ سوريا.
ولم أورد هذه المراسلة لأني أشاطر ماذهب إليه هذا القارىء الكريم، وكذلك فإني غير راضٍٍ عن رأي أبنائي فيما كتبه، لأنه لاتخلو من حقيقة ـ وفضلاًً عن ذلك، فهو عبّر في نظري عن حقيقة ملحة، وهي حق الشعوب في الحفاظ على ماتعتقد ـ عن حق أو عن خطأ ـ أنه هُويتها وذاتيتها ـ فهذا قارىء سوري، من النخبة المثقفة. يراسل من دمشق مجلة صادرة في الكويت، لكي ينكر عليها إشادتها بشريط أمريكي، لأسباب أولها أخلاقي قد لانشاطره فيه، لكن مالايمكن ردّه أن بعض المشاهد ـ كمشاهد العُري ـ تتنافى مع ماجاء به الإسلام من قيم، وأنه من حق الشعوب أن ترفض رواج ماتراه منافيا ًًلأخلاقها وعقائدها.
ونحن لاننكر هنا أنه من السهل علينا دحض هذا الموقف: أن نذكر بأن كل الأديان تقريباً تأبى تلك المشاهد، وأن خاصية البشر هي أنهم يعيشون دائماً هذا التَمزق بين مُثِلهم العليا ( مثُل ِالعِفَّةِ هنا) وميلهم الغريزي والطيبيعي إلى المجون والمتعة الجسدية، وأن شريط التيتانك ليس الشريط الوحيد الذي يحتوي على مشاهد من هذا القبيل، ولكنها لم تثر غضبه إلخ... .
لكن أعتقد أن موقف هذا القارىء يرمي إلى قضية أخرى، هي عالمية الإشادة بهذا الشريط، لماذا هذا الشريط بالذات، لماذا سخرت كلّ وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم لترويج هذا المنتوج؟.
لذا نرى انتقاداته فيما بعد توجّه إلى مؤسسة هوليود من حيث هي مجمع كل الدّور الكبرى للإنتاج السينمائي.
والقضية المطروحة هناهي: هل يجوز أن يمتد النظام العالمي الجديد إلى حيز الثقافة؟ فأن تزول الحواجز الجمركية وتخترق البضائع حدود البلدان في العالم بأكمله بالنسبة إلى المنتوجات الصناعية والزراعية، ذلك أمر يبقى مقبولاً طالما هو في صالح الشعوب. أما أن تزول هذه الحواجز في وجه النتاج الثقافي، والصناعة السينمائية هنا ـ فذلك من شأنه أن يشكل خطراً على بقاء الهُويّة ودوام الخصوصية ـ إذ الذّات هي مجموعة الخاصيات، وكل سعي إلى إغراق الخصوصيات في خضم العولمة ومَوْجها المتكبّر هو سعي بطيىء إلى إذابة الذَاتية، وإلى اضمحلال الهُوية لصالح القوى المهيمنة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، لذا نرى أنه من حق الشعوب المقاومَة على صعيد الثقافة، حتى وإن كانت القضية غير صادقة في المطلق، فهي على الأقل ناجعة وفاعلة في الظروف الحاليّة ـ عندما تنتهي كل الحروب، وتسكن كل الأسلحة، ويتربع الغالب على عرشه، تبدأ حَرْبُ أخرى: هي حرب القيَم آنذاك تشكل الثقافة حصناً منيعاً لا يخرقه مَنْ خرق الأراضي والبحار والجوّ ـ لذا مثَّلت المرأةُ في البلدان المستعمرة قديماً حصناً منيعاً وخزينة بها حفظت هُويّتها وثقافتها. يضحكنا جهلها ويضجرنا تعصبها وجمود مواقفها، لكن يدهشنا صُمودها، ونُشِيدُ بمناعتها. فمن حق الشعوب إذن، إن أعياها الوقوف في وجه البضائع الخارجية وقوانين التسوق العالمية، أن تقف في وجه القيم التي ليست قيمها، والتي من شأنها أن تغزو قيمها، إذا كانت مصرّة على بقائها بما هي شعوبٌ متميزةٌ.
وماتجدر الإشارة إليه هنا، هو أن وعي الشعوب بذاتيتها وبثقافتها الخصوصية، إنما تَعَزَّز وتدعم بظهور ما اصطلح على تسميته بالعلوم الإنسانية، ابتداء من أواخر القرن التاسع عشروجزء كبير من القرن العشرين. وقد رافقت هذه النشأة حركاتٌ سياسية تحريرية نزعت من ورائها الشعوب إلى نيل حرّيتها والتحرّر من كابوس الاستعمار ـ فإثبات الهويّة الثقافيّة والمطالبة بالحرية السياسية والاستقلال أمران مُتلازمان. لايكون لنا حق في إنشاء دولة والانفصال عن هيمنة المستعمر، إلا إذا كانت لنا هُويّة تميزنا وثقافة تجمع بيننا وتوحدنا، مميزة إيانا عن الآخرين هناك في البدء إرادة اختلاف، لكن هذه الإرادة لاتكون نافذة إلاّ إذا كان الاختلاف أمراً واقعاً، أيضاً. ولنقل إن العلوم الإنسانية النّاشئة ـ أخص بالذكر منها الأنثروبولوجيا الثقافية ـ كانت سنداً هاماً لحركات التحرير في العالم، بدعوتها إلى احترام الثقافات وخصوصياتها ووقوفها أمام ما أسمته بالمركزية الثقافية للمستعمر الأوروبي، وكذلك بمطالبتها بالحفاظ على هذه الثقافات حتى وإن كانت ثقافات الأقليات. وقد دعت منظمة اليونسكو سنة 1952، العالم الأنثروبولوجي الفرنسي (كلود ليفي ستروس) وجمعاً من العلماء الآخرين لإبداء الرّأي في حقيقة الأعراق (Races) ودورها في تاريخ الإنسانية، فكان أن أقر بحقيقة الاختلاف الثقافي الذي لاسبيل إلى إنكاره، وبالتنوع في الزمان والمكان ـ الذي تتسم به البشرية على صعيد الثقافة. وأن هذا التنوع لاينظر إليه على أنه عائق أو أمرٌ مزعج ـ إذ هو لايزعج إلاّ إرادة الهيمنة ـ بل هو ثراءٌ وغنى، غنمت منهما الإنسانية غنماً كبيراً، وزاد في تواصلها وعزّز قنوات التبادل بين مختلف شعوبها.
وقد أقر كلود ليفي ستروس، أيضاًً، في كتابه Rece et Histoiré بأن الثقافات ساهمت كلّها بقدر كاف ومحمود في بناء الإنسان، إذ أََدْلَتْ كل واحدة، من وجهة نظرها المختلفة، بدلوها في تشييد الحضارة الإنسانية، هكذا فإن كان إنشاء الثقافة أمراً مشتركاً بين جميع البشر للتأقلم مع محيطهم وبيئتهم، ووقفاً عليهم دون غيرهم من الكائنات، إن كانت الثقافة ظاهرة كونية فإن تجلياتها في الزمان والمكان لابدّ أن تكون مخصوصة، أي على وجه الاختلاف، وهذا الاختلاف هو الذي يذكي ويحفظ نار الإبداع الإنساني، والقدرة المهولة التي للإنسان على التكيف مهما كان المكان والزمان، كل شعب، بحكم موقعه الطبيعي في المكان، وبحكم زمانه ينشىء ثقافة تسهل عيشه، وتسخيره لمحيطه وتحكم علاقاته، وتبادله مع غيره من المجتمعات ولاسبيل إذن إلى المفاضلة بين الثقافات ـ إذ المقياس الوحيد الذي تقاس به قيمة الثقافة هو مقدار ماتمكن قومها من البقاء في محيطهم الطبيعي والاجتماعي ولاسبيل كذلك إلى الاعتقاد بأن شعوباً دون أخرى تنشىء الثقافة، في حين يرزح غيرها تحت الوحشية. إذ الحق أن كل قوم، مهما كان عددهم، لابدّ أن ينشؤوا ثقافة أياًكانت درجة تعقيدها. ومن الخطأ أن نعتقد أن شعوباً دون أخرى تكون داخله حيزّ التاريخ في حين تعيش الأخرى عيشة القطعان خارج حركة التاريخ.
وقد أقر (كلود ليفي ستروس) في مقدمة كتابه: "البُنَي الأوليّة للقرابة" أن الإنسان ينفرد دون غيره من الحيوانات بإنشاء الثقافة، وأن هذا يضعه وجهاً لوجه مع الطبيعة: الثقافة مغايرة للطبيعة، وهي مختلفة معها، وأن حقيقة الإنسان لاتدرك إلا في إطار هذا التعارض مع الطبيعة، غير أن الثقافة والطبيعة تمتزجان عند الإنسان في الواقع بحيث يصعب علينا التميز بينهما: لذا أقرّ أن هذا الفصل لن يكون إلاَّ نظرياً، وهو ضروري لكي يبقى هناك فرق بين الإنسان والحيوان، سنقول إذن إنَّ كل ماهو مشترك بين البشر، ويتسم بالتلقائية هو من قبيل الطبيعة، وإن كل ماهو مختلف خاص، ويتسم بالخضوع للقاعدة هو من قبيل الثقافة. هكذا إذن يبدو لنا أن الاختلاف هو من جوهر الثقافة.
ويبقى علينا الآن أن نتبادل ماعسى أن تكون هذه الثقافة العالمية الموحدة والمشتركة في ظلّ العولمة الاقتصادية ؟ ماعسى أن تكون هذه الثقافة غير الخاصة؟ ومن حقنا أن نسأل، أيضاً: إذا كانت الثقافة العقلية (المعارف العلمية والتقنية) ممكنة التعميم والكونية، فهل للقيم قابلية الكونيّة؟ وفي هذه الحالة هل هي قيم القوي أم قيم الضعيف؟.
الاختلاف في ضوء الهندسة الجينية ( الوراثية):
ليس الاختلاف ظاهرة تخص الثقافات. وليس التواصل حكراً على عالم الإنسان الواعي والمفكر، كماهو ليس حكراً على مجال اللّغة.
إذْ أقرّ علماء الأنثروبولوجيا، وعلى رأسهم (كلود ليفي ستروس) فيما أسماه بالنظرية الإخبارية أن الحياة الاجتماعية بجميع أبعادها تمثل حقلاً شاسعاً للتواصل بين أفراد المجتمع، تتغير رموزه بتغير مستوياته التي يمكن ردّها آخر الأمر إلى ثلاثة أسُس: مستوى تبادل الخيرات، وهو الحياة الاقتصادية، ومستوى تبادل النّساء، وهو ما يسمى بعلاقات القرابة والنّسب المحدّدة لقواعد الزواج، وأخيراً مستوى تبادل الكلمات، وهو يمثل رمزية اللّغة. فالبشر إذن لايتواصلون فيما بينهم بالكلمات فقط، وإنما قياساً على رمزية اللغة في بناها، تنشأ داخل المجتمع أنظمة دلالية أخرى توظف لضمان إبلاغ وتلقي المعلومات. وليس تناقل المعلومة داخل الحقل الاجتماعي سوى دليل على حياة المجتمع وحركيته. وما تجدر الإشارة إليه هو أنّ هذا النّمط الإعلامي والإخباري الذي اعتمدته العلوم الاجتماعية النّاشئة في مقاربتها للواقع الاجتماعي، هو في أصله نمط لساني، أفاده علماء الاجتماع من علم اللّسانيّات. فاللّغة تتطلّب، بوصفها إرسالاً للبلاغات والرّسائل، مرسلاً ومتلقّياً، كما تتطلّب شفرة رموز يحول إليها البلاغ من قبل المرسل، لتُفكّ فيما بعد من قِبَلِ المتلقي، ويمرّ البلاغ عبر مايسمى بالقناة بشرط ألا تشوبه شائبة. ولم يكتف هذا النّمط اللّساني بغزو العلوم الإنسانية، بل امتد، أيضاً، حتى إلى العلوم الطبيعية بما فيها الطبيعيات وعلم الأحياء. ففي عالم الجماد عدّت الحركة معلومة، تنتقل من جسم دافع إلى جسم مدفوع، وكذا كلّ التفاعلات الميكانيكية والكيميائية في المادة الجامدة، إنما هي استجابة لخبر ورد عليها من أجسام أخرى رد ّت عليه الفعل. والأمر على نفس القدر من الأهمية في عالم الأحياء. فقد اعتنقت علوم الحياة لغة اللّسانيات بأكملها، وصارت تفهم الوراثة وانتقال الحياة بين الكائنات وبين الأجيال على أنها تنفيذ لبرنامج وَرَدَ مكتُوباً بأحرف كيميائية في الكروموزومات والجينات فنتكلم حينئد عن شفرة جينية وعن بلاغ جيني إلخ. كل ذلك هو لغة الوراثة ـ ولغة الوراثة لها نحوها وقواعدها، وصرفها ومعجمها الدّلالي. وهذه اللّغة قديمة، وسابقة على لغة الإنسان وعلى كتابته، وما صرنا نعلمه اليوم بتقدم علم الأحياء عموماًً وعلم الوراثة على وجه الخصوص هو أن الحياة هي إنتاج مستمر لأشكال وصور حية مختلفة ، وأن هذا الاختلاف في الصور الحية، هو شرط بقاء الحياة ودوامها كما هو شرط تطوّرها ورقيّها. وأن هذا التطوّر وهذا الرّقي اللّذين يضمنهما تنوّع الأشكال الحيّة واختلافها، إنّما مردّهما علاقة الكائنات الحيّة بمحيطها بما يطرأ عليها من عوامل هي موكولة للصّدفة أكثر منها لضرورة عقليّة يمكن حُسبانها، وكذلك سنّة الوراثة وقوانينها، وجانب الصّدفة، أيضاً فيها فعالم الأحياء له قوانينه وضرورته، لكنّه معرّض، أيضاً، لفعل الزَمن ومفاجآته وصدفه. وينتج عن هذا الثراء الشاسع في عالم الصّور الحيّة وبخاصة بداية من الثدييات في عالم الحيوان أن الصور الحية، إنّما تتعدد لابتعدد الأنواع فقط، وإنما هي تتعدد بتعدد الأفراد داخل النوع الواحد. فالاختلاف ليس اختلاف الأنواع، فحسب بل هو اختلاف الأفراد. إذ صرنا نعلم اليوم أن تشكل الأفراد، إنما يكون تنفيذاً لمعطيات واردة في برنامج جيني صادر عن الأبوين في البويضة. وكل فرد، هو في أصله صنف جيني (génotype) أي بنية اجتمعت فيها جينات من الأم والأخرى من الأب أو من الأجداد المباشرين أو القدامى. والجينات هي التي تحمل الخصائص التي ستتجلى فيما بعد في حياة الفرد، في مايسمى الصنـف المظـهري (Phénotype). فالخصائص واحدة، وهي متوارثة عن الأصول، لكنها تجتمع في كلّ مرة، عند كل فرد، في تركيبة خاصة فريدة من نوعها، لم يكن مثلها، ولن يكون مثلها أحد. والواحد منّا واحد أحد، من حيث بُنْيَتُه الوراثية الجينيّة، لذا فإنّ تحليل A.D.N لايُبقي مجالاً للشك في خصوصية كل فرد. وليس في ذلك إلا آستثناء وحيد: وهو حالة التوأمين الحقيقيين، وهما التوأمان المتأتيان من بيضة واحدة تنشطر شطرين: في هذه الحالة فقط يمكن أن نعثر على نفس التركيبة الجينية الوراثية. وعلى كل فإن الحياة هي تنفيذ لبرنامج مرسوم من قبل. هكذا ينحو علماء البيولوجيا. وبوساطة مفهوم البرنامج، كما يقول فرانسوا جاكوب في كتابه "منطق الحيّ" من الميكانيكية العمياء دون الوقوع في الغائية الوهمية.
وإذا ركزنا أكثر على كتاب فرانسوا جاكوب هذا، وبخاصة على صفحتي 331-330 فإنه يتجلى لنا أن ثمة عاملين أساسين ساهما في تحسن الصّور الحيّة وتنوعها وتطوّرها ورقيّها:
أولهما أن التكاثر صار جنسياً: يتطلب تزاوج الذكر والأنثى، بحيث يصبح النّسل لانسخة مطابقة للأصل من كائن واحد، أو تنفيذاً لنفس البرنامج بواسطة الاستنساخ وإنّما تزاوج بين برنامجين جينيَّيْن مختلفين، من شأنه أن يعدّد الاحتمالات الممكنة للتنوع والاختلاف. هكذا يتشكل بنك جيني مشترك يجد فيه كلّ جيل المادة الأولية لتكوين برامج جينية أخرى مختلفة. وإن ترابط الأفراد والأجيال بواسطة الجنس هو الذي يشكل القاعدة التي تجعل التطور ممكناً. إن التكاثر الجنسي يجعل البرامج الجينية مضطرة إلى العودة إلى بنك المعطيات، لتتصفح كل الإمكانات ضماناً لمزيد التنوع، عوضاً عن استنساخ متواصل لنفس الأصل، لاتنوع ولاتطور فيه. إنَّ تدخل الجماع الجنسي بين الذّكر والأنثى في عالم التكاثر أحدث ثورة كبيرة في مجال الكائنات الحيّة، إذ فتح أمامها أفقاً لامتناهياً للتنوع والاختلاف وقابلية التطوّروالتحسن.
وثانياً: هي خاصية الموت التي يعدها جاكوب الشرط الضروي لكل تطور. ولا يتكلم هنا عن الموت العارض، الطارىء من الخارج، وإنما الموت المفروض من داخل العضوية، والمرسوم بوصفه مرحلة ضرورية داخل البرنامج الجييني منذ البدء. إذاً ما التطور؟ هو نتيجة لهذا الصراع بين ماكان وما سيكون، بين ثبات التوالد وجدة الاختلاف والتنوع. أما في التوالد الجيني، فصار من اللازم أن ينقرض الأفراد، ليبقى النوع، بحيث إن بقاء النّوع صار رهين هذا التوازن الضروري بين طقوس التكاثر الجيني، بما يتطلبه من حمل وتربية وضرورة انصراف الأجيال التي أنهت دورها في مجال التكاثر.
أما اليوم، فبتقدم الهندسة الوراثية صار بإمكان العلماء استنساخ الحيوانات بعضها من بعض دون اللجوء إلى الجماع الجنسي، وهذه الطريقة التي كانت معروفة منذ زمن في مجال النبات، لم تكن تثير الجدل، لكنها اليوم، وقد شملت حيوانات قريبة جداً منا ـ وهي الثدييَّات ـ صار من حق الانسان أن يحتار لها.
وقد اخترنا، بدل البقاء في حد الحيرة ـ أن نطرح سؤالين.
.1 ما الذي يضمن تنوع الصّور الحيّة وتجددها، وتطور أشكال الحياة في ضوء هذه التقنيات الجديدة التي تعود إلى ماقبل ظهور الجنسي في تكاثر الأحياء؟.
.2 ماذا عن شخصية الفرد (نستعمل هذا المفهوم على صعيد الإنسان والحيوان على حد السواء) اليوم إذا كان الفرد مجرّد نسخة مطابقة للأصل؟. إذا لم تكن للفرد أرضية وراثية بيولوجية تميزه منذ البدء، فإن المحيط الطبيعي والاجتماعي لايكفيان لوحدهما لتمييز شخصيات الأفراد بعضها عن بعض.
والحق أننا، بقدرما نبتهج لكل خطوة تخطوها الإنسانية على درب التقدم العلمي والمعرفي والتقني، فإننا نشعر بالحيرة والقلق من انعكاسات ذلك التقدم المادي على الحياة الأخلاقية والروحية للإنسانية. إذ لابد من إيجاد توازن حكيم بين مايبدعه الإنسان من قوى مادية على تسخير الطبيعة والتحكم فيها ومايدين به من شعائر روحية وأخلاقية واجتماعية تمنع من انقلاب الكسب المادي إلى سلاح فتاك، بخاصة وأن الكسب المادي الجديد قد ينقلب، أيضاً، حتى على الكسب المادي السابق. هناك حدود ينبغي ألا تطالها هفواتنا: أن تضرّ بالمحيط الطبيعي الخارجي، وأن تنال من طبيعتنا العضوية الداخلية. لأن في ذلك هلاك الإنسانية، إذ الطبيعة الخارجية التي نعرفها هي طبيعة عملت فيها يد الإنسان طيلة آلاف السنين، عبر أجيال وأجيال: هي طبيعة مؤنسة. وكذلك أجسادنا، هي قمة تطور وتأقلم دام آلاف السنين وهي، أيضاً حصيلة تربية وتجميع وتهذيب، بفضل ما أوتينا من قيم ونظم وعقائد.
أخيراً إن بقاء البشرية وعمرانها الأرض مردّه أمران اثنان، صرنا نخشى عليهما اليوم:
.1 القدرة على الابتكار والإنشاء وحرّية التصّرف قصد تسخير المحيط، بما أوتيت الشعوب من قدرات وإمكانات لإثبات ذاتها في حدود أرضها، وتحقيق أغراضها المتميّزة.
.2 تنوع الخلق، وتجدده، بتعدّد الأعراق، واختلافها وتباينها، وكذلك بتعدّد الأفراد واختلافهم وتباينهم.
فحذار أن يصبح الخلق استنساخاً، وتصبح الثقافة واحدة كونيّة. لأنه بذلك ينضب معين الإبداع وتنطفىء شعلة الحياة. ولنذكر قوله تعالى:
{ياأيها الناس}
{إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}
{وجعلناكم شعوباً وقبائل}
{لتعارفوا}
{إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم}
{إنَّ اللَّه عليم خبير}.
( سورة الحجرات، الآية: 13).
فسنة الخلق التي ارتضاها الرّحمن للبشر، هي التّكاثر الجيني، بواسطة الجماع بين الذكر والأنثى.
وذلك لايمنع من أن تكون البشرية شعوباً مختلفة من حيث مجتمعاتها وثقافاتها، أو أن تكون قبائل أي تجمعات على أساس القرابة الدّموية، إن هذا التنوع والاختلاف ضروريان في البدء، إنّ لهما غاية، وهذه الغاية هي التعارف، والتواصل والتكافل لابدّ من الذاتية أولاً، والخصوصية وانطلاقاً منها يكون للتعاون والتعارف معنى.

ولامجال للتفاضل بين الشعوب والقبائل والثقافات، فالثقافات لايفضل بعضها بعضاً: والأفراد لايفضلون بعضهم بعضاً بسبب انتماءاتهم القَبَلية والعرقية والثقافية. وإنما بتقواهم، فالفوز إذن بالتقوى. والتقوى من الفعل الفردي والشخصي: مدى سعي الفرد لتجاوز الخصوصية للالتقاء بالآخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:39 am

الاختلاف وأسلوب الحوار الحكيم

الشيخ محمد علي التسخيري
مقدمة
قبل أن نبحث عن دواعي وأسباب الخلاف الفقهي ينبغي أن نذكر حقيقة هامة هي: أن الإسلام دين الفطرة، أي أنه دين واقعي لايتعامل مع الخيال، وإنما يتعامل مع الواقع سواء كان على صعيد الوجود كله، أو صعيد التاريخ الإنساني أو صعيد الفطرة الإنسانية، وهي السر الوحيد لتميزِ الإنسان عن غيره من المخلوقات.
ومن عجائب الفطرة هذا الانسجام التكويني الرائع بين القناعة الفكرية، والميول العاطفية والسلوك العملي في الإنسان، كما أن من عجائبها هذا التنوع في دراسة الأشياء ومعرفتها وتطبيق البَدَهِيَّاتِِ العقلية عليها، وربما كان من عجائبها، أيضاً اختلاف وجهات النظر والاجتهادات في تحليل القضية الواحدة.
ولسنا بصدد التحليل النفسي بقدرما نحن بصدد القول، بأن الإسلام، بمقتضى واقعيته، قرر أن العقيدة يجب أن تتشكل وفق برهان منطقي: {قل هاتوا برهانكم} (سورة البقرة، من الآية:111). وأنه لايمكن الإكراه عليها، وإنما مسربها الطبيعي الاستدلال والبرهنة، وكذلك فإنه بمقتضى واقعيته، أيضاً، سمح بالاجتهاد في فهم نصوصه القرآنية والنبوية، واستنباط أبعادها وتطبيق مفاهيمها على الواقع، وبالتالي استنباط الصور الكلية والجزئية لموقف الإسلام من أنماط السلوك الإنساني، بل وحتى الموقف الإسلامي من الكون والحياة والإنسان، وشتى المواقف الاجتماعية المطروحة أو التي ستطرح على المسيرة الحضارية.
أما الاختلاف الذي نهى عنه القرآن الكريم، وشَدَّد النكر عليه، فهو كما هو واضح، الاختلاف في الموقف العام من القضايا المصيرية المشتركة للأمة الإسلامية الواحدة، ذلك أن حبل اللّه الذي أمرنا بالاعتصام به، هو الخط العام المتيقن من الإسلام والذي يشكل عصمة هذه الأمة وخصيصتها الكبرى أنه (القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة) ولايشك في هذه العروة الوثقى إلا جاهل أو مكابر.
وتبقى كل الاختلافات والاجتهادات المتنوعة في إطار الاعتصام بالكتاب والسنة وحينئذ يتوحد الموقف العام بالرغم من اختلاف الاتجاهات في الإطار الواحد.
إن وعي هذه الحقيقة ضروري لدى مفكرينا بل جماهيرنا، وردّ على أولئك الذين يدعون إلى تذويب المذاهب الفقهية تحقيقاً للوحدة الإسلامية.
أسباب الاختلاف الفقهي
ومعرفة أسباب الاختلاف الفقهي أمر مفيد جداً لتحقيق التقريب، وضروري لبحثنا هذا، فما هي هذه الأسباب؟.
ورقة العمل المقدمة من قبل اللجنة المنظمة لندوة التقريب التي انعقدت في المغرب، أرْجعَت الأسباب إلى أربعة، هي:
أ) الاختلاف في دلالة النص الثابت.
ب) الاختلاف في صحة النص المتعلق بالحكم.
ج) تباين الاجتهاد في ترجيح الأدلة عند تعارضها.
د) اختلاف الاجتهاد فيما لم يرد فيه نص صريح(1).
وأوجزها ابن رشد في مقدمة كتابه > بداية المجتهد ونهاية المقتصد< وحصرها في ستة أمور:
أحدها: تردد الألفاظ بين هذه الطرق الأربع، أعني بين أن يكون اللفظ عاماً يراد به الخاص، أو خاصاً يراد به العام، أو خاصاً يراد به الخاص، أو يكون له دليل الخطاب أو لا يكون.

والثاني: الاشتراك الذي في الألفاظ، وذلك: إما في اللفظ المفرد كلفظ: > القرء< الذي يطلق على الأطهار وعلى الحيض، وكذلك لفظ: > الأمر< هل يحمل على الوجوب أو الندب، ولفظ > النهي< هل يحمل على التحريم أو الكراهة، وإما في اللفظ المركب مثل قوله تعالى: {إلاّ الذين تابُوا} (سورة النور، من الآية: 5) فإنه يحتمل أن يعود على الفاسق فقط، ويحتمل أن يعود على الفاسق والشاهد، فتكون التوبة رافعة للفسق ومجيزة شهادة القاذف.

والثالث: اختلاف الإعراب.
والرابع: تردد اللفظ بين حمله على الحقيقة أو حمله على نوع من أنواع المجاز التي هي: إما الحذف وإما الزيادة وإما التأخير وإما تردد على الحقيقة أو الاستعارة.

والخامس : إطلاق اللفظ تارة وتقييده تارة أخرى، مثل إطلاق الرقبة في العتق تارة وتقييدها بالإيمان تارة.

والسادس: التعارض في الشيئين في جميع أصناف الألفاظ التي يتلقى منها الشرع الأحكام بعضها مع بعض، وكذلك التعارض الذي يأتي في الأفعال أو في الإقرارات أو تعارض القياسات نفسها، أو التعارض الذي يتركب من هذه الأصناف الثلاثة، أعني معارضة القول للفعل، أو للإقرار أو القياس ومعارضة الفعل للإقرار، أو للقياس ومعارضة الإقرار للقياس(1).
إلا أن هذا التقسيم وقع موقع الاعتراض، إذ أنه ركز على الأسباب التي تتصل بالاختلاف في تنقيح الصُّغريات أو حجية القياس ، في حين أن الاختلاف في الكبريات نفسها ـ باعتبارها المنشأ الأساس لهذا الاختلاف ـ مما لا يمكن تجاهله، ولذا اتجهوا إلى التركيز على منبعين رئيسين هما:
.1 الخلاف في الأصول والمباني العامة المعتمدة في الاستنباط الاجتهادي، كالخلاف في حجية القياس أو العقل أو الاستصحاب.
.2 الخلاف في تعيين مصاديق تلك الكبريات وموارد انطباقها.
(وفي هذا القسم تنتظم جميع تلكم المناشىء التي ذكرها ابن رشد ونظائرها، مما لم يتعرض له كمباحث المفاهيم والمشتقات ومعاني الحروف، وما يشخص صغريات حجية العقل، كباب الملازمات العقلية، بما فيه من بحوث مقدمة الواجب، واجتماع الأمر والنهي والإجراء، واقتضاء الأمر بالشيء، والنهي عن ضده وغيرها من المباحث الهامة)(1) وهنا نشير إلى أن بعض العلماء كانوا يجيزون الاختلاف في الفروع دون أصول الفقه.
وهذا التقسيم الأخير بلاريب أوْفى وأكثر انطباقاً على الواقع من التقسيمين السابقين، وهذا يعني أن الاختلاف في أصول الفقه هو أساس في جل الاختلافات في الفتاوي، الأمر الذي يتطلب جهداً واسعاً ولقاءات عملية مستمرة، لتحقيق تفهم أكبر للآراء والأدلة والوصول إلى ِِمساحات مشتركة ـ وهي واسعة كما أتصور ـ وذلك تقليلاً للخلاف ـ من جهة ـ وتفهماً أكثر لوجهة النظر الفقهية المخالفة ـ من جهة أخرى ـ الأمر الذي يمنع من انسحاب هذا الخلاف الطبيعي إلى المجالات التحريفية التي لمّحنا إليها.
وما نود أن نضيفه هنا هو عامل الاختلاف في مناهج الاستدلال، فهو يؤدي بالطبع إلى الاختلاف في النتائج، ومن هنا أدعو إلى ضرورة التحديد في منهج الاستدلال، وملاحظة الترتيب المنطقي بين الأدلة، وهو أمر ضروري جداً وإلا لوقعنا في الخلط الكبير.
ولا أعتقد أننا إذا ركزنا على نوع الدليل، ولاحظنا ظروفه الخاصة به، سوف نختلف في الترتيب المطلوب، وبدون ذلك نشهد اضطراباً واسعاً، فهذا يستدل بالاستصحاب أوّلاً، ثم يلجأ إلى النص، وذلك يذكر مقتضى أصل الإباحة ثم يلجأ للإجماع، وهكذا نقع في دوّامة فقهية فظيعة، وسر هذا الوقوع عدم التصفية المنهجية ابتداء، وهي شرط كل استدلال فقهي متين.
وفي هذا الصدد نجد مثلاً الإمام الغزالي، يطرح الترتيب على النحو التالي: > يجب على المجتهد في كل مسألة أن يرد نظره إلى النفي الأصلي قبل ورود الشرع، ثم يبحث عن الأدلة السمعية المغيرة، فينظر أول شيء في الإجماع، فإن وجد في المسألة إجماعاً، ترك النظر في الكتاب والسنة، فإنهما يقبلان النسخ والإجماع لايقبله، فالإجماع على خلاف ما في الكتاب والسنة دليل قاطع على النسخ إذ لا تجتمع الأمة على الخطأ، ثم ينظر في الكتاب والسنة المتواترة، وهما على رتبة واحدة، لأن كل واحد يفيد العلم القاطع، ولا يتصور التعارض في القطعيات السمعية، إلا بأن يكون أحدها ناسخاً، فما وجد فيه نص عن كتاب أو سنة متواترة أخذ به، وينظر بعد ذلك إلى عمومات الكتاب وظواهره، ثم ينظر في مخصصات العموم من أخبار الآحاد ومن الأقيسة، فإن عارض قياس عموماً أو خبر واحد عموماً، فقد ذكرنا مايجب تقديمه منها، فإن لم يجد لفظاً نصاً ولا ظاهراً، نظر إلى قياس النصوص، فإن تعارض قياسان أو خبران أو عمومان، طلب الترجيح، فإن تساوياً عنده توقف على رأي، وتخير على رأي آخر<(1).
فالترتيب لديه هو مقتضى القاعدة التي تنفي التشريع قبل وروده، ثم الأدلة المخالفة لهذا المقتضى وفيها، أيضاً، يرجع إلى الاجماع أولاً، وإلا فإلى النصوص المتواترة، وبعدها إلى العمومات الكتابية ثم المخصصات، والأرجح إلى الأقيسة، وعند التعارض يطلب الترجيح ومَعَ التساوي، فإما التخيير، وإما التوقف والذي يظهر أن هناك نقاطاً هامة في هذا الترتيب.
منها: إن الإجماع ـ قلنا باستقلاليته في الدليلية ـ يقف إلى صف واحد من الكتاب والسنَّة، وباقي الأدلة الاجتهادية، فما معنى تخصيصه أولاً بالرجوع؟
ومنها : إن العمومات الكتابية على مستوى واحد من عمومات السنة، فما معنى تخصيص الأول بالذكر؟
ومنها: إن القياس ـ لو قلنا به ـ فهو في رتبة واحدة مع النصوص، فلماذا التأخير؟
ومنها: إنه ما الموقف عند فقدان الأدلة الاجتهادية، أي، ماهو الموقف العلمي؟ وليس لدينا أصلاً دليلان متعارضان حتى نتخيَّرَ أو نتوقف. ثم أين مسألة الاستصحاب؟ والبراءة؟ وعلى أي حال، فهنا؛ إيهامٌ واضح في البين.

إن هذا الأمر يتطلب دراسةً موسعةً حول ملاكات تقديم أي دليل على آخر، وهذه الملاكات تعرضتْ لها بالتفصيل المدرسة الأصولية الإمامية، وإن كان الاستيعاب قد تم في مرحلة متأخرة جداً (1).
وقد ذكرت أن الملاكات هي: التخصيص والتخصُّص والحكومة والورود، ونشير بالإجمال إلى معانيها:
ـ التخصيص: والمراد به إخراج من الحكم مع دخول المخرج موضوعاً.
ـ التخصص : والمراد به الخروج الموضوعي الوجداني. وهذان معروفان.
ـ الحكومة: والمراد بها أن يكون أحد الدليلين ناظراً إلى الدليل الآخر موسعاً أو مضيقاً له، فمن القسم الأول: من أن الفقاع خمر استصغره الناس. ومن الثاني: قوله#: >لاضرر ولاضرار<. الذي يقوم بتضييق موضوع الأدلة الأولية إلى ما لايشمل الأحكام الضرورية.

ـ الورود : والمراد به الدليل النافي للموضوع وجداناً، ولكن بواسطة تعبد شرعي كتقدم دليل: > لاضرر< على دليل: >وجوب دفع الضرر المحتمل< في المورد الضروري.
وعبر هذه الملاكات لاأظن أننا سنختلف بعد ذلك كثيراً، ذلك أن المجتهد يبحث ـ أول ما يبحث ـ عن واقع الحكم الشرعي، فإذا لم يجد شيئاً، راح يبحث عما نزل بمنزلة الواقع، فإذا لم يعثر على شيء فعليه البحث عن موقفه العملي كما تحدده الوظيفة الشرعية، وإلا راح للموقف العملي كما يحدده العقل، وعند تعقد الأمر يلجأ عادةً للقرعة طبق تحديداتها. وهذا الترتيب قائم على قوانين الحكومة والورود.
فالأدلة التي تكشف بلسانها عن الواقع كالكتاب والسنة والإجماع، وغيرها مقدمة بلاريب على الأدلة التي تكشف عن الواقع التنزيلي (أي ماهو بمنزلة الواقع) كالاستصحاب وأصالة الصحة وقاعدة التجاوز والفراغ في الصلاة وأمثالها، وذلك لأن الأولى حاكمة على الثانية ومزيلة لموضوعها تعبداً، في حين نجد أن أدلة الواقع التنزيلي مقدمة بدورها على أدلة الوظيفة الشرعية كأدلة البراءة والتخيير والاحتياط، لأن هذه الأدلة، أخذ في موضوعها فقدان الواقع بجميع مراتبه حتى التنزيلية.
وأدلة الوظيفة العملية الشرعية مقدمة على أدلة الوظيفة العملية العقلية. وهذه الأخيرة مقدمة على أدلة القرعة لنفس ما ذكرناه(1).
وما أظنه أن الكثير من الاختلاف في مناهج الاستدلال راجع إلى عدم التركيز على ملاكات التقديم هذه، وإلا فلامجال للاختلاف الكثير.
ومن الضروري أن ننبه هنا أن هذه الملاكات بنفسها تلعب دورها في تقديم أدلة الأحكام الثانوية ـ كالأحكام الضرورية والحرجية، وأحكام السبيل على المؤمنين، وأمثالها ـ على أدلة الأحكام الأولية، كالوضوء والصوم والحج، وغيرها.
وكذلك في تقديم أدلة الأحكام الولائية التي يصدرها ولي الأمر في مِنْطَقةِ المباحات بعناوينها الأولية على أدلة الإباحة هنا، باعتبار أن أدلة الولاية ناظرة إلى الأدلة الأولية ومقدمة عليها، وهو باب واسع من الضروري أن تتم دراسته والتأمل العميق به.

مجالات الاختلاف الفقهي والموقف فيها:
لاحظنا أن وجود الاختلاف حالة طبيعية نتيجة تعدد أسباب الاختلاف.
إلا أننا هنا نحاول التحدث عن المجالات التي يتم الاختلاف فيها، وكيفية توجيه الموقف فيها، أو احتواء الموقف الخلافي، أو بالأحرى تحويل الخلاف إلى نقطة قوة وثراء، بدلاً من أن يتحول إلى نقطة خور وضعف، ومهما قيل عن الحديث المنسوب للرسول#> اختلاف أمتي رحمة< ، فإن الإسلام لابد أن يحول كل القضايا الطبيعية إلى عنصر ثراء للمسيرة الإسلامية الصاعدة.
ولما كان الفقه مرتبطاً بالحياة الفردية والاجتماعية، فمن الطبيعي أنه يترك أثره الإيجابي أو السلبي على المسيرة الحياتية، فما هو الطرح الإسلامي المتصور في البين؟.
ولدى الجواب نود أن نذكر بأن السلوك ينقسم إلى فردي واجتماعي، دون أن نضع حداً فاصلاً بينهما، فإن هناك سلوكات فردية ترتبط تماماً بالسلوك الاجتماعي، وأخرى لاعلاقة مباشرة لها بذلك، ولذلك فهي مشمولة للأحكام الاجتماعية بمقدار هذه العلاقة.
فإذا ركز على أنماط السلوك الفردي من قبيل ( استحباب القنوت في الصلاة ووجوب رد السلام، وحرمة النذر لغير الله تعالى)، وأمثال ذلك مما لايرتبط مباشرة بالسلوك الاجتماعي العام، وجدنا أن الإسلام يفسح المجال للمسلم أن يجتهد بنفسه لاستنباط هذه الأحكام، أو يقلد مجتهداً فيها، ولاضير حينئذ في اختلاف الاجتهاد الذي لايترك أثراً على وحدة الموقف العام.
فإذا انتقلنا إلى الساحة الاجتماعية، والعمل الاجتماعي، فإن الموقف كما نرى يتغير فرغم سماح الإسلام للمجتهدين، بل تأكيده عليهم في استنباط المواقف النظرية للإسلام في هذا المجال، وكذلك سماحه لهم في إبداء الرأي في النوازل والحوادث الواقعة، إلا أنه لايسمح لهم مطلقاً بالإخلال بالموقف العام، ومن هنا نقول: إن المجتهدين يمكن أن يستنبطوا الحكم الإسلامي الأولي أي الذي وصفه الإسلام للموضوعات بعناوينها الأولية كحرمة الخمر والربا والقمار ووجوب الصلاة والزكاة والحج، كما أن لهم أن يعينوا الموقف النظري في الأحكام الثانوية، أي الأحكام التي تطرأ على الموضوعات نتيجة حصول ضرر أو حرج أو إكراه أو وقوع الشيء مقدمةً للواجب أو سد ذريعة للمراح وما إلى ذلك، والمكلفون هم الذين يشخصون مصاديق هذه المواقف النظرية، ويعملون بها في سلوكاتهم الفردية.
أما المجال الاجتماعي أو الموقف الاجتماعي، فالذي يقرره هو المجتهد الحاكم لاغير ويمكن لغيره من المجتهدين أن يعينوه على ذلك، وإذا صدر الموقف الحكومي الشرعي، فليس لأحد من المجتهدين أن يخالفه عملياً على الإطلاق، وإلا لأدى ذلك إلى شق عصا المسلمين، ومن هنا يحق لنا أن نقول: إنه لا مجال للاختلاف في الموقف الاجتماعي العام داخل المجتمع الإسلامي أو تجاه خارج هذا المجتمع.
ولي الأمر وانتخاب الفتوى الملائمة:
في أحد بحوثنا الماضية التي طرحت حول مسألة (التلفيق والأخذ بالرخص) قلنا بأنّ للفرد أن يأخذ بمسألة التلفيق بين الفتاوى، بعد أن بنينا ذلك على عدم لزوم اتباع الأعلم في التقليد، ولسنا نريد إعادة البحث هنا، ولكنا نريد أن نتحدث عن حقيقة هامة هنا هي أن الحاكم الشرعي يستطيع أن يعتمد فتواه أو فتوى غيره مما يراه منسجماً أكثر من غيره مع مجمل الخط العام الإسلامي؛ فيصدر أمره بجعل هذه الفتوى حكماً عاماً وقانوناً تتبعه الأمة ـ بما فيها سائر المجتهدين، بما يشمل القائلين بخلاف تلك الفتوى ـ وهذا المعنى إنما يتصور في مجال الحياة العامة لا السلوك الفردي(1).
ولتوضيح الأمر نقول:
إن المجال هنا ليس مجال تقليد العامي للمجتهد ليأتي بحث (الأعلمية)، وإنَّما هو مجال إدارة الحياة العامة بما يحقق المقاصد الإسلامية وفق الأحكام التي شرعها الشارع الحكيم (تعالى) في إطار تخطيط إسلامي للحياة قد يتطلب أحياناً اللجوء إلى فتوى معينة هي أكثر انسجاماً مع المصلحة العامة، وتشكل مع غيرها مجموعة متكاملة مما يدفع إلى انتقائها وجعلها قانوناً بعد أن كانت حصيلة اجتهاد إسلامي جارٍ وفق الطريقة الشرعية لاستنباط الأحكام. فلو كان الحاكم ممن يقولون بمسألة تعدد الآفاق ـ كما هي فتوى الشافعية ـ وبالتالي تعدد أوائل الشهور القمرية في العالم الإسلامي، إلا أنه كانت فتوى معتبرة ـ وحبذا لو كانت مشهورة أيضاً ـ تقول بوحدة الآفاق وكفاية رؤية القمر في أي مكان من العالم للحكم بدخول الشهر القمري، كما هي مثلاً فتوى المذاهب الثلاثة (الحنفي والمالكي والحنبلي) وبعض علماء الإمامية كالمرحوم الإمام الخوئي والإمام الشهيد الصدر(2)، فإن للحاكم الشرعي لابصفته يفتي لمقلديه. بل بصفته يدير شؤون الأمة الإسلامية أن ينتخب هذه الفتوى، ويحولها إلى حكم إلزامي تدار على أساس منها شؤون الأمة.
فملاك عمل الفرد في تقليده هو الوصول إلى الرأي الحجة بينه وبين ربه في المجال العملي، في حين أن ملاك عمل الحاكم الشرعي، هو تحقيق مقاصد الشريعة وإشاراتها مع الحفاظ على المصلحة العامة للأمة في إطار ما منحته الشريعة من صلاحيات قانونية.
ولكي نقرب الأمر إلى الذهن نلاحظ أن الباحث المسلم لكي يكتشف مذهباً حياتياً كالمذهب الاقتصادي الإسلامي أو المذهب الاجتماعي، أو الحقوقي أو غير ذلك، قد يجد فتاوى منسجمة مع بعضها لدى مفتين متعددين، لكنها تشكل وجهاً واحداً لخط عام منسجم، وحينئذ فإنه يستطيع أن يطرح ذلك الخط كصورة اجتهادية عن المذهب المذكور.
وهذا مافعله المرحوم الشهيد الصدر ـ وهو من كبار المجتهدين ـ في كتابه >اقتصادنا<، وقال مفسراً ذلك : > إن اكتشاف المذهب الاقتصادي يتم خلال عملية اجتهادية في فهم النصوص وتنسيقها والتوفيق بين مدلولاتها في اطراد واحد، وعرفنا أن الاجتهاد يختلف ويتنوع تبعاً لاختلاف المجتهدين في طريقة فهمهم للنصوص، وعلاجهم للتناقضات التي قد تبدو بين بعضها والبعض الآخر، وفي القواعد والمناهج العامة للتفكير الفقهي التي يتبنونها، كما عرفنا، أيضاً، أن المجتهد يتمتع بصفة شرعية وطابَعٍ إسلامي مادام يمارس وظيفته، ويرسم الصورة، ويحدد معالمها ضمن إطار الكتاب والسنة، ووفقاً للشروط العامة التي لايجوز اجتيازها.
وينتج عن ذلك كله ازدياد ذخيرتنا بالنسبة إلى الاقتصاد الإسلامي، ووجود صور عديدة له كلها شرعي وكلها إسلامي، ومن الممكن أن نتخير في كل مجال أقوى العناصر التي نجدها في تلك الصورة، وأقدرها على معالجة مشكلات الحياة وتحقيق الأهداف العليا للإسلام، وهذا مجال اختيار ذاتي يملك الباحث فيه حريته ورأيه.
ويضيف: >إن ممارسة هذا المجال الذاتي، ومنح الممارس حقاً في الاختيار ضمن الإطار العام للاجتهاد في الشريعة، قد يكون أحياناً شرطاً ضرورياً من الناحية الفنية لعملية الاكتشاف<.
ثم يضيف متسائلاً: > هل من الضروري أن يعكس لنا اجتهاد كل واحد من المجتهدين ـ بما يتضمن من أحكام ـ مذهباً اقتصادياً متكاملاً، وأسساً موحدة منسجمة مع بناء تلك الأحكام وطبيعتها؟ ونجيب على هذا التساول بالنفي، لأن الاجتهاد الذي يقوم على أساسه استنتاج تلك الأحكام معرض للخطأ، ومادام كذلك فمن الجائز أن يضم اجتهاد المجتهد عنصراً تشريعياً غريباً على واقع الإسلام... ولهذا يجب أن نفصل بين واقع التشريع الإسلامي، كما جاء به النبي# وبين الصورة الاجتهادية، كما يرسمها مجتهد معين<(1).
فإذا كانت الحال هذه ـ مع اكتشاف النظرية العامة للإسلام من قبل مجتهد ما ـ مشروعة فهي أولى في المشروعية عندما يراد إصدار قانون عام، وذلك:
أولاً : لما يملكه الحاكم الشرعي من صلاحية واسعة لتحويل الأحكام وفق المبادىء المعطاة.
ثانياً : لكون هذه الحالة مؤقتة في حين يراد للنظرية أن تكون دائمة.
ثالثاً : لأنه يعتمد على خبراء الدولة ومشاورتهم في معرفة الواقع القائم واكتشاف التلاؤم بين الفتاوي، الأمر الذي يقربه من الواقع.
رابعاً : لأنه لا مفر لانتخاب إحدى الفتاوى للعمل بها بشكل عام من قبل الحاكم الشرعي، ولذا فمن الطبيعي أن تنتخب الفتوى الأكثر انسجاماً مع سير الأمور.
كل ذلك شريطة أن تكون قد صدرت على أساس من قواعد الاجتهاد المعروفة، بل وقد نشترط فيها أحياناً أن تكون من الفتاوى المشهورة.
ونشير هنا إلى أن الكثير من الدول لم تعتمد في دساتيرها مذهباً إسلامياً معيناً حتى في قضايا الأحكام المدنية. بالرغم من أنها ركزت على خصوص أحد المذاهب، فقد اضطرت لكي تحفظ سلامة العائلة وصيانتها، للاعتماد على الرأي الإمامي القائل بعدم مشروعية الطلاق بالثلاث واعتباره طلاقاً واحداً بالرغم من أنها اعتمدت في عموم أحكامها على المذاهب الأخرى.

الحوار المطلوب:
إذا كان الإسلام قد سمح بالاجتهاد واعتمد العقل والبرهان سبيلاً منطقياً للإقناع، فمن الطبيعي أن يجوّز الحوار ويدعو إليه على كل الأصعدة، وهي من قبيل:
أ) الحوار بين المسلمين المختلفين في الشؤون الشخصية.
ب) الحوار بين المختلفين في القضايا الاجتماعية.
ج) الحوار بين الفقهاء.
د) الحوار العقائدي.
هـ ) الحوار بين الأديان.
خامساً : المنطقية بحيث يسير البحث بشكل منطقي، وتؤدي المقدمات إلى النتائج بشكل طبيعي، وذلك دونما تحايل أو مماطلة أو جدال عقيم، والنصوص التي تنهى عن الجدال والمراء كثيرة.
منها قوله تعالى: {ماضربوهُ لكَ إلا جدلاً بل هم قومٌ خَصِمونَ} (سورة الزخرف، من الآية: 58). وقوله تعالى: {وكان الإنسانُ أكثر شيء جدلاً} (سورة الكهف، الآية: 54).
وقد رأينا العلماء يردون التحايل على الطرف الآخر، ويذكرون لذلك أمثلة من قبيل:
أ) إبهام العبارة حتى لا يفهمها الطرف لآخر.
ب) الاحتيال عليه حتى يخرجه عن محل تساؤله.
ج) توجيه كلام السائل إلى وجوه محتملة (1) .
بل تحدثوا عن الصفات التي قد يُبتلى بها المتحاوران نتيجة القدرة على امتلاك الموقف، من قبيل الحقد والحسد وتزكية النفس والفرح بمساءة الآخرين، والاستكبار عن الحق، والرياء، وكل ذلك لكي تعود إلى المحاور شخصيته الطبيعية التي تحقق منطقيته في الحوار.

سادساً : الابتعاد عن جو التهويل أو ما يسمى بتأثير العقل الجمعي، ففي مثل هذا الجو يفقد الحوار جوه المطلوب، ولا معنى فيه للاستدلال المنطقي الهادىء الحكيم.
ومن خير الأمثلة على ذلك ماذكره القرآن الكريم من جو انفعالي واجه المشركون به النبي#واتهموه بالجنون، ولذلك طلب من الرسول#أن يدعوهم إلى نبذ هذا التهويل، والعودة إلى الهدوء المطلوب، ثم التفكير بما يتهمونه به، يقول تعالى:
{قل إنما أعظكم بواحدةٍ أنْ تقوموا للّهِ مَثْنى وفُرادى ثم تتفكّروا ما بصاحبكم من جِنَّةٍ إن ْ هو إلا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديد} (سورة سبإ، الآية: 46).

سابعاً : أن يكون الحوار مما يترك أثراً عملياً أو فكرياً، فلا معنى للحوار حول افتراضات تجانب الواقع، يقول الإمام الغزالي: >...الرابع أن يناظر في واقعة مهمة أو في مسألة قريبة من الوقوع، وأن يهتم بمثل ذلك< (2).

ثامناً: أن تلحظ في الحوار كل الجوانب المرتبطة بالموضوع، فقد تترك الجوانب غير الملحوظة أثرها على النتيجة، أما إذا لم يتسع صدر البحث، فيجب الاتفاق على قدر متيقن فيها.



والله تعالى نسأل أن يوفقنا لمراضيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:42 am

الاختلاف لا يتضمن معنى المنازعة
الاختلاف لا يحمل معنى المنازعة، وإنما المراد منه أن تختلف الوسيلة مع كون الهدف واحداًً، وهو مغاير للخلاف الذي ينطوي على معنى الشقاق والنزاع والتباين في الرأي دون دليل.
وقد أوضح العلماء الفرق بين الاختلاف والخلاف في أربعة أمور:
.1 الاختلاف هو أن يكون الطريق مختلفاً، والمقصود واحداًً، والخلاف هو أن يكون كلاهما ـ أي الطريق والمقصود ـ مختلفين.
.2 والاختلاف: ما يستند إلى دليل. والخلاف: ما لا يستند إلى دليل.
.3 والاختلاف من آثار الرحمة ...، والخلاف: من آثار البدعة.
.4 ولو حكم القاضي بالخلاف، ورفع لغيره يجوز فسخه بخلاف الاختلاف، فإن الخلاف هو ما وقع في محل لا يجوز فيه الاجتهاد، وهو ما كان مخالفاًً للكتاب والسنة والإجماع.
قال ابن العربي عند قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} ( سورة آل عمران، من الآية: 105)، لتفرق المنهي عنه يحتمل ثلاثة أوجه:

الأول: التفرق في العقائد.
الثاني: قوله، عليه السلام >لا تحاسدوا ولا تدابروا< ( التفرق في القلوب).
الثالث: ترك التخطئة في الفرع والتبري فيها
فإن الكل بحبل اللَّه معتصم، وبدليله عامل، وقد قال عليه الصلاة والسلام ، >لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة<، فمنهم من حضرت العصر فأخرها حتى بلغ بني قريظة، أخذاً بظاهر قول النبي عليه الصلاة والسلام ، منهم من قال لم يرد هذا منا، يعني: وإنما أراد الاستعجال؛ فلم يعنف النبي عليه الصلاة والسلام أحداً منهم.
والحكمة في ذلك أن الاختلاف والتفرق المنهي عنه، إنما هو المؤدي إلى الفتنة والتعصب وتشتيت الجماعة، فأما الاختلاف في الفروع فهو من محاسن الشريعة، قال النبي عليه الصلاة والسلام : >إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد<، وروي، >أن له إن أصاب عشرة أجور<.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:43 am

أهم أسباب الاختلاف.
إن احترام قواعد الحوار ومنهجه على النحو السالف قد لا يصل إلى توحيد الرأي والتقاء الفكرة حول المسألة موضوع الحوار، وهكذا فإن الأمر قد يفضي إلى اختلاف بين أوجه الرأى، لأن الاختلاف من طبائع العقول، وقد كان الفقهاء والمحدثون يختلفون دون أن يكون لاختلافهم أي أثر في العلاقات الطيبة القائمة بينهم، ودون أن يزدري أحد منهم صاحبه؛ بل إن الاختلاف لم يزدهم إلا محبة وتلاحماًً أكثر.
وما ذلك إلا أن أسباب الاختلاف بينهم لم تكن أسباباً شخصية قائمة على أمور ذاتية، بل إنها كانت تقوم على أمور موضوعية؛ وكتب الأصول زاخرة بأسباب الاختلاف، وبتتبعها يتضح أن تلك الأسباب ترجع إما إلى اختلاف في معنى النص عندما يحمله البعض على الحقيقة، ويحمله البعض الآخر على المجاز، أو في مدى ذلك النص حينما يحمله البعض على العموم، ويحمله البعض الآخر على الخصوص، أو يعتبره البعض مطلقاً ويقيده البعض الآخر، وهكذا.
على أنه ينبغي أن لا يفهم مما سبق أن الأمر فوضى في فهم النصوص، بحيث يسوغ لكل من انتسب إلى الفقه أن يقول بأي رأي يراه دون ضوابط ولاشروط؛ بل إن للاختلاف ضوابط أهمها:
التسليم بآراء الأئمة المجتهدين، لأن هذه الآراء لم تصدر إلا بعد تمحص ومعاناة، فصارت ثوابت أقيمت على أسس متينة من قواعد استنباط الأحكام.
وتجنُّب اللََددِ والإنكار في المسائل الخلافية، لأن احترام الرأي الآخر أمر محمود، ولأن التعصب في الرأي يؤدي إلى التفرق والشـــقاق المنهي عنـه، بقـوله تـعالى: {ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات} (سورة آل عمران، من الآية: 105).
عدم اعتبار الخلاف وسيلة للاحتجاج، لأن المحاججة إنما تقع بالقول المستند إلى نص أو إجماع وليس إلى مجرد الهوى.
احترام منهج العلماء في الاختلاف، لأنه السلم الذي يرتقي فيه من يروم فهم النصوص، وهي القناة التي يتعين المرور منها للارتقاء في سلم الفهم والنقاش.
الإنصاف في العلم، لأن الاعتراف بالحق فضيلة، وفي هذا قال الإمام الشاطبي، رحمه اللَّه "اجعل طلب الحق لك نحلة والاعتراف به لأهله مِِلََّةِ، لاتشرب مشرب العصبية، ولا تأنف من الإذعان للحق إذا لاح وجه القضية...".

مراعاة حاجة المجتمع والناس في الاختلاف، لأ من القواعد الكلية أنه "لاينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:44 am

من آداب الاختلاف
من ثوابت آداب الاختلاف في الإسلام
أ) أن الاختلاف رحمة وتوسعة، إذ اختلاف الأمة في أحكام الحوادث والنوازل يسر ورحمة، قال الذهبي:"وبين الأئمة اختلاف كبير في الفروع وبعض الأصول، وللقليل منهم غلطات وزلقات ومفردات منكرة، وإنما أمرنا باتباع أكثرهم صواباً، ونجزم بأن غرضهم ليس إلا اتباع الكتاب والسنة، وكل ما خالفوا فيه القياسٍ أو تأويل. وإذا رأيت فقيهاً خالف حديثاً أو حرّف معناه فلا تبادر لتغليطه، فقد قال علي كرم الله وجهه: ( لمن قال له: أتظن أن طلحة والزبير كانا على باطل): يا هذا، إنه ملبوس عليك، إن الحق لايعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله".

ب) أن الاختلاف في المسألة لايعني أن أحد المختلفين خاطىء، قال الطحاوي "المراد: أن ماذهب إليه إمامنا صواب عنده مع احتمال الخطإ، إذ كل مجتهد يصيب ويخطىء في نفس الأمر، وأما بالنظر إلينا فكل واحد من الأربعة مصيب في اجتهاده، فكل مقلد يقول هذه العبارة لو سئل عن مذهبه على لسان إمامه الذي قلده، وليس المراد أن يكلف كل مقلد اعتقاد خطإ المجتهد الآخر الذي لم يقلده".


ت) التأدب مع المخالف، لأن الخلاف إنما هو ناشىء عن اختلاف النظر لاعن اختلاف الهدف، فالمختلفان مختلفان في الأفكار متفقان في القلوب وفي الهدف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:45 am

الاختلاف كحاجة إلى حماية الذات من الذوبان
د. تهامي العبدولي
إثر المعاهدة التي أبرمت بين حكومة الولايات المتحدة والهنود الحمر كتب الزعيم الهندي سياتل Seattle الى الأميركيين "إننا على يقين من أن الرجل الأبيض لا يفهم منطقنا هذا.. وأرضنا بالنسبة اليه تشبه أي أرض أخرى.. وما كان ذلك ليكون سوى لأنه غريب عن أرض تسلل اليها ليلاً واستحوذ عليها، وصادر كل نفيس فيها. بالنسبة اليه ليست الأرض أماً، فحين اغتصبها، اغتصبها اغتصاب العدو، وواصل مسيره غير عابئ بهيكل والديه معرضاً عن حق بنيه في ذكرى الأرض. سيادة القائد الأبيض، إن منظر مدائنكم يكدر صفو بصر الهندي... ولا يوجد مكان آمن في مدنكم... لا يوجد مكان واحد نستمتع فيه بسماع حفيف أوراق أشجار الربيع وأجنحة الطير...". في سياق حنيني ذاتي ذاتي، يذكرني بما لنا وما علينا وباستعادة خطاب تقادم عهده يعبق من أوله الى آخره بريح الاختلاف، حق الاختلاف، طيب الاختلاف وغيث الاختلاف، أتناول موضوع الاختلاف في الثقافة وأقترح عليكم النظر في ثلاثة مستويات:
ـ مفهوم الاختلاف ووظيفته الثقافية التواصلية.
ـ الاختلاف صيغة "بين ـ ثقافية" والإيلاف صيغة داخل ثقافية.
ـ العولمة بوصفها ظاهرة تعطل الاختلاف الثقافي في السياق خارج ثقافي والحداثة بوصفها صيغة قامت بالاختلاف وهي تؤمنه.
وأنبه الى أن معالجتي للمسألة هي معالجة من وجهة نظر الأنتربولوجيا الثقافية لا تهم الحدث الثقافي في ذاته بل تتصل بالثقافة من حيث هي إنتاج إنساني يدل عليه ويتعالى عليه أحياناً، ونحتاج في فهم اشتغالها الى كثير من التجريد المعرفي القصي.


مفهوم الاختلاف ووظيفته
أ ـ في المفهوم
لتبين مفهوم الاختلاف ثقافياً يحسن أن نستبعد دلالة الاختلاف على الخلاف، ذلك أن الأول هو الحد المانع من حدوث الثاني. فمن حيث العلاقة المنطقية لا يمكن أن تكون سببية علية بينهما لأنهما حدثان لا يتولدان ضرورة من بعضهما البعض، ولكن من حيث السياق الاجتماعي والأيديولوجي يمكن أن يتم توظيف الاختلاف في توليد الخلاف، خصوصاً حين يحدث انحراف معين. فالعلاقة إذن غير ضرورية من جهة الأصل ممكنة في التوظيف وضرورية فقط حين يصبح الاختلاف مانعاً من الخلاف، إذ ليس يمكن تعايش دون استيعاب معرفي يرقى أحياناً الى حد الإيمان بأن الاختلاف ضروري كي نستمر.
حيز الاختلاف الثقافي هو ما يميز مجموعة ثقافية عن أخرى فإذا بحثت في الجامع النظامي المشترك وحصرته في ما بين مجموعتين تبينت أن ما يخرج عن أحد النظامين هو الذي يمثل مجال الاختلاف. مثل هذا يعني أن الاختلاف الثقافي ليس يهم ما يخص الأفراد بل دائرته في ما بين المجموعات. وبعبارة أخرى إن الاختلاف المقصود ثقافياً هو ما كان في مستوى أنظمة الثقافة، في نحو نظام العوائد/نظام التفكير/ نظام العقائد/ نظام الاجتماع/ نظام الاقتصاد. مثال ذلك أن نظام التفكير يمكن أن يكون محل اختلاف بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الغربية عموماً باعتبار الأول دينياً والثاني عقلانياً، ولكن ليس ذلك مطلقاً، ففي الثقافة الغربية نظام تفكير ديني أصغر لا يتجاوز العام العقلاني المنظم للعلاقات الاجتماعية، في وقت لا ينظمها الديني بشكل عام. وفي الثقافة العربية يصبح العقلاني نظاماً أصغر يقيده الدين أو يحاصره لأنه هو الأساس في تنظيم العلاقات، دون أن نغفل أن أنظمة علمانية حداثية أدعت انفصالها عن الدين وهي في الأصل قد أسست نظامها الكلي على نفس البنية الدينية.
أما الخلاف فهو حال تنابذ أو تدافع تؤدي إلى نوع من التنازع معنوياً أو مادياً، ويدل على نوع من الانقلابية بين الأشخاص أو بين الثقافات أو بين الحضارات في سياق مادي. وعادة ما ينجم عنه تحول نحو مسارات المغالبة. والخلاف حالة اجتماعية لا علاقة لها بالثقافة مجردة بل تنبع من الجماعات وتتخذ طابعاً ثقافياً.
وإذا كان الخلاف يهم أساساً سياق المغالبة، فالاختلاف ليس داخلاً في ذلك السياق لأنه مرتبط بحال مخالفة هي حال المطاوعة وعدم الإكراه. وفي الحقيقة، لقد شاع أن ما حدث ويحدث في التاريخ هو ثلاثة مسارات: مسار الاختلاف ومسار المغالبة ومسار المصالحة. يمثل الأول وضعاً أصلياً في الثقافة والثاني انحرافاً، ويمثل الثالث إصلاحاً للانحراف. والأول منفصل عنهما وليس متصلاً بهما.
لكن إذا كان الاختلاف أصلاً فهو ليس مساراً بل خاصية قيمة Value، وليس هو مقولة Category تولد المعنى بل معنى في الثقافة يضفي على الوجود شرعية امتلاء الفرد أو المجموعة، ليس طارئاً أو حادثاً بل سمة جوهرية لازمت الثقافة منذ دخول الإنسان في سيرورة الانفصال عن الطبيعة خارجه أو في ذاته. وحيث وجدت الثقافة وجد الاختلاف. صحيح أن الثقافة ملزمة الأفراد ولكن هذا الإلزام لم يمنع الاختلاف ولن يمنعه بما أنه هو الآخر خاصية في الثقافة. وإني لا أقصد الإلزام في سياق المغالبة ولحظة حدوث انحراف بل أقصد منه دلالة الانضباط، حين يكون الفرد ملزماً باحترام قيم مجموعته وتبنيها للاندماج ولتأمين استمراريتها حفظاً للهوية والكيان.



ب ـ في الوظيفة: التواصل والإيلاف.
لكل ثقافة مستويان، أحدهما داخلي والآخر خارجي، وفي المستويين تؤدي قيمة الاختلاف وظيفة معينة. في المستوى الداخلي تمثل الثقافة مجموع الأدوات أو الأجهزة Apparatuses المشتركة بين مجوعة بشرية التي يستمدون منها المعنى والهوية وتنظم اجتماعهم وتؤمن استمراريتهم وتطورهم وتحولاتهم (مثل أنظمة القيم والرموز والأخلاق والعوائد والتشريعات والعقائد والتصورات...). لنلاحظ في المستوى الداخلي أن المطلوب تحقق حد أدنى من التجانس والاتساق حتى يحدث الاندماج ومن ثم ستتحقق وظيفة ثقافية أسميها الإيلاف الثقافي Communalization
. على هذا الأساس، فإن الخاصية الأولى الوظيفية في الثقافة هي الإيلافية، حيث يحمل الأفراد على نوع من الانصهار في المجموعة التي تقبل تنوعاً ولكن لا تحتمل اختلافاً في الأنظمة المشار اليها أعلاه.
والفرق بين الاختلاف والتنوع
Diversity أن الأول يهم الأنظمة، ولكن الثاني يهم الوحدات داخل النظام الواحد، فنجد المتنوع داخل المؤتلف مثل نظام العقائد العربي في التوحيد نجد فيه أنظمة صغرى كالخارجي والشيعي والسني والمسيحي وفي الثقافة اليابانية نجد البوذي والشنتو والإسلامي والمسيحي، بمعنى هناك جمع بين نظامي التوحيد والتعدد ولكن ذلك لا يخل بالإيلاف، مثلما أن التعدد اللهجي في النظام اللغوي لا يخل بهذه الوظيفة.
إذا تأملنا جيداً أدركنا أن ذلك التنوع ليس منفصلاً تمام الانفصال عن الاختلاف، بل هو في الأصل مقبول بمقتضى خاصية الاختلافية في الثقافة لأنها تكسبها مرونة تجعلها قادرة على تقبل ما تأسس خارجها أو ما دل على مجموعة بعينها دون أخرى. ونحن تحديداً قد سمينا ما هو داخل الثقافة الواحدة "بالمتنوع في المؤتلف"، لأن الانسجام بين مجموعة ثقافية واحدة يقتضي تقليص حجم الاختلاف الى الحد الذي لا يخل بالبنية الواحدة، خصوصاً كي يحفظ ما هو جوهري فيها. مثال ذلك إذا توفرت اللغة الجامعة والتاريخ الجامع والأصل الواحد وتغيرت العادات ولم تعد جامعة وتغير النظام المعرفي ولم يعد جامعاً أو تغيرت أديان أفراد مجموعة ثقافية، فإن ذلك لا يخل بانسجامهم لأن ما تم فيه التنوع حادث بعد مكونات أصلية وهو يضمن مجالاً استبدالياً في مستوى الرؤى ويخص الجماعات دون الكل أو الأفراد في الثقافة الواحدة. ولكنه عموماً بالنسبة الى دارس الاختلاف يهم خاصية أخرى مرتبطة بالاختلاف هي الافتراضية في الثقافة فليس توجد ثقافة دون اقتراض من ثقافة مجاورة أو بعيدة كلما حدث التقاء. والأكيد أن خاصية الاختلاف الدالة على المرونة تسوغ وجود المختلف الذي سرعان ما يصبح تنوعاً غير مانع من الاندماج. وهكذا يصبح الاختلاف في قلب الثقافة مكوناً أساسياً من مكونات الثقافة بنية مجردة أو دالة على مجموعة بعينها.
إذا كانت وظيفة الإيلاف عبر الإدماج لا تقوم إلا بالحد الأدنى من الاختلاف في المستوى الداخلي فإن للاختلاف في المستوى الخارجي وظيفة أساسية هي تحقيق التواصل بين مجموعات ثقافية مختلفة. وفي هذا الحال ليس يمكن تواصل بين مجموعتين ثقافيتين إلا بعد اقتناع تام أن التعايش ممكن مع الآخر المختلف ثقافياً، ولذلك فهو المسوغ الوحيد للتعايش مع الآخر وآلية التواصل الوحيدة. يحدث التواصل بين الثقافات في حال واحدة ضمن سياق المطاوعة وفي الحال الثقافية المحض: تثاقف ـ تنوع/ استيعاب او اندماج طوعي نسميه في العادة وبالمعنى الإيجابي تداخلاً ثقافياً
inter - culturality/Cultural interference، وتكون لهذه الصيغة مسببات منها الهجرة (والنفي واللجوء) أو لقاء لأسباب اقتصادية أو أسباب معرفية... ها هنا قد تغتني الثقافة الذاتية بقيم وعادات من ثقافة أخرى تقترض لرفد مكتسب الذات وتنويعه. وفي غير هذا السياق، سياق المطاوعة، ليس للاختلاف من وظيفة، فهو عملياً يلغى في سياق المغالبة.
ففي السياق الأيديولوجي، وهو في الغالب الأعم يدل على المغالبة، إذ في الأيديولوجيا بصفة عامة انحياز مصلحي نحو الجماعة: حمل على التثاقف ـ حمل على الاستيعاب ـ حمل على الاندماج/ اكراه ونسمي هذا اصطلاحاً
Cultural hegemony. ومسببات ذلك كثيرة منها الشعور بالمركزية والتفوق والاستعمار بأنواعه والغزو الديني أو بفعل همجية الآخر، ويمكن عموماً أن نسمي هذه الحال حالاً مرضية في مجموعة ثقافية معينة وهي علامة بداية الانهيار.
وعلى الرغم من أن الاختلاف كما بينّا من جوهر الثقافة، فليس علينا أن نغفل أمراً آخر لو قلبنا المسألة من زاوية أخرى. إنه ـ قيمة ـ أداة لتأمين استمرارية الذات والهوية إزاء الآخر، ففي عصرنا أصبحت الحاجة الى الاختلاف التعبير الوحيد الممكن من حماية الذات من الذوبان ودفع الاستلاب. إنه ما تعبر به كل أقلية ثقافية، اثنية عن وجودها، الأقلية الهندية في أميركا، والشيشانية في روسيا والكردية والشركسية والأرمنية وغيرها، في كل بقعة من العالم تضطهد فيها أغلبية أقلية تختلف عنها وذلك ما نسميه سياق المدافعة
Defense. في كل الأحوال يغدو الاختلاف مبدأ حوله وبه تعقد العلاقة مع الآخر أو هو شفرة التعامل معه Code أو هو "العقد الثقافي" Cultural contract الذي على أساسه تقبل ثقافة أخرى، لا تدمرها وتسعى الى التعامل معها بشكل ندي.
من جملة ما سبق يبدو أننا داخل الثقافة ايلافيون تعاقديون نسعى الى الاندماج والتجانس والانسجام والتوحد وعادة ما تعمل الأيديولوجيات الوطنية (مع الاحتراز الكبير في هذه الصفة) على خلق بنية فكرية واجتماعية موحدة. ونحن اختلافيون تعاقديون نظرياً خارج ثقافتنا في سياق المطاوعة العقدية، ونحن كذلك اختلافيون في سياق المدافعة ولكننا ملزمون اتساقيون في حال المغالبة. في السياق الأخير ليس يحدث الأمر بالتعاقد بل بالإكراه. ومعنى ذلك أننا في نهاية المطاف أمام شرطين:
ـ المغالبة نفي للاختلاف بما أنها حمل على الاتساق، فهي شرط تعطيله. وكلما انقلب الاتساق على التعاقد انتفى التواصل.
ـ التعاقد شرط التنوع والاختلاف وهو شرط التواصل داخل المجموعة أو خارجها، وكلما اتسعت دائرة التعاقد تأكد التواصل وتمتن.
الشرط الثاني يوسع دائرة الإيلاف من شكله المجموعي الى شكله الإنساني، الأول يضيق ويحصره في الطائفة والقومية الضيقة.
في المجمل نرجع تلك السياقات التي تحدثنا عنها الى حد الآن الى سياقين، سياق الهيمنة الثقافية حين يلغى الاختلاف وسياق التعاقد الثقافي بخاصية الاختلاف المفضي الى التداخل الثقافي، وليس علينا أن نغفل سياقاً ثالثاً مهماً جداً يسمى سياق
Trans-culturality، أي عبر ثقافي أو ما وراء ثقافي يحدث دون تواصل فعلي في التاريخ، ويعود الى بنية رياضية واحدة مشتغلة في الذهن، يدل عليه التشابه في العادات والأساطير وتنظم صيغه في المتخيل. وبما أنني لن أتوقف عنده بالدراسة سأشير الى مثالين من الثقافة العربية والثقافة اليابانية يدلان على اختلاف ظاهر ولكنهما متصلان ببنية رياضية ذهنية واحدة. يعتقد العربي أن صب الماء بعد رحيل المرتحل إنجاز عقد طلباً لعودته سالماً لأن الماء علامة حياة، والماء في هذه الحال يمثل السقيا الدالة الاستمرارية. ويعتقد الياباني أن وضع تميمة السلامة المأخوذة من معبد الشنتو Jinja في حقيبة المسافر يؤكد الحماية ومباركة السفر، وفي الحالين حدث تعاقد مع قوة نطلب منها السلامة والبركة بصرف النظر عن الأداة ما دامت الوظيفة واحدة. وإذا كان العربي الذي يرغب في أن ينقطع ضيف السوء عن المجيء اليه يرمي بعده قطعاً من فحم بدلالة الانقطاع فإن الياباني يرمي الملح وبه نفس الرغبة. يتجاوز ذلك الثقافة الواحدة كي يدل على الاختلاف الظاهر والتصور الذهني الواحد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:47 am

حقيقة الاختلاف من وجهة النظر الإسلامية

د. عفت محمد الشرقاوي

.1 الخلاف وصورة المسلمين في العالم
قد يخطر ببال الباحث ابتداء عند النظر في موضوع الخلاف أن يتساءل في مثل هذا المقام، عن حقيقة الصورة الواقعية التي يقدمها المسلمون عن أنفسهم أمام العالم اليوم في ظل هذه الخلافات المريرة بينهم. وتلك مسألة هامة لا مناص لنا من مواجهتها مواجهة صادقة أمينة، فهل أصبحت هذه الخلافات ظاهرة عالمية حقاً تكاد تخص المسلمين وحدهم، دون شعوب العالم؟ وإذا كان كذلك فما أسبابه؟ وكيف السبيل إلى الخلاص منه؟.
ولايحتاج المرء إلى طويل تأمل، لكي يتبين له على الفور أن العالم الإسلامي يجتاز في هذا العصر مرحلة من أشق مراحل تاريخه، فيما يتعلق بهذه القضية. فعلى المستوى العالمي، ودون شعوب العالم أجمع، تعاني الأمة الإسلامية على الخصوص قدراً هائلا ًًًمن المتناقضات، والمنازعات الداخلية التي تؤثر أعظم التأثير في سياستها الخارجية وعلاقتها بشعوب العالم، وتحدد صورة الإسلام والمسلمين على وجه غير مقبول في كثير من الأحيان، أمام الرأي العام العالمي.
صحيح أن العنف السياسي هو في صورة من صوره ظاهرة عالمية، وهذا ما يقول به كثير من المسؤولين في العالم الإسلامي في تحليل هذه الظاهرة، ولكننا هنا أمام ضرب من العنف يُدََّعى له أنه يتم باسم الإسلام، مع أن الإسلام في الحقيقة دين السلام والتعاطف بين المسلمين الذين تجمع بينهم أخوة خاصة هي أخوة العقيدة التي ترتفع فوق كل روابط الدم والولاء الاجتماعي.
لقد دعا الإسلام إلى نبذ الخلاف بين الناس والتواصي بالحق والخير فيهم دفعاً للخلاف وتأليفاً للقلوب، لذلك أثنى اللَّه على نبيه الكريم، ووصفه باللين في خطاب قومه، فقال تعالى: {فبما رحمة من اللَّه لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }. (سورة آل عمران، من الآية: 159). وذلك نصٌّ بيّنًٌ على حسن خلقه في دعوته للإسلام، بل إننا نجد أنه، عليه الصلاة والسلام، مأمور بذلك أمراً صريحاً في مثل قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعُرْف وأعرض عن الجاهلين} (سورة الأعراف، الآية: 199).ومثل هذا المعنى كثير ، يتكرر في آيات أخرى عديدة، ولذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، > لاحلم أحب إلى اللَّه تعالى من حلم إمام ورفقه، ولاجهل أبغض إلى اللَّه تعالى من جهل إمام وخرقه<.
والرسول، عليه الصلاة والسلام، إمام العالمين، ولذلك كان أكثرهم حلماً، وأحسنهم خلقاً، وعلى الدعاة أن يهتدوا بهذا الهدي السماوي العظيم والنبإ الرباني الحكيم، وأن يكون رائدهم في الدعوة إلى الإسلام هو التواصي بالحق والصبر دائماً.
ذلك أن التواصي بالحق والصبر هو الأصل الأصيل في منهج الدعوة الإسلامية إلى نبذ الخلاف، كما قال تعالى في وصف الناجين من الخسران: {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.(سورة العصر، الآية: 3) فصيغة التواصي هنا دالة على تبادل الحوار بين الداعية والمدعوين، وذلك بأن يوصي كل من الشخصين صاحبه بتحري الحق فيما يعتقد، بأن ينبهه إلى الحرص على البحث في الأدلة، والتلطف في النظر الموقوف على الحق الذي هو في الواقع لا يُختلف فيه، بعد معرفة وجهه" فإذا رأى منه ضلة هداه، بإقامة الدليل على ما هو الهدى، وإذا رأى منه تقصيراً في النظر نهض به إليه، وإذا وجد منه رعونة في الأخذ بظواهر الأمور دون النفوذ إلى بواطنها، نصح له باستعمال الروية وإمعان الفكر".
وهكذا يقتضي أدب الاختلاف عند التواصي أن يعمل كل مع صاحبه، مثل ما يجب عليه أن يعمل معه من هذا التوجيه المنهجي الكريم في البحث عن الحقيقة. والمشكلة في مثل هذه الحالة أن بعض الناس قد يخطىء في معرفة الحق بحمل معناه على جزئياته. وهذه حقيقة منهجية هامة في أدب الاختلاف بصفة عامة، فيأتي الواحد منهم إلى أشد الباطل بطلاناً ويدعي أنه الحق. فلو تم التواصى بالحق على أساس هذا الفهم الجزئي الضال، لكان المقصود حينئذ أن يوصي كل منهما صاحبه بما يعتقد (بصفته الشخصية) أنه حق، ويطالبه بالأخذ به، وربما كان الآخر لايعتقد أنه الحق، كما يعتقد موصيه، فيكون التواصي حينئذ ضرباً من التنازع، لأن كلاً منهما يدعو الآخر إلى ما لايرضاه، وهذا هو النوع المنهي عنه.
والمقصود بالتواصي عند الاختلاف هو تبادل الحوار، وتحري الحقيقة حول وجهة النظر، خلال جهد مشترك بين المتواصيين، للوصول إلى الحق. وفرض التواصي شرعا ًبهذا المعنى التبادلي يبيح للصغير ما يبيح للكبير، ولكن في حدود ما تفرضه الخبرة والمعرفة وآداب التخاطب في جانب كل منهما نحو الآخر. وهو مبدأ تربوي رفيع في نظام الأسرة والدولة والاجتماع العالمي، حيث يكون الحق هو مطلب كل إنسان، ويكون التواصي بالحق وبالصبر في طلبه غاية البشرية في التعاون على تحقيقه على المنهج الذي أشرنا إليه.
إن هذا التواصي بالحق والصبر هو جوهر المنهج الإسلامي في أدب الحوار عند الاختلاف، وهو يلخص في إيجاز قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة الإسلامية اللذين هما في الحقيقة أمران: لأن من أوصى بالحق، ودعا إليه، لايتم له ذلك حتى ينهى عن الباطل، ويصد عنه، ومن أوصى بالصبر على مشاق الأعمال الصالحة، لايكمل له ذلك حتى يبين مساوىء الأعمال الخبيثة.
ومن المؤكد أن تحقيق هذا الواجب لايتم إلا بتحقيق وسائله، ومن وسائل تحقيق هذا التواصي على الوجه الذي بيناه في تحري الحقيقة بين المتحاورين، أن يكون الداعية على علم بآفاق من المعرفة المتصلة بموضوعه مثل علم التاريخ، ليلتمس العبرة فيما يعرض له من أمور الحياة، ثم علم تكوين الأمم وارتفاعها وانحطاطها ليكون الداعية عوناً لأمته على الأخذ بوسائل الرقي، والتقدم فيما يدعو إليه، ثم علم الأخلاق ليفهم مغزى العلاقة الإيجابية بين كل ذلك، إضافة إلى ضرورة الخبرة بعلم النفس وعلم الحس والوجدان، ونحو ذلك مما لابد منه في معرفة مداخل الباطل إلى القلوب، ومعرفة طريق التوفيق بين العقل والحق، وسبل التقريب بين اللذة والمنفعة الدنيوية والأخروية، ووسائل استمالة النفوس من جانب الشر إلى جانب الخير، فإن لم يحصل الداعية علم ذلك كله، فقد الدليل إلى طلب الهداية، ووقع وزر العامة عليه، ولذلك يقول الشيخ محمد عبده:
>لو قضى الزمان بأن يكون من وسائل التمكن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإشغال الناس بالحق عن الباطل، وبالطيب عن الخبيث، أن يضرب الإنسان في الأرض ويمسحها في الطول والعرض، وأن يتعلم اللغات الأجنبية، ليقف على مافيها مما ينفعه فيستعمله، أو ما يخشى ضرره على قومه فيدفعه، لوجب على أهل العلم أن يأخذوا من ذلك ما يستطيعون<(1).

.2 الخلاف ونزاع المقايسة
وقد ظن بعض الأصوليين ممن ينفون القياس أن في هذا النهي عن التنازع دليلاً على منع القياس، فبنوا على النهي عن المنازعة هنا النهي عن القياس، لأنهم رأوا أن المنازعة، إذا كانت محرمة، كما في قوله تعالى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} (سورة الأنفال، من الآية: 46)، فالقياس على ذلك حرام، وبيان الملازمة في رأيهم هو المشاهدة، فهم يرون أن الدنيا ( هكذا يقولون) صارت مملوءة بالاختلافات بسبب القياس، وبيان أن المنازعة محرمة، هو قوله تعالى: {ولاتنازعوا}.
غير أن من يثبتون القياس يردون على هذا بقولهم: ليس كل قياس يوجب المنازعة.
وفي اعتقادنا أن وحدة المقاصد الشرعية أصل ثابت يجمع بين المسلمين، وأن اختلاف مناهج الأدلة في تحقيق هذه المقاصد اجتهاد مشروع في الوصول إلى الحقيقة لايتهدد هذه الوحدة كما سنرى، لأن وحدة المقاصد هي السياج الذي يحمي وحدة الأمة في كل حال.
غير أن الاختلاف منه محرم ومنه غير محرم، كما يقول "الشافعي" فكل ما أقام اللَّه به الحجة في كتابه أو على لسان نبيه منصوصاً بيناً، لم يحل الاختلاف فيه لمن علمه، وماكان من ذلك يحتمل التأويل ويدرك قياساً، فيذهب المتأول أو القائس إلى معنى يحتمله الخبر، وإن خالفه فيه غيره . وهذا غير محرم شرعاًً، لأنه من الاجتهاد الذي يعبر عن خلاف جائز بين علماء المسلمين، بل لعله مفيد أحياناً في إقامة روح الحوار والتواصي بالحق والصبر الذي أشرنا إليه. والأولى بنا في هذه الحالة أن نسميه اختلافاً في الاجتهاد لا اختلافا ًًفي المقاصد.
أما التأويل المخالف للدليل والحجة ففيه يقول تعالى: {وماتفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجاءتهمُ البينة}. (سورة البينة، الآية: 4)، ويقول تعـالى:{ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البيناتُ}.(سورة آل عمران، من الآية: 105) فذم الاختلاف هنا إنما يتجه إلى: فيما جاءتهم به البينات، وهذا يتصل بقوله تعالى في آية أخرى: {واعتصموا بحبل اللَّه جميعا ولا تفرقوا}.(سورة آل عمران، من الآية:103)، فالاعتصام بحبل اللَّه هو الأصل، وبه يكون الاجتماع والاتحاد الذي يجعل الأمة كالشخص الواحد، والدعوة إلى الخير هي التي تغذو هذه الوحدة، ويكون ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على وجه من حوار التواصي الذي يوحد كلمة المسلمين.

ذلك أن المتفقين في المقصد لا يختلفون اختلافاً ضاراً ينافيه، وإنما يقع الاختلاف بعد التفرق في المقاصد والتباين في الأهواء، بذهاب كل إلى تأييد مقصده، وإرضاء هواه على أساس فهمه الجزئي الضال لما هو : "الحق". أما الاختلاف في الرأي لأجل تأييد المقصد المتفق عليه، فيما ليس فيه نص بين، فهذا لايضر، بل قد ينفع، وهو طبيعي لامفر منه، لأنه يقرر حق الاختلاف، وهو مقرر لكل عالم من علماء الأمة تؤكده أصول الشريعة عند انتفاء الدليل. مثل هذا الاختلاف ليس منهياً عنه، وربما قلنا مرة أخرى إنه من الاختلاف المفيد الذي يكشف خلال التواصي الذي أشرنا إليه عن جوانب جديدة من آفاق الموضوع المطروح. أما الخلاف المنهي عنه حقاً فهو كل خلاف ينشأ عن التفرق أو يدعو إليه. ومن المؤكد أن حسن النوايا في وسائل تأييد المقصود لايدوم معه خلاف، وإذا دام فإنه لايضر، لأنه لايترتب عليه اختلاف في العمل : إذ المتفقون المخلصون يرجع بعضهم إلى قول من ظهر على لسانه البرهان منهم، وإلا عملوا برأي الأكثرين، فيما لايظهر للأقلية برهانه".
وهكذا نجد أن وحدة الدعاة إلى الخير، واتفاقهم في المقصد هي الكفيلة بنبذ كل خلاف، فهم دائماً "الأمة" الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويواصلون حوار التواصي بالحق والصبر، وفي هذا حفاظ الجامعة وصيانة الوحدة.

.3 لا خلاف مع وحدة المقاصد
يعرف الخلاف لغوياًً بأن يأخذ كل واحد من الطرفين غير طريق الآخر، في حاله أو قوله، والخلاف أعم عن الضد، لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين. وعلى ذلك فليس الاختلاف مستلزماً للضدية بطبيعته، وبخاصة إذا اتحدت الغايات، وتوافقت المقاصد.
ولما كانت المقاصد الشرعية ـ مؤسسة على الكتاب الكريم والسنة النبوية ـ واحدة عند جميع المسلمين، فقد اقتضى ذلك من الوجهة النظرية المحض ألا يكون للخلاف محل بينهم، فالأصل المقرر هو عدم الخلاف بين علماء المسلمين، سواء من حيث هذه المقاصد الثابتة، أو من حيث أدلتها الشرعية، إلا ما لزم فيه اجتهاد مشروع بشروطه، وهو اجتهاد لايهبط مستوى تغاير الرأي فيه إلى درجة التناقض الجذري الذي يهدد الغايات الشرعية في حياة المسلمين.
أما من حيث المقاصد الثابتة، فمنها الضروري الذي لابد منه في قيام مصالح الدين والدنيا، كما هو معروف. ومجموع هذه الضروريات عند الأصوليين خمسة وهي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل. وقد أصبحت العناية الاجتماعية والشرعية بهذه الضروريات ذات صبغة عالمية، فهي موضع الرعاية في المذاهب والملل والقوانين الدولية. وقد عبر ميثاق حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة عن هذه الضروريات بطريقته الخاصة. ولذلك فإن هذه المقاصد الضرورية موضع اتفاق علماء المسلمين، بل أصبحت موضع اتفاق مشرّعي العالم جميعاً. ويتصل بهذه المقاصد الضرورية مجموعة من المقاصد الحاجية التي تعين على تحقيق المقاصد الضرورية دون حرج أو مشقة خاصة.
وهناك بعد ذلك التحسينات التي تتصل بما يليق من محاسن العادات، وتجنب المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات، وهذا كله يقع تحت قسم مكارم الأخلاق، وقد يكون في هذا باب للاجتهاد المشروع .
هذا هو الأصل الأول الذي يجمع القلوب والعقول حول وحدة فكرية جامعة في الإسلام، ولذلك فإن عدم الخلاف في الأساسيات الضرورية، وما ينشأ حولها من الحاجيات والتحسينات هو القاعدة الأولى التي تربط بين علماء المسلمين كافة برباط جامع.
أما من حيث مناهج الأدلة في تحقيق هذه المقاصد، فالأصل فيها، أيضاً. هو عدم الخلاف، فيما ورد فيه نص صريح، كما قدمنا. والمعروف عند الأصوليين أن كل دليل شرعي، إما أن يكون قطعياً أو ظنياً، وحيث يكون الدليل قطعياً فلا إشكال، ولا خلاف في اعتباره بين العلماء، كوجوب الصلاة والزكاة، ووجوب اجتماع الكلمة، ونبذ الخلاف والسعي إلى تحقيق العدل بين الناس، وما إلى ذلك من الأحكام.
أما إذا كان الدليل ظنياً، ولكنه يرجع إلى أصل قطعي، فالعمل به، أيضا ً، ظاهر، وعليه أخبار الآحاد ولاخلاف في اعتباره، مثل ماجاء في الأحاديث من صفة الطهارة الصغرى والكبرى والصلاة والحج، وغير ذلك مما هو بيان النص الكتاب. وقد يكون الدليل ظنياً معارضاً لأصل قطعي، ولايشهد له أصل قطعي، ولاخلاف في رد مثل هذا الدليل بلا إشكال. فهو من جهة مخالف لأصول الشريعة، ومخالف أصولها لايصح، لأنه ليس منها، وما ليس من الشريعة كيف يُعََدُّ منها؟ وهو من جهة أخرى ليس له مايشهد بصحته، وماهو كذلك ساقط الاعتبار بلا خلاف.
وإذا كانت أمور المقاصد، ومناهج الأدلة، كما أسسها علماء المسلمين باجتهادهم المبدع في تأسيس القواعد وضبط المناهج على هذا النحو من الوضوح الحاسم، فإنه يترتب على ذلك أنه لاخلاف في أصول شريعة الإسلام، على الأقل من وجهة النظر المنهجية، وبخاصة أن الأدلة الشرعية على النحو الذي أشرنا إليه لا تنافي قضايا العقول. ذلك أن الأدلة إنما نصبت في الشريعة لتتلقاها عقول المكلفين بالقبول والاستجابة، ولو نافتها، لم تكن أدلة للعباد على حكم شرعي، ولكان التكليف بمقتضاها تكليفاً بما لايطاق، أو تكليفاً بتصديق ما لايصدقه العقل ولا يتصوره.
من أجل ذلك، فإن الأصلَ المقرر عقلاً وشرعاً أن الشريعة تجري على مقتضى عقول المكلفين، بحيث تصدقها العقول الراجحة، لأن مورد التكليف هو العقل، إذ يسقط التكليف عند فقد العقل، وذلك ثابت قطعاً بالاستقراء التام .

.4 الجذور غير الشرعية للخلاف بين المسلمين
الأصل الثابت من وجهة النظر الشرعية، أنه لاخلاف بين المسلمين كما رأينا، ولكن مما يدعو إلى الأسى أن الواقع التاريخي لا يؤيد ذلك. والثابت أن الجذور الأولى للخلاف قديماً كانت ترتبط بالخلاف حول الخلافة، ثم صار الخلاف السياسي خاصية مميزة لطبيعة الاجتماع العربي. والخلاف السياسي المحض قد ينشأ في الأمم، ولكن مثل هذا الخلاف يمكن السيطرة عليه في وقت من الأوقات، أما حين يَلْتَبسُ الخلاف على الناس باسم الدين، فتقتحم الرؤية السياسية فئةٌ في تفسير بعض النصوص الدينية، فحينئذ يصعب الإصلاح، لأننا نتعامل حينئذ مع رؤى دينية، وليس مع رؤى سياسية خالصة، ولأن كل فريق يعطي نفسه قداسة تنتسب إلى المتعالي، وتستمد من قرائتها للنص الديني رؤيتها السياسية الخاصة، وحينئذ يصعب الحوار لأن كل طرف منها يتحدث باسم المطلق، ويدعي لنفسه قداسته.
وتلك هي المشكلة: لايملك الخليفة أن يدعى التماهي مع مقام النبوة، حتى يتجنب الناس الاختلاف الطارىء بموت الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهو في الوقت نفسه، لايملك ماكان يملكه النبي من مصادر المعرفة العليا، أعني الوحي الذي يمده بالتأييد والهداية، ومن المؤكد أن شعور الخلفاء الأول بثقل المسؤولية كان شعوراً عميقاً بالغ العمق، وهذا واضح في خطبهم عند تولي الحكم. تلك هي مرحلة مواجهة الذات الإسلامية مع النص لأول مرة، بعد غياب الهادي، لقد توقف الوحي الإلهي، وذهب الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام ، الذي كان يحمله ويحمل عبء تأويله إلى الناس، وليس عليهم الآن إلا أن يستجمعوا شجاعتهم، ويتعاملوا مع نصوصه وتراث هذه النبوة بعقولهم الخاصة.
كان الخلاف السياسي مصدر أساس من مصادر الفرقة بين المسلمين، أما ما عدا ذلك من الاختلاف في مسائل اجتهادية حول قضايا فقهيه، فلم يكن ذلك سبباًً لخلاف حقيقي بين المسلمين، فالثابت أن فقهاء المسلمين كانوا أوسع علماء المسلمين صدراً في إشاراتهم الخلافية بعضهم إلى البعض الآخر. وربما نشأ الخلاف في أصول العقيدة نفسها أو في مسائل نظرية ثم أخذت المذاهب تتمايز، والنظريات تتبلور والمقالات تنضج، وصار لكل فريق مذهبه المخصوص في الشرع، ومقالته المميزة في العقائد أي رؤيته الخاصة في الأصول.
في إطار هذا الاختلاف السياسي الذي استحال إلى اختلاف عقدي وتفرق مذهبي ثم انتهى إلى تمايز اجتماعي وثقافي وشعوبي، حاول كل فريق أن يؤكد هُويته الخاصة في مواجهة الفريق الآخر، وربما رأينا اجتهاداًً في اصطناع فروق تميزه عما سواه في جزيئات من الأحكام الفقهية، وهكذا تحولت الأمة الواحدة إلى مجموعة من الفرق ذات الهوُيات الجزئية المختلفة، وتجلى ذلك الاختلاف في الشعارات والطقوس، والأمكنة والرموز، والمراجع، والأسماء والأعلام.
من هنا صار الاختلاف عن الغير داخل الدين الواحد، تباعداً نسبياً عن الأصل الذي ينتمون جميعاً إلىه، وتمزيقاً لمعنى الأخوة الجامعة بين المسلمين، فبقدر ما باعد التعصب والتحزب بين فرقة، وأخرى، باعد، أيضاً، بين كثير من هذه الجماعات، وبين الأصل ذاته، فتعددت التأويلات التي تماهي بين مضمون النص وبين مضمون النظربة المذهبية الخاصة، وبذلك تدخل التاريخي المتعالي والسياسي العارض في المطلق، وأثرت أيديولوجيات المذاهب في قراءة النصوص، وكأنها تحاول أن تحل خطابها السياسي محل الخطاب الإلهي(2)، أو تتحدث باسمه، لأن كل واحد كان يأبى من النص إلا ما يريد أن يراه تعبيراً عن أهواء خاصة بأهل مذهبه. وهكذا اختلطت السياسة بالفكر الديني واختلفت مناهج التفسير باختلاف المذاهب والقراءات الشخصية، أصول الفهم السليم للنصوص الدينية وهذا مادعا أحد اللاهوتيين في الإنجيل: "كل امرىء يطلب عقائده في هذا الكتاب المقدس وكل امرىء يجد فيه على وجه الخصوص ما يطلبه".
في ضوء هذا الاقتحام السياسي لبنية الفكر الديني في الإسلام تم إنشاء تأويلات مذهبية تتفق ومذاهب السنة أو الشيعة أو الخوارج أو المعتزلة، أو الصوفية، أو غيرهم. وتساءل مثلاً بعضهم: هل في القرآن الكريم إشارة لتصويب فعل الخوارج، أو للحرب بين على ومعاوية؟ فقد يجد القارىء تأويلات صريحة تسيء إلى معاوية والأمويين. وفي هذا الصدد تسترعي انتباهنا من بين الروايات رواية تفسر {الشجرة الملعونة} في القرآن بأنها إشارة إلى الفرع الأموي، إضافة إلى تأويلات مختلفة من جانبي السنة والشيعة تعبر عن الجدل السياسي الذي كان يدور بينهما، وربما تطاول هذا الجدل فأصاب شخصيات من خيرة رجال المسلمين ونسائهم بالتحامل والتجريح.
ومن الواضح إذن أن محاولات تطويع الدين وفقاً للاتجاهات السياسية، على الوجه الذي رأينا، كان لها أثر في نشأة الخلاف وتعميق فجوته بين المذاهب الإسلامية. والأصل أن الدين يقرب البعيد ويجمع المتشتت، ويلم الشعث، ويمحق أسباب الخلاف في النفوس، وينشىء بين الآخذين به أخوَّة لاتداينها أخوَّة النسب في شيء. وكلنا يذكر صفات المسلمين الأوائل الذين كانوا يؤثرون إخوتهم في الدين {ولو كان بهم خصاصة}. هذا هو جوهر لاخلاف ولا اعتساف، ولاطرق، ولامشارب، ولا منازعات في الدين ولامشاغب. وإنما نشأ كل ذلك حين نشأ عند السعي في طلب الرئاسة باسم الدين، لأن ذلك يصاحبه غالباًً شيء من الرغبة في عزة الرئاسة، وما يحيط بها من شهوات القوة والسيطرة والنفوذ، وتأويل النصوص الدينية لصالح السلطة السياسية المتوثبة إلى الحكم.
ومن المعروف أن سلطة الحكم في الإسلام لاترتكز على عصمة خاصة باسم الحق الإلهي، انحطت منزلته، إلا حق النصيحة والإرشاد .
فلم يعرف المسلمون في عصر من العصور تلك السلطة الدينية التي كانت" للبابا" عند الأمم المسيحية، عندما كان يعزل الملوك، ويحرم الأمراء، ويقرر الضرائب على الممالك، ويضع لها القوانين الإلهية، من أجل ذلك فإن الحاكم في المجتمع الإسلامي" هو حاكم مدني من جميع الوجوه"، وإن اختياره وعزله، إنما هما أمران خاضعان لرأي البشر، من أجل ذلك، فإن المسلمين حين يتناصحون في فلسفة الحكم إنما يقيمون أمة تدعو إلى الخير، وتتواصى بالحق والصبر وهم المراقبون عليها يردونها إلى السبيل السوى إذا انحرفت عنه، ورغم وضوح مبادىء الإسلام في الحكم وتوجيهها الحاكم إلى ما يحقق الخير للمجتمع، وإلى احترام الشعب واتباع الشورى، إلا أن بعض الحكام انحرفوا عن الطريقة المثلى للحكم فأوقدوا نار الخلاف بين المسلمين.
فالخوارج لم ينصروا عقيدة كما كانوا يدعون، ولكنهم تحركوا من أجل تغيير شكل الحكومة لتتفق مع مصالحهم وأهدافهم، وما كان من حرب بين الأمويين والهاشميين فقد كانت حرباً على الخلافة أكثر من كونها صراعاً لنصرة مباديء الدين.
من هنا نعود فنكرر أن التفسير الديني للخلاف السياسي، وإقحام البنية الدينية في الرؤى المتطلعة إلى الحكم، كان مصدر الخلاف الأصلي الذي امتد بعد ذلك في تاريخ الإسلام في صور مختلفة، إن الجهد الديني في النشاط السياسي ينبغي أن يقتصر على الإرشاد والنصح التوجيه. هؤلاء العلماء هم طبقة الخواص، أي أهل الشورى، وهم يقومون بمعونة الدولة على وضع تعاليم اللَّه المثالية في أشكال مكانية وزمانية، وعلى الدولة أن تعمل على تحقيق هذه المبادىء في تنظيمات إنسانية محددة يعين على بيانها والهداية إليها علماء الإسلام.
إن الإسلام لايعرف سلطة مطلقة للحاكم بوصفه ممثلاً لله ولا لمعاونيه بوصفهم وزراء لله، فتلك النظرية غريبة عن الأمة الإسلامية. وكذلك لا يستطيع المسلم أن يندمج اندماجاً كاملاً في بناء جماعي قاهر مثل البناء الشيوعي، لأن الإسلام يعترف بالقيمة الذاتية للأفراد باعتبارهم مدينين بوجودهم للَّه سبحانه وتعالى، ومسؤولين أمامه عن أعمالهم. ويفقد المسلم من جهة أخرى الشعور بالانتماء إلى جماعة كبيرة تجمع إخوته في الإيمان، إذا هو آثر الحياة على النمط الغربي الذي ينزع إلى الفردية، لأن أخوة الإسلام تهب قوة وأمناً ومجالاً من الوعي المشترك.
ولذلك فقد كان مما يؤجج الخلاف في العصر الحديث أن تنشأ تأويلات سياسية للإسلام تتأوله تأويلاً اشتراكياً في بعض البلاد الإسلامية، في مقابل تأويلات أخرى ذات طابع رأسمالي غربي في بلاد إسلامية أخرى ذات نظام حكم مختلف.
إن الزج بالسياسة في الخلافات العقدية له خطر عظيم على وحدة الأمة، وفي تاريخ المذاهب الإسلامية أمثلة على ذلك، فقد بنى المعتزلة آمالاً واسعة على نصرة مذهبهم في مسألة عقدية تتعلق بقدم القرآن)، وذلك لايليق بمبادىء الإسلام التي تكفل حرية الرأي.
إن من حق الاختلاف في المسائل الكلامية أن تعد كل فرقة رأيها هو المصيب، فتقطع بصدقه، وتحكم بخطإ خصومها، ولكن ليس بتكفيرهم أو تعذيبهم كما فعل المعتزلة. ومع ذلك فإن لمثل هذه المسائل الغيبية ذات الطابع الفلسفي وجوهاًً مختلفة، ولابد لكل ناظر متأمل أن يصيب في وجه من الوجوه، ومن الأفضل أن نفسح المجال لهذا التعدد، ولإمكانات القراءة المتفتحة. والواقع أن موضوع الصفات الإلهية، على وجه الخصوص، كان مصدراً من مصادر الخلاف بين الفرق الإسلامية، بل إن هذا الموضوع ظل مصدراً دائماًً للخلاف في كثير من الأديان عبر التاريخ، لأن الكلام فيه يتعلق بغيب لا يرقى العقل البشري إلى إدراكه، إلا من خلال نصوص دينية، جاءت بلغة البشر وعلى أساليبهم، وفي متناول تصوراتهم وقدراتهم، وفي هذا الإطار يمكن أن نفهم قول رسول الله عليه الصلاة والسلام ، > تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصاري مثل ذلك. وتفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة<.
ويمكن تفسير هذه الظواهر الخلافية بملاحظة أن الأديان في مصادرها الأولى تعتمد على شقين: الشق الأول هو النصوص، والشق الثاني هو مايتعلق بفهم هذه النصوص. أما ما يتعلق بالنص القرآني، فقد حفظه اللَّه من كل عبث، ووصل إلينا صحيحاً متواتراً بالرواية جيلاً بعد جيل، وكذلك وصلت مجموعة الأحاديث المتواترة والصحيحة، فاختلاف المسلمين إذن لا يتعلق بالنصوص وإنما يتعلق بتأويلها.
ومن جهة أخرى فإن للسنة دورها الهام في بيان شؤون العقيدة، ولذلك يجب الرجوع إليها حتى وإن وصلت إلينا عن طريق أحاديث الآحاد التي لا يأخذ بعض الفقهاء بها في تقرير مسائل العقيدة، ولذلك يقول الشافعي في أمر اللَّه بوجوب طاعة الرسول: "جعله (اللَّه) علماًً لدينه بما افترض من طاعته وحرم من معصيته، وأبان من فضيلته، بما قرن من الإيمان برسوله مع الإيمان به".
وإذا كانت أحاديث الآحاد مصدراً لاختلاف العلماء، من حيث مرتبتها كدليل شرعي، فإن هناك مسألة أخرى أكثر إثارة للخلاف في تفسير النصوص، وهي مسألة الصيغ المجازية التي وردت في القرآن الكريم والحديث النبوي ومدى علاقتها بالحقيقة.

.5 التأويل وحق القراءة
ومع أننا نؤيد ابن تيمية فيما يتعلق بموضوعات الصفات الإلهية، فإن لنا رأياً مختلفاً في هذه المسألة، وقد نستطيع أن نغلق اليوم بعض أبواب الاختلاف إذا حرصنا في تأويلاتنا للنصوص الدينية المتصلة بالأمور الغيبية أن نتجنب القطع بالتأويل، إلا عند الضرورة الملحة التي تفرضها طبيعة استعمال اللغة العربية. وفي جميع الأحوال تظل التفسيرات والتأويلات نسبية تعبر عن آراء منسوية إلى جهد أصحابها وثقافة عصرهم.
ويبدو أن الجدل في ذلك سوف يستمر إلى مدى يعلمه اللَّه، مصداقاً لحديث النبوة في موضوع الفرق، ومع ذلك فإن استمرار هذا الاجتهاد والجدل المشروع خارج ثوابت المقاصد الشرعية لايعني استمرار الخلاف بين المسلمين، فالقرآن حمال أوجه، وهذه الأوجه إنما تتحقق بالقراءات ذات الدلالات المتفتحة على العصر، وفقاً لمستويات الاستقبال، وحاجة المتلقي، وفي هذا ما فيه من التعبير عن حيوية هذا الدين، وجدارته بالبقاء هادياً لكل الناس.
وسوف تظل الاجتهادات المختلفة علامة حية على بقاء هذا الدين، وشرطاً ضرورياً لاستمراره، فذلك هو حق القراءة الذي يمنحه الإسلام لكل من يهتدي بهديه إذ يستقبل النص بقلبه، كأنه يراه وجهاً لوجه، بلا وسيط، ويجاهد بالرغم من نسبيته الزمانية والمكانية للدخول في عالم المطلق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:48 am

آداب الاختلاف لدى الصحابة ج 3

(رضوان اللَّه عليهم)
أحمد محمد هاشم

اختلاف المسلمين رحمة من اللَّه
روي في الحِلْية، والمدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، عن القاسم بن محمد أنه قال: كان اختلاف أصحاب محمد رحمة لهؤلاء الناس (وجاء التعبير بالرحمة في قول الإمام مالك للرشيد) وأن اختلاف العلماء رحمة من اللَّه على هذه الأمة، وقد ورد القول على ألسنة علماء ومحدثين قولهم: "إن اختلاف هذه الأمة رحمة من اللَّه لها، كما أن اختلاف الأمم السابقة كان لها عذاباً وهلاكاً، ولأئمة الشريعة الإسلامية وفقهائها أقوال كثيرة حول الاختلاف. ويرى العلامة القسطلاني المتوفى سنة 923 هـ في "المواهب اللدنية" أن الاختلاف من خصائص هذه الأمة المحمدية: حيث يقول: >إجماعهم حجة، واختلافهم رحمة<، وحكى الشيخ ابن تيمية، رحمه اللَّه، في مجموع الفتاوي عن أحد العلماء ولم يُسَمّه أنه كان يقول: "إجماعهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة". وقد وجدت هذه المقولة الطيبة الصادقة في كلام ابن قدامة في مقدمة كتابه: >المغني<، وكان عظماء رجالات السلف ينظرون إلى اختلاف الأئمة أنه توسعة من اللَّه تعالى ورحمة منه بعباده المكلفين غير القادرين بأنفسهم على استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأساس . ويقول القاسم بن محمد بن أبي بكر، أيضاً: لقد نفع اللَّه باختلاف المسلمين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ، في أعمالهم، لايعمل العالم بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سَعَةٍ، ورأى أن أخاً خيراًً منه قد عمله، وروى ابن عبد البر: ماذكر مسنداً أن عمر بن عبد العزيز، قال: >ما أحب أن أصحاب رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، لم يختلفوا، لأنه لو كانوا قولاً واحداً كان الناس في ضيق، وإنهم أئمة يقتدى بهم، فلو أخذ رجل بقول أحدهم كان سَعَةً< . وقال الإمام السيوطي، رحمه اللَّه، في أوائل رسالته: >جزيل المواهب في اختلاف المذاهب<: فصل (اعلم أن اختلاف المذاهب في هذه الملة نعمة كبيرة وفضيلة عظيمة، وله سر لطيف أدركه العالمون، وعَمِِيَ عنه الجاهلون، حتى سمعت بعض الجهال يقول: النبي عليه الصلاة والسلام ، جاء بشرع واحد، فمن أين مذاهب أربعة ؟! ، إلى أن قال: فعرف بذلك أن اختلاف المذاهب في هذه المِلة خصيصة فاضلة لهذه الأمة، وتوسيع في هذه الشريعة السمحة السهلة، ومن سَعَتِها أنه وقع فيها التخيير بين أمرين، شرع كل منهما في ملة كالقصاص والدية، فكأنما جمعت الشرعين معاً، وزادت حسناً بشرع ثالث: وهو التخيير الذي لم يكن في إحدى الشريعتين. ومن ذلك مشروعية الاختلاف بينهم في الفروع، فكانت المذاهب على اختلافها كشرائع متعددة كل مأمور به في هذه الشريعة، فصارت هذه الشريعة كأنها عدة شرائع بعث بها النبي عليه الصلاة والسلام ، بجميعها، وفي ذلك توسعة زائدة لها، وفخامة عظيمة لقدر النبي عليه الصلاة والسلام ، وخصوصية له على سائر الأنبياء، حيث بعث كل منهم بحكم واحد، وهو بعث عليه الصلاة والسلام ، في الأمر الواحد بأحكام متنوعة يحكم بكل منها، وينفذ، ويصوب قائله، ويؤجر عليه، ويُقتدى به، ويؤكد علماء سابقون أن الاختلاف يفتح الآفاق ويُعمل العقل، ويُثري الفكر ويزيد في محصلات العالم والمتعلم على السواء.
وهناك من العلماء ممن يرى أن الاختلاف غير مشروع، مستدلين بآيات وأحاديث صحيحة تبين أن طريق التشريع واحد، وأن الاختلاف منهي عنه، ولنا أن نسلم بذلك عند وضوح النص وثبوت الدليل، فإذا كان غير كذلك، فإن الاختلاف وارد حتماً ولاضير فيه، وإذا ثبت وجود دليلين صحيحين حول قضية واحدة فإنه يجب الترجيح، والأخذ بالأحوط، سنداًً ورواية ودراية، حتى لا تضيق السبل، أو نضلَّ الهدى، وإذا علمنا أن الدين الإسلامي دين يسر واتفاق، لادين عسر وافتراق، فإن الرحمة في الأثر تعني استخدام العقل وإعمال النصوص التشريعية إعمالاً ينسجم مع رحابة الدين الإسلامي، ولهذا التزم العلماء المبرزون منهج الاجتهاد، والدعوة إليه، في الوقت الذي أوجبه آخرون، وفق قاعد اصطلاحية وأسس مسلم بها ومتفق عليها، كما أغلق الجميع باب التكفير والتفسيق إلا بدليل قاطع، ولذلك أتت ثمار الاختلاف طيبة هنيئة، لتؤصل روح التسامح، وتعمق رحابة الدين الإسلامي الواحد، ولتؤكد رفض الشريعة للتعصب والجمود أو التشدد، مع الالتزام بترك التضاد والتباين والتدابر بين الفرق الإسلامية، عملاً بدليل الكتاب والسنة في رفض التفرق في جوهر الإسلام وعلاقات الأخوة الإسلامية، وما يصلح أمر الأمة المحمدية.
ويؤكد علماء الشريعة الإسلامية أن الاختلاف إذا ما وجد، فإن له ضوابط وقواعد يجب الأخذ بها ومراعاتها عند افتراضه،ومنها:
.1 أن يكون لكل من المختلفين دليل مقبولٌ يصح الاحتجاج به.
.2 ألا يؤدي الأخذ بالرأي المخالف إلى محذور أو باطل.
.3 ألا يستند الاختلاف إلى نص ظني معارض للنص القطعي.
آداب الاختلاف لدى الصحابة
يتبين الباحث المدقق من خلال النصوص التشريعية، ظنية كانت أو قطعية، متواترة أو أحادية، ويتوصل من واقع المرويات عن الصحابة، رضي اللَّه عليهم، أن اختلاف الصحابة كان في مجمله اختلاف تشاور فيما بينهم، وتناصح لما يصلح أحوالهم، وليس اختلاف تباين أو تقاطع، ولم يثبت نقلاً صحيحاً أن فيه اختلافات المتأخرين، وأنه لم يكن في أي حالة من الحالات مطية أو مطلب أحد، ولا مقصد أي فرد منهم، كما هو حتى في ذات الحين لم يكن مطلب أحد من التابعين ومن تبعهم من أئمة العلم وفقهائه، وما الاختلافات الفقهية، والتعددية المذهبية، الثابتة حتى يومنا إلا نتاج آراء، وحصيلة اجتهادات، كانت قد تكونت وتكومت بعد عصر الصحابة، رضي اللَّّه عنهم، وبسبب إخضاع النصوص الظنية للفهم وإعمال الرأي بغرض استنباط الدليل منها. أما ظهور الاختلافات في عهد الصحابة، فليس إلا قبل علمهم بالدليل أو التوصل به، وبعده لا وجود للاختلاف الفقهي بينهم، لذلك تجد الاجتهادات التي ثبتت عنهم في الإطار الفقهي، كانت قد سارت وفق قواعد معتبرة مليئة بالآداب الفاضلة، كما بعدت عن التعصب للرأي المناوىء للقواعد الإسلامية، ومن أهم تلك الآداب مايلي:
أولاًً: الالتزام بآداب الإسلام في التقاط أطيب الكلام وأحسنه، والتحلي به.
ثانياً: ألا يكون الاختلاف مقصوداً لذاته، مع جعله في أضيق الحدود، وبعيداً عن المرِاء والجدال... .
ثالثاً: التخلي عن العمل بالرأي والاجتهاد عند العلم بالدليل وثبوت صحته، "وقبول الحق ممن جاء به مع الرضاء والتسليم".
رابعاً: عدم الجمود والتشدد في التمسك بالرأي، وما وصل إليه الفهم، وتغليب نفسية التصافح والتسامح والتغافر، ومن ثم البعد عن التشفي وأساليب التعيير والتوبيخ والانتقام.
خامساً: الاعتراف بالخطإ دون شعور بالغضاضة، مع " البعد عن وسائل التشقيق والشغب".
لذلك وصفوا بأنهم كانوا وقََّافين عند النصوص التشريعية، وإعلام الآخرين بها، مستجيبين للحق، ومستحضرين نية الوفاء عهد اللَّّه في تبيين الحق وعدم كتمانه، وإحياء العمل به، كما ينبغي له، وكانوا شديدي الاحترام لأهل العلم والفضل والفقه، كما كانوا مثالاً لإكرام كبرائهم وفقهائهم، لا يجاوز أحد فيهم قدر نفسه ولايغمط حق أخيه، وكل منهم يرى أن الرأي مشترك، وأن الحق فيما ذهب إليه هو المرجوح، ولا مانع أن يكون ما ظنه راجحاً هو المرجوح، ولاشيء يمنع من أن يكون ما ظنه مرجوحاًً هو الأرجح. كما كان من آدابهم التسليم للحق وبالحق، مع التمسك بالأخوة الإسلامية، والدعوة لها قبل الاختلاف، وما نظرتهم إلى استدراك بعضهم على بعض إلا من باب المعونة والمشورة، يقدمها المستدرك منهم لأخيه، وليس نقداً يصوبه عليه، لأنه لا سياسة لهم دنيوية إلا نشر الدعوة، وإلا نصرة الرسالة النبوية، بأسلوب عقلاني حضاري مجرد عن هوى النفوس، في صحة عقيدة وإخلاص نية، وصدق أداء وحسن عمل، نصحهم لعالمهم وأجرهم لأخيهم وزميلهم، وقّافون عند الشبهات، حذرين من الدسائس، آدابهم وسماتهم عند الاختلاف آداب الإسلام، لا تفارقهم حين الدعوة إلى الحق، ولا يتجردون عنها حين الأخذ والرد، لذلك كانت المسائل والقضايا الخلافية بينهم محدودة ومعدودة، لم تتجاوز مسائل الرأي والاجتهادات الفرعية، أذكر نزراً منها للدلالة فقط.
بعض المسائل الفرعية والقضايا الاجتهادية التي اختلف فيها الصحابة.
بالرغم من تحاشي الصحابة، رضوان اللَّه عليهم، الاختلاف فيما بينهم، ونفورهم عنه وميلهم إلى التمسك بالدليل واقتدائهم وتأسيهم بسيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ، وبالرغم من سعيهم الجاد لمعالجة وتدارك قضايا الاختلاف في الرأي، فإنهم كانوا يستسلمون للدليل الصحيح، وإذا كان الاختلاف قد وقع في عهد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام ، فكيف لايختلفون بعده، سيما والاختلاف في المسائل الظنية، والقضايا الاجتهادية تكاد تكون سنة فطرية وطبيعة فردية، ولذلك وجدت له سلوكيات وآداب، تمسك بها الصحابة، فجعلت منه محكاً لتلاقح الأفكار وتوسعها وتكاملها، بما يرأب الصدع ويجمع الشتات، ويحفظ للدين جذوته وشوكته، وتثبت كتب التراجم والسير أن الصحابة الراشدين، رضوان اللَّّه عليهم، سايروا ذلك الاختلاف بروح عالية وقدرات إسلامية فائقة، وأخلاق فاضلة ونبيلة، أثبتت أن اختلافهم في كثير من المسائل كان ذات صلة بميادين ترجيح الرأى، وقضايا إعمال العقل، وفي جوانب حياتية متعددة وقضايا عرفية متنوعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ما حدث عقب انتقال الرسول عليه الصلاة والسلام ، إلى الرفيق الأعلى، مباشرة كالمسائل التالية :
.1 حقيقة وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث أصر عمر بن الخطاب أنه عليه الصلاة والسلام ، لم يمت، واعتبر الخبر إرجافاً من المنافقين، وامتطى سيفه منفعلاً متوعداً، حتى جاء أبوبكر، رضوان اللَّه عليهم، وقرأ على الناس الحضور قول اللَّه تبارك وتعالى: {وما مُحَمَّدٌ إلا رسول ٌقد خلتْ من قبلهِ الرسلُ أفإن ماتََ أو قُتِلَ انقلبتُم على أعقابكم ومَنْ ينقلبْ على عَقبيهِ فلن يَضُرَّ الله شيئاً وسيجزي اللهُ الشاكرين} (سورة آل عمران، الآية: 144)، وقول اللَّّه تعالى: {إنك ميتٌ وإنهم لميتون} (سورة الزمر، الآية: 30)، فسقط السيف من يد عمر، رضي اللَّه عنه، واستيقن أن الرسول عليه الصلاة والسلام ، قد مات، كما استيقن انقطاع الوحي.
.2 اختلافهم في دفنه عليه الصلاة والسلام ، فمن قائل ندفنه في مسجده، ومن قائل ندفنه مع أصحابه، وصار الأمر في أخذ ورد، وحين ظهر أبوبكر عليهم، روى حديثاً كان قد سمعه، حيث قال: إني سمعت رسول اللَّّه يقول: >ماقبض نبي إلا دفن حيث قبض<. فسلم القوم، ورفع فراش رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، الذي توفي عليه، وحُفرََ له تحته، وهذان أمران كانا قد أزيل الاختلاف فيهما بعد الرجوع إلى كتاب اللَّه في القضية الأولى، وإلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبوبكر، رضي الله عنه، في القضية الثانية.
.3 اختلافهم في خلافة رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، وفي من تكون؟، أفي المهاجرين أم الأنصار؟ وصار في الأمر ما صار، كما حكته كتب التاريخ، وذكره الرواة والمحدثون، فقال عمر بن الخطاب: "فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف، فقلت ابسط يدك يا أبا بكر، فبايعته، ثم بايعه المهاجرون والأنصار، وتدافع الناس لمبايعته" هكذا استطاع الصحابة، رضوان اللَّّه عليهم، حسم الخلاف بينهم، حفاظاً على جذوة الإسلام، ومضى المسلمون قدماًً برسالة الحق إلى حيث شاء اللَّه لها أن تنتشر وتعلو، ومن الاختلافات ما حدث في عهد الخلفاء الراشدين وبينهم، ومن ذلك مايلي:
أ) اختلافهم حول قتال مانعي الزكاة، وبالحوار الإسلامي، وبفضل إيمانهم القوي وتسليمهم بوحدة الدعوة، وتحليهم بصدق النية وسلامة الطوية مع قوة في العزيمة تمكنوا من وأد الاختلاف بالوصول إلى اتفاق كل الصحابة على قتال مانعي الزكاة. أخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي، قال: أتيت المدينة، فإذا الناس مجتمعون، وإذا في وسطهم رجل يقبل رأس رجل، ويقول: أنا فداك ! لولا أنت هلكنا، فقلت: من المقبل؟ قال ذاك عمر بن الخطاب، رضي اللَّّه عنه، يقبل رأس أبي بكر، رضي اللَّه عنه، في قتال أهل الردة الذين منعوا الزكاة .
ب) وبروح من الإيمان القوي ولتوحيد الرأي خدمة للإسلام، تمكن الصحابة من الاتفاق بعد اختلاف حول قتال المرتدين ردة كاملة. تلك من الأمثال على الدالة على ثبوت الاختلاف على المستوى الجماعي، وهناك قضايا ومسائل غيرها.
أما وجود الاختلاف على المستوى الثنائي بين بعض فقهاء الصحابة، رضوان اللَّه عليهم، فمن ذلك ما يأتي.
أولاً: اختلاف عمر وأبي بكر في نحو من ثلاثين مسألة وقضية، ومنها: ما سأشير إليه على سبيل المثال فقط ( حتى لايطول العرض) التالي:
.1 سبي أهل الردة، فأبو بكر سبا أهل الردة، وعمر نقض الحكم.
.2 مسألة قسمة الأراضي المفتوحة.
.3 مسألة المفاضلة في العطاء.
.4 مسألة الاستخلاف، فإن عُمَر كان يرى الاستخلاف، بينما كان أبو بكر لايرى ذلك. ولقد كان لكل واحد منهما رأيه واجتهاده الذي وصل إليه، وتمسك به، ولذلك نفذ كل منهما رأيه في عهده في المسائل التي ذكرتها.
وهناك مسائل خلافية أخرى ورد ذكرها في الموطأ، فمن أراد الإلمام بها فليرجع إليه وإلى كتب الحديث والسير الأخرى.
ثانياً : اختلافات عمر مع عبد اللَّه بن مسعود حول مسائل فقهية عديدة، يذكر ابن القيّم: (إن المسائل الخلافية الفقهية التي بلغت بين ابن مسعود وعمر نحو مائة مسألة)، وذكر، منها أربع، وهي:
.1 مسألة أم الولد وموضوع عتقها من نصيب ولدها.
.2 موضوع التطبيق في الصلاة، حيث كان ابن مسعود يطبق، وعمر يضع اليدين على الركبتين.
.3 موضوع اليمين: هل هي طلقة، أم يمين، فعمر يقول: إنها طلقة، وعبد اللَّه بن مسعود يرى: خلاف ذلك.
.4 مسألة زواج الرجل بزانيته، فعمر يأمر الزاني أن يتزوج التي زنى بها، وابن مسعود يرى أنهما مايزالان زانيين.
ثالثاً: اختلاف عمر مع بعض أفراد الصحابة، حول دية الطفل التي جاء أمه الطلق عندما دعاها عمر، عقب مقولات حكيت عنها في غياب زوجها، حيث قال عمر: إنه لادية عليه وقال آخرون يحملُ الدّيه عمر، حتى سئل علي، كرم اللَّّه وجهه، فأجاب قائلاً: >إن على عمر حملُ الدّيةَ<، وبقول الإمام علي، عليه السلام، أخذ عمر بن الخطاب، رضي اللَّّه عنه، دون غضاضة أو تردد، (والقصة مشهورة).
رابعاً: اختلاف الإمام علي، كرم اللَّّه وجهه، مع الخليفة عثمان بن عفان، رضي اللَّّه عنه، وذلك في مسألة القرآن في الحج، حيث بنى بها علياًً قاصداً معلناً، بينما عثمان يرى خلافه.
خامساً: اختلاف أبي موسى مع الإمام علي، عليه السلام، حول مسائل، ومنها امتناعه من تبعيته ومن حضور مشاهده.
سادساً: اختلاف أم المؤمنين عائشة وابن عباس في رؤية النبي عليه الصلاة والسلام ، للَّه عز وجل ليلة المعراج، وأن جمهور الأمة على قول بن عباس، مع أنهم لايبدعون المانعين الذين وافقوا أم المؤمنين، واختلافها في سماع الأموات دعاء الأحياء، ولا ريب أن الموتى يسمعون خفق النعال، كما ثبت عن رسول اللَّّه عليه الصلاة والسلام ، وهناك مسائل عديدة يصعب سردها أو تبيان أنواعها كاملة في هذا المداخلة، وتجدها مفصلة في مراجع هذا البحث، وغيرها من كتب السير والتراجم وكتب الفقه، وبالرغم من كثرة المسائل المختلف فيها، فإن ذلك الاختلاف لم ينقص من حب أحدهم لصاحبه، ولا أضعف من تقدير ومودة لأي منهم، وفيما يلي بعض مما وصف الصحابة به بعضهم البعض.
وصف الصحابة لبعضهم البعض
من المعلوم من سير الصحابة، رضوان اللَّه عليهم، ومما روي عنهم، في كتب التراجم والسير: عدم التأثيم والتخطئة للمخالف فيما اختلفوا فيه من المبرآت وغيرها، كما أن أحدهم لم ينقض حكم الآخر في حياته، بالرغم من اختلافهم في المسائل الظنية الاجتهادية، وما نقل عن علي وزيد في تخطئة ابن عباس في ترك العول، وانه خطأهم فيه، حينما قال: من باهلني باهلته، إن اللَّّه لا يجعل في مال واحد نصفاً ونصفاً وثلثاً، فإنما هو على كون كل واحد لم يهتد إلى الأمارة التي عند مخالفه، وأنها لديه أقوى دلالة على الحكم. وهذه المسألة هي الوحيدة التي احتملت على التخطية، وبما يحتمله القول والكلام، فإني لم أجد للتخطئة فيها ريحاً، ولا للتأثيم تلميحاً، ولربما حُمِِلََ على التشدد في الرأي، والتمسك بالاجتهاد، لذلك لايعتبر قول ابن عباس حجة، في أن الصحابة كانوا يخطئون المخالف ويحكمون بتأثيمه، لما روي عنهم من سلوك إسلامي مثالي، في الحوار والأخذ بالدليل، ولثبوت أن كل مجتهد مصيب، ولو كان الأمر كما احتمله الآخرون، لما ثبت تعظيم بعضهم البعض قولاً وعملاً، ولما ملئت كتب التراجم والحديث بما مدح به بعضهم بعضاً. وفي مجال وصف بعضهم البعض بأحسن ما يقال، حكى الإمام الهادي ابن إبراهيم الوزير، في كتابه المعروف بتلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب، وما نظمه، أيضاً، في قصيدته المشهورة بالبسامة أن علياًً، عليه السلام، كان يترضى على الخلفاء، رضوان اللَّه عليهم، كما ذكر الإمام أحمد بن يحيى المرتضى، في كتابه يواقيت السير شرح كتاب الجواهر والدرر، "أنه حين مات أبو بكر، رضي اللَّه عنه، قال علي، عليه السلام،: >رضي اللَّّه عن أبي بكر، واللَّه لقد كان بالناس رؤوفاً رحيماً<، وروى أئمة الحديث والسير عن أمير المؤمنين علي، كرم اللَّه وجهه، أنه كان يترضى على الصحابة ويترحم عليهم، ويمدحهم ويبالغ في الثناء عليهم، ومما يدل على التسامح والوقوف مع الحق ما أخرجه البيهقي في سننه، عن أبي حبيبة مولى طلحة، رضي اللَّه عنه، قال: دخلت على علي، رضي اللَّه عنه، مع عمران بن طلحة بعدما فرغ من أصحاب الجمل، قال: فرحب به وأدناه، وقال: إني لأرجو أن يجعلني اللَّه وأباك من الذين قال اللَّه عز وجل: {وَنزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍ إخواناً على سُررِ متقابلين} (سورة الحجر، الآية:47)، وعن جعفر بن محمد عن أبيه، قال: قال علي، رضي اللَّه عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال اللَّه في حقهم وذكر الآية ، ومنها ما أخرجه البيهقي، أيضاً، عن أبي البحتري قال: سئل علي، رضي اللَّه عنه، عن أهل الجمل أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا، قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون اللَّه إلا قليلاً، قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا. وبنفس الروح الإسلامية الطيبة، يأتي قول عبد اللَّه بن مسعود، لقد علم أصحاب رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، أني أعلمهم بكتاب اللَّه عز وجل، ولو أعلم أحداً أعلم به مني لرحلت إليه.
ومنها ما روي عن ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، أنه لزم بركاب زيد، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، فقبل زيدٌ يده، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا، إلى غير ذلك من المواقف المصحوبة بعبارات الثناء والمدح من الصحابة لبعضهم البعض، كثناء عمر بن الخطاب على الإمام علي، كرم الله وجهه، في أكثر من موقف وأكثر من مناسبة، ويزنها قولا أبي بكر وعمر كل بمفرده : لولا علي لهلك أبوبكر، ولولا أبو الحسن لهلك عمر، أو كما روي، وكذلك ثناء الإمام علي على الخليفة عمر بن الخطاب، ووصف عبد اللَّه بن مسعود لعمر في أحد أوصافه له، إذ قال: إنه كان للإسلام حصناً حصيناًً، يدخل الناس فيه ولايخرجون منه، فلما أصيب عمر انثلم الحصن، وكان عمر يصف عبد اللَّه بن مسعود بأنه >كنيفٌ مليء فقهاً وعلماً، هكذا كانت نظرة عمر لابن مسعود بالرغم من ثبوت اختلافهما في مسائل اجتهادية كثيرة جداً، وروي أن ضراراً وصف الإمام علي أمام معاوية بن أبي سفيان وصفاً جليلاً يستحقه حتى بكى معاوية، والقصة معروفة والوصف مشهور نقُلا في أكثر من مصدر.
ويجسد الإمام علي، كرم اللَّّه وجهه، أدب الاختلاف الإسلامي في قوله عن خصمائه بعد وقعة الجمل حين وصفهم بقوله المشهور: >إنهم إخوة بغوا علينا< فلم ينفِ أخوتهم الإسلامية، ولم يكفرهم بالرغم من خروجهم عليه، وإشهارهم السلاح ضده. وموقف آخر حين أتى أحد أفراد القوم: فنالَ من أم المؤمنين عائشة، رضي اللَّه عنها، بمحضر عمار بن ياسر الذي كان على غير موقفها يوم الجمل، فيقول، رضي اللَّه عنه،: اسكت مقبوحاً، أتؤذي محبوبة رسول اللَّه، فأشهد أنها زوجة رسول اللَّه في الجنة، لقد سارت فينا أمنا عائشة مسيرها، وإننا لنعلم أنها زوجة النبي عليه الصلاة والسلام ، في الدنيا والآخرة، ولكن اللَّه ابتلانا بها ليعلم آية نطيع أم إياها. وكذلك كان اختلافهم، كله آداب، وكله حكمة، وأي أدب بعد هذا الأدب وأي وصف أليق بهذا الوصف، وأمثاله كثيرة محشورة في المسانيد وغيرها. قال القاضي يحيى بن سعيد الأنصاري أحد التابعينSadما برح أولو الفتوى يفتون، فيحل هذا ويحرم هذا، فلا يرى المحرم أن المحل هلك لتحليله، ولايرى المحل أن المحرم هلك لتحريمه)، وليعلم الناشئة وغيرهم أن الاختلاف لدى الصحابة، رضوان اللَّه عليهم، لم يفسد للود بينهم قضية، ولا حتى كان يتجاوز زمن الموقف، ولاحين الحوار، وتلك هي أخلاق المسلم الصحيح في الحوار، كما هي سمة المؤمن القوي عند الجدل وتبادل الرأي. ومن تلك البراهين عن اختلافات أصحاب رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، نقتبس النهج السليم، وبالهدي النبوي نخطو الطريق القويم، فلنا في رسول اللَّه وآل بيته المطهرين وأصحابه الراشدين نقتفي حتى نصل إلى الحق، بإيمان قوي وطرائق مقبولة عند رب العزة جلت قدرته، وأختتم هذه المداخلة المتواضعة بمايلي:
الخاتمة :
في ضوء ما تقدم حول الاختلاف لدى الصحابة، رضوان اللَّه عليهم، وفي إطار آداب الحوار الإسلامي المبني على الدليل الصحيح، والحكمة والحقائق التاريخية، يتبين أن الاختلاف بين أئمة وفقهاء علماء الإسلام لم يثبت إلا في المسائل الظنية، وفيما التبس فيه نص ومفهوم الأحاديث الأحادية، وبخاصة منها ما احتمل الرأي الفردي والاجتهاد الفكري، كون الاختلاف فيما ثبت قطعياً وهو القرآن الكريم، والأحاديث المتواترة، وما ثبت صحة سنده من أحاديث الآحاد، يُعَدُّ خروجاً عن الجادة الإسلامية، التي هي طريق الحق والإيمان، تلك الطريقة هي التي التزمها وسار عليها الصحابة الراشدين، رضوان اللَّه عليهم، وتمسك بها جمعهم، وبما أن الصحابة كانوا أشد الناس حرصاً على تطبيق الشريعة الإسلامية، كما وردت وأنزلت، ومعنيين بالتبليغ بها، كونهم من أوائل الشهداء على الناس بعد الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقد ثبت أن اختلافهم في الرأي كان مبنياً على أسس الأخلاق الإسلامية وسلوكيات الدعوة المحمدية، تمسكاً وحفاظاً على نقاء الشريعة المطهرة، واتباعاً لنهجها السليم والدعوة إلى اللَّه، بالكلمة الطيبة، والقول الحسن، وبما يجمع كلمة المسلمين، ويلم شملهم، على الحق ومعه أينما كانوا وحيثما حلُّوا. وتثبت مراجع التاريخ الإسلامي، وتراجم رجاله، وكتب الرواية والدراية أن مجمل الصحابة، رضوان اللَّه عليهم، كانوا أكثر التزاماً بالأخذ بالدليل والتمسك به. وتحضرني قصة تعتبر عبرة ومثالاً جيدا ًلأثر الحوار الطيب مع المخالف، وتلك قصة رواها عبد اللَّه بن مسعود عن عودة بعض الخوارج إلى حضيرتهم الإسلامية، بعد مناظرة ابن عباس لهم وفي جمعهم، والقصة معروفة، ومروية عن عبد اللَّه بن المبارك، أيضاً، قال حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سماك الحنفي، قال: سمعت ابن عباس، يقول: قال. علي، كرم اللَّه وجهه، >لا تقاتلوهم ـ أي الخوارج ـ حتى يخرجوا، فإنهم سيخرجون< ـ وسرد قصة دخوله على الخوارج ومناظرته معهم، وبقوة حجته، وبما كان يستشهد به من آيات اللَّه البينات حين يرد على كل سوأل يُسأل به ـ إلى أن قال: >فرجع منهم ألفان وبقي ستة آلاف<، وتلك دلالة قوية وبرهان نير على أن الحوار المبني على صحة الدليل، وقوة الحجة، وسلامة النية، وحسن الطوية، له أثره الكبير والفاعل في إقناع المخالف مهما غلظ قلبه، وتحجرت بصيرته، يقول اللَّه تعالى: {ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفضّوا من حولِك} ( سورة آل عمران، من الآية: 159).
وبالكلمة الطيبة والخلق الحسن، ولين القول، وحجية الدليل، تقوى أواصر الأخوة الإسلامية وتتحد الآراء، ولكن أين نقع نحن المسلمين الآن من مثل ما كان عليه آل رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، وأصحابه الطيبين الطاهرين، لذلك فإسلامنا اليوم بأمس الحاجة إلى العمل بكل جد للتعريف بأن الإسلام دين تسامح، دين محبة، دين توحد، لاعوجَ فيه ولا أمتاً، وأن الشريعة الإسلامية ما كانت قد أنزلت على رسول المحبة والهدى عليه الصلاة والسلام ، إلا ليسعد بها الناس في الحياة الدنيا والآخرة، {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} (سورة الأنبياء، من الآية: 107)، وأن الدين الإسلامي ما هو إلا دين يسر لا دين عسر {يريدُ اللَّهُ بكمُ اليسرَولايريدُ بكمُ العسرَ} (سورة البقرة، من الآية: 185)، وقوله عز وجل في آية أخرى: {وما جعلَ عليكم في الدينِ من حرجٍٍ} (سورة الحج، من الآية: 78).
ـ الدعوة لاستمرارية الحوار الإسلامي بين علماء ومفكري الأمة الإسلامية وفق آداب وأخلاق الدين الإسلامي، حتى يدرك الجميع أن أخوة ووحدة المسلمين، قرينة التوحيد، وحتى يعرف الجميع أن أسباب الخلاف والاختلاف إنما هي لغرض أداء الفرائض والسنن بوجهها الصحيح، لا سبب له سواها، وأن الاتفاق ما أمكن أولى وأفضل، يقول اللَّه تعالى: {واعتصموا بحبل اللَّّه جميعاً ولاتفرَّقوا} (سورة آل عمران، الآية: 103)، ويقول عز من قائل: {ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} (سورة آل عمران، من الآية: 105) .
ـ بذل الجهد تخطيطاً وتنفيذاً، والمال دعماً وعطاءً، لتكوين الشباب المسلم معرفياً وعلمياً، وتعريفهم بأهمية وضرورة التزود بآداب الدين الإسلامي والعمق فيه، حتى يحفظوا لدينهم جذوته، ولدينهم ومعتقدهم قوته وسلامته، ويتمكنوا من إدراك وتحاشي المخاطر الهائلة المحدقة، والتحديات الكثيفة الخطرة التي يعدها لهم ولدينهم أعداء الإسلام، وليتمكنوا من الوقوف أمام التيارات المضادة للدين الإسلامي، وقد تسلحوا بسلاح الإيمان، سلاح العلم والمعرفة السليمة، وحتى يتحرروا من التعصب الذميم.
ـ دعوة الجامعات الإسلامية والمعاهد والهيئات والمتخصصين بإجراء المزيد من البحوث والدراسات حول الاختلافات بين المسلمين، وتبيين آفاقها، وإظهار الاختلاف في حقيقته الصافية، حتي يعم العلم بما يجمع كلمة المسلمين، ويوحد صفوفهم على كلمة سواء.
ـ دعوة الجامعات الإسلامية إلى فتح باب دراسة الفقه الإسلامي وقواعده دراسة حرة خالية من التعصب المذهبي، والجمود الفكري، اقتداء بما كان عليه توجه وسلوك الأئمة المجتهدين الأعلام.
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
.1 هداية العقول إلى غاية السؤول في علم الأصول: الإمام المجتهد الحسين بن القاسم، ط. 2 ،1401 هـ .
.2 ميزان الاعتدال في نقد الرجال: محمد أحمد شمس الدين الذهبي، ط. 1، دار إحياء الكتب العربية، مصر، 1382هـ.
.3 درُّ السحابة في مناقب الصحابة: محمد الشوكاني، تحقيق د. حسين عبد اللَّه العمري، ص1 ،1404 هـ، دار الفكر، دمشق.
.4 أسد الغابة في معرفة الصحابة: الآمدي، تحقيق وتعليق محمد إبراهيم البناء، ومحمود عاشوراء، ومحمود عبد الوهاب فايد، كتاب الشعب، 1390هـ.
.5 الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني، دار إحياء ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:49 am

آداب الاختلاف لدى الصحابة ج 2

(رضوان اللَّه عليهم)
أحمد محمد هاشم

أما تعريف الصحابي: فصفة تطلق على من ثبتت مجالسته لرسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ولو ساعة، وسمع منه ولو كلمة فما فوقها، أو شاهد منه عليه الصلاة والسلام فعلاً بعينيه، ولم يكن من المنافقين الذين اشتُهر نفاقهم ومات عليه، وهذا التعريف يشمل من كان قد وجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام صغيرا ًأو بالغاً: كالحسن والحسين ريحانتي أهل الجنة ابني الإمام علي، كرم اللَّه وجهه، والنعمان بن البشير، وعبد اللَّه بن الزبير، وابن الربيع، وسواء في ذلك الرجال والنساء. وأما من أدرك النبي عليه الصلاة والسلام ولم يلقه، فليس بصحابي، ولكنه يعد تابعياً. وصحابة رسول اللَّّه عليه الصلاة والسلام ، رضوان الله عليهم، كثيرون، لم يضبط المؤرخون عددهم، ولم أعثر على حصر شامل لأسمائهم أو ألقابهم، عدا الذين عرفت أسماؤهم أو ألقابهم، واشتُهروا بمواقف أو أفعال عرفت بهم، وتم لرجال الحديث والسند معرفتهم، يقول ابن حزم الظاهري: أنه بلغ عددهم، رضوان اللَّه عليهم، أكثر من مائة ألف إنسان بين رجل وامرأة، وأولئك الذين ورد ذكرهم في مؤلفات يعسر حصرها، لكثرة عددها، ولذا يقول الحافظ ابن حجر، مشيراً إلى ذلك بأنه يأتي في أولها، وأشملها كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة الذي هذبه ورتبه الحافظ المؤرخ عز الدين بن علي بن الأثير الجَزْرِي المتوفى سنة 640 هـ، وقد جمع فيه ذكر (7554) صحابياً، وقام من بعده الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، وزاد عليه، حتى بلغ عددهم مع التهذيب (8866) صحابياً، ثم جاء من بعده الحافظ الكبير شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة 852 هـ حيث جمع مفنداً في كتابه المسمى الإصابة في تمييز الصحابة حوالي(9477) ترجمة للأسماء، و(1268) للكنى، و(1552) للصحابيات، ويذكر بعض الحفاظ المتأخرين أنه فاته بعض الصحابيات، وبضبط تاريخ وفاة من ألف وجمع أسماء الصحابة، فإن أقدمها جمعاً كان قد بدأ منذ مطلع العقد الثالث الهجري، وأذكر ماعرف منها خلاله ومطلع القرن الرابع الهجري، كما أوردها الدكتور فاروق حمادة في تحقيقه لكتاب فضائل الصحابة: للنَّسائي، وهي كما يلي:
.1 كتاب من نزلوا من الصحابة سائر البلدان: للإمام علي بن المديني المتوفى سنة 234 هـ .
.2 كتاب الصحابة: للإمام البخاري، صاحب الجامع الصحيح، المتوفى سنة 256هـ.
.3 كتاب أولاد الصحابة، وكتاب تجريد أسماء الصحابة: للإمام مسلم بن الحجاج.
.4 كتاب أسماء الصحابة: وعدد ما رووا : للإمام بقي بن مخلد الأندلسي المتوفى سنة 276 هـ.
.5 كتاب أسماء الصحابة: للترمذي صاحب الجامع الصحيح المتوفى سنة 279 هـ.
.6 الوحدان: للحافظ ابن أبي عاصم المتوفى سنة 287هـ.
.7 كتاب الصحابة: للعلامة محمد بن عبد اللَّه الحضرمي المتوفى سنة 297 هـ.
.8 كتاب الصحابة: للعسكري المتوفى سنة 300هـ.
.9 كتاب معجم الصحابة: لأبي يعلى المتوفى سنة 307 هـ.
ويتلوها العديد من الكتب والمؤلفات التي كانت قد جمعت عن الصحابة خلال القرون التالية، وفيها تم تصنيف الصحابة بحسب شهرتهم في الحفظ والرواية والإفتاء إلى درجات. كما أن هناك كتب قد ألفت في فضائلهم، ولي وقفة إنصاف حول بعض كتب الفضائل، وبخاصة منها ما ورد في فضائل معاوية بن أبي سفيان، وأكتفي في هذه المداخلة بكلمة للأمام أحمد فيما يتعلق بسيدنا علي، كرم اللَّه وجهه، ومعاوية فقد سأله، ابنه عبد اللَّه، ماتقول في علي ومعاوية؟ فأطرق ثم قال: اعلم أن علياً كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كياداً منهم لعلي. قال ابن حجر فأشاروا بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له، قال محقق كتاب فضائل الصحابة للإمام النَّسائي، كما قال غيره، وقد وردت في فضائل معاوية أحاديث كثيرة ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهَوَيْه والنَّسائي وغيرهما، واللَّه أعلم.
وعلى مجمل القول ومحمل الحقيقة، فإنهم إجمالاً فقهاء في دينهم، سابرين أغواره وملازمين أطواره، لأنهم لاشك نهلوا من منبع الإسلام دون وسيط، واغترفوا من معين مُبّلغ الوحي سيدنا محمد النبي عليه الصلاة والسلام ، بدون وسيلة، كما أنهم صاحبوه بصدق نية وحسن طوية، {محمُدٌ رسولُ اللَّهِ والذين معه أشدَّاءُ على الكفار رحماءُ بينهم تراهم رُكَّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناًً}، (سورة الفتح، من الآية: 29)، ما كان طريقهم إلى فقه الدين الإسلامي إلا خطاب اللَّه تعالى، وسنة رسوله الكريم. وخطاب اللَّه تعالى هو القرآن الكريم، وقد أنزل بلغتهم، وعلى أسباب عرفوها، وقصص كانوا فيها وعاشوا أحداثها، فعرفوا سطوره، وعلموا مفهومه ومنطوقة ومنصوصه ومعقوله، ومحكمه ومتشابهه. يقول أبو عبيدة في كتاب المجاز: >لم ينقل أن أحداً من الصحابة رجع في معرفة شيء من القرآن إلى رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، وبذلك لم يعد لديهم شك في كنهه لوضوح الدلالة، وبيان اليقين. وسنة رسوله الكريم، هي قوله وفعله وأمره ونهيه، وكلهم مع القرب والمعرفة والتتبع والامتثال المتكرر، لأقواله وأفعاله وأمره ونهيه أعلم وأفقه. ومع ذلك فهم أصناف وطبقات، فمنهم من اشتُهر بالفتاوى وكثرة ملازمة الرسول عليه الصلاة والسلام ، حتى تكلم عن الحلال والحرام، وحدث بما علم، وهم جماعة محظوظة، ومنهم من تصدر العلم والشجاعة والفهم والقدرة على الفتوى، وله سبق في الإسلام، كالإمام علي، كرم اللَّه وجهه، والخليفة أبي بكر، رضي الله عنه، وغيرهما، ومنهم من بُشّرَ بالجنة، وهم عشرة، ومنهم من حاز السبق، وتحمََّل الضيم صبراًً على الإسلام، كعمار بن ياسر ووالديه، ومنهم من جاهد في اللَّه حق جهاده، وفاز بسبق الشهادة، ومنهم من عاد بعد إسلامه ولزم داره، ومنهم بحسب الظهور والشهرة، وكلهم في شرف الصحبة سواء، حظوا برفقة أطهر صاحب، فنالوا أعلى المراتب، واكتسبوا أرفع المناقب، في الدنيا والآخرة، بيد أن هناك تفاضل بين الصحابة، وتفاوت في المرتبة، وقد جاء النص القرآني بذلك: {لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد اللَّه الحسنى، واللَّه بما تعملون خبير} (سورة الحديد، الآية: 10). ولهذا قسم النيسابوري ومن قبله ابن حبان الصحابة إلى اثنتي عشرة طبقة، ومنهم بحسب الظهور والشهرة والفقه والرواية، من عدد من كبار الصحابة، وهم على سبيل الإشارة والمثل:
الخليفة أبوبكر الصديق، رضي الله عنه، وقد تولى الخلافة مدة سنتين وعدة أشهر، وله فضائل في الإسلام وخصوصية في الصحبة، مات، رحمه اللَّه، سنة 13 للهجرة، وهو ابن ثلاثة وستين عاماً.
الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، اشتُهر بصراحة الرأي، وسرعة البديهة في نباهة وفراسة، وعمق فصل للمواقف في الحق، كما اتصف بالعدل، تولى الخلافة مدة عشر سنوات وأشهراً، استُشْهِد، رحمه اللَّه، سنة 23 للهجرة، وهو ابن خمسة وخمسين عاماً.
الخليفة الثالث عثمان بن عفان، اشتُهر بالفضل والزكاة والورع، كما كان تقيا ًومن الصالحين، تولى الخلافة لمدة اثني عشر عاماً إلا أياماً، واستُشهد رحمه اللَّه، عن سن الثانية والثمانين، وقيل: التاسعة والثمانين.
الخليفة أمير المؤمنين، الإمام علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه، وردت في فضائله أحاديث كثيرة بلغت في مجملها حد التواتر، لقي اللَّه شهيداً ليلة الجمعة، في السابع عشر من شهر رمضان سنة 40 للهجرة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقيل ابن ثلاث وستين، وذلك بعد أربع سنين وتسعة أشهر وأياماً من توليه أمر المسلمين.
ومنهم الحافظ الفقيه عبد اللَّه بن مسعود، ومنهم المنذر أبي بن كعب، وأبو عبد الرحمن بن ماق بن جبل، وأبو سعيد زيد بن ثابت، وأبو الدرداء عويمر بن مالك، وأم المؤمنين: عائشة بنت أبي بكر الصديق، وعبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن عمر، وزيد ابن ثابت، وأبو موسى بن عبد اللَّه بن قيس بن سليم، وغيرهم ولكل ترجمته، ويرى آخرون أنه يأتي في طبقتهم: العباس بن عبد المطلب، وأبو عبد الرحمن: عبد اللَّّه بن عمربن الخطاب، وأبو محمد: عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وغيرهم ممن ثبت عنهم الرواية عن رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، بلا خلاف، سواء قال سمعت رسول اللَّّه عليه الصلاة والسلام ، أو أخبرني أو حدثني أو شافهني، أو رأيته يفعل، أو جاء بلفظ يحتمل الواسطة بينه وبين رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، كأن يقول قال رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، كذا، أو أمر بكذا، أو نهى عن كذا، أو قضى بكذا، فإن روايته صحيحة، وثابتة لأن الصحابة كلهم شهود حق، وشهود صدق، إلا من ثبت نفاقه أو ردته أو مجاهرته بعناد الحق، ولا يختلف الفقهاء ورجال السنة والحديث أن مراسيل الصحابة مقبولة كما هي عند جمهور العلماء ووسط المحدثين، وهو الحق، وخالف في هذا أبو داود الظاهري، فإنه قال: >لايحتج به حتى ينقل لفظ الرسول< ولاحجة بهذه المقولة، فإن الصحابي عدل عارف للسان العرب .
وأما ما ثبت حول عدالة كل الصحابة فإن كثيراً من المحققين لم يأخذوا بالعدالة المطلقة ولجميعهم، لذا قال العلامة المقبلي: > وإنما الأغلبية، لا عامة، لأنه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم، كثير من الغلط والنسيان والهوى، وماهم إلا بشر يقع من غيرهم<، مستدلاً بما وصف النبي عليه الصلاة والسلام ، نفسه، وبما يصف به غيره في حديثه المروي عنه (إنما أنا بشر أصيب وأخطىء) وهذا الحديث لايعني أن لجمعهم منقصه، لذلك أكد الإمام أبو زرعة ما يعتقد عموم الفقهاء والعلماء والأئمة والجمهور حيث قال: > إذا رأيت رجلاً ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، فاعلم أنه زنديق ـ وبالتأكيد يقصد غير المنافقين، ومن ثبت انحرافه عن الجادة النبوية ـ ، وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما عاد به حق، وما أداه إلينا ذلك كله إلا الصحابة، رضي الله عنهم، وهؤلاء لا يريدون إلا أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، لذلك فالجرح بهم أولى، وهم زنادقة < وكثير من العلماء يصفون مشاهير أصحاب رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، الذين لازموه، بأنهم كانوا فقهاء في دينهم، لايروون إلا ما علموه من رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام .
وحول طبقات الصحابة، فإن علماء الرواية ورجال علم الإسناد قد تم لهم تصنيف الصحابة من حيث ممارستهم للإفتاء إلى ثلاثة أصناف، وعلى النحو التالي:
الصنف الأول: صحابة كانت لهم فتاوى كثيرة، وهم سبعة:
1 ـ الإمام علي، 2 ـ أم المؤمنين عائشة، 3 ـ عمر بن الخطاب، 4ـ ابنه عبد اللَّه، 5 ـ عبد اللَّه بن مسعود، 6 ـ عبد اللَّه بن عباس، قال ابن حزم الظاهري: "لو جمعت فتاوى كل واحد منهم لكونت أكثر من سِفْرٍ". وقد سبق الإمام المحدث أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب في جمع فتاوى ابن عباس فجاءت في عشرين كتاباً.
الصنف الثاني: صحابة متوسطي الفتوى: وعددهم ثلاثة عشر صحابياً، وقيل تسعة عشر صحابياً، وهم:
1 ـ أم سلمى، 2 ـ أنس بن مالك، 3 ـ أبو سعيد الخُدْري، 4ـ أبو هريرة، 5 ـ عثمان بن عفان، 6 ـ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، 7 ـ عبد اللَّه بن الزبير، 8 ـ أبو موسى الأشعري، 9 ـ سعد بن أبي وقاص، 10 ـ وسلمان الفارسي، 11 ـ وجابر بن عبد اللَّه، 12 ـ ومعاذ بن جبل، 13 ـ أبوبكر الصديق.
ولربما يمكن جمع فتوى كل واحد منهم في سفر صغير، ويضاف إليهم:
1 ـ طلحة بن الزبير، 2 ـ عبد الرحمن بن عوف، 3 ـ عمران بن الحصين، 4 ـ أبوبكرة 5 ـ عبادة بن الصامت، 6 ـ معاوية بن أبي سفيان.
الصنف الثالث: صحابة أفتوا في مسألة أو مسألتين.
وقد ذكرهم الشيخ ابن حزم الظاهري . ويأتي المحققون ورجال الحديث وعلماء الإسناد بما يشبه الحصر: في تحديد أشهر فقهاء الصحابة التالية أسماؤهم.
الخلفاء الراشدون، وأبو عبد الرحمن بن مسعود، وأبو موسى: عبد اللَّه بن قيس الأشعري، وأبو المنذر: أبي بن كعب، وأبو عبد الرحمن" معاذ بن جبل، وأبو سعيد: زيد بن ثابت، وأبو الدرداء: عويمر بن مالك، وأم المؤمنين: عائشة بنت أبي بكر الصديق، وأبو العباس: عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، وأبو عبد الرحمن: عبد اللَّه ابن عمر بن الخطاب، وأبو خبيب: عبد اللَّه بن الزبير، وفي الصحابة خلق كثير غير هؤلاء نقل عنهم الفقه، ويأتي ذكرهم في كتب التراجم، كما جاء ذكر بعضهم في كتاب طبقات الفقهاء لمؤلفه الفقيه: أبي إسحاق الشيرازي الشافعي المتوفى سنة 476 هـ.
أنواع الاختلاف
الاختلاف بمعناه الشامل نوعان: أحدهما خطير: وهو الاختلاف المحظور الممقوت، ومنه ما هو غير محمود، ويندرج تحته الاختلاف في الأصول القطعية للتشريع الإسلامي، والعقيدة الإيمانية، كاختلاف الإسلام مع العقائد الكفرية، وكتصور المشبهة، وكاعتقاد المجبرة.
والثاني غير خطير: وهو الاختلاف الرحيم، وليس به بأس ولاضير، إذ أنه لايتجسد إلا في فهم النصوص الأحادية، وفي صحة سندها لفظاً ورواية، ويدور هذا الاختلاف حول المسائل والقضايا التالية:
.1 المسائل الفقهية: وعلى غالب الأمر فإنه لا يبرز إلا في القضايا الاجتماعية، والمسائل الظنية، ولاسيما منها مسائل فروع العبادات وسننها وأشكالها، وبعض قضايا المعاملات، باعتبار أن الاختلاف لدى العلماء وارد فيها، لعلاقته بفهم ونص الدليل. وقد وقع اختلاف بين مشاهير الصحابة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومن بعده في كثير من المسائل، كما تكرر في عهد التابعين وتابعي التابعين من بعدهم، ومع الأئمة المجتهدين والمحققين، ومازال لدى من وصل إلى مرحلة الاجتهاد حتى عصرنا.
ويرجح بعض علماء الأمة الإسلامية أن أهم وأبرز سبب هذا الاختلاف يعود إلى عدم تدوين السنة المطهرة، حيث قيل:"ولو كانت السنة المطهرة قد دونت وحفظت كما قالها رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، أو فعلها أو أقرها لما اختلف المسلمون فيما اختلفوا فيه"، ولما تفرقوا مذاهب وأتباعاً.
.2 الاختلاف السياسي: وكان قد ظهر هذا النوع من الاختلافات عقب وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وذلك حينما اختلف المهاجرون والأنصار في اختيار خليفة رسول اللَّه، ليقوم بأمر الأمة وشؤون المسلمين، حتى استقرت البيعة لأبي بكر الصديق، رضي اللَّه عنه، بمبادرة من عمر بن الخطاب، رضي اللَّه عنه، حسماً للخلاف الذي كان قد وصل بين الحضور من الصحابة إلى حد رفع الأصوات، ثم تلاه الخلاف بين الصحابة مع عمر فيمن يخلف عمر، في خلافته على المسلمين، حيث كان قد أوصى بها محدداً ستة أشخاص يختار كبار الصحابة أحدهم لخلافته. وتأتي الفتنة الكبرى حين استُشهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، رضي اللَّه عنه، من أوائل الاختلافات السياسية في تاريخ المسلمين، ومن أشدها أثراً على وحدة الأمة، كما يعتبر خروج معاوية بن أبي سفيان على إمامة الإمام علي بن أبي طالب، كرم اللّه وجه، من أكره وأبغض أوجه الاختلاف السياسي الذي حدث في صدر الإسلام، حيث جر إلى انقسام الصحابة آنذاك إلى قسمين، أغلبهم من تابع علياً، وأقلهم من لحق بمعاوية، كما أدى إلى خروج المسلمين عن الجادة، وفرق صفوفهم وجعلهم فرقاً متباينة، ونحلاً متشاكسة، ومذاهب مختلفة، وسار سوس الاختلاف ينخر في عظم الأمة الإسلامية، إذ انتقل من الخلاف المحمود إلى الاختلاف المذموم. واعتبر لدى بعض الشيعة اختلافاً في أصل من أصول التشريع، وهي الإمامة لنصوص رويت في خلافة الإمام على، ومن الصحابة من اعتبره خلافاً سياسياً، وبأي مقياس، فإن ذلك الاختلاف قد أحدث ثلماً في وحدة الأمة الإسلامية، حيث جر إلى أنواع من تصدع وانقسام في صفوف المسلمين، ينهى عنه الإسلام بل يحرمه تحريماً قطعياً. وهناك أنواع من الاختلافات السياسية، ومردها الاجتهاد في نوعية الحكم في الإسلام، ولكنها مقبولة تحت أي مسمى، مادامت ملتزمة بحدود النصوص التشريعية، وفي إطار وظيفة الدولة الإسلامية.
.3 الاختلاف الفكري: وهذا النوع من أنواع الاختلافات ليس له مرجعية تشريعية في حدود مقاصده الخاصة وآفاقه الواسعة، والتعرض له ـ بإيجاز أو تفصيل ـ في مداخلتي هذه: أجدني في غنية عنه، لتعدد مشاربه وتنوع مصادره وتشابك أبعاده، وفيما سيتناوله الإخوة الفضلاء والمفكرون المشاركون معنا الكفاية فيما يرشد.
أما المراحل الزمنية التي مر بها الاختلاف الإسلامي فيمكن تقسيمها، حسب صلته بمصادره ومرجعيته، إلى حقب أربع وكالتالي:
الحقبة الأولى: الاختلاف في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد حدث بين الصحابة، رضي اللَّه عليهم، ولكنه سرعان ما كان يحسم الأمر فيه، بموافقته عليه الصلاة والسلام ، عليه أو نهيه عنه، وعلى سبيل المثال: الحديث المروي عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: سمعت رجلاًً قرأ آية سمعت من رسول اللَّه خلافها، فأخذت بيده، فأتيت به رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، فقال: "كلاكما محسن"، قال شعبة: "أظنه، قال: "لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا"، ومن مفهوم هذا الحديث نستخرج: أن الاختلاف بين الصحابة حدث، وإنه لمجرد الخلاف أمر غير محمود، بل ومنهي عنه، كونه يؤدي إلى التفرق وشق عصا الإسلام، ويؤثر على وحدة صفوف المسلمين.
الحقبة الثانية: الاختلاف في عهد الخلفاء الراشدين والصحابة من بعدهم، وكانت هذه الحقبة قد ظهرت لحظة لحاقه عليه الصلاة والسلام ، بالرفيق الأعلى وعقب وفاته، كما امتدت حتى نهاية القرن الأول للهجرة النبوية، حيث ظهرت فيها بين الصحابة اختلافات متعددة، ومتنوعة: ومنها ما كان ذا علاقة بذات النص النبوي الأحادي، ومنها ما تعلق بفهم الصحابي لمضمون النص، ومنها ما سار عليه الصحابة في أداء العبادة والسنن، ومنها ما كان ذا صلة بالاختلاف السياسي والمصالح الشخصية، وأغلبها كانت تحل بالعودة إلى الدليل مع التحري في صحته، أو التسليم بموقف الجماعة، ومثلنا على ذلك: موقف عبد اللَّه بن مسعود، رضي اللَّه عنه من الصلاة في منى، حيث كان رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، وأبوبكر وعمر وصدر من خلافة عثمان يصلونها ركعتين قصراً، ثم صلاها عثمان أربعاً، فلما بلغ ابن مسعود ذلك استرجع ثم قام فصلى أربعاً، فقيل له استرجعت يابن مسعود ثم صليت أربعاً؟، فقال: الخلاف شر، وهناك أمثلة كثيرة ترد في مكانها.
الحقبة الثالثة: وكانت هذه الحقبة قد ظهرت في مطلع تحول الخلافة الإسلامية إلى ملك عضوض، واستمرت حتى فترة الجمود الاجتهادي، أي عصر مابعد عهد الصحابة وأوائل التابعين، وتلك الحقبة الثالثة كانت قد عرفت بزمن الاجتهادات الفقهية وتعددها، وتكاثر الآراء الفلسفية والفكرية فيها، لكنها كانت على إجمالها، وفي بعض أشكالها اختلافات محمودة، أثبتت سَعةَ الدين الإسلامي، وصلاحيته لكل عصر، حيث ارتبطت حركة الاجتهاد بالعقل، والأخذ بالدليل مع التكيف بعوامل انتشار الإسلام، وظهور علوم جديدة جدة ذلك العصر، اعتبرت في نظر الكثيرين من علماء الإسلام وأئمته علوماًً هامة يجب العلم بها، وتعلمها، كما أصبحت معرفتها ضرورة لتوسيع مدارك المتعلمين وتوسعة معارفهم، لفهم مكامنها والاستفادة منها في تقوية شوكة الإسلام، وللدفاع بها عن جذوته، وصلاحيته لكل عصر، بخاصة وقد كانت هناك مبررات وأسباب أخرى أتاحت فرص وجودها على الساحة الإسلامية كلها، كما كانت هي ومعارفها في حد ذاتها سبباً في اختلافات المسلمين وتعدد مذاهبهم الفكرية والفقهية، وحتى حياة المسلمين اليوم.
الحقبة الرابعة: وهي الحقبة العصرية: وكانت قد بدأت عقب انحسار الاجتهاد الفقهي، في معظم الساحة الإسلامية، وقصره على بعض الأئمة المشاهير، وتمتد تجاوزاً حتى زماننا الذي نحياه، وهي الحقبة التي مال فيها الأغلب من علماء المسلمين ومفكريهم إلى التقليد الأعمى، والتقوقع على المنقول، إلا من توفق وبرز إلى قمة المعرفة. ولعل من أبرز وأهم أسباب تنوع وزيادة المسائل الخلافية فيها، لدى المجتهد ين المتأخرين، وهم قلة، يعود مردها إلى تنوع العلوم وتعدد مناهجها، وتعدد المدارس الفكرية فيها، وأخيراً إلى انتشار المذاهب الديالكتيكية الجدلية، ومصاحبتها لتهور كبير من قوى الاستكبار، بغرض خلخلة قواعد وأصول التشريع الإسلامي، في محاولة للنيل من الإسلام، والتشكيك في صلاحية كيانه، وقدرته على حلول المشكلات، وتحديات العصر التي تواجه المسلم، ديناً وكياناً، مما كان له أثر بالغ لدى جانب من الجهلة الذين ينتسبون إلى الإسلام، حتى ألصق به ما لا يحتمله، وتم وصفه بما ليس فيه، مما مكن الفئة الجاهلة من تقبل الأفكار الهدامة، وجعلها في مراكز القادرين على تشويه القيم والمقدسات الإسلامية الجليلة، وتلك محاولة من أعداء الإسلام، الذين استهدفوا ومنذ زمن بعيد، بجهد الخاسر طمس الهُوِيَّة الإسلامية، مستعملين شتى الأساليب ومختلف الوسائل، لحجب شمس الإسلام ونشر الجهل في صفوف المسلمين، وتشويه دوره في بناء الحياة كلها لصالح البشرية أجمع، {ويأبى اللَّه إلا أن يُتمَّ نورهُ ولوكره الكافرون} (سورة التوبة، من الآية: 32).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:50 am

آداب الاختلاف لدى الصحابة ج 1

(رضوان اللَّه عليهم)
أحمد محمد هاشم
مقدمة
الحمد لِلَّهِ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، يقول اللَّه سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا اللَّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى اللَّه والرسول إن كنتم تؤمنون باللَّّه واليوم الآخر ، ذلك خير وأحسن تأويلاً} (سورة النساء، الآية: 59)، ويقول في آية أخرى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمهُ إلى اللَّه، ذلكم الله ربي عليه توكلتُ وإليه أنيب} (سورة الشورى، الآية: 10).
في هاتين الآيتين الكريمتين، وغيرهما من آيات اللَّه البينات التي وردت في القرآن الكريم المنزل من رب العالمين، على رسوله الطاهر الأمين، عليه الصلاة والسلام ، تشريعاً سماوياً إسلامياً: هداية ودلالة، كما هو للتدبر، والعمل به. ومن مدلول هاتين الآيتين: يتبين أن الاختلاف في بعض القضايا والمسائل الإسلامية لابد سيقع. وها هو ذا قد وقع ووجد، بل وتشعب، وأخذ مداه حتى وصل أمر الإسلام والمسلمين إلى ما وصل إليه، كما أن من هديهما: وجوب الأخذ والعمل به، وهو عرض المختلف فيه على كتاب اللَّه، وعلى الصحيح من سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، باعتبارهما دليلين قطعيين أساسيين، فإن وافقهما أو وافق أحدهما كان دليلاً يحتج به وإلا رُدَّ، لتباينه وتعارضه معهما، ليتضح الحق، ويستبين الهدى والرشاد، ويزول الاختلاف، وفي ذلك خير للمختلفين، حفاظاً على وحدة الأمة الإسلامية، وصون جذوتها، وجمع كلمتها.
ومن ذلك نعلم أن الاختلاف في المسائل والقضايا الإسلامية محتمل كما هو ثابت، وأن له مرجعية تشريعية، وإطاراً قيمياً عقلياً محكماً، كما أن له آداباً محددة، جرى عليها السلف الأول، من صحابة راشدين، وتابعين متقين، وأئمة وفقهاء ومفكرين.
وفي رحاب الحوار القيمي، ولهدف التقارب الإسلامي، وتجسيد وحدة المسلمين نستعرض "مع سادة أجلاء، ومشاركين فطناء" في هذه الندوة العلمية الجليلة، موضوع"أدب الاختلاف في الإسلام". ذلك الأدب الذي التزمه وسار عليه بناة الدعوة الإسلامية الأقدمون، وحماة الشريعة المحمدية المطهرة السابقون، مقتصراً في مداخلتي المتواضعة على تناول محور" آداب الاختلاف لدى الصحابة، رضوان الله عليهم، في إطار العقيدة الإسلامية ومنهجها القويم، الذي جاء به الصادق الأمين، لهداية الناس أجمعين، وليجعل أمة الإسلام أمة واحدة، رحمة من اللَّه لعباده، والمؤمنين من خلقه. ومن المستحسن، بل ومن الواجب أن نلتزم الموضوعية حول الاختلاف أو الخلاف، وأسبابه ومبرراته، لغرض التقارب الفكري والوجداني، والبعد عن التباين والتضاد، بخاصة ونحن أبناء عقيدة واحدة، نجد أنفسنا اليوم، وقد شردنا كثيراً عن الجادة الصحيحة، وتاهت بنا معطيات العصر عن الحقيقة الناصعة، وسلكنا دروب الفرقة المنبوذة، حتى تشدد البعض، وتصلب آخرون، على غير سبيل الحكمة الإيمانية، ومع الأسى كادت ظاهرة الاختلاف المذهبي أن تطغى على وجوبية ومشروعية الائتلاف الإسلامي، فافترقت الأمة الإسلامية إلى فرق: منها الناجية، كما تدعي، ومنها غير ذلك، كما هو معروف، وصارت المذهبية الإسلامية شيعاً وأحزاباً، نتج عنها تفاقم مقيت، وتحيز منبوذ، وتعصب ذميم، بينما الاختلاف في إطار الشريعة الإسلامية لا يحمل على التباين والتضاد، كون مجمل أدلته ومبرراته تدور حول محوري التقليد، والجهل الدليل الصحيح، ولذلك نجده محصوراً في القضايا والمسائل الاجتهادية الظنية، ومع تنوع وسائل التواصل المعرفي وتعددت طرق اكتساب العلم. فإن الحوار سيظل كما هو دائماً أفضل وأجل وسيلة للتواصل، فالتقارب، فوحدة الأمة الإسلامية، كما أنه سيكون أنجع طريقة للتخاطب، وتبادل الرأي فالأخذ بالدليل، بخاصة بين قادة الفكر الإسلامي وعلماء وفقهاء الملة المحمدية.
ومن هذا المدخل سنسبر غور الغاية والمقصد من ندوتنا هذه، مؤكدين أن الحوار بالحجة والدليل سيظل دوماً أفضل منطق للاتفاق، وأسلس سبيل للوفاق، كما هو للائتلاف ونبذ الخلاف، أمضى آلة لتضييق مساحة الاختلاف، سيما وقد أصبح في مقدور الفرد في عصرنا الحاضر، بل وعلى رغم منه، أن يسمع "صوتياً"، وأن يشاهد "بصرياً"، ما يرضاه وما لايرضاه، عن الإسلام وشريعته الغراء بشكل عام.
وفي واقع الأمر وحقيقة الحال فإن ما يقال وما يكتب عن تعددية الدين الإسلامي الحنيف، وعن الاختلاف فيه، ليس إلا نفثاً مجرداً عن حقيقته وجوهره، تصوغه الأفكار الهدامة، وتردده النزعات المضادة للشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحة السهلة، في الوقت الذي لا يتقبلها إلا جهلة التشريع، وإلا قليلوا العلم وفقراء المعرفة، مما ساعد في كثير من الأمر على عزوف أغلب أبناء الأمة الإسلامية عن تعلم العلوم الشرعية والتبحر فيها، كما تولدت لدى بعض القيادات التعليمية وراسمي سياسة التربية إلى اعتبار مادة التربية الإسلامية في المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية مادة تخصصية، نتج عن ذلك خطر آخر هو: اعتبار تعلم الدين الإسلامي فرض كفاية، إذا تعلمها واحد كفى عن البقية الباقية من الشباب المسلمين، خلافاً لما ورد في الهدي النبوي الشريف: قوله عليه الصلاة والسلام : >طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة< . وحديثه، عليه الصلاة والسلام: >من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام، فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة<. ويقصد بالعلم في هذه الأحاديث: العلم الموصل إلى معرفة البعد الرفيع للشريعة الإسلامية، وتبيان كنهها الإنساني العظيم، باعتبار أن العلم بالتشريع الإسلامي أساس العلوم كلها، وفي هذين الحديثين الشريفين، دلالة ملزمة وصريحة تؤكد بان المعرفة سلاح المسلم، بها يتمكن من الدفاع عن ذاته وهوُيته وعن معتقده، وبالعلم تقوى الحجة ويستنير البيان، وتتضح سبل الحياة الطيبة، المستقرة، وفيهما وفي وغيرها من الأحاديث الموجبة لطلب العلم وتعليمه دعوة نبوية لمحاربة الأمية، وسد منابع الجهل، باعتبار الجهل أشرس موارد الغواية والضلال، فبسببه نشأت الأخطار المحيطة بالإسلام والمسلمين، واستفحال التخلف، وتورم الاختلافات، وأََعْظِمْ بالجهلِ من خطرِ على كيان الأمة الإسلامية.
وكما هو معلوم فإن مظاهر الاختلافات الفقهية كانت المُناخ المناسب للحاقدين على الإسلام للطعن في وحدة الأمة، وفي تكامل تشريعاته وتماسك مصادره، بقصد النيل منه، والتشكيك في بُنيته والتأثير على متبعيه، وقد شكلت بالفعل لدى الجهلة شبه دلالة على وجود تعددية في جوهر الإسلام، وثبوت خلل في أصول ومصادر تشريعاته، ولذلك استغلت مدخلاً ملائماً لإشعال نيران الفتن، وإضرام الإحن بين المسلمين، بقصد النَّيْلِ من ذات الإسلام، ومن رسوله عليه الصلاة والسلام ، ومن أصحابه وتابعيهم ومن تلاهم من الأئمة الهداة والفقهاء والمفكرين الأعلام.
وبتفشي الجهل بأسباب ودوافع الاختلاف، وبتوقف الحوار الإسلامي المباشر بين العلماء والفقهاء، بل وبندرته، غدت النعرات الجاهلية متورمة تنخر مؤثرة في نعمة الاختلاف ومقاصده، وتزيد من تفرق المسلمين وتلاحمهم، بينما الدين الإسلامي بريء من التعددية المزعومة فيه، كما هو برىء من الاختلافات العقدية، والتباينات الجوهرية ولايوجد فيه، ولم ولن يدخله التحريف قط، كما ذلك ثابت في نصوص الديانات السماوية الأخرى، فأركان الإسلام، الاختلاف في عددها ولا في ذاتها، ولا في جوهرها، مسلم بها لدى كل فرقة إسلامية، وقواعد الإيمان كاملة لايختلف عليها أي فريق، وأصل التشريع الإسلامي، وهو القرآن الكريم مودوع في لوح محفوظ، تولى اللَّه جلت قدرته حمايته من التحريف والتشويه والمسخ والتبديل، والسنة النبوية الصحيحة المطابقة لكتاب اللَّّه مدونة محفوظة، لذلك فالإسلام واحد، وغير متعدد، وإن ظهر أتباعه من المسلمين في ظاهرهم مختلفين، فما ذلك الاختلاف واقع إلا في بعض جزئيات العبادات وسننها، والكيفيات الشكلية للقضايا والمسائل الظنية في بعض المعاملات الاجتهادية، لا في جوهرها.
وحفاظاً على وحدة أبناء الأمة الإسلامية، والعمل على لم شملها وتوحيد صفها، وتصدياً للشبهات التي تحوم حول وحدة التشريع الإسلامي، فإن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، أسهمت وتسهم بجهود طيبة ومقدرة في هذا المضمار، وبإخلاص مشكور يتابع قياديو ومسؤولو العمل الثقافي داخل إدارة المنظمة بذل جهودهم الخيرة، وتقديم خلاصة أفكارهم النيرة، لتحقيق أهداف المنظمة في حماية واستقلال الفكر الإسلامي من عوامل التشويه، والمحافظة على خصائصه المميزة، وحماية المسلمين من سلبيات الغزو الثقافي والفكري الذي تنتهجه الجهات المعادية للإسلام، ولتضييق هُوة الاختلاف الفقهي بين المسلمين، بقصد تدعيم التفاهم بينهم، وفي رحاب آداب الحوار الإسلامي الهادف، يأتي لقاؤنا هذا في تونس الحبيبة، وفي واحدة من أعرق صروح العلم والمعرفة الإسلامية، جامعة الزيتونة (زيتونة العلم والاجتهاد)، في هذه الندوة المباركة التي أتت: تحت عنوان ـ أدب الاختلاف في الإسلام ـ، (وإن كنت لا أجد في الإسلام اختلافاً، إنما الاختلاف القائم هو لدى المسلمين!! )، مستهدفة الدعوة إلى الالتزام بمبدإ الحوار السليم وإرساء تقاليده الهادف البناءة في معالجة الاختلافات الفكرية والفقهية الإسلامية، التي كانت قد تكونت بسبب طريقة فهم النص أو علة في الدليل، كما تستهدف تنمية روح التفاهم والتآلف بين علماء ومفكري العالم الإسلامي، وصولاً إلى توحيد جهودهم واجتهاداتهم، وتدعيم التكامل بينهم، وتمكينهم من التصدي للمسؤوليات الحضارية التي تواجهها الأمة الإسلامية جمعاً، وأجد استخراجاً واستنباطاً لايقبل الاختلاف أن هذه الندوة في حد ذاتها دليل إثبات وشاهد تعريف، يؤكد بأن الاختلاف الظاهر والشائع بين علماء المسلمين لم يكن اختلافاً في أصول ومصادر التشريع الإسلامي، وإنما هو ناتج عن اجتهادات فردية لنصوص أحادية وظنية، وفي قليل من المسائل الظنية الفقهية، أما المسائل الاعتقادية والثوابت التشريعية القطعية، فلم ولن يدخلها الاختلاف مطلقاً، فالإسلام واحد، ودعوته واحدة، وغايته واحدة، وبلوغ كنهه لاسبيل إليه إلا بالعلم الشمولي للإسلام، كما هو بالتمسك بمصادره الصحيحة، لذلك يأتي التعريف بأن الاختلاف القائم بين المذاهب الإسلامية ليس اختلاف تباين أو تضاد، أو اختلاف في الغاية والمقصد، وإنما هو اختلاف في طريقة أداء العبادات، وثبوت صحة الدليل، وفي جزئيات أشكالها.
وبما أن الاختلاف ثابت بصفاء، ووارد بحسن نية، فلا شك أن له قواعد وآداباً، كانت قد تكونت واتبعت منذ إشرافة فجر الإسلام، وفي عهده الأول، أي في عهد رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام ، وعهد الصحابة، رضي الله عنهم، وعهد من تبعهم وتلاهم من حملة مشاعل الهدى وأعلام الفكر الإسلامي ودعاته. ولإيضاح ما أقصده من مدلول اصطلاحي لمفردات لغوية، أجيز لنفسي أن أتناول حصراً تعريف مفردات الخلاف والاختلاف، مع تحديد المقصود من كلمة الصحابي، لغةً واصطلاحاً، كما يلي:
الخلاف والاختلاف ـ معنى ودلالة ـ لغة واصطلاحاً:
غَرْفاً من معاجم اللغة العربية ومواقع استعمالاتها الاصطلاحية، أقتصر في التبيان: بأن أصل اشتقاقهما لغوياً من كلمة خلف الثلاثية، التي وردت في أصول معان ثلاثة: أحدها: بمعنى مجيء شيء بعد شيء يقوم مقامه، والثاني: مايعني خلاف أمام وقدام، والثالث: ما يأتي بمعنى التغيير، وفي لسان العرب: الخلاف بمعنى المضادة، وقد خالفه مخالفة، وخلافاً إلى الشيء، عصاه إليه أو قصده بعد ما نهاه عنه، وفي القرآن الكريم قول اللََّه تعالى: {وما أريدُ أن أخالفَكم إلى ما أنهاكمُ عنه} (سورة هود، من الآية: 88)، وتخالف الأمران إذا اختلفا ولم يتفقا، ويأتي خلفه في كذا: أي سلك طريقاً آخر غير طريقه، فبينهما تفاوت وتباين وتناف وتغاير، وعلى هذا فإن الخلاف يساوي عدم الموافقة إطلاقاً، ولا يأتي عند المقارنة، وإنما يكون عند المعيار، والاختلاف: يعني عدم الاستواء، ومنه الحديث النبوي الشريف: (استووا ولاتختلفوا فتختلف قلوبكم)، وعلى هذا فإن الاختلاف يعني عدم الموافقة بين الشيئين، ويستعمل عند المقارنة، ذلك معناهما لغة.
أما في الاصطلاح، فقال الراغب، كما في لسان العرب: والاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقاً غير طريق الآخر في حاله أو قوله، والخلاف أعم من الضد. لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين، وعند الجرجاني: أن الخلاف منازعة تجري بين المتعارضين لتحقيق حق أو إبطال باطل، قال الآمدي، >الموافقة مشاركة أحد الشخصين الآخر في صورة قول أو فعل أو ترك أو اعتقاد أو غير ذلك<، ويرى الشيخ ابن تيميَّة، أن (لفظ الاختلاف في القرآن الكريم يراد به التضاد والتعارض ولايراد به عدم التماثل)، كما هو اصطلاح كثير من النظار، ومنه قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} (سورة النساء، من الآية: 82)، وقوله تعـالى: { إنـكم لفي قول مختـلف* يُؤْفـك عنـه مَـنْ أَفِـكَ} (سورة الذاريات من الآيتين: 9-Cool، وقوله تعالى: {ولكن اختلفوا فمنهم مَنْ آمن ومنهم مَنْ كََفَر} (سورة البقرة، من الآية: 253).
ويبدو أن حقيقة الصلة بين الخلاف والاختلاف تدور حول معنى واحد، وأن أحدهما يطلق على ما يطلق عليه الآخر، وأنه لا خلاف بينهما، لاكما حدده الراغب، حينما ذكر أن الخلاف الضد أو أعم منه، أو كما يرى ابن تيميه من أن الاختلاف هو التضاد، وليس كما قال غيرهما من أن بينهما عموم وخصوص، أو أن أحدهما قائم على الدليل والآخر قائم لا على الدليل، وللدكتور عبد اللَّه شعبان رأي مقبول، عندما ذكر أنه: >عند التحقيق ثبت أن الخلاف كالاختلاف سواء، وأنهما مترادفان، وأن السبق وحده هو الذي يفرق بين المقبول منه والمردود، مستدلاً بأن اتفاق معاجم اللغة على جعل مادة خلف الثلاثية اصلاً لمجردها ومزيدها، وأنها من المشترك اللفظي، وزيادة المعاني تابع لزيادة المباني، وبأن المحدثين يأتون بالكلمتين مما يدل على الترادف<، وذلك اقرب إلى الصحة فيما أظن وأميل إليه، ونجد الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، رحمه اللَّّه، يرى أن مدلول كلمتي الخلاف والاختلاف واحد، ومع ذلك، قال: >أن الخلاف بين المسلمين إلى ضروب ثلاثة، ضرب لا خطأ فيه وهو الخلاف في الاجتهادات، وضرب يقتضي الخطأ ولكن دون تكفير أو تفسيق، وضرب يقتضي التكفير، كالجبر والتجسيم، أوكخلاف الخوارج لسبهم علياً، عليه السلام، إلى آخر ما ذكره في أحد مؤلفاته الشهيرة<.
ويعلم من مصادر الرواية وكتب التاريخ والتراجم أن الاختلاف بين علماء الأمة الإسلامية كان قد ظهر منذ بزوغ شمس الإسلام، وأنه لا يعني التضاد والتعارض، كما لايعني التباين والتنافر، لأن الذي يجمعهم ويدعوهم للاتفاق أحادية العقيدة، المبنية على أصول تشريعية منزلة من عند اللَّه الواحد وعلى لسان نبي واحد، وبكتاب محكم محفوظ، وما الخلافات التي برزت وفي مجمل أنواعها وعلى مختلف مراحلها إلا نتائج أراء توصل إليها العلماء والفقهاء، حول نصوص أحادية ظنية، كما هي دليل اجتهادات وصل إليها الباحثون وأولو العلم، لهدف الوصول إلى العبادة الصحيحة، وأداء الفريضة بتحرٍّ ودقة، ولغرض التقرب إلى اللَّه جل جلاله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ومن هذا المنطلق يتبين، أيضاً، أن الاختلافات الفقهية بكل أنواعها وعلى مختلف مراحلها الزمنية، إنما كوَّنت اختلافاً رحيماً، لايجر إلى كفر، ولا يشد إلى فسق، ولا إلى فصل وإخراج أحد من المِِِلَّة المحمدية، فكل مجتهد مصيب، وكلهم كما يقول الشاعر:

وكلهم من رسول اللَّهِ ملتمسٌ رشفاً من البحِر أو غرفاً من الدّيمِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:52 am

أسباب الاختلاف

د. ناصر بن سليمان السابعي
مقدمة
فهذا بحث موجز يبحث في أسباب الاختلاف في الأمة الإسلامية، سواء منها ما هو خلاف بين علمائها أو بين فئاتها، وقد ركزت فيه على أسباب اختلاف الفقهاء مما هو في أصله، لايؤثر على حيوية التفاعل بين المسلمين، ولا يزيد المسلم إلا قناعة بصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، وذلك من خلال المرونة الواضحة التي وسعتْ دائرتها كل المدارس الفقهية المعروفة.
وعرََّجت من بعدُ على بعض العوامل التي ترفع من قيمة هذه الخلافات، لتجعلها أسباب فرقة وتدابر تذكي أوار الفتنة التي يصطلي لظاها كل من يستظل بمظلة الإسلام.
أسأل الله جل وعلا أن يلطف بهذه الأمة، ويأخذ بيدها إلى سبيل مرضاته، وهو حسبي ونعم الوكيل.
دعوة الإسلام إلى الوحدة:
دعا الإسلام إلى الوحدة دعوته إلى التوحيد، وجعل وحدة هذه الأمة عنواناً لها ورمزاً لمكانتها بين الأمم، إذ هي الأمة التي تضم تحت مظلتها كل أفراد البشر بمختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، وذلك هو قوله سبحانه: {ياأَيهَا النًَّاسُ إنَّا خَلقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وََجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أََكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّه عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(سورة الحجرات، الآية:13)، فالرابط بين كل هؤلاء البشر هو التقوى الذي هو مقياس التفاضل ومعيار التمايز فيما بينهم، وقد أكد هذه المعاني رسول الإسلام محمد، عليه الصلاة والسلام، في خطبته المصيرية في حجة الوداع في قوله: > ألا وإنَّ اللَّه تعالى قد أذهب نخوة الجاهلية وتكبرها، بالآباء، كلكم من آدمَ وآدمَ من تراب، ليس إلا مؤمنٌ تقي أو فاجرٌ شقي وأكرمكم عند الله أتقاكم<.
وقد أوجد اللَّه عزَّ وجلَّ في هذا الدين من الأسباب ما هو كفيل بتحقيق هذه الغاية العظيمة، ونجد مظـاهر ذلك في كل جوانب هذا الدين الحنيف.
ففي الجانب الإيماني نجد وحدة الوجهة، فاللَّّه سبحانه وتعالى واحدٌ لا شريك له، وهو المقصود بالعبادة والدعاء والاستعانة، وهو جلّ وعلا الذي يُعلق به الرجاء ويُدفع به البلاء.
ومن عوامل تقوية هذا الجانب الإيمان بوحدة المصير، وذلك هو الإيمان باليوم الآخر الذي يحشر فيه الأولون والآخرون لتُجزى كل نفس بما تسعى، فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير، وهذا وحده كافٍ لتوجيه النفس الإنسانية الوجهة التي تُسعدها.
وفي جانب العبادات تتجلى مظاهر الوحدة في العديد من شعائر الدين؛ فالصلاة يؤديها المسلم مع الجماعة التي تتميز بإمام للمصلين، في حركات متسقة وصفوف موحدة نحو قبلة واحدة؛ وكذلك الصوم تتوحد في شهر رمضان مشاعر المسلمين التي تتقيد بنظامٍ للصوم والإفطار، أما الحج ففيه من مظاهر الوحدة ما لا يوجد في غيره، ابتداءً من لباس الإحرام الذي يشترك فيه كل الرجال، ومروراً بالمناسك التي يؤديها الحجيج في أبرز صورة لتماسك المجتمع المسلم المتماسك.
وفي الجانب الاجتماعي فالزكاة إحدى العوامل المؤثرة لزيادة روابط الأُخوة ووشائج المحبة بين المسلمين. على أنَّ الإسلام دعا إلى كل ما من شأنه أنْ يوثق عرى الأُخوة ويقوي الصّلات الاجتماعية، فهو الذي دعا إلى برِّ الوالدين وصلة الأرحام والعطف على الأيتام وإيواء المساكين والرفق بابن السبيل واحترام الكبير والتلطف للصغير.
كما نهى عن كل ما يقطع هذه الروابط، ويمزق الشمل، و يثلم جدار الأمة المتماسك، إذ نهى عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، ونهى عن الغَيْبةِ والنميمة والكذب والسعاية والنفاق وسوء الأخلاق، ونهى عن الظلم والتعدي على حقوق الآخرين وحرمانهم، وأمر بالإصلاح بين الناس، والسعي إلى التقريب بين القلوب المتنافرة، وذلك في آيات عديدة وأحاديث كثيرة تبين عظمة هذا الدين وعِظَمِ الرسالة التي أُنيطت بالمسلمين.
إننا لانجد في أُمة من الأُمم من مقومات الوحدة وعوامل التكاتف مانجده في هذه الأمة، فكم يطرق مسامعنا وتقرأ ألستنا: {إنَّ هذه أُمتكم أُمةٌ واحدةٌ} (سورة الأنبياء، من الآية: 92).
وكم نسمع دعوة الحق قائلة: {يَا أَيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تُمُوتُنَّ إلا وَأََنْتُمْ مُسْلِمُونَ،* وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وََاذْكُرُوا نِعْمةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (سورة آل عمران، الآيتان :103-102).
موقف الإسلام من الاختلاف
بداية لابد من القول: إن َّ الاختلاف بين البشر صفة بشرية وطبيعة جبليَّة فيما بينهم، وذلك عائد إلى الاختلاف الملحوظ فيما بين فئات البشر واختلاف بيئاتهم، واختلاف مناهج التفكير وأنماط المعيشة، وتفاوت قدراتهم، وتباين اتجاهاتهم، وتعدد أمزجتهم، وتداخل أهدافهم وتضارب غاياتهم، إلى غير ذلك مما هو سمة لكل الناس مودعة في كل واحدٍ منهم.
ولامراء في أن الاختلاف إنَْ كان لا يؤثر على العلاقات بين الجماعات والأفراد، فهو أمر طبيعي لا يتعارض مع مبادىء هذا الدين، غير أننا نرى وفرة الآيات القرآنية التي تنعى على الاختلاف من مثل قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إلا أُمَّةً وَاحِدةً فاخْتلَفُوا}، (سورة يونس، من الآية: 19)، إذ ذكر نقيضاً للوحدة، ومثل قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلفَ فِيهِ إِلا الْذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْيَاً بَيْنهُمْ} (سورة البقرة، من الآية: 213)، إذ قرن الاختلاف بالبغي، وقولـه تعالـى: {وَلا تكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْ لَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظيِمٌ} (سورة آل عمران، الآية: 105)، فقد توعد اللَّه سبحانه وتعالى بالعذاب الذين تفرقوا واختلفوا في آياتٍ كثيرة من كتابه العزيز.
ونحن إذا تساءلنا: هل هذا الوعيد مُوَجّهٌ إلى كل متخالِفَين؟.
لبيان الجوانب عن هذا السؤال، لا بد أن نعي أنَّ الله جل وعلا جعل مناط الوعيد، فيمن يكون سبباً للاختلاف، وذلك في نحو قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلََّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (سورة مريم، الآية: 37)، وقوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلْذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ} (سورة الزخرف، الآية: 65)، وقوله: {وَلَكِنِ اخْتَلفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ امَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} (سورة البقرة، من الآية: 253)، وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (سورة النحل، من الآية: 93).
يستفاد من هذه الآيات أنَّ الذين ثبتوا على الحق لا ينالهم العذاب، بل ينال الذين كفروا وظلموا وضلوا، ويؤكد هذا المعنى قوله سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النَّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إلا مَنْ رَحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (سورة هود، الآيتان: 119-118).
وهذا يعني أنَّ الاختلاف المذموم هو مخالفة الحق والركون إلى الباطل بشتى صوره، وحينئذ فالاستمساك بالحق هو دعوة القرآن والسبيل القويم للوقاية من عذاب اللّه سبحانه وتعالى.
ولكن : هل كل خلاف هو حق أو باطل؟
إنَّ استيعابنا للحوادث العديدة التي كانت في أيام النبي، عليه الصلاة والسلام، وفي عهود الراشدين ومن بعدهم، مما اختلفت فيه أفهام الصحابة وغيرهم، وتباينت فيه مداركهم من أحكام الشرع، من مثل الاجتهاد في أمر النبي، عليه السلام، أصحابه بصلاة العصر في بني قريظة، فأداها بعضهم هنالك، وعجل بعضهم فصلاها ثم توجه إلى بني قريظة، وعدم إنكاره، عليه السلام، على الفريقين يقودنا إلى أنَّ من الخلاف ما لايؤثر طعناً في الإيمان ولا خروجاً من مقتضاه.
وربطاً بين هذا المعنى وبين الآيات التي تدعو إلى جمع الشمل ورص الصف ورأب الصدع، نوقن بأنَّ الدعوة هاهنا تتوجه إلى عدم تضخيم الخلاف ليكون سببا للفرقة والشحناء والبغضاء، كما نؤمن بأنَّ لدينا من مقومات الوحدة أكثر بكثير من أسباب الفرقة.
وإذا أدركنا ضرورة الاختلاف، بمعنى أنه أمر طبيعي بين البشر، فلا مِراء أنَّ هنالك سبلاً لتلافي الفرقة الناجمة عنه، وأهم ذلك:
.1 الوعي بأسباب الخلاف
.2عدم تضخيم الخلاف وعَدُّ الفرع أصلاً والصوابُ حقاً والخطأ باطلاً.
دواعي الخلاف وأسبابه:
الخلاف الحاصل بين المسلمين ينقسم إلى قسمين:
.1 قسم يُخَطّىء فيه بعضهم بعضاً، وهو بعض المتعلق بأمور العقيدة، وبعض الغيبيات كالوعد والوعيد والأسماء والصفات.
.2 قسم يُعدُ ـ من قبل الجميع ـ خلافاً فرعياً، لايترتب عليه فرقة ولا نزاع ولاهجران ولا أحكام.
والخلاف المندرج تحت القسم الأول هو الذي بعثر الأمة وشتتها وفرقها إلى أحزاب ومذاهب شتى، ولا سبيل إلى تفادي الفرقة من خلاله إلا بما يلي:
أ) الاحتكام إلى الكتاب والسنة بالحوار والمجادلة بالتي هي أحسـن، قـال تـعالـى: {فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنتُمْ تُوْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}(سورة النساء، من الآية: 59)، وقال سبحانه: {وَمَا اخَتَلَفْتُمْ فيه مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه} (سورة الشورى، من الآية: 10).
ب) اعتبار هذه المسائل مما لا تؤثر على الإيمان، ولا مما تقطع الصلة بين المسلم ودينه مادام المتمسك بقوله مستنداً إلى نصٍ شرعي أو متأولاً لدليل.


أسباب الاختلاف:
أولاً: العامل الطبيعي:
ومعناه التباين الذي فطر عليه البشر من حيث تفاوتهم في القدرة على الإدراك والاستيعاب، بما فضل الله به بعضهم على بعض من الفهم والعلم والحفظ وسَعة الاطلاع، وقد يكون لعامل البيئة والمعيشة دورٌ في التأثير على المجتهد في قوة المدارك ونوعية الوعي، وما يترتب على ذلك من الحكم الشرعي الصادر عن المجتهد والفقيه.
ثانياً: الاختلاف في الأدلة الشرعية:
والمراد به أمران، الخلاف في عد الدليل مصدراً شرعياً، والخلاف في المدى الذي يبلغه ذلك الدليل في كونه حجة شرعية.
ولا ريب أنَّ عدداً من الأصول متفقٌ على حجيتها، والخلاف فيها لايعدو في كثير من الأحيان أن يكون خلافاً لفظياً، ولنتناول هذه الأدلة بشيء من التفصيل.
.1 القرآن الكريم:
لاخلاف بين الأمة الإسلامية في عد القرآن الكريم المصدر الأول، في استمداد الأحكام واستيحاء مراد الله سبحانه من الشرائع. ولكن ثمة خلاف فــي الـقراءات الشـــاذة (الآحادية)، هل يجوز أن يعمل بها أو لا يجوز؟ فذهب قوم إلى جواز ذلك تنزيلاً لها منزلة خبر الآحاد في وجوب العمل به، لأنَّ كل منها مروي عن النبي، عليه الصلاة والسلام، بينما لم يرتضِ ذلك قوم آخرون.
.2 السنة النبوية:
ليس في الأُمة الإسلامية من ينكر السنة أو ينكر كونها مصدراً تشريعياً، بمعنى أنَّ إنكارها يعد طعناً في الدين، ومنكرها مرتد عن الدين الإسلامي خارج عن هذه الحظيرة المباركة.
والخلاف من قبل السنة النبوية حاصل من أمور:
عدم بلوغ الحديث صاحب الرأي المخالف، فإنَّ الإحاطة بحديث رسول اللهعليه الصلاة والسلام لم تكن لأحد قط، وقد يكون اجتهاد المجتهد حينئذ موافقاً للحديث أو مخالفاً له، وأمثال ذلك أيام الصحابة رضوان اللَّه عليهم كثير، منها: أن َّ أبا بكر الصديق لما سئل عن ميراث الجدة، قال : ما أعلم لكِ في كتاب الله شيئاً، ولا أعلم لك في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام من شيء، حتى أسأل الناس، فسأل، فقال المغيرة: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام جعل لها السدس، فقال: من يشهد معك؟ فقام محمد بن مسلمة: فقال مثل ذلك.
أن يكون الحديث قد بلغه بطريق لم تثبت عنده سواءٌ كان ذلك بسبب ضعف راويه أو انقطاع فيه أو لشذوذ أو وجود علة قادحة، وقد يكون للحديث طريقٌ أخرى صحيحة.
أن يكون قد نسي الحديث الذي صح عنده فأفتى بخلافه ، مثل الحديث المشهور عن عمر، رضي الله عنه، أن رجلاًٍ أتاه، فقال : إني أجنبت فلم أجد ماء، فقال: لا تُصَلّ، فقال له عمار بن ياسر : يا أمير المؤمنين، إني وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعَّكْتُ في التراب، وصليت، فقال النبيعليه الصلاة والسلام: >إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك<، فقال عمر: اتق الله ياعمَّار، قال إن شئتَ لم أحدث به، قال عمر: نُولِيك ماتولّيتَ.
.3 الإجماع:
واختلفوا في الإجماع، فقيل:
هو "اتفاق مجتهدي الأمة على حكم في عصر"
وقيل: هو إجماع الصحابة فحسب.
وعَد بعضهم إجماع الخلفاء الأربعة حجة، وبعضهم إجماع الشيخين، وعد الإمام مالك إجماع أهل المدينة، وعدَّ الشيعة إجماع أهل البيت.
والجمهور على الأول. وخالف النظام في الاحتجاج به بهذا الاعتبار، أيضاً، ونسب ذلك إلى الخوارج، على أنَّ من الذين أنكروا حجيته إنما أنكروا إمكان حصوله، فلذا عدوا ما حصل من الإجماع غير حجة.
وأكثر الخلاف في الإجماع السكوتي، لما يعتربه من احتمالات عدة في تصريح كل المجتمعين بأقوالهم.
.4 القياس:
وهو "حمل مجهول الحكم على معلوم الحكم بجامع بينهما". والخلاف حاصل في كونه دليلاً شرعياً، فقد ذهب الجمهور إلى أنه حجة شرعية محتجين بنحو قوله عليه الصلاة والسلام في حديث المرأة الخثعمية التي جاءته، فقالت: يارسول الله، إنَّ فريضة الله على العباد في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لايستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحجّ عنه، قال: "أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيتيه عنه أكنت قاضية عنه؟ قالت: نعم، قال: "فذاكِ ذاكِ".
بينما أنكر القياس ابن حزم والشيعة الإمامية.
ومما جرى الخلاف فيه علة الربا، إذ اختلفوا فيما يجري فيه الربا إلى أقوال نظراً إلى الخلاف في العلة المأخوذة من قوله، عليه السلام، في حديث عبادة بن الصامت: "لاتبيعوا الذهب بالذهب ولا الفضة بالفضة ولا البر بالبر ولا الشعير بالشعير ولا الملح بالملح إلا مثلاً بمثل يداً بيد سواء بسواء عيناً بعين".
بينما حصر ابن حزم ـ مثلاً ـ الربا في الأصناف التي نص عليها الحديث.
.5 الاستحسان :
وله تعريفات، منها:
ـ أنه "دليل ينقدح في ذهن العالم تقصر عن إظهاره عبارته".
ـ أنه"عدول من الدليل إلى العادة".
ـ وقيل هو "العدول عن قياس أوهو إلى قياس أقوى".
وقد اختلفوا في عَدِهِ دليلاً شرعياً، وممن اشتُهر بأفكار الاحتجاج به الشافعية.
.6 الاستصحاب:
وهو "عبارة عن إبقاء ما كان على أصوله التي كان عليها من وجود أو عدم أو نحو ذلك ما لم يرد دليل ينقله من حكم أصله إلى حكم آخر".
وقد اختلفوا في كونه ـ بهذا الاعتبارـ دليلاً يستفاد منه حكم الأصل، وقيل: هو حجة في الدفع به عما ثبت له دون الرفع به عما ثبت، بمعنى أنه حجة في بقاء ما كان على حاله الأول من غير أن يزاد حكم آخر، مثال ذلك استصحاب حياة المفقود دافعة لغيره من أخذ ماله بسبيل الإرث فماله لا يورث لاستصحاب حياته قبل الأجل، وهو مع ذلك لايكون وارثا ًمن غيره عند صاحب هذا القول للشك في حياته، وشرط أخذ الميراث تيقن حياة الوارث بعد موت الموروث، فحصة المفقود على هذا موقوفة حتى يتحقق موته أو حياته بعد موت موروثه(2).
وممن أنكره جمهور الحنفية والمعتزلة.
.7 الاستقراء
وهو عبارة عن تتبع أفراد الجنس في حكم من الأحكام، فإذا وجدنا ذلك الحكم في جميع أفراد ذلك الجنس قطعنا بأن حكم ذلك الجنس كذا .
وينقسم إلى تام (كامل) وناقص.
فأما التام فهو إثبات الحكم في جزئي بعد ثبوته في كلي، أو هو أن يتتبع المستدل جميع أفراد ذلك الجنس حتى لا يبقى من أفراده إلا الصورة التي طلب معرفة حكمها فيحكم بأ حكم تلك الصورة حكم بقية أفراد الجنس.
وأما الناقص فهو إثبات الحكم في كلي لثبوته في أكثر جزئياته، أو هو أن يتتبع المستدل غالب أفراد الشيء، فإذا وجدناها متفقة في حكم أجري ذلك الحكم في جميع الأفراد، ويسمى هذا النوع إلحاق الأفراد بالأعم والأغلب.
أما الأول فقد اختلف فيه فقيل قطعي وقيل ظني، واتفقوا على ظنية الثاني.
.8 الأصل في الأشياء
قيل الإباحة وقيل الحظر وقيل بالتوقف .
واختلفوا فيها بعد ورود الشرع، فقيل: الأصل الحل، وقيل: الحرمة، وقيل: الأصل في المنافع الحل والأصل في المضار الحرمة، ومن أمثلة ذلك الخلاف في الاستظلال بجدار الغير والاقتباس من ناره.
.9 المصلحة المرسلة (المرسل المناسب).
وهي ما لم يدل دليل على اعتباره ولا على إلغائه .
وقد اختلفوا فيها إلى ثلاثة أقوال:
l أنها حجة مطلقاً، وأكثر من اعتنى بها المالكية والإباضية.
l أنها غير معتبرة مطلقاً.
l أنها معتبرة بشروط، وهي أن المصلحة ضرورية لاحاجية، قطعية لاظنية، كلية لا جزئية. فالضرورية هي إحدى الضروريات الخمس: حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسب. والقطعية هي التي يجزم بحصول المنفعة فيها.
والكلية هي التي تكون موجبة لفائدة تعم جميع المسلمين.
ومن الأمثلة على ذلك مسألة الزنديق إذا تاب، فهل تقبل توبته لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: >أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله<، أم يقتل لأن المصلحة في قتله لكف شره.
واختلفوا في خبر الآحاد هل يوجب الاعتقاد، فالجمهور على أنه لا يفيد إلا الظن .
واختلفوا في زيادة الثقة، فقلبها قوم وردها آخرون، وذلك نحو حديث فرض رسول الله عليه الصلاة والسلام زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.
فقد حكم علماء الحديث على زيادة "من المسلمين" بتفرد الإمام مالك بروايتها، وقد عدها قوم من قبيل زيادة الثقة المقبولة، بينما جعلها آخرون من الشذوذ المردود.
.2 دلالة العام وتخصيصه
ويعرف العام بأنه "لفظ دل دفعة على ما لم يكن منحصراً".
والخاص: "مادل على معنى مفرد".
والتخصيص "إخراج بعض ما يتناوله لفظ العموم بدليل مخرج له عن دخوله تحت تناوله".
وقد اختلفوا في دلالة العام، فقال الجمهور إنها ظنية، وقال الحنفية دلالته قطعية، وتظهر ثمرة هذا الخلاف في مسألة تخصيص العام.
قال الجمهور بأن الخاص يقضي على العام سواء تقدم أو تأخر أو قارنه، أما الحنفية فقالوا: يخصصه إذا تأخر الخاص عن العام، أما إذا تقدم الخاص فإن العام يقضي عليه أي ينسخه ، ومن ذلك حديث: " فيما سقت السماء والعيون العشر، وما سقي بالدوالي والغرب نصف العشر، مخصص عند الجمهور بحديث: " وليس فيما دون خمسة أو سق صدقة، أما الحنفية، فقد قام الدليل عندهم على تقدم الحديث الثاني الخاص فنُسخ بالحديث الأول.
ومما انبنى عليه، هل يخصص العام بالحديث الآحاد ؟
من ذلك مسألة من التجأ إلى الحرم، وهو مباح الدم بردَّة أو زناً أو قصاص أو قطع طريق، قال تعالى:{وَمَنْ دَخَلَهُ كََانَ آمِناً} (سورة آل عمران، من الآية:97)، أجاز الشافعية قتله لقوله عليه الصلاة والسلام: >الحرم لا يعيذ عاصياً ولافاراً بدم ولافارا ًًبِخَرْبةِ< ، ولأنه عليه الصلاة والسلام أمر بقتل ابن أخطل وقد وجدوه في فتح مكة متعلقاً بأستار الكعبة .
بينما لايقتل عند الحنفية، ولا يؤذى ليخرج، ولكن لا يطعم ولايسقى ولا يجالس ولايبايع حتى يضطر إلى الخروج فيقتل خارج الحرم .
.3 حمل المطلق على المقيد
ـ المطلق هو: > مادل بالشيوع في جنسه<.
والمقيد >ما خرج من الشيوع بقيد<: .
ولهما أربع حالات:
الأولى : أن يتفقا حكماً وسببا ً، وفي هذه الحال يحمل المطلق على المقيد اتفاقاً.
الثانية: أن يختلفا حكماً وسبباً، وهنا لا يحمل المطلق على المقيد اتفاقاً.
الثالثة: أن يتفق الحكم ويختلف السبب.
الرابعة: أن يختلف الحكم ويختلف السبب.
وفي هاتين الحالتين اختلف العلماء على أقوال:
يحمل المطلق على المقيد مطلقاً، وقيل لا يحمل مطلقاً، وقيل: يحمل إن كان بينهما جامع. فمثالهما إذا اتفق حكمهما واختلف سببهما قوله تعالى في كفارة الظِّهار: {والذين يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتََمَآسَّا} (سورة المجادلة، من الآية: 3). وقوله تعالى في كفارة القتل: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنََةٍ} (سورة النساء، من الآية: 92). فالرقبة في كفارة الظهار مطلقة، وفي كفارة القتل الخطإ مقيدة بالإيمان، وقد جرى الخلاف فيهما، والجامع بناء عند أصحاب القول الثالث هو حرمة سببهما أي الظّهار والقتل.
ومثالهما إذا اختلف حكمهما واتحد سببهما: إطلاق الأيدي في قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيّدِيكُمْ مِنْهُ} (سورة المائدة، من الآية:6)، مع تقييدها بالمرافق في آية الوضوء، فإن السبب في التيمم والوضوء واحد، هو رفع الحدث واستباحة الصلاة وحكمهما مختلف، والخلاف هاهنا جار على ما تقدم، وأما من حمل المطلق على المقيد هنا بجامع، فهو عندهم اشتراكهما أي الوضوء والتيمم في السبب.
رابعاً : الخلاف من قبل اللغة:
وذلك مثل الخلاف في دلالة المشترك على معانيه، وتردد المعنى بين الحقيقة والمجاز، وحكم الشرط والغاية والوصف وحكم الاستثناء وحروف المعاني ونحوها.
خامساً : توهم الخلاف فيما لا خلاف فيه:
وقد جمع الإمام الشاطبي من ذلك عشرة أوجه، قال: >هذه عشرة أسباب لعدم الاعتداد بالخلاف، يجب أن تكون على بال من المجتهد، يقيس عليها ما سواها، فلا يتساهل فيؤدي ذلك إلى مخالفة الإجماع< (2).
والأسباب هي:
.1 أن يذكر في التفسير عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك شيء أو عن أحد من أصحابه أو غيرهم، ويكون ذلك المنقول بعض ما يشمله اللفظ ثم يذكر غير ذلك القائل أشياء أُخَر، في مما يشمله اللفظ، أيضاًً، فينصهما المفسرون على نصهما فيظن أنه خلاف، كما نقلوا في المَنْ أنه خبز رقاق، وقيل: زنجبيل: وقيل: الترنجبين، وقيل: شراب مزجوه بالماء، فهذا كله يشمله اللفظ<.
.2 أن يذكر في النقل أشياء تتفق في المعنى بحيث ترجع إلى معنًى واحدٍ، فيكون التفسير فيها على قول واحد، يوهم نقلها على اختلاف اللفظ أنه اختلاف محقق، كما قالوا في السلوى: أنه طير يشبه السمان، وقيل: طير أحمر ذو صفة معينة وقيل: طير بالهند أكبر من العصفور<
.3 أن يذكر أحد الأقوال على تفسير اللغة، ويذكر الآخر على التفسير المعنوي، وفرق بين تقرير الإعراب وتفسير المعنى، وهما معاً يرجعان إلى حكم واحد، لأن النظر اللغوي راجع إلى تقرير أصل الوضع، والآخر إلى تقرير المعنى في الاستعمال، كما قالوا في قوله تعالى :{ومتاعاً للمُقْوين}، أي المسافرين، وقيل: النازلين بالأرض القواء وهي القفر<.
.4 أن لا يتوارد الخلاف على محل واحد . وهو عائد إلى إبهام الموضع المختلف فيه وعدم تحديد محل النزاع الذي يدور الخلاف حوله، وهذا واضح جداً في عدد من القضايا سواء كان الخلاف فيها خلافاً فرعياً، أو كان الخلاف فيها داعياً إلى فرقة وتمزق، ومن أمثلة ذلك مسألة خلق القرآن التي أحدثت شرخاً كبيراً في جدار الأمة الإسلامية وأثرت تأثيراً بالغاً في قضايا تجريح الرواة وقبول الحديث، وبدَّعَتْ عدد من الفرق غيرها، وتخاصم العلماء الكثيرون بسببها، فكم ترى اتهام القائلين بخلق القرآن بالجهمية، واتهام القائلين بعدم الخلق بمثل ذلك، بل هناك من يقدح فيمن يقول بكلا القولين، وهناك من أبى القول فيها رأساً.
ونحن إذا نظرنا إليها من زواياها نجد أن من العلماء من آثر السكوت وعدم الخوض فيها درءاً للفتنة، على أن من خطَّأ من قال فيها بقول كان للسبب ذاته.
وأما حقيقة المسألة فلها نظرتان.
الأولى: القرآن الذي هو الكلام النفسي، أهو علم اللَّه، فمن قال بقدم القرآن، نظر إلى هذا المعنى.
الثانية: القرآن المتلو بالألسن الملحوظ بالأعين، فمن قال بحدوثه نظر إلى هذا الاعتبار.
ولاخلاف بين الفريقين في تصويب هاتين النظرتين.
ومما يدخل هذا المجال ما يقال عن المعتزلة من تقديمهم العقل على الشرع عوداًً إلى قاعدة التقبيح والتحسين العقليين.
وبالرغم من أن المعتزلة يولون العقل عناية فائقة، إلا أن القول بتقديمهم العقل على الشرع فيه نظر، يقول السبكي : > واعلم أن المعتزلة لاينكرون أن اللَّه هو الشارع للأحكام، وإنما يقولون: إن العقل يدرك أن اللَّه شرَّع أحكام الأفعال بحسب ما يظهر من مصالحها ومفاسدها، فهي طريق عندهم إلى العلم بالحكم الشرعي... ومعناه أن الحسن والقبح لا يُدْرَ كانِ بالعقل عندنا فلا يحترز عنهما، وأما عند المعتزلة فيدركان بالعقل، وهما حكمان عقليان يحترز عنهما، وليس العلم بها فقهاً، والحكم الشرعي تابع لهما على رأي المعتزلة لا عينهما، فما كان حسناً جوزه الشرع، وما كان قبيحاً منعه، فصار عند المعتزلة حكمان: أحدهما عقلي والآخر شرعي تابع له<.
ومن أمثلة ذلك نسبة إنكار الاستحسان إلى الإمام الشافعي قال البدخشي: "والظاهر أن مراده إثبات الحكم بالتشهي، من غير دليل شرعي، ثم النزاع ليس في التلفظ لوروده في القرآن، قال تعالى: {فيتبعون أحسنه} (سورة الزمر، من الآية: 18). وفي الحديث > مارآه المؤمنون حسناًً فهو عند اللَّه حسن<، وفي لفظ الشافعي بعينه فإنه قال في باب الشفعة: أستحسن أن تثبت الشفعة للشفيع بثلاثة أيام، وفي باب المتعة: استحسن أن يكون ثلاثين درهماً، وفي الكاتب استحسن أن يترك عليه شيء، فالنزاع بحسب المعنى.
ومن ذلك فيما يلتقي بالمصلحة المرسلة قول الإمام الغزالي : "وإذا فسرنا المصلحة بالمحافظة على مقصود الشرع فلا وجه للخلاف فيها، بل نقطع بكونها حجة، وحيث جاء خلاف فهو عند تعارض مصلحتين ومقصودين، وعند ذلك يرجح الأقوى".
ومن ذلك، أيضاًً، ما قاله الزركشي بعد أن ذكر خلاف الشافعية والمالكية من سد الذرائع، وبعض أدلة الفريقين: "وإنما قلنا إن هذه الأدلة لاتفيد في محل النزاع، لأنها تدل على اعتبار سد الذرائع في الجملة، وإنما النزاع في ذريعة خاصة هي بيوع الآجال ونحوها، فينبغي أن تذكر أدلة خاصة بمحل النزاع".
ويقول الشاطبي: "فقد ظهر أن قاعدة الذرائع متفق على اعتبارها في الجملة، وإنما الخلاف في أمر آخر". وهناك كثير من المسائل محتاجة إلى تحرير محل النزاع فيها ليتأتى التسليم بوجود الخلاف فيها.
.5 الاختلاف العائد إلى تغير الاجتهاد، لأن القول الثاني ناسخ للأول..
.6 "أن يقع الاختلاف في العمل لا في الحكم، كاختلاف القراء في وجوه القراءات، فإنهم لم يقرأوا بما قرأوا به على إنكار غيره، بل إلى إجازته والإقرار بصحته، وإنما وقع الخلاف بينهم في الاختيارات، ليس في الحقيقة باختلاف، فإن المرويات على الصحة منها لا يختلفون فيها".
.7 " أن يقع تفسير الآية أو الحديث من المفسر الواحد على أوجه من الاحتمالات، وينبني على كل احتمال ما يليق به من غير أن يذكر خلافاً في الترجيح، بل على توسيع المعاني خاصة".
.8 " أن يقع الخلاف في تأويل المعنى الواحد، فيحمله قوم على المجاز مثلاً، وقوم على الحقيقة، والمطـلوب أمر واحد، كما يقع لأرباب التفسير كثيراً في نحو قوله تعالى: {وتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ} (سورة آل عمران، من الآية: 27) فمنهم من يحمل الحياة والموت على حقائقهما، ومنهم من يحملهما على المجاز، ولافرق في تحصيل المعنى بينهما".
.9 أن يقع الخلاف في التأويل، وصرف الظاهر عن مقتضاه إلى مادل عليه الدليل الخارجي، فإن مقصود كل متأول الصرف عن ظاهر اللفظ إلى وجه يتلاقى مع الدليل الموجب للتأويل، وجميع التأويلات في ذلك سواء، فلا خلاف في المعنى المراد، وكثيراً ما يقع هذا في الظواهر الموهمة للتشبيه".
.10 " الخلاف في مجرد التعبير عن المعنى المقصود، وهو متحد، كما اختلفوا في الخبر: هل هو منقسم إلى صدق وكذب؟ أم ثم قسم ثالث ليس بصدق ولا كذب؟ فهذا خلاف في عبارة، والمعنى متفق عليه".
هذا، وما تقدم من الأسباب لاتوقِعُ في الأمة خلافاً حقيقياًً، ولاتعدو كونها وجهات نظر وآراء تعبر عن أفهام مختلفة، لأن المقصود من الأقوال المتعددة التعبير عن الحكم الإلهي بحسب نظر كل مجتهد، يقول الإمام الشاطبي: ومن هنا يظهر وجه الموالاة والتحاب فيما بين المختلفين في مسائل الاجتهاد، حتى لم يصيروا شيعاًً ولاتفرقوا فرقاً، لأنهم مجتمعون على طلب قصد الشارع، فاختلاف الطرق غير مؤثر. كما لا اختلاف بين المتعبدين لله والعبادات المختلفة، كرجل تُقرّبه الصلاة، وآخر يُقرّبه الصيام، وآخر تُقرّبه الصدقة، إلى غير ذلك من العبادات. فهم متفقون في أصل التوجه إلى الله المعبود، وإن اختلفوا في أصناف التوجه. فكذلك المجتهدون لما كان قصدهم إصابة مقصد الشارع صارت كلمتهم واحدة، وقولهم واحداً .
وهناك أسباب أخرى للاختلاف تتجاوز الخلاف العلمي النظري إلى الخلاف الواقعي العملي، الذي هو بتعبير أدق، الفرقة التي نهى الله، تبارك وتعالى، عنها في قوله: {وَلا تََكُونُوا كالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيَّنَاتُ وَأُوْلََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ عَظِيمٌ} (سورة آل عمران، الآية:105).
وفي قوله: {إنَّ الََّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعَاً لَسْتَ مِنْهُمُ فِي شَيْء} (سورة الأنعام، من الآية: 159).
ويمكن حصر الأسباب التي من هذا القبيل في أمور:
العامل النفسي:
ويتجلى أثره في التعصب:
سواء كان التعصب لرأي معين أو مذهب، وليس المراد به قوة الاستمساك بالمذهب ولا بمبادئه، لأن ذلك أمر مفترض في أتباع كل مذهب، وهو المسوغ لبقاء كل واحد على مذهبه، بل القصد منه رفض الطرف الآخر وإلغاؤه وضيق العَطَنِ عن تقبل الرأي الآخر.
ومن آثار التعصب تضخيم الخلاف وعد الصواب حقاً والخطأ باطلاً، وهذا السبب من أقوى العوامل في تمزيق الأمة الإسلامية شرقاًً وغرباً، وأمضاها في تذليل السبل للاستعمار، لكي يَنْصُبََ أشراكه وحبائِلَهُ لأفراد هذه الأمة، وما بلغت الأمة هذا المبلغ من التشرذم إلا لعدم رص الصف الذي انبثق من التعصب للمذاهب، وفتاوى التكفير والتضليل والتفسيق والتبديع.
والتعصب عائد إلى أمور، منها:
اتباع الهوى الذي نعى اللَّه سبحانه وتعالى على الواقعين في أو حاله، فقال: {إنْ يَتَّبِعُونَ إلا الظَّنََّ وَمَا تَهْوَى الْأَنُفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِِّهِمْ الّهُدَى} (سورة النجم، من الآية: 23).
وكما قص اللَّه عز وجل نبأ الذي آتاه آياته، فانسلخ منها بقوله سبحانه: {وَلَوْ شِئنََا لَرَفَْْعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الْأََرْضِ وَاتَََّبَعَ هََوَاهُ} (سورة الأعراف، من الآية: 176).
يقول الإمام الشاطبي: وبهذا يظهر أن الخلاف ـ الذي هو في الحقيقة خلاف ـ ناشىء عن الهوى المُضِل، لا عن تحري قصد الشارع باتباع الأدلة على الجملة والتفصيل. وهو الصادر عن أهل الأهواء، وإذا دخل الهوى أدى إلى اتباع المتشابه حرصاًً على الغلبة والظهور بإقامة العذر في الخلاف، وأدى إلى الفرقة والتقاطع والعداوة والبغضاء، لاختلاف الأهواء وعدم اتفاقها. وإنما جاء الشرع بحسب مادة الهوى بإطلاق، وإذا صار الهوى بعض مقدمات الدليل لم ينتج إلا ما فيه اتباع الهوى، وذلك مخالفة الشرع ليست من الشرع في شيء. فاتباع الهوى من حيث يظن أنه اتباع للشرع ضلال في الشرع، ولذلك سميت البدع ضلالات، وجاء أن كل بدعة ضلالة، لأن صاحبها مخطىء من حيث توهم أنه مصيب ".
الجهل بوجود الخلاف
قد يكون عدم العلم بوجود الخلاف أحد العوامل الداعية إلى التعصب، وذلك عائد إلى حسبان ما يتبناه المرء من أقوال وآراء، مما اجتمعت عليه الأمة، فيعتقد أن الرأي المخالف والحال هذه قد خرق الإجماع، وهذا يدعوه إلى التشنيع عليه.
الجهل بما يجوز فيه الاختلاف.
وهكذا كسابقه، فقد يحسب البعض شيئا ًمن مسائل الرأي مسائل دين لايجوز الخلاف فيها، وهذا ما نلحظه من اشتداد معركة الاختلاف في مسائل عذر النبي عليه الصلاة والسلام من اختلف فيها هو أعظم منها بكثير.
العامل السياسي

وهو دخول السياسة في الخلافات الفرعية، لتضفي عليها منطق القوة حتى يكون دليلاً آخر على صحة القول. وخير مثال لذلك ما حدث أيام المأمون عندما تبنى رأي المعتزلة بالقول بخلق القرآن، وأرغم العلماء على متابعته في ذلك، وقد أدى ذلك إلى مقابلة ذلك القول بنظيره من الأحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:53 am

حرية الرأي في الإسلام ج 2

د. عثمان بطيخ
النصوص التأسيسية لنظرية الحرية:
فمن القرآن نجد الآيات تدل على أن الإنسان حرّ في عمله، وفيما يختار، كما في قوله تعالى: {وهديناه النجدين* فلا اقتحم العقبة}. (سورة البلد، الآيتان: 10 و 11).
{فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن}. (سورة الكهف ، الآية: 30).
{إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. (سورة الرعد، الآية: 11).
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولهُ والمؤمنون}. (سورةالتوبة، من الآية: 105).
{لا إكراه في الدّين}. (سورة البقرة، من الآية: 256). {وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} (سورة إبراهيم، الآية: 7) {ولو شاء اللّه ما فعلوه} (سورة الأنعام، الآية: 137).
كما وردت آيات متعدّدة تنصّ على أن للإنسان إرادة قادر بها على التصرّف، كما في قول شعيب: {إن أريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ} . (سورة هود، من الآية: 88).
وقوله تعالى حكاية عن هابيل وقابيل: {إني أريد أن تبوءَ بإثمي وإثمك}. (سورة المائدة، من الآية: 29 ) فهو مستطيع أن يرد الفعل ويدفع عن نفسه تسلّط أخيه قابيل، لكنّه آثر السلامة، وأراد الخير، فامتنع بإرادته عن الشرّ.
وقول شُعََيْبٍ لموسى، عليه السلام: {وما أريد أن أشق عليك} (سورة القصص، من الآية: 27).
وقول نوح لقومه: {ولا ينفعكم نُصحي إن أردتُ أن أنصح لكم إنْ كان اللّهُ يريدُ أن يغويَكُم هو ربّكم وإليه ترجعون}. (سورة هود، الآية: 34).
{من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها ولاتزر وازرةٌ وِزْرَ أخرى وما كنا معذبين حتى نبعثَ رسولاً}. (سورة الإسراء، الآية: 16).
وهكذا نلاحظ كيف أن ثنائية الجبر والاختيار واضحة والعلاقة بينهما قائمة، فهناك إرادتان إرادة من البشر، وهي تدل على أنه حر في اختيار وجهته خيراً أوشراً تقابلها إرادة اللّه تعالى: وأن إرادة البشر جزئية، وهي دون إرادة اللّه العليا، وهي كلمته التي هي القول الفصل فيما اختلف فيه البشر، لذلك كانت هي الغالبة لأنها كلية وكاملة.
كما أن للإنسان كسباً، قال تعالى : { ليجزيَ اللّه كلَّ نفس ما كسبت إن اللّه سريع الحساب}. (سورة إبراهيم، الآية: 51). {ولاتعزموا عقدةَ النكاحِ حتى يبلغَ الكتابُ أجلَهُ}. (سورة البقرة، الآية: 235).
وترتب عن الاختيار مسؤولية الإنسان فيما اختاره، قال تعالى: {وقفوهُم إنهم مسؤولون}. (سورة الصافات، الآية:24) و{فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنْسٌ ولاجان}. (سورةالرحمن، الآية: 40) {ليجزيَ اللّهُ كلّ نفس ما كسبت وأن اللّه سريع الحساب}. (سورة إبراهيم ، الآية: 52).
{ولتسئلن عمّا كنتم تعملون}. (سورة النحل، الآىة: 94).
{فلنسألنَّ الّذين أُرسلَ إليهم ولنسألنَّ المُرسلين}. (سورة الأعراف، الآية: 5).
فالمؤاخذة والجزاء بعد السؤال لايقتصران على الآخرة فقط، وإنما يسأل الإنسان في الدنيا، ويتحمّل تبعات عمله فيها قبل الآخرة.
{مََنْ عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينَّهُ حياةً طيبةً ولنجزيَّنهم أجرهُم بأحسنِ ماكانوا يعملون}. (سورة النحل، الآية: 97).
وقال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلكَ قريةً أمرنا متر فيها ففسقوا فيها فحق عليها القولُ فدمرناها تدميراً }. (سورة الإسراء، الآية: 16).

حدود الحرية في الإسلام:
وهنا يتساءل المرء هل الحرية التي بَشَّربها الإسلام، وفَهِمَها منْ فَهم أبعادها وأغوارها من المسلمين، أو من جاء بعدهم من فلاسفة النهضة الغربية، وما أطلق عليه بعصر التنوير، هل هي مطلقة أم محدودة؟
لقد لخّص ذلك ببراعة العلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه أصول النظام الاجتماعي بما مفاده: (الحرية حق للبشر على الجملة، لأن اللّه تعالى خلق للإنسان العقل والإرادة، وأودع فيه القدرة على العمل، فقد أكنّ فيه حقيقة الحرّية وخوََّله استخدامها بالإذن التكويني المستقرّ في الخلقة).
إذن فالحرية في نظر الشيخ حق لاهبة ولامنحة، وهي حق طبيعي فطري من مستلزمات الحياة البشرية كالهواء والغذاء والماء لاتستقيم الحياة ولاتكون بدونها خلقها اللّه في الإنسان كغريزة أصيلة في تكوينه، والناس في ذلك سواء. ويرى الشيخ أن هذه الحرية بما أنها أصيلة وفطرية تبقى مطلقة يمارسها الإنسان في حدود استطاعته بدون منازع ولا مشاغب سالمة من المعارض، فيستوفي الإنسان بمقتضاها مايريد، كالّذي يقيم منفرداً في مكان خالٍ إلا إذا تكاثر الناس، وتعارضت مصالحهم وتضايقوا في ذلك لزم الحدّ من هذه الحرية إما تلقائياً أو جبراً من طرف المجموعة البشرية ككل حتى تنتظم معيشة الجميع، وحتى لايؤدي تعارض الحريات إلى التنافر والتنازع، يقول في ذلك: ( ولما كان أفراد البشر سواء في هذا الإذن التكويني كل على حسب استطاعته، كان إذا توارد عدد من الناس على عمل يبتغونه ولم يضايق عمل أحدهم مراد غيره بقيت حرية كل واحد خالصة سالمة عن المعارض فاستوفى ما يريد، كالذي يقيم منفرداً في مكان، ولكن إذا تساكن الناس وتعاشروا وتعاملوا طرأ بينهم تزاحم الرغبات، فلم يكن لأحدهم بدّ من أن يقصر في استعمال حريته رعياً لمقتضيات حرية الغير إما بدواعي الإنصاف من نفسه، وإما بتقدّم غيره إليه ـ برغبة أو رهبة ـ بأن يكفّ من بعض عمل يريده، لاجرم نشأ في المجتمع البشري شعور بدواعي التقصير من الحرية، ومن شأن ذلك الشعور أن يحدث في تطبيقه حق التطبيق تنازع وتغالب وتهارج).
ولعلّ هذا في نظري شكل من أشكال ثنائية الجبر والاختيار التي جاء بها القرآن الكريم، وقام حولها الجدل واضطربت فيها الآراء قديماً وحديثاً.
ثم يمضي الشيخ مبيناً كيفية الخروج من هذا الارتباك، الذي يحصل في المجتمعات عندما تتعارض الحريات الخاصة، وتتباين المفاهيم، ويحدث التنازع والتهارج، فمن ينظم للناس حريتهم، ويحدد حدودها ومجالاتها حتى يعود الأمن والوئام بين أفراد الجنس البشري، وتستمرّ الحياة هادئة مطمئنة ليواصل الإنسان دوره في هذه الكون ويمارس حريته دون كدر، وفي كنف العدل والمساواة.
يقرر في هذه الحالة أن للحرية حدودا ًًلاتتجاوز، ويرى أن الذي يحدّد هذه الحدود هو شرع اللّه عن طريق الأنبياء والمرسلين، وعن طريق الحكماء، فالشرائع والقوانين هي التي تحمل الناس على الانتظام وتكفهم عن التخاصم والتصادم، مراعاة لما هو مصلحة عامة مع حفظ مصالح الأفراد، ويمكن أن يحدد الإنسان من حريته تلقائياً بما يقوم به من معاملات وتصرّفات تنشأ عنها التزامات وتعهّدات يوفي بها تلقائياًً.
يقول في ذلك : (إن قصور التفكير والغرور وجهالة المفكر بعواقب عمله تقتضي أن للحرية حدود ألاَّ يتجاوزونها في الاسترسال على الأعمال، إن لم يكن فيها منازع بله متى نازع غيره أو غلبه).
فقيض الله للناس مرشدين من رسل بشرائع وأنبياء بمواعظ وحكماء بنصائح ليكبتوا من غلواء الناس في تهافتهم على ابتغاء مايصبون إليه، تجنباًً لما ينطوي عليه من الأضرار، فسنوا لهم الشرائع والقوانين والنظم، وحملوهم على اتباعها ليهنأ عيشهم فطرأت من ذلك الشرائع والعوائد والآداب والأخلاق، وصارت الحريات محدودة بحسب الجمع بين مصالح الجماعات، بأن لايلحق المتصرّف بتصرّفه ضرّا بغيره، وأن لايعود تصرّفه عليه بوخامة العقبى)، وهي فيما يجاوز ذلك باقية حقاً لكل واحد لايُكَبّلُه عن تصرّفه فيه غاصب ولا متطاول)(1) ويقول: (وكثير ما تحدّد الحرية باختيار صاحبها بما يلتزم به من الالتزامات والعقود والعهود ونحوها مما يلجئه إلى تقييد حرية أقواله أو أعماله، أو كبت حرية تفكيره وإخفائه على حسب التزامه، وبمقدار وفرة الحقوق التي يلتزم أحد القيام بها يشتدّ تضايق حرية الملتزم).
هكذا يقرّر الشيخ، كما أن الحرية هي حقيقة فطرية، فكذلك حدودها وقيودها طبيعية لتصير من تقاليد البشر وآدابهم وأخلاقهم.
ومن جهة أخرى يرى أن أشدّ الناس قيداً لحرياتهم هم أكثر الناس حقوقاً، وأكثرهم التزامات في المجتمع.
من خلال هذا الفصل الذي كتبه الشيخ يتبيّن لنا منهجه وفكره الاجتماعي، الذي هو امتداد لفكر ابن خلدون وابن رشد من قبله، ولمفكري الإسلام كابن أبي الضياف المؤرخ التونسي صاحب (إتحاف أهل الزمان)، الذين تناولوا هذا الموضوع بإطناب، واستطاع بثاقب رأيه ودقة ملاحظته لحركة الشعوب ولتاريخ الإنسانية أن يعبر عن واقعها بوضوح تام، وأن يشرح مفهوم الحرية وحدودها فكان عمله إضافة جديرة بالتنويه والاهتمام، والكشف عن خفايا وأغوار تفكير هذا العلامة الإسلامي المعاصر.

الحرية في عقول مفكري الإسلام.
ونحن إذا رجعنا إلى مكتبة علماء الإسلام، وبخاصة المبدعين منهم، نلحظ أن الحرية سائدة في كتاباتهم، وهي فطرية مودعة في الإنسان مادام يفكر ويمتاز عن سائر المخلوقات بالعقل والإرادة والعمل.
ولورجعنا مثلاًً إلى ابن خلدون نقرأ ما كتبه في مقدمته عن العمران البشري وتصنيفه للعلوم وحركة المجتمعات نكتشف فكرة الحرية سائدة، وإن لم يصرح بها علناً فكتاباته وأفكاره تشير إليها ضمنياً، فهو مثلاً يقول في الفصل الأول من حديثه عن العلوم: (وذلك أن الإنسان قد شاركته جميع الحيوانات في حيوانيته من الحس والحركة والغذاء والكنّ وغير ذلك، وإنما تميز عنها بالفكر الذي يهتدي به لتحصيل معاشه، والتعاون عليه بأبناء جنسه والاجتماع المهيىء لذلك التعاون، وقبول ماجاءت به الأنبياء عن اللّه تعالى، والعمل به، واتباع صلاح أخراه، فهو مفكر في ذلك كلّّه دائما ً لا يفتر عن الفكر فيه طرفة عين ... إلخ).
وهكذا فالإنسان مادام يمتاز بالفكر عن سائر المخلوقات، فهو حرّ، فالحرّية تقود إلى التفكير، والتفكير يستلزم قدراً من الحرية حتى يكون له أثر في الحياة.
والإنسان محتاج إلى غيره ليقيم صرح العمران والحضارة والتمدّن، فهو يستلزم قدراً من الحرية الواعية والمسؤولة والمنظمة، وأن خراب الأمم ودروس الحضارات وانحسار الثقافات يرجع إلى تدهور الفكر الحرّ، وإلى شيوع التغلّب والاستبداد، وضياع الحرية.
كما يتحدّث عن العمران البشري، فيبين كيف تستقيم حياة المجتمعات إما عن طريق الشرع أو العقل، ولكنّه يميل إلى الشرع وتظهر عقيدته واضحة تسيطر على فكره ويدافع عنها بالنقل والعقل، فلم يكن متأثراً فيما كتبه بفكر أجنبي لاشرقي ولاغربي بل هداه نظره فيما حوله إلى التوصل إلى فكر أصيل وجرىء وجديد.
يقول في ذلك: (فإذا كانت هذه القوانين مفروضة من العقلاء وأكابر الدولةوبصرائها كانت سياسة دينية نافعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وذلك أن الخلق ليس المقصود بهم دنياهم فقط، فإنها كلها عبث وباطل إذ غايتها الموت والفناء، واللّه يقول: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً} فالمقصود بهم إنما هو دينهم المفضي إلى السعادة في آخرتهم... إلى أن يقول.. فما كان منه بمقتضى القهر والتغلّب وإهمال القوة العصبية في مرعاها فَجوْرٌ وعدوان مذموم ...).
وتحدث الشيخ أحمد بن أبي الضّياف في مقدمة تاريخه عن الأنظمة السياسية وأنواعها واستشهد بآراء ابن خلدون المتقدمة.

مجالات الحرية في الإسلام
تمثل الحرية في المجالات الآتية:
التفكير ـ الاعتقاد ـ القول ـ العمل، هذه مجالات الحرية التي ضبطها الإسلام وأضيف حرية التنقل، والملك.
فأما حرية التفكير أو الفكر، فقد ضمنها الإسلام من أول يوم، والآيات متعددة التي تعطي للإنسان قيمة لعقله، وتدفع به إلى تنمية ملكاته ومعارفه التي عطلها عن النظر والاكتفاء بما هو عليه دون بحث ولا تفكير.
ويشمل التفكير الآراء العملية والتفقّه في الشريعة، والنظر في المعاملات السياسية وتدبير شؤون الأفراد والجماعات.
وهذه الحرية الفكرية لا تقيدها قيود ولاتوضع لها ضوابط، لأن التفكير أمر نفسي لايطلع عليه أحد، فالإنسان يطلق لتفكيره العنان، فيسبح في مجالات الحياة المختلفة كيفما أراد، إلا إذا تكلم أو فعل بما فكر فيه (فلذلك كانت هذه الحرية لا يتطرق إليها تحجير، إذ لايمكن كبت الفكر عن الحرية في المعقولات والتصوّرات والتصديقات ولذلك قيل، (أربعة لا يقام عليها برهان، ولايطلب عليها دليل، ولايقال فيها لِمََ، وهي الحدود (أي تعاريف الحقائق) والعوائد والإجماع والاعتقادات الكائنة في النفوس فالإنسان يفكر كيف يشاء، وله الأمن في ذلك حيث لاعقاب تفكيره، قال، عليه الصلاة والسلام ، > إن اللّه تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم<.
وأهم مجالات التفكير الإنساني، هو مجال العلم والبحث والاجتهاد والاستنباط والاكتشاف، فبالعلم يرتقي تفكير الإنسان، وكلما ارتقى تفكيره زادت معارفه، وتهذّب سلوكه وتمدّن طبعه، وازدادت سعادته.
وسواء كان العلم المتعلق بالشرعيات أو المتعلق بالعلوم الطبيعية، فهي مطلوبة شرعاً وحثّ عليها الإسلام، وأول آية نزلت تدعو إلى القراءة، والآيات الحاثة على التعلّم متعدّدة، ومنها ما تحبب في العلم وترغب فيه، كما أفسح القرآن المجال للتفكير المقلدين المعطلين لهذه الموهبة أو الخاصية التي تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات، بل شرفه اللّه بالمعرفة والتفكير والعلم مالم يََرْقَ إليه صنف آخر من المخلوقات.
ونحا باللائمة على الخاملين المعطلين لمداركهم الفكرية السابحين في بحر المقلدين العاجزين.
من ذلك قوله تعالى: {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض} .(سورة آل عمران، الآية: 191).
{أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها}. ( سورة ق ، من الآية: 6).
{وفي أنفسكم أفلا تبصرون} .( سورة الذاريات، الآية: 21).
{اقرأ باسم ربّك}. ( سورة العلق، الآية: 1).
{وعلم آدم الأسماء كلّها}. (سورة البقرة، من الآية: 31).
{كتاب أنزلناه إليك مُبارَكٌ ليدَّبروا آياته}. ( سورة ص، من الآية: 29).
{فلولا نفُرٌ من كل فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدينِ ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم}. (سورة التوبة، من الآىة: 122).
وبذلك حرّر الإسلام العقل من الأوهام والجهل والأباطيل بل شبه هؤلاء بالأنعام والدواب، بل إن الدواب تفضلهم في الكثير من الحالات.
{لهم قلوبٌ لايفقهونَ بها ولهم أعينٌ لايبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك همُ الغافلون} .(سورة الأعراف، من الآية: 179).
ولقد قامت حرية فكرية في صدر الإسلام، وأثمرت ثروة علمية ومعرفية صحبتها حرية في التعبير لم يكن لها مثيل فيما سبق في شتى العلوم والمعارف.
وسنتعرّض بشيء من الإطناب للحرية العلمية في ميدان التشريع، وما صاحبها من جدل علمي، وآداب في البحث خلَّف لنا تراثاًً فقهياًً، أرخ لحياة المجتمعات الإسلامية ودوََّن عاداتها وسلوكياتها وأنظمتها ومؤسساتها المختلفة على مدى أربعة عشر قرناً ونيفاًً.
حرية الاعتقاد
ويشمل ذلك ما يعتقده الإنسان من عقيدة دينية يتبناها عن يقين وباختياره الكامل من غير ضغط ولا تلقين، أو كان اعتقاده فيما يختاره من أفكار اجتماعية ودنيوية أو مذاهب فكرية وآراء ومواقف من مجمل القضايا التي يمكن أن يتطرّق إليها الفكر البشري من أمور مادية حسية أو ماهو مغيب عنا مما هو ماوراء الطبيعة أو ما هو ميتافيزيقى، وهو المعبّر عنه بالإيمان بالغيب عندنا معشر المسلمين.
فهذه الحرية تشمل المسلم وغير المسلم، فالمسلم له حرية التفكير، لكن ذلك محدد في حدود ما يدين به فينبغي عليه أن لا يذهل عما جاء به دينه من قيم ومبادىء، وما صرّح به من تعاليم هي أساس وثوابت لايجوز تجاوزها، وإلا يكون قد خرج عن دائرة الإسلام إما مرتداً أو مشركاً فاسقاً. وهكذا كوحدانية اللّه تعالى وصفاته وحدوث العالم وفنائه وبالبعث والنشور والحساب والجزاء بالجنة والنار إلى غير ذلك من القضايا الإيمانية الثابتة القطعية الثبوت بالنص والتي يقرّها العقل ويصدق بها.
وقد لخص ذلك حديث جبريل، عليه السلام، الذي رواه البخاري عن عمر بن الخطاب وقد تمثّل جبريل للنّاس كرجل دخل عليهم المسجد، وهم له منكرون، فهوليس من أهل المدينة، ولا من أهل الآفاق، وجلس أمام الرسول عليه الصلاة والسلام ، وسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، فهذه العناصر الثلاثة هي أسس الدّين وأركانه، وقد مكّن الإسلام من يدين به أن يتفكّر ويبحث بعقله بالأدلة العقلية والمحسوسة، ويتدبّر نصوص القرآن حتى يكون إيمانه ثابتاً لايتطرق إليه الشك، ولا يكون فيه غموض، أو تعاليم غير واضحة.
كما أعطاه مهلة للتفكير ليكون إيمانه عن قناعة وروية وقد أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام ، مهلة شهر لصفوان بن أمية، ولم يكرهه على الإيمان حتى جاءهُ مختاراً آمناً مطمئناً، وقد صار النبي،، أحب إليه من كل شيء بعد أن كان أبغض الناس إليه.
فإذا ما دخل المرء في دين اللّه، وآمن بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، التزم بتعاليمه، وصار مسؤولاً عن أعماله وأقواله خاضعاً لأحكامه وتعاليمه. فإذا ما ارتد ورجع كان ارتداده كفراً خاضعا ًًلأحكام الردة.
وذلك محافظة على وحدة المسلمين وحتى لايصير الدين مطية لتحقيق مآرب آنية، أو ليكون سلوكه تبعاً لهواه، يأخذ ماشاء، ويترك منه ما لايريد مما يضعف من شأن المسلمين، ويعتقد غير المسلم أن انسلاخ المرتد إنما هو لعدم صلاح هذا الدين، وحتى لايكون الداخل في الإسلام لاعن حقيقة وتصديق إنما هو لغرض سيء كالإساءة والتشويه والتجسس وغير ذلك من المآرب الدنيئة، فوجب لذلك إحاطة المجتمع الإسلامي بسياج من الأحكام التي تحصنه من عبث العابثين وكيد الكائدين.
وهذا ليس من باب التشدد أو التعصب أو منافياً لمبدإ الحرية، بل هو حماية للحرية الصحيحة المسؤولة، وهو أمر تسلّم به العقول الراجحة والأنظمة الإنسانية في كل العالم تحمي نفسها وعقيدتها بكل الوسائل التي تدرأ عنها الانحلال والانهيار في نطاق ما يعرف بالقوانين الزجرية التي تمنع من الاعتداء على أمنها الداخلي والخارجي.
كما أن الحرية مكفولة في الإسلام لغير المسلمين من أهل الديانات الأخرى، وهم أهل ذمة وعهد من اللّه ورسوله والمسلمين، فهم بموجب ذلك الأمان على أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم، ولهم حرية مباشرة طقوسهم الدينية، وحرية العبادة طبق دياناتهم فلهم مالنا وعليهم ما علينا، ولايميزهم إلا بما استثناه الشرع، وخص به المؤمنين، ولايجوز إكراههم على شيء لايريدونه، أو الضغط عليهم ليدخلوا في الإسلام، بل الواجب أن نستميلهم بكل ما أوتينا من عدل وإنصاف ورحمة ومعاملة حسنة، ودون أن نستغل ظروفهم لنشترط عليهم شروطاًً تجعلهم يدخلون في الإسلام مكرهين، على عكس ماتقوم به حملات التنصير في العالم بوسائل الإغراء التي تجعل المرء يعتنق المسيحية طمعاًً في المال أو الوظائف أو امتيازات ما، وقد اكتوينا أثناء فترة الاحتلال الأجنبي بحملات التجنيس والتنصير بالإغراء المادي الذي لايجدي.
لذلك نجد النصوص القرآنية التي تحدد تصرّف المسلم نحو غيره، فهو إنسان يشاركه الشعور بالإنسانية، وله الحق في هذه الحياة في أمن وسلام.
من ذلك قول اللّه تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغيّ}.(سورة البقرة، من الآية: 256) . وقوله تعالى: {ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمةِ والموعظةِِ الحسنةِ وجادلهم بالتي هي أحسنُ}. (سورة النحل> من الآية: 125 ) {إن ربك هو أعلم بِمَنْ ضَلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}. (سورة القلم، الآية: 7).
ومن المعلوم أن آيات القتال التي جاءت في القرآن إنما نزلت لصد العدوان على المسلمين ولحماية أنفسهم، وحتى يكونوا قوة محترمة تدفع عنهم طمع الطامعين وترد كيد المعتدين، قال اللّه تعالى: {أُذِنَ للّذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن اللّه على نصرهم لقدير}. (سورة الحج، الآية: 39).
وكذلك قوله تعالى: {وقاتلوا المشركين كافة} (سورة التوبة، من الآية: 36)وهي خاصة كما فهم مالك، رضي اللّه عنه، بمشركي قريش الّذين شنّوها حرباً شعواء على النبي عليه الصلاة والسلام ، وعلى المسلمين معه.
كما أن قتال الأمم الأخرى، بعد أن استُتِبَّ الأمنُ في الجزيرة العربية، وتوحّدت كلمة العرب تحت راية الإسلام، إنما كانت حروباً دفاعية لما بدأت الأمم الأخرى تتحرّك ضد العرب المسلمين الذين وحد الإسلام صفوفهم وصاروا قوة، فكان الجهاد لتحرير الأراضي العربية التي كانت خاضعة للفرس والروم، ولنجدة من استنجد بهم من الضعفاء والمعذبين في الأرض، الذين وجدوا في المسلمين الملاذ الذي خلصهم من عذابهم وحرمانهم، وأرجع إليهم كرامتهم وشعورهم بالأمن، ورفع مكانتهم، وصاروا أحراراً في عقيدتهم منتجين متساوين مع المسلمين، حتى صار منهم العلماء والأمراء والقواد، فلا غرابة أن شجعهم جو الحرية على اعتناق الإسلام، وأن يصيروا حماة له دعاة لمبادئه وتعاليمه، وتلك المعجزة الخالدة، وذلك تصديقاً لقوله تعالى: { إذا جاء نصر اللّه والفتحُ*ورأيتَ الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً* فسبِّحْ بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا}. (سورة النصر).
وحتى الذين بقوا على دينهم لم ينلهم سوء إلى يوم الناس هذا، ولم يثبت تاريخياً أن اضطُهدوا أو صودرت أموالهم أونُكبوا في حياتهم، بل كانت لهم، في بعض الفترات التاريخية من الامتيازات والحرية التي لم يتمتع بها بعض أبناء المسلمين أنفسهم، تلك عظمة الإسلام ومبادئهِ ونظرته للقتال، فهي النظرية التي اكتشفها فلاسفة الغرب في أن خير طريقة لصد العدوان تكون الاستعداد للحرب، والتمكّن من أساليب القتال وفنون الحروب وأسلحتها مصداقاًً لقوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} (سورة الأنفال، من الآية: 60).
فهي قوة حامية للحق والعدل والحرية، وليست قوة عداونية غاشمة، يتطاول بها المسلمين على الأمم الضعيفة لابتزازهم وقهرهم واستغلالهم، فلا غرابة أن ينجح الإسلام من أول يوم في كل قطر دخله، وتثبت أركانه على يد أبناء ذلك القطر، وهو ما أخفق فيه الروم والبيزنطيون والفرس والوندال وغيرهم من الأمم التي كانت غايتها احتلالاً واضحا ًواستغلالاً فاحشاً وتوسعاً مقيتاً ثبت قليلاً بالقهر وبقوة السلاح ثم سَرْعان ما انهار وتلاشى أمره: {فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}. ( سورة الرعد، من الآية : 17).
وقد نشأ عن هذا الموقف أن صار للمسلم الداخل في دين الإسلام حرية أخرى تبعاً لحرية التفكير، وهي حرية الاختيار، فهو له أن يختار من الآراء والمذاهب ماشاء بشرط أن لاتكون هدامة أو خارجة عن مبادىء الإسلام، وتتعارض آراؤها مع مبادىء الإسلام السمحة وثوابته وأركانه الأساس، كالحركات الباطنية أو غيرها من التي تعمل على تقويض المجتمع الإسلامي وتخريبه وزرع الفتن والضلالات والأحقاد وسفك الدماء وحمل الناس على اعتناق أفكارها بالتهديد والوعيد والترهيب.
وفيما عدا ذلك فالمسلم كما يقول ابن عاشور ( أن يكون سنياً سلفياً أو أشعرياً أو ماتريديّاً وأن يكون معتزلياًً أو خارجياً أو زيدياً أو إمامياً، فقواعد العلوم وصحة المناظرة تميز ما في هذه النحل من مقادير الصواب والخطإ أو الحق والباطل، ولاتكفر أحداً من أهل القبلة).
هكذا يرى عقلاء الإسلام الحرية، وهكذا يدعون إلى التسامح بشرط أن يرجع الناس إلى الحق لمَّا يتبين نوره، ويتراجعون عن الخطإ لمّا يسود ظلامه، يقول الشيخ ما فيه تقرير هذا المبدإ: (فإذا كان من بعض النحل المحدثة مايستلزم ويجر إلى إبطال معلوم من الدّين بالضرورة فترجع إلى المؤاخذة يلازم الرأي وتعرف عند الفقهاء بالتفكير باللازم).
كل ذلك مادام الحوار فكرياً فيقابله جدل فكري ومقارنة الحجة بالحجة، حتى يرجع إلى الصواب من حاد عنه. وذلك تبعاً لحرية الرأي واحترام الرأي المقابل والاستماع إليه ومجادلته بالتي هي أحسن.
أما ما استتبع اعتناق نحلة ما والتعصب لها بالرغم من وضوح انحرافها وخطئها، ولجوء مروجيها إلى العنف والقوة لما أعيتهم الحجة العقلية، فلزم للمجتمع أن يتصدّى لهم حتى لايؤدي ذلك إلى نشر الفتن والضلالات، وإضعاف المسلمين وذهاب لحمتهم.
حرية القول
وحرية العقيدة ومايتبعها من حق الاختيار تستلزم حرية القول، إذ لا حرّىة فكرية ولا اختيار بدون حرية القول، كما أن لاحرية في القول لاتسبقها حرية التفكير والاختيار. وإلا كان ذلك عبثاً لا طائل من ورائه. وتكون أفكار الإنسان وعقيدته لاتتجاوز باطنه، ويصير حديثاً نفسياً مكبوتاً يخشى الجهر به من العقوبة والمساءلة.
لذلك منح الإسلام الناس حرية القول، وحمى الكلمة من كل مايَسمُها بسوء، وجعلها مقدسة وضرورة من ضوررات الحياة، لا كرامة للإنسان بدونها، فقد ميزّ الله البشر بالنطق، وفضلهم على الجمادات والحيوانات بهذا الامتياز بقوله تعالى: {ولقد كرَّمْنا بني آدمَ وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً}. (سورة الإسراء، الآية:70 ).
وقد عرف المناطقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:56 am

حرية الرأي في الإسلام

د. عثمان بطيخ
كلمة الحرية لها معنيان قديم وحديث:
فالمعنى القديم هو ضد الرق والعبودية، فالحرّ من ليس بعبد، والحرِّية من الألفاظ الدالة على المعاني النسبية ولاتفهم إلا بفهم معنى الرّق.
فالعبد مأخوذ من التعبيد والتذليل، يقال : طريق معبّد أي مذَلّل يمكن السير فيه بسهولة.
والعبد اسم للآدمي المملوك لآخر وبمقتضى ذلك لاحق للعبد في التصرّف في شؤونه الخاصة تصرّفاًً بالأصالة إلا بإذن سيده.
وهو نظام نشأ قديماًً بسبب الحروب والغزوات ونتيجة تسلّط مجموعة بشريّة على أخرى. فالأسير يقع بمجرّد أسره تحت هذا النظام، ويصير شيئاً من الأشياء يتصرّف فيه بجميع أنواع التصرّف، وينتقل من يد إلى يد أي من مالك إلى مالك بكل صور وأشكال التصرّف. فالحرّ إذن بهذا المعنى هو الّذي يتصرّف في شؤونه الخاصة بالأصالة بدون أن يتوقّف على رضا غيره
أما المعنى الحديث للحرّية، وهو الذي يعنينا حيث انقرض المعنى الأوّل، فيراد به عمل الإنسان ما يقدر على عمله حسب مشيئته لايصرفه عن عمله أمر غيره، وهو ناشىء عن المعنى الأول بطريق المجاز.
ويبدو أن هذا المعنى قريب من المعنى الأصلي الذي هو ضد العبودية، لأنه إذا كان معنى الحرّىة يطلق على أن لايفعل الإنسان إلا مايريده وبكامل اختياره ومن غير إكراه ولاتسلّط، كان معناه أننا رفعنا عنه كل قيد من شأنه أن يجعله ذليلاً منقاداً لمشيئة غيره، وأن يتصرّف تصرفاً لايريده وفيه قهر وإلزام طبقاً لمشيئة غيره. فالحرية بالمعنيين يشتركان في كون الإنسان له كرامته محترم في ذاته وماله وتصرّفه مالك لذلك كلّه أصالة.
وقد ظهر هذا المعنى الثاني للفظ الحرية بظهور الإسلام ثم ظهر في أوروبا بعد الثورة الفرنسية 1789م خلال القرن 18 بعد أن انتشرت مبادىء الثورة التي نادت بالمساواة والإخاء والحرّية.
يقول الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه أصول النظام الاجتماعي في الإسلام: ( كان هذا الإطار يقارب مايعبر عنه في العربية بلفظ الانطلاق أو الانخلاع من ربقة التقيّد، ولانعرف في العربية مفردة تدلّ على هذا المعنى).
فهذا المعنى الحديث هو نتيجة وضع اجتماعي كان سائداً قبل الثورة الفرنسية حيث كان الملك مطلق التصرّف والنظام كان إقطاعيا ً، ولما قامت الجمهورية (فرنسا) تحرّر النّاس من هذه القيود، وكان شعارهم الحرّية (La Liberté)، وهو معنى نقيض الإكراه الوارد على لسان الشرع، كما في قوله تعالى : {لاإكراه في الدّين} (سورة البقرة، من الآية: 256 ).
وقوله تعالى: {أفأنت تُكره الناس ََعلى أن يكونوا مؤمنين} (سورة يونس، من الآية: 99) فعدم الإكراه هو الحرّية بالمعنى الحديث.
وفي اللسان العربي أطلقت كلمة الحرية على السلامة من النقائص المعتبرة من صفات العبيد مثل الذّل والكسل والخساسة نتيجة الإرهاق والقهر المسلّطين على الرّقيق تقابلها صفات الكمال التي هي من لوازم الأحرار، فالحرّ هو الخالص من النقص، وهو العتيق من كل قيد .
فالمعنيان متقاربان فهما فرعان لجذر مشترك بينهما، ففي الحالتين هناك شعور بالكرامة والانعتاق والقدرة على التصرف دون قيد ولاشرط.
والحرّىة بالمعنيين وصف فطري سار عليه الناس منذ أقدم العصور، ثم بتطوّر المجتمعات وتقدّمها في الحضارة والرّقي الفكري تغيّرت نظرة الإنسان للحرّية، وصار معناها حسن التصرّف والاتزان تقيدها العقول السليمة والشرائع السماوية وبخاصة الإسلام في نطاق المسؤولية الكاملة والكرامة الواعية، فهي مسؤولية، وهي وظيفة اجتماعية مقيدة بما لايتعارض وحرية الغير، فهي حرية نسبية سواء كان ذلك اختياراًَ أو اضطراراً.
ونحن إذا رجعنا إلى تاريخ الإنسانية، نجد أن الحرية لم تكن على إطلاقها، بل هي نسبية إذ وضع عليها الحََجْرُ لمقتضيات الحياة الاجتماعية، وكانت القيود تارة خفيفة لاتكاد تلاحظ وطورا ًتكبل حرية البشر إلى درجة الاضمحلال، وذلك يرجع إلى طبيعة الأنظمة التي سادت الأمم، وما تبعها من وضع للقوانين والتشريعات التي حكمت تلك الأمم.
وكان هذا التحجير مع أول إنسان خلقه الله تعالى، وهو مازال في الجنة ولم ينزل إلى الأرض بعد، قال تعالى: {ويا آدمُ اسكنْ أنت وزوجُك الجنةَ فكلا من حيثُ شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}، (سورة الأعراف، الآية: 19).
وبنزول الإنسان إلى الأرض تغيرت حياته، وتأكدت مسؤوليته في هذا الكون، وصار مكلّفاً بواجبات مقابل مايتمتّع به من حقوق، وهذا يتطلّب أن يكون حرّا في إرادته حرّا فيما يختاره من نمط العيش وأنواع السلوك قلنا في حدود معيّنة رسمها له الوحي من اللّه تعالى: {قُلْنا اهبطوا منها جميعاًً فإمّا يأتينّكم مني هدًى فمن تبعَ هدايَ فلا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون}، (سورة البقرة، الآية: 38).
فالحرية صارت مقيّدة باتباع ما أمر اللّه به، وليست مطلقة كما ترسمها الغرائز وتسيرها العاطفة، هي حرية منظمة في إطار المسؤولية باعتبار أن الإنسان كلفه اللّه بخلافته في الأرض، وحمله هذه الأمانة الخطيرة ليحافظ عليها، ويقوم بتنفيذها على أكمل وجه بجدارة واقتدار.
وكان أول تنظيم لهذه الحرية في بيان علاقة الذكر بالأنثى حتى لاتسودها الفوضى ولايحكمها العنف والتسلّط والاعتداء.
وكان أول تمرّد على هذا النظام الكوني الإلهي، فيما حدث بين الأخوين قابيل وهابيل من محاولة تجاوز حدود الحريات، وهو ما قصّه اللّه تعالى علينا في قوله، جلََّ ذكره، قصة ابني آدم إذ قرّبا قرباناً فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر، حيث عملت العاطفة الجامحة دورها في تحطيم العلاقات المبنية على الاحترام والمساواة، وحق الآخر في الحياة، فيما يملك وبمن يتزوّج، فكان الحقد والحسد والكراهية وحب الذات سبباً في التعدّي والاعتداء: {واتلُ عليهم نبأ ابني آدمََ بالحق إذ قرّبا قرباناًً فتقبّل من أحدهما ولم يُتَقَبّلْ من الآخر قال لأقتلنّك قال إنما يتقبّل اللّه من المتّقين* لئن بسطتَ إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يديَّ إليك لأقتلكَ إني أخاف اللّه ربّ العالمين* إني أريد أن تَبُوءَ بإثمي وإثمِكَ فتكونَ من أصحاب النّار وذلك جزاء الظالمين* فطوّعتْ له نفسه قَتْلَ أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين}، (سورة المائدة، الآيات: 30-27).
وهكذا بدأ الصراع بين الخير والشرّ بين الحرية المنظمة والمسؤولية وبين الاستبداد والقهر والتسلّط.
وكلما تقدّمت الأمم واحتاج النّاس إلى التكامل والتعاون، وهم محتاجون لذلك لأن الإنسان اجتماعي ومدني بطبعه كما يقول ابن خلدون، إلا وكانت الحرّىة مطمحاًً منشوداًً وقيمة إنسانية وركيزة اجتماعية يتعلق بها الإنسان، لكي تستقيم أموره، وكلما أوغل في الحضارة إلا وازداد تعلّقه بها، ووضع لها الضوابط والقوانين المنظمة لها والتي تحرس كيانه، وتوفّر له الاستفادة منها، واستثمار مواهبه في رحابها. وكلّما أوغلت البشرية في البداوة، وابتعدت عن الحياة المدنية، وكانت خالية من المعارف والعلوم إلا وكانت بعيدة عن الحرية، وما تتطلّبه من مسؤوليات، بحيث كلّما أوغلت الأمة في البداوة كانت أبعد ماتكون عن الحرّية ومكاسبها، وكلما تقدّمت في الحضارة إلا وازدادت ولوجاً في عالم الحرّية.
ولما كانت البداوة سابقة كانت المجتمعات البدائية خالية الذهن من مفهوم الحرّية لعدم ميلها إلى الاستقرار والتعاون فيما بينها، والخضوع إلى النظام وعدم الشعور بالمسؤولية، وليس لها ما يجبرها على التقّيد بأي قيد أخلاقي وإنساني. فإذا انسلخت من حريتها كان الجهل والظلام، وكان عالم الفوضى والاستبداد، وما يتميّز به من انحلال وتمرّد على العقل والجنوح إلى تحكيم العاطفة التي لايحدها حدّ، ولايثنيها تفكير، فتسلب الأمة من إرادتها، وتنهار عزيمتها، ليسودها العنف وقانون الغاب، فهي إلى التوحش أقرب، ونحن إذا استقرينا التاريخ وحياة المجتمعات على مرّ العصور، نجد أن هناك دورة منتظمة وقانوناً ثابتاً هو أن الحياة الإنسانية غير مستقرّة على نمط واحد من الحياة، وهناك تداول مستمرّ على حياة الشعوب والأمم في حركة جدلّىة بين الحرّية ونقيضها، تشكّلت عبر العصور بأشكال متعدّدة، لكننا لودققنا النظر فيها وجدناها ترجع إلى معنى واحد لمفهومي الحرية ونقيضها.
فالإنسان يكون حريصاً على حريته، فيجاهد من أجلها لاكتسابها والتمتّع بها، ولما كان النّاس على درجات متفاوتة في قدرتهم على اكتسابها واستثمارها فيما وجدت من أجله، فإنّه قد يفقد حريته نتيجة صراع البشر والأفراد حولها، فينحاز دون إرادته في بوتقة الفوضى أو نقيض الحرية، وهي العبودية والقهر والتسلّط.
وهي ملاحظة المفكر الإسلامي ابن خلدون عندما ذكر في مقدمته الخالدة أن البدو أقدم من الحضر وسابق عليها، وأنهم أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر، وأن الأمم الوحشية أقدر على التغلّب ممن سواها، وأن النعمة وانحلال العصبية والرق يؤدي كل ذلك إلى الانحلال ثم المذّلة والانقياد للغير (الفصل التاسع عشر)، وبذلك تفقد المجتمعات حرياتها ويصيبها الوهن والانحطاط. ويمكن القول أن ابن خلدون قد تفطن بدقة ملاحظته واستقرائه لأصول الشعوب إلى أن الحرية قيمة حضارية أصيلة بدونها لاتكون للأمة كرامة ولاتستطيع أن تبني حضارة، وهو وإن كان لم يفصح عن ذلك صراحة، إلا أن مجمل كلامه يدلّ على أن معنى الحرية كان حاضراً في ذهنه.
وكانت المجتمعات القديمة منقسمة إلى طبقات متباينة ومتنافرة، وهو تقسيم مشروع في نظر الساسة والفلاسفة وحكماء تلك الأمم. وتبعاً لذلك التقسيم الطبقي المصطلح عليه قديماًً وهو أن المجتمع يتكوّن من سادة وعامة، كانت الحرية امتيازاًً وحقاً للطبقة الأرستقراطية الحاكمة دون غيرها، أما العامة فهم جند وفلاحون وأسرى عليهم العمل لفائدة الأشراف، ولاحق لهم في الحياة إلا بقدر ما يسدّ رمقهم من الضروريات. فكانوا عبيداً أرقّاء أذلاء مستضعفين في الأرض، وتبعاًً لذلك كانت ملكاتهم الفكرية معطّلة، فسيطرت عليهم الأوهام والخرافات، واستسلموا لتعاليم رجال دينهم، الّذين كانوا في خدمة الملك، المتفرّد بالرّأي والتدبير، المعصوم من الخطإ في نظره، لارقيب له ولاحسيب.
كان ذلك سائداً في المجتمعات الوثنية القديمة على حدّ سواء. والعجيب أن الحكماء أمثال أرسطو وغيره، كانوا يتصوّرون المجتمع طبقات لكل طبقة حدود، وكأنهم كانوا يكرسون واقعهم الذي لم يقدروا على بلورته ولا إصلاحه.
ولعلّ العلاقات المتوتّرة بين الأجوار، والحروب التي كانت سائدة بينهم، ساهمت في بتكريس الواقع الذي كانوا يعيشونه، والذي صار لديهم أمراً عادياً. أما السلام والمصالحة والعدل فهي استثناء، بل ربّما لامعنى لها في سبيل فلسفاتهم، لذلك لاغرابة أن نجدهم يقرون بفكرة العبودية، ويستحسنونها باعتبار أن العبيد أسرى الأعداء المحاربين الذين لاحق لهم في الحياة، وإذا عاشوا كان لابدّ من التشفي فيهم وإذلالهم بكل قسوة ووحشية شأنهم شأن الدّواب المسخرة للخدمة لاغير، كان هذا النظام سائداً في الحضارات القديمة الشرقية منها والغربية على حدّ سواء، في اليونان بلاد الفلسفة والثقافة والحكمة، أو في الهند والفرس وروما، والحضارات القديمة كحضارة الفراعنة، والتي قال اللّه تعالى في شأنها: {وإنَّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شِيعاً يستضعف طائفة منهم يذبّحُ أبناءهم ويَسْتَحْيي نساءهم إنه كان من المفسدين}،(سورة القصص، الآية: 4).
ففرعون قد ملك أمماً وسخّرها تسخيراً لبناء الحضارة المصرية القديمة، فكان يَسْتَحْيي طائفة من النساء للخدمة والرّجال للعمل الشاق، ويقتل الأبناء والأولاد خوفاً على مصالحه وعرشه من الهلاك.
ولكن يبدو أن الوضع في الضفة الغربية من البحر المتوسط كان أفضل حال مما كان عليه شرقاًً، إذ كانت الحضارة القرطاجية مُتَّسمة بطابع الاعتدال في ذلك بالرغم من أن نظامها كان طبقياً، لكنّها كانت أكثر تسامحاً مع العبيد اجتماعياً.
تقول الكاتبة والباحثة الفرنسية (مادلين هورس ميادان) عن الحياة الاجتماعية في قرطاج: " احتفظت بعض الأسر العريقة والغنية التي يرجع أصلها إلى مدينة صور بمراكز الدولة ووظائفها الأساسية. لكن القرطاجيين لم يكونوا عنصريين، فغالباً ما تزوّجوا بالنساء الأجنبيات... وكان العبيد الكثيرون وغالبيتهم من أصل إفريقي يعاملون معاملة حسنة قد سمح لهم القانون بالزواج كما أعتقوا مراراً".
ولعلّ هذا التسامح والاعتدال يرجع إلى عناصر متعدّدة منها أن القرطاجيين هم من أصل شرقي، وقد يكون عربا ًثم إنهم كانوا قد اكتووا بنيران الحروب والاضطهاد وأنهم وجدوا من سكان البلاد الأصليين قبولاًً، كما أن طبيعتهم التجارية جعلتهم يدركون أهمية الاعتدال والتسامح، وأنهم في حاجة إلى مهادنة جيرانهم نظراًً لانشغالهم بحروبهم مع عدوّتهم الأولى ومنافستهم في السيطرة على العالم القديم أعني بها مدينة روما، التي هي بدورها تشعر بعدائها المكين لقرطاج.
ويصف الشيخ العلامة محمد الطاهر ابن عاشور حال الشعوب قديماً، فيقول : "وفي فترات موغلة القدم، قبل تدوين التاريخ، عرضت للبشر أحوال مختلفة غشّى فيها حب الذات والجري للشهوات، واستخدام بعض قوى النفس على واجب الاعتراف بالنصفة والعدل، فذلََّل القويُّ الضعيف والغالب المغلوب ليحمله على إلغاء حقه، فيسخّر الرعاة لمنافع أنفسهم وحدهم من شاؤوا تسخيره من الرعية غير آبهين ولامكترثين بإهانتهم والإشفاق عليهم، وما يحصل لهم من ألم وعذاب، فنشأ من ذلك استرقاق الأسيرواسترهان المدين، واستدامة مسك الأجير والاستخفاف بالدّخيل، ونحو ذلك مما يقدم المرء على تسخير غيره .
أما حالة العرب الاجتماعية فحدث عنها ولاحرج. ففي جزيرة العرب كانت قيس ومضر في عداء شديد وحروب لم تبق ولم تذر، وكان الوضع السائد والعام هوغزو وحروب سجال واقتتال بحثاً عن المرعى والماء طلباً للرزق أوأخذاً بثأر دفين.
فالعربي من طبعه ميّال للانعتاق والسير في الصحراء بعيداًً عن كل قيد أوقانون أو سلطة تجبره على فعل ما أو تمنعه من آخر، كانت القبيلة هي الملاذ والعادات والتقاليد هي التي يميل إليها، ويحتكم إليها، دون أن يلتزم بها، إلا إذا لم يجد منها مفرّاً، وإذا كانت تلبي رغباته الظرفية، إذ كان العرب في غالبيتهم قبائل متفرقة، وهم أهل بداوة فغلبت عليهم حالة اجتماعية سادها التحرّر الخالي من كل تنظيم أو حد يحده بسبب الظروف المناخية القاسية التي كانوا يعيشون فيها.
أما أهل الحضر منهم فهم قلّة، ولايختلفون كثيراًً عن البدو إلا بالاستقرار في بعض المدن البسيطة كمكّة ويثرب، وهم تجار في الغالب لهم رحلتان/رحلة الشتاء ورحلة الصيف، ويكونون طبقة أرستقراطية نسبياً، كانت لهم السيادة على غيرهم بخاصة قريش بسبب موقعها الجغرافي ونفوذها الدّيني والسياسي وقوتها الاقتصادية والعسكرية، وبجانبهم كانت تعيش طبقة ضعيفة مستعبدة هي طبقة الخدام، وهم من العبيد الأرقّاء من قبائل أخرى أسرى الغزوات بيعوا في أسواق مكّة. كما كان في القبائل الأخرى عبيد استرقّوهم أثناء الهجومات والغارات التي تشنّها القبائل بعضها على بعض. ومن مشاهير هؤلاء العبيد عنترة العََبْسي الشاعر المعروف وعمار بن ياسر وبلال الحبشي وغيرهم.

الإسلام والحرية
لوقارنّا بين حالة الشعوب قبل مجيء الإسلام لاحظنا أنه لم تستطع المسيحية ولا اليهودية أن تأخذ موقفاً حاسماً في شأن العبودية، ولا أن تقرر موقفاً صريحاً، من قضية التحرّر، وبقيت على مدى قرون متعدّدة عاجزة عن التصدّي لهذه القضية حتى بعد أن اعتنق الغرب الديانة المسيحية، وصارت الدين الرسمي للدولة، وصار للكنيسة نفوذ قوي على عقلية أتباعها، وتأثير واضح في رجال السلطة وبخاصة الملوك منهم والوزراء. فقد كان الواقع الاجتماعي متحكماً في سلوك المسيحيين، فكانت الطبقية والتي انتشرت معها العبودية في أبشع صورها، واستغل الإنسان أخاه الإنسان وسخّره لخدمة مصالحه الخاصة دون تحرّج ولا خجل. وكان أن انتشر الجهل والرضا بما قسمه الدهر، وسادت الجبرية، وسيطرت على عقول الناس، فرضي كل فريق بما كتب له، نزولاً عند أوامر رجال الدين، الذين كانوا يفسرون الواقع على أنه إرادة الله ومشيئته التي يجب أن تطاع وتسود. واصطبغت الديانة المسيحية بفكرة الجبرية التي لا محيد عنها، فساد الخمول والإذلال مع قسوة القوانين الجائرة التي لا تخدم إلا مصالح السادة من ملوك ورجال دين وأشراف. وقد ساد ذلك بخاصة خلال القرون الوسطى حيث نجم الخمول والركود الفكري، وسيطرت الخرافة والأساطير على مصادر المعرفة، وكانت دعوة المسيح، عليه السلام، مَبْنيَّةً على تطهير الروح والزهد والإخاء والتسامح، وكانت المسيحية في بداية أمرها منطلقة على هذا الأساس، فالدين علاقة بين الرّب والعبد، أما القانون فهو صلة بين الفرد والدولة شعارها" ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه".
لكنّها انحرفت على يد رجال الكنيسة الذين نظروا في طبيعة المسيح، وخلصوا إلى اعتباره له طبيعة مزدوجة طبيعة بشرية وطبيعة إلهيَّة .
لذلك لم تهتم كثيراً بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية للناس.
وحاول فلاسفة الغرب خلال القرون الوسطى أن يوفقوا بين ما لاحظوه من أن للإنسان إرادة حرة، وبين مايعرف بالنعمة الإلهية أو اللطف الإلهي (Lagrace Divine) لكنهم اصطدموا بفكرة قائلة: إن اللّه قد سبق فاختار للبعض السعادة، واختار للبعض الآخر الشقاوة، فاللّه يختار الخلاص لمن يشاء، ويترك من يشاء، وبذلك يكون الإنسان مجبراً لاحرّا.
مقابل ذلك كان هناك من يرى أن حرية الإنسان تقابل حرية اللّه، وهما متجانسان إذا كانت المحبة دائرة بينهما، فيكون كل منهما حرّا. وحاول القديس توما الأكويني أن يوفق بين الإرادتين، فقال: إن حركات الإنسان هي محددة أزلياً وحرّة في الآن نفسه وأفعالنا تحقق إرادة اللّه فينا، وأن الخير المطلق أو السعادة القصوى هي التي تلزم الإرادة. فالإرادة الإنسانية تكون حرّة أمام غير الخير المطلق، ولما كانت هذه السعادة المطلقة غير موجودة في عالم الحنين تبقى إرادة الإنسان حرة، وبما أن الخير في الدنيا نسبي تكون إرادة الإنسان مترددة بين الخير والشر، ويأتي العقل ليساعد الإرادة على الاختيار، وتبقى أفكاره غامضة ومتهافتة مادامت لاتستند إلى النقل الّذي يدعمها.
وجاء الإسلام ليحدث حركة اجتماعية وفكرية ودينية واسعة وعميقة ونقلة نوعية كاملة نحو الحرية بأسمى معانيها، وليحرّر الإنسان من الأوهام والأباطيل إلى الحقائق الثابتة، والمعرفة اليقينية التي ترتكز على نور العلم القائم على التجربة، حرية يتحرّر بها العقل الإنساني من الجهل إلى التفكر والبحث بإرادة ثابتة لبناء حضارة قائمة على الاعتدال والتوسط بين متطلبات المادة والروح. وللتفكر في ملكوت السماوات والأرض والنفس الإنسانية، ليهتدي إلى الإيمان الكامل بوجود الصانع، الذي أتقن كل شيء، وهو علة العلل والمبدأ والمنتهي إليه كل شيء الواجب الوجود المتفرد بالعبادة والخلق لاشريك له.
وقد أعطى الإسلام مفهوماً جديداً للعبودية تمثَّلَ في أن الإنسان عبد للّه وحده خلقه وأنشأه على أكمل صورة، ووهب له الحرية، وركب فيه الإرادة والقوة والعقل، ليحافظ بهما على حريته، وينميها ويستغلّها فيما فيه سعادته واستقراره وأمنه في الحياة الدنيا والدار الآخرة.
فكان الاهتمام بالضعفاء والمساكين من الأسس التي نادى بها الإسلام، فأكد على كرامة الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه، وسوَّى بين جميع الناس في حسن المعاملة والعدل والإحسان.
وقضى على الطبقية والظلم بجميع صوره، ودعا إلى تحرير الأرقاء بأسلوب حكيم وبما يحقق الفائدة المرجوة من ذلك، فكان تشريعه في هذا المجال مبنياً على أساس من الحكمة التي تحقق بمقتضاها المقصد العام. يقول الشيخ ابن عاشور في هذا المجال: "إن شريعة الإسلام جاءت وحكم الاسترقاق عريق في نظام الأمم وفي تمدّنهم، وهو من جملة النظم التي أقيم عليها نظام العائلات وتدبير المنزل وإدارة دواليب الفلاحة والتجارة ..." وبعد أن يستعرض وجوه هذا النظام مفصلاًً العلاقة بين السادة والعبيد وتسخير هؤلاء للخدمة في جميع أوجه العمل الفلاحي والمنزلي والصناعي، وبين كيف نشطت لذلك تجارة الرقيق التي كان لها أسواق في جميع أنحاء العالم، لاحظ أنه > لو شرع الإسلام إبطال الاسترقاق دفعة واحدةً لأدخل على الذين انضووا تحت شرعه اضطراباً عظيماًً في المسلمين، ومن حولهم من الأمم ذات العلائق بالمسلمين<.
(فضلاً عما يتسبب ذلك من تعاسة العبيد الذين كانوا مطمئنين في حياتهم مع مواليهم فنظر الإسلام هو الجمع بين مقصديه نشر الحرية وحفظ نظام العالم، ولذلك كان تحريره للأرقاء تحريراً تدريجياً تجنباً للفوضى وانخرام سلامة المجتمع واستقراره.
كما أن (الإسلام لم يغفل العناية بشأن العبيد فكانت طريقته في ذلك مبنية على التدرّج ككل شأن استفحل أمره وصار نظاماً أو عادة يصعب الانفكاك منها بسهولة، فقد حرم أشياء كانت سائدة، وهي مفسدة واضحة في المجتمعات بطريق التدرّج رفعاً لكل حرج ومنعاً لما من شأنه أن يدخل اضطراباً على الحياة العامة، مما ينتج عنه من المفاسد ماهو أعظم مما كان عليه الوضع، ولتصدر على الناس الامتثال لتعاليمه من أجل ذلك كانت تعاليمه قائمة على السماحة والتوسط والاعتدال ومراعاة مصالح العباد، وهو من أعظم مقاصده العامة).
فمنع الاسترقاق وحرَّر الأرقاء تدريجياً ووضع تشريعاً في ذلك محكماً جعل من كل مناسبة أو حادثة مناسبة لتحرير الرقاب من نير العبودية وأغلالها المخزية. وتعددت الآيات الواردة في ذلك، ككفارات القتل الخطإ والظهار واليمين والفطر، وتعرّضت السنة النبوية إلى عديد الصور والحالات التي توجب العتق، كما ضمنت للرقيق حياة اجتماعية محترمة، وأوصى الرسول عليه الصلاة والسلام ، بمعاملتهم معاملة إنسانية حتى لا يكلّفوا بما لايطيقونه، وشدد على ذلك حتى لاتكون هناك تجاوزات مخزية، وربط معاملتهم بالثواب والعقاب في الآخرة، وهو ما جعل المسلمين في صدر الإسلام وفيما بعده يعاملون الرّقيق معاملة إنسانية لم يسبق لها مثيل.
وقد شجعهم الإسلام على عتق الرقاب، وجعل لهم من الأجر والثواب مادفع بالمسلمين إلى الاعتناء بهم وبتربيتهم وتكوينهم وإفساح المجال لهم للاندماج في المجتمع برجاء الثواب والقربى إلى اللّه تعالى، وأمر بعتق الراغب منهم في الحرية مقابل الكتابة مع الإحسان إليه، وتمكينه من المال الذي يستطيع أن يضمن حياة مستقرة، كما جعل للزكاة مصرفاً من مصارفهم لتحريرهم، وشجعت الدولة على ذلك، ولقد قال عمر بن الخطاب قولته الشهيرة: ( متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً). فتكوّنت منهم طبقة اجتماعية محترمة فاعلة في المجتمع، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ، >الولاء لحمة كلحمة النسب<، وتخرج منهم العلماء المجتهدون والقواد وكبار الموظفين في الدولة، في زمن كان فيه العبد بضاعة تباع وتشترى في أسواق النخاسين.
ولم يبق من الأرقاء إلا الأسرى في الحرب، وهو من باب المعاملة بالمثل مع الإحسان إليهم وتربيتهم تربية سليمة وتعليمهم وتشجيعهم على الدخول في الإسلام مقابل فك رقابهم من الأسر والرق، إذ أن غاية الإسلام لم تكن الهيمنة ولا الحرب ولا التعدّي على حرمات الغير، بل جاء لنشر الهداية ومكارم الأخلاق وتحرير الإنسان من قيود الجهل والمرض والشرك والعبودية.
وبتتبع مواقف الإسلام من الرقيق وضع العلماء قاعدة: (إن الشارع متشوف للحرية)، ولقد أرجع الشيخ ابن عاشور سبب إبقاء الاسترقاق في الحرب إلى أنه كضغط على المناوئين للإسلام حتى لا يحاربون ولا يناصبون العداء لأن أخشى ماكانوا ـ يخشونه هو الوقوع في الأسر في يد المسلمين واستشهد بقول النابغة:
حِذاراًً على ألاَّ تُنالَ مقَادتي *** ولانِسْوتي حتى يَمُتْنَ حرائرا.
وإن كان ماقرره الشيخ ابن عاشور وجيهاً في حد ذاته، وهو عامل من عوامل الأمن داخلياً وخارجياً، ومن عوامل الاستعداد الحربي، إلا أن الاسترقاق لم يكن بدعة إسلامية إنما هو نظام عالمي كان سائداًً، في ذلك العصر وما قبله حيث كان الأسير يفعل به من صنوف التعذيب والوحشية تصل إلى حد الإحراق والتمثيل به. وهو أهون عليه من الأسر، فكان الأسير من المسلمين يلاقي من صنوف التعذيب ما اللّه عليم به.
فلزم أن يُبقي الإسلام في بادىء أمره على هذا النظام اضطراراً لااختياراً مع الفارق العظيم بين المعاملة الإسلامية للأسرى الذين يقعون في أيدي المسلمين، ومعاملة أسرى المسلمين الذين يقعون في أيدي محاربيهم، فلم تسبق الإسلام شريعة دينية ولاوضعية أن أقامت حقوقاً للعبيد حماية لهم من الأضرار بمقدار ما أقامت لهم الشريعة الإسلامية.
وبذلك يحق لنا أن نفتخر بسبق الإسلام إلى ما أدركه الغرب في العصر الحديث وينبغي أن لايحسب على الإسلام وتعاليمه التجاوزات التي حصلت في المجتمعات الإسلامية، فيما بعد العصر الذهبي للإسلام، لأن تلك التجاوزات كانت بداية انحطاط المسلمين، وتقهقرهم الاجتماعي، وتغلب النظم الاجتماعية التي كانت سائدة في غيرهم من الأمم المجاورة لهم. وعلى كل فإن المعاملة لهؤلاء المستضعفين تبقى دائما ًفي مجملها أفضل مما كان عليه العبيد خارج البلاد الإسلامية.
ولقد وصل بالرقيق إلى الحصول على امتيازات وصلت إلى درجة الإمارة والوزارة حتى في أحلك ظروف الانحطاط والتقهقر السياسي والحضاري.
فقامت دولة المماليك التي ظهر منها قواد عظماء حاربوا الصليبيين وهزموهم ومنهم وزراء تونس في عهد الحكم العثماني كوزراء الدولة الحسينية، وأعظمهم وأشهرهم الوزير خير الدين باشا الذي ارتقى إلى خطة الصدر الأعظم في الخلافة العثمانية.
واستمر ذلك الاسترقاق الجماعي والتعذيب الوحشي إلى بداية النهضة في الغرب.
وبعد قيام الثورة الفرنسية، وإعلان حقوق الإنسان وظهر تنفيذه في القارة الأمريكية بقرار من الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن الصادر في 1863/1/1م تم عمل تحرير العبيد في جميع الولايات الأمريكية 1865 وكان عددهم يقارب الأربعة ملايين بين رجال ونساء وأطفال اختطفوا عنوة بوحشية وقساوة من القارة الإفريقية، وهي وصمة شنيعة في جبين الإنسانية لا مثيل لها.
ولقد كانت تونس سباقة وعن طواعية واختيار، فأعلنت تحرير الرقيق (في سنة 1814 ثم في سنة 1846م ( ، واستجاب الناس لذلك بدافع ديني محض لما كانوا غافلين عنه عملاً بقوله تعالى: {وذكِّرْ فإن الذّكرى تنفعُ المؤمنين} (سورة الذاريات، الآية: 55) دون أن تقع ثورات ولامناداة ولا تمرّد مما وقع في غيرها من بلاد العالم حيث لم يكن هناك تحضير نفسي ولاتوعية دينية تقنعهم بالتخّلص من هذه الآفة عن اقتناع واعتقاد، فتحرير العبيد في تونس كان قبل صدور الأوامر في البلاد الغربية بتحريرهم.
الحرية بالمعنى الحديث
الحرية بمعناها المتداول بين النّاس بعد أن تضاءل المفهوم الأول وكاد أن ينسى ويبقى ذكرى تاريخية انقرضت وولّت.
وهي كما عرفها ابن عاشور: (فعل الإنسان ما يريد فعله دون مدافع بمقدار إمكانه)، وقد عرف المسلمون إبان نهضتهم هذا النوع من الحرية، وتعرّضوا له، ولم يكن غائباً عن أذهانهم.
وقد اصطبغت الحرية بالجدل الذي قام منذ القرن الأول الهجري، وفي عهد التابعين حيث ظهرت فكرة الجبر والاختيار، وهل أن الإنسان حرّ في تصرّفاته خالق لأفعاله، أم هو مسيّر لا مخيّر مجبور على فعل ما يفعله مسلوب الإرادة من كل اختيار؟.
يقول أحمد أمين في كتابه، فجر الإسلام: وهي مسألة شغلت الفلاسفة ورجال الدّين في العصور المختلفة، تعترضك في الأخلاق وفي القانون وفي فلسفة التاريخ وفي علم الكلام وفي الفلسفة على العموم. وقد نشأت الأبحاث الدينية في هذا الموضوع لما نظر الإنسان فرأى أنه من ناحية يشعر بأنه حرّ الإرادة يعمل ما يشاء، وأنه مسؤول عن عمله، وهذه المسؤولية تقتضي الحرية، فلا معنى لأن يعذب ويثاب، إذا كان كالريشة في مهب الريح لا بد أن تتحرك بحركته وتسكن بِسََكنِه ـ ومن ناحية أخرى رأى أن اللّه عالم بكل شيء أحاط علمه بما كان وما سيكون، فعلم ماسيصدر عن كل فرد من خير أو شرّ أن هذا يستلزم حتماً أنّه لايستطيع أن يعمل إلا على وفق ما علم اللّّه، فحارفي ذلك بين الجبر والاختيار، وأخذ يفكّر هل هو مجبر أو مختار، وقد امتنع الكثير من الخوض في الموضوع اتقاء الجدل والفتنة منهم الإمام مالك، رضي الله عنه.
وقد انقسم الناس إلى فريقين: فريق يقول بأن الإنسان خالق لأفعاله والقول بسلطان العقل في كل شيء حتى قالوا الحسن ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل، وهم المعتزلة الّذين سموا بالقدرية.

وقد استفادوا من آراء فلاسفة اليونان أيما استفادة، لإثبات صحّة مقولاتهم والرّدّ على مخالفيه 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:58 am

احترم وجهات نظر الآخرين

جاء في الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من الخندق ووضع السلاح واغتسل ، أتاه جبريل - عليه السلام - فقال : قد وضـعت السلاح ! والله ما وضعناه ، فاخرج إليهم ، قال : فإلى أين ؟ قال : هاهنا " ، وأشار إلى بنى قريظة ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم ونادى - صلى الله عليه وسلم - ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بنى قريظة ، فسار الناس ، فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم ، لا نصلى حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلى ، وذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعنف واحدًا منهم " .
ولقد وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - بتصرفه الحكيم الذي لم يعنف فيه أحدًا من الفريقين , ما وضع قاعدة إدارية وتربوية مهمة يتحتم بموجبها احترام وجهات النظر في فهم النصوص ..

وذلك يمثل احترام الإسلام لاختلاف وجهات النظر ما دامت عن اجتهاد برئ وسليم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم المنتدى
الادارة والتواصل
الادارة والتواصل
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5804
نقاط : 8802
السٌّمعَة : 159
تاريخ التسجيل : 11/05/2012
الموقع : منتدى الفردوس المفقود
العمل/الترفيه : أستاذ/الأنترنيت/ القراءة

التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :    التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :  Emptyالأربعاء يناير 07, 2015 1:08 pm

-**********************-
أخي الفاضل: hommane
إفادة طيبة
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك...
على ما تفضلت بانتقائه و تقديمه لنا

تحياتيــــــ
-******-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwpr.forummaroc.net/
 
التربية الاسلامية جميع الدروس الاولى باك علوم تجريبة :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دروس التربية الاسلامية للسنوات الاولى باكالوريا (جميع الشعب)
» جميع دروس الاولى باك اقتصاد
»  البازفي الرياضيات باك2 علوم تجريبة
» موضوع: تحميل جميع الإمتحانات الوطنية (شعبة علوم فيزيائية) PC "جميع المواد"
» جميع الدروس التي ستحتاجونها في الامتحان الجهوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفردوس المفقود :: المنتدى التربوي التعليمي :: الباكالوريا-
انتقل الى: