ليلة القدر
الدعاء
للمسلم أن يدعو بما يريد من الأدعية، وله أن يرفع إلى الله تعالى حاجته فيما يشاء، سواء كانت من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة، مع الالتزام بآداب الدعاء الشرعية، ومع ذلك فإن مثل هذه الأوقات المباركة لا ينبغي للمسلم أن يغفل فيها عن دعاء الله تعالى بطلب المغفرة وسؤال الجنة والنجاة من النار.
دعاء ليلة القدر من الأدعية المستجابة كما ذكرت السنة النبوية.
ليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعاً تشتد حاجة المسلم فيها، وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة، إلى أدعية لها مواصفات مخصوصة، تجمع له حاجاته الدينية والدنيوية كلها، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه" ؛ إشارة منه رضي الله عنه إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة.
والدعاء الوحيد الثابت في السنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم في
دعاء ليلة القدر هو:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟"، قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي".
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، ونقول للمسلم أن يدعو الله بجميل الكلام وبجميل الطلب والإلحاح، فلا حجاب بين العبد وربه،
علامات ليلة القدر
ليلة القدر أعظم ليالي شهر رمضان قدراً، حيث أنها خير من ألف شهر، وهي الليلة التي أمر الله فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في سماء الدنيا يسمى "بيت العزة"، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على محمد متفرقاً على حسب الأسباب والحوادث، فأول ما نزل منه كان خمس آيات من سورة العلق في تلك الليلة،ومن المهم إحيائها بالطاعات والعبادات والأدعيةِ والأذكار لأن الأجر فيها يُضاعف أضعافاً كثيرة، لذلك نُقدِّم لكم
علامات ليلة القدر:ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة وتفصيلها كالآتي ..
- العلامات المقارنة:1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا نستطيع الإحساس بها إلا من كانٍ في البر بعيداً عن الأنوار.
2- الطمأنينة، والمقصود بها طمأنينة القلب، وإنشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وإنشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.
3- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل بكون الجو مناسباً.
4- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
5- أن الإنسان يجد في القيام لذةً أكثر مما في غيرها من الليالي.
- العلامات اللاحقة:- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافيةً ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنها تطلع يومئذٍ لا شُعاع لها) -رواه مسلم-
تقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجلعنا من المعتوقين من النار ..
كيفية قيام ليلة القدر
هل تعرفين
كيفية قيام ليلة القدر؟ سنبين لك في السطور ادناه
كيفية قيام ليلة القدر اذ يؤمن المسلمون ان الله عظم أمرَ ليلة القدر فقال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي أن لليلة القدر شأنًا عظيمًا وبين أنها خير من الف شهر فقال :{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيرًا من العمل في ألف شهر، وما من عمل صالح أفض من قيام الليل، لنتعرف على
كيفية قيام ليلة القدر.
قيام ليلة القدر يحصل بالصلاة فيها إن كان عدد الركعات قليلاً أو كثيرًا، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن يسَّر الله له أن يدعو بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة، فكم من أناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة ثم قال الله :{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ويروى عن رسول الله أنه قال :"إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كَبْكَبَة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر"فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد وءاجالهم إلى قابل، وليس الأمر كما شاع بين كثير من الناس من أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي توزع فيها الأرزاق والتي يبين فيها ويفصل من يموت ومن يولد في هذه المدة إلى غير ذلك من التفاصيل من حوادث البشر بل تلك الليلة هي ليلة القدر كما قال ابن عباس ترجمان القرءان فإنه قال في قول القرآن :{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) }هي ليلة القدر، ففيها أنزل القرءان وفيها يفرق كل أمر حكيم أي كل أمر مُبْرَم أي أنه يكون فيها تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك مما يطرأ على البشر من الأحوال المختلفة من هذه الليلة إلى مثلها من العام القابل. ثم قال الله :{سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} فليلة القدر سلام وخير على أولياء الله وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذى، وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر. عن عائشة ا قالت :"قلت يا رسول الله إن علمت ليلة ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنّك عفوّ تحب العفوَ فاعفُ عنّي" وكان أكثر دعاء النبي في رمضان وغيره :"ربّنا ءاتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار".
ومن حصل له رؤية شيءٍ من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها، فأكثر علاماتها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل: أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء، أو أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة، ومن اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، قال رسول الله :"من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه" رواه البخاريّ.
متىليلة القدر؟
يتحرى الصائم ليلة القدر لعظم أجرها فهي تعادل عبادة 83 سنةٍ، أي أكثر من عمر الإنسان في بعض الأحيان،
متى ليلة القدر؟ سؤالٌ نجيب عنه خلال المعلومات التالية:
تحديد
وقت ليلة القدر لا يؤخذ إلا من الوحي، وقد نزل الوحي بالمعلومات عن موعدها بالتدريج، فجاءت الأحاديث في تحديد موعدها كأنها متعارضة، ولذلك تعددت آراء العلماء في ذلك، لكننا لو راعينا أن الوحي نزل بتحديد موعدها بالتدريج من الأعم الأوسع إلى الأخص الأكثر تحديداً لزال كثير من التعارض الظاهري في ذلك:
• ففي البداية لم يكن أحدٌ يعلم في أي شهرٍ هي، إنما هي ليلة في السنة كلها، وكان من الصعب كثيراً على الإنسان أن يقوم السنة كلها لا تفوته ليلة.
• ثم أُوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها في رمضان، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، فأصبح المطلوب لمن يلتمسها أن يقوم شهراً واحداً من السنة كلها، وهذا أسهل بكثير، وقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأول من رمضان ظناً أنها فيها، ثم اعتكف العشر الأوسط ظنا أنها فيها.
• ثم أوحي إليه صلى الله عليه وسلم أنها في العشر الأواخر فاعتكف، ففي الحديث الصحيح (أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ منْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ... ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا منْهُ، فَقَالَ: إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ).
• ثم أوحي إليه أنها في الوتر من العشر الأواخر فقال صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ).
• ثم أخبرهم صلى الله عليه وسلم أنها في الوتر من السبع الأواخر فقال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ) وهذا آخر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فهي واحدةٌ من ثلاث ليالٍ لا رابع لها إما ليلة خمس وعشرين أو ليلة سبع وعشرين أو ليلة تسع وعشرين، وهكذا أصبح الأمر سهلاً فهو أجر عظيم جداً في واحدةٍ من ليالٍ ثلاث، وهذا إن كانت بداية الشهر صحيحةٌ، أما إن كانت غير صحيحة فإن الليالي الفردية تصبح زوجية، والزوجية تصبح فردية، فليتنبه إلى هذا.
ويمكن ان نستدل على متى ليلة القدر؟ من خلال
علامات ليلة القدر.
علامات ليلة القدريتداول الناس كثيراً من العلامات لليلة القدر، بعضها ورد في بعض الروايات، وبعضها من تأليفهم، وباختصار فإنه لم يصح في علامات ليلة القدر إلا علامة واحدة فقط، وهي (أَنَّهَا - أي الشمس - تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا) ولكن هذه العلامة لو كانت واضحةً مستمرةً لاستطاع الصحابة رضي الله عنهم بحرصهم المعروف أن يرصدوا ذلك وأن يحددوا أي ليلة هي، وأن يتفقوا على ذلك، ولكن ذلك لم يحدث بوضوح، مما يدل على أن هذه العلامة إما أنها كانت في سنةٍ معينةٍ فقط، أو أنها ليست واضحةً للجميع بما يكفي، كما أن هذه العلامة تظهر بعد انتهائها، ويكون قد فات الأوان.
ليلة القدر 1433:فضلها وعلانلتها
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين في ليلةٍ مباركةٍ هي خير الليالي، ليلةٍ اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي
ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين .. قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}، وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }.
- سبب تسميتها بليلة القدر:قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..
أولاً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف.
ثانياً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعهِ وخلقه.
ثالثاً: وقيل لأن للعبادةِ فيها قدرٌ عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
- علامات ليلة القدر:ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علاماتُ مقارنة وعلاماتٌ لاحقة ..
العلامات المقارنة:- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يُحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.
- الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحةً وطمأنينةً وانشراح صدرٍ في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.
- أن الرياح تكون فيها ساكنة، أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل بكون الجو مناسباً.
- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
- أن الإنسان يجد في القيام لذةً أكثر مما في غيرها من الليالي.
العلامات اللاحقة:- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها) رواه مسلم.
- فضائل ليلة القدر:- أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
- أنها ليلةٌ مباركة، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
- يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى {فيها يفرق كل أمر حكيم}.
- فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}.
- تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}.
- ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى {سلام هي حتى مطلع الفجر}.
- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
فلنتحرى علامات
ليلة القدر لنُكثر من الطاعات والعبادات جعلنا الله وإياكم من المعتوقين من النار في
ليلة القدر المُباركة، وتقبل الله منا وإياكم صيامنا وقيامنا وطاعاتنا ..