وردة سقطت من "غصن" الحياة
وسقطت وردة من غصن الحياة ، ومن اليوم بات صوتها الشجي مجرد ذكريات على الاجهزة والشاشات، فقد
توفيت مساء اليوم الفنانة وردة الجزائرية بمنزلها بالقاهرة إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز الـ 73 سنة.
ونشأت وردة في محيط غربي فرنسي لا يعترف باللغة العربية وعلى الرغم من هذا كله كانت تغني الطفلة وردة لكبار الفنانات العربيات من بينهم أم كلثوم ،واسمهان ،وفيروز ،ونور الهدى من دون فهم معنى الكلمات الصعبة للاغاني فكانت تؤديها حسب مشاعرها كطفلة لذا كانت تكتب الاغاني العربية بالاحرف اللاتينية ثم تتدرب على قراءتها ودندنتها بعد سماعها عدة مرات وبتأن.
كما كانت تغني وردة لكبار الفنانين الفرنسيين انذاك من بينهم اديت فياف و شارل ازنافور كما كانت لها القدرة الكبيرة على التقليد والحفظ رغم صغر سنها.
في احدى الليالي كانت وردة تغني للسيدة اسمهان فسمعها ملحن سوري واعجب بصوتها وبطريقة ادائها للاغاني الصعبة فلما انتهت ذهب الى والدها ليقنعه بضرورة الاهتمام بها فنيا وطلب منه الموافقة على التعاون معه ومع ابنته فوافق الوالد وقدمها للملحن فكانت بدايتها الفعلية والفنية الخاصة.
وفي سنة 1959سافرت وردة الى دمشق وهناك غنت للسوريين في نادي ضباط سوريا.وبعدها سافرت الى لبنان و بيروت تحديدا حيث انهالت عليها العقود السينمائية حيث اتصل بها المخرج اللامع انذاك حلمي رفلة برفقة الفنان الوسيم عمر الشريف وطلبا منها المشاركة في فيلم سينمائي فكانت مترددة لانها تجهل مصر ولم تزرها وبحكم انها كانت جديدة في الميدان الفني.
بعدها اتصل بها مقيم الحفلات وليد الحكيم وطلب منها المشاركة في الحفل السوري الكبير :اضواء دمشق فوافقت مباشرة وغنت "انا من الجزائر .انا عربية" ونالت بهذه الاغنية اعجاب الجمهور الحاضر والعرب لانه كان منقولا مباشرا على الاذاعات ونجحت بالرغم من غنائها الى جانب الكبار من بينهم : وديع من لبنان وشادية وعبد المطلب من مصر.
في سنة 1960 برزت وردة وغنت للوطن وللحب فانهالت عليها العقود من طرف كبار الملحنين من بينهم فيلسوف النغمة العربية كما يسميه البعض"رياض السمباطي"وغنت ايضا لمحمد الموجي .بليغ حمدي، فريد الاطرش ،فاصبح بذلك صوتها ينافس كبار الفنانين مثل فايزة احمد، شادية وهذا التنافس نتج عنه جودة الاغنية العربية وتطورها.
بعد مرور 10سنوات وبالتحديد سنة1972 كانت الجزائر تحضر للاحتفال بالدكرى 10للاستقلال فاتصل الرئيس الراحل هواري بومدين بوردة طالبا منها المشاركة في هذا الاحتفال الكبير لكنها اخبرته بعدم استطاعتها لرفض زوجها لها الغناء، وبعد اخذ ورد قررت السيدة وردة العودة الى الفن والغناء بقصيدة "عدنا اليك يا جزائرنا الحبيبة" من كلمات صالح خرفي والحان بليغ حمدي. وكانت قصيدة رائعة وبذلك انطلاقتها الثانية في عالم الفن وتم طلاقها لتسافر الى القاهرة.
في القاهرة تلقت عدة عروض فنية من ملحنين كبار من بينهم الملحن الشاب بليغ حمدي الذي احبها حبا شديدا فكان الزواج وبداية المجد فكان ابرز ما لحن لها"يا اهل الهوى" و"اسمعوني"،" ايه ولا ايه"، "اولاد الحلال" ،"معندكش فكرة".
بعدها تعاملت مع ملحنين شباب مثل صلاح الشرنوبي في البوم "بتونس بيك" والبوم "حرمت احبك" الذي نجح نجاحا كبيرا وعادت للواجهة وللمجد بعد غياب طويل كما مثلت عدة مسلسلات منها "اوراق الورد" وافلام من بينها "حكايتي مع الزمان" واخيرا مسلسل "ان الاوان" الذي فشل وللاسف فشلت الاغاني معه .ومن بينها الاغنية الاكثر من رائعة "كانك معايا".