منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
عزيزي الزائر يشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدي بالضغط علي كلمة التسجيل وإن كنت عضوا في المنتدي فبادر بالضغط علي كلمة دخول وأكتب أسمك وكلمة السر فنحن في إنتظارك لتنضم إلينا
منتديات الفردوس المفقود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الفردوس المفقود

منتدى للابداع والتربية والترفيه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
أخي الزائر بعد تسجيلك بالمنتدى سيعمل مدير المنتدى على تنشيط عضويتك ..وشكرا
اهلا وسهلا بك يا زائر
فن الملحون  21_05_1213376309211
فن الملحون  052112130544nzhmb91h8rjfmgyu
الى كل أعضاء الفردوس المفقود وطاقم الاشراف والمراقبة والادارة المرجو ايلاء الردود عناية خاصة
مطلوب مشرفين لجميع الاقسام
Google 1+
Google 1+
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 فن الملحون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

فن الملحون  Empty
مُساهمةموضوع: فن الملحون    فن الملحون  Emptyالسبت يناير 30, 2016 8:19 am

يعتبر (الملحون) فنًّا شعريًّا وإنشاديًّا وغنائيًّا متميزًا بالمغرب، فهو تراث مكتنز يختزل مقومات الثقافة المغربية ومظاهر حياتها الأصيلة. فهو يتخذ من اللهجة العاميَّة أداتَه، ومن مضامين اللغة الفصحى بشعرها ونثرها، مادتَه التي تتلوّن مواضيعها بألوان التوسلات الإلهية، والمدائح النبوية، والربيعيَّات، والعشق، والهجاء، والرثاء.
وبالرجوع إلى كتب التوثيق يظهر أن أولى بواكير فن "الملحون" ظهرت في "العهد الموحدي" خلال القرن السابع الهجري.

كما عرف في "العصر السعدي" تطورًا مهمًّا قبل أن يصل إلى درجة التألُّق والتطور في نهاية القرن 19، حيث انتشر بشكل واسع بين الطبقات، وطغى على مضمونه الطابع الديني قبل أن يطرق أبواب مواضيع أخرى استهلها بالطبيعة وختمها بالغزل.

ومع الزمن زاد اهتمام المغاربة به، خاصة في: فاس، وسلا، ومكناس، ومراكش، على مراحل متباعدة تأثر خلالها بعوامل عدة مشكلاً ما يشبه ديوان المغاربة وسجل حضارتهم بكبر معانيه، وعمق أفكاره، وقيمة الفوائد المبثوثة في شعره، وتنوع بنائه وبحوره، واتساعه في الزمان والمكان.

وعبر تلك العصور انتقل أداء "القصيدة الملحونية" من مجرد السرد في المساجد والزوايا، إلى اعتماد اليد في ضبط الإيقاع أو ما يسمى بـ"التوساد"، وقد توسد الأداء في البداية بآلة "التعريجة" أو "لكوال"، واتسع نطاق الآلات فيه بما يقتضيه التنوع بين الأقسام وأجزائها.
منقول للإفادة.
عتبر الملحون جزءً من تراث شعبي مغربي أصيل و متجذر في الثقافة المغربية ، وهو يجمع بين الفن و الأدب و الفكر و محبب للنفوس لأنه يتجاوب مع الإنسان المغربي في مستوى حياته اليومية و من تم كان موضوعنا في هذا البحث الذي رمنا من خلاله الإسهام في التعريف بهذا الفن الأصيل.
1-1 الإطار العام للموضوع 
تعد الآداب والفنون الشعبية من أهم الآداب العالمية التي كثر الاهتمام بها في العقود الأخيرة و أقبل على دراستها عدد كبير من الدارسين و المؤرخين و المهتمين بالتراث الشعبي و المتخصصين في الأنتربولوجيا الثقافية ، كما استهوت كل الباحثين المتعطشين لفهم عادات الشعوب وطقوسهم وتقاليدهم .
والأدب الشعبي كما لا يخفى على الفهم ليس هو الأدب الرخيص أو الوضيع المبتذل كما قد يظن البعض ، ولكنه الأدب الذي ينبع من الشعب في مختلف طبقاته و يعبر عن ذوقه وثقافته و يصور مشاعره و عقليته و مستوى حياته ، ورغم المرتبة التي أصبح يتبوؤها هذا الأدب بين الآداب العالمية الأخرى بفضل الاهتمام المتزايد به ، فإن بعض الأشكال و الأنماط التعبيرية التي تدخل ضمن هذا الأدب الشعبيلم تحض بالعناية التي تستحقها و الاهتمام الذي يليق بها من لدن المثقفين و الباحثيــنو نقصد هنا فنا شعبيا متأصلا و متجذراً في الثقافة المغربية هو شعر الملحون.
فمن المعروف أن شعر الملحون لم ينل اهتماما كبيرا من الباحثين و الأدباء والمؤرخين الذين لم يكونوا في الغالب يرونه جديرا بالتدوين و التخليد و لم يشذ عن هؤلاء إلا النزر القليل ممن لهم اتصال وثيق بهذا الشعر ، فألفوا في العقود الأربعة الأخيرة مجموعة لا بأس بها من المؤلفات التي تعنى بهذا الأدب الشعبي، وقد عزمنا أن ندلوا بدلونا في التعريف بهذا الأدب الأصيل المسمى الملحون.
لذلك فبحثنا هذا يدخل ضمن إطار عام هو الأدب الشعبي ، وقبل أن نمضي إلى تحديد المنهج الذي اخترناه و رأيناه ضروريا و مناسبا للتصدي لموضوع الملحون ، لا بأس أن نضع بين يدي القارئ نبذة عن هذا الأدب الذي جهله كثير من أهله.
1-2 تحديد المفاهيم
1)- الملحون : نبع شعر الملحون من تافيلالت و ترعرع في مكناس ليعم باقي المدن المغربية التقليدية كفاس، مراكش، سلا، الصويرة و تارودانت وحمل مشعل هذا الفن على مدى قرون شعراء شهد لهم التاريخ بالعبقرية والتفرد، تفننوا في استعمال الكلمات الموزونة والمحسنات البلاغية وابتكروا بحوراوأوزانا شعرية وأبدعوا في كل الأغراض من مدح وغزل وهجاءوخمريات... 
وقد سمي هذا الشعر بالملحون لأن الشاعر ينظم فيه على إيقاع خاص و بذلك يجمع بين النظم و اللحن وهذا وجه من وجوه تسميته بهذا الاسم وهناك وجه آخر وهو" اللحن " بمعنى الخطأ أي أنه خارج عن القواعد الإعرابية الفصيحة، والبيت الشعري في الملحون يمكن أن يتركب من شطرين أو شطر واحد وقد يصل إلى ثلاثة أشطر أو أربعة حسب البحر الذي نظمت فيه القصيدة ، وقد دأب أهل الملحون على تسمية الشطر الأول من البيت أي الصدر ب "الفراش " والعجز ب" الغطا "
وإذا تألف البيت من أشطار تفوق الإثنين يسمى الشطر الثالث " الغطا الثاني " وهكذا، وبحور شعر الملحون تصل إلى خمسة بحور و كل بحر ينقسم إلى عدة قياسات وعروض الملحون لا يتكون من التفاعيل كما في الشعر الفصيح بل يتكون من مقاطع على غرار الشعر اللاتيني وهذه البحور الخمسة هي " المبيت ، مكسور الجناح ، السوسي المزلوك، المشتب والذّكر" . 
2)- بحور الملحون: جدير بالذكر أن بحور الملحون تعرف عادة باسم " المرمات " و أول بحر عرفه شعر الملحون هو بحر " المبيت " و يتركب من أبيات تتراوح بين شطرين و خمسة أشطر و عدد تقاطيع البيت تختلف حسب قياساته التي تصل إلى 153 قياسا)1( ، و البحر الثاني في عروض الملحون هو " مكسور الجناح " وهذا البحر لا يتركب من أبيات إنما كل قسم كأنه بيت بذاته يبتدئ الشاعر أولا بشطر واحد عدد تقاطيعه عشرة ثم تأتي بعده " شطيرات " صغيرة تسمى " لمطيلعات " يختلف عددها حسب قياسات هذا البحر ثم في آخرها يأتي بيت يكون غالبا على قياس " الحربة " أو قريبا منه و " الحربة " هي اللازمة التي تتكرر إثر كل قسم من أقسام القصيدة و بها تعرف أيضا و " بالحربة " يتحكم المنشد في ضبط الإيقاع و سمي هذا البحر" مكسور الجناح " لأنه يبدأ فيه بشطر كأنه " فراش " البيت لا يغطى،كأن له جناح واحد و كسر جناحه الثاني ، وبحر " السوسي المزلوگ" شبيه بالمنثورويستهل دائما بشطرين في كل واحد منها سبعة تقاطيع و لهما قافية واحدة ثم يشرع الشاعر في الشعر " المزلوگ " الحر أي أنه لا يلتزم ميزانا و لا قافية وفي آخر قسم من القصيدة يجعل الشاعر بيتا أو أبيات و يستعمل هذا البحــــر 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





بالخصوص في قصائد " الترجمات "(2 و التي يكون فيها حوار " الخصام "، و البحر الرابع في عروض الملحون هو " المشتب " و يتكون القسم في هذا البحر من بيت يفصل فيه يبن أول أشطاره و بقيتها بمجوعة من الأشطار القصيرة تسمى " لمطيلعات " فكأن داخل البيت محشو بهذه الأشطار الزائدة وأصل تسمية هذا البحر " بالمشتب " مشتق من كلمة اسبانية estipula تصغير estipa بمعنى التين و منها المشتب الذي تملأ به الفرش و اللحوف أما النوع الخامس فهو المعروف " بالذكر " و القصائد المنظومة في هذا البحر تسمى الذكرات وهي شبيهة بقصائد " المبيت " من حيث أنها تتركب من حربة و لها قياس خصوصي و موضوع " الذكرات " يكون دائما إما في الصلاة على النبي (ص) و مدحه أو في مدح آل البيت و الصحابة و الأولياء .
وبعد هذه الوقفة مع بحور شعر الملحون التي قصدنا من خلالها توضيح خصائصها حتى لا يقع الخلط بين عروض الملحون و عروض الشعر الفصيح ، نمر إلى تحديد بعض المفاهيم و المصطلحات الأخرى المرتبطة بهذا الشعرو التي تواتر ذكرها في هذا البحث " كالسرابة " و " الناعورة " و " العروبي "
3)- القصيدة : هذا المصطلح هو الأساس و الأصل في شعر الملحون ، ذلك أن القطعة المتكاملة من شعر الملحون تسمى في العادة " قصيدة" و أصل الاصطلاح تشبيه بالقصيدة العربية الفصيحة و نطقها العامي بسكون القاف وهي تصاغ باللسان الدارج ببعض الألفاظ الفصيحة و لكنها من دون إعراب و تنقسم إلى أقسام . 
4)-" السرابة ": وهي عبارة عن قصيدة شعرية تعتبر من صميم شعر الملحون وهي ليست بقصيدة و غالبا ما تكون مقدمة ومدخلا لها و تمتاز " السرابة " 

بقصرها ولا حربة لها و لا يذكر الشاعر اسمه فيها و نمثل لها بإحدى " السرابات " المشهورة :

شاين كتبت العالم فوق جبين بنــادم

ما يمحي و عدو وملام
قل لذاك اللايم سلم تضحى سالـم
من طعن سيوف انيام
ما بهضوك عوارم ما لسعوك صوارم
ما ذقت كيوس المدام
ما بات رقيــبك من ضناك خايـف ما نكيت حسود
مــــا قبلـت كيسـان المراشف ما شاهت قدود
ماحزت بيديــك صابغ السوالـف ما عنقت نهود

عايش هايم واهيا اللايـــــــــــم
نوصيك اليوم لا تعود تلوم و لا تبوح بالمكتــوم

أما من امثالك لامـــوا و بلاوا بالغرام وهاموا
واضحاوا للبها خداموا
ورضاوا سيرة احكامـوا فغرام عانسي لامــوا
أيا ملاكتي يوم تجينـــا توكة الهلال تزهينــا
بكاس الشتيا تسقينــــا طلعة البدر مينـــة


5)-" الناعورة:قطعة شعرية تجعل في كثير من " قياسات " بحر " المبيت " أضافها الشاعر الحاج عمارة و جعلها مقدمة لكل قسم و غالبا ما تأتي ابتدأ من القسم الثاني لأن عادة ما يبدأ " بالحربة " و غالبا ما تكون أبيات " الناعورة " مركبة من شطرين

و نمثل لها " بالناعورة " الأولى من قصيدة " الدمليج " للشاعر العيساوي الفلوس: 
دمليج زهيرو غاب ما بان وبقيت من فراقو مهموم حزيـن
ما شاف مثيله فيد سلطان عند لعراب و لا فالهند وصيـن
دمليج لا يوجد ف مكان ف الروسيا ولا فحزين ستاليـن(3) 
6)- " العروبي " و يطلق على ثلاث أنواع من الشعر الأول تنظمه النساء و كان يغنى بالخصوص بمناسبة النزاهة في البساتين و الجنان خارج فاس ، و كل مواضيعه تدور حول الحب و الغرام و الأصل أن يتركب من أربعة أشطار لذلك يسمى " عروبيا " بالقلب أي ربوعيا نحو 
" يا الجالس في رياض و الزهر و الياسمين حذاك 
لله ارفد عينيك شف في ﱠ يانعم الله مســــا ك
فالليل نتوحشك وفي النهار نترجــــــــاك
ما صبت نشوف فيك عساك نبات حــــــداك" 4و النوع الثاني من " العروبي " يدعى في مراكش بالرباعي و هو في الأصل يتكون من أربعة أشطار وهذا النوع من الشعر جله في الحكم و يقدس عند سامعيه لاشتماله على نصائح و مواعظ ، وقد اشتهر بهذا النوع من " العروبي " عبد الرحمن المجذوب 
ابن آدم يا كحل الراس أيا خايب الطبيعـة
السن يضحك للســن و القلب فيه الخديعة
أما النوع الثالث من " العروبي " فيتركب من أبيات ذات شطرين في كل منها 10 تقاطيع و يدرج في قصائد بعض " القياسات " و يكون وسط القصيدة 
و يخضع لتلحين خاص ونمثل له بعروبي من قصيدة " عزو المنصور الذهبي " للشاعر المغراوي:
ما اعظم ساعة الفراق مع الاحباب جاروا يا لايمي علي ظلموني 
تركوا قلبي حزين ف محنة وعذاب ماذاقوا ما جربوا ما عذروني
و رماوا جمارهم عني احرقوني 
و حتى لا نطيل في تحديد مفاهيم شعر الملحون و مصطلحاته نكتفي بهذا القدر الذي لا شك أنه أزاح كثيرا من البس في ما تعلق بخصائص و مميزات هذا الشعر الشعبي الأصيل .
1- أنظر معلمة الملحون ، القسم الأول من الجزء الأول ، محمد الفاسي ،مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية ، أبريل 1987 
2- أنظر الفصل الثاني ، تعريف مفهوم " الترجما " 

3- عبد الله شقرون، الشعر الملحون في الإذاعة ، منشورات إتحاد إذاعات الدول العربية ، تونس ،1987 ص 66 
4- محمد الفاسي ، رباعيات نساء فاس " العروبيات " دار قرطبة للطباعة و النشر ، ط2 الدار البيضاء 1986، ص 76
إنجاز كريمو كريم من بحثي الجامعي ِ الشاعر و السارد و المتلقي في شعر الملحون


عدل سابقا من قبل hommane في السبت يناير 30, 2016 10:30 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

فن الملحون  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن الملحون    فن الملحون  Emptyالسبت يناير 30, 2016 8:22 am

القسم الأول الشاعر خارج النص
1- مفهوم شاعر الملحون
[size]
إن البحث عن مفهوم واحد يحدد مفهوم ماهية الشاعر الزجلي ونعني هنا شاعر الملحون يطرح عدة إشكاليات وذلك نظرا لتنوع المفاهيم وتباينها من لدن الباحثين والدارسين وأهل الملحون أنفسهم. فبالنسبة للباحثين والدارسين نجد مثلا إدريس المنساوي(1) في كتابه أسئلة السفر أو سفر الأسئلة يعتبر شاعر الزجل هو المتمرد الخلاق المبدع الذي يحاول أن يطور ويرقى بشعره شكلا ومضمونا ، ويعتبر المنساوي الشعراء الدين أسهموا بشكل كبير في تطوير شعر الملحون بإبداعاتهم وتحسيناتهم التي أضافوها إليه هم الشعراء الحقيقيون الذين تنطبق عليهم مجموعة من الألقاب(2) من قبيل الأدباء، أهل العقول الراجحة، أقواس الملحون، ناس الموهوب، ناس الفن والمعاني …
والشاعر الفحل في تصوره هو الذي يعكس بصدق وواقعية الواقع المعيش لمجتمعه الذي هو واحد من أبنائه ، وعليه فوجب عليه أن يكون لسان مجتمعه يتمرد ويثور على أخطبوط الفقر و الاستغلال والفساد ويعمل على الكشف عن الحقائق المحجوبة وينبه الناس إلى عيوبهم ويبين لهم أسباب انحطاطهم وتخلفهم ، هذا هو الشاعر في تصور المنساوي الشاعر الحامل للكلمة الصادقة والصادع بالحق، أما شاعر اللهو والعبث و شاعر المرتزقة الذي يتواطأ مع القوى الظالمة فهو بعيد عن الشاعرية . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويرى كل من علال الحنفي ومولاي المهدي العلوي وهما آخر من تبقى شيوخ المحلون بسلا أن شاعر الملحون لا يمكن أن يكون شاعرا فحلا إلا حينيراعي الوزن و الإيقاع ويكون شعره ممتازا سليما من الأخطاء متضمنا لألفاظ من غريب لغةالملحون وليس من الضروري أن يكون متعلما إذ يكفي أن يكون موهوبا ينظم بالسجية والسليقة، أما الشاعر الذي يبتعد عن الوزن ويخرج عن الإيقاع فانه لا يستحق لقب الشاعر وان نال موضوع شعره إعجاب الناس لان أهم ما يجب أن يتحلى به الشاعر بالإضافة للموهبة وقوة الكلمة تمام الوزن.
ويرى الشاعر محمد الفلالي المعتذر أن شاعر الملحون هو القادر على إبداع قصائد رائعة في كل الاغراض الشعرية دون استثناء ويراعي في الآن نفسه الايقاع و الوزن بل و تكون له القدرة على نظم قصائد مختلفة في كل البحور و الاوزان الشعرية وعندها فقط يمكن أن يطلق عليه لقب شاعر فحل .
وانطلاقا من هذه الاراء المتباينة لا يمكننا القول الا أن الحكم على هذا الشخص بأنه شاعر وأن الآخر ليس بشاعر يتطلب منا وقفة نستعرض فيها أهم الشروط التي وضعها أهل الملحون للحسم في هذا الموضوع .
2 – شروط فحولة شاعر الملحون
وأول شرط يشترطه أهل الملحون في الشاعر المعترف به وبشعره أن يكون له شيخ أخذ عنه " فشاعر الملحون لايرقى إلى ما يرقى إليه من وجاهة وصدارة بوسطه الفني إلا إذا كان له شيخ معروف يلازمه وينتسب إليه ويحفظ الكثير من شعره وشعر شيوخ شيخه"(3). والسبب الرئيس في اشتراطهم للشيخ ليعترف بالشاعر هو أن الشيخ يكون للشاعر الناشئ كالمدرسة التي يغترف منها كل العلوم " فالشيخ ينفخفيتلميذهومريدهمنروحهوعبقريتهويمدهبالقوةالسريةعلىاستنباط
المعاني والتعبير عنها بأجمل الألفاظ وأحلى الطبوع والميازين "(4). ولهذا السبب نجد الشعراء يفخرون بشيوخهم الذي أخذوا عنهم ويهجون خصومهم بكونهم لاشيوخ لهم لدرجة تدفع ببعض الشعراء الى ذكر أسماء شيوخهم في آخر القصيدةو أشهرهم الشاعر عبد الفضيل المرنيسي تلميذ الشاعر النجار فتكاد قصائد هذا الشاعر لا تخلوا من ذكر اسم شيخه.
ومن الشروط الأخرى التي يجب أن تتوفر في الشاعر ليعترف بشعره بالإضافة إلى احترامه الوزن والإيقاع ، أن يكون موهوبا مبدعا خلاقاَ أي أن تكون انتاجاته الشعرية بالسجية والفطرة، والشاعر الذي تتوفر فيه هذه الملكة يتبوأ أعلى مرتبة ولا يشترط فيه أن يكون متعلما آذ يكفي أن يكون واعيا عارفا بحقوق الكلام وإن كان أميا(5).
ومن الشروط الأخرى التي يشترطونها بالإضافة إلى ما تقدم ذكره أن يكون مبدعا ولا يتأتى له ذلك إلا إذا وصل إلى مستوى الإبداع الذي يشتمل على ثلاثة عناصر أساسية وهي "منقول وهيض وغيظ فالعنصر الأول" المنقول" يقصد به أن يصوغ الشاعر قد نقله سواء كان مقروءا أي ما يقرأ ويدرس على الطريقة التقليدية في جامعة القرويين أو مدرسة ابن يوسف بمراكش أو كان مسموعا أي ما كان يتلقاه الشاعر من خلال مجالس العلماء و منتديات الأدباء فحين يتمكن الشاعر من صياغة هذه المعارف صياغة فنية رائقة و يوفق في نقل كل المعلومات التي تجمعت في ذهنه نقلا يستوفي شروط الصناعة الأدبية و الفنية حينها يكون الشاعر قد استوفى شرطا من شروط الإبداع التي تجعل منه شاعرا والعنصر الثاني من ثالوث الإيداع هو " الهيض" و يقصد به أن يصف الشاعر ما يعايشه ويتجاوب معه على
مستوى الأحداث والوقائع على نحو يمزج فيه بين مشاعره الخاصة وبين ما يريد أن يتوجه به إلى مجتمعه ويعطي فيه رأيه. 
و أما العنصر الثالث فهو الذي يعرف عند أهل الملحون" بالغيظ" ويعنون به أن ينقلالشاعر مشاعره وانفعالاته ويترجم كل ذلك بواسطة مجموعة من القصائد".(6)
فان استوفى الشاعر كل هذه الشروط حينها فقط يمكن أن يلحق بحظيرة الشعراء الفحول المعترف بشعرهم أما مرتبته ومكانته بين الشعراء فموهبته ومهارته هما الكفيلتان بتحديدها .
وبالإضافة إلى هذه الشروط التي ذكرناها يشترط في الشاعر الذي ينظـم " الجفرية"(7 أن يكون تقيا صالحا متخلقا زاهدا ظاهر الورع مشغولا بنفسه عن الناس متتبعا لأحوال البلاد والعباد فإن سقط عن شاعر " الجفرية " شرط من هذه الشروط وثبت أنه من اللاهين والعابثين بطلت " جفريته " ومنع الحفاظ من تداولها وإن جاءت تنبؤاتها مطابقة للواقع.
1- إدريس المنساوي ، أسئلة السفر أو سفر الأسئلة ، كناش التعاويد ، 1991-1999 ص ص 127 .129 بتصرف
2-ونمثل لها ببيتين للشاعر السي التهامي المدغري ، الأول من قصيدة فارحة و الثاني من قصيدة العود
- وسلام لأهل اللواح هل لعقول الراجحه 
- فاح من طيبه عودي والسلام لناس لموهوب و النكاي
من جحل
3- عبد الرحمن الملحوني ، ديوان الملحون ، سلسلة أبحاث و دراسات في القصيدة الزجلية ، ع2 ، كتابة الشعر الشعبي المغربي الملحون ، إشكالية من إشكالية الإنشاد و التدوين ، شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ، الرباط 1990
4- عبد الرحمن الملحوني ، ديوان الملحون ، ع2 ، مرجع سابق، ص 73 
5- شاعر الملحون إن كان أميا فإن هذه الأمية أبجدية فقط أي أنه لا يعرف مبادئ القراءة و الكتابة لكنه بمجالسته العلماء الفقهاء يكتسب ثقافة علما. 
6- عبد الرحمن الملحوني ، ديوان الملحون ع2 ، مرجع سابق ،ص ص 81.80 ، بتصرف
7- " الجفرية " ( م جفريات ) وهي قصيدة يذكر الشاعر فيها الأخبار المستقبلية 
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

فن الملحون  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن الملحون    فن الملحون  Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:26 am

ن الحسم في معيار واحد لتصنيف شعراء الملحون إلى مراتب وطبقات يعتبر شيئا صعبا وذلك لاختلاف الدارسين والباحثين و أهل الملحون كذلك في هذا الموضوع، فالبعض كمحمد الفاسي يقسم الشعراء إلى ثلاثة مراتب معتمدا في ذلك على ألألقاب التي وضعها أهل الملحون للتمييز بين مراتب الشعراء ، وهناك من الباحثين من يصنف الشعراء على حسب المراحل الزمنية التي عرفها هذا الشعر كعباس الجراري .
وهناك من أهل الملحون من يقسم الشعراء إلى قسمين: الشعراء الأميون والشعراء المثقفون ومنهم من يفرق بين الشاعر و النظام، و نحن في تناولنا لهذا الموضوع نستعرض بإيجاز كل هذه التصنيفات. ونبدأ بالتصنيف الذي اعتمده الأستاذ محمدالفاسي ووافقه عليه عبد الرحمن الملحوني والذي يقسم الشعراء إلى ثلاثة مراتب ، وأولمرتبة في هذا التصنيف هي مرتبة " شيخ الأشياخ1) أو " مقدم الأشياخ "(2) و يطلق هذا اللقب على الشاعر الذي يتم اختياره من لدن أهل الملحون من بين كل شعراء المنطقة الواحدة ليقوم بدور الحكم في كل المساجلات و المعارضات و المهاجاة التي تكون بين الشعراء ، وشيخ الأشياخ يكون محل احترام و تقدير من كل الشعراء وخاصة الناشئين منهم وكذلك من "الخزانة " و" الحفاض " و" المنشدين " ويشترط في الشاعر الذي يتبؤ مرت" شيخ الأشياخ" بالإضافة إلى ثالوث الإبداع الذي أشرنا إليه ، أن يتمتع بسمعة حسنة وأخلاق فاضلة وأن يكون له رصيد مهم من القصائد و المحفوظات ، وبعد مرتبة "شيخ الأشياخ " تأتي مرتبة الشيخ ويقول محمد الفاسي في هذا الصدد "إن هذه اللفظة تطلق بكيفية عامة على من ينظم الملحون وعلى من ينشده و بكيفية خاصة على الشاعر الذي يتخرج عليه شاعر ناشئ"(3) فالشعراء الفحول الذي تخرج على أيديهم شعراء ناشئون هم من تطلق عليهم لفظة الشيخ و ذلك تقديرا لمكانتهم تميزا لهم عن " شيخ السجية " و " شيخ الأشياخ " أما " شيخ السجية " فيأتي في المرتبة الثالثة وهو الشاعر الموهوب الذي ينظم بالسجية والسليقة والفطرة ولا يشترط فيه أن يكون متعلما .

أما عباس الجراري(4) فقد صنف شعراء الملحون إلى ثلاثة طبقات متخذا السياق الزمني معيارا لهذا التصنيف و أول طبقة حسب ما ذهب إليه هي طبقة شعراء مرحلة النشأة تبتدئ بالشاعر ابن غرلة و تنتهي بالشاعر عبد الله ابن احساين مرورا على عدة شعراء أهمهم الشاعر ابن حسون وابن شجاع التازي ومولاي الشاد وبعد هذه الطبقة الأولى تأتي طبقة ثانية من الشعراء أسماهم شعراء مرحلة التطور وتبتدئ هذه الطبقة بالشاعر عبد الله ابن احساين وتنتهي بالشاعر أحمد التريكي وهو شاعر من أصول جزائرية وتتضمن هذه الطبقة مجموعة من الشعراء أسهموا في تطوير شعر الملحون كالشاعر حماد الحمري وبن علي بوعمر ومحمد بن عبد الله بن احساين وإدريس المريني والمصمودي. 
أما بقية الشعراء فقد صنفهم عباس الجراري ضمن طبقة شعراء مرحلة الازدهار وتبتدئ بالشاعر الجيلالي متيرد وتنتهي بالحاج محمد العوفير وفي هذه الطبقة نجد عددا كبيرا من فطاحله الشعراء ممن اشتهروا وبرز اسمهم بشكل كبير في هذا الميدان ولازالت انتاجاتهم الشعرية رائجة و متداولة بين أهل الملحون إلى الآن كالشاعر السي التهامي المدغري و عبد القادر العلمي وإدريس الحنش وأحمد الغربلي و العيساوي الفلوس و القائمة طويلة .
و من أهل الملحون من يقسم الشعراء إلى قسمين الشعراء الأميون والشعراء المثقفون.والشعراء الأميون هم أغلب شعراء الملحون وهم المفضلون عند الجمهور لأنهم شعراء بالفطرة و السليقة وهناك من يطلق عليهم " ناس الموهوب " أو" السجايا " أي أن قدرتهم على نظم الشعر سجية و موهبة من الله وهؤلاء الشعراء وإن كانوا أميين أبجديا فقد كانت لهم ثقافة واسعة وذلك نتيجة لمجالستهم العلماء و مواظبتهم على حضور دروسهم قصد الاستفادة والسمو في المعرفة و نتيجة لتفاعل الموهبة مع مختلف المعارف التي تجمعت في ذهن الشاعر العامي يبدع 
قصائد رائعة جعلته يتفوق على الشاعر المتعلم و المثقف و أغلب الشعراء الأميين كانوا حرفيين و صناعا تقليديين ، ومنهم من وصل صيته و نبوغه لدرجة جعلت أهل الملحون يمنحونه لقبا تشريفا و تعظيما له كالشاعر الجيلالي متيرد فرغم كونه أميا إلا أنه بلغ أعلى المراتب وتفوق على شعراء عصره من المثقفين بفضل موهبته وحنكته اللتان جعلتا معاصريه يطلقون عليه لقب فاكهة الأشياخ "و شجرة الأشياخ".
أما النوع الثاني من الشعراء فهم الشعراء المتعلمون و المثقفون و يأتون في المرتبة الثانية بعد شعراء الموهبة و السجية و أغلب هؤلاء الشعراء " كانوا يتمتعون بقسط كبير و محترم من العلوم ومنهم من تخرج من جامعة القرويين ومنهم من تتلمذ على يد علماء كبار و منهم من كان إماما ومنهم من كان وليا صالحا ومنهم من كان قاضيا أو قاضي القضاة كالشاعر عماد الدين إسماعيل وعبد العزيز المغراوي و الفقيه العميري ومنهم من تقلد مهمة وزير مثل الشاعر بن إدريس في عهد المولى الحسن الأول ومنهم من كان أميرا أو سلطانا مثل محمد بن عبد الله و مولاي محمد بن عبد الرحمن و المولى عبد الحفيظ "(5) 
وكان من بين الشعراء المتعلمون من له القدرة على تطويع النظم باللغتين العامية والفصحى لكنه آثر التعبير بلغة الشعب كالشاعر السي التهامي المدغري والشاعر إدريس الحنش(6) والشاعر أحمد امريفق .
ورغم أن أغلب الشعراء المتعلمون كانوا يحتلون المرتبة الثانية عندالجمهور بعد شعراء السجية إلا أن هذا الحكم لايسري على جميع الشعراء إذ يستثنى منهم 

كبار الشعراء ممن ذكرناهم كما يميز أهل الملحون بين الشاعر و النظّام فهذا الأخير لا يعتبر شاعرا و لا يصل إلى مرتبته لأن انتاجاته الشعرية ليست من قريحته و سجيته بل هي في أصلها مقتطفات من شعراء سبقوه أو يعاصروه وذلك بسبب كثرة محفوظاته و يشبهه أهل الملحون " برصاع العقيان" فهو ينظم و يرتب حبات العقيق لكن دون أن تكون تلك الحبات من صنعه و إنتاجه ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- يطلق هذا اللفظ في فاس. 
2- يطلق هذا الفظ في مراكش.
3-محمد الفاسي ، معلمة الملحون ج1 ق1 ، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية ، سلسلة التراث ، الرباط 1987. 4- عباس الجراري، الزجل في المغرب ، القصيدة ، جامعة محمد الخامس ، مطبعة الأمنية ، الرباط 1970. 

5- إدريس المنساوي ، أسئلة السفر أو سفر الأسئلة ، مرجع سابق ص ص 202-203
6- ذكر عباس الجراري في مؤلفه ، في الإبداع الشعبي ، مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ، مارس 1988 ص 70 ، أن الشاعر الحاج إدريس بن علي المعروف بالحنش كان يعد من العلماء المؤلفين والشعراء المعربين و له ديوان كبير في غير الملحون يوجد مخطوطا بخزانة الرباط العامة وهو مجموع تحت عنوان : الروض الفاتح بأزهار النسيب و المدائح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

فن الملحون  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن الملحون    فن الملحون  Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:41 am

بقلم: نورالدين شماس

تضاربت الآراء حول أصل تسمية هذا النمط من الأدب الشعبي المغربي الملحون،الجميل والغريب في أن واحد في الموضوع هو ان هذا التضارب تنباء به احد بناة المدرسة الملحو نة وهو عبد الله بن احساين في النص الذي أرخ به الدكتور ألجراري هذا التراث حيث قال :
حتى نقول ما قالوا عشاق النبي فكل ازمان
وانكون في اقْريضْ الملحون أنا المادحه حسان
اللوغى واللغا واللغوْ بـين اللها امــــع لَـلسـان
والْحُبْ دَا:الشفيع الشافع فالقلبْ وَالدخالْ اتْصان
يقول الأستاذ الفاسي معرفا أصل التسمية " إن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بمعنى الغناء لأن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر العربي الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شئ ليتغنى به. "
أما الدكتور عباس الجرار ي فيقول : " نحن نرى على العكس من أن هذه التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحوي."
في حين يقول الشيخ الأستاذ احمد سهو م: " إن القول الملحون هو القول البليغ الواصل المقنع."
هذه الآراء وأخص بالذكر منها الأول والثاني تبناها العديد من الباحثين والمهتمين فمنهم من نحى منحى الفاسي ومنهم من نحى منحى الجراري
فالأستاذ عبد الله الشليح يقول مرجحا قولة الدكتور الجراري : " إنه ذلك الكلام المقفى المصوغ في قوالب خاصة بلغة عربية سليمة في أغلبها ولكنها غير خاضعة لقواعد النحو والصرف ." (مجلة بن يوسف )
كذلك يقول الأستاذ عبد الجليل (وإني أستصوب الرأي القائل بأن تسمية الملحون اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ اللغوي . "
وإلى هذا يذهب الدكتور المرزوق محمد حين قال:"إنها اشتقت -أي الملحون- من لحنَ يلحنُ في كلامه أي ينطق بلغةٍ غير معربة.(مجلة الفكر التونسي عدد 8 )
وفي الواجهة الثانية نجد الدكتور عبد الله شقر ون الذي يوضح رأي الأستاذ الفاسي قائلاً : " يقال الملحون باعتبار أن هذا الشعر الشعبي يوضع ليكون ملحنا ومنغما ومغنى ... وهذا اللون من النظم يعتمد عدد المقاطع سمعيا ويجد وزنه في الغناء ولذلك دعي باسم الملحون أي ملحن ومغنى ."
وقد كان الأستاذ سهو م من دعاة هذا الرأي قبل أن يستجوب القصيدة فتبوح له بأسرارها ويستنطق السرابة فتفصح له عن مكنوناتها حيث قال : " ولا أنكر أنني روجتُ له في مستهل حياتي العملية." (الملحون الغربي ص230)
أما الأستاذ عبد الرحمان الملحوني فيتأرجح بين المعنيين إذ يقول:"الملحون اسم مشتق من اللحن بمعنى الخطأ وقيل من اللحن بمعنى الموسيقى لأن الشاعر في نفس الوقت ناظم وملحن ."
ونختم هذا الجرد فيما قيل من تعاريف حول أصل التسمية بمقولة الشيخ الباحث الخزان الأستاذ دلال الحسيكة رحمة الله عليه:
"من أعرب في الملحون فقد لحن"
يقول الأستاذ الفاسي رحمه الله محللا رأيه:"إن أول ما يتبادر إلى الذهن انه شعر بلغة لا إعراب فيها فكأنه كلام فيه لحن، أي شعر منظوم في لغة ملحونة لأنه باللغة العامية التي تولدت عن الفصحى والتي تتميز بعدم الإعراب."وهذا اشتقاق باطل في نظر الأستاذ من عدة وجوه والتي يتضمنها قوله، " إننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون وإنما باللهجات العامية ولم يرد هذا التعبير عند أحد من الكتاب القدامى لا بالمشرق ولا بالمغرب" ويدلي الأستاذ برأيه مع طرح لبعض التعـليلات مفاد هذا الرأي أن هذه اللفظة اشتقت من التلحين بمعنى التنغيم لا من اللحن أي الخطأ في القواعد الإعرابية وذلك أن اللغة التي يستعملها الملحون غير أعرابية و لكن تنفرد بخصائص مستقلة ولها أساليب وقواعد خاصة بها حيث يقول:" والذي أرى أنهم اشتقوا هذه اللفظة من التلحين بمعنى أن الأصل في هذا الشعر الملحون أنه ينظم ليتغنى به قبل كل شيء لأنه لا يعقل أن يلحن المتكلم في لغة يدركها حق الإدراك ثم يطلق هذا الخطأ على إنتاجه الشعري وإنما جاء الإلتباس في أذهان البعض من الموافقة الصوتية بين المعنيين اللذين يؤديهما لفظ اللحن في الغة العربية."
ولتوضيح وتدعيم رأيه يحيلنا الأستاذ الفاسي على ما ورد عـند ابن خلدون حيث قال :" ونجد ما يؤيد هذا النظر في قول ابن خلدون في المقدمة الفصل الخمسين" في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد" بعد أن تكلم على الشعر باللغة العامية فقال:وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على الصناعة الموسيقية
ومفاد هذه القولة أن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شيء لكي يتغنى به وبالتالي لا تدرج هذه الأشعار في الموازين الموسيقية المعروفة وإنما تخصص لها ألحانا منفردة وخاصة تخالف الألحان المعروفة والمتداولة من بسيط وبطا يحي .
انطلاقا من هذا الرأي تبدأ نقطة الخلاف بين الأستاذ الفاسي والدكتور الجراري لأن هذا الأخير يقف موقفا مناقضا للأول بحيث يقول أن أصل التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحوي ويعلل ذلك مناقشا الأستاذ الفاسي من ثلاثة وجهات هي كالتالي:
1- أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليتغنى به وان اتخاذه للغناء ثم في مرحلة تالية .
2- إننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون لأن الفصاحة قد تكون في الملحون وغير الملحون .
3- إن استعمال التسميتين المعرب والملحون متعارف عليه عند كل الدين تعرضوا للونين.
ثم يأتي باستشهادات ليؤكد بها ما انتهى إليه فيقول هذا ابن سعيد متحدثا عن بعض الشعراء فيقول:" وله شعر ملحون على طريقة العامية "، ثم تطرق بعد ذلك إلى استدلال محمد الفاسي بكلام ابن خلدون ليطعن فيه من وجوه ثلاثة :
1- انه لا يرى في كلام ابن خلدون ما يشير إلى الشعر العامي المغربي فطرح القولة من جديد ليحيلنا على الوجه الأصوب في نظره فهو يقول أي ابن خلدون " أما العرب أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيقرضون الشعر لهذا العهد في سائر الاعاريض على ما كان عليه سلفهم المستعربون ويأتون منه بالمطولات فأهل أمصار المغرب من العرب يسمون هذه القصائد بالأصمعيات وأهل المشرق يسمون هذا النوع من الشعر البدوي .
2- يدقق الدكتور الجراري في قولة ابن خلدون ويـبـيـن خطأ ما اعتمد عليه الأستاذ محمد الفاسي ليؤكد أن ابن خلدون لم يذهب إلى أن اللحن الموسيقي والغناء من خصائص هذا الشعر وإنما رأى انه قد يتخذ في بعض الأحيان للغناء وهذا مغزى قوله "ربما "
3- إن ابن خلدون حين تطرق إلى الحديث عن عروض البلد الذي استحسنه أهل الأمصار وساروا على منواله في أشعارهم الشعبية اقتصر على مسألة خلو هذه الأخيرة من الأعراب ، ولم يشر إلى أنها كانت تغنى ولو كانت كذلك لما غفل ابن خلدون عن هذه الإشارة حيث قال : " فاستحسنه أهل فاس وولعوا به ونظموا على طريقتهم وتركوا الأعراب الذي ليس من شأنهم وكثر سماعه بينهم واستفحل فيه كثير منهم ونوعوه أصنافا."
وفي تعريفه لأصل التسمية يفند الأستاذ أحمد سهو م كل ما جاء عند الأستاذ الفاسي والدكتور الجراري حيث يقول في الملحون المغربي ص 230 :=ذهب البعض إلى القول أن كلمة ملحون تعني الخطأ اللغوي فما دام غير خاضع لأصول النحو والصرف وقواعد الصرف فهو القول الملحون أي المغلوط أو القول المخطئ وأنا أرى أن الخطأ اللغوي لايمكن أن يظهر إلا من خلال الصواب اللغوي فنقرأ قصيدة شعرية فصيحة أو قطعة أدبية فصيحة ويكون في القراءة بعض الخطأ فذلك هو اللحن أما الملحون فلغة الخطاب فيه هي الدارجة المغربية وتلك طبيعتها.
ويضيف الأستاذ سهو م " نعم أن الدارجة هي البنت البكر للعربية الفصحى ولقد ورثت عن أمها سائر مقومات التعبـير العربي وقيمه وخصائصه وخصوصياته ، إلا أنها تحررت وبصفة نهائية من كل قيود النحو وأصبحت لا يحكمها إلا المنطق الذي ينبثق عنها في الاستعمال اليومي السريع والذي يمكن أن نعـتبره فقه الدارج المغربية ولغة هذه طبيعتها لا يستساغ أبدا أن نعتبر أدبها مغلوط أو مخطئ ."
ثم يعقب على ما ورد عند الفاسي في تعريفه لأصل التسمية فيقول : " وذهب البعض الأخر إلى أن كلمة ملحون أصلها من اللحن الموسيقي فهو القول الملحون أي الملحن بتشديد الحاء ولا أنكر أنني سبق وان اقـتـنعت بهذا الرأي بل روجت له في مستهل حياتي العملية ."
أما عن أصل التسمية فيقول :أول من وجدنا كلمة ملحون في بعض أثاره الشعرية هو مولاي عبد الله بن احساين ويرجع عهده إلى العصر السعدي نقرأ له الهدونة فنجده يقول في بعض أبياتها :
وَالْقُولْ قُولْ ملحون أو فَ النْظَامْ موزون
ويقول في ختام وصية له : ملحون فَ: الـْمْعاني موزون عْلَى ا نـْظامت النظام
وكلمة ملحون في البيت الأول كما في البيت الثاني لا تشير أبدا إلى الألحان الموسيقية وإنما تشير إلى ما في هذا القول من فصاحة وبلاغة وبيان ، وهكذا فإن القول الملحون هو القول البليغ والواصل المقـنع ، ومولاي عبد الله بن أحسا ين الذي ثبت أنه كان يفصل بين الناس في قضاياهم اليومية ، وأنه كان يفتيهم في شؤون دينهم ودنياهم ولا أضنه كان يجهل معنى الحديث النبوي الشريف"لعل أحدهم يكون ألحن بحجته من أخيه".الحديث الشريف الذي استشهد به الأستاذ سهو م رواه البخاري ومسلم عن الرسول علية الصلاة والسلام قال:إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو يتركها . "
ولفظة ألحن بحجته هنا أشد فهما وانتباها بها، وقد وردت عند الزمخشري في أساس البلاغة: وهو لَحِن بحجته : فهمُ فاطنُ بها بصرفها إلى أي وجه شاء، وفلان لسنُُ لقنُُ لحنُ، وفلان ألحن بحجته من صاحبه، وفلان يلاحن الناس، يفاطنهم ويغالبهم لفطنته ودهائه .
بعد حصرنا لما قيل في التعريف بأصل التسمية وقبل مناقشة وتحليل ما ذكر سالفا في هذا الباب أود أن أقف بالقارئ أمام لفظ اللحن .
- يقول الزمخشري في أساس البلاغة ص406 :" لحن في الكلام إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ أو صرفه عن موضعه إلى الألغاز ، ورجل لحان ولحانة ولحـنَـتـهُ : نسبته إلى اللحن ، وقلت له قد لَحَنتَ ولحنْتُ له لحناً : قلت له ما يفهمه عني ويخفى على غيره ، وعرفت ذلك من لَحْنِ كلامه : في فحواه وفيما صرف إليه من غير إفصاح به قال :
مَنْطقُ واضحُ وَ يَلْحَنُ أَحيا ناً وأَحْلى الحديث ما كان لَحْناً
أي تـكالم بما يخفى على الناس ، ولحن في قراءته تلحينا : طرب فيها، وقراء بألحان ولحون . ولحِنَ ذلك بكسر الحاء : فهمه، وهولحن بحجته : فهم فطن بها يصرفها الى أي وجه شاء. وفلان لسِنُُ لقِنُُ لحنُ.
قال لــبـيـد :
مُـتـعَودُُ لَحِنُُ يُعيد بكفه قلما على عُسُبٍ ذَبَـلـنَ وبانِ" .
وفلان ألحن بحجته من صاحبه، وفلان يلاحنُ الناس: يفاطنهم ويغالبهم لفطنته ودهائه.
-ويقول صاحب البستان في ج 2 ص2158 : " لحن القارئ في القراءة والمتكلم في كلامه يلحنُ لَحناً ولحوناً ولحناً أخطاء في الإعراب وخالف وجه الصواب ، وفلانُُ لفلان لحنا : قال له قولا يفهمه عنه ويخفى على غيره وإليه نواه وقصده ومال إليه وقوله فهمه ، لَحِنَ الرجل يلحنُ لحناً : فطن لحجته وانتبه - وقوله فهمه ، اللحن بالفتح مصدر ومن الأصوات المصوغة الموضوعة ج ألحان و لحون ، واللحن أيضا اللغة تقول - لحنت بلحن فلان- أي تكلمت بلغـته ، لَحْنُ الكلام : فحواه ومعناه ومعَاريضه ، واللحن محركة الفطنة قولهم هو ألحن من فلان أي أسبق فهما منه ، ألحن الناس : أحسنهم قراءة أو غناء ، وقولهم فلان لا يعرف لحن هذا الشعر : أي لا يعرف كيف يغنيه . "
إن دلالة لفظ اللحن على هذا المعنى متأخرة سبقتها دلالات أخرى ، وأغلب الظن أنه استعمل لأول مرة بهذا المعنى عندما تنبه العرب بعد اختلاطهم بالأعاجم إلى الفرق ما بين التعبير الصحيح والتعبير الملحون وفي هذا الصدد نجد أحمد بن الفارض يقول : "فأما اللحن بسكون الحاء فإمالة الكلام عن جهته الصحيحة ، في العربية يقال : لحن لحنا وهذا من كلام المولد لان اللحن محذت لم يكن في العرب العاربة الذين تكلموا بطباعهم السليمة ."
ولعل أول معنى لهذا اللفظ هو ما ذكره ابن فارض وهو إمالة الشيء عن جهته وبهذا تحددت دلالة هذا المعنى العام فكانت للفظ الدلالات الآتية :
-1 الغـنـاء : وترجيع الصوت والتطريب والمعنى العام ملحوظ في هذه الدلالة إذ هي إمالة الشيء عن جهته الصحيحة بالزيادة والنقصان في الترنيم
يقول الزمخشري في أساس البلاغة : لحن في قراءته تلحينا : طرب فيها بألحان ولحون ، ونجد عبد الله البستاني يقول : اللحن بالفتح مصدر من الأصوات المصوغة الموضوعة ج ألحان ولحون ، قولهم هو ألحن الناس أي أحسنهم قراءة أو غناء وقولهم فلان لا يعرف لحن هذا الشعر أي لا يعرف كيف يغنيه ، ولحن فلان في قراءته :طرب فيها وترنم .
ومن شواهد هذا المعنى قول يزيد بن النعمان:
لقد تركت فؤاد كمستجنا مطوقة على قـنن تغني
وقد استدرك أبو عبيد البكري على هذا الاستشهاد فقال : وهذا وهم من آبى علي وإنما المراد باللحن الذي هو ضرب من الأصوات الموصوفة للتغني والدليل على ذلك قوله :
مطوقة على فنن تغني يرددن لحونا ذات ألوان
-2الخطاء في اللغة : وهو راجع أيضا إلى المعنى العام الذي ذكرناه وهو إمالة الشيء عن جهته ، وقد أورد الزمخشري لفظ "مال" في تفسيره للحن بهذا المعنى حيث قال في أساس البلاغة : " لحن في كلامه إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ
-3 اللهجة الخاصة: وهذه الدلالة تدخل أيضا ضمن المعنى العام وهو الميل فاختلاف اللهجة عن اللغة المشتركة يعد ميلا عنها بوجه عام ، ومن شواهد هذا الدلالة قول عمر رضي الله عنه :" أبي اقرؤنا " قالوا إنا لنرغب من لحنه أي من لغته والمراد اللهجة ، وكذلك ما ورد عند الزمخشري:قال الطرماح :
وأدت الي القول عنهن زولة تلاحن أو ترنو لقول الملاحنِ
أي تكالم بما يخفى على الناس ، وعن ابي مهدية : ليس هذا من لحني ولا من لحن قومي : أي من نحوي ومذهبي الذي أميل إليه وأتكلم به : يعني لغـتـه .
بعد هذه الإطلالة على دلالات لفظة اللحن نعود إلى أصل تسمية هذا الأدب وإني لأرجح قولة الأستاذ الفاسي بأن أصل التسمية مشتقة من اللحن بمعنى الغناء وذلك لعدة أسباب :
-أولا: إن لفظة اللحن هنا ليس المقصود بها الخطأ اللغوي وذلك ما أشار إليه الأستاذ الفاسي حين قال أنه لايعقل أن يلحن المتكلم في لغة يدركها حق الإدراك ثم يطلق هذا الخطأ على إنتاجه الشعري، كما استبعدها الأستاذ سهو م حيث قال أن الخطأ اللغوي لايمكن أن يظهر إلا من خلال الصواب اللغوي أما الملحون فلغة الخطاب فيه هي الدارجة وتلك طبيعتها لأنها تحررت من قيود النحو وأصبحت لا يحكمها إلا المنطق الذي نْبتقَ عنها في الإستعمال ولغة هذه طبيعتها لا يستساغ أبدا أن نعتبر أدبها مغلوط أو مخطوء .
- تانية : جميع ما ورد عند الأستاذ الجراري من مصادر لاتشير صراحة إلى الملحون المغربي وإنما عن الشعر العامي.
-تالثـا: يقول الدكتورالجراري أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليتغنى به وإنما اتخاده للغناء ثم في مرحلة تالية، مع العلم انه أول من رجح أن تكون الاغاني والمرددات والاناشيد الشعبية المحلية هي الاصل الاول للقصيدة التي نشأت محلية نابعة من البيئة ومتأترة بها كغيرها من الفنون.
هذه الأغاني والمرددات وإن لم تصلنا نصوص لها يقول الدكتور الجراري " فإنا لسنا بحاجة إليها لنتبت وجودها لأن المغرب ليس بدعا من الشعوب والمجتمعات فقد كانت له أغانيه ومردداته وأناشيده يتنغم بها في مختلف اللهجات المنتشرة فيه وبالعربية منذ أن ثم استعرابه في عهد الموحدين وربما قبل ذلك ." القصيدة ص556
وفي هذا الصدد يحليلنا الأستاذ سهو م على جانب من هذه المرددات في كتابه الملحون المغربي ص63 حيث يقول متسائلا : أعطي ألف قصيدة لمن يستطيع أن يجيب على هذا السؤال : هل الجيلالي امتيرد هو الذي فتنه وزن قبيلة بني حسن الذي يتغنى به على إيقاعات المقس والبندير
الصلات علىمحمد ونافي قلبي احـلات
من لا يبغيك يالهادي مولاك ايشْتتُ اشَتاتْ
اشْفراللي اعْليه سماواْالناس زمان بوشفر
اشفراللي اشحال من واحد شد عليه بالغدر
اشفراللي شحال يقتل واشحال يقصف العمر
ما نَامَنْ فيه ما نْحاديهْ من صغري تَ للكبر
قلت هل امتيرد هو الذي أعجبه هذا الوزن من بني احسن فختاره لقصيدة الطيرالتي تقول لازمتها :
طيرامْشالي اوْلااعرفته فين امشى صابغ الاشفار
تجمعني بيه يالمولى طالتْ بالشوقْ غيبْته
ويعيد الأستاذ التسائل: هل امتيرد هو الذي اختار وزن ابن حساين لقصيدة الطيرأم أن ابني حسن هم الذين اختاروا وزن الطير لشعرهم المحلي.
ويظيف أن جدور الوزن الذي أقام عليه الجيلالي امتيرد حرازه -هو من بحرالسوسي- هو من العيطة الحوزية ولاأقول المرساوية أو الحصباوية وإنما الحوزية "
واعود وأطرح قولة الدكتور الجراري والتي مفادها أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الامر ليتغنى به وإنما اتخاذه للغناء ثم في مرحلة تالية ، في حين أن نصوص الشيوخ الذين أرخ بهم الدكتور مرحلة النشاءة تشيرصراحة الى وجود عنصرالنغم في شعر الملحون، فالشيخ بوعمروهو من تلاميد بن احساين يقول في عبلة :
انْـظَمْ اوَانغني سعدي اسكامْ وانْقول ا فْحلتي اوْشعري وَاسْـجالي
فْ مَحرابْ لغرام هي القبلة
وفي زهرة يقول:
واشْ من اعيبْ علْ لشْطارْ وَالغنا بمحاسنْ لمرا
والشيخ الحاجْ اعمارة في رتاء بوعمر يقول :
النبيل الفد النشادْ سيد من غنى وَ اشْـدا
بوعمر المنيرْ الوقادْ الحبـيــبْ الا لـيـهْ افدا
ويقول في اخر قصيدة فاطمة:
ياراوي لبياتْ عني غني اوصول لاتخشى من عدياني
والشيخ محمد بن عبد الله بن احساين في قصيدة طامه يقول:
صوت العدرا امعَ انغامه اسرى فَمْفَاصَلْ الْجْسامْ
خمر داتي بلا امدام
ونجد الشيخ عبد العزيز المغراوي يقول :
من لا غَناوْا بالبسيط وَلا بغْميقْ الى تسْمعْ الْغاتهمْ اتقولْ اطيارْ
وفي قصيدة شفقة يقول :
والسلام على كل نَشادْ مثني عن جَمعْ لَجوادْ
وفي الربيعية يقول :
والجناح ايْبرقم والطرور والربايبْ واللغى يتبدلْ بنغايمه امدرج
وفي السلوانية له يقول :بغنا ايْدوبْ القلوبْ الصفوانْ مبالَكْ الهايمينْ
- رابعا : ان جميع التعاريف الواردة للزجل تشير صراحة إلى وجود عنصر النغم فيه فالحلي يقول: وأول ما نظموا الأزجال جعلوها قصائد مقصدة وأبيات مجردة على عروض العرب بقافية واحدة كالقريض لايغايره بغير اللحن واللفظ العامي وسموها القصائد الزجلية ."
وهذا ابن عباد الرندي يقول: أما مقطعات الششتري وأزجاله فلي فيها شهوة وإليها اشتياق وأما تحليها بالنغم والصوت الحسن فلا تسل فإن قدرتم أن تقيدوا منها ما وجدتموه فافعلوا ذلك ."
والحلي يقول : وإنما سمي هذا الفن زجلا لأنه لا يلتذ يه ويفهم مقاطع اوزانه ولزوم قوافيه حتى يغنى به ويصوت فيزول اللبس بذلك ."
وفي تعليقه على نص ورد في كتاب جميع نواميس الكنيسة والقانون المقدس يقول الدكتور عبد العزيز الاهواني "وهذا نص فيما نعتقد عظيم الأهمية ، وقيمته ليست في أن الزجل كان موجودا قبل ابن قزمان فحسب بل إنه كان شعبيا له مكانته في العرائس بين الموسيقى والرقص والأغاني .
وعند ترجمته لابن سبعين يقول الدكتور الجراري في القصيدة ص543 : أن أبا الحسن الششتري -610 . 668هـ - حين وفد إلى المغرب اتصل بابن سبعين وتتلمد عليه ، ويقال أن المتصوف المغربي أعطى تلميذه علما وطلب منه أن يتجول في السوق مغنيا ببيت زجلي يقول فيه :
أبديت بذكر الحبيب اوْ عَيْشي ايْطيبْ
ومضى الششتري يغني في الأسواق بهذا البيت وقضى يومين دون أن يستطيع إضافة شيء إليه حتى كان اليوم الثالث فأكمله وقال:
لما دارالكاس مابين الجلاس عنهم زال الباس
اسقاهم بكاس الرضا عفا الله عما امضى
ويضيف الدكتور الجراري قائلا : ومثل هذه الحكاية تـتبث لاشك أن بن سبعين كانت له معرفة بنظم الزجل وأن هذا الفن لم يكن غريبا على المغاربة إلى حد أنهم يسمعونه في الاسواق وأن الششتري كان ينتقل داخل المدن المغربية وينظم أزجالا يتغنى بها في الأسواق كهذا الزجل الذي يقول في مطلعه :
شْويخْ من أرض مكناس وسط الأسواق ايغني
اشْ عْليا من الناس واشْ على الناسِ مني
نفس المقطع الذي تغنى به الششتري نظم فيه محمد الشرقي قصيدة الفياشية :
أنا مالي فياش واشْ اعليا مني
نقنط من رزقي لاشْ والخالق يرزقني
كما نظم على غرارها الجيلالي امتيرد قصيدة حب احبيب الرحمان :
حب احبيب الرحمان خمرني يالخوان
وسقاني من جريان يامحلاه بجرجون
كما نظم على غرارها الزجال المبدع الحاج أحمد الطيب العلج قصيدة :
ما نا إلا بشر عندي قلب اونضـر
وانت كلك خطر متبقاشي اتحقق فيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hommane
كاتب فعال
كاتب فعال
hommane


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1649
السٌّمعَة : 143
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
العمل/الترفيه : foot_ball

الأوسمة
 :  

فن الملحون  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن الملحون    فن الملحون  Emptyالسبت يناير 30, 2016 10:44 am

الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب


الملحون طرب يرتبط بطقوس الحياة اليومية في المغرب
الباحث عبد المجيد فنيش: الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب عن باقي البلدان العربية
الرباط : «الشرق الأوسط»
بزيهم التقليدي، جلباب وطربوش أحمر، تراهم وآلاتهم الموسيقية باختلافها: الكمان و«التعريجة» (أداة صغيرة للايقاع) والعود والوتار يتوسطون المجمع في احتفال بهيج أو مناسبة عرس عزيزة. وبإيقاعاتهم الخاصة وحركات رؤوسهم المتمايلة وأنظامهم ومواويلهم الأصيلة تراهم يشدون أنظار الحضور إليهم، إنهم مجموعة أجواق طرب الآلة من أندلسي وغرناطي ملحون تميز بها المغرب عن باقي البلدان العربية. ويبقى الاقبال عليها والاستمتاع بجديد شرائطها دليلا قاطعا على تشبث المغاربة بموروث أجدادهم.
الملحون طرب يعتبر رافدا أساسيا من روافد الذاكرة الفنية المغربية بحكم تجذره في تاريخ الحضارة المغربية وارتباط مضامينه وأشكاله بطقوس الحياة اليومية في المغرب منذ أكثر من ستة قرون. لمعرفة تقنيات هذا الفن وأهم رجالاته وقضاياه ورهاناته المستقبلية التقت «الشرق الأوسط» مع عبد المجيد فنيش باحث في الملحون ومسؤول عن الجمعية السلاوية لنهضة الملحون وأحد المسؤولين عن هذا الفن في المسرح المغربي.
* الملحون، طرب مغربي أصيل فما هي قواعده وضوابطه؟
ـ الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب عن باقي البلدان العربية، وهو شعر عامي قريب إلى العربية الفصحى لكن من غير احترامه لقواعد الاعراب فقط. وقد سمي بهذا الاسم لأنه يلحن في اللغة العربية، أي أنه لا يحترم كل قواعدها وضوابطها، كما قيل إن أصل تسميته يعود إلى كونه شعراً يصدر عن صاحبه ملحنا بحكم وجود ضوابط عروضية وميزانية تحتم على الشاعر أن يقول على منوالها كلاما ملحنا منذ الوهلة الأولى.
والملحون هو فن قول أساسا قبل أن يكون فن غناء، فالجانب الموسيقي فيه بحكم أن قصيدته تؤدى في أحسن الأحوال على ثلاث جمل موسيقية، ولذا فإن الذي يؤدي قصيدة الملحون لا يسمى مغنيا وإنما منشدا.
بحور هذا الشعر الشعبي كثيرة من أبرزها المسمى المشرقي وهو الأقرب ببحوره إلى الشعر العربي الفصيح لأنه يبنى على صدر وعجز. في حين هناك بحور أخرى ذات جذور أندلسية قريبة في بنياتها إلى بنيات الموشحات، وأخرى تشابه في بنياتها بنيات المقامة النثرية المسجوعة، وهذا النوع ينقسم إلى قسمين، الأول يسمى مكسور الجناح والثاني يسمى السوسي الذي قد يكون اسمه الحقيقي هو السلوسي أي الكلام المتسلسل السلس الذي كما سبق شبيه بتسلسل كتابة المقامة العربية.
* من هي الأسماء التي طبعت مسيرة الملحون؟
ـ نشأ طرب الملحون في جنوب المغرب وبالضبط في منطقة تارودانت ثم عرف مرحلة ازدهاره ونموه الكبير في كل من مراكش وفاس ومكناس لينتقل بعد ذلك إلى الرباط وسلا. ومن أكبر شعرائه الذين تتم تسميتهم في حضيرة الملحون بالشيوخ فهناك التهامي المدغري وسيدي قدور العلمي والجيلالي متيرد ومحمد بن علي ولد الرزي ومحمد بن سليمان وأحمد الغربلي ومحمد الگندوز وإدريس بن علي.
* ما هي الأغراض التي نظم فيها شعراء هذا الطرب الأصيل؟
ـ شاعر الملحون ككل شاعر نظم في كل الاغراض مع اختلاف في تسمية هذه الأغراض حيث أنه عمد إلى تجزيء الغرض الشعري الواحد إلى أغراض متعددة، ففي الشعر الديني مثلا نجد شاعر الملحون قد ابتدع فرعا سماه «التوسل» وآخر «المحمديات» وآخر «صاح آل البيت».
وفي الغزل الذي سماه شاعر الملحون «العشاقي» (لفظ مشتق من العشق) نجد فروعا لهذا الغرض، منها ما أصبح يحمل اسم أنثى ذاعت قصيدة في اسمها وانتشرت في الارجاء، ومنه ما يحمل اسم مكان أو حتى زمان ارتبط بهما حدث مع ضرورة التأكيد على أن شاعر الملحون قد تفنن كثيرا في تفريع أغراض عن الغرض الرئيسي المشهور بشعر الطبيعة حيث وجدناه يخصص فروعا لمغيب الشمس وسماها بـ«الذهبية» وفروعا لحلول الربيع وسماها بـ«الربيعيات».. وهلم جرا.
* اهتمامات المنظمات الثقافية والفنية المغربية متعددة فأين الملحون منها؟ وما موقع الأصوات النسائية داخله؟
ـ عرفت العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين حركة داخل الجمعيات والمنظمات الثقافية والفنية التي تهتم بالتراث الشعبي عامة وبالملحون خاصة.
وقد بادرت هذه التنظيمات إلى تأسيس فرق للملحون إلى جانب الجهد المتواضع الذي بذلته الدولة في بعض معاهد تكوين الموسيقى حيث خصصت برامج لتعليم الملحون، خاصة في مدينة مكناس. أما في الوسائل الإعلامية العمومية فإن الإذاعة الوطنية لعبت دورا كبيرا في صيانة هذا الثراث من خلال جوقها الذي يعود له الفضل في توفير كم هائل من الأشرطة الصوتية لهذا الفن. لكن للأسف لقد تم حل هذا الجوق بعد أن توفي جل أعضائه أو أحيلوا على المعاش، لكن من غير أن يتم التفكير في بعث هذا الجوق بطاقات شابة وما أكثرها.
ولقد دخل الملحون كمادة أدبية إلى الجامعة المغربية حيث ينجز الطلبة منذ عشرين سنة في مجموع كليات الآداب المغربية ما يفوق العشرين بحثا سنويا حول الملحون لنيل شهادة الإجازة أو الدكتوراه. ولقد ساهمت أكاديمية المملكة المغربية في توفير مرجع أساسي للملحون وهو كتاب «المعلمة» للأستاذ الكبير الراحل محمد الفاسي أكبر الباحثين في الملحون والمشجعين له والمدافعين عنه خاصة عندما كان وزير الشؤون الثقافية في الستينات.
ومواكبة لهذا الزخم النظري فإن مجموعة من التجارب حاولت الارتقاء بنوعية الأداء الفني للملحون حيث ظهرت مجموعة جيل جيلالة في بداية السبعينات والتي أعطت دفعة قوية للملحون من خلال إعادة تركيب الجمل الموسيقية واعتماد آلات عزف غير المستعملة تقليديا في الملحون، إضافة إلى اعتمادها الانشاد الجماعي والفصاحة في الالقاء. وقد تعززت هذه التجربة بالاضافات التي حققتها مجموعة ناس الغيوان في هذا المجال. وكان لعودة المرأة لإنشاد قصيدة الملحون أثر إيجابي في علاقته بالمتلقي، إذ شهدت فترة السبعينات اقدام المطربة بهيجة الإدريسي والمطربة المرحومة لطيفة أمل على إنشاد قصيدة الملحون في الوقت الذي كان فيه هذا النوع من الفن حكرا على الرجال. وجاءت التسعينات بأصوات نسائية جديدة منها على الخصوص ماجدة اليحياوي وثريا الحضراوي وغيرهما.
ويمكن اعتبار مدن مكناس وسلا وفاس ومراكش الآن مزودة أساسية للساحة الوطنية بأصوات جديدة خاصة أن هذه المدن لا تتوفر على مجموعة موسيقية بأصوات جديدة، خصوصا انها لا تتوفر على مجموعة موسيقية مختصة في هذا النوع من الطرب.
* ازدهر الملحون مع ظاهرة «نزهة شعبانة». هل مازال سكان العدوتين (الرباط وسلا) يحافظون على هذه العادة؟
ـ من مظاهر الاعتناء بالملحون حاليا إصرار بعض الجمعيات والمنظمات على تنظيم ملتقيات ومهرجانات خاصة بهذا الفن، سواء كانت ذات طابع رسمي كمهرجان سجلماسة للملحون الذي تنظمه سنويا وزارة الثقافة المغربية أو حفلات ولقاءات شعبية تقليدية كتلك الأمسيات الأسبوعية التي ينظمها المولعون بهذا الفن في بيوتهم بالتناوب ليلة كل جمعة. والسبب في اختيار ليلة الجمعة هو أن كل المنتمين لعائلة هذا الفن كانوا في الماضي من الحرفيين والصناع التقليديين الذين كان يوم عطلتهم الأسبوعية يوم الجمعة.
وتعتبر «نزهة شعبانة» تتويجا سنويا مهما لأنشطة عائلة الملحون في المغرب حيث دأبت هذه العائلة على استقبال شهر رمضان الكريم بتنظيم حفلات في الأسبوع الأخير من شعبان تسمى «شعبانة» قد تدوم يومين أو أكثر، وغالبا ما كانت تنظم خارج البيوت وخاصة في البساتين حيث يتفرغ المشاركون للغناء والترفيه والتمتع بملذات العيش في اشارة منهم إلى توديع هذه الملذات واستعدادهم لاستقبال رمضان بما يقتديه من صفاء ونقاء. وبحكم أن مدينتي الرباط وسلا تقعان على ضفتي نهر أبي رقراق فقد تميز حفل «شعبانة» بتنظيم خرجات في القوارب وقضاء يوم شعبانة فوق سطح الماء وإنشاد القصائد في جو طبيعي.
* أية علاقة تربط الملحون بالشعر والمسرح؟
ـ لقد تمت الاشارة إلى أن الملحون هو شعر شعبي، وأنه أقرب فنون القول الشعبي إلى الشعر العربي الفصيح، ورأينا كذلك أن له أغراضه وبحوره، كما أن له ارتباطاً وثيقاً بالمسرح حيث أنه تضمن من بين أغراضه غرضا يسمى «المحاورات»، أي القصائد التي تقوم على أساس الحوار بين شخصين أو أكثر. بل لقد توفق شاعر الملحون في أن يجعل هذا الحوار في قصيدته يتم بين عناصر غير أنسية حيث وجدنا قصائد المحاورات بين مظاهر الطبيعة كالليل والنهار، والشمس والقمر، وبين النبتات كمحاورات الورود والزهور وبين الحيوانات وخاصة الطيور.
وهناك محاورات بين الانسان ونفسه المجسدة في صورة شيء ما، غالبا ما يكون شمعة، وفي هذا المجال فقط أعطى فن الملحون روائع قصائد الشمعة الكثيرة والتي تعد قصيدة محمد بن علي ولد الرازين أفضلها وهي نفس القصيدة التي قدمتها مجموعة جيل جيلالة في السبعينات.
أما أقصى درجات المسرح في قصيدة الملحون وأروعها فإننا سنجدها في القصائد المسماة «الحراز» والتي تحكي قصة رجل تزوج من امرأة هي في نفس الوقت مغرمة بآخر، وهذا الآخر يعمل جاهدا لانتزاعها من زوجها بكل الوسائل والحيل. وقد سبق للطيب الصديقي أن أنجز عملا مهما في السبعينات وظف فيه كل أشكال الحراز في الملحون.
وهناك فرق مسرحية كثيرة استثمرت الملحون في تجاربها المسرحية سواء كمواضيع أو كمقامات موسيقية وإنشادات وخاصة في مدن سلا من خلال فرقة مسرح المبادرة ومراكش من خلال فرقة الوفاء المراكشية.
* الاندلسي الملحون في استقطاب الجمهور هل هو علاقة تكامل أو منافسة؟
ـ يجب التأكيد على أن دخول الطرب الأندلسي إلى المغرب ارتبط بدخول الموريسكيين، وقد تزامن مع ظهور شعر الملحون، وأن الطرب الأندلسي كان فن العائلات الارستقراطية ذات الأصول الموريسكية خصوصا في فاس وتطوان. أما الفئات المتوسطة المكونة من الحرفيين داخل المدن أساسا فقد كان الملحون هو فنهم. والعلاقة بين الفنين كانت علاقة تأثير وتأثر ولم تكن قطعا علاقة تنافر.
أما الآن فإن ظهور منشدين في الطرب الأندلسي يتمكنون بأصوات جميلة ويتقنون المواويل الشرقية التي ليست أندلسية طبعا، فقد ساعد على عودة الروح إلى هذا الفن وذيوعه أكثر وانتقاله نسبيا من فن العائلات التقليدية الأرستقراطية إلى فئات أوسع. أما الملحون فيمكن القول إنه لم يستفد من التكنولوجيات الحديثة في التسجيلات حيث مازال طابعه التقليدي في الإنشاد والعزف يحد من عينة جمهوره، مما يعني أن هذا الفن في حاجة ماسة الآن إلى تطوير شامل يأخذ بعين الاعتبار كل العناصر من عزف وصوت وإيقاعات.
* ماذا عن موقع الملحون داخل المعاهد الموسيقية؟
ـ يجب الاعتراف في البداية أن عدد المعاهد الموسيقية في المغرب قليل جدا وأنه من الصعب الحديث عن هذه المعاهد. وإن اختصاصات المعاهد ليست هي تعليم فن دون آخر وإنما تعليم المبادئ العامة للموسيقى. وبحكم أن الملحون هو كلام قبل كل شيء فإن المطلوب هو صيانة هذا الموروث وتوفيره في مطبوعات مرفوقة بتحقيقات وشروحات وتفسيرات. كما أنه من الضروري تقوية دور الجمعيات الأهلية في تعليم هذا الفن إلى جانب دور الدولة عموما.
* الملحون يدخل الألفية الثالثة، فماذا عن مناعته ومقاومته لاكتساح الأصناف العصرية الأخرى؟
ـ أعتقد أن الملحون الذي صمد أكثر من ستة قرون، لا يمكن إلا أن يواصل صموده قرونا أخرى. فهو جزء من الذاكرة المغربية والذاكرة بطبيعتها متواصلة، ولكن البقاء ليس هو الأهم وإنما الأهم هو البقاء بقوة وبتأثير كذلك ولضمان هذه القوة والتأثير فإن الملحون مطالب بأن يعصرن ذاته ويطورها ويجعلها قادرة على استيعاب الجديد تكنولوجياً ومعرفياً وأن يساير مجتمعه ويعبر عن قضاياه بأشكال ووسائل تتناسب مع كل ظرف على حدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فن الملحون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فن الملحون :
» فن الملحون: قصيدة الحــراز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفردوس المفقود :: منتدى الثقافة والأدب :: الشعر والخواطر والزجل المنقول-
انتقل الى: